شارع 7 | قصة الملك والشحاذ | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

by قصص اطفال
16 minutes read

0
(0)

[ad_1]

تقدم قصة “الملك والشحاذ” للأطفال حكاية فريدة ومشوقة، مليئة بالمفارقات والأحداث المثيرة. يقوم الملك (ألفرد) برحلة ملحمية في مواجهة تحديات غير متوقعة عندما يلتقي بشحاذ يمنحه نصيحة تغير مجرى الأحداث. تقدم القصة دروسًا قيمة للأطفال حول أهمية التفاؤل والقوة الداخلية، وكيف يمكن للأحلام والأمل تحقيق المستحيل في سياق مشوق يعزز التعلم والمتعة للصغار.

إنها إحدى القصص الكثيرة التي يرويها الإنجليز عن العهد الذي تعرضت فيه بلادهم لغزوات عديدة من جماعات كان يطلق عليهم اسم “الدانيين”.

إن الذي خلص إنجلترا من هؤلاء الغزاة هو الملك (ألفرد)، وكان ملكًا عادلاً محبوباً، وهو بطل هذه القصة.

غلاف قصة الملك والشحاذ

غزو الدانيين

تعرضت بلاد الإنجليز في أحد العصور لغزوات عديدة كانت تشنها عليها جماعات من الدانيين.

وكان هؤلاء الدانيون محاربين أشداء على درجة كبيرة من القسوة والهمجية.

كان الإنجليز لا يعرفون من أين يأتيهم هؤلاء الغزاة الذين كانوا يملكون عددًا كبيرًا من السفن. فكانوا يهاجمونهم أحيانًا من بحر المانش الذي يفصل بين إنجلترا وفرنسا، وأحيانًا أخرى يهاجمون من الشواطئ الشمالية.

وكان الغزاة بمجرد أن يهبطوا على الشاطئ، يهاجمون الأهالي وينهبون كل شيء، فيسود الذعر والهلع بين الناس المسالمين.

وفي كثير من الأحيان، كانت فصائل الجيش الإنجليزي لا تصل إلى مكان الغزو إلا بعد أن يكون الغزاة قد انتهوا من تخريبهم ونهبهم وعادوا إلى سفنهم.

ولما اعتلَي الملك (ألفرد) عرش إنجلترا، كان أكثر ما يشغل باله هو إنقاذ بلاده من غزوات هؤلاء الدانيين.

كان الملك (ألفرد)، ملكًا عادلاً حازمًا، وكان يحب بلاده ويحب شعبه حباً كبيرًا. وكان الشعب أيضًا يبادله نفس الحب.

وبذل الملك كل ما في وسعه لتقوية الجيش وزوده بفصيلة قوية من الفرسان: كانت تستعمل جيادًا سريعة حتى تتمكن من الانتقال بسرعة إلى الأماكن التي يهبط منها الغزاة.

الغزاة يهددون وينهبون الشعب الانجليزي المسالم

كانت الجياد أسرع وسائل المواصلات في ذلك الوقت، لأن الطائرات والسيارات والقطارات لم تكن قد اخترعت بعد.

وكانت أسلحة الجنود تتكون من السيوف والرماح والأسهم. كما كانوا يضعون خوذات من الحديد، ويرتدون دروعًا من النحاس أو الحديد ليحموا أنفسهم من ضربات السيوف أو طعنات الرماح والأسهم.

ونجحت فصائل الفرسان في التغلب على بعض غزوات الدانيين.

ولكن عندما قابلوا الدانيين، غيَّروا من خططهم وطوَّروا أسلحتهم. أصبحوا يهاجمون الفرسان بسهام ربطت بها قطع من القماش بللوها بالزيت ثم أشعلوا فيها النيران. فكانت السهام تنطلق مستعلة بالنار نحو الجياد، فتفزع فزعًا شديدًا وتجمح بفرسانها فيفقدون السيطرة عليها.

ومن ناحية أخرى، توقف الدانيون عن القيام بالغزوات الصغيرة، فوجدوا شملهم، وأصبحوا يهاجمون الإنجليز بجموع كبيرة.

كان الملك (ألفرد) الذي يتولى بنفسه الإشراف على قيادة الجيش.

خسارة ببطولة وشرف

وفي صباح أحد الأيام، فوجئ الإنجليز بعدد كبير من سفن الدانيين الغزاة. اقتربت هذه السفن من أحد الشواطئ الصخرية، وكان هذا الشاطئ الصخري غير صالح لرسو السفن. ولذلك لم يفكر الإنجليز في تحصينه، ولم يتوقعوا أبدًا أن يغامر الدانيون ويجازفوا بالرسو على هذا الشاطئ الوعر.

ولكن الدانيين كانت لهم خبرة كبيرة في البحار، وكانوا على جانب كبير من الجرأة والمهارة. ولذلك تمكنوا من الرسو بسلام على ذلك الشاطئ الصخري دون أن يرعبهم جندي إنجليزي واحد.

ابتدأت جموع الدانيين الكبيرة تهبط من السفن وتتوغل في الشاطئ حتى وصلوا إلى إحدى المدن القريبة. فهاجموها وأعملوا فيها القتل والنهب والسلب، ثم عسكروا فيها ليتدبروا أمرهم ويرسموا خطة المرحلة القادمة من القتال.

لم يكن في نية الدانيين هذه المرة أن يكتفوا بالنهب والسلب والتقتيل ثم يعودوا بعد ذلك إلى سفنهم ليقلعوا بها في البحر كما كانوا يفعلون دائمًا في غزواتهم السابقة.

لقد صمموا هذه المرة على البقاء في إنجلترا واحتلالها كلها. كما صمموا أيضًا على أسر الملك (ألفرد) وخلعه عن العرش، ليعتلي عرش إنجلترا ملك جديد من الدانيين الغراة.

وعلم الملك (ألفرد) بهذا الغزو.

ولكن الذين نقلوا أخبار هذا الغزو إلى الملك لم يكونوا أمناء أو صادقين، أو ربما أرادوا أن يخففوا عنه الأمر حتى لا ينزعج. فأخبروه أنها غزوه صغيره عادية كغزوات الدانيين السابقة.

أرسل الملك (ألفرد) بعض فصائل الفرسان، ولكن عددهم كان قليلاً جدًا إذا قورن بعدد الغزاة الدانيين.

وفوجئ الفرسان الإنجليز بضخامة عدد الغزاة، ولكنهم رغم ذلك قاتلوا ببسالة عظيمة، لأنهم كانوا يدافعون عن أرضهم الغالية ووطنهم العزيز ضد الغزاة الطغاة.

وتمكن الفرسان الإنجليز من قتل عدد كبير من الدانيين، ولكن الكثرة تغلب الشجاعة كما يقولون. وتمكن الدانيون بعد معركة عنيفة من القضاء على الفرسان الإنجليز جميعًا، ولم ينج منهم سوى فارسين.

وانطلق هذان الفارسان عائدين إلى الملك.

وكانت أسوأ مفاجأة تلقاها في حياته.

الفرسان الشجعان يحاربون للحظة الأخري

الدفاع عن الأرض والوطن

ولكنه كان رابط الجأش فتمكن من السيطرة على أعصابه، وتلقى هذه الأخبار السيئة بهدوء.

واستدعى مستشاريه لأنه كان ملكًا حكيمًا لا يستبد برأيه، ولأنه كان يؤمن بالحكمة التي تقول: “إن من استشار الرجال شاركهم في عقولهم”.

وبعد أن تبادلوا مختلف الآراء، فكر الملك في عمق ثم قال مستشاريه: “إن الأعداء فاجأونا، لأنهم رسوا على شاطي صخري لم نكن نتوقع أن يرسوا عليه، كما أنهم حشدوا هذه المرة عدداً كبيراً من رجالهم، على عكس ما كانوا يفعلونه في غزواتهم السابقة.”

وسكت الملك قليلاً ثم قال: “ومن ناحية أخرى لقد ارتكبنا خطأ كبيراً، لأننا لم نعرف حقيقة عددهم، ويرجع ذلك إلى أن الأخبار التي تلقيناها عن الغزو، لم تكن صحيحة، وأرجو ألا يتكرر ذلك مرة أخرى.”

وأضاف الملك قائلاً: “لابد أن تحارب هؤلاء الأعداء بشجاعة وضراوة، وإن لم تفعل ذلك فإنهم سيحتلون البلاد ويعيشون فيها الفساد، ونفقد شرف وطننا العزيز الذي نعتبر أنفسنا مسؤولين عنه. إني سأتولى بنفسي قيادة الجيش، وسأشترك بنفسي في المعركة مهما كلفني ذلك من تضحية، فإني أفضل أن أموت في سبيل الدفاع عن وطني العزيز، على أن يعيش الشعب الإنجليزي ذليلاً تحت سلطان الغزاة.”

وصفق الموجودون طويلاً للملك الشجاع، ولكنه رفع يده وطلب منهم الكف عن التصفيق، ثم قال لهم: “أيها السادة، ليس هذا وقت التصفيق، ولكنه وقت العمل من أجل وطننا، علينا أن نسرع في تجنيد كل شخص قادر على حمل السلاح. أريد أن يعرف كل فرد حقيقة الموقف، فلا تخفوا شيئاً عن الناس. إن الشعب لو علم حقيقة الخطر الذي يجابهنا سيضحي بكل غال ونفيس لكي يتكتل ويتحد للعمل على هزيمة أعداء الوطن وطردهم وتطهير أرضنا منهم.”

خطة الملك ألفرد

وأكمل الملك قائلاً: “وحتى نتمكن من حشد أكبر عدد ممكن من الجنود للمعركة الفاصلة، علينا ألا نتركهم في سلام. لابد من إرسال بعض المتطوعين الشبعان ليعطروهم بوابل من السهام ليلاً. وعلى هؤلاء المتطوعين أن يتبعوا الطريقة التي يسمونها: اضرب واهرب. كما أنني فكرت في خطة ستكون مفاجأة قاسية للأعداء.”

كانت خطة الملك (ألفرد) تتلخص في ألا يقتصر في حرب أعدائه على مهاجمتهم من ناحية البر فقط، بل يفاجئهم أيضًا بهجوم من ناحية البحر لأنهم لم يكونوا يتوقعون ذلك بطبيعة الحال.

الملك ألفرد يقف وسط شعبه - قصة الملك والشحاذ

كانت هناك جزيرة صغيرة مهجورة تبعد عن الشاطئ الصخري بضعة أميال، ولم يكن في هذه الجزيرة سوى قليل من الأكواخ التي يسكنها فقراء الصيادين.

وفكر الملك في أن يقسم الجيش إلى قسمين: قسم يهاجم الأعداء من ناحية البر، وقسم آخر يقوده الملك بنفسه يتجه بالسفن ليلا إلى تلك الجزيرة المهجورة ثم يفاجئ الأعداء بالهجوم من ناحية الشاطئ الصخري.

وكانت خطة بارعة.

ورست السفن الإنجليزية على شاطئ الجزيرة المهجورة، تحت جنح الليل، وفي الفجر حشد الملك جنوده وألقى فيهم خطبة حماسية، وركب في سفينة القيادة، وانطلق على رأس السفن الإنجليزية الأخرى نحو الشاطئ الصخري.

وفجأة هبت عاصفة شديدة هوجاء، وكانت أمواج البحر كالجبال تلطم السفن في شدة، كما تكاثر الضباب القائم فتفرقت السفن الإنجليزية وغرق بعضها.

أما سفينة الملك فقد لعبت بها الرياح وفقدوا السيطرة عليها ثم عادت بها الأمواج الشديدة إلى شاطئ الجزيرة المهجورة فاصطدمت بالصخور وأدرك الملك أنها على وشك الغرق. وقفز كل من كان على السفينة ليحاولوا الوصول سباحة إلى الشاطئ.

وتعلق الملك بقطعة خشب طافية ونجح في الوصول إلى شاطئ الجزيرة.

وتلفت الملك حوله فلم يجد أحدا، فسار على الشاطئ يفكر في مصير جنوده.

لقاء الملك والشحاذ

وبعد قليل سمع صوتا يناديه:

– يا صاحب الجلالة… يا صاحب الجلالة…

والتفت الملك فرأى أحد ضباط جيشه كان معه في سفينة القيادة، وكانت ملابسه كملابس الملك مبللة بالمياه.

واتجه الاثنان نحو كوخ صغير لأحد الصيادين، وطرق الضابط على باب الكوخ ولما لم يسمع جواباً دفع الباب وفتحه ودخل هو والملك ليستريحا على مقعدين خشبيين كانا في الكوخ.

كان الكوخ خاليًا، وكانت هناك مائدة خشبية صغيرة عليها رغيفان من الخبز وزجاجة من النبيذ وكوب واحد!

وتقدم الملك من زجاجة النبيذ وملأ الكوب وهو يقول: “أرجو أن يسامحني صاحب هذه الزجاجة فأنا في حاجة ماسة إلى شيء من النبيذ ليدفئني”.

قال له الضابط: “إن كل فرد من شعبك يا صاحب الجلالة على استعداد لكي يفديك بنفسه”.

الملك ألفرد يستعد للحرب

واستمرت العاصفة طوال اليوم، كما ازدادت كثافة الضباب القائم.

وبلغت العاصفة أوجها في الليل.

كان تفكير الملك محصورًا في جيشه.

وفي صباح اليوم التالي شعر الملك والضابط بجوع شديد.

لم يكن أمامهما سوى رغيفي الخبز اليابسين.

وفي اللحظة التي هما فيها بأكل الخبز سمعا طرقًا على باب الكوخ.

وفتح الضابط الباب فوجد رجلاً مسناً ممزق الثياب يرتعد من شدة البرد، وقال له الرجل: “إني أكاد أموت من الجوع والبرد، هل أجد لديك كسرة من الخبز؟”.

وسمعه الملك فقال للضابط: “أعطه رغيفًا وكوبًا من النبيذ”.

واقترب الضابط من الملك وقال له في صوت خافت: “يا صاحب الجلالة! لا يوجد لدينا سوى هذين الرغيفين وأقل من نصف زجاجة النبيذ، ونحن لا ندري متى يعثرون علينا!”.

قال له الملك: “أعطه كما قلت لك مما رزقنا الله تعالى”.

وأعطى الضابط للفقير أحد الرغيفين، كما ملأ له كوبًا من النبيذ.

وانصرف الشحاذ شاكرًا.

واتجه الملك إلى فراش خشن كان في أحد أركان الكوخ، ونام عليه.

وحدث بعد ذلك أمر في منتهى الغرابة.

حلم غامض

كان الليل قد أرخى سدوله.

فرأى الملك وهو راقد على ذلك الفراش الخشن نوراً باهراً يشبه نور الشمس، وظهر في وسط هذا النور رجل اقترب من الملك وقال له: “يا ولدي ألفرد! ألا تعرفني؟”

لقد كان ذلك الرجل نفس الشحاذ الذي أعطاه الملك الرغيف وكوب النبيذ!

حدث ذلك والملك لا يدري إن كان ما يراه حقيقة أم مجرد حلم من الأحلام!

وسمع الرجل يقول له: “يا بني، كن شجاعاً ولا تيأس، فأنت تعلم أن الله معك. كن قوياً واملأ قلبك بالأمل. اصغ إلي جيداً: استيقظ في الفجر، وخذ هذا النفير وانفخ فيه ثلاث مرات بكل ما تستطيع من قوة. سيسمع جنودك صوت النفير فيعلمون أنك على قيد الحياة، وأنك هنا في الجزيرة، وسيسمع أعداؤك أيضاً صوت النفير فيدب في قلوبهم الذعر. وإني أبشرك بأنك ستنتصر على أعدائك ولكن الحرب ستستمر سبعة أيام.

لقاء الملك والشحاذ قبل الحرب

وانطفأ الضوء الباهر فجأة كما اختفى ذلك الرجل.

ونهض الملك عن الفراش وهو يتلفت حوله في حيرة كبيرة.

نصر كبير

كان الضابط قد استغرق في نوم عميق وهو يجلس على أحد المقاعد الخشبية، وكان هناك مصباح صغير يرسل ضوءه الأصفر الشاحب في أرجاء الكوخ.

وأيقظ الملك الضابط ليقص عليه ما حدث.

وقال له الضابط: “إنه مجرد حلم يا صاحب الجلالة.”

ولكن الملك فوجئ مفاجأة شديدة حين رأى النفير الذي أعطاه إياه الرجل موضوعًا على المائدة الخشبية الصغيرة!

وفوجئ الضابط أيضًا بوجود النفير!

وقال الملك وهو يمسك بالنفير: “هناك أمور كثيرة في هذه الدنيا يجب أن تصدقها وإن بدت غريبة، ولكن الأمر الذي لا يقبل الشك هو أن الله لا يتخلى أبداً عن عباده الصالحين. عند الفجر سأنفخ في هذا النفير ثلاث مرات كما قال لي ذلك الرجل وأرى ما سوف يحدث.”

في الفجر، هدأت العاصفة تمامًا وانقشع الضباب الكثيف وسطعت الشمس.

ذهب الملك (ألفرد) مع الضابط إلى شاطئ الجزيرة وكان معه النفير.

ونفخ في النفير أول مرة بكل ما استطاع من قوة.

وسمع الاثنان صدى هائلاً للنفخة.

ونفخ مرة ثانية وثالثة. وكان لها تأثير النفختين السابقتين بنفس الصدى الضخم…

وبعد سبعة أيام كاملة، أخبر الملك بانتصارهم على الدانيين الذين لم تقوم لهم بعدها قائمة.

الملك ينفخ في البوق كما نصحه الشحاذ

المصدر

قصة الملك والشحاذ – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

Loading

ما مدى تقيمك ؟

انقر على نجمة لتقييم ذلك!

متوسط التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه الرواية.

كما وجدت هذه الروايه جيده ومفيده ...

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي!

هل تبحث عن المزيد؟

Leave a Comment

اهلا وسهلا بحضراتكم