هل بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟ سؤال يطرحه اعتراف بوتين

by نهال عنبر
3 minutes read

0
(0)

بعد أيام من الترقب وحبس الأنفاس، جاء التحرك الروسي الأهم والأخطر بالاعتراف بمنطقتي “دونيتسك” و”لوهانسك” جمهوريتان مستقلتان، ليكون، حسب مراقبين، شرارة لإشعال الحرب وليس للتهدئة.
اعتراف روسيا رسميا باستقلال المنطقتين الإنفصاليتين شرقي أوكرانيا، يعني تهديدا أمنيا مباشرا على أوكرانيا، وهو ما قد تتخذه موسكو “مسوغا” للتدخل العسكري في أوكرانيا تحت مسمى حماية حليفيها الجديدين.
واعترفت روسيا رسميا، اليوم الإثنين، بمنطقتي “دونيتسك” و”لوهانسك”، كجمهورتين مستقلتين عن أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مطول وجهه للشعب الروسي والأوكراني وتابعه العالم شرقا وغربا: “نعلن اعترافنا بدونيتسك ولوهانسك جمهوريتين مستقلتين”.

 

ووقع بوتين مباشرة وعلى الهواء عقب الاعتراف مرسوما رئاسيا رسميا بالقرار.
وتأكيدا لقراره وقع بوتين أيضا اتفاقات تعاون وصداقة مع “جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك”، وطلب من مجلس الدوما (البرلمان) دعم قراره بالاعتراف باستقلال لوهانسك ودونيتسك، تحقيقا لما تسميه الأدبيات السياسية الروسية “نوفو روسيا” أو روسيا الجديدة.

نية مسبقة

لم يكن إعلان بوتين مفاجئا وهو ما عبر عنه البيت الابيض مباشرة عقب خطاب بوتين بالقول إنه توقع اعتراف روسيا باستقلال منطقي “دونيتسك” و”لوهانسك” في شرق اوكرانيا.
وأعادت الإدارة الأمريكية الإعلان عما توعدت به موسكو على مدار أسابيع بعقوبات “غير مسبوقة”، بدأتها إدارة الرئيس جو بايدن فورا عقب خطاب بوتين بإعلان “فرض عقوبات على أي فرد أو كيان يتعامل مع منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين بعد الاعتراف الروسي باستقلالهما”.
وقبل أسبوع أعلن الرئيس الروسي، خلال اجتماع على الهواء مع مجلس الأمن القومي الروسي، أن موسكو تدرس طلب الاعتراف باستقلال الانفصاليين شرقي أوكرانيا، وقال بوتين إن روسيا “تواجه تهديدا كبيرا بسبب الأزمة الأوكرانية”.
وبشكل أكثر وضوحا قال بوتين في خطاب الاعتراف، إن “أجهزة أمنية أجنبية تدعم المجموعات التخريبية في أوكرانيا.

وكشف رجل المخابرات الروسية سابقا الرئيس بوتين أن “أوكرانيا تعتزم صنع أسلحة نووية خاصة بها”،مرسلا رسالة تحذيرية للعالم أنه “إذا حصلت أوكرانيا على أسلحة دمار شامل فإن الوضع العالمي سيتغير تغيرا جذريا ولا يسعنا تجاهل ذلك”.
وسوغ بوتين المسعى الأوكراني بتصنيع اسلحة نووية، حسب خطابه، بأن أوكرانيا لديها المعرفة النووية السوفيتية، وأن الأسلحة النووية تصل إلى حد الاستعداد لمهاجمة روسيا.
يبدو أن النية المسبقة كانت لدى الطرفين سواء الغرب أو روسيا، وقال بوتين في خطابه إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حولا أوكرانيا إلى مسرح للحرب، مضيفا: “الطائرات المسيرة الأمريكية في أوكرانيا تتجسس دائما على روسيا”.
وعن الهاجس الروسي بتوسع الناتو واقترابه كثيرا من “المعسكر الشرقي” حسب ادبيات الحرب الباردة السابقة بين قطبي العالم الغربي والشرقي قال بوتين إن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي “يشكل تهديدًا على أمن روسيا، ودستور أوكرانيا لا يسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها”.
وزاد بوتين في خطابه بأن مراكز تدريب حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا تصل إلى حد القواعد العسكرية للحلف، مؤكدا أن الناتو وعد روسيا بعدم التوسع شرقًا لكنه في الوقت نفسه يسعى لضم أوكرانيا عكس ما وعد به.

الرئيس الروسي أعاد التأكيد على ذكره خلال اجتماعه مع مجلس الأمن القومي الروسي في العاصمة موسكو، بأن “مسألة استقلال دونيتسك ولوهانسك مرتبطة بالقضايا الدولية المتعلقة بأوكرانيا”.

هل تدخل روسيا أوكرانيا؟

يرى متابعون وخبراء أن الاعتراف باستقلال المنطقتين شرق أوكرانيا قد يعني دخول القوات الروسية إلى الجمهوريتين اللتين اعترفت بهما أو بالأحرى الدخول في حرب مع أوكرانيا وهو ما أطلق عليه الغرب طوال أسابيع “غزو أوكرانيا”.
مسار الأزمة تاريخيا أو خلال الأيام الماضية يقول إن اعتراف روسيا بـ”دونيتسك” و”لوغانسك” لا يعني أن يعترف بهما العالم بأي حال، لكنه قد يمثل ما وصفته الإدارة الامريكية بـ”الذريعة الروسية” للتدخل عسكريا في أوكرانيا.
عسكريا تستطيع روسيا دخول أوكرانيا بسهولة واجتياحها، رغم الصلابة التي قد تبديها أوكرانيا مدفوعة بدعم غربي واسع سياسيا وعسكريا لكنها تبدو معركة محسومة سلفا لصالح موسكو.
في المقابل ينتظر إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربا أشد ضراوة تتعلق بعقوبات غربية واسعة النطاق تضيق الخناق على الاقتصاد الروسي، أعلنت عنها بشكل فوري الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي والعديد من أطراف المعسكر الغربي.
الأيام المقبلة قد تمثل صراع إرادات بين المعسكرين، الشرقي الذي احتار المضي في خطته لما يمكن وصفه بـ”استعادة” أوكرانيا للحضن السوفيتي السابق أو الكومونولث الروسي حديثا، والمعسكر الغربي الذي سيواصل الضغط على روسيا اقتصاديا وإنهاكها ودعم كييف بشتى السبل، لكنه حتما لن يورط نفسه في حرب واسعة قد تأتي على الأخضر واليابس شرقا وغربا.

source

Loading

ما مدى تقيمك ؟

انقر على نجمة لتقييم ذلك!

متوسط التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه الرواية.

كما وجدت هذه الروايه جيده ومفيده ...

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي!

هل تبحث عن المزيد؟

Leave a Comment

اهلا وسهلا بحضراتكم