رواية تكماندو لـ برهان محمد سيفو
تحميل رواية تكماندو pdf توجز رواية تكماندو الأحداث التي مرت بسوريا، منذ عام 1999 وحتى عام 2018 م. وفي هذه الرواية يواجه علي الرجوب التلميذ المتفوق دراسياً ظروف القهر المادي، والعاطفي في قريته الصبار، تلك الظروف التي يحاول الهروب من تبعاتها النفسيَّة والعاطفيَّة عبر الاستغراق في قراءة الكتب التي يواظب على استعارتها من مكتبة مدرسته، وفي أول فرصة أتيحت له للوصول إلى مدينة مكاندو لأداء امتحانات الثانوية العامَّة يلتقي عن طريق الصدفة بزميلته في الدراسة عفاف الراعي، ثم تنشأ بينهما قصة حب كانت بمثابة الولادة الثانيَّة لعلي الرجوب متحرراً من القبضة الفولاذيَّة لوالده الفلاح محمد الرجوب.
ثم تتعاقب الأحداث ونصل الى أزمة عام 2011 حيث الحرب الأهليَّة الطاحنة التي سلبته حبيبته المعلمة سعاد الراعي، والتي خيل للجميع في مكاندو أنها لاقت حتفها على يد كمين لمسلحي الدولة الإسلامية.
تلك الواقعة المؤلمة هزت علي الرجوب الذي كان على وشك اعلان خطوبته على سعاد الراعي بعدما تخرج من الجامعة مهندساً معمارياً، وكادت تلك الواقعة أن تودي به الى الجنون لولا أن تمكن بمساعدة أصدقائه من تهيئة مناخ ملائم للترويح عن أنفسهم من خلال ابتكار سيران أسموه “سيران الياسمين”.
من خلال ذلك السيران راح علي الرجوب، الذي بات واسع الاطلاع والثقافة، ينشر فكره التنويري، إذ كان يعتقد جازماً بأن التنوير هو السبيل الوحيد الممكن لتخليص المجتمع من سلطة رجال الدين، تمهيداً للخلاص من سلطة المستبد الذي يلاقي التغطية، والدعم الكامل من قبل رجال الدين وأتباعهم.
يخوض علي نقاشات حامية مع أحزاب اليسار المتطرف الذي يجسده في الرواية “عدنان عواد”، وكذلك مع المتشددين دينياً هذا التيار الذي يمثله “جمال الخاني”.
ومن خلال سيران الياسمين يلتقي علي بسلمى الأسمر تلك الفتاة المتألقة فيشعر بالانجذاب نحوها بعاطفة قويَّة، ومن ثمَّة يقع في غرامها، وحينما يحددان موعداً لعقد قرانهما تظهر سعاد الراعي التي حررها جمال الخاني الذي كان قد التحق بتنظيم الدولة الإسلامية هرباً من الملاحقات الأمنية المستمرة من قبل سلطات تكماندو.
ولكن ظهور سعاد الراعي قد رافقه أيضاً مصرعها ذبحاً على يد أخيها بجريمة بشعة ظنَّ من خلالها أنَّه يثأر لشرفه اذ كانت سعاد قد فقدت عذريتها مرغمة على يد أحد أمراء الدولة الإسلامية.
ذلك الحدث أصاب علي ومشروعه التنويري في مقتل، فقد صار محبطاً تماماً لا بل باتت تنتابه نوبات هذيان متواصل أودت به الى مصحة نفسية، وفي المشهد قبل الأخير نرى سلمى الأسمر تزوره في تلك المصحة لتودعه فيستقبلها هاذيا بخطبة عن التنوير يبدو معها فاقداً للاتزان تماما.
فتودعه سلمى مصافحة إياه بقبلة حارة بينما كان في انتظارها محمد البني بسيارته الفارهة التي باع كل ما ورثه من ثروة عن والده ليشتريها في سبيل معبودته سلمى ليسافرا معاً إلى جهة مجهولة.
وتنتهي الرواية بمشهد يبشر بغدٍ مشرق جديد، غد تنتفي فيه كل أشكال الظلم، والتخلف والاستبداد.
المؤلف: برهان سيفو.
تحميل رواية تكماندو برهان محمد سيفو PDF
أطفال اليمن… عواقب الحرب تطاول التعليم والتغذية
لم يُحدث انحسار العمليات العسكرية في اليمن هذا العام انفراجات مهمة في الوضع الإنساني السائد، ويحذّر خبراء من ضياع جيل من الأطفال.
يقف أطفال اليمن أمام فوهة مدفع العواقب التي أحدثتها الحرب منذ نحو سبعة أعوام. ومع توالي الأزمات الإنسانية التي يبدو جلياً منذ فترة أنها خرجت عن سيطرة المنظمات الدولية، يجد جيل الحرب نفسه محروماً من كل الخدمات الأساسية، وفي مقدمها التعليم والتغذية. ويعتبر الحرمان من التعليم تحديداً بين المصائب الكبيرة التي نتجت من الحرب المندلعة منذ عام 2015. وأوقع ذلك جيلاً كاملاً من الأطفال “فريسة سهلة” لأطراف النزاع التي لا تتردد في إشراكهم في معاركها العبثية، ودفعهم إلى الخطوط الأمامية، ما يخالف كل شرائع حقوق الأطفال الذين لم يبلغوا السن القانونية لتحديد خياراتهم. وبخلاف ما توقعه كثيرون مع انحسار الأعمال القتالية نسبياً هذا العام، مقارنةً بما عرفته البلاد في العام الأول من الحرب، لا تزال الأوضاع الإنسانية تتدهور في شكل مريع، خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال المنقطعين عن الدراسة.
وكشف تقرير أممي حديث اطلعت عليه “العربي الجديد” أن عدد الأطفال المنقطعين عن الدراسة هذا العام تجاوز مليونين لدى الذكور والإناث ممن هم في سنّ التعليم. وهو رقم مضاعف للمعدل الذي سُجّل في السنوات الأولى للحرب. وتنشغل المنظمات الدولية والسلطات المحلية، بالدرجة الأولى، في توفير احتياجات الغذاء، مع اتساع رقعة الفقر إلى نحو 80 بالمائة من السكان. لكن خبراء يؤكدون أن ظهور جيل كامل من الأطفال غير المتعلمين هو الكارثة الحقيقية الكبرى، “لأنهم قد يتحوّلون في السنوات المقبلة إلى قنبلة موقوتة تهدد كل المجتمع اليمني”.
يقول الباحث التربوي عبد الله المحيا لـ “العربي الجديد”: “تتعمد أطراف النزاع قصف مؤسسات التعليم بشكل أساسي، من أجل نشر الجهل لدى جيل كامل، وجعل أبنائه يشكلون بيئة خصبة للتجنيد وعمالة الأطفال، وارتكاب الجرائم”. ويضيف: “سيصعّب الاستغلال البشع للأطفال إعادة هذا الجيل إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع أكثر من 3 أعوام أو حتى عامين”.
وإلى جانب مهاجمة مرافق التعليم، يشكل توالي النزوح من محافظات تشهد معارك، وبينها مأرب وتعز والحديدة والجوف، أحد العوامل التي تمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، كما يرتبط ذلك بانتشار العنف وتزايد الفقر.
وتحدّث تقرير أصدرته منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية أخيراً عن تضرر 2500 منشأة تعليم منذ بداية الحرب. وأشار إلى أنه “خلال الربع الأول من العام الجاري فقط استهدفت هجمات كثيرة مدارس لبنين ولبنات في محافظات عدة، ما منع تعليم أكثر من 30 ألف طفل”.
وأنشأت سلطات التربية في مناطق حضرية داخل المدن أماكن بديلة لمنح حصص التدريس. لكن الأطفال النازحين دفعوا ثمناً باهظاً مع استمرار تنقلهم بين مواقع عدة خلال العام الدراسي، وبينهم أطفال من مأرب الذين قدّرت مصادر حقوقية عددهم بأكثر من 28 ألفاً خلال النصف الأول من عام 2021. وكشفت هذه السلطات أن الأطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة والموجودين في مخيمات تحديداً “يواجهون واقعاً مريراً، في ظل عدم قدرة 9 من كل 10 منهم على الحصول على تعليم ومياه نظيفة وطعام”.
وباشر الاتحاد الأوروبي الاهتمام بالأطفال في مخيمات النازحين، وساهم في حصول حوالى 30 ألفاً منهم على تعليم آمن عبر إلحاقهم بـ 20 مدرسة ومخيمين للنازحين في محافظتي عدن ولحج، حيث استفاد الأطفال من مساحات تعليم مؤقتة تلقوا فيها دروساً، وحصلوا على دعم نفسي واجتماعي وتوجيهي خفّف عنهم بعض معاناة النزوح.
ووقع أطفال اليمن فريسة سهلة لأمراض وأوبئة مختلفة ضربت أجسادهم الهزيلة خلال سنوات الحرب، في ظل تضاعف معدلات سوء التغذية مع اتساع رقعة الفقر في كل مدن البلاد. وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن أن مشاريعه استهدفت توفير حصص لـ 11.9 مليون نسمة في يونيو/ حزيران 2021. وطالب بالحصول على 458 مليون دولار إضافية كي يستطيع مواصلة تنفيذ التزاماته حتى نهاية العام الجاري. وفيما يملك كبار السن قدرة أكبر على التكيّف مع الظروف الحياتية ونوعية الغذاء المتوافر وكميته، يجد الأطفال، وخصوصاً أولئك دون الخامسة من العمر، أنفسهم ضحية سوء التغذية الحادّ، خصوصاً من يقطنون في محافظات الحديدة وصعدة وتعز وحجة ولحج. ووفقاً لتقرير أممي اطّلعت عليه “العربي الجديد”، ارتفع نحو 16 في المائة معدل سوء التغذية الحاد القريب من المجاعة خلال عام 2020، وذلك استناداً إلى تحليل أرقام 133 مديرية يقطنها 1.4 مليون طفل. وكان تقرير أصدره برنامج الأغذية العالمي عام 2019 قد أظهر معاناة أكثر من مليونَي طفل يمني من سوء التغذية، وأن طفلاً واحداً يموت كلّ 10 دقائق لأسباب يمكن تجنّبها. وأشار حينها إلى أن 80 في المائة من سكان اليمن (24 مليوناً) يحتاجون إلى مساعدات إغاثة تنقذ حياتهم.
لا يتوقف الخطر المحدق بأطفال اليمن عند المعدلات المرعبة لسوء التغذية، إذ تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن أطفال محافظة صعدة (شمال)، حيث معقل جماعة الحوثيين المحاذي للحدود مع السعودية، يعيشون الكارثة الأكبر في كل المقاييس، والمتمثلة بتسجيلها أعلى معدلات لـ “التقزم” بين الأطفال في العالم، الذي يشمل 8 من أصل 10 أطفال يعانون من سوء تغذية مزمن. وأبلغ مكتب “يونيسف” في اليمن “العربي الجديد” أن “مستويات التقزّم بين الأطفال دون الخامسة من العمر وصلت إلى مستويات قياسية تناهز نسبة 45 في المائة، وهي تعتبر بين الأعلى في العالم، بحسب إحصاءات ديموغرافية وصحية. وعزت “يونيسف” الظاهرة إلى أسباب كثيرة، أهمها الحمل المبكر الذي ينتشر في شكل واسع في اليمن جراء الزواج المبكر، وإلى الأمراض المنقولة عبر المياه غير النظيفة. وقد هدّد “التقزم” مصير أطفال اليمن بلا استثناء خلال سنوات الحرب، لكن محافظات صعدة وريمة وعمران وذمار تشهد أرقاماً مفزعة.
وتخشى “يونيسف” من التأثيرات السلبية لانقطاع الأطفال عن الدراسة على حاضرهم ومستقبلهم. وتقول إن “الفتيات يجبرن على الزواج في سن مبكرة، كما يدفع أطفال من الذكور والإناث معاً إلى العمل بالإكراه، أو تجنيد الذكور تحديداً في القتال، والذي شمل أكثر من 3600 منهم في السنوات الأخيرة”.
حياة كريمة تصنع المعجزات في قرى بني سويف.. والأهالي: حولت أحلامنا إلى حقيقة
حققت المبادرة الرئاسية حياة كريمة، نجاحا كبيرا، منذ البدء في تنفيذها، لتغيير وجه الحياة للأفضل بقرى الريف والصعيد، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالاهتمام بتلك القرى، وتقديم حياة كريمة تليق بالأهالي.
مركز ومدينة ببا، إحدى المدن في بني سويف، التي جاءت في المرحلة الأولى من المبادرة، التي تم تقسيمها إلى 3 مراحل.
يقول مدحت صلاح، رئيس مجلس مدينة ببا: إن الرئيس السيسي أطلق بهذه المبادرة إشارة البدء في معركة بناء حقيقية، لتطوير الريف المصري بميزانيات غير محدودة، من أجل تحقيق التنمية الشاملة بكل مستوياتها، تعليميا وصحيا واقتصاديا، ولقد كان من حسن حظنا في ببا، أنه وقع علينا الاختيار، لنكون ضمن المرحلة الأولى من المبادرة، وذلك نظرا للحالة الصعبة التي كان أهالي القرى البباوية يعانون منها.
ويضيف صلاح، أن إجمالي المشروعات المدرج تنفيذها بقرى المركز والمدينة، تصل إلى 1131 مشروعا موزعة على عدة قطاعات ومحاور، فمثلا محور الصرف الصحي، يتم التنفيذ حاليا في 40 مشروعا في قرى: طرشوب وعلى كيلاني، والزاوية وزاوية الناوية، وهربشنت وبنى مؤمنة، والشهيد حسن علام وفزارة وطحا البيشة، وغياضة الغربية والبرانقة، والفقاعي وبني ماضي، وكفر جمعة، ومنية الجيد وجزيرة الفقاعي والضباعنة.
وأردف: أما محور مياه الشرب، فهناك 216 مشروعا، بدأ التنفيذ الفعلي بها في قرى: سدس وطنسا وبني قاسم، وطحا وغياضة والبرانقة وبني محمد، والملاحيات، وصفط راشين وبني مؤمنة، وأبو شربان، وأبو دخان، وبني هاشم، وغياضة الشرقية وبني خليل، والجزيرة الشرقية وجزيرة ببا، وكفر ناصر وهلية والزاوية وعلي كيلاني، وطرشوب والمشارقة وكفر منصور وقمبش وبني أحمد وطوه ومنيل موسى، وفي محور التعليم هناك 36 مشروعا أيضا في العديد من القرى.
وتابع مدحت صلاح: في محور الري هناك 22 مشروعًا، أما محور الصحة 15 مشروعًا، ومحور الشباب والرياضة 20 مشروعًا.
وأشار رئيس مدينة ببا، إلى أنه أيضا من ضمن المبادرة، إقامة 6 مجمعات خدمات زراعية، بقرى طنسا وقمبش وصفط راشين وهلية وجزيرة ببا وسدس، وكذلك إقامة 6 مجمعات للخدمات الحكومية، بقرى جزيرة ببا، وسدس وهلية وقمبش وطنسا، وصفط راشين، علاوة على 3 مشروعات للغاز الطبيعي، بسدس وببا وهلية ومشروع للتضامن الاجتماعي بجبل النور، بالإضافة إلى 5 مشروعات للإسعاف، و46 في مجال الكهرباء، مؤكدا أن هناك أيضا 715 مشروعا بخلاف ذلك مدرجة، وسيتم البدء في تنفيذها الفترة المقبلة.
من جانبهم، أشاد الكثير من المواطنين بهذه المشروعات، التي تهدف لتحسين مستوى معيشتهم، وتعمل على تغييرها للأفضل.
يقول رجب أحمد، موظف بالتربية والتعليم، من أبناء عزبة نجيب، بمركز ببا: كنا نحلم بإنارة القرية، وبالفعل تم زرع أعمدة إنارة جديدة للعزبة، بالإضافة إلى إدراجها ضمن مشروع الصرف الصحي، وتم بالفعل نقل أعمدة الضغط العالي، التي كانت ترعب أهالي القرية وتم إنشاء كوبرى إضافي لها.
وفى لافتة تعكس مدى رضا المواطن الريفي، عن الإنجازات التي يتم تنفيذها، توجه المواطنون بمركز ببا بالشكر إلى الرئيس السيسي، لاهتمامه بهم، وإدراج قرى المركز ضمن المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، لافتين إلى أن المبادرة حولت أحلامهم إلى حقيقة.
"حرب القذائف" ترافق التصعيد السياسي في أوكرانيا
أعلن البيت الأبيض، السبت 19 فبراير (شباط) الحالي، أن روسيا قد تشن هجوماً على أوكرانيا في أي وقت، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الأحد (20 فبراير) لمناقشة الوضع.
وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق السبت، تدريبات لقوات الصواريخ النووية الاستراتيجية الروسية، بينما قالت واشنطن، إن القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية “تتقدم وتستعد للهجوم”.
القوات الروسية تقترب
وفي ظل مخاوف الدول الغربية مما قد يكون أحد أسوأ الصراعات منذ الحرب الباردة، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن القوات الروسية بدأت “تقترب أكثر” من الحدود مع جارتها السوفياتية السابقة. وأضاف أوستن، في مؤتمر صحافي في ليتوانيا، “نأمل أن يتراجع (بوتين) عن حافة الحرب”، مضيفاً، “من الممكن تجنب غزو أوكرانيا”.
وأمرت روسيا الجيش بحشد قواته، وطالبت حلف شمال الأطلسي بعدم ضم أوكرانيا إليه، وقالت إن التوقعات الغربية بأنها تخطط لغزو أوكرانيا “خاطئة وخطيرة”. مؤكدة أنها بدأت في سحب قواتها، لكن واشنطن وحلفاءها قالوا، إن الحشد العسكري “يزداد”.
أوكرانيا تغلق نقطة تفتيش في دونباس بسبب قصف
في هذه الأثناء، أعلن الجيش الأوكراني تعليق العمليات في واحدة من سبع نقاط تفتيش في منطقة دونباس الشرقية التي يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من روسيا بسبب قصف مكثف.
وكتب الجيش الأوكراني على “فيسبوك”، أن الانفصاليين أطلقوا النار ثلاث مرات على نقطة تفتيش شاستيا، السبت، باستخدام قذائف المورتر والقواذف الثقيلة المضادة للدبابات وزادت انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب الانفصاليين إلى 136 من 66 يوم الجمعة.
وقتل جنديان أوكرانيان وأصيب أربعة، السبت.
وقال الجيش إنه نظراً “لتصعيد الموقف… وعدم القدرة على ضمان سلامة السكان المدنيين” الذين يستخدمون نقطة التفتيش، أوقفت القيادة استخدامها من الساعة الثامنة صباحاً (0600 بتوقيت غرينتش) الأحد “خلال فترة التهديد”.
واتهم مسؤولون من الانفصاليين أوكرانيا على موقع “تليغرام” بقصف مناطق يسيطر عليها الانفصاليون وقالوا إنهم اضطروا إلى الرد.
خطة أوكرانية
قال انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا، السبت، إنهم اكتشفوا خطة وضعتها كييف للاستيلاء على الأراضي التي يسيطرون عليها في شرق أوكرانيا بالقوة وعرضوا رجلاً قالوا، إنه جاسوس أوكراني.
وأعلن الانفصاليون تعبئة عسكرية عامة بعد يوم من إصدار أوامر للنساء والأطفال بالرحيل إلى روسيا
ورفضت السلطات في العاصمة الأوكرانية بسرعة الخطة المزعومة باعتبارها مزيفة وتجاهلت مزاعم التجسس في الماضي، ولكن مثل هذه التقارير تسهم في تصعيد التوتر.
ونفت كييف بشكل قاطع هذا الاتهام. وقالت، ومعها زعماء غربيون، إن الحشد والإجلاء وتصعيد القصف على خط وقف إطلاق النار خلال الأيام الماضية “جزء من خطة روسيا لخلق ذريعة لغزو أوكرانيا”.
ونفى وزير الخارجية الأوكراني سقوط أي قذائف أوكرانية على الأراضي الروسية، وطالب بإجراء تحقيق دولي مستقل في الحوادث المزعومة.
واتهم الجيش الأوكراني روسيا بتزوير صور القذائف لتوضيح أنها أوكرانية، وقال إن المرتزقة وصلوا إلى شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون للقيام باستفزازات بالتعاون مع القوات الخاصة الروسية.
وأضاف الجيش “الغرض من هذه الاستفزازات سيكون بالطبع اتهام أوكرانيا بمزيد من التصعيد”.
تعبئة عسكرية عامة
وقال دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد في دونباس بشرق أوكرانيا، في بيان مصور، إنه وقع مرسوماً بشأن التعبئة العامة، ودعا الرجال “القادرين على حمل السلاح” للحضور إلى المراكز العسكرية.
وبعد ذلك بوقت قصير، وقع ليونيد باشنيك زعيم جمهورية لوجانسك الانفصالية الشعبية على مرسوم مماثل.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن عشرة آلاف شخص وصلوا حتى الآن إلى روسيا.
وفي هذا السياق، اتجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ميونيخ لحضور مؤتمر الأمن، السبت، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وسيلتقي أيضاً المستشار الألماني أولاف شولتز ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس.
وسعياً لخفض التوتر، سيجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، الأحد.
دوي انفجارات
وقال شاهد من “رويترز”، إن دوي انفجارات متعددة سمعت، صباح السبت، في شمال مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا، بينما كان مزيد من السكان يستعدون للرحيل في حافلات. وقالت أوكرانيا في وقت سابق، إن أحد جنودها لقي حتفه.
وأمس الجمعة، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي حذر مراراً من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، إنه يعتقد الآن أن روسيا ستستهدف العاصمة الأوكرانية، لكنه “لا يعتقد” أن بوتين يفكر حتى ولو على نحو مستبعد في استخدام أسلحة نووية.
وقال بايدن، للصحافيين في البيت الأبيض، “لدينا ما يدعونا للاعتقاد أن القوات الروسية تخطط وتنوي مهاجمة أوكرانيا في الأسبوع المقبل، في الأيام المقبلة”، مضيفاً، “إنني مقتنع في هذه اللحظة بأنه اتخذ هذا القرار”.
قال الكرملين إن روسيا أجرت بنجاح تجارب إطلاق صواريخ تفوق سرعة الصوت وصواريخ كروز في البحر على أهداف برية خلال مناوراتها العسكرية.
تدريبات نووية
وشهد بوتين التدريبات مع رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو عبر شاشات داخل ما سماه الكرملين “مركز العمليات”.
وقال أوستن، إن التدريبات النووية تثير القلق بين قادة الدفاع في جميع أنحاء العالم، إذ يركز الجيش الروسي على حشد هائل للقوات حول أوكرانيا، وهناك خطر من وقوع “حادث أو خطأ”.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير سيرغي لافروف، أبلغ نظيره الفرنسي عبر الهاتف بأن “تجاهل حقوق روسيا المشروعة في هذه المنطقة يؤثر سلباً على الاستقرار ليس فقط في القارة الأوروبية، لكن أيضاً في العالم”.
وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن روسيا تعلم أن الحلف لا يستطيع تلبية مطالبها التي تتضمن انسحاب قواته من دول شرق أوروبا الشيوعية السابقة التي اختارت الانضمام إلى الحلف.
وذكرت شركة ماكسار لتكنولوجيا الفضاء، التي ترصد المستجدات بصور عبر أقمار صناعية، أنه جرى نشر طائرات هليكوبتر جديدة ومجموعة قتالية للدبابات وناقلات جند مدرعة ومعدات دعم في روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
إليكم تغطيتنا للتطورات بشأن الأزمة الأوكرانية عندما حدثت.
لماذا انقسم المغردون حول استخدام الرياضة كسلاح سياسي ضد روسيا؟
بالتزامن مع استمرار المواجهات بين القوات الروسية والأوكرانية على أرض الميدان، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي الكثير من النقاش حول الغزو الروسي وتبعاته من عدة زوايا، ومن بينها العلاقة بين السياسة والرياضة.
وكانت عدة هيئات رياضية أوروبية ودولية قد قررت حظر أو وضع قيود على مشاركة الرياضيين الروس في كثير من المنافسات الرياضية المقبلة.
ولعل أبرز تلك القرارات منع المنتخب الروسي من خوض منافسات ملحق التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر.
كما أعرب عدد من الرياضيين عن تضامنهم مع أوكرانيا وشعبها، بينما ألقت الأزمة بظلالها على نادي تشلسي الإنجليزي، الذي قرر مالكه الروسي، رومان أبراموفيتش، عرضه للبيع.
وجاءت تلك القرارات الرياضية لتثير اهتمام كثير من المعلقين وتساؤلاتهم حول العلاقة بين ساحات المعارك والملاعب الرياضية في نقاش كانت له أبعاد عدة، كان ظاهرا عليها الانحيازات السياسية بل والرياضية أحيانا.
مواضيع قد تهمك نهاية
وانعكس الاستقطاب الإلكتروني بين مؤيدين لأوكرانيا وداعمين لروسيا على كثير من التعليقات.
فقطاع من المؤيدين لكييف رأى في الأمر “دعما مبررا لحق شعب تعرض للغزو”.
في المقابل وصف البعض تلك القرارات بأنها تظهر “تبعية الكيانات الرياضية للغرب في حربه ضد روسيا”.
وبين هذا وذلك وقف فريق آخر يستنكر سياسة “الكيل بمكيالين” التي تتبعها المؤسسات الرياضية الغربية التي “تتجاهل الاعتداءات التي تتعرض لها شعوب عربية إسلامية”.
وبالتوازي مع هذا النقاش امتدح معلقون تعاطف رياضيين مع أوكرانيا، بينما رفضه آخرون، سواء بوصفه زجا بالسياسة في ميادين الرياضة، أو لأنه يظهر “الازدواجية التي يتعامل بها الغرب مع أزماته ويتجاهل مآسي منطقتنا” على حد قولهم.
كما تطرق مغردون إلى إعلان رياضيين من أوكرانيا الانخراط في جيش بلادهم ضد الغزو الروسي.
إلا أن النقاش لم يقف عند هذا الحد بل تطرق إلى جوهر الأمر وهو طبيعة العلاقة بين السياسة والرياضة.
فالبعض شدد على ضرورة الفصل التام بين العالمين للحفاظ على حيادية المنافسات الرياضية ولتأكيد فكرة أن الرياضة “أداة للتواصل والتعاون بين الشعوب”.
لكن من المعلقين من رأى أن الحديث عن فصل تام بين العالمين هو “أمر غير واقعي يتجاهل حقيقة العالم الذي نعيش فيه”.
كما أثار قرار نية مالك تشيلسي بيع الفريق جدلا حول أوضاع الأندية العالمية واستحواذ رجال أعمال مقربين من السلطات الحاكمة في بلادهم عليها، بينما أثنى فريق على إنجازات الفريق خلال حقبة الملياردير الروسي.
وكان لافتا أن البعض من المعلقين استشهدوا بالتاريخ لدعم مواقفهم، التي ترى أن عالمي الرياضة والسياسية يتداخلان بشكل لا يمكن إنكاره، بداية من أولمبياد برلين 1936 الذي حاول النظام النازي الألماني استغلاله لدعم أفكاره العنصرية، وصولا إلى المقاطعة الغربية لأولمبياد موسكو عام 1980 احتجاجا على الغزو السوفيتي لأفغانستان.
ويبدو أن تواصل المواجهات العسكرية في أوكرانيا قد تصاحبه مزيد من القرارات الرياضية ضد روسيا، وهو ما سيعني استمرار النقاش الإلكتروني في العالم العربي عن طبيعة العلاقة بين ميادين السياسة والحرب من جهة والملاعب الرياضية من جهة أخرى.
حرب روسيا وأوكرانيا.. أزمة خبز تطلّ برأسها بالشرق الأوسط
أصبحت 8 دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مهددة بأزمة خبز جراء التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حسب خبراء الاقتصاد، فمع ارتفاع أسعار القمح عالميًّا أصبحت دول المغرب ومصر ولبنان واليمن وليبيا وماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش، مهددة بارتفاع أسعار الخبز.
ويستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، بينما صدرت أوكرانيا أيضًا في عام 2020 أكثر من 20% من القمح لماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش.
وتشكّل روسيا وأوكرانيا ما يصل إلى ثلث صادرات القمح عالميًّا، حيث يذهب الكثير من هذه الصادرات للشرق الأوسط للحفاظ على أسعار الخبز في متناول الجميع، حسب صحيفة “وول ستريت” الأميركية.
أسوأ سيناريو عالمي
وفي الآونة الأخيرة، توجّه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا، كما أدّت موجات الجفاف التاريخية في تلك البلدان العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
ودفعت التوترات المتصاعدة على حدود روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر يناير الماضي إلى نحو 8 دولارات للبوشل (مكيال الحبوب).
وتعرف أوكرانيا بـ”سلة الخبز في أوروبا”، وهي مسؤولة عن 10% من صادرات القمح في العالم، كما تعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين لمصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حسب الصحيفة.
ويقول محللون إن التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحدّ من الصادرات الروسية سيُمثّلان أسوأ سيناريو عالمي كما يمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح لكلا البلدين.
ويقول أندري سيزوف، العضو المنتدب لشركة “سوفيكون”، وهي شركة أبحاث روسية تركّز على أسواق الحبوب في البحر الأسود، لصحيفة “وول ستريت” الأميركية، إن الأضرار التي قد تحيق بالبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا قد تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و20%..
ويستفيد المشترون في الشرق الأوسط من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور وسيتعيّن عليهم دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.
ويقول الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، إن الأزمة الأوكرانية الروسية قد تؤثّر على أسعار القمح، لأن الدولتين من كبار المصدرين حول العالم.
ويضيف، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “روسيا وأوكرانيا قد تحجمان عن تصدير جزءٍ من حصة القمح تحسّبًا لاحتمالية نشوب حرب على خلفية الأزمة الراهنة”، مشيرًا إلى أن سعر الخبز ارتفع بقيمة 30% تقريبًا في روسيا.
رشوان يؤكّد أنه “لن تحدث حرب، لكن روسيا تتحسب لتفاقم الأزمة مع أوكرانيا خلال الفترة المقبلة”، ويتابع أن “واشنطن تفتعل أخبارًا بشأن الأزمة الأوكرانية، وهو ما أثّر سلبًا على اقتصاد كييف”.
أوكرانيا الأولى عالميًّا
وخلال العقد الأخير، صعدت أوكرانيا إلى المراتب الأولى في صادرات الحبوب حيث كانت تهدف هذا العام إلى احتلال المرتبة الثالثة في القمح والمرتبة الرابعة في الذرة.
والاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية قبل 8 سنوات لم يعرقل صادرات الحبوب، لكن مخاوف عدم الاستقرار في العملة الأوكرانية هي التي قد تؤثّر على صادرات المحاصيل، حسب وكالة “رويترز”.
ويقول أليكس سميث، المحلّل الزراعي لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن التهديدات لصادرات القمح الأوكرانية تشكّل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي.
ويضيف أنه إذا حدث هجوم على أوكرانيا، قد يؤدي ذلك إلى استيلاء روسي على الأرض، مما قد يؤدّي لانخفاض إنتاج القمح وسط فرار المزارعين وتدمير البنية التحتية.
من ناحية أخرى، صدرت أوكرانيا أكثر من 8 ملايين طن من الذرة إلى الصين في عام 2020، وهو ما يزيد قليلًا على ربع إجمالي صادرات الذرة الأوكرانية في ذلك العام، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، لذلك قد يؤدي نقص الذرة الأوكراني إلى قيام الصين بشراء الذرة من الولايات المتحدة الأميركية.
وحسب “رويترز”، تشكّل صادرات الحبوب حجر الزاوية في الاقتصاد الأوكراني، ومن المتوقع أن تصدر البلاد هذا العام أكثر من ثلاثة أرباع محصولها المحلي من الذرة والقمح.
كما تزداد أهمية أوكرانيا بالنسبة إلى البذور الزيتية لأنها تمثل نصف صادرات زيت عباد الشمس في العالم، وهي المصدر الثالث لبذور اللفت.
وفي هذا العام، من المتوقع أن تمثّل أوكرانيا 12% من صادرات القمح العالمية، و16% للذرة، و18% للشعير، و19% لبذور اللفت.
ومعلقًا يقول الباحث المغربي بالعلاقات الدولية نبيل الأندلسي، إن المغرب يدرس سيناريوهات متعددة لضمان الإمدادات الرئيسية من القمح في ظل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما أن البلدين مصدّران رئيسيان للقمح في العالم.
وأضاف، في تصريح لصحيفة “هسبريس” الإلكترونية، أن “الأزمة الروسية الأوكرانية ستكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة ولا شك في حالة استمرار التصعيد ونشوب حرب بين البلدين”.
وأوضح الأندلسي أن “الأزمة ستكون قاسية على عددٍ من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها المغرب بطبيعة الحال، لكون القمح من أهم المواد الأساسية عند الشعب المغربي بسبب نمطه الغذائي”.
مصر لن تتأثر
وعن مدى تأثير الأزمة الأوكرانية على إمدادات القمح لمصر، أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين المصري، أنه اتخذنا إجراءات تحوطية لتأمين مخزون القمح وعملنا على تنويع مناسئ الاستيراد كالولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ورومانيا وأوكرانيا.
وحسب بيان، قامت وزارة التموين المصرية بتكوين احتياطي استراتيجي من القمح يكفي أكثر من 5 أشهر، كما لن تؤثر الأزمة على إمدادات القمح لمصر.
وحول تأثير الأزمة على سوق الغذاء العالمي، يقول المصيلحي: “وجود المناوشات بين أكبر مصدري القمح والغلال في العالم يثير حالة من عدم اليقين في السوق”.
ويتّهم الغرب روسيا بالتخطيط لـ”غزو أوكرانيا”، بينما تنفي موسكو هذه الادعاءات وتحمّل شركاءها الغربيين المسؤولية عن “تأجيج الهستيريا”.
وأدّت التصريحات الواردة من الولايات المتحدة بشأن هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا، إلى اهتزاز أسواق المال العالمية.
كما سجّلت أسعار النفط، أعلى مستوى منذ أكثر من 7 سنوات، وسط مخاوف من فرض عقوبات أميركية على روسيا وتعطيل صادرات الطاقة من أكبر منتج في العالم.
ويستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، بينما صدرت أوكرانيا أيضًا في عام 2020 أكثر من 20% من القمح لماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش.
وتشكّل روسيا وأوكرانيا ما يصل إلى ثلث صادرات القمح عالميًّا، حيث يذهب الكثير من هذه الصادرات للشرق الأوسط للحفاظ على أسعار الخبز في متناول الجميع، حسب صحيفة “وول ستريت” الأميركية.
أسوأ سيناريو عالمي
وفي الآونة الأخيرة، توجّه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا، كما أدّت موجات الجفاف التاريخية في تلك البلدان العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
ودفعت التوترات المتصاعدة على حدود روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر يناير الماضي إلى نحو 8 دولارات للبوشل (مكيال الحبوب).
وتعرف أوكرانيا بـ”سلة الخبز في أوروبا”، وهي مسؤولة عن 10% من صادرات القمح في العالم، كما تعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين لمصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حسب الصحيفة.
ويقول محللون إن التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحدّ من الصادرات الروسية سيُمثّلان أسوأ سيناريو عالمي كما يمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح لكلا البلدين.
ويقول أندري سيزوف، العضو المنتدب لشركة “سوفيكون”، وهي شركة أبحاث روسية تركّز على أسواق الحبوب في البحر الأسود، لصحيفة “وول ستريت” الأميركية، إن الأضرار التي قد تحيق بالبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا قد تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و20%..
ويستفيد المشترون في الشرق الأوسط من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور وسيتعيّن عليهم دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.
ويقول الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، إن الأزمة الأوكرانية الروسية قد تؤثّر على أسعار القمح، لأن الدولتين من كبار المصدرين حول العالم.
ويضيف، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “روسيا وأوكرانيا قد تحجمان عن تصدير جزءٍ من حصة القمح تحسّبًا لاحتمالية نشوب حرب على خلفية الأزمة الراهنة”، مشيرًا إلى أن سعر الخبز ارتفع بقيمة 30% تقريبًا في روسيا.
رشوان يؤكّد أنه “لن تحدث حرب، لكن روسيا تتحسب لتفاقم الأزمة مع أوكرانيا خلال الفترة المقبلة”، ويتابع أن “واشنطن تفتعل أخبارًا بشأن الأزمة الأوكرانية، وهو ما أثّر سلبًا على اقتصاد كييف”.
أوكرانيا الأولى عالميًّا
وخلال العقد الأخير، صعدت أوكرانيا إلى المراتب الأولى في صادرات الحبوب حيث كانت تهدف هذا العام إلى احتلال المرتبة الثالثة في القمح والمرتبة الرابعة في الذرة.
والاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية قبل 8 سنوات لم يعرقل صادرات الحبوب، لكن مخاوف عدم الاستقرار في العملة الأوكرانية هي التي قد تؤثّر على صادرات المحاصيل، حسب وكالة “رويترز”.
ويقول أليكس سميث، المحلّل الزراعي لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن التهديدات لصادرات القمح الأوكرانية تشكّل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي.
ويضيف أنه إذا حدث هجوم على أوكرانيا، قد يؤدي ذلك إلى استيلاء روسي على الأرض، مما قد يؤدّي لانخفاض إنتاج القمح وسط فرار المزارعين وتدمير البنية التحتية.
من ناحية أخرى، صدرت أوكرانيا أكثر من 8 ملايين طن من الذرة إلى الصين في عام 2020، وهو ما يزيد قليلًا على ربع إجمالي صادرات الذرة الأوكرانية في ذلك العام، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، لذلك قد يؤدي نقص الذرة الأوكراني إلى قيام الصين بشراء الذرة من الولايات المتحدة الأميركية.
وحسب “رويترز”، تشكّل صادرات الحبوب حجر الزاوية في الاقتصاد الأوكراني، ومن المتوقع أن تصدر البلاد هذا العام أكثر من ثلاثة أرباع محصولها المحلي من الذرة والقمح.
كما تزداد أهمية أوكرانيا بالنسبة إلى البذور الزيتية لأنها تمثل نصف صادرات زيت عباد الشمس في العالم، وهي المصدر الثالث لبذور اللفت.
وفي هذا العام، من المتوقع أن تمثّل أوكرانيا 12% من صادرات القمح العالمية، و16% للذرة، و18% للشعير، و19% لبذور اللفت.
ومعلقًا يقول الباحث المغربي بالعلاقات الدولية نبيل الأندلسي، إن المغرب يدرس سيناريوهات متعددة لضمان الإمدادات الرئيسية من القمح في ظل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما أن البلدين مصدّران رئيسيان للقمح في العالم.
وأضاف، في تصريح لصحيفة “هسبريس” الإلكترونية، أن “الأزمة الروسية الأوكرانية ستكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة ولا شك في حالة استمرار التصعيد ونشوب حرب بين البلدين”.
وأوضح الأندلسي أن “الأزمة ستكون قاسية على عددٍ من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها المغرب بطبيعة الحال، لكون القمح من أهم المواد الأساسية عند الشعب المغربي بسبب نمطه الغذائي”.
مصر لن تتأثر
وعن مدى تأثير الأزمة الأوكرانية على إمدادات القمح لمصر، أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين المصري، أنه اتخذنا إجراءات تحوطية لتأمين مخزون القمح وعملنا على تنويع مناسئ الاستيراد كالولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ورومانيا وأوكرانيا.
وحسب بيان، قامت وزارة التموين المصرية بتكوين احتياطي استراتيجي من القمح يكفي أكثر من 5 أشهر، كما لن تؤثر الأزمة على إمدادات القمح لمصر.
وحول تأثير الأزمة على سوق الغذاء العالمي، يقول المصيلحي: “وجود المناوشات بين أكبر مصدري القمح والغلال في العالم يثير حالة من عدم اليقين في السوق”.
ويتّهم الغرب روسيا بالتخطيط لـ”غزو أوكرانيا”، بينما تنفي موسكو هذه الادعاءات وتحمّل شركاءها الغربيين المسؤولية عن “تأجيج الهستيريا”.
وأدّت التصريحات الواردة من الولايات المتحدة بشأن هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا، إلى اهتزاز أسواق المال العالمية.
كما سجّلت أسعار النفط، أعلى مستوى منذ أكثر من 7 سنوات، وسط مخاوف من فرض عقوبات أميركية على روسيا وتعطيل صادرات الطاقة من أكبر منتج في العالم.
تحليل: أمل تمنحه ألمانيا لطلاب عرب وأفارقة فارين من حرب أوكرانيا؟
الطلاب العرب والأفارقة الفارين من حرب أوكرانيا ووجدوا في ألمانيا ملاذا آمنا، تنتابهم حيرة حول المستقبل. السلطات الألمانية لم تحسم بعد أوضاعهم القانونية والأنباء من أوكرانيا مفزعة. ألمانيا يمكنها أن تمنحهم أملا، لكن كيف؟
بدخول الغزو الروسي لأوكرانيا أسبوعه الثالث، تزداد أهوال الحرب، ويتدفق المزيد من الفارين من جحيمها، وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن عدد اللاجئين من أوكرانيا إلى دول الجوار وبلدان الإتحاد الأوروبي قد تجاوز مليوني شخص.
وبحسب وتيرة توافد هؤلاء إلى ألمانيا يتوقع أن يصل إليها مع نهاية الأسبوع الحالي، قرابة 100 ألف شخص، بمعدل يتجاوز خمسة آلاف شخص يوميا، وهو رقم يتوقع أن يرتفع في غضون الأيام المقبلة، إذا أخذنا بعين الاعتبار تكدس أعداد اللاجئين الأوكرانيين في كل من بولندا المجاورة ورومانيا.
وفتحت ألمانيا أبوابها للفارين من ويلات حرب أوكرانيا، وذلك استنادا إلى قرار الإتحاد الأوروبي وإجراءات الحكومة الإتحادية الألمانية وحكومات الولايات. ويفد إلى ألمانيا آلاف الفارين من حرب أوكرانيا، ممن لا يحملون الجنسية الأوكرانية، وضمنهم مئات من الطلاب العرب والأفارقة الذين اضطروا لترك مقاعد الدراسة في الجامعات الأوكرانية.
بوصولهم إلى ألمانيا، يتنفس الطلاب العرب والأفارقة الصعداء، بعد رحلة فرار رهيبة على حافة الموت وتحت قصف الآلة الحربية الروسية. ورغم أنه يتم استقبالهم في مراكز خاصة للوافدين من أوكرانيا ثم توجيههم إلى مناطق معينة للإقامة المؤقتة، إلا أنهم يجدون أنفسهم في دوامة بسبب الإجراءات المعقدة التي يتعين عليهم اتباعها دون أن يعرفوا مآلاتها في نهاية المطاف.
ولكن يطرح السؤال: ألا يتعين على ألمانيا التي تتميز سياسة اللجوء فيها بطابعها الإنساني، حسم الأمور باستقبالهم وتوجيههم للدراسة في الجامعات الألمانية؟
فور وصول أولى قوافل اللاجئين الفارين من أوكرانيا، باشرت ألمانيا باستقبالهم حتى قبل صدور قرار أوروبي يحدد قواعد الحماية المؤقتة التي تسري لمدة تصل إلى ثلاثة سنوات، ويتم تطبيقها بشكل فوري ودون عراقيل بيروقراطية، كما شددت على ذلك الحكومة الإتحادية. ولا يخضع دخول الرعايا الأوكرانيين إلى الدول الأوروبية أصلا لتأشيرات، وبموجب قواعد الحماية المؤقتة يستفيدون من سكن ومساعدات اجتماعية وحق العمل، وهو ما يوفر لهم ظروف استقبال أفضل مقارنة باللاجئين السوريين سنة 2015.
أما الوافدون من أوكرانيا من غير الحاملين للجنسية الأوكرانية، فلا يتمتعون فوريا بقواعد الحماية المؤقتة، ويتم التعامل معهم وفق آلية مختلفة، وهما صنفان:
صنف أول، يحظى بتسهيلات في الحصول على حماية مؤقتة، ويتعلق الأمر برعايا دول أفريقية أو عربية “غير آمنة” بسبب أوضاع حرب أو عدم استقرار، مثل سوريا.
ويخص الصنف الثاني مواطني دول “ثالثة” بها أوضاع عادية أو مصنفة في ألمانيا “كدول آمنة” وتربطها بها اتفاقيات تخص الهجرة. ويشمل هذا الصنف معظم الرعايا العرب بمن فيهم الطلاب، من مصر والمغرب والجزائر وتونس والأردن.
وهذا ما يجعل معاناة هذه الفئة مضاعفة كونهم واجهوا في رحلة الهروب من أوكرانيا عبر معابر حدودية مع دول الجوار وخصوصا بولندا، أحيانا معاملات تمييز بحقهم. وقد أكدت منظمات حقوقية وإقليمية (الاتحاد الأفريقي) تسجيلها لإساءات عنصرية، رغم نفي الجانبين الأوكراني والبولندي.
وبخلاف مواطنيهم الذين تم إجلاؤهم إلى بلدانهم الأصلية انطلاقا من بولندا ورومانيا، عبَر مئات الطلاب العرب حدود بولندا إلى ألمانيا، ويوجدون حاليا في مراكز استقبال مخصصة للوافدين من أوكرانيا، ويتم توزيعهم إنطلاقا من العاصمة الإتحادية برلين على ولايات ألمانية عديدة، أبدت استعدادها لاستقبالهم، منها: بادن فيتنبورغ وبايرن وراينلاد بفالتس وهامبورغ بالإضافة إلى فستفاليا شمال الراين كبرى الولايات الألمانية.
مُنح هؤلاء وثائق ترخيص ببقاء مؤقت في ألمانيا تدوم مدته بضعة أسابيع وقابلة للتمديد، ويتم تمكينهم من السكن والعلاج ويمكن أن يحصلوا على مساعدات اجتماعية والتنقل. لكن هذه الإجراءات مؤقتة وغير مسبوقة، في انتظار أن تصدر قرارات أوضح سواء من الحكومة الإتحادية أو من الولايات التي تتمتع بصلاحيات في إطار النظام الفيدرالي.
تفيد تقارير وشهادات عديدة أن الطلاب العرب الوافدين من أوكرانيا، ويوجدون حاليا في ألمانيا، يعيشون تحت ضغوط نفسية كبيرة وتنتابهم الحيرة حول مصيرهم ومستقبلهم الدراسي. فهم جاؤوا إلى ألمانيا فارين من ويلات حرب ما تزال تلاحقهم الأنباء عن فظاعاتها. بعض زملائهم (عدد محدود) قضوا في عمليات قصف صاروخي أو برصاص قناصة، وبعضهم لا يكاد يصدق أن قاعة الدراسة التي كان يجلس فيها قبل أسبوعين، دمرت بصاروخ روسي، كما يصف الطالب التونسي أشرف بعزاوي كليته (كلية الطب) بجامعة فاسيلي كارازين في خيركوف، التي تعد من أعرق الجامعات في البلاد.
تظهر احصاءات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومواقع رسمية أوكرانية، أن أوكرانيا من أكثر البلدان الأوروبية التي يقصدها الطلاب الأجانب، وقد ناهز عددهم سنة 2021- 2022 حوالي 77 ألفا. وتأتي الهند في مقدمة الدول التي تبتعث طلابها إلى أوكرانيا، ويقدر عددهم بحوالي 18 ألفا، ويليها المغرب بحوالي ثمانية آلاف طالب. ويشكل الطلاب العرب حوالي 20 في المائة من مجموع الطلبة الأجانب في أوكرانيا، ضمنهم ثلاثة آلاف من مصر ولكل من الأردن ولبنان وتونس حوالي 1500طالب (أي مجموع بحوالي 4500 طالب).
تشمل تخصصات الطلاب العرب في أوكرانيا، مجالات الطب والهندسة والتكنولوجيا الرقمية والاقتصاد، وهي تخصصات متطورة في ميادين العلوم وتطبيقاتها، وتصنف كبريات جامعات أوكرانيا تصنيفات جيدة في الترتيب أوروبيا أو عالميا، وترتبط ثمانية منها ببرنامج ايراسموس الأكاديمي الأوروبي، وهو ما يفسح المجال لاستفادة طلابها من برامج التعاون العلمي والمنح الدراسية من جامعات ألمانية عديدة. بيد أن هذه الفرص متاحة مبدئيا للطلاب الأوكرانيين، وبحسب مسؤول في الجمعية الألمانية الأوكرانية للاقتصاد والعلوم، فان جامعات ألمانيا مرشحة لاستقبال عشرات آلاف الطلاب الأوكرانيين.
وتنص خطط الحكومات الألمانية السابقة والحالية، منذ سنوات على استقدام حوالي 400 ألف سنويا من اليد العاملة الماهرة من الخارج في تخصصات مثل مجالات الرعاية الصحية والطب والمناخ وتخصصات في الخدمات اللوجستية والأكاديميات، وتشجيع الشبان من بلدان نامية على الهجرة القانونية إلى ألمانيا والاندماج في برامج التكوين المهني والأكاديمي بالجامعات، بحسب ما أكده ديتليف شيله رئيس مجلس إدارة الوكالة الاتحادية للعمل بألمانيا. وبوجود بضعة آلاف من الطلاب قد وصلوا إلى ألمانيا في ظروف قاهرة فارين من ويلات الحرب، يمكنهم أن يكونوا أفضل المرشحين للإستفادة من هذه الفرص، سواء منهم الذين في مستهل مسارهم الأكاديمي أو من هم على أبواب التخرج.
لطالما دافعت ألمانيا داخل الإتحاد الأوروبي ليس فقط من نظرة إنسانية إزاء قضية اللجوء والهجرة، ولكن أيضا من منظور براغماتي يهدف إلى الاغلب إلى مواجهة معضلة الهجرة غير القانونية، عبر برامج تشجيع الهجرة النظامية، وقد تضمن برنامج الإئتلاف الحكومي الحالي، بدعم خصوصا من حزبي الخضر والاشتراكي الديمقراطي، على برامج طموحة للتعاون مع بلدان شمال أفريقيا من أجل تنظيم الهجرة وفق مسالك قانوينة، ودعم المناطق المهمشة والفقيرة في تلك البلدان، والتي تشكل مصدرا للهجرة غير القانونية.
وتظهر بعض المؤشرات أن آلاف الطلاب الذين تركوا بلدانهم في شمال أفريقيا وتوجهوا للدراسة في أوكرانيا، كانوا مدفوعين إلى ذلك، لأسباب، منها عدم قدرة النظام التعليمي في جامعات بلدانهم على استيعابهم وخصوصا في تخصصات علمية وصناعية وتكنولوجية، كالطب والهندسة، مما اضطرهم إلى الاعتماد على دعم أسرهم لتوفير تمويلات تصل إلى 10 آلاف دولار سنويا كرسوم للتسجيل في الجامعات الأوكرانية. ومعظم هؤلاء الطلاب ينتمون إلى فئات فقيرة أو متوسطة الحال، ليس في متناولها ابتعاث أبنائها إلى دول ذات دخل أعلى مثل دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أو كندا.
وبرأي خبراء فان إدماج هؤلاء الطلاب في الجامعات الألمانية والأوروبية بشكل عام، أمر في المتناول ولكنه يحتاج إلى اعتمادات لبرامج قائمة، لكن المسؤولية أيضا ملقاة على حكومات بلدان شمال أفريقيا بأن تساهم في طرح قضية هؤلاء الطلاب بطريقة تبعدها عن المعالجة البيروقراطية أو الأمنية وخصوصا إبعادها عن سيناريو الترحيل، بل يتعين التفكير في تسوية أوضاع هؤلاء الطلاب من منطلق كونها مساهمة في حل مشاكل الهجرة وتشجيع الشباب على توخي السبل القانونية، كي لا يتحولوا إلى مشاريع مهاجرين غير شرعيين في الأراضي الأوروبية وفريسة للاستغلال في سوق العمل السوداء.
تتفاوت أوضاع الطلاب العرب الذين يوجدون حاليا في ألمانيا، وهم موزعون بين مراكز استقبال اللاجئين أو لدى بعض المتطوعين وهيئات من المجتمع المدني أو لدى أسر عربية احتضنتهم ووفرت لهم مأوىً مؤقتا. وهم يتطلعون في أجواء انتظار صعبة إلى التدابير التي ستتخذها الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات أو حتى البوندستاغ، بشأنهم. ذلك أن تراخيص البقاء المؤقت في ألمانيا التي منحت لهم لا تفتح لهم آفاقا واضحة، سواء في تعلم اللغة أو في التوجه للبحث عن جامعات مناسبة لهم ولا حتى في ساعات عمل قانونية لتوفير دخل يعيشون به إضافة للمساعدات الاجتماعية التي تمنحها الدولة الألمانية.
وما يزيد قساوة الأوضاع النفسية والإجتماعية التي يعيشها الطلاب العرب الذين قدموا من أوكرانيا إلى ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية، تضارب الأنباء والأخبار التي تصلهم عن الأوضاع التي تتعرض لها جامعاتهم في أوكرانيا. بعض الجامعات تعرضت للقصف والتدمير وبعضها أعلنت استئناف الدراسة عبر أونلاين، وبعضها الآخر فقد أي أثر حتى عبر الانترنت للتواصل، ناهيك عن أن معظم هؤلاء الطلاب غادروا البلد في ظروف لم يتسن لهم فيها حتى الحصول على وثائق شهاداتهم الجامعية.
لا أحد من هؤلاء الشبان ولا حتى المحللين والخبراء، يمتلك الآن الجواب عن مصير أوكرانيا نفسها في ظل الحرب الطاحنة التي تشنها روسيا. فقد تحدثت تقارير دولية ومنها منظمة اليونسكو، عن مخاطر كبيرة تهدد التراث الثقافي والمؤسسات التعليمية الأوكرانية بسبب حجم الدمار الذي تلحقه آلة الحرب الروسية، بمعالم أوكرانيا كدولة وكمؤسسات.
يتوقف الطلاب العرب الذين ساقتهم الأقدار إلى ألمانيا، وهم اليوم بالمئات وربما تصبح أعدادهم بالآلاف، يتوقفون في محطة لا يعرفون هل هي نقطة عبور إلى وجهة مجهولة أم هي منطلق لمسار جديد في حياتهم الدراسية أو أنها فترة توقف بأمل العودة إلى أوكرانيا. وألمانيا بإمكانها تخفيف معاناتهم وتقديم أجوبة حول المستقبل، وهو أمر يحقق تماما البعد الإنساني والواقعي لسياستها.
حرب روسيا على أوكرانيا.. الصين تدفع باتجاه مفاوضات مباشرة وإسرائيل تدخل على الخط
دعت بيجين إلى مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، وذلك خلال اتصال، السبت، بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في الوقت الذي قالت فيه كييف إنها ستدخل جولة ثالثة من المحادثات مع روسيا ستُعقد يوم الإثنين.
وهذا أول اتصال بين وزيري خارجية البلدين منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا التي دخلت يومها العاشر.
وتنتهج الصين مسارا دبلوماسيا حذرا منذ بدء النزاع، وترفض إدانة أعمال موسكو بعد أن أشادت الشهر الماضي بصداقة “لا حدود لها” بين البلدين.
والسبت، أكد وانغ لبلينكن “نشجع على مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا” وفق بيان نشرته وزارة الخارجية.
وأضاف وانغ “نأمل أن يتوقف القتال في أقرب وقت، والحؤول دون أزمة إنسانية كبيرة” معترفا بأن المفاوضات بين الدولتين لن تكون “سهلة”.
من جهته، قال بلينكن إن العالم “يراقب لمعرفة الدول التي ستدعم المبادئ الأساسية: الحرية وتقرير المصير والسيادة” وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس.
وأضاف بلينكن أن “العالم منسجم في رفض العدوان الروسي والرد عليه، وضمان أن تدفع موسكو ثمنا باهظا”.
وبينما فرضت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى عقوبات واسعة على موسكو، لم تشر الصين بعد إلى الأزمة باعتبارها حربا.
وأكد وانغ، السبت، أنه يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوربي وروسيا إجراء حوار “وتركيز الانتباه على التأثير السلبي لتوسع الناتو المستمر شرقا على المحيط الأمني لروسيا”، وهي مسألة رئيسية بالنسبة لموسكو.
وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا على فيسبوك، اليوم السبت، إن روسيا وأوكرانيا ستعقدان يوم الإثنين جولة ثالثة من المحادثات بهدف وقف الأعمال القتالية.
وكان الجانب الروسي أقل حسما إذ اكتفى بالقول إن المحادثات ربما تبدأ يوم الإثنين.
وعقد وفدا أوكرانيا وروسيا جولتين من المحادثات منذ أن شنت روسيا هجوما واسع النطاق على جارتها يوم 24 فبراير/شباط.
وكان الطرفان قد اتفقا يوم الخميس على فتح ممرات إنسانية للسماح للمدنيين بالخروج من بعض مناطق القتال على الرغم من حدوث تأخيرات في تنفيذ هذا الاتفاق.
غير أن أوكرانيا قالت اليوم، إن المحادثات لم تسفر عن نتائج لكنها ستواصل المفاوضات.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء في وقت لاحق عن المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي قوله “الجولة الثالثة يمكن أن تُعقد بالفعل في الأيام المقبلة، ومن المحتمل أن تكون يوم الإثنين”.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ رئيس المجلس الأوربي شارل ميشيل، اليوم السبت، بأن تركيا ستواصل جهودها كاملة لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وكان متحدث باسم أردوغان قال في وقت سابق إن الرئيس التركي سيتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد.
وتتقاسم تركيا -عضو حلف شمال الأطلسي- حدودا بحرية مع روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود ولها علاقات جيدة مع كلا البلدين. وعرضت أنقرة استضافة محادثات سلام لكنها عارضت فرض عقوبات على موسكو.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نظيره الأوكراني دميتري كوليبا عند الحدود بين بولندا وأوكرانيا السبت، في تعبير عن دعم واشنطن لكييف.
وتحدّث الوزيران لمدة 45 دقيقة تحت حراسة مشددة عند معبر حدودي يعج باللاجئين الفارّين من الحرب، وناقشا تزويد كييف بالمزيد من الأسلحة وكيفية مواصلة الضغط العالمي على موسكو.
وقال كوليبا بعد اللقاء “آمل أن يتمكن الشعب الأوكراني من رؤية ذلك (اللقاء) على أنه انعكاس واضح لامتلاكنا أصدقاء يقفون حرفيا إلى جانبنا”.
وقال بلينكن من جهته “سوف تنتصر (أوكرانيا)”.
وأبلغ كوليبا بلينكن بأن بلاده بحاجة لمقاتلات وأنظمة دفاع جوي، قائلًا لمجموعة صحفيين على الحدود “نحن راضون عن الإمدادات التي تم ترتيبها من الأسلحة والذخيرة المضادة للدبابات”.
وأضاف “ليس سرًّا أن أكبر مطلب لدينا هو المقاتلات والطائرات الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي”.
وأوضح “نحن بحاجة لأنظمة دفاع جوي كبيرة لضمان سلامة مجالنا الجوي. إذا فقدنا الجو فسيكون هناك المزيد من الدماء في البر”.
وانتقد أيضًا رفض حلف شمال الأطلسي (ناتو) إقامة منطقة حظر جوي، وهي فكرة تسعى إلى منع الطائرات الروسية من حرية الحركة لشن هجمات ونقل الجيش.
وقال كوليبا إنه يعتبر هذا الرفض “مؤشر ضعف”، مضيفًا أن “شعب أوكرانيا هو من سيدفع ثمن إحجام الناتو عن التحرك”.
كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، السبت، للتباحث حول الحرب في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم بينيت إن “رئيس الوزراء انتهى من لقاء الرئيس الروسي في الكرملين”.
وزيارة بينيت هي الأولى التي يقوم بها زعيم أجنبي إلى روسيا بعد بدء الحرب في 24 فبراير/شباط. وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في روسيا غداة الحرب لكن زيارته كانت مقررة منذ مدة طويلة.
جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التأكيد على استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكونها “الطريقة الوحيدة لوقف الحرب”.
أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون عن قلقه من أن تنجح روسيا في الفوز في حربها التي شنتها ضد أوكرانيا وذلك خلال حديث مع الجزيرة مباشر.
تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن الفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مدينتين تحاصرهما وتقصفهما القوات الروسية في اليوم العاشر من حرب تسببت في أكبر أزمة إنسانية في أوربا منذ عقود.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إن الشعب الأوكراني يواصل القتال من أجل حرية وطنه لليوم العاشر على التوالي، وكأنه يوم طويل لا ينتهي.
زالزال حرب أوكرانيا يضرب البورصة المصرية.. "خسائر مليارية"
خسرت البورصة المصرية أكثر من 18 مليار جنيه (نحو 1.1 مليار دولار) خلال جلستين متتاليتين، بدفع من مبيعات المستثمرين الأجانب على الأسهم القيادية والمتوسطة خوفا من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ليرتفع إجمالي خسائر البورصة أكثر من 85 مليار جنيه (5.4 مليار دولار) منذ بداية عام 2022.
وخسر رأس المال السوقي المصري نحو 13.5 مليار جنيه (860 مليون دولار)، خلال جلسة أمس الثلاثاء ليغلق عند مستوى 680.44 مليار جنيه، وخسر خلال الجلسة السابقة 14.57 مليار جنيه (927.5 مليون دولار).
باع مستثمرون أجانب يسارعون للخروج من الأسواق الناشئة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا سندات خزانة مصرية بنحو 1.19 مليار دولار في ثلاثة أيام فقط، مع استمرار النشاط في السوق الثانوية يوم الثلاثاء، ووفقا لرويترز.
وقال مصرفيون إن المستثمرين يقلصون مراكزهم في مصر منذ الغزو الذي بدأ في 24 شباط/فبراير مما يعكس مخاوف من عجز كبير في الحساب الجاري والميزانية في مصر، فضلا عن الانكشاف على مخاطر احتمال قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) رفع أسعار الفائدة.
ويقولون إن المستثمرين يخشون تقلص قيمة حيازاتهم إذا اضطرت مصر لخفض قيمة عملتها.
وذكرت بيانات للبورصة أن غير المصريين باعوا الثلاثاء سندات خزانة بقيمة 5.79 مليار جنيه مصري (369.73 مليون دولار) بعد أن باعوا سندات بقيمة 7.79 مليار جنيه يوم الاثنين و 5.10 مليار جنيه يوم الأحد.
ولا تعلن البورصة أرقام مبيعات أذون الخزانة، التي تبلغ آجال استحقاقها سنة أو أقل. ويقول مصرفيون إن الأجانب يبيعون تلك الآجال الأقصر أيضا.
وواجهت أيضا السندات السيادية المصرية بالعملة الصعبة ضغوطا مع تداول العديد من الإصدارات الأطول أجلا عند أو بالقرب من أدنى مستوياتها القياسية بين 63 و66 سنتا للدولار.
وزادت العلاوة التي يطالب بها المستثمرون للاحتفاظ بالسندات الدولارية في مصر، على سندات الخزانة الأمريكية الآمنة، إلى مستوى قياسي بلغ 980 نقطة أساس، في حين تضاعفت تكلفة التأمين ضد التخلف عن سداد ديون الحكومة المصرية، باستخدام ما يعرف باسم مبادلة مخاطر الائتمان السيادية، إلى أعلى مستوياتها في الأيام الأخيرة.
وقالت مؤسسة (آي اتش إس ماركت) إن تكلفة مبادلة مخاطر الائتمان السيادية على الديون السيادية المصرية لأجل خمس سنوات بلغت 1078 يوم الثلاثاء مقارنة مع 538 عندما بدأ الغزو الروسي.
وقال محللو أسواق المال إن التراجعات التي شهدتها البورصة المصرية تأثرت بتراجعات أسواق المال العالمية، نتيجة الأزمة الروسية-الأوكرانية، ما زاد احتمالات المخاطر التضخمية الأوسع نطاقا ومخاطر إبطاء النمو الاقتصادي.
لكن الخبير الاقتصادي المصري هاني توفيق، أرجع خسائر البورصة المصرية على مدار الأسبوع الماضي إلى ما وصفه بـ”معوقات الاستثمار المعروفة”، مؤكدا أن انخفاض قيمة رأس مال البورصة المصرية بعشرات الميارات خلال أسبوع هو أمر مقلق.
وأضاف توفيق، في تدوينه عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “ما يقلق هو مبيعات الأجانب بالذات، الذين باعوا أسهما بـ 800 مليون جنيه في يومين”، متسائلا: “هل المستثمرون الأجانب يرون شيئاً لا نراه نحن؟”.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السمسرة، إن البورصة المصرية شهدت مبيعات مكثفة من المستثمرين الأجانب خلال الجلسات الماضية بسبب مخاوف الحرب الروسية على أوكرانيا، وتركزت المبيعات الأجنبية على سهم البنك التجاري الدولي (مصر) -وهو أكبر وزن نسبي بالمؤشر الرئيسي- والذي قاد السوق إلى التراجع بشكل كبير في آخر الجلسات، وفقا لـ”سي أن أن”.
وخلال الأسبوع الماضي، سجل المتعاملون الأجانب بالبورصة صافي بيع بلغ 493 مليون جنيه (31.3 مليون دولار) واستحوذوا على نسبة 19.4 بالمئة من إجمالي التعاملات بالسوق، فيما سجل المستثمرون العرب صافي شراء بلغ 309 ملايين جنيه (19.6 مليون دولار)، بحسب تقرير البورصة المصرية الأسبوعي.
وحاولت المؤسسات المحلية تعويض خروج المؤسسات الأجنبية من سوق الأسهم المصرية، إلا أن مبيعات الأخيرة كانت قوية بشكل كبير، ما أدى إلى تراجع الأسهم لمستويات مغرية مقارنة بأسعار الأسهم في المنطقة، ويأتي ذلك على الرغم من استفادة بعض الأسهم من الحرب مثل أسهم الأسمدة والبتروكيماويات بشكل مباشر وسريع نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها عالميا، بحسب الشهيدي.
ونقلت “سي أن أن” عن خبير الاقتصاد بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية، حنان رمسيس، قولها إن البورصة المصرية تعاني منذ بداية العام من انخفاض وأحجام وقيم التداول ومشاكل إدارية تتعلق بوقف أكواد للمستثمرين وإلغاء عمليات على بعض الأوراق المالية، ما أدى إلى عزوف المستثمرين الأفراد عن البورصة -رغم أنهم كانوا يمثلون النسبة العظمى بسوق المال المصري- وعمقت الحرب الروسية على أوكرانيا من خسائر البورصة، متأثرة بهبوط أسواق المال العالمية، في حين انعكس الأداء بأسواق الأسهم الخليجية، والتي ارتفعت نتيجة زيادة أسعار النفط.
وأثر انخفاض سعر شهادات الإيداع الدولية لسهم البنك التجاري الدولي في بورصة لندن، سلبا على أدائه في البورصة المصرية، لينخفض بنسبة 10 بالمئة خلال جلستين، ما أدى إلى تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة كبيرة لأن السهم يمثل أعلى وزن نسبي بالمؤشر، بحسب رمسيس.
واتفق معها عضو مجلس إدارة شعبة الأوراق المالية في اتحاد الغرف التجارية، محمد كمال، أن تراجع البورصة المصرية هو نتيجة عوامل خارجية أبرزها الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع نسب التضخم العالمية وأسعار الشحن وتأثر سلاسل الإمداد، وعوامل داخلية أبزرها فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية على المستثمرين منذ مطلع العام الجاري، مضيفا أن استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا سيواصل التأثير سلبا على السوق خلال الفترة المقبلة نتيجة تخارج المستثمرين الأجانب.
وتوقع خبير سوق المال وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية السابق، إيهاب السعيد، أن يستكمل مؤشر البورصة الرئيسى EGX30 رحلة الهبوط أسفل مستوى الدعم 10300 نقطة، على أن يصل إلى هامش الـ9800 نقطة، والتي تُعد بمثابة مستوى الدعم الرئيسي للمؤشر خلال المدى القريب والمتوسط، وفقا لصحيفة “المال نيوز”.
وتابع: “البورصة المصرية لم تستفد من حالة الانتعاش التى عاشها الاقتصاد العالمي بدعم انخفاض تداعيات جائحة فيروس كورونا، وبداية تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، بالإضافة إلى عدم استفادتها من ارتفاع معدلات التضخم والمتمثلة في ارتفاع أسعار الأسهم”.
وأوضح السعيد أن السوق المحلية غير جاذبة للاستثمارات الأجنبية والعربية، بل إنها حاليا تشهد حالة من التخارج المتسارع للمستثمرين الأجانب.
بواسطة: بورصة الكفتة
البورصة المصرية! نكثة مضحكة جدا كل أموال مصر في يد العسكر وحتى الهواء و أشعة الشمس ملك العسكر
بواسطة: masry
مايقلق هو مبيعات الاجانب بالذات ، والذين باعوا اسهم ب 800 مليون جنيه فى يومين !!! فهل هم يرون شيئاً لا نراه نحن !!!……الى هانى توفيق ياحمار فيه حرب يعنى خساره فالاجانب يعرفون انكم نصابون
بواسطة: صابر
مصر اول دولة تحكمها مافيا تقتل و تنهب و تقنن جرائمها فمن يامن على امواله داخل مصر فهو مجنون
بواسطة: مواطن عربي بسيط
منذ أزمة الرهن العقاري المالية 2007 -2008 التي كانت تداعياتها خسارات هائلة و افلاسات شركات في عدة بلدان و أنا أطرح نفس السؤال و لم أحصل على جواب من الخبراء العرب الاقتصاديين ، و السؤال هو : حين تحصل خسارة من طرف لا بد أنه سيكون مكسب من طرف آخر ” تماماً كما أن كل هبوط يقابله صعود” ، فمن هو با ترى الطرف الذي كسب سابقاً و يكسب حالياً ؟. سؤال آخر جديد : هل هذه عملية اقتصادية أم عملية سياسية ؟؟
لا يوجد المزيد من البيانات.
تواجه الحكومة المصرية صعوبات في تسويق أدوات الدين جراء تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا وهروب المستثمرين من الأسواق الناشئة وارتفاع تكلفة الفائدة من بينها مصر.
نفت الإمارات تصريحات سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة، التي قال فيها إن أبوظبي تفضل زيادة إنتاج النفط وستحث “أوبك” على بحث رفع الإنتاج..
أعلن الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، الخميس، عن قفزة جديدة بمعدل التضخم السنوي في مصر بدفع من ارتفاع أسعار الطعام والمشروبات..
قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الأربعاء، إن هناك “مافيا” تنشط في المضاربة بالدولار والذهب بالبلاد.
توقع بنك الاستثمار الأمريكي جيه.بي مورغان (JPM)، انخفاض قيمة الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة، على خلفية تفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد..
كشفت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، الأحد، عن حجم الخسائر التي تتكبدها جراء إغلاق حقلي الشرارة والفيل، وهما أكبر حقلين لإنتاج النفط في البلاد..
قالت مجموعة العمل المالي (فاتف) المعنية بمراقبة الجرائم المالية العالمية، الجمعة؛ إنها أدرجت الإمارات في قائمتها “الرمادية” بالدول التي تخضع لمراقبة أكبر.
تشهد محافظات يمنية، أزمة وقود وغاز خانقة، وسط انتعاش بيعها في السوق السوداء، بالتزامن مع معاودة العملة المحلية للهبوط أمام العملات الأجنبية، في بلد يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
حرب روسيا وأوكرانيا.. أزمة خبز تطلّ برأسها بالشرق الأوسط
أصبحت 8 دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مهددة بأزمة خبز جراء التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حسب خبراء الاقتصاد، فمع ارتفاع أسعار القمح عالميًّا أصبحت دول المغرب ومصر ولبنان واليمن وليبيا وماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش، مهددة بارتفاع أسعار الخبز.
ويستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، بينما صدرت أوكرانيا أيضًا في عام 2020 أكثر من 20% من القمح لماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش.
وتشكّل روسيا وأوكرانيا ما يصل إلى ثلث صادرات القمح عالميًّا، حيث يذهب الكثير من هذه الصادرات للشرق الأوسط للحفاظ على أسعار الخبز في متناول الجميع، حسب صحيفة “وول ستريت” الأميركية.
أسوأ سيناريو عالمي
وفي الآونة الأخيرة، توجّه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا، كما أدّت موجات الجفاف التاريخية في تلك البلدان العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
ودفعت التوترات المتصاعدة على حدود روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر يناير الماضي إلى نحو 8 دولارات للبوشل (مكيال الحبوب).
وتعرف أوكرانيا بـ”سلة الخبز في أوروبا”، وهي مسؤولة عن 10% من صادرات القمح في العالم، كما تعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين لمصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حسب الصحيفة.
ويقول محللون إن التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحدّ من الصادرات الروسية سيُمثّلان أسوأ سيناريو عالمي كما يمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح لكلا البلدين.
ويقول أندري سيزوف، العضو المنتدب لشركة “سوفيكون”، وهي شركة أبحاث روسية تركّز على أسواق الحبوب في البحر الأسود، لصحيفة “وول ستريت” الأميركية، إن الأضرار التي قد تحيق بالبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا قد تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و20%..
ويستفيد المشترون في الشرق الأوسط من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور وسيتعيّن عليهم دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.
ويقول الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، إن الأزمة الأوكرانية الروسية قد تؤثّر على أسعار القمح، لأن الدولتين من كبار المصدرين حول العالم.
ويضيف، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “روسيا وأوكرانيا قد تحجمان عن تصدير جزءٍ من حصة القمح تحسّبًا لاحتمالية نشوب حرب على خلفية الأزمة الراهنة”، مشيرًا إلى أن سعر الخبز ارتفع بقيمة 30% تقريبًا في روسيا.
رشوان يؤكّد أنه “لن تحدث حرب، لكن روسيا تتحسب لتفاقم الأزمة مع أوكرانيا خلال الفترة المقبلة”، ويتابع أن “واشنطن تفتعل أخبارًا بشأن الأزمة الأوكرانية، وهو ما أثّر سلبًا على اقتصاد كييف”.
أوكرانيا الأولى عالميًّا
وخلال العقد الأخير، صعدت أوكرانيا إلى المراتب الأولى في صادرات الحبوب حيث كانت تهدف هذا العام إلى احتلال المرتبة الثالثة في القمح والمرتبة الرابعة في الذرة.
والاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية قبل 8 سنوات لم يعرقل صادرات الحبوب، لكن مخاوف عدم الاستقرار في العملة الأوكرانية هي التي قد تؤثّر على صادرات المحاصيل، حسب وكالة “رويترز”.
ويقول أليكس سميث، المحلّل الزراعي لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن التهديدات لصادرات القمح الأوكرانية تشكّل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي.
ويضيف أنه إذا حدث هجوم على أوكرانيا، قد يؤدي ذلك إلى استيلاء روسي على الأرض، مما قد يؤدّي لانخفاض إنتاج القمح وسط فرار المزارعين وتدمير البنية التحتية.
من ناحية أخرى، صدرت أوكرانيا أكثر من 8 ملايين طن من الذرة إلى الصين في عام 2020، وهو ما يزيد قليلًا على ربع إجمالي صادرات الذرة الأوكرانية في ذلك العام، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، لذلك قد يؤدي نقص الذرة الأوكراني إلى قيام الصين بشراء الذرة من الولايات المتحدة الأميركية.
وحسب “رويترز”، تشكّل صادرات الحبوب حجر الزاوية في الاقتصاد الأوكراني، ومن المتوقع أن تصدر البلاد هذا العام أكثر من ثلاثة أرباع محصولها المحلي من الذرة والقمح.
كما تزداد أهمية أوكرانيا بالنسبة إلى البذور الزيتية لأنها تمثل نصف صادرات زيت عباد الشمس في العالم، وهي المصدر الثالث لبذور اللفت.
وفي هذا العام، من المتوقع أن تمثّل أوكرانيا 12% من صادرات القمح العالمية، و16% للذرة، و18% للشعير، و19% لبذور اللفت.
ومعلقًا يقول الباحث المغربي بالعلاقات الدولية نبيل الأندلسي، إن المغرب يدرس سيناريوهات متعددة لضمان الإمدادات الرئيسية من القمح في ظل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما أن البلدين مصدّران رئيسيان للقمح في العالم.
وأضاف، في تصريح لصحيفة “هسبريس” الإلكترونية، أن “الأزمة الروسية الأوكرانية ستكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة ولا شك في حالة استمرار التصعيد ونشوب حرب بين البلدين”.
وأوضح الأندلسي أن “الأزمة ستكون قاسية على عددٍ من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها المغرب بطبيعة الحال، لكون القمح من أهم المواد الأساسية عند الشعب المغربي بسبب نمطه الغذائي”.
مصر لن تتأثر
وعن مدى تأثير الأزمة الأوكرانية على إمدادات القمح لمصر، أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين المصري، أنه اتخذنا إجراءات تحوطية لتأمين مخزون القمح وعملنا على تنويع مناسئ الاستيراد كالولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ورومانيا وأوكرانيا.
وحسب بيان، قامت وزارة التموين المصرية بتكوين احتياطي استراتيجي من القمح يكفي أكثر من 5 أشهر، كما لن تؤثر الأزمة على إمدادات القمح لمصر.
وحول تأثير الأزمة على سوق الغذاء العالمي، يقول المصيلحي: “وجود المناوشات بين أكبر مصدري القمح والغلال في العالم يثير حالة من عدم اليقين في السوق”.
ويتّهم الغرب روسيا بالتخطيط لـ”غزو أوكرانيا”، بينما تنفي موسكو هذه الادعاءات وتحمّل شركاءها الغربيين المسؤولية عن “تأجيج الهستيريا”.
وأدّت التصريحات الواردة من الولايات المتحدة بشأن هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا، إلى اهتزاز أسواق المال العالمية.
كما سجّلت أسعار النفط، أعلى مستوى منذ أكثر من 7 سنوات، وسط مخاوف من فرض عقوبات أميركية على روسيا وتعطيل صادرات الطاقة من أكبر منتج في العالم.
ويستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، بينما صدرت أوكرانيا أيضًا في عام 2020 أكثر من 20% من القمح لماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش.
وتشكّل روسيا وأوكرانيا ما يصل إلى ثلث صادرات القمح عالميًّا، حيث يذهب الكثير من هذه الصادرات للشرق الأوسط للحفاظ على أسعار الخبز في متناول الجميع، حسب صحيفة “وول ستريت” الأميركية.
أسوأ سيناريو عالمي
وفي الآونة الأخيرة، توجّه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا، كما أدّت موجات الجفاف التاريخية في تلك البلدان العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
ودفعت التوترات المتصاعدة على حدود روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر يناير الماضي إلى نحو 8 دولارات للبوشل (مكيال الحبوب).
وتعرف أوكرانيا بـ”سلة الخبز في أوروبا”، وهي مسؤولة عن 10% من صادرات القمح في العالم، كما تعد أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين لمصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حسب الصحيفة.
ويقول محللون إن التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحدّ من الصادرات الروسية سيُمثّلان أسوأ سيناريو عالمي كما يمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح لكلا البلدين.
ويقول أندري سيزوف، العضو المنتدب لشركة “سوفيكون”، وهي شركة أبحاث روسية تركّز على أسواق الحبوب في البحر الأسود، لصحيفة “وول ستريت” الأميركية، إن الأضرار التي قد تحيق بالبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا قد تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و20%..
ويستفيد المشترون في الشرق الأوسط من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور وسيتعيّن عليهم دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.
ويقول الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، إن الأزمة الأوكرانية الروسية قد تؤثّر على أسعار القمح، لأن الدولتين من كبار المصدرين حول العالم.
ويضيف، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “روسيا وأوكرانيا قد تحجمان عن تصدير جزءٍ من حصة القمح تحسّبًا لاحتمالية نشوب حرب على خلفية الأزمة الراهنة”، مشيرًا إلى أن سعر الخبز ارتفع بقيمة 30% تقريبًا في روسيا.
رشوان يؤكّد أنه “لن تحدث حرب، لكن روسيا تتحسب لتفاقم الأزمة مع أوكرانيا خلال الفترة المقبلة”، ويتابع أن “واشنطن تفتعل أخبارًا بشأن الأزمة الأوكرانية، وهو ما أثّر سلبًا على اقتصاد كييف”.
أوكرانيا الأولى عالميًّا
وخلال العقد الأخير، صعدت أوكرانيا إلى المراتب الأولى في صادرات الحبوب حيث كانت تهدف هذا العام إلى احتلال المرتبة الثالثة في القمح والمرتبة الرابعة في الذرة.
والاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية قبل 8 سنوات لم يعرقل صادرات الحبوب، لكن مخاوف عدم الاستقرار في العملة الأوكرانية هي التي قد تؤثّر على صادرات المحاصيل، حسب وكالة “رويترز”.
ويقول أليكس سميث، المحلّل الزراعي لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن التهديدات لصادرات القمح الأوكرانية تشكّل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي.
ويضيف أنه إذا حدث هجوم على أوكرانيا، قد يؤدي ذلك إلى استيلاء روسي على الأرض، مما قد يؤدّي لانخفاض إنتاج القمح وسط فرار المزارعين وتدمير البنية التحتية.
من ناحية أخرى، صدرت أوكرانيا أكثر من 8 ملايين طن من الذرة إلى الصين في عام 2020، وهو ما يزيد قليلًا على ربع إجمالي صادرات الذرة الأوكرانية في ذلك العام، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية، لذلك قد يؤدي نقص الذرة الأوكراني إلى قيام الصين بشراء الذرة من الولايات المتحدة الأميركية.
وحسب “رويترز”، تشكّل صادرات الحبوب حجر الزاوية في الاقتصاد الأوكراني، ومن المتوقع أن تصدر البلاد هذا العام أكثر من ثلاثة أرباع محصولها المحلي من الذرة والقمح.
كما تزداد أهمية أوكرانيا بالنسبة إلى البذور الزيتية لأنها تمثل نصف صادرات زيت عباد الشمس في العالم، وهي المصدر الثالث لبذور اللفت.
وفي هذا العام، من المتوقع أن تمثّل أوكرانيا 12% من صادرات القمح العالمية، و16% للذرة، و18% للشعير، و19% لبذور اللفت.
ومعلقًا يقول الباحث المغربي بالعلاقات الدولية نبيل الأندلسي، إن المغرب يدرس سيناريوهات متعددة لضمان الإمدادات الرئيسية من القمح في ظل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما أن البلدين مصدّران رئيسيان للقمح في العالم.
وأضاف، في تصريح لصحيفة “هسبريس” الإلكترونية، أن “الأزمة الروسية الأوكرانية ستكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة ولا شك في حالة استمرار التصعيد ونشوب حرب بين البلدين”.
وأوضح الأندلسي أن “الأزمة ستكون قاسية على عددٍ من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها المغرب بطبيعة الحال، لكون القمح من أهم المواد الأساسية عند الشعب المغربي بسبب نمطه الغذائي”.
مصر لن تتأثر
وعن مدى تأثير الأزمة الأوكرانية على إمدادات القمح لمصر، أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين المصري، أنه اتخذنا إجراءات تحوطية لتأمين مخزون القمح وعملنا على تنويع مناسئ الاستيراد كالولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ورومانيا وأوكرانيا.
وحسب بيان، قامت وزارة التموين المصرية بتكوين احتياطي استراتيجي من القمح يكفي أكثر من 5 أشهر، كما لن تؤثر الأزمة على إمدادات القمح لمصر.
وحول تأثير الأزمة على سوق الغذاء العالمي، يقول المصيلحي: “وجود المناوشات بين أكبر مصدري القمح والغلال في العالم يثير حالة من عدم اليقين في السوق”.
ويتّهم الغرب روسيا بالتخطيط لـ”غزو أوكرانيا”، بينما تنفي موسكو هذه الادعاءات وتحمّل شركاءها الغربيين المسؤولية عن “تأجيج الهستيريا”.
وأدّت التصريحات الواردة من الولايات المتحدة بشأن هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا، إلى اهتزاز أسواق المال العالمية.
كما سجّلت أسعار النفط، أعلى مستوى منذ أكثر من 7 سنوات، وسط مخاوف من فرض عقوبات أميركية على روسيا وتعطيل صادرات الطاقة من أكبر منتج في العالم.
هل بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟ سؤال يطرحه اعتراف بوتين
بعد أيام من الترقب وحبس الأنفاس، جاء التحرك الروسي الأهم والأخطر بالاعتراف بمنطقتي “دونيتسك” و”لوهانسك” جمهوريتان مستقلتان، ليكون، حسب مراقبين، شرارة لإشعال الحرب وليس للتهدئة.
اعتراف روسيا رسميا باستقلال المنطقتين الإنفصاليتين شرقي أوكرانيا، يعني تهديدا أمنيا مباشرا على أوكرانيا، وهو ما قد تتخذه موسكو “مسوغا” للتدخل العسكري في أوكرانيا تحت مسمى حماية حليفيها الجديدين.
واعترفت روسيا رسميا، اليوم الإثنين، بمنطقتي “دونيتسك” و”لوهانسك”، كجمهورتين مستقلتين عن أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مطول وجهه للشعب الروسي والأوكراني وتابعه العالم شرقا وغربا: “نعلن اعترافنا بدونيتسك ولوهانسك جمهوريتين مستقلتين”.
ووقع بوتين مباشرة وعلى الهواء عقب الاعتراف مرسوما رئاسيا رسميا بالقرار.
وتأكيدا لقراره وقع بوتين أيضا اتفاقات تعاون وصداقة مع “جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك”، وطلب من مجلس الدوما (البرلمان) دعم قراره بالاعتراف باستقلال لوهانسك ودونيتسك، تحقيقا لما تسميه الأدبيات السياسية الروسية “نوفو روسيا” أو روسيا الجديدة.
نية مسبقة
لم يكن إعلان بوتين مفاجئا وهو ما عبر عنه البيت الابيض مباشرة عقب خطاب بوتين بالقول إنه توقع اعتراف روسيا باستقلال منطقي “دونيتسك” و”لوهانسك” في شرق اوكرانيا.
وأعادت الإدارة الأمريكية الإعلان عما توعدت به موسكو على مدار أسابيع بعقوبات “غير مسبوقة”، بدأتها إدارة الرئيس جو بايدن فورا عقب خطاب بوتين بإعلان “فرض عقوبات على أي فرد أو كيان يتعامل مع منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين بعد الاعتراف الروسي باستقلالهما”.
وقبل أسبوع أعلن الرئيس الروسي، خلال اجتماع على الهواء مع مجلس الأمن القومي الروسي، أن موسكو تدرس طلب الاعتراف باستقلال الانفصاليين شرقي أوكرانيا، وقال بوتين إن روسيا “تواجه تهديدا كبيرا بسبب الأزمة الأوكرانية”.
وبشكل أكثر وضوحا قال بوتين في خطاب الاعتراف، إن “أجهزة أمنية أجنبية تدعم المجموعات التخريبية في أوكرانيا.
وكشف رجل المخابرات الروسية سابقا الرئيس بوتين أن “أوكرانيا تعتزم صنع أسلحة نووية خاصة بها”،مرسلا رسالة تحذيرية للعالم أنه “إذا حصلت أوكرانيا على أسلحة دمار شامل فإن الوضع العالمي سيتغير تغيرا جذريا ولا يسعنا تجاهل ذلك”.
وسوغ بوتين المسعى الأوكراني بتصنيع اسلحة نووية، حسب خطابه، بأن أوكرانيا لديها المعرفة النووية السوفيتية، وأن الأسلحة النووية تصل إلى حد الاستعداد لمهاجمة روسيا.
يبدو أن النية المسبقة كانت لدى الطرفين سواء الغرب أو روسيا، وقال بوتين في خطابه إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حولا أوكرانيا إلى مسرح للحرب، مضيفا: “الطائرات المسيرة الأمريكية في أوكرانيا تتجسس دائما على روسيا”.
وعن الهاجس الروسي بتوسع الناتو واقترابه كثيرا من “المعسكر الشرقي” حسب ادبيات الحرب الباردة السابقة بين قطبي العالم الغربي والشرقي قال بوتين إن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي “يشكل تهديدًا على أمن روسيا، ودستور أوكرانيا لا يسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها”.
وزاد بوتين في خطابه بأن مراكز تدريب حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا تصل إلى حد القواعد العسكرية للحلف، مؤكدا أن الناتو وعد روسيا بعدم التوسع شرقًا لكنه في الوقت نفسه يسعى لضم أوكرانيا عكس ما وعد به.
الرئيس الروسي أعاد التأكيد على ذكره خلال اجتماعه مع مجلس الأمن القومي الروسي في العاصمة موسكو، بأن “مسألة استقلال دونيتسك ولوهانسك مرتبطة بالقضايا الدولية المتعلقة بأوكرانيا”.
هل تدخل روسيا أوكرانيا؟
يرى متابعون وخبراء أن الاعتراف باستقلال المنطقتين شرق أوكرانيا قد يعني دخول القوات الروسية إلى الجمهوريتين اللتين اعترفت بهما أو بالأحرى الدخول في حرب مع أوكرانيا وهو ما أطلق عليه الغرب طوال أسابيع “غزو أوكرانيا”.
مسار الأزمة تاريخيا أو خلال الأيام الماضية يقول إن اعتراف روسيا بـ”دونيتسك” و”لوغانسك” لا يعني أن يعترف بهما العالم بأي حال، لكنه قد يمثل ما وصفته الإدارة الامريكية بـ”الذريعة الروسية” للتدخل عسكريا في أوكرانيا.
عسكريا تستطيع روسيا دخول أوكرانيا بسهولة واجتياحها، رغم الصلابة التي قد تبديها أوكرانيا مدفوعة بدعم غربي واسع سياسيا وعسكريا لكنها تبدو معركة محسومة سلفا لصالح موسكو.
في المقابل ينتظر إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربا أشد ضراوة تتعلق بعقوبات غربية واسعة النطاق تضيق الخناق على الاقتصاد الروسي، أعلنت عنها بشكل فوري الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي والعديد من أطراف المعسكر الغربي.
الأيام المقبلة قد تمثل صراع إرادات بين المعسكرين، الشرقي الذي احتار المضي في خطته لما يمكن وصفه بـ”استعادة” أوكرانيا للحضن السوفيتي السابق أو الكومونولث الروسي حديثا، والمعسكر الغربي الذي سيواصل الضغط على روسيا اقتصاديا وإنهاكها ودعم كييف بشتى السبل، لكنه حتما لن يورط نفسه في حرب واسعة قد تأتي على الأخضر واليابس شرقا وغربا.
حرب روسيا على أوكرانيا وانعكاساتها على تركيا والعالم العربي (2/1)
تعد حرب روسيا على أوكرانيا إحدى أكبر الأزمات التي تعيشها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي ستكون لها حتما انعكاسات متعددة الأوجه على النظام العالمي برمته نتيجة المسار الذي اتخذته أبعاد الحرب والتوترات التي أعقبتها وطبيعة القوى الفاعلة في صياغة ملامحها الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ذلك أن شظايا الحرب ومخلفاتها والعقوبات التي طالت روسيا بما يشبه “قنبلة نووية” اقتصادية ستنعكس آثارها وتتطاير شظاياها لتمس بشكل أو بآخر المنطقة العربية التي تتقاطع مصالح دولها مع الجانبين الروسي والأوكراني.
والأمر نفسه مع تركيا التي تربطها شراكات متعددة ومصالح متشابكة مع طرفي النزاع، أي روسيا وأوكرانيا من جهة، ثم باعتبارها عضوة في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، مما يجعل الحرب الراهنة محملة بعدة انعكاسات مباشرة على تركيا والعالم العربي، وأخرى بعيدة المدى نظرا لمخلفاتها على النظام الدولي.
إن تركيا بالنظر لجغرافيتها السياسية تعد إحدى أهم القوى الإقليمية التي قد تستهدفها ارتدادات الحرب المشتعلة، لطبيعة مصالحها المتشابكة مع روسيا وأوكرانيا من جهة، ثم باعتبارها عضوة في الناتو، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمعها مع دول البلقان والقوقاز، والتي تعد بعضها ضمن المجال الحيوي التركي
حملت حرب روسيا على أوكرانيا في الواقع جملة من التحديات الراهنة على مستوى العالم، خاصة في أوروبا، ومن ضمنها جغرافيا تركيا التي تعد جسرا بين قارتين، ذلك أن هذه الحرب قد وضعت دولا أوروبية وغربية كبرى أمام معضلة لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، مما جعلها تحدث تغييرا جذريا في عقيدتها العسكرية، مثل ألمانيا التي ضخت 100 مليار يورو و2% من الناتج المحلي الإجمالي، أو تتجه إلى إعادة الاهتمام بقطاع الدفاع كما تقدم بذلك الرئيس الفرنسي هذا الأسبوع.
والأبعد من ذلك ما يمكن أن يحدثه إذكاء نزوع ظل مضمرا بفعل التسويات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية واستمرت مع النظام العالمي الذي أعقبها، وهي نزوعات ستجعل أوروبا والعالم برمته في وضع يختلف جذريا عن وضع ما قبل حرب روسيا على أوكرانيا.
نقول إنه إذا كانت الدول الأوروبية استشعرت الخطر والتهديد من الحرب الراهنة التي قد تنتج حروبا كبرى في المستقبل إذا نتج عنها اختلال في ميزان القوة فإن تركيا بالنظر لجغرافيتها السياسية تعد إحدى أهم القوى الإقليمية التي قد تستهدفها ارتدادات الحرب المشتعلة، لطبيعة مصالحها المتشابكة مع روسيا وأوكرانيا من جهة، ثم باعتبارها عضوة في الناتو، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمعها مع دول البلقان والقوقاز، والتي تعد بعضها ضمن المجال الحيوي التركي.
لا شك أن عوامل التأثر ستكون متعددة وبالغة على تركيا، مما استدعى منها التمسك بالحذر في موقفها من الأزمة الجارية، فهي بمقدار إدانتها الحرب الروسية ومطالبة الرئيس التركي الناتو باتخاذ موقف أكثر حزما من الحرب الروسية ودعمها المسبق لأوكرانيا بالطائرات المسيرة -التي أثبتت نجاعتها في تحرير إقليم قره باغ بأذربيجان وصد الهجوم على طرابلس في ليبيا- مما جعلها تغير طبيعة الصراع من مسلح إلى سياسي في مناطق تشهد حضورا روسيا فإنها لم تنهج موقفا عدائيا ضد روسيا بخصوص العقوبات الاقتصادية والتضييق في حركة الملاحة الجوية.
لقد عمدت تركيا من خلال موقفها الرافض -الذي تدين فيه حرب روسيا على أوكرانيا من جهة وتحجم عن التصعيد على خطى دول غربية- إلى ضمان حالة من التوازن ترعى من خلالها مصالحها، ثم من جانب آخر إمكان القيام بدور الوساطة المستقبلية بين طرفي النزاع، وهو النزاع الذي تجد تركيا نفسها معنية به بشكل مباشر بحكم الجغرافيا، إذ إن تعقد الوضع قد يؤدي بالطرفين إلى التماس الخشن في المستقبل، سواء في البحر الأسود الذي عملت روسيا في السنوات الأخيرة على تكثيف حضورها الفاعل والقوي فيه منذ تدخلها العسكري في جورجيا سنة 2008، وفي كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ثم لاحقا سيطرتها على شبه جزيرة القرم سنة 2014 وإلحاقها بروسيا.
ولم تختلف إستراتيجية موسكو في إقليمي لوغانسك ودونيتسك عن إستراتيجيتها بخصوص أبخازيا، وفي كل الخطوات التي أقدمت عليها روسيا كانت تجد معارضة ورفضا من المجتمع الدولي والقوى الإقليمية، ومن أهمها تركيا، لكن طبيعة التوسع الذي يستبطنه التفكير السياسي لبوتين من خلال زرع كيانات موالية بداعي القومية الروسية أو تخوفات الأمن القومي على دول الاتحاد السوفياتي السابقة قد تؤدي في حقيقة الأمر إلى صياغة طبيعة صراع المصالح في البحر الأسود ومنطقة القوقاز والبلقان، مما يشكل تحديا مستقبليا لتركيا ودول أوروبا الشرقية.
إنه ليس خافيا أن منطقة القوقاز يُدار فيها صراع خفي بين تركيا وروسيا، وهو ما يجعل الموقف التركي في الحرب الراهنة متأرجحا بين الإدانة والإحجام عن التصعيد، بحيث تشكل حرب روسيا على أوكرانيا وإمكانية تغيير نظام الحكم فيها إضرارا بالشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين كييف وأنقرة سيؤدي إلى إعادة رسم معادلات الصراع في المنطقة، مما ينتج عنه التضييق على تركيا في البحر الأسود في ما يخص الغاز المكتشف الذي تترقب تركيا أن يخفف عنها بعضا من تكلفة الاستيراد.
وأبعد من ذلك إمكانية طرح اتفاقية مونترو للمناقشة، والتي تمنح تركيا التحكم في مضيقي البوسفور والدردنيل، بالإضافة إلى محاور أخرى يتداخل فيها الصراع في مناطق تشكل امتدادا لروسيا وتركيا معا، سواء من الناحية التاريخية أو الثقافية أو الاقتصادية، من دول البلقان إلى القوقاز والشرق الأوسط.
إن استمرار المقاومة الأوكرانية أو النزوع إلى خيار التسوية عبر المفاوضات الذي تحتفظ فيه تركيا بدور محوري لطبيعة العلاقة بين نظامي كل من تركيا وروسيا من جهة، ثم بين أوكرانيا وتركيا من جهة أخرى قد تكون فيه حماية للمصالح الأوروبية والتركية على السواء، وغير ذلك يعني إمكانية التماس المباشر في المستقبل بين تركيا وروسيا، وهو ما ينبغي تجنبه في اللحظة الراهنة لتكلفته، حيث إن عنصر القوة الذي نهجته روسيا بوتين مؤخرا لإعادة رسم خريطة الأمن القومي بأوروبا يحتفظ لروسيا بالفارق والتفوق باعتبارها إحدى الدول المؤثرة في مجلس الأمن الدولي ومن القوى العسكرية الكبرى عالميا.
كما أن موقف الناتو قد يختلف من جهة الدعم لتركيا، وتحتفظ ذاكرة الاحتكاك المباشر في شمال سوريا سنة 2015 حين تم إسقاط الطائرة الروسية من طرف الجيش التركي بتردد في موقف الناتو من دعم تركيا، والذي يغذيه السجال الكلامي بينها وبين والغرب، ثم الدور المحدود لتركيا الذي يراد لها القيام به في المنطقة.
أما بالنسبة للضرر الذي يمكن أن يلحق تركيا من الجانب الأوكراني فإن أوكرانيا قد أضحت قبلة لتركيا في استيراد وتصدير المنتجات الزراعية، كما أن تركيا تعد الوجهة المفضلة للسياح الأوكرانيين، حيث بلغ عددهم حوالي مليوني سائح في السنة الماضية، وفي وضع الحرب فإن مشكلة الأمن الغذائي ستتفاقم ومعها قطاع السياحة
عملت تركيا على تنويع شراكتها مع روسيا على الرغم من تباين المصالح بينهما في سوريا وليبيا ومنطقة القوقاز والبلقان، وتبرز أرقام الشراكة الاقتصادية في الطاقة والمنتوجات الزراعية والعسكرية بالإضافة إلى السياحة طبيعة التبادل الحاصل بين تركيا وروسيا، فقد بلغت قيمة المواد الزراعية التي تستوردها تركيا حوالي 4.5 مليارات دولار في السنة الماضية مقابل صادرات بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار.
وفي مجال السياحة بلغ عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا سنة 2021 حوالي 30 مليون سائح، وفي سياق الأزمة التي شهدتها الليرة وما ترتب عليها على المستوى الاقتصادي بخصوص التضخم فإنه ستكون للحرب مضاعفات بفعل عزل روسيا عن النظام المالي العالمي “سويفت”، وتضرر قطاع السياحة وارتفاع أسعار الطاقة على المستوى العالمي.
أما بالنسبة للضرر الذي يمكن أن يلحق تركيا من الجانب الأوكراني فإن أوكرانيا قد أضحت قبلة لتركيا في استيراد وتصدير المنتجات الزراعية، كما أن تركيا تعد الوجهة المفضلة للسياح الأوكرانيين، حيث بلغ عددهم حوالي مليوني سائح في السنة الماضية، وفي وضع الحرب فإن مشكلة الأمن الغذائي ستتفاقم ومعها قطاع السياحة، ليس في تركيا وحدها، وإنما في مختلف الدول التي لم تحقق اكتفاءها الذاتي في هذا المجال.
لا يتوقف الضرر على المستوى الاقتصادي، إذ إن أبعاد الشراكة الأوكرانية التركية كانت واعدة لتركيا للخروج من بين كماشتي روسيا من جهة، ومن جهة أخرى بعد إبعادها من المشاركة في صناعة الطائرة “إف-35” (F-35) عقب اقتنائها منظومة الصواريخ “إس-400” (S-400) من موسكو، وتتجلى أهمية الشراكة مع أوكرانيا بالنظر إلى الأهمية التي تحظى بها بفعل إرثها السوفياتي المحوري في صناعة الطائرات والتقنية التي تمتلكها في هذا الجانب، والتي كانت ستكون مفيدة لتركيا في المستقبل لحل معضلة المحركات التوربينية ومحركات الديزل.
لذلك، فإن الحرب الراهنة ستؤثر سلبا على التحالف العلمي الذي نشأ بين البلدين في الصناعة العسكرية والفضاء، بالإضافة إلى تأثيرها الجيوسياسي والاقتصادي، ومعلوم أن أحد الأبعاد الرئيسية للقوة -التي تنسحب على كل المجالات- يتمثل في العلوم والتكنولوجيا، وبدون استقلال علمي وحيازة أسرار التكنولوجيات الحديثة فإن جوانب التقدم الأخرى تبقى قاصرة، كما أن الاستقلال في أبعاده السياسية والحضارية يبقى ناقصا، ولعل ما نشهده الآن من تفعيل روسيا القوة الخشنة بداعي حماية الأمن القومي ما كان ليتم لولا حيازة تكنولوجيا عسكرية متطورة رغم التخلف على المستوى الاقتصادي مقارنة بدول أوروبية صغيرة.
ختاما، إن التغييرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تحملها الحرب الروسية على أوكرانيا بمقدار ما تحمل من انعكاسات سلبية على تركيا ودول المنطقة فإنها في الآن ذاته وفي ظل عزل روسيا اقتصاديا مما سيؤثر عليها سلبا على المدى المتوسط والبعيد قد تجعل تركيا ودولا أخرى منفذا لها لتجنب التبعات المباشرة لإستراتيجية الردع الاقتصادي، ولا سيما أن للبلدين تجارب سابقة في التعامل بالعملة المحلية في المبادلات التجارية والاقتصادية لتجنب تبعات العقوبات.
أما من الناحية السياسية والأدوار التي يمكن أن تضطلع بها تركيا في الحرب الدائرة فإن الموقف المتوازن الذي تنهجه بعيدا عن الاستعداء الشامل أو الانحياز الكلي سيجنبها المواجهة المباشرة بسبب التداخلات الحاصلة في أكثر من بلد في جغرافيا المنطقة منذ الفترة العثمانية، كما يجعلها وسيطا فاعلا في التسويات المنتظرة.
ومن ناحية أخرى، فإن الحرب الراهنة ونظرا لتكلفتها الاقتصادية على العديد من الدول -وفي مقدمتها روسيا التي ستحتاج عقودا للتعافي من تبعاتها المادية والقانونية بسبب خرقها القانون الدولي- ستفتح أفقا للقوى الإقليمية بالقيام بأدوار فاعلة في صياغة معالم التكتلات المستقبلية من أجل ضمان حماية لها من داخل تلك التكتلات والأحلاف.
وعن تركيا نشير إلى موقعها في حلف الناتو، هذا إذا لم تتطور الحرب الدائرة إلى مواجهة شاملة عالميا نتيجة أخطاء في التقديرات تعيد صياغة قواعد جديدة للنظام العالمي برمته، والحروب الكبرى عادة هي نتاج اختلالات وحروب صغرى لم تنتج عنها تسويات مرضية للأطراف المتصارعة، أو جنوح المستبدين إلى عقيدة توسعية تتغذى من أركيولوجيا التاريخ وتعصب الهويات ونزعتها الشمولية والتوسل بالقوة المدمرة.
:تابع الجزيرة مباشر على
حرب روسيا على أوكرانيا.. عقوبات غربية واسعة النطاق على موسكو وجلسة لمجلس الأمن
فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان ونيوزيلندا عقوبات واسعة النطاق على روسيا عقب شنها هجوما على أوكرانيا بدأ فجر أمس الخميس، بينما يصوت مجلس الأمن الدولي -اليوم الجمعة- على مشروع قرار يدين الهجوم الروسي. وقد أجلت عدة دول في العالم مواطنيها من أوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن -أمس الخميس في خطاب- إن بلاده أقرت عقوبات بالتنسيق مع قادة مجموعة السبع (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان) لتقويض قدرة روسيا على القيام بأعمال تجارية بالعملات الرئيسية في العالم، إلى جانب عقوبات ضد البنوك والشركات المملوكة للدولة الروسية.
وأضاف بايدن أن بلاده اتفقت مع قادة مجموعة السبع على الحد من قدرة روسيا على أن تكون جزءا من الاقتصاد العالمي، وعلى قدرتها على تمويل وتعزيز قواتها المسلحة، وأيضا تعطيل قدرتها على المنافسة في اقتصاد يعتمد التكنولوجيا الفائقة الدقة.
وذكرت وزارة الخزانة (المالية) الأميركية أمس أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا، تشمل 24 شخصا ومؤسسات مالية ودفاعية وأمنية في بيلاروسيا، بسبب دعم الأخيرة للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال مسؤول أميركي كبير أمس الخميس إن وزارة الدفاع (بنتاغون) سترسل نحو 7 آلاف عسكري إضافي إلى ألمانيا، ردا على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا. وأضاف المسؤول أن الهدف من القرار الجديد الذي سيتم في الأيام المقبلة هو “طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، وردع هجوم روسي، والاستعداد لدعم الحاجات في المنطقة”.
وكانت واشنطن أعادت تمركز ألف عسكري في دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، وفي رومانيا التي تخشى أن يمتد النزاع إلى حدودها.
وعقب التعزيزات المعلنة أمس الخميس، سيكون للولايات المتحدة أكثر من 90 ألف عسكري في أوروبا.
أقرّ قادة دول الاتحاد الأوروبي في قمتهم أمس الخميس حزمة عقوبات جديدة على روسيا، بسبب اجتياحها لأوكرانيا، وقالوا إن تداعيات العقوبات على موسكو ستكون هائلة وخطيرة.
ووافق قادة الاتحاد الأوروبي -في وقت متأخر أمس الخميس- على فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، ردا على اجتياحها أوكرانيا. واستهدفت العقوبات قطاعات التمويل والطاقة والنقل، وقال قادة دول التكتل في بيان إن تداعيات العقوبات على روسيا ستكون “هائلة وخطيرة”.
وتشمل العقوبات على روسيا حظر صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري في الوقت نفسه)، وتقييد إصدار التأشيرات الدبلوماسية، فضلا عن حظر صادرات التكنولوجيا إليها، وتقييد دخول موسكو الأسواق المالية لدول الاتحاد الأوروبي.
وأفادت مصادر أوروبية ودبلوماسية أنه لا توافق أوروبيا حتى الآن على استبعاد روسيا من نظام “سويفت” للتبادل المصرفي، وهو الضروري لإجراء التحويلات المالية عبر العالم، علما بأن أوكرانيا ودولا أعضاء بالاتحاد طالبت بهذا الأمر، لكن بعض الدول (مثل ألمانيا) فضلت إبقاء هذا الخيار لحزمة عقوبات مقبلة.
كما أقرّت بريطانيا عقوبات على البنوك الروسية، وعلى بعض من أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس الروسي بوتين، وعلى أثرياء روس في لندن.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أمس الخميس أن وزيرة الخارجية البريطاني ليز تروس طردت السفير الروسي أندريه كلين من مكتبها بعد استدعائه إلى مقرّ الخارجية. ونقلت قناة “سكاي نيوز” (Sky News) البريطانية عن مصادر في الخارجية البريطانية أن لقاء تروس في مكتبها مع السفير الروسي استغرق 10 دقائق، وذلك لتوضيح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأعلن رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا -اليوم الجمعة- فرض عقوبات فورية على روسيا، شملت القطاع المالي والعتاد العسكري والصادرات.
وأضاف كيشيدا في مؤتمر صحفي أن “العدوان الروسي على أوكرانيا تهديد للأمن الدولي”، وذكر أن طوكيو ستنسق مع مجموعة السبع بشأن عقوبات مستقبلة على شركات الطاقة الروسية.
وقال الرئيس السويسري إغنازيو كاسيس -أمس الخميس- إن بلاده (غير العضو في الاتحاد الأوروبي) ستشدد إجراءاتها ضد روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا، بحيث لا يمكن استخدام سويسرا للالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو، لكن الإجراءات السويسرية لن تتضمن تجميدا فوريا لمليارات الدولارات التي يحتفظ بها مواطنون روس في حسابات بسويسرا.
كما فرضت نيوزيلندا -اليوم الجمعة- حظرا مستهدفا على السفر لروسيا، وحظرت تجارة السلع مع جيشها وقواتها الأمنية. وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن “العالم يتحدث ويرسل رسالة واضحة جدا لروسيا، مفادها أن ما فعلته خطأ وستواجه استنكارا من العالم”.
على صعيد آخر، دعت الولايات المتحدة وألبانيا إلى تصويت في مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة، على مشروع قرار يدين بشدة الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب روسيا بسحب قواتها من هذا البلد فورا.
ومشروع القرار موضوع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة لتطبيقه، غير أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل بسبب حق النقض الذي تتمتع به روسيا نفسها في مجلس الأمن بصفتها عضوا دائما فيه، لكن واشنطن تعتبر أن لجوء روسيا إلى استخدام حقها في النقض سيظهر “عزلتها” على الساحة الدولية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -أمس الخميس- إن المنظمة خصصت 20 مليون دولار من المساعدات الطارئة لضحايا الغزو الروسي لأوكرانيا، وذكرت شابيا مانتو المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة -في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية- أن نحو 100 ألف شخص اضطروا لمغادرة منازلهم والنزوح داخل أوكرانيا، وأن آلافا آخرين غادروا البلاد نحو دول الجوار.
وطالبت أوكرانيا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمناقشة الوضع الإنساني في البلاد بعد الغزو الروسي، وهو ما دعمه وفد الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة، ومن المقرر أن يجتمع المجلس -المؤلف من 47 دولة- في مدينة جنيف السويسرية يوم الاثنين المقبل.
المفوضية العليا للاجئين -التابعة للأمم المتحدة- قالت إن نحو 100 ألف شخص نزحوا داخل أوكرانيا جراء الغزو الروسي لبلادهم.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو -أمس الخميس- إن الاستعدادات لعملية إجلاء رعايا بلاده من أوكرانيا قد اكتملت، مشيرا إلى وجود تسهيلات من رومانيا وبولندا ومولدوفا في عمليات الإجلاء البري.
وقالت سفارة الصين في أوكرانيا إنه يجري تنظيم رحلات جوية لإجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة البلد. وبدأت السفارة عملية تسجيل الراغبين في مغادرة أوكرانيا، موضحة أنها ستتوقف بعد غد الأحد، من دون أن تورد تفاصيل بشأن موعد الرحلات.
وصرّح الرئيس التونسي قيس سعيّد، أمس الخميس خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بأنه يجري الآن إجلاء عدد من التونسيين المقيمين في أوكرانيا عبر الحدود البرية إلى بولندا، ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية بأن شركة الخطوط الإيرانية تستعد لإرسال رحلات طيران خاصة إلى أوكرانيا، لإجلاء المواطنين الإيرانيين.
اتخذت دول غربية مع أميركا مجموعة من القرارات من شأنها فرض عقوبات اقتصادية على بعض الأشخاص والمؤسسات الروسية، وأهمها التهديد بإخراج روسيا من نظام “سويفت” العالمي.
قال مدير البرامج في المجلس الروسي للعلاقات الدولية إيفان تيموفيف إن تأثير العقوبات على حياة الشعب الروسي أمر واضح لكن بإمكان روسيا المحافظة على الاستقرار -بشكل عام- في حال عدم فرض عقوبات أكثر قسوة.
بينما موسكو تشن الحرب على أوكرانيا، يفكر قادة العالم في العقوبات التي يمكن أن يفرضوها لوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مساره، وتتصدر هذه العقوبات أشباه الموصلات ونظم المدفوعات.
:تابع الجزيرة مباشر على
حرب روسيا وأوكرانيا.. ما آثارها الاقتصادية على المنطقة العربية؟
تعدّ مصر من أكثر الدول العربية المتضررة من أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا.
شأن العديد من الأحداث، هناك من تكون الأحداث في مصلحته فيحقق مكاسب، وهناك من تكون الأحداث ضده فيتكبد خسائر.
ولأن المنطقة العربية ليست كيانا اقتصاديا واحدا، فإن التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا سوف تختلف من دولة إلى أخرى، حسب المعطيات التي أسفرت عنها الحرب على الصعيد العالمي، في المؤشرات الاقتصادية المختلفة.
حسب الأرقام المنشورة، فإن حجم التبادل التجاري للدول العربية مع روسيا في الفترة من 2019 إلى 2021 يراوح بين 18 و21 مليار دولار، ولكن ثمة علاقات أخرى تشمل الاستثمار بين الطرفين.
فالسياسات والعلاقات القُطرية في معظمها تأتي في إطار وعود أو مذكرات تفاهم، لم تترجم على الأرض بشكل كبير، كما هو شأن ما أُعلن أثناء زيارات لمسؤولين كبار من دول الخليج، أو المنطقة الصناعية الروسية في مصر، أو محطات إنتاج الطاقة النووية في منطقة الضبعة بمصر.
ويرجع الحجم المحدود للتجارة بين روسيا والدول العربية إلى كون روسيا وكذلك الدول العربية تنتج سلعا متنافسة وليست متكاملة.
فروسيا أحد كبار مصدّري النفط والغاز في العالم، وكذلك نحو 9 أو 10 دول عربية، تعتمد على صادرات النفط والغاز، كما أن أغلب الدول العربية تميل إلى استيراد المعدات والآلات من أميركا والغرب وأخيرا من الصين، نظرا للتقدم التكنولوجي في هذه الدول مقارنة بروسيا.
وفي عام 2019 صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن شركات عربية وروسية نفذت نحو 400 مشروع بتكلفة تبلغ 40 مليار دولار، كان نصيب البنوك الروسية منها 25 مليار دولار، كما تحظى الشركات الروسية بتنفيذ بعض المشروعات في العراق في مجال الطاقة، والتنقيب واستخراج النفط.
يُعدّ القمح وحديد التسليح أهم سلعتين تستوردهما الدول العربية من روسيا وأوكرانيا، بنسب متفاوتة بين دولة وأخرى، وتقوم بعض الدول العربية، ومنها مصر، بتصدير بعض الفواكه والموالح والخضراوات إلى روسيا وأوكرانيا.
ويُعدّ القمح وحديد التسليح أهم سلعتين تستوردهما الدول العربية من روسيا وأوكرانيا، بنسب متفاوتة بين دولة وأخرى، وتقوم بعض الدول العربية، ومنها مصر، بتصدير بعض الفواكه والموالح والخضراوات إلى روسيا وأوكرانيا، كما يمثل السلاح الروسي أحد السلع التي تستوردها بعض الدول العربية، بخاصة في السنوات الماضية.
إلا أن روسيا أصبح لديها موقع جديد على صعيد الجغرافيا السياسية والاقتصادية، بعد وجودها على نحو دائم في سوريا، واحتلالها مناطق الساحل السوري الذي ينتظر أن يضم ثروة كبيرة من النفط والغاز، وروسيا لن تفوت هذه الفرصة، بل ستوظفها في إطار أوراق الضغط التي لعبت بها في سوق الطاقة الدولية، في المرحلة السابقة.
ويتوقع أن تكون تلك الورقة بيد روسيا في المستقبل، على الأقل في الأجلين القصير والمتوسط، إلا إذا قبلت أميركا ومعها الغرب قيام روسيا بهذا الدور في سوق الطاقة، ولم يبحثا عن بدائل أخرى للنفط والغاز الروسي، وأما إذا قررا استبدال النفط والغاز الروسي ببديل آخر، فلن يكون ذلك في الأجل القصير.
في القراءة السريعة للتداعيات التي ترتبت على الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن أسعار النفط بلغت 105 دولارات للبرميل، ومن الطبيعي أن تستفيد الدول العربية المصدرة للنفط والغاز من ارتفاع السعر، فحصة الدول العربية من الصادرات النفطية على مستوى العالم تبلغ 24%.
وتقديرات صندوق النقد الدولي، على مدار السنوات العجاف الماضية في سوق النفط، كانت تذهب إلى أن سعر تعادل الميزانيات العامة للدول النفطية العربية يراوح بين 45 دولارا للبرميل في قطر، و100 دولار للبرميل في البحرين، وبينهما الإمارات عند سعر 60 دولارا للبرميل، وفي السعودية 75 دولارا للبرميل، وفي الكويت 65 دولارا للبرميل، بخاصة بعد أزمتها المالية الكبيرة التي ألمّت بها منذ عامين.
ومن ثم، وفق الأسعار المعلنة أخيرا عن ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، عند 105 دولارات للبرميل، فمعنى هذا أن الميزانيات العربية من المتوقع أن تودع العجز، وتحقق فائضا ماليا من عوائد النفط، وقد يكون بإمكانها الاستغناء عن الديون الخارجية والمحلية، كما يمكنها استعادة ما فقدته من أرصدة احتياطيات النقد الأجنبي.
ولكن على صعيد آخر، فإن الدول النفطية العربية حين تستفيد من ارتفاع أسعار النفط في السوق الدولية في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، فإنها سوف تكتوي بارتفاع معدلات التضخم المستورد، الناتج عن ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.
ولأن معظم الدول النفطية العربية تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد احتياجاتها من السلع والخدمات، فسوف تدفع جزءا كبيرا مما حصلت عليه من ارتفاع أسعار النفط، في جانب ثمن السلع والخدمات التي تستوردها.
موقف الدول العربية غير النفطية سيكون صعبا في المرحلة المقبلة، لاعتمادها على استيراد جزء كبير من احتياجاتها، وهذا يحمّلها أعباء فاتورة التضخم المستورد في المرحلة المقبلة، ومن ثم زيادة أعباء المعيشة على مواطنيها.
وعلى الجانب الآخر، فإن هذه الدول تعتمد على الاستيراد في تدبير احتياجاتها من الطاقة، ومن هنا ستزيد مشكلة عجز الموازنة في تلك الدول، وأيضا سيرتفع الدين العام الخاص بها.
تعدّ مصر من أكبر الدول العربية المتضررة من أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا، فعلى صعيد النفط فإن مصر حتى الآن -حسب بيانات ميزان المدفوعات لعام 2020-2021- يحقق الميزان التجاري النفطي بها عجزا بنحو 100 مليون دولار، وإذا ما استمر ارتفاع أسعار النفط فوارد أن يرتفع العجز بالميزان التجاري النفطي.
وإذا ما استُبعدت حصة الشريك الأجنبي من الصادرات المصرية النفطية، فإن عجز الميزان التجاري النفطي سيكون أكبر، وهو ما يشكل ضغطا جديدا على الطلب على النقد الأجنبي.
من جانب آخر، فإن مصر تعدّ كل من روسيا وأوكرانيا من أهم مصادرها للحصول على احتياجاتها من القمح الذي تعدّ فيه مصر المستورد الأول على مستوى العالم، برصيد يقترب من 10 ملايين طن سنويا، وحدوث مشكلات في كل من روسيا وأوكرانيا بلا شك سوف يُوقف الصادرات من القمح، أو في أحسن الأحوال ستنخفض كميات التصدير.
وهذا يعني أن على مصر أن تبحث عن مصادر بديلة، في الشهور القليلة القادمة، والبديل قد يكون فرنسا، أو أستراليا، أو أميركا، وتعدّ فرنسا في هذه الحالة هي الأفضل، لاعتبارات قرب المسافة مقارنة بأميركا وأستراليا، وتوفيرا لتكاليف الشحن.
مشكلة مصر كذلك في التداعيات السلبية عليها بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، فمصر تستقبل حصة لا بأس بها من الوفود السياحية من روسيا وأوكرانيا، وتراجع أعداد السائحين من هاتين الدولتين سوف يؤثر تأثيرا كبيرا في إيرادات السياحة التي تحتاج إليها مصر بشكل كبير، كأهم موارد النقد الأجنبي، خاصة أن البنوك المصرية عانت في الشهور الماضية من تراجع أصولها من النقد الأجنبي بنحو 7.1 مليارات دولار.
وقد تكون الجزائر والعراق أفضل حالا مقارنة بمصر، فهما دولتان نفطيتان، ويمكنهما البحث عن بديل لاستيراد احتياجاتهما من القمح، أو الحديد، وإن كان البديل أكثر تكلفة، إلا أن الموارد من الثروة النفطية سوف تمكن هاتين الدولتين من سداد هذه الفروق.
التوقعات السابقة تظل رهينة الواقع الحالي، فنحن أمام سيناريوهين لمستقبل الحرب الروسية على أوكرانيا: الأول إنهاء الحرب في وقت قصير، بانتصار روسيا، وحسمها للملفات المتعلقة بهذه الحرب، وما ستؤول إليه الأمور، وبقاء الطفرات الموجودة في سعر النفط في السوق الدولية، مع بقاء العقوبات الاقتصادية من أوروبا والغرب على روسيا، وتعثر الحصول على احتياجات الدول العربية من روسيا أو أوكرانيا.
والسيناريو الثاني أن تطول الحرب الروسية على أوكرانيا، ولا تستطيع روسيا الحسم في الأجل القصير، وأن تمتد الحرب إلى أجل متوسط أو طويل، ومن ثم سنكون أمام ارتفاعات أكبر في تكاليف التعامل الخارجي على مستوى العالم بوجه عام، ومع روسيا وأوكرانيا بوجه خاص، ومن ثم يتوقع أن تزداد حسابات الربح والخسارة للدول العربية، ما لم تستجد أمور أخرى.
اتخذت دول غربية مع أميركا مجموعة من القرارات من شأنها فرض عقوبات اقتصادية على بعض الأشخاص والمؤسسات الروسية، وأهمها التهديد بإخراج روسيا من نظام “سويفت” العالمي.
أمضت روسيا السنوات السبع الماضية في بناء دفاعات مالية عملاقة، لكن من غير المرجح أن يصمد اقتصادها أمام حملة عقوبات منسقة من الغرب.
قال وزير الاقتصاد اللبناني إن احتياطيات البلاد من القمح تكفي شهرا على الأكثر. في حين تتجه تونس إلى رفع أسعار الوقود، وسط مخاوف في الأسواق بسبب الحرب الأوكرانية الروسية.
فشل الغرب حتى الآن في الاتفاق على عقوبات قصوى ضد موسكو، رافضا استبعادها من نظام “سويفت” المصرفي، ويرجع ذلك أساسا إلى مخاوف العديد من الدول الأوروبية بشأن إمداداتها الطاقية من روسيا.
:تابع الجزيرة مباشر على
لقاءات ومواقف وقصص الرسل مع الله
لقاءات ومواقف وقصص الرسل مع الله ربهم وادعيه وأسئلة دينيه
سندريلابثينه صلاح 🥀
لقاءات ومواقف وقصص الرسل مع الله
لا تستطيع الكلمات بحال أن تصف هذا المشهد! فالقلوب تدقُّ بشدَّة عندما تتهيَّأ للقاء ملك من ملوك الدنيا، فكيف بلقاء ربِّ العزَّة مالك الملك ذي الجلال والإكرام؟! كيف كان حاله صلى الله عليه وسلم؟! وفي أي شيء كان يُفَكِّر عندما أخبره جبريل عليه السلام أنه حان الوقت لمقابلة ربِّ العالمين؟ # بقلمي سندريلا بثينه
حب الله 💔
احبك يا الله لانك الرحيم بقلبي لانك نعمه الصاحب والرفيق لأن القرب منك يملأ القلب انشراحا لأنك الباقي ولا احد سواك يبقي
حب الله ركن من اركان الإيمان وواجب على كل إنسان وليس كل مسلم، وحب الله ينبع من القلب ولا ينتهي ابداً لا بوداع ولا شيء ولا ينقطع لأي سبب وليس كحب أي شخص وحب الله يزيد بالإيمان ويقودنا إلى الجنان، مالي ومال الأغنياء وأنت يا رب غني لا يحد غناك مالي ومال الأقوياء وأنت يا رب عظيم الشان ما أقواك أني أويت لكل مأوى في الحياة فما رأيت أعز من مأواك. قال أبن القيم رحمه الله ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليها وتفضل عليها بالنعم لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائرالنعم. اللهم إني أحبه فيك فأحبه وأرضى عنه وأعطه حتى ترضى وأدخله جنتك آمين. زودك الله من تقاك ومن النار وقاك وللفضيلة هداك وللجنة دعاك وجعل الفردوس مأواك. أسأل الله الذي جمعنا في دنيا فانيه أن يجمعنا ثانية في جنة عالية قطوفها دانية. كل عام وأنت إلى الله أقرب ومنه أخوف وبه أعرف وإلى دار كرامته أسبق. الله يكتب لك بكل خطوة سعادة وكل نظرة عبادة وكل بسمة شهادة وكل رزق زيادة. اللهم أجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان آمين. من وطن قلبه عند ربه سكن وأستراح ومن أرسله في الناس أضطرب وأشتد به القلق. المؤمن إذا مات تمنى الرجعة إلى الدنيا ليكبر تكبيرة أو يهل تهليلة أو يسبح تسبيحة. أجمل من الورد وأحلى من الشهد ولا تحتاج لجهد (سبحان الله وبحمده). أرق القلوب قلب يخشى الله، وأعذب الكلام ذكر الله، وأطهر حب الحب في الله. قال لقمان: إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه أناس كثير فلتكن سفينتك تقوى الله. قال أبن القيم: الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا. من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً وكل ضيق مخرجاً. إذا حسيت بضيق أو أنك حزين، دايماً ردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هي طب القلوب نورها سر الغيوب ذكرها يمحو الذنوب لا إله إلا الله المستأنس بالله جنته في صدره وبستانه في قلبه ونزهته في رضى ربه. الله خلق الإنسان لأنه يحبه، فالله يقول: لذتي وتمتعي ببني آدم كبيرة، فخلقت له الجنة وجعلته يتسلط على كل ما فيها ولكني أردت له أن يكون حراً بتفكيره، فخلقته مخيراً لا مسيراً ليتميز عن الحيوانات. الله لم يخرج آدم من الجنة، بل آدم هو من أختار معصية وعدم طاعة الله من خلال الأكل من ثمرة تركها بالفردوس وحيدة بين أشجار كثيرة ولكن لكي يعرف مدى طاعته ومحبته لرضاء الله طلب منه أن لا يأكل منها لأنه موتاً سيموت وهذا ما حصل. نوح كان ينادي لأخر لحظة بالتوبة واللجوء للفلك (السفينة)، ولكن أحداً لم يستجب له بسبب غرق الناس بالمعصية والخطية وعدم سماع صوت الله المنادي بالتوبة والعودة لله وطريقه. رحم الله الصحابه الكرام الذين ضحوا بأنفسهم وبذلوا الدماء رخيصه في سبيل الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. من يشعر بالاكتئاب والقرآن موجود.. من يشعر بالعطش والماء موجود. سُبحانك ما عَبَدنَاك حقَّ عِبَادَتِك.. تأمل في نبات الأرض وأنظر إلى آثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك. الله رحيم لطيف، الله بيده الأمر والتصريف، الله أعرف المعارف لا يحتاج إلى تعريف، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، ولا نرجو سواه، عظيم السّلطان والجاه، أفلح من دعاه، وسَعِدَ من رجاه، وفاز من تولاه، سبحان من خلق وهدى، ولم يخلق سُدى، عظم سلطانه، أرتفع ميزانه، وجمل إحسانه، وكثر أمتنانه. من أنتصر به ما ذلَّ، ومن اهتدى بهُداه ما ضلَّ، ومن اتقاه ما زَلَّ، ومن طلب غِناه ما قلَّ، له الكبرياء والجبروت عز وجلّ. تمَّ كمالهُ، حَسُنَ جماله، تقدّس جلاله، كَرُمَت أفعاله، أصابت أقواله، نصر أولياءَه، خذل أعداءَه، قرّب أحباءَه.. أطلع فستر، علم فغفر، حلم بعد أن قدر، زاد من شكر، ذكر من ذكر، قصم من كفر. قال إبليس: أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالأستغفار. اللهم رقق قلبي وأملأه بالرحمة والخوف والخشية منك يا ذا الجلال والإكرام. يا إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك اللهم إن رأيتني أبتعد عنك فردني إليك رداً جميلاً. ٳن الله يعلم القلب النقيّ، ويسمع الصوت الخفي، فإذا قلت يا رب فإما أن يلبي لك النداء أو يدفع عنك البلاء أو يكتب لك أجرًا في الخفاء .الأسباب الجالبة لمحبة الله قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه. التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة. دوام ذكره على كل حال: باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر. مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها. مشاهدة بره وإحسانه وآلائه، ونعمه الظاهرة والباطنة. أنكسار القلب بين يدي الله تعالى. الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبوديه بين يديه ثم ختم ذلك بالإستغفار والتوبة. مجالسة المحبين والصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى الثمر، ولا نتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك. مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
لا تنسي ذكر الله: اللهم قربني اليك حتي يرتاح قلبي بذكرك حتي ابلغ من الراحه ما اتمني . يا رب قربني اليك واعمر قلبي بمحبتك وامنحني نورا في دربي يقودني الي جنتك . اللهم قربني فيه اليك حتي يرضيك قربي .
تحميل كتاب مدينة لا تنام بقلم فهد العوده pdf
تحميل كتاب مدينة لا تنام بقلم فهد العوده pdf
ملخص الكتاب:
ما أقسى أولئك الذين يضعوننا على دكة الاحتياط ينشغلون بغيرنا يتركوننا في وحدتنا وزحام حنيننا وحين يشتد ألمهم ويجيئهم زحامهم يتذكروننا.. مـا أسوأ أولئك الذين لا يجيئونك إلا حينَ يجيءُ زحامهم تكنُسُ حشائشَ الحزنِ في قلوبهم تحملُ وزرهم . . تسمعهم تبكي معهم وتُجفف دمعهم وحين يجيء زحـامك . . يتركونك كمـا لو أنك أول و آخر أعدائهـم ! لم نكن نحتفظ بصور . . كلانـا يرسُم الآخرَ في خياله و حين نريدُ أن نرى بعضنـا نُغمض أعيننا و نضع أيدينـا على قلوبنـا . . و نشعر أننـا معًـا
للقرآة والتحميل مجانا بصيغة pdf اضغط علي الرابط ادناه ..