الاشواجندا هي اعشاب طبيعية تنمو في بعض مناطق اسيا وافريقيا واوروبا وتعرف ايضا باسم الجينسنج الهندي، وقد استخدمت الاشواجندا في الطب الهندي القديم كمادة مكيفة adaptogen، وذلك يعني أنه يُعتقد انها تزيد قدرة الانسان على تحمل مسببات التوتر البيولوجي او الكيميائي والتكيف معها, ولكن بطرق غير محددة علميا.

ويشيع استخدام الاشواجندا لعلاج التوتر العصبي والارق والمساعدة على دعم قدرات التفكير فهل يدعم العلم الحديث هذه الاستخدامات؟ وما المخاطر التي قد يسببها تناول الاشواجندا؟ وهل ترتبط بتسمم الكبد؟

هل تفيد الاشواجندا في علاج التوتر العصبي والقلق والارق؟

اشارت نتائج بعض الدراسات العلمية إلى أن مستخلص الاشواجندا قد يساعد على تقليل التوتر العصبي والقلق.

ذكرت مراجعة علمية عام 2021 سبع دراسات اختبرت تأثير الاشواجندا. حيث اشارات الدراسات التي تتضمنت 491 شخص بالغ يعانون من التوتر- جميعهم من الهند- الى نجاح الاشواجندا في تقليل التوتر والارق والارهاق وتقليل هرمون الكورتيزول في الجسم وهو هرمون التوتر.

لكن ينبغي ملاحظة انه وبالرغم وجود دراسات مقارنة متعددة تدعم فوائد الاشواجندا، الا ان اغلبها اعتمد على اعداد قليلة من المتطوعين واستمر فترات محدودة.

كما ان اختلاف تركيبة تحضيرات الاشواجندا المستخدمة من دراسة لاخرى واختلاف الجرعات يصعّب التوصية بتحضير او جرعة معينة، كما يزيد من صعوبة التقييم حيث أن الدراسات التي اختبرت كل تحضير أقل بوضوح ولا تصل اعداد المتطوعين فيها الى ما يمكن الاعتماد عليه لاصدار توصيات الطبية مؤكدة.

وقد تضمنت بعض الدراسات استخدام تحضيرات الاشواجندا ضمن نظام غذائي خاص، وذلك يجعل تقييم استخدامها منفردة اقل دقة.

ما هي مخاطر تناول الاشواجندا؟ وهل تسبب تسمم الكبد؟

بشكل عام، يبدو ان تناول الاشواجندا قد يكون آمنا لمدة ثلاثة اشهر لبعض الاشخاص. ولكن أمان الاستمرار في تناولها لشهور أكثر أو لسنوات غير معروف علميا ولا يوصى به، مع ملاحظة عدم وجود توصيات طبية لجرعات فعالة آمنة من الاشواجندا.

ذلك فضلا عن أن فاعلية الاستخدام المستمر غير المعروفة.

ومن المهم ملاحظة ما اشارت الية التقارير العلمية من ارتباط الاشواجندا بمخاطر تسمم بعض اعضاء الجسم وتأثر وظائفها من ضمنها الغدة الدرقية والكبد، كما اشارت التقارير الطبية الى خطورة تناول مرضى سرطان البروستاتا للاشواجندا.

وتجدر الاشارة الى انه  يمنع تناول الاشواجندا للحوامل والمرضعات.

الاشواجندا وتسمم الكبد..

سجلت العديد من الدراسات العلمية حالات تسمم للكبد ارتبطت بتناول الاشواجندا منها حالة رصدت في عام 2021 لسيدة عمرها 39 سنة وصلت  لمستشفيات نيوكاسل البريطانية باعراض الصفراء بعد تناول مستخلص جذور الاشواجندا وقد أكدت التحاليل الباثولوجية تسمم الكبد، وهوه ما ربطه الاطباء بحالات مماثلة سابقة لتأثر الكبد بعد تناول الاشواجندا كمستخلص وحيد او ضمن تركيبة اعشاب (المصدر).

وبشكل عام فإن الاعشاب التي تستخدم لاغراض علاجية ومنها الاشواجندا تعتمد على الاستخدام التقليدي المتوارث من الطب الشعبي، ولم تصل نتائج الدراسات العلمية التي اختبرتها لمستوى يجعل نتائجها مؤكدة طبيا، هذا فضلا عن المخاطر الصحية التي قد تعرض لها بعض الاشخاص وعدم دراسة أمان استخدامها لفترات طويلة.