لتربية وتوجيه سلوكيات الطفل وضبطها في عمر سنتين يبدو أمراً غير سهل؛ فالطفل في هذه المرحلة الحرجة يتصرف بعشوائية وعفوية، من دون اكتراث بالتفريق بين الصواب والخطأ، وفي المقابل نجد أنها فترة أساسية لتعليم الطفل قواعد السلوكيات المقبولة والأخرى المرفوضة..حتى لا يتمادى فيما يفعل. ما يحتاج لمهارات معينة من جانب الآباء. خبيرة التربية الدكتورة ماجدة مصطفى بكلية أصول التربية توضح الأمر وتضع أسساً لتربية الطفل في عمر سنتين.
أسس تربية الأطفال بعمر سنتين
- الخطوط العريضة للتربية تشمل: استخدام القواعد الواضحة مثل ..عدم استخدام أسلوب النهي.
- مساعدته للتعبير عن نفسه ..التعاطف مع مشاغبات الطفل.
- تحديده بروتين ثابت لا يتغير ..تكليفه بمهمات جديدة للمساعدة.
- منحه الوقت الكافي للتعلم ..تعزيز السلوكيات الجيدة لديه.
1-اتركيه..وتعاطفي مع مهاراته
- وبالتفصيل نقول: دعيه يعبر عن نفسه..لعل أهم ما يجب أن يتعلمه الطفل في ذلك الوقت هو التعبير عن نفسه ، وذلك بهدف إكسابه مهارات تعلم اللغة الصحيحة.
- مثل مساعدته على الإشارة إلى الصور، ومعرفة أسماء الأب والأم، والأخوات، وأجزاء الجسم.
- الأطفال في هذا العمر لديهم مهارات تعبير مختلفة، ولكن على الأمهات عدم المقارنة بين الأطفال في نفس العمر، ولا داعي لأي قلق مادامت الأم تلتزم بالتوجيه.
- أظهري التعاطف مع مشاغبات الأطفال الخاصة، فهم في هذا العمر يختلفون؛ فهناك أطفال مشاغبون وآخرون يتصفون بالهدوء .
2-احذري العقاب..استخدمي لطف المعاملة
- يجب الاتفاق على أن العقاب ليس هو المبدأ الأساسي في التعامل مع الطفل في عمر سنتين، بل اللطف في التعامل والمكافأة هما الأساس.
- وأن يُطبق العقاب في حالات خاصة فقط، وبطرق معينة مناسبة لسن الطفل، وكل الحذر من أن تعاقبي طفلك دون أن تخبريه السبب الذي عوقب من أجله.
- وأقنعي نفسك بأن الهدف الصحيح من العقاب، هو إيصال رسالة للطفل بأن الفعل الذي ارتكبه خاطئ؛ حتى لا يكرره مرة أخرى.
3- أعطي طفلك ما يريد لكن بذكاء
- مثال بسيط: إذا أمسك طفلك بكوب زجاجي يحتوي عصيراً فخذيه من يده بهدوء، وصبي له العصير فوراً.
- حالة رغبته في اللعب بكوب الزجاج فحسب دون تناول العصير، قدمي له بديلاً مشابهاً يلعب به مثل إناء بلاستيكي قديم، أو أي لعبة أخرى يحبها.
- احرصي على إبداء رد فعل هادئ وحازم في نفس الوقت تجاه ما يقوم به من أضرار، وحققي رغبة طفلك قدر المستطاع، أو قومي بتقديم بدائل له بذكاء.
- سيتفهم طفلك أنه يمكنه طلب المساعدة في المرة القادمة، عندما يرغب في شيء بدلًا من الاعتماد على نفسه فيما لا يستطيع.
- تعر ّفي إلى المزيد: طفل مارس “برج الحوت”.. مستقبله برّاق ولكنه يحتاج إلى مساعدتك!
4-تجاهلي نوبات غضب طفلك
- تأكدي أولاً أن بكاء الطفل وصراخه ليس بسبب شيء خطير يؤلمه، ثم أخبريه بحزم لكن بهدوء أن يستخدم الكلمات والإشارات لتعرفي ما يريد.
- لا تدخلي معه حربًا بالصراخ أمامه، إذا استمر في الصراخ اتركيه ليهدأ، ثم بعد ذلك احضنيه وأكملي يومك، احرصي على أن تعلميه إشارات خاصة بكلمات معينة يحتاجها.
- هذا التجاهل لنوبات غضب طفلك وصراخه سيخبره بطريقة غير مباشرة؛ أن كثرة البكاء والصراخ هكذا لا يجذب الانتباه، ولا يأتي بنفع.
- ستجدينه مع تكرار نفس رد الفعل يكف عن الغضب، ويلجأ إلى استخدام الكلمات أو الإشارة لتحقيق أو عرض ما يريد.
5- فكري مثل صغيرك
- الفوضى التي يحدثها طفلك في البيت..تثير غضبك؛ فهي تحتاج إلى وقت ومجهود كبير لتعيدي الأمور إلى طبيعتها.
- لكن إذا وضعت نفسك مكان طفلك بعقله الصغير ورغبته الجامحة في الاستكشاف ستجدين تصرفاته منطقية جداً..الأم تتحمل جماليات وأخطاء طفلها أيضاً.
- طفلك في عمر السنتين لا يريد إغضابك بطبيعة الحال، لكن كل ما يهمه هو: استكشاف المكان حوله بقلبه رأساً على عقب دون التفكير في العواقب .
6- تقبلي بعض العشوائية في حياتك
- عليكِ التخلي عن الرغبة في تحقيق المثالية في تنظيم البيت، عليك بتقبل بعض العشوائية في بيت به أطفال؛ فالطفل كائن تلقائي.
- إذا كان ما يفعله الطفل يمثل خطراً أوقفي طفلك عما يفعل بهدوء، وأعطيه بديلاً له؛ فمثلاً ..بدلاً من أن ترسم على الحائط يمكنك الرسم على هذه الأوراق.
-
تعرّفي إلى المزيد: قصص أطفال قبل النوم
7- ضرورة أن تُفهمي طفلك سبب رفضك
- إبداء الرفض دون توضيح أسباب أسهل بالنسبة لكِ، لكنه يصعب على الطفل إدراكه، لهذا عليكِ إفهام الطفل واحترام عقله بتوضيح سبب الرفض.
- وبشكل يناسب سنه، وهذا سيجعله يمتنع من تلقاء نفسه عن السلوك الخاطئ عن اقتناع، وليس عن خوف.
عواقب ضرب الطفل في عمر السنتين
- ضرب الطفل وإهانته وإلحاق إيذاء بدني به..طريقة خطأ للعقاب والمحاسبة، وأسلوب يتسم بالعصبية أكثر منه رغبة في حسن التربية.
- الضرب ينشئ طفلاً غير سوي نفسياً، وبالتعود يصبح الطفل غير مبالٍ، ما سيزيد من عناده.
- أو ربما يستسلم تماماً بضعف للضرب والإهانة الجسدية، فتكونين قد صنعتِ طفلاً جباناً.
- والمعروف أن الآثار النفسية للعنف على الطفل قد تبقى معه حتى نهاية عمره، وما يتلو ذلك من شخصية انسحابية وغير واثقة.
- اختاري عقاباً مناسباً لسن الطفل وطبيعته؛ الأم الحنونة المتفاعلة مع طفلها قد تعاقب بنظرة غضب فقط، أو بالحرمان من حلاوته المفضلة.
- عدم الذهاب إلى الأقارب، أو منعه من اللعب بلعبة معينة يحبها، كما يمكنك تحديد العقاب ومدته “لن تلعب بهذه اللعبة حتى يأتي الليل”.
- وأثناء مدة العقاب لا تمتنعي عن إطعام طفلك والحديث والضحك معه، تطبيق العقاب يكون بهدف التربية وتقويم السلوك، ولا يعني الخصام أو المقاطعة.
- هذا الأسلوب يعلم الطفل أن أمه تحبه حباً غير مشروط.. فيطمئن نفسياً، وتصبح العلاقة بين الطفل وأمه مبنية على الحب والتقدير، وليس على الخوف والرعب.
عدد المشاهدات: 68