Deprecated: طريقة البناء المُستدعاة لـ WP_Widget في EV_Widget_Entry_Views أصبحت مهجورة منذ النسخة 4.3.0! استخدم __construct() بدلاً عنها. in /home/c1285887c/public_html/sevenst.us/wp-includes/functions.php on line 6085
قصص – ٍSEVENST.US
قصص أطفال
شارع 7 | قصة جوهرة عبدالله بن المقفع – موقع رييل ستورى

[ad_1]

تحكي قصة جوهرة عبدالله بن المقفع كيفية ظهور حكايات وكتاب كليلة ودمنة والتي تعتبر واحدة من أجمل القصص في الأدب العربي وتمثل جوهرة أدبية فريدة.

المقدمة

اللغة العربية لها جمالها الساحر الذي لا يوجد له مثيل في أية لغة أخرى. ولقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم وجعله كتابًا عربيًا. وأضافت بلاغة القرآن جمالًا من لون جديد إلى اللغة العربية.

وكانت أحكام القرآن وما انطوت عليه من إنسانية رفيعة سببًا في اجتذاب عدد كبير من كتّاب وفلاسفة الفرس لكي يتعلموا اللغة العربية. فاعتنقوا الإسلام وألفوا باللغة العربية عددًا كبيرًا من الكتب التي يعتز بها التراث العربي، منهم مثلا الفيلسوف ابن سينا، ومنهم أيضا عبد الله ابن المقفع.

ولد ابن المقفع في فارس بقرية كان اسمها (جور) وتسمى حاليا (فيروز أباد).

وانتقل ابن المقفع إلى مدينة البصرة بالعراق، وكانت البصرة وقتها مركزاً هاماً للثقافة العربية.

ومن أعظم الآثار التي تركها ابن المقفع كتاب “كليلة ودمنة” الذي ترجم إلى اللغات الأوروبية.

ولكتاب كليلة ودمنة قصة مشوقة طريفة. إذ إن ابن المقفع لم يترجمه عن الهندية ترجمة حرفية. بل أضاف إليه الكثير من المبادئ السامية التي جاء بها الدين الإسلامي.

وقد أخلص ابن المقفع لمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي. ودفعه ذلك إلى توجيه انتقادات مرة إلى الخليفة العباسي المنصور، انتهت بقتل ابن المقفع فذهب ضحية كتاباته ومبادئه.

ويجمع النقاد على أن كتاب كليلة ودمنة هو جوهرة عبد الله ابن المقفع. ولمولد هذا الكتاب كما ذكرنا قصة مشوقة طريفة.

بدايات كليلة ودمنة

أعدت والدة نبيل مائدة الطعام، ودعت أفراد العائلة.

وبعد الطعام كان نبيل وأمه في غاية الشوق لسماع قصة مولد كتاب: «كليلة ودمنة».

فقال الأب إلي ابنه نبيل:

– كل كتاب يا نبيل يبدأ كمجرد فكرة في رأس مؤلفه. ويحاول المؤلف أن يعالجها بقلمه، بألفاظ وعبارات سهلة مفهومة. وبمجرد أن ينتهي المؤلف من الكتابة يكون مولد الكتاب الجديد.

حكايات كليلة ودمنة - قصة جوهرة عبدالله بن المقفع

قال نبيل:

– لقد فهمت

وسألته زوجته:

– وما هي قصة مولد كتاب (كليلة ودمنة)؟ …

قال:

– لقد ذكر هذه القصة مؤلف هندي اسمه (بهنود بن سحوان) ويسميه البعض بعلي بن الشاه الفارسي. وذلك لأنه اعتنق الدين الإسلامي فيما بعد، فأطلق على نفسه اسم علي. ويقول (بهنود بن سحوان): إن الإسكندر الأكبر كان الحلقة الأولى في قصة مولد كتاب (كليلة ودمنة).

فبعد أن هزم جيوش الفرس، توجه بجيشه الظافر شرقًا إلى الهند. وكان على عرش الهند في ذلك الوقت ملك يدعى (فُور). وكان (فور) هذا ملكًا قويًا عنيدًا، فلما علم بقدوم الإسكندر الأكبر نحو الهند أصدر أوامره بحشد الجيوش للتصدي له. وحشد عددًا كبيرًا من الفيلة والسباع الضارية والجنود المزودين بأقوى الأسلحة.

والجواد بطبيعة الحال لا يقوى على لقاء الفيل وقد تتساءل يا نبيل من أين أتوا بالأفيال؟ فأقول لك من الهند، ومن غابات أفريقيا، يصطادونها صغيرة ويدربونها على أعمال كثيرة منها القتال.

– أما عن الأعمال الأخرى التي تؤديها الأفيال، فهي تستخدم في النقل. إذ في مقدور الفيل أن يحمل كمية كبيرة من الأخشاب وغيرها، كما يستخدمونها في اقتلاع بعض الأشجار.

وسأله نبيل:

– اقتلاع بعض الأشجار؟ … كيف ذلك؟

قال أبوه:

– يلف الفيل خرطومه حول الشجرة ثم يجذبها بقوة فيقتلعها…

وأطلق نبيل صفيراً من بين شفتيه ثم قال:

– أهو قوي إلى هذه الدرجة؟

– نعم..

قال نبيل:

– إذن لابد أن ينتصر الجيش الذي يستعمل هذه الأفيال.

جيش قوي يركب الأفيال الضخمة في الحرب

معركة عظيمة

قال والد نبيل:

– في موقعة حربية من أشهر المواقع الخالدة التي خاضها العرب لنصرة الدين الإسلامي، وتثبيت أركان الوحدة والقومية العربية، وهي موقعة القادسية. وكانت بين جيوش الفرس وجيش العرب، وكان جيش الفرس يبلغ مائة وعشرين ألفا من الجنود، بينما جيش العرب لا يكاد يبلغ نصف هذا العدد، هذا علاوة على أن الفارسيين كان لديهم أكثر من مائتي فيل! من الأفيال القوية المدربة تدريباً حسناً على القتال.

وصاح نبيل:

وماذا فعل الجنود العرب يا والدي إزاء هذه الأفيال القوية؟

– لقد انتصروا على الفرس بشجاعتهم النادرة وإيمانهم بحقهم وحبهم لوطنهم.

وقد كان العرب يعلمون أن الفرس سيستعينون بالأفيال لمحاربتهم. فأعدوا لذلك سيوفا متينة مشحوذة ليضربوا بها خراطيم الأفيال. فيصيبوها بجراح بالغة تجعل الفيل من شدة الألم ينفر ويلقي ما فوق ظهره من رجال أو أسلحة وينطلق هائجاً لا يلوي على شيء. والهجوم على الأفيال بالسيوف يحتاج بطبيعة الحال إلى شجاعة كبيرة. وقد كان إيمان العرب العميق بالله تعالى، ووثوقهم من أن الشهيد يدخل الجنة من أهم أسباب شجاعتهم واستبسالهم في القتال.

وسألته زوجته:

– أعتقد أن العرب لم يستعملوا الأفيال أبدا في حروبهم، لأنهم كانوا يعتمدون على الجياد والإبل، أليس كذلك؟

قال زوجها:

– نعم، هذا صحيح، ولكن قائدا عربيا استعمل الأفيال استعمالاً بارعاً، وسجل بذلك مجداً حربياً يعتبر الأول من نوعه في التاريخ العسكري. إنه القائد العظيم (هاني بعل) واشتهر باسم (هانيبال)، لقد كان أول قائد حربي يعبر جبال الألب بالفيلة ليفاجئ الجيش الروماني، وكان هدفه انقاذ دول أوروبا وشمالي أفريقيا من طغيان وجبروت الإمبراطورية الرومانية.

خيول وأفيال

وسألته زوجته:

– لقد استعمل الأحباش الأفيال حينما أراد (أبرهة) أن يهدم الكعبة، أليس كذلك؟

وصاح نبيل:

– يهدم الكعبة؟ … أعوذ بالله! … أليست هي بيت الله الحرام يا والدي؟ …

قال أبوه:

– نعم..

وقال نبيل:

– وكيف يتركه الله تعالى ليهدم الكعبة؟

الطير الأبابيل ترمي جيش أبرهة

قال أبوه:

– إن الله تعالى لم يتركه ليفعل ذلك العمل الإجرامي يا نبيل، لقد ذكر ذلك في القرآن الكريم وفي سورة (الفيل)، إذ قال الله سبحانه وتعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)) صدق الله العظيم

وضع الإسكندر خيولاً من نحاس حشاها بالزفت وكان لها عجلات تسير عليها، وفي يوم المعركة أضرم فيها النار.

ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟

لقد اندفعت الخيول النحاسية الملتهبة نحو الأفيال الضخمة التي كانت تتصدر جيش الملك (فور)، فلما اقتربت من الأفيال، أقبلت الأفيال نحوها لتهاجمها بالطريقة التي اعتادت عليها، وهي أن يلف الفيل خرطومه حول وسط الحصان أو رقبته ثم يطعنه بنابيه ويقتله، فلما فعلت الأفيال ذلك، أحست بالحرارة الرهيبة تخرق خراطيمها، فهاجت وماجت وألقت كل ما كان على ظهرها وولت هاربة في اتجاه جيش الملك (فور)، فكانت لا تمر بأحد من جنوده إلا وطئته وداسته فهرسته بثقلها الضخم، ثم تبارز الملكان فانتصر الإسكندر وسيطر على الهند وحاول إصلاح أحوالها، لكن حربه مع الدين اضطرته إلى النزوح عنها، فاختار ملكا على الهند هو (دبشليم) الظالم المغرور بنفسه فظلم الشعب وطغى وبغى، وكان ما حدث في أثناء ملكيته، هو السبب في ظهور كتاب كليلة ودمنة.

وكان في الهند حكيم اسمه (بيدبا) يثق به الناس ثقة كبيرة، لذلك لجأ كثيرون منهم إليه وتحدث كل واحد منهم مع الفيلسوف في صراحة مطلقة عن الملك (دبشليم) ومظالمه التي كان يرتكبها في حق الشعب.

تحديات الفيلسوف (بيدبا)

وفكر (بيدبا) تفكيرًا متصلا عميقًا في هذا الأمر.

ماذا في وسعه أن يعمله؟ …

إن الملك كان يعتمد على جيشه القوي، لأنه كان يغدق الأموال على جنوده وضباطه ليحبوه ويدينوا له بالطاعة.

إن أفراد الحاشية التي كانت تحيط بالملك (دبشليم) إحاطة السوار بالمعصم، كان أفرادها يحبذون بل ويمجدون كل شيء يفعله الملك، حتى ولو كان هذا الشيء مما يتنافى مع أبسط قواعد الحق والعدالة ومبادئ الإنسانية…

ماذا يفعل (بيدبا) الفيلسوف إزاء هذا الملك الظالم المتغطرس؟ …

وكان من عادة الفلاسفة في ذلك الوقت، سواء في الهند أم في البلاد الأخرى، أن يجعل الفيلسوف من داره مدرسة، يختلف إليها طلاب العلم والحكمة ويعرفون باسم: ((تلاميذ الفيلسوف)).

الفيلسوف بيدبا يحاضر في حاشية الملك - قصة جوهرة عبدالله بن المقفع

وفكر (بيدبا) في أن يدعو نخبة من تلاميذه، لكي يطرح عليهم مشكلة الملك (دبشليم)، ويتناقشوا جميعًا في صراحة في الخطة الواجب اتباعها لتقويم ذلك الملك، حتى يكف عن المظالم التي كان يرتكبها بحق شعبه.

وفي صباح أحد الأيام أخذ تلاميذ (بيدبا) يتوافدون إلى داره واحدا بعد الآخر.

ولما اكتمل الجمع، نهض الفيلسوف (بيدبا) واقفاً، فساد الصمت، وأرهفوا آذانهم ليسمعوا ما سوف يقوله، وليعلموا منه السبب الذي دعاهم من أجله لعقد ذلك الاجتماع.

وتكلم (بيدبا) في صوت متزن هادئ عميق النبرات فقال لهم.

– إن مسؤولية الرجل العاقل المتعلم، أكبر وأثقل بكثير من مسؤولية الرجل الجاهل، إن الجاهل يُعذر دائمًا عن أخطائه التي يرتكبها، ولكن المتعلم الواعي لا عذر له إن هو اخطأ عن عمد.

وأطرق (بيديا) برأسه قليلا ثم قال:

– وعلاوة على المسؤولية، توجد واجبات كثيرة على المتعلم أن يؤديها، وواجبات المتعلم أيضًا أكبر وأثقل بكثير من الواجبات التي تفرض على الجاهل.

ولقد قلت لكم أكثر من مرة إن أرقى وأعذب ألوان السعادة البشرية هي السعادة التي يستمدها الإنسان من وراء محاولاته الجاهدة والمستمرة لإسعاد غيره من الناس، ومن يسع إلى إسعاد نفسه فقط على حساب غيره يكن أنانيًا، والأنانية من أخبث العيوب المقيتة التي تصيب بعض الناس.

مواجهة الملك (دبشليم)

والإنسان – أي إنسان – جاهلا كان أو متعلما، ومهما كانت ظروف حياته الشخصية طيبة، فإنه لا يمكنه أن يعيش في سعادة كاملة إذا كان المجتمع الذي يعيش فيه يعاني من الشقاء والبوس، لأن الحيوانات فقط هي التي لا تشعر بشقاء أو عدم شقاء غيرها من المخلوقات، ومع ذلك فبعض الحيوانات -كالكلب مثلا – يشعر بحزن صاحبه.

ومهد الفيلسوف (بيدبا) بهذه المقدمة لكي يدخل بعدها في موضوع الملك (دبشليم) فقال:

– إن المجتمع الذي نعيش فيه هذه الأيام يعاني من البؤس والشقاء الشيء الكثير، وذلك كله بسبب المظالم العديدة التي يرتكبها الملك (دبشليم) وحاشية السوء التي من حوله، والتي تشجعه على المضي في مظالمه.

وتابع الفيلسوف (بيدبا) حديثه قائلاً:

– وقد جمعتكم هنا لأنكم بمثابة أسرتي، فأنتم موطن سري، وأنا لا أحب أن أنفرد برأيي لأن المنفرد برأيه ضائع لا ناصر له، وقد قال أحد الحكماء: إن من شاور الرجال شاركهم في عقولهم، ونحن نريد أن نتشاور فيما بيننا لعلنا نهتدي إلى الوسيلة التي يمكننا بوساطتها أن تقوم اعوجاج الملك دبشليم.

وغادر (بيدبا) قاعة الاجتماع، ليترك فرصة لهم للمداولة.

واستدعاه تلاميذه، وقال من كلفوه بالحديث:

– أيها الفيلسوف الفاضل والحكيم العادل، أنت أستاذنا وما عسى أن يكون مبلغ رأينا عند رأيك؟ وفهمنا عند فهمك! غير أننا نعلم أن السباحة في الماء مع التمساح تعرض السابع للهلاك، ومن يدخل على الأسد في غابته لا يأمن وثبته، وهذا الملك لم تؤدبه التجارب، ونحن لا نأمن عليك من غضبه وثورته، ومثله يحقد حقداً شديداً على من ينتقده أو ينصحه.

وانتهى الرجل من كلمته.

حكمة (بيديا)

ونهض الفيلسوف (بيدبا) وقال:

– إن رأيكم هذا طيب ومعقول، ولكنني أرى نفسي مسؤولا – أمام ضميري وأمام الناس – عن وجوب عمل أي شيء لإنقاذهم من مظالم الملك، ولقد صممت تصميماً قاطعاً لا عودة فيه، على أن أذهب بنفسي إلى قصر الملك دبشليم وأقابله، وستعلمون حديثي معه، وما سوف يحدث لأني سأتصل بكم فور خروجي من عنده لأخبركم بكل شيء.

الفيلسوف بيدبا يدخل علي الملك في قصره

فودعوه وخرجوا، داعين له بالتوفيق والعودة بالسلامة.

وقال الملك لبيدبا:

– يابيدبا تكلم كيفما شئت، وأنا سأصغي إليك، فأنا أعلم أنك أحكم رجل في الهند، وسأجازيك بما تستحقه.

وتشجع (بيدبا) فقال للملك:

– كانت بداية عهدك طيبة، فأحب الناس طيبة قلبك، وكرمك، وعدلك، ولكنك بعد ذلك طغيت وبغيت على الرعية، فأصبح الشعب كله يكرهك، ويتمنى زوال حكمك، وأنا لا أقول لك ذلك القول سعياً وراء جائزة أنالها، أو طمعاً في منصب كبير تسنده إليّ، لأنيي – كغيري من الحكماء – لا أكترث بالمال أو المناصب.

وصار (بيدبا) يعدد للملك أخطاءه التي ارتكبها بحق الشعب، ويذكر له بعض الحوادث التي تدل أوضح الدلالة على ظلمه، وإهماله شؤون الرعية، فامتلأ الملك غيظاً وأمر بحبس بيديا.

وعلم تلاميذه، فهربوا، خوفا من بطش الملك.

ورأى الملك في إحدى الليالي حلماً أفزعه، فاستدعى كاهناً لتفسير ذلك الحلم فقال الكاهن:

لقد ظلمت رجلا طيباً حكيماً، وهو لا يريد لك ولشعبك سوى الخير والحياة السعيدة، وكان الأجدر بك أن تقربه منك، فقد يكون واسطة الخير بينك وبين الرعية، ولا شك بأن أمرها يهمك، فضلاً عن كونها أمانة في عنقك.

فاقتنع الملك دبشليم، وأرسل في طلب بيدبا، وقال له:

– لقد كنت على حق في كل ما نطقت به، ولكن أعلم أن الغضب نصف الجنون، وما من حكمة صدرت عن إنسان، كائنًا من كان في حالة الغضب، إلا وكانت خاطئة، والآن، أنت وزيري والآمر الناهي بعدي في كل شيء…

ثم أرسل الملك فقرب تلاميذ بيدبا وطمأنهم وأسند إلى معظمهم عملاً يؤديه للصالح العام.

ظهور كليلة ودمنة إلي الحياة

وفي أحد الأيام قال الملك لوزيره بيدبا:

– يابيدبا، أعلم أنك تحب الخير للناس.

قال الفيلسوف:

– إن خير الناس هو من يحب الخير للناس.

الفيلسوف بيديا يتحدث إلي الملك في قصره - قصة جوهرة عبدالله بن المقفع

قال الملك:

– حسناً، وأنت تعلم أن العلم يعود بالخير والنفع على صاحبه

– العلم نور يا صاحب الجلالة.

قال الملك:

– إذن، لقد دعوتك اليوم لكي تؤلف كتاباً كبيراً تضع فيه كل ما تعلمته من حكمة في الحياة، وأريده أن يكون في أسلوب سهل حتى يقبل على قراءته وفهمه الخاص والعام.

وأطرق (بيدبا) برأسه مفكرا ثم قال للملك:

– أريد مهلة عام كامل، على أن تعفيني من كوني وزيرا لأتفرغ لهذا العمل الهام.

فقال الملك:

– لك ما تريد.

وسكت والد نبيل قليلاً ثم قال:

– هكذا جاءت فكرة كتاب (كليلة ودمنة)، وابتدأ الفيلسوف (بيدبا) في تأليفه، وقد قسمه إلى خمسة عشر باباً، كل باب منها لا علاقة له بالباب الآخر، وجعل الكلام في هذا الكتاب على ألسنة البهائم والسباع والطير، فهو في ظاهره كتاب قصصي يُسلي من يقرؤه، وفي باطنه حكمة وفلسفة تعجب المتعلمين.

ولما اطلع الملك على الكتاب أعجبه كثيرا ومنح الفيلسوف (بيدبا) منحة مالية كبيرة.

وهكذا ولد كتاب (كليلة ودمنة).

جيش يركب الأفيال - قصة جوهرة عبدالله بن المقفع

المصدر

قصة جوهرة عبدالله بن المقفع – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة تمثال من الزبدة | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

نقدم لكم رحلة ساحرة وملهمة تتناول قصة تمثال من الزبدة سيرة الفتى الذي صارع محنة الحياة بمهاراته الفنية وروحه المبدعة. تأخذنا هذه القصة إلى عالم من الإصرار والفن. حيث اكتشف أنطونيو موهبته في نحت التماثيل، وكيف يمكن للأحلام أن تأخذ شكلًا حقيقيًا حتى من أبسط المواد.

هذه القصة تظهر أن كثيرًا من الأطفال يولدون وقد حباهم الله بكثير من المواهب. إن موهبة الطفل تحتاج إلى من يقدرها حقَّ قدرها ويرعاها، حتى تنمو هذه الموهبة وتزدهر ويشق الطفل طريقه بنجاح في الحياة.

طفولة أنطونيو

هذه القصة ليست قصة خيالية ابتكرها خيال مؤلف أو كاتب قصصي. ولكنها قصة واقعية تسرد جانبًا هامًا من تاريخ حياة فنان إيطالي عظيم، وهو المثال الراحل (أنطونيو كانوفا).

كان والد (أنطونيو كانوفا) يعمل في قطع الأحجار، وكانت له خبرة خاصة في قطع الرخام والمرمر. إذ المعروف أن إيطاليا تكثر بها جبال الرخام بألوانها المتعددة، ويُستخدم في تزيين المباني. كما يُصنع منه الفنانون المتخصصون التماثيل والتحف الرائعة.

والد أنطونيو كانوفا يتحدث إليه - قصة تمثال من الزبدة

ولم يكن والد (أنطونيو كانوفا) يعلم شيئًا عن صناعة التماثيل، إذ لم تكن لديه هذه الموهبة الفنية ولم يكن له صبر عليها. ولكن خبرته كانت مقصورة على اقتطاع كتل الرخام والمرمر من محاجرها.

ورزق بطفله (أنطونيو)….

وقضى (أنطونيو) سنوات طفولته الأولى كأي طفل عادي، إلا أنه جاوز الثالثة من عمره. ولبث عاجزًا عن الكلام، فقلق أبواه وخشيًا أن يكون ابنهما أبكم.

ولكن الطفل رغم ذلك كانت تبدو عليه إمارات الذكاء الشديد، وكان يفهم كل ما يدور حوله من حديث فهمًا تامًا. كما كانت تصدر عنه أحيانًا بعض الأصوات في حالة الفرح أو الغضب. وكان لا يميل كثيرًا إلى اللعب مع غيره من أطفال الجيران. بل يكتفي بالجلوس على عتبة الباب ويتأمل الأطفال وهم يلعبون، ولا يشاركهم لهوهم أو مرحهم.

وكان رغم طفولته شديد الاعتزاز بكرامته، وفيما أمه كانت تؤكد أنها باللين والملاطفة والمعاملة الحسنة يمكنها أن تجعل منه طفلاً مطيعًا في كل شيء. أما الضرب أو التهديد بالضرب فكان يجعل منه طفلاً عنيدًا لا يفهم شيئًا ولا يطيع أمرًا. ولاحظت أمه كما لاحظ أبوه أن الطفل كان عاطفيًا بطريقة غير عادية، فإذا أصابت أمه وعكة حنا عليها حنوًا شديدًا، ولبث إلى جانبها لا يفارقها ويلبي جميع طلباتها وكأنه أبوها لا طفلها الصغير.

موهبة فنية

وفي إحدى الليالي، بينما كان (أنطونيو) مستغرقًا في نوم عميق، سمعته أمه يتكلم فأرهفت سمعها، فوجدت الطفل يتحدث بطلاقة وهو نائم. فأيقظت زوجها، فلم يصدقها، ولكن حين اقترب وسمع، دهش كل الدهشة وتأكد له أن ابنه ليس بالأبكم كما كان يخيل إليه.

وتساءلت الأم بقلق: “لماذا لا يكلمنا؟”

الطفل أنطونيو كانوفا يستخدم الأدوات لنحت الصخر

قال الأب: “أعتقد أنه لا يريد أن يتكلم إلا بعد أن ينطق الكلمات كما ننطقها نحن. إنه كما تعلمين، شديد الاعتزاز بنفسه، ولا يريد أن يتكلم كالأطفال، لئلا يثير ضحكنا وسخريتنا. إنه طفل غير عادي، إنه شديد الذكاء وقوي الملاحظة. وسأقول له غداً، وأنا أمازحه، إنني سمعته وهو يتحدث حين كان نائمًا، وإنه يتحدث بطلاقة. وبذلك أشجعه على أن يتكلم معنا. ومن ناحية أخرى، سأفهمه أنه من الضروري أن يذهب إلى مدرسة الأطفال، ومن غير المعقول أن يظل مضربًا عن الكلام وهو في المدرسة.”

ونجحت خطة الأب، واتخذ من ابنه الطفل صديقًا له، فصار يصحبه معه وهو يقطع الرخام والمرمر، وخرج أنطونيو الصغير عن صمته.

وأرسله إلى مدرسة الأطفال، ولكنه لم يتحمس لتلقي العلم.

كانت الفائدة الوحيدة التي فاز بها (أنطونيو) الصغير هي أنه كان يعود من المدرسة بقطع من الصلصال اللين ويتسلى بتشكيلها وعمل تماثيل صغيرة منها.

ولاحظ الأب أن ابنه يشكل الصلصال اللين بطريقة بارعة لا تتناسب أبدا مع سنه. لقد صنع تمثالا لرأس كلب، وكان رائعا، فلم يغفل فيه أي تفصيل من التفصيلات الدقيقة الرأس الكلب.

وتوقع الأب أن يصبح ابنه مثالا بارعا إن هو تعهده ونمى فيه الموهبة، وشجعه على المثابرة عليها.

ففرح أنطونيو كثيرا بتشجيع أبيه، ثم انتقل إلى مرحلة أخرى بإشراف الأب، وهي عمل التماثيل من بعض قطع الحجارة والرخام والمرمر.

وبلغ من إتقانه في صنع هذه التماثيل الصغيرة، أنه كان يبيعها في الأسواق، ويقبل الناس على شرائها.

ولما بلغ (أنطونيو) التاسعة من عمره أصبح معروفا لدى عدد كبير من الناس، فكانوا يكلفونه بعمل بعض التماثيل والتحف الصغيرة.

الناس تشتري أعمال الطفل أنطونيو - قصة تمثال من الزبدة

ضائقة مالية

ولكن الأب كان يعلم أن ابنه لن يكون مثالا حقيقيا إذا اقتصر فقط على هذه الموهبة.

إن الموهبة الطبيعية لابد أن تصقل بالعلم ودراسة أصول الفن.

كان لا بد من أن يذهب بابنه إلى أحد كبار المثالين في مدينة روما لكي يعلمه ويصقل موهبته.

وتردد مع ابنه على أكثر من مثال، ولكنه ما لبث أن عدل عن هذه الفكرة إذ تبين له أن المثالين المشهورين يطالبون بأجور باهظة في مقابل قيام أحدهم بتعليم الصبي أصول فن النحت.

وكانت موارد الأب المالية لا تسمح له بأية حال من الأحوال بتحمل مثل هذه الأجور العالية.

ولكن الأب صمم على تدبير المال لتعليم ابنه حتى ولو أرهق نفسه في العمل.

كان إذا انتهى من عمله الشاق في قطع الرخام والمرمر يمارس أعمالا أخرى في المدينة، ويعود إلى منزله ليلا وهو على أشد ما يكون من التعب.

وكان في روما في ذلك الوقت رجل من كبار الأثرياء اسمه الكونت (بيانكو).

كان من عادة الكونت (بيانكو) أن يقيم في قصره الفخم الحفلات الكبيرة بين أونة وأخرى، وكان يدعو إلى هذه الحفلات كبار الفنانين، ورجال الأعمال.

وكان الإعداد للحفلة والإشراف عليها يجعل الكونت (بيانكو) يستعين برجال كثيرين غير خدم القصر سواء لإعداد المأكولات والمشروبات أم لتقديمها أم للقيام بخدمة ضيوفه العديدين.

فنان كبير يصنع تمثال في قاعة القصر

وذهب والد أنطونيو مع ابنه إلى قصر الكونت (بيانكو) ليكون من بين هؤلاء الذين يساعدون الخدم في الإعداد لإحدى هذه الحفلات.

فعل ذلك لكي يربح بعض المال الذي كان يدخره شيئا فشيئا لتعليم ابنه أصول من النحت.

كان عمل الأب في المطبخ الكبير في القصر، لأنه كان يعرف الشيء الكثير عن فن الطهي.

أما أنطونيو الصغير، الذي كان يرتدي أحسن ملابسه، فإن خفة حركته، ولطفه، جعلته يفور بعطف عدد كبير من المدعوين، ولا سيما سيدات الطبقة الراقية في روما اللواتي وجدن في نشاطه ودأبه على العمل نموذجا يختلف كل الاختلاف عن أطفالهم المرفهين.

اجتهاد أنطونيو

كان (أنطونيو) يقدم المشروبات في أدب جم وينحني في احترام، فكانوا يمنحونه بعض النقود الفضية فيسرع بها إلى أبيه ويعطيها له.

وابتدأ الخدم بإعداد الموائد في قاعة الطعام الكبيرة التي في القصر.

وكانت تتوسط قاعة الطعام مائدة رئيسية خصصت للكونت (بيانكو) وبعض وجهاء القوم وكبار الفنانين.

وكان الكونت (بيانكو) قد تلقى تمثالا من المرمر صنعه أحد كبار المثالين لأسد رابض فوق صخرة، فأراد أن يتباهى بهذا التمثال أمام مدعويه، ولذلك أمر رئيس الخدم بأن يضع التمثال على المائدة الرئيسية ويحيط به بالزهور وصحون الفاكهة النادرة.

وبينما كان رئيس الخدم يحمل تمثال الأسد الرابض ليذهب به إلى قاعة الطعام، زلت قدمه فسقط، وسقط منه التمثال الثمين على الأرض، فتحطم محدثا ضجة أتى على أثرها بعض الخدم ليتساءلوا عما حدث.

رئيس الخدم يسقط التمثال أمامه ويبكي - قصة تمثال من الزبدة

ووقف رئيس الخدم المسكين يلطم وجهه بيديه وهو يبكي قائلا: “سيطردني سيدي الكونت شر طردة.. إنه إذا جلس إلى المائدة الرئيسية ولم يجد التمثال سيسألني عنه.. ماذا أقول له؟ يا إلهي.. ماذا أفعل؟ وكيف أعد المائدة بدون هذا التمثال؟ …”

وانفجر الرجل في البكاء….

كان (أنطونيو) وأبوه يشاهدان مع غيرهما هذا المشهد المؤثر.

ولم يجد أحد من الموجودين حلا لهذه المشكلة أو مخرجاً لذلك المأزق الأليم الذي وقع فيه رئيس الخدم.

تمثال من الزبدة

وتقدم أنطونيو من رئيس الخدم وقال له: “وإذا صنعت لك تمثالا آخر ألا يحل هذه المشكلة؟”

ونظر إليه رئيس الخدم في استنكار، بينما ضحك الآخرون في سخرية.

أما والد (أنطونيو) فكان يعرف حقيقة أخلاق ابنه، ولكنه قال له: “متى يمكنك إنجاز التمثال؟ إن المائدة يجب أن تكون معدة بسرعة” …

فطلب الصغير القطع المحطمة…

وكان قد رأى في المطبخ كومة كبيرة من الزبدة البقرية الصفراء وقد جمدها البرد الفارس.

وخطر لأنطونيو أن يصنع تمثال الأسد من تلك الزبدة الصفراء المتجمدة.

وابتدأ الصبي بمهارته المعهودة ينحت التمثال مستعملا في ذلك السكين تارة وظهر الملعقة تارة أخرى.

كان أبوه ورئيس الخدم وبعض الخدم يشاهدونه وقد ابتدأت إمارات التعجب والإعجاب ترتسم على وجوههم وتزداد كلما استمر المثال الصغير في عمله.

كان ينظر بين لحظة وأخرى إلى التمثال المحطم ويشكل الزبدة في سرعة ومهارة نادرتين…

ولم يمض وقت طويل حتى كان قد انتهى من صنع التمثال، ولما ابتعد قليلا عنه ليتأمله، لم يتمالك رئيس الخدم نفسه من أن يصيح: “أراهن بعمري أن هذا التمثال أحسن بكثير من التمثال الذي تحطم.. إن الأسد يكاد يزار.”

وكان بالفعل تمثالا رائعا…

وحمله رئيس الخدم في حرص وعناية ثم ذهب به إلى قاعة الطعام، وأحاطه بصحون الفاكهة النادرة وبالزهور الزاهية الألوان كما أمر الكونت (بيانكو).

ودخل المدعوون والمدعوات إلى قاعة الطعام.

الطفل أنطونيو الفنان يصنع تمثال من الزبدة

ولفت التمثال أنظارهم جميعا فوقفوا يتأملونه بإعجاب ودهشة كبيرين.

وكان أكثرهم دهشة وإعجاباً المثال الكبير الذي كان قد صنع التمثال المرمري الذي تحطم.

بداية نحات عظيم

لقد صاح هذا المثال: “ما هذا التمثال الرائع يا سيدي الكونت؟ إنه أحسن من تمثالي! وما هذه المادة الصفراء اللامعة التي صنع منها؟”

وسأل مثال آخر الكونت: “ما اسم هذا المثال الذي صنع هذا التمثال يا سيدي؟”

كان الكونت بيانكو نفسه لا يعرف شيئا عن التمثال أو من صنعه. وقال متعجبا: “إنها مفاجأة لي كما هي لكم. إني لا أعرف شيئا عن المصنوع والصانع.”

وصاح المثالون: “لا بد أن نعرف اسمه”، وعلموا من رئيس الخدم أن الذي صنعه صبي صغير وفي أقل من ساعة.

وتزايدت صيحات التعجب وعدم التصديق حتى أحضر الغلام، فالتف حوله الجميع، وقربه الكونت منه وقال له:

– “ما اسمك يا بني؟”

– “اسمي أنطونيو كانوفا.”

– “هل أنت الذي صنعت هذا التمثال الرائع؟”

– “نعم، أنا.”

– “إنه قطعة فنية عظيمة، استحوذت على إعجاب كبار المثالين الذين تراهم هنا، وإني أهنئك من كل قلبي.”

– “شكراً يا سيدي.”

– “من علمك فن النحت؟”

قال الصبي: “لم يعلمني أحد شيئًا، إن والدي شجعني على ذلك وهو يعمل في قطع الرخام والمرمر، وكان يتمنى أن يذهب بي إلى أحد كبار المثالين ليعلمني، فطلبوا أجوراً كبيرة، لذلك يواصل والدي العمل ليوفر لي المال اللازم لتعليمي.”

فأجابه الكونت: “أنت وأبوك ستقيمان معي في القصر، وسأحضر أعظم المثالين في روما لتعليمك على نفقتي.”

قال أنطونيو الصغير: “شكراً يا سيدي، ولكن لا يمكنني أن أترك والدتي وحدها إذا أقمت أنا وأبي معك هنا.”

ضحك الكونت قائلاً: “إنك فنان أصيل، لأن قلبك يفيض بالرحمة، لن تترك والدتك وحدها لأنها ستعيش معكما بالقصر.”

قال أنطونيو: “لا أدري كيف أشكرك يا سيدي الكونت.”

وأقبل أنطونيو على تعلم فن النحت برغبة شديدة، وهكذا ربحت إيطاليا فنانًا ومثالًا لا يجارى، وتعتبر التماثيل التي صنعها من أثمن القطع الفنية التي تعتز بها متاحف العالم.

وكان أول شيء فتح أمامه أبواب المجد والعظمة ذلك التمثال الذي صنعه من الزبدة.

المصدر

قصة تمثال من الزبدة – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة أندرو كلاس والأسد | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة أندرو كلاس والأسد هي إحدى القصص الشيقة الموجهة للأطفال، تتناول تجربة فريدة ومثيرة حيث يقع أندرو كلاس، العبد الفارّ، في مواجهة مصيره المحتوم أمام أسد جائع. تتميز هذه القصة برسالة قوية حول الصداقة والإنسانية، حيث يظهر الأسد كرفيق غير متوقع ومفاجئ، ينقلب السياق المألوف للروايات الكلاسيكية.

هذه القصة من أشهر القصص الرومانية، وقد عالجها أكثر من مؤلف قصصي، كان منهم الفيلسوف الإيرلندي الراحل (جورج برنارد شو) كما أنها أخرجت في أكثر من فيلم سينمائي. والقصة في مغزاها تهدف إلى أن الحيوان قد يكون أكثر اعترافًا بالجميل من الإنسان الأناني، كما أنها تثبت أن العمل الطيب له جزاؤه الطيب مهما طال الزمن، وتؤكد غالبية المؤلفين أن هذه القصة واقعية حدثت فعلاً وأنها ليست مجرد خيال.

حياة العبودية

كان الرق في الإمبراطورية الرومانية أمرًا عاديًا لا يستنكره الرومانيون.

والرق هو تحويل أسرى الحروب إلى عبيد يباعون في الأسواق كما تباع الماشية.

وكان الرجل الروماني إذا اشترى عبدا من العبيد أصبح مالكًا له، يتصرف فيه كيفما شاء. فإذا ضربه ضرباً مبرحاً أو قتله لا يسأل عن ذلك، فالعبد كان لا يختلف عن الحيوان في شيء.

وكان في مدينة روما عبد اسمه (أندرو كلاس)، شاء سوء طالعه أن يشتريه رجل روماني بالغ القسوة، فكان يجلده بالسوط لأتفه الأسباب، وكان يقيد يديه وقدميه بالحبال ويتركه عاريا في زمهرير البرد دون طعام أو شراب، فإذا تأوه (أندرو كلاس) من شدة ما يعانيه من آلام، وضع الروماني سيخاً من الحديد في النار حتى إذا ما احمر، صار يكوي جسد أندرو كلاس غير مكترث لصيحات المسكين أو لتوسلاته واستعطافه.

وتحمل (أندرو كلاس) كثيرا من الآلام.

كان يفكر في الهرب…

ولكن، أين يذهب…

كان يعلم أن العبد الهارب من سيده إذا قبض عليه فإنه يحكم عليه بالإعدام.

ولم يكن إعدام العبد الهارب بالسيف.

كان الرومانيون يعدمون أمثال هؤلاء العبيد بطريقة وحشية.

السيد يقوم بتعذيب العبد أندرو كلاس

كانوا يحضرون العبد المحكوم عليه بالإعدام إلى ساحة متسعة تحيط بها مقاعد مرتفعة تتسع لمئات من الرومانيين، ثم يفتحون باباً جانبياً يفضي إلى تلك الساحة ليخرج منه أسد كانوا قد جوعوه، فما يكاد الأسد يرى العبد المسكين حتى يندفع نحوه ليفترسه وينهش لحمه والرومانيون يستمتعون برؤية هذا المشهد اللاإنساني الرهيب.

كان (أندرو كلاس) كلما فكر في الهرب من سيده القاسي يتذكر ذلك المصير المفجع فيعدل عن فكرة الحرية، ويستسلم للعذاب من سيده.

وعندما اشتد به العذاب، رأى أن الموت أفضل ألف مرة من تلك الحياة التي كان يعيشها، ولذلك قرر الفرار من بيت سيده، فإذا قبضوا عليه وألقوه لأحد الأسود ليفترسه، مات واستراح من طول العذاب.

نجح (أندرو كلاس) في الهروب من بيت سيده في إحدى الليالي.

وسار في طرقات مدينة روما خائفًا يتلفت يمينًا ويسارًا خشية أن يلمحه أحد.

ولكن أين يذهب؟

الهروب إلى الغابة

ظل هائمًا على وجهه طوال الليل، وشعر بالجوع والعطش.

ولكنه تناسى جوعه وعطشه لأن الحرية الشخصية أثمن من الطعام والشراب.

وأخيراً انتهى به السير إلى أطراف مدينة روما، ووجد نفسه على مشارف إحدى الغابات الكثيفة التي كانت على مقربة من مدينة روما في ذلك الوقت.

كان منظر الغابة في الليل موحشًا يبعث الرهبة في القلوب.

وسمع (أندرو كلاس) عواء الذئاب الجائعة وزئير الأسود المفترسة، ولكنه لم يفكر في العودة إلى روما التي لاقى فيها صنوفًا عديدة من العذاب.

وقال (أندرو كلاس) لنفسه: “خير لي ألف مرة أن أعيش بضع ساعات حرًا ثم أموت بعد ذلك، من أن أعيش سنوات طويلة عبدًا ألاقي العذاب والمذلة.”

واتجه في خطوات ثابتة نحو الغابة الموحشة.

كان القمر في تلك الليلة بدراً، ولكن السحب الداكنة كانت تحجب نوره بين آونة وأخرى، فكان أندرو كلاس يتحسس طريقه بين أشجار الغابة في حرص شديد.

كان يبحث عن كهف أو مغارة يأوي إليها لأنه خشي أن ينام في العراء فيصبح فريسة سهلة لأي وحش من وحوش الغابة.

وأطل ضوء القمر خلال فرجة من السحاب، فأضاء الغابة، ورأى (أندرو كلاس) عن بعد بقعة صخري تتخللها فتحات داكنة اللون فأسرع إليها وقد استنتج أن تلك الفتحات ربما كانت كهوفًا أو مغارات.

أندرو يهرب من شدة التعذيب

وصدق ظن (أندرو كلاس)، كان في ذلك المكان الصخري أكثر من كهف.

ودخل (أندرو كلاس) أحد هذه الكهوف.

كان الكهف ضيقًا ولكنه بدا في عيني (أندرو كلاس) أكثر رحابة من قصر سيده الفظ القاسي.

ما كاد (أندرو كلاس) يدخل الكهف حتى أحس براحة عميقة فتنهد في ارتياح، وشعر بتخاذل عضلاته وبحاجته الكبيرة إلى النوم بعد ذلك المجهود الشاق الذي بذله عقب هروبه من بيت سيده.

خطر له أن يخرج من الكهف لكي يبحث عن أي شيء يأكله، أو ينقب عن جدول أو عين ماء يروي بها ظمأه، ولكن حاجته إلى النوم والراحة كانت أعظم من حاجته إلى الطعام أو الشراب.

لقاء أندرو كلاس والأسد

وأخيراً استلقى (أندرو كلاس) على الأرض، وأغمض عينيه وهو يقول لنفسه: “هذه أول ليلة منذ استعبادي أنام فيها وأنا لا أخشى أن أستيقظ على ضربات سوط ذلك الرجل الروماني الذي كان لا يوقظني إلا بهذه الطريقة الوحشية.”

ولم تمض لحظات قليلة حتى كان (أندرو كلاس) قد استسلم للنوم العميق.

مرت ساعات الليل..

لم يشعر (أندرو كلاس) إن كانت ساعات الليل هذه طويلة أو قصيرة، فقد كان مستغرقا في نوم هادئ عميق لم يستمتع بمثله منذ سنوات طويلة.

واستيقظ (أندرو كلاس) في فجر اليوم التالي…

استيقظ على صوت مزعج رهيب أثار دهشته وخوفه وفتح (أندرو كلاس) عينيه وتلفت حوله..

كان نور الفجر قد تسلل إلى الكهف وأضاءه بعض الشيء..

وكانت فوهة الكهف أكثر إضاءة من داخله..

ما كادت عينا (أندرو كلاس) تستقران على فوهة الكهف حتى تجمد الدم في عروقه، وسرت في جسده قشعريرة شديدة، وصارت أسنانه تصطك ببعضها رغمًا عنه.

لقد رأى بباب الكهف أسدًا ضخمًا يرفع رأسه الكبير ويكشر عن أنيابه ويطلق زئيره المخيف الذي كان تجويف الكهف يردد صداه فيزيده رهبة على رهبته!

أيقن (أندرو كلاس) من أن نهايته قد قربت، وأنه سيذوق الموت بعد لحظات معدودات.

إن الأسد سيفترسه بلا شك!

وبذل (أندرو كلاس) كل ما في وسعه للسيطرة على أعصابه المضطربة، وصار يحدث نفسه بأن الموت – مهما كانت وسيلته – أرحم بكثير من حياة العذاب التي كان يحياها.

أندرو يغلبه النوم تحت ظل شجرة

وبعد لحظات مخيفة من الترقب والانتظار، رأى (أندرو كلاس) الأسد الضخم يدخل إلى الكهف وهو ما زال يطلق زئيره المخيف.

ولكنه لاحظ أن الأسد يتقدم نحوه وهو يسير على مهل وقد رفع قدمه اليسرى الأمامية عن الأرض ولا يقوى على أن يجعلها تحمل وزنه.

وأدرك (أندرو كلاس) أن تلك القدم اليسرى تؤلم الأسد ألمًا شديدًا.

ولكن ذلك لم يخفف من خوفه.

لقد لبثت عيناه متحجرتين على الأسد وهو يقترب منه، وخيل إليه أنه يسمع دقات قلبه بأذنيه كأنها دقات الطبول.

أندرو كلاس يساعد الأسد المصاب

ويبدو أن الأسد كان ممتلئ البطن، ولم يكن يشعر بالجوع. والمعروف عن الأسد أنه لا يؤذي إنسانًا أو حيوانًا إذا لم يكن في حاجة إلى الطعام، ولذلك أسموه ملك الغابة.

واقترب الأسد من (أندرو كلاس).. ثم وقف أمامه حتى أحس (أندرو كلاس) بأنفاس الأسد الحارة وهي تلفح بشرة وجهه.

ومرت لحظات كان خلالها (أندرو كلاس) يحملق بعينيه في وجه الأسد وكأنه يسأله: “لماذا لا تفترسني؟”.

وقدم الأسد رأسه من رأس (أندرو كلاس) ثم صار يلعق جبهته بلسانه الخشن. وطأطأ الأسد رأسه وهو يرفع قدمه اليسرى أمام عيني (أندرو كلاس).

ونظر الرجل إلى مخالب تلك القدم في خوف شديد، ولكنه لاحظ أن أحد هذه المخالب الرهيبة ملوث بالدم.

ورأى (أندرو كلاس) شوكة كبيرة غائرة بين أسفل أحد هذه المخالب وبين اللحم. فأدرك أنها تؤلم الأسد ألمًا شديداً، وأنها السبب فيما كان يطلقه من زئير.

وأشفق (أندرو كلاس) على الأسد، إذ لا يشعر بالمعذبين إلا من ذاق الألم من قبل.

وأمسك (أندرو كلاس) بطرف الشوكة وصار يعالجها والأسد يحك رأسه في كيفه ثم جذبها وأخرجها.

وأحس الأسد بالراحة…

وصار الأسد يجري في داخل الكهف في مرح وكأنه جرو صغير.

وكان كلما مر بالرجل أحنى رأسه ليلعق بلسانه يديه أو جبهته كأنه يشكره على الجميل الذي أسداه إليه…

وذهب عن (أندرو كلاس) الخوف شيئاً فشيئاً، حتى تأكد من أن الأسد لا يريد به أي سوء.

وأحب الأسد (أندرو كلاس) حباً شديداً، فكان يرقد إلى جواره. كما كان يحضر له لحوم بعض الغزلان التي يصطادها. ويرافقه إذا خرج من الكهف ليبحث عن بعض الثمار أو ليشرب الماء من جدول قريب.

أندرو كلاس يساعد الأسد المصاب

وأحس (أندرو كلاس) لأول مرة في حياته بمتعة الصداقة المخلصة. وتمنى لو أنه قضى بقية عمره مع ذلك الأسد الوفي الأمين.

وفي أحد الأيام شعر (أندرو كلاس) بوحشة غريبة حينما لبث ينتظر حضور الأسد إلى الكهف ولم يحضر.

ومرت أيام عديدة دون أن يحضر الأسد كعادته إلى الكهف؟ …

ماذا حل به؟ …

القبض علي العبد الهارب

خرج (أندرو كلاس) من الكهف ليبحث عن صديقه الحبيب في أرجاء الغابة.

وتصادف مرور بعض الجنود الرومانيين الذين لمحوه وعرفوا أنه عبد هارب فطاردوه حتى تمكنوا أخيراً من إلقاء القبض عليه.

وصدر عليه الحكم بالإعدام.

ولما حان موعد تنفيذ الحكم، احتشد الناس المشاهدة ذلك العبد وهو يلاقي حتفه بعد أن يفترسه أحد الأسود.

وكان من عادة الرومان أن يحبسوا ذلك الأسد ويجوعوه ثم يطلقوه على العبد المحكوم عليه بالإعدام.

وأدخلوا (أندرو كلاس) إلى الساحة، ثم فتحوا بابا جانبيا لأسد يتضور جوعًا…

واندفع الأسد من الباب، وما كاد يرى (أندرو كلاس) حتى قطع المسافة التي تفصلهما في وثبتين أو ثلاث وثبات وهو يزار زئيرا مخيفًا.

توقع المشاهدون أن الأسد سوف يمزق الرجل ويلتهمه!

ولكن الأسد ما كاد يصل إلى (أندرو كلاس) حتى سكت زئيره الرهيب! … ووضع رأسه عند قدميه، وصار يبصبص بذيله كأنه كلب أليف، ثم رقد على جنبه بهدوء!

الجنود تقبض علي العبد الهارب أندرو كلاس

حفظ الجميل

عرف (أندرو كلاس) في الأسد صديقه الذي كان يؤنسه في الكهف. والذي اختفى بعد أن نصب له الجنود الرومانيون شركاً ليستخدموه في افتراس العبيد الهاربين.

ورقد (أندرو كلاس) إلى جوار الأسد، وطوق عنقه بذراعه.

ودهش جمهور المتفرجين دهشة بالغة!

وصاح فريق منهم: “يجب أن تمنح الحرية لهذا العبد!”.

وتعالت أصوات أخرى تقول: “إنها إرادة السماء، يجب أن يعيش هذا الرجل حرا”.

وهكذا أفرج عن (أندرو كلاس).

ولما أراد أن يغادر الساحة، أبى الأسد أن يفارقه، فسار معه في طرقات روما والناس يعجبون.

وانهالت عليه الهبات المالية، فاتخذ له مسكنا على مشارف الغابة، وكان الأسد يرقد أمام بيته كل ليلة كأنه يحرسه.

مَن مِنَ الناس يتذكر الجميل ولا ينساه كما فعل ذلك الأسد؟

أندرو كلاس يمشي مع الأسد ويحيي الجماهير

المصدر

قصة اندرو كلاس والأسد – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة اليتيمات الثلاثة | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

نقدم لكم قصة مؤثرة بعنوان “اليتيمات الثلاثة”، حيث تأخذنا في رحلة مليئة بالمفاجآت والتحولات الإيجابية. يتناول هذا السرد قصة ثلاث يتيمات يجمعهن الحياة في مصيرٍ مشترك، وكيف تمكنَّت رحمة إحداهن، من تغيير حياتها وحياة أخواتها من خلال الإرادة والعمل الجاد. تتناول القصة مواضيع الأخوة والرحمة والنجاح بطريقة تشد أنظار الأطفال وتعلمهم القيم الإنسانية الأساسية.

حياة طيبة

كان يعيش في مدينة دمشق منذ قرون مضت رجل طيب القلب يُدعى (حسن)، وكان الناس يسمونه (الحاج حسنًا)، لأنه قام بأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام ثلاث مرات.

كان الحاج حسن خياطًا ماهرًا، وكان صادقًا في جميع معاملاته، فإذا وعد أحداً من عملائه بالانتهاء من إعداد ثوبه في يوم معين، بر بوعده.

وكان الحاج حسن كريمًا، يعطف عطفًا كبيرًا على الفقراء والمساكين، فكان لا يرد سائلاً، بل كان يسعى بنفسه إلى بيوت بعض الأسر التي أتعبها الدهر ويمد لها يد المساعدة.

كان الحاج حسن، وهو يساعد الأسر الفقيرة المحتاجة، يحرص على أن تكون هذه المساعدة في الخفاء، فهو كما يقولون، كانت يده اليمنى لا تعلم شيئاً عما تنفقه يده اليسرى.

كانت زوجته نفسها لا تعرف أي شيء عن صدقاته ومساعداته للأسر الفقيرة.

كان الحاج حسن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، وذلك بدافع من إيمانه العميق.

وكانت زوجته سيدة عاقلة طيبة القلب هي الأخرى، وقد أدت معه فريضة الحج، فكان أهل الحي يسمونها (الحاجة)، ويحبونها ويحترمونها.

كانت الحاجة هي الأخرى تتصدق على الفقراء، وكان لهما ثلاث بنات.

ولقد حرص الوالدان على تلقين البنات الثلاث مبادئ الدين الإسلامي، وهي المبادئ التي تدعو إلى التمسك بالشرف والصدق والأمانة، وعدم المبالاة بمظاهر الدنيا الزائفة الزائلة.

الحاج حسن مثالاً للصدق والأمانة

كانت كبرى البنات الثلاث تُدعى رباح، وكانت الوسطى تُدعى صباح، أما الصغرى فكانت تُدعى نجاح.

وكانت نجاح، صغرى الأخوات، عاقلة بعيدة النظر، فكانت لا تنفق كل ما تأخذ من والدها من مصروف يومي، بل كانت تدخر جانبًا منه وتضعه في صندوق خشبي.

أما الحاج حسن، فشأنه شأن كل الكرماء، كان ينفق كل ما يربحه، ولم يدخر شيئاً للمستقبل.

ومرض الحاج حسن، واشتد عليه المرض، وأحس بأن نهايته قد قربت، وأن أجله قد حان.

حزن وألم

واستدعى الحاج حسن زوجته وبناته الثلاث وهو على فراش المرض وقال لهم في صوت واهن ضعيف:

الحاج حسن يستدعي بناته الثلاثة

– أشعر بأن حياتي على وشك الانتهاء، لا تجزعن، فهذه الدنيا فانية، والموت حق على كل إنسان، أعرف أنني سأموت دون أن أترك لكم ثروة، ولكن ثروتي عند الله سبحانه وتعالى، إن الله عز وجل يعلم كيف كنت أنفق المال الذي أربحه، ولذلك فإني سأموت وأنا مرتاح البال، لأني واثق كل الثقة من أن الله تعالى سيحفظكن، وحفظ الله وستره أثمن من أية ثروة يتركها أي إنسان لورثته.

وانفجرت زوجته باكية وهي تقول: – لا تقل ذلك، لا تتحدث عن الموت، إنك إذا مت فلن أعيش من بعدك.

قال لها الحاج حسن: – لا تقولي ذلك؛ إن البنات في حاجة إليك وإلى رعايتك، يجب أن تتجلدي وتتذرعي بالصبر.

كانت الحاجة تحب زوجها حبا عميقا، ولا تتصور أن تعيش بدونه.

الحاج حسن علي فراش المرض وحوله بناته الثلاثة

ومات الحاج حسن…

وحزنت زوجته عليه حزنا كثيرا.

كانت المسكينة تبكي طوال الوقت، وفقدت شهيتها للأكل؛ فاشتد بها الضعف، ووهن جسمها، وما لبثت أن مرضت ولازمت الفراش.

لم تكن لديها إرادة الحياة.

كانت – كما قالت لزوجها من قبل – لا يمكنها أن تعيش بعد فراقه.

وماتت الأم..

وبعد موتها؛ أصبحت الأخوات الثلاث يتيمات من الأم والأب!…

لم يكن لديهن قريب يلجأن إليه ليمد إليهن يد المساعدة أو يتكفل بهن.

ولكن الله سبحانه وتعالى كان يرعاهن برحمته، فلقد ترك لهن أبوهن ثروة كبيرة برضاء الله عنه.

زوجة الحاج حسن - قصة اليتيمات الثلاثة

نجاح وعمل

جلس وحيدات في منزلهن، وكانت الأخت الكبرى هي رباح، أشدهن حزنا، فقالت وهي تبكي:

– ماذا نفعل الآن؟ إن أبانا لم يترك لنا شيئا!… وكانت أمنا من بعده تغزل الصوف في ذلك المصنع القريب وتنفق علينا ما تأخذه من أرباح! ماذا نفعل يا إلهي!…

قالت نجاح الأخت الصغرى:

– لقد ادخرت بعض المال؛ وكنت أصحب أمي رحمها الله إلى مصنع الغزل أحيانا؛ وكنت أراقبها وهي تغزل الصوف على النول، وطلبت منها أن تعلمني الغزل، وتعلمته فعلاً، ولكني أحتاج إلى تدريب. ما رأيكما في أن نذهب إلى السوق ونشتري بما ادخرته من مال ثلاثة أنوال وكمية من الصوف الخام؛ ونغزله ثم نبيعه؟

وسألتها أختها الوسطى صباح:

– وهل يكفي ما ادخرته من مال لشراء ثلاثة أنوال وكمية من الصوف الخام؟

قالت نجاح:

– أعتقد أنه يكفي.

وذهبن إلى السوق، واشترين الأنوال الثلاثة وكمية من الصوف الخام.

وابتدأت نجاح تعلم أختيها الكبرى والوسطى طريقة الغزل على النول.

ونجحن في غزل كمية الصوف الخام التي اشترينها ثم ذهبن بها إلى السوق وعرضنها للبيع.

وأقبل الناس على شرائها بثمن مربح.

وعادت اليتيمات الثلاث إلى منزلهن فرحات مستبشرات، فقد كان معهن من المال ما يكفيهن لمدة أسبوع.

ولكن الأخت الصغرى نجاح قالت:

– يجب ألا ننفق إلا نصف ما ربحنا، لنشتري بالنصف الآخر كمية من الصوف الخام ونغزلها ثم نبيعها، إن إقبال الناس على الشراء كان عظيماً.

ووافقتها الكبرى والوسطى على ذلك، وذهبت نجاح واشترت كمية من الصوف الخام كانت ثلاثة أضعاف الكمية الأولى، ومعنى ذلك أنهن سيربحن ثلاثة أضعاف، ما ربحن أول مرة.

وبمرور الأيام تمكنت الشقيقات الثلاث من ادخار بعض المال.

رحمة وعطف

واقترحت نجاح أن يقسم المبلغ المدخر بينهن بالتساوي لتصبح كل واحدة منهن حرة التصرف بالمبلغ الذي يخصها.

ووافقت شقيقتاها على هذا الاقتراح.

وذهبت الأخت الكبرى (رباح) إلى السوق واشترت ثلاثة أسرة أنيقة لها ولأختيها بالمبلغ الذي كان معها.

الابنة الكبيرة تذهب للسوق لشراء خيوط

كانت مفاجأة سارة لصباح ونجاح، فشكرتاها على هديتها، وصممت كل منهما على أن ترد لها هذه الهدية الثمينة.

وذهبت صباح إلى السوق واشترت خزانة كبيرة لحفظ الثياب مقسمة إلى ثلاثة أقسام. فشكرتها رباح ونجاح على ذلك.

وجاء دور الأخت الصغرى نجاح…

وذهبت إلى السوق.

ولكنها – رغم بحثها الطويل – لم تجد شيئا تشتريه يكون ذا فائدة لها ولأختيها.

وأرجأت نجاح ذلك إلى يوم آخر، لعلها تجد شيئا يعجبها.

وتركت نجاح السوق لتعود إلى البيت…

ومرت بسوق العبيد، فرأت غلاما في العاشرة من عمره يصرخ باكيا، والنخاس – تاجر الرقيق – ينهال عليه ضربا بالسوط دون رحمة أو شفقة.

الخناس القاسي يضرب الطفل بشدة - قصة اليتيمات الثلاثة

واقتربت نجاح من النخاس وسألته:

– لماذا تضربه هكذا؟ أليس في قلبك رحمة؟

قال لها النخاس:

– إن مثله لا يستحق الرحمة! لقد بعته ثلاث مرات وفي كل مرة يعود به الذي اشتراه ليرجعه ويسترد نقوده التي دفعها؛ لأنه غبي ولا يطيع سيده!

ورفع النخاس يده بالسوط ليهوي به من جديد على جسد الغلام المسكين.

وأمسكت نجاح بذراع الرجل وصاحت فيه:

– كفى!… لا تضربه!… سأشتريه أنا، ولن أرجعه لك مهما كان غبيا، كم ثمنه؟ …

قال الرجل غاضباً:

– إذا تعهدت بعدم إرجاعه سأبيعه إليك بأبخس ثمن! بثمن حمار أعرج!

الابنة الصغري نجاح تشتري الطفل من النخاس

أخ جديد لليتيمات الثلاثة

ولما ذكر لها الثمن، أحست بسعادة عظيمة، لأن الذي كان معها كان يزيد عن الثمن الذي طلبه تاجر الرقيق ثمنًا لذلك الغلام.

ودفعت له النقود، وأمسكت بذراع الغلام وسارت به مبتعدة عن سوق العبيد.

كان الغلام ما زال يبكي من أثر ضربات السوط.

وربتت نجاح على كتفه في عطف وحنان وهي تجفف دموعه بمنديلها وتقول له:

– لا تبك.. لن يضربك أحد بعد الآن.

قال الغلام:

– سيدتي، لا تصدقي ما قاله.

قالت له نجاح:

– لا تقل لي سيدني، إنني أختك الكبرى، فلا يوجد في هذه الدنيا سيد ومسود! يوجد سيد واحد فقط لجميع البشر وهو الله تعالى، ليس لي إخوة ذكور، وأنت من الآن أخي الأصغر.

ولم يصدق الغلام أذنيه!

كان قد نسي أن في هذه الدنيا شيئا اسمه الرحمة أو الحنان.

وأمسك الغلام بيد نجاح ثم جذبها بسرعة نحو شفتيه وقبل يدها، ودموع التأثر تنهمر من عينيه.

وجذبت نجاح يدها وهي تقول له:

– لا تفعل ذلك مرة أخرى، دعني أنا الأخرى أقبل يدك حتى لا أكون مدينة إليك!

وقبلت نجاح يد الغلام الذي قال لها:

– أنا على استعداد لكي أضحي بحياتي من أجلك، لو ذكرت لك ماذا كان يفعله أسيادي معي لما صدقتني! إنني لست غبياً كما قال النخاس، ولا أعصى أوامر سيدي، ولكني لست أقوى من حمار الطاحون.

وسألته نجاح:

– ماذا تعني؟

لقد اشتراني رجل يملك طاحوناً، وكان عنده حمار يحرك حجر الطاحون، فلما مات الحمار ربطني أنا بدلاً منه وصار يضربني بالسوط لكي أحرك حجر الطاحون الضخم! وكان ذلك مستحيلاً وفوق طاقتي، فأعادني إلى النخاس واسترجع نقوده!

حياة جديدة وسعيدة

وربتت نجاح في حنان على ظهر الغلام وقالت له:

– “لا تفكر في الماضي، إن هؤلاء الناس لهم عقابهم الشديد من الله تعالى.. ما اسمك؟”

قال الغلام:

– “اسمي حسن.

– حسن! هذا عجيب، إن والدي رحمه الله كان اسمه حسن أيضاً.”

وسألها الغلام:

– “ما العمل الذي ستكلفينني به؟”

قالت:

– “لن أكلفك بأي عمل، إني أعيش مع شقيقتي، وإننا نغزل الصوف، فإذا أردت أن تتعلم غزل الصوف سأشتري لك نولا، وستربح من ذلك كثيراً.”

نجاح تغزل الصوف وتبيعه في السوق - قصة اليتيمات الثلاثة

وسألها الغلام متعجبا:

– “تقولين أربح؟ أنا أربح؟”

قالت له:

– “ولم لا؟ كل إنسان يعمل يربح.”

حين عادت نجاح بالغلام الذي اشترته إلى بيتها وقصت ما حدث على شقيقتيها، أشفقت كل منهما عليه وتطوعن جميعاً لتعليمه الغزل على النول، وبعد ذلك اشترت له نجاح نولاً خاصاً به.

وكان حسن ذكياً فتعلم بسرعة، وبعد فترة وجيزة أصبح بارعاً في الغزل على النول.

وأثمرت فيه حسن المعاملة، فكان يعاونهن في جميع أعمال المنزل معاونة صادقة، وكان يذهب إلى السوق ليشتري لهن ما يحتجن إليه من طعام أو غيره.

وفي أحد الأيام، اشتهت نجاح أن تأكل سمكاً فأعطت حسن النقود وأرسلته إلى سوق السمك.

وعاد حسن بالسمك بعد قليل.

وقالت له نجاح: “عليك أنت تنظيف السمك وعلي أنا طهيه.”

قال مبتسماً: “أمرك يا أختي.”

وذهب حسن إلى المطبخ لينظف السمك.

وقالت رباح الأخت الكبرى: “لقد كان مجيء حسن إلينا فألا طيبا، إن أرباحنا من بيع الصوف زادت وتضاعفت والحمد الله.”

قالت نجاح: “لقد أنقذناه من الحياة القاسية التي كان يحياها، والله لا يضيع أجر المحسنين.”

وسمعت الشقيقات الثلاث صوت حسن وهو يصيح: “أختي رباح، أختي صباح، أختي نجاح، أنظرن… لقد وجدت هذا الخاتم في جوف السمكة!”

حسن يجد الفانوس السحري ويطلب امنياته الثلاثة

عاقبة الإحسان والصدقة

كان حسن يمسك بيده خاتمًا عجيبًا من الذهب الخالص ازدان بحجر نقشت عليه رسومات بارزة.

وأخذت نجاح الخاتم من حسن، وتأملت الحجر، وكان متسخًا بعض الشيء مما علق به من جوف السمكة، فأرادت نجاح أن تنظفه ففركت الحجر بإبهام يدها اليمنى.

وما كادت نجاح تفعل ذلك حتى سمع الجميع ضجة هائلة وشاهدوا عمودًا من الدخان الأسود الكثيف يصعد من أرض الحجرة إلى السقف، ثم انقشع الدخان عن رجل مهيب المنظر.

وارتعبوا كلهم، والتصق بعضهم ببعض بعد هذه المفاجأة الهائلة!

وانحنى الرجل المهيب المنظر أمام نجاح في احترام شديد وقال لها:

– “شبيك… لبيك… أنا عبد وملك يديك، أي شيء تطلبينه أحضره إليك.”

كان هذا الخاتم خاتم سليمان، أو خاتم الملك كما يسميه البعض.

وكانت نجاح أول من تمالكت أعصابها فقالت للرجل المهيب المنظر:

– “أي شيء نطلبه تحضره إلينا؟”

قال لها مؤكدا:

– “نعم، أي شيء.”

قالت له:

– “نريد قصرا فاخرا يكون أمام قصر السلطان، وبه خدم وحشم لنا، ويكون في خزائننا من المال ما يكفينا مدى الحياة، وما يجعلنا نتصدق بسخاء على الفقراء والمساكين كما كان يفعل أبي وأمي رحمهما الله.”

وأصبح لهن القصر الذي طلبته نجاح! …

حسن يجد نفسه في قصر كبير مع بناته الثلاثة

وأحضرن الغلام حسن أشهر الأساتذة والمدرسين لتعليمه.

وكان للسلطان ثلاثة أبناء من خير الأمراء وأحسنهم خلقًا، وشاء الله أن يتزوجوا من الشقيقات الثلاث اللاتي أصبحن أميرات.

ولم يفارقهم أخوهم حسن الذي استمتع هو الآخر بتلك الحياة السعيدة التي أنعم بها الله تعالى على اليتيمات الثلاث، جزاءً لتمسكهن بالشرف والفضيلة، ورحمتهن بذلك الغلام، وبما كان عليه أبوهن وأمهن من صلاح وتقوى.

المصدر

قصة اليتيمات الثلاثة – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الولد الطائش | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

تعكس قصة الولد الطائش القيم الأخلاقية وتقدم تجربة مشوِّقة تسلط الضوء على أهمية الادخار وتوفير المال. يكمُن جوهر القصة في شخصية الولد الطائش “غسان” الذي يتعلم من خلال تجربته تقدير نعمة المال وعدم الاسراف وضرورة الصدق مع والديه.

مفارقة بين غسان وسمير

كان لملحم ولدان، واحد يُدعى غسان والثاني يُدعى سمير.

وكان ملحم رجلاً غنياً يعمل في التجارة. وكان لطيفاً وكريماً، لا يبخل على ولديه بالمال.

وقد كان غسان مبذراً، لا يعرف للمال قيمة، بعكس سمير الذي كان يدخر قسمًا كبيرًا من كل مبلغ يُعطى له والده ليصرفه على نفسه.

وكان ملحم يُعطي كل ولد من ولديه خمسين قرشاً في اليوم. فكان غسان ينفقها كلها بشراء بعض الأشياء التافهة، بينما كان سمير يدخر منها خمسة وعشرين قرشاً وينفق الباقي.

الأب ملحم يتحدث مع ولديه غسان وسمير

لذلك، كان غسان يحتاج إلى أخيه بعدما ينفق ما معه، وكان سمير ينصحه بأن يدخر من مصروفه ولو قسماً ضئيلاً حتى لا يحتاج أن يطلب من الآخرين إذا اضطر لشراء شيء ما. ولكن غسان كان يضحك من سمير ويظنه بخيلا يحب المال.

غسان الولد الطائش يتحدث مع أخيه سمير

ولكن العكس هو الصحيح. لأن سميراً كان يعرف كيف يصرف نقوده. كان يدخر قسماً من مصروفه ويقول لنفسه: “يجب أن أدخر القرش الأبيض لليوم الأسود.”

وظل الوالدان على هذه الحال لمدة طويلة حتى أصبح سمير يملك مبلغاً كبيراً من المال، بينما أصبح غسان مديناً للعديد من رفاقه في المدرسة دون علم والده.

كان سمير ينام مرتاح البال بينما كان غسان ينام مشغول البال بسبب تراكم الديون عليه لرفاقه، ولا يدري من أين يأتي بالنقود حتى يسدد ما كان عليه من الدين. وكثيراً ما كان يفكر في أن يسرق صندوق شقيقه سمير الذي يضع فيه نقوده. ولكن سميراً كان يدرك عواقب الدين المترتب على أخيه، لذا، فإنه وضع صندوقه في مكان لا يمكن أن تصل إليه يد شقيقه غسان.

سمير يخبئ صندوقه في مكان خاص به

أخيرا، بدأ سمير يدخر من مصروفه قسماً أكبر، بينما راح غسان يفكر في أن يسرق من جيوب والده بعض المال فيعطي منه لرفاقه ما لهم من ديون عليه ويتصرف بالباقي.

الولد الطائش يتعلم السرقة

وفي ذات يوم، غافل غسان والده وهو نائم، ومد يده إلى جيبه وأخذ مبلغ خمس ليرات. وكان غسان يظن أن والده لن يعرف بهذا النقص طالما أنه يملك مالاً كثيراً.

نعم، إن والد غسان كان يملك مالاً كثيراً، ولكنه كان يعرف مقدار هذا المال مهما كبر أو صغر. وظن في بادئ الأمر أنه اشترى بالخمس ليرات شيئاً ونسي بعد ذلك. وراح يفكر دون أن يصل إلى نتيجة لأنه كان يدرك تماماً بأنه لم يشتر شيئاً بالخمس ليرات تلك، إذا، من يكون قد أخذ هذا المبلغ من جيب؟!

الولد الطائش غسان يسرق المال جيب والده النائم

وفكر بحيلة ترشده إلى الفاعل ألا وهي أن يضع في جيبه عدداً محدوداً من أوراق العشر ليرات ويضع عليها علامة بقلم الحبر. ثم يذهب إلى البيت ويتظاهر بالنوم. عندئذ، يستطيع أن يراقب ما إذا كان غسان بدأ يسرق أم لا، بعد أن عرف عنه حبه للمصروف واندفاعه لاقتراض بعض المال من رفاقه.

لقد عاد الأب إلى بيته كعادته. وبعد أن أكل وشرب، خلع ملابسه وعلقها ثم ذهب إلى سريره واستلقى عليه. وسرعان ما أخذ يشخر أثناء النوم ليوهم غسان بأنه ينام نومًا عميقًا.

وانتظر غسان مدة خمس دقائق ثم بدأ يبحث عن طريقة يستطيع بها أن يمد يده إلى جيب ينطلون والده.

وتطلع إلى شقيقه سمير فوجده لا يزال جالسًا في الغرفة. فما العمل لإخراجه من الغرفة أولا، وفكر غسان ثم قال لأخيه:

– إن والدتك تناديك فاذهب إلى عندها.

فذهب سمير إلى عند أمه. أما غسان فاقترب من جيب البنطلون. وفي هذه الأثناء كان والده يراقبه بطرف عينه من السرير، لقد انتظر حتى يرى ماذا سيفعل ابنه. مد غسان يده إلى جيب البنطلون وأخذ منه عشر ليرات وضعها في جيبه ثم عاد وجلس على كرسيه أمام الطاولة محاولاً أن يشغل نفسه بالقراءة.

ندم غسان والتوبة

لقد انتظر أبو غسان بضع دقائق ثم نهض، وذهب فغسل وجهه ويديه واقترب من ثيابه وتناول البنطلون والقميص.

ما أن لبس أبو غسان البنطلون وهم بمد يده إلى جيبه حتى حاول غسان مغادرة الغرفة بحجة أن رفاقه ينتظرونه في الخارج. ولكن والده استمهله ريثما يعطيه ربع ليرة.

الأب يسأل أولاده عن مكان الفلوس المسروقة

وأخرج أبو غسان يده من جيبه ليجد أن عشر ليرات قد فقدت، وتطلع إلى غسان فرأى الاصفرار على وجهه، فناداه وسأله بلطف:

– هل رأيت يا غسان من أخذ العشر ليرات من جيبي؟

– أعتقد أن سميرا أخذها يا والدي إنه الآن في المطبخ. ونادى الوالد سميرا الذي جاء بسرعة. عندئذ، تطلع الأب إلى ولديه وخاطبهما بقوله:

– حسنا، الأفضل أن تقولا لي من أخذ العشر ليرات من جيب البنطلون وإلا…

وصار كل واحد منهما يحلف ويلقي مسؤولية السرقة على الآخر.

كان سمير صادقًا في قوله لأنه لم يسرق العشر ليرات. أما غسان فكان كاذبًا.

أخيرا، اقترب الوالد من غسان وفتشه فوجد العشر ليرات.

الأب يفتش جيب الولد الطائش غسان ويعثر علي الأموال

ولقد حاول غسان أن ينكر مدعيا أنه وجد العشر ليرات في الشارع.

غير أن والده أثبت له سرقته للعشر ليرات بعد أن عرض عليه الإشارة التي وضعها عليها. حينئذ، خجل غسان وأقسم لوالده أن لا يعود إلى السرقة أبداً.

عندها أعطى الوالد لولده الطائش غسان بعد أن اعترف بخطأه، وأعلن توبته، مبلغا من المال يكفي لسداد دينه.

وهكذا أصبح غسان يدخر من مصروفه اليومي قسمًا ويصرف القسم الآخر، وآمن مثل أخيه سمير بالقول المأثور: ((القرش الأبيض لليوم الأسود)).

المصدر

قصة الولد الطائش – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة النار فاكهة الشتاء | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

تأخذنا قصة النار فاكهة الشتاء في رحلة ساحرة عبر العصور البدائية وتظهر لنا كيف استخدم الإنسان النار ليس فقط لتدفئة كهفه، ولكن أيضًا كوسيلة لإضاءة الظلمة وتحويل حياته بشكل أكثر راحة وإشراقًا، اكتشف كيف تطورت هذه القصة من قصة النار البسيطة إلى اكتشافات أخرى مهمة في تاريخ الإنسان.

رحلة في العصور البدائية

كان ماجد يجلس مع طفليه سامح ومنير وطفلته سميرة. وكان من عادة ماجد أن يقص على أولاده كل ليلة قصة لطيفة يستمعون إليها بانتباه وتشوق شديدين.

وفي هذه الليلة، أمسك ماجد بعلبة الثقاب وأخرج منها عوداً حكه في جانب العلبة فاشتعل العود. ولبث ماجد ممسكًا بالعود يتأمل شعلته ثم سأل أولاده:

“أتعرفون قصة هذه النار؟!”

قالوا:

“لا، قصها علينا…”

الأب يجتمع مع عائلته ليحكي لهم قصة النار فاكهة الشتاء

قال الأب:

“كان يوجد في العصر القديم رجل اسمه (كابد) وكان يعيش في كهف صخري هو وزوجته وأولاده.

وسأله ابنه سامح:

“ولماذا كانوا يعيشون في كهف صخري؟ هل كانوا فقراء لا يملكون بيتا؟”

قال الأب:

“كان كل الناس في ذلك العصر لا يعيشون إلا في الكهوف لأنهم لم يكونوا يعرفون كيف يبنون البيوت. ولا يعرفون كيف يشعلون النار.

وسأله ابنه منير:

“ألم يكن عندهم ثقاب؟”

قال الأب:

“كلا.. إن الإنسان لم يكن قد اخترع النقاب في ذلك العصر.

وسألته ابنته سميرة:

“وكيف كانوا يطهون طعامهم؟”

قال الأب:

“كانوا يأكلون الطعام نيئاً سواء في ذلك اللحم أم الخضروات.

وقالت سميرة:

“لا بد وأنهم كانوا يمرضون حين يأكلون كل شيء نيئا يا أبي.

قال أبوها:

“كلا يا سميرة.. إن الخضراوات وهي نيئة تكون أكثر فائدة لجسم الإنسان منها بعد أن تطهى بالنار لأن النار تفقدها الكثير من قيمتها الغذائية. وكذلك الفواكه، فنحن نأكلها نيئة ولا نضعها على النار.”

الانسان القديم يقطف بعض الثمار

قال سامح:

“وهناك أشياء أخرى تأكلها نيئة يا والدي، مثل الخس والخيار والقثاء والفجل….”

قال أبوه:

“نعم يا سامح.. إن النار ضرورية لطهي الطعام. ولكن توجد أشياء كثيرة لا تحتاج إلى النار.. والإنسان وحده من بين سائر المخلوقات الحية هو الذي يستعمل النار لإعداد بعض أنواع الطعام التي يتناولها. أما الطيور وكل أنواع الحيوانات الأخرى فهي لا تحتاج إلى النار.. لا لإعداد طعامها ولا للتدفئة.”

الحيوانات في فصول الطبيعة

وقالت سميرة:

“كيف ذلك يا أبي؟ إن قطتنا (بوسي) في أيام الشتاء الباردة تقترب من المدفأة وتظل قريبة منها ولا تريد أبدا أن تبتعد عنها…”

قال أبوها:

“هذا صحيح، فالحيوانات المستأنسة التي تعيش مع الإنسان تحتاج دائماً إلى الدفء. ولكن الحيوانات التي تعيش في الغابات لها فراؤها الذي يدفئها ويحميها من برد الشتاء، فلا تحتاج إلى النار.”

وسأل سامح والده:

“ولكن هذه الفراء يا والدي تضايق الحيوانات كثيراً إذا جاء فضل الصيف بحرارته الشديدة.. ماذا تفعل حينئذ هذه الحيوانات المسكينة؟”

وقالت سميرة:

“حقا، ماذا تفعل هذه الحيوانات يا والدي؟ إنها لا تستطيع أن تخلع عنها فراءها بطبيعة الحال.”

قال الوالد وهو يضحك:

“نعم، إنها لا تستطيع أن تخلع عنها فراءها ولكن بعض الحيوانات تحف فراؤها كثيرًا في أثناء فصل الصيف والبعض الآخر تسقط فراءه بعد انتهاء فصل الربيع، وما تبقى منها يزيله الحيوان بأن يذهب إلى شجرة كبيرة ويحك بشدة فراءه في جذع هذه الشجرة حتى تسقط كلها. وقبيل الشتاء تكون فراء جديدة قد تمت لهذا الحيوان كي تدفئه إذا ما جاء البرد.”

وقالت سميرة:

“إن قطتنا (بوسي) لا تخفي فراءها ولا تحكمه لكي تزيله لأنها لا تعيش في الغابة.”

قال أبوها:

“نعم، وكذلك الكلاب.”

وسأل سامح والده:

“وماذا كان الناس يفعلون في الشتاء يا أبي… إن البرد يكون شديداً جداً في مثل هذا الكهف الذي كانوا يعيشون فيه؟”

قال الأب:

“كانوا يغلقون باب الكهف بقطع كبيرة من الأحجار ويغطون أنفسهم بفراء الحيوانات التي كانوا يصطادونها كالخراف والماعز الجبلية. وفي ليلة من الليالي امتلأت السماء بالغيوم ثم سمعوا صوت الرعد وكان البرق يضيء الغابة القريبة ثم سقطت صاعقة أحرقت إحدى الأشجار فاشتعلت النار في الغابة، وأسرع (كابد) نحو الغابة وأخذ غصناً تشتعل فيه النار وعاد به إلى كهفه ثم ألقى عليه بعض الأغصان الجافة فاشتعلت فيها النيران وجلس هو وزوجته وأولاده حول النار لكي يستدفئوا بها.”

الانسان القديم يجتمع مع العائلة حول النار

قصة النار ومغامرات الشتاء

وقال سامح متعجبا:

“معنى ذلك يا أبي أن (كابد) هذا لا بد أن يجعل النار مشتعلة دائما لأنها لو خمدت لما تمكن من إشعالها ثانية.”

الانسان القديم يحافظ علي النار مشتعلة - قصة النار فاكهة الشتاء

قال الأب:

“هذا ما كان يحدث فعلًا.. ولكن أحد أصدقاء (كابد) اكتشف كيف يشعل النار بضرب حجرين صلبين أحدهما بالآخر فتتولد شرارة يشعل بها بعض القش الجاف.”

كان (كابد) يستعمل النار فقط للتدفئة، فلما وجدها تضيء الكهف المظلم في أثناء الليل صار يستعملها أيضًا في الإضاءة.

وسكت الأب قليلاً ثم قال:

“وجاء أحد جيران (كابد) لكي يأخذ منه غصنًا مشتعلاً.. وأخذ الجار الغصن المشتعل وخرج من الكهف. وبينما كان يسير في طريقه سمع زئير أسد وخرج (كابد) ليطمئن على جاره فرأى الأسد يهجم عليه. فرفع جاره العود المشتعل بالنار في وجه الأسد فإذا بالأسد يفر هاربًا وقد خاف من النار.”

وسأل منير:

“وهل يخاف الأسد من النار؟”

قال أبوه:

“نعم.. إن كل الحيوانات تخاف خوفا شديدا من النار.. لذلك صار (كابد) يشعل النار أمام باب كهفه كل ليلة فتخاف منها الوحوش ولا تقترب من الكهف. وبينما كان أحد أبنائه يأكل قطعة من اللحم النيء وهو يستدفئ إلى جوار النار سقطت قطعة اللحم من يده في النار. فحاول إخراجها بغصن صغير فلما أخرجها كانت لها رائحة الشواء اللذيذ وأصبح طعمها أطيب بكثير من طعم اللحم النيء.”

الانسان القديم يستخدم النار لنضج الطعام - قصة النار فاكهة الشتاء

ومنذ ذلك الوقت صاروا يشوون اللحوم وابتدأت المرأة تتفنن في طهي مختلف أنواع الطعام.

وقالت سميرة وهي تبتسم:

“إنها قصة لطيفة جدا يا أبي.. وماذا حدث بعد ذلك؟”

قال الأب:

“اكتشف الناس بعد ذلك أن قطع المعادن الصلبة تؤثر فيها النار فتصبح لينة، وبذلك يمكن للإنسان أن يجعلها في الشكل الذي يريده.. وتمكن الناس بعد ذلك من صنع مختلف أنواع الأسلحة التي كانت تستعمل لكي يدافع الإنسان عن نفسه ضد الوحوش المفترسة ويستعملها كذلك في الصيد أو في تقطيع اللحم الذي يحصل عليه من صيده.”

الانسان القديم يصنع الأسلحة باستخدام النار

اكتشاف الإضاءة

وأنهى الأب قصته قائلا:

“وهكذا كان نجاح الإنسان في إشعال النار أول خطوة خطاها في طريق المدنية. وقد اكتشف الإنسان فيما بعد أن الزيت مثلاً قابل للاشتعال فاخترع مصباح الزيت وهو الذي يسمونه بالقنديل.”

وسألت سميرة أباها:

“وما هو القنديل يا والدي؟”

قال أبوها:

“يوضع الزيت في إناء مغلق تخرج منه فتيلة.. أي قطعة من قماش فيمتص القماش بعض الزيت. فإذا أشعل طرف قطعة القماش هذه احترق الزيت ونتج عن احتراقه ضوء ينير المكان وكلما احترقت كمية من الزيت امتصت قطعة القماش كمية غيرها من الإناء الذي به الزيت.”

وسكت الأب ثم قال:

“ويفضل النار دخل الإنسان ما يسمونه بعصر البخار.”

النار وعصر البخار

وسأله سامح:

“وما هو عصر البخار يا والدي؟”

قال أبوه:

“هو العصر الذي اكتشف فيه الإنسان أن لبخار الماء قوة ضغط هائلة. ولم يكتشف ذلك بطبيعة الحال إلا بعد اكتشافه طريقة إشعال النار لأن الماء إذا وضع على النار ترتفع درجة حرارته حتى يصل إلى درجة الغليان فيتصاعد منه البخار. فإذا كان الإناء الذي فيه الماء مغلقاً بغطاء فإن بخار الماء يدفع هذا الغطاء إلى أعلى بقوة ضغط البخار.”

الانسان يدخل عصر البخار - قصة النار فاكهة الشتاء

وسألته سميرة:

“وإذا كان الغطاء ثقيلًا ماذا يحدث؟”

قال الأب:

“مهما كان الغطاء ثقيلاً فإن قوة ضغط البخار تدفعه إلى أعلى.. ولذلك اخترعوا القاطرة البخارية فقوة ضغط البخار تحرك هذه القاطرة الثقيلة التي تجر من ورائها عربات كثيرة محملة بالناس ومحملة كذلك بالبضائع.”

وقال سامح متعجبًا:

“ألهذا الحد تبلغ قوة ضغط البخار؟”

قال أبوه:

“نعم.. وتستخدم قوة ضغط البخار في إدارة عدد كبير من المصانع.. وبعد عصر البخار هذا دخل الإنسان عصر الكهرباء.”

عصر الكهرباء

وسألت سميرة:

“وما هو عصر الكهرباء؟”

قال الأب:

“اكتشف الإنسان كيف يولد الكهرباء.. لقد كان يرى شرارة البرق الهائلة في السماء أثناء العواصف الرعدية ويتعجب منها.. وكان الناس في العصور القديمة يدفعهم الجهل إلى الاعتقاد بأن البرق تسببه شياطين الغضب فكانوا يختبئون في كهوفهم وهم يرتجفون خوفًا من البرق.”

وأضاف الأب بعد ذلك:

“وبعد أن اكتشف الإنسان الكهرباء تمكن مخترع اسمه (توماس ألفا إديسون) من اختراع المصباح الكهربائي.”

وحين سمع الناس بوجود مصباح لا تطفئه الريح إذا هبت ولا يحتاج إلى زيت كي يشتعل لم يصدقوا ما سمعوه أول الأمر! ثم أصبحت الكهرباء للإنسان ضرورة لا غنى له عنها.

المصدر

قصة النار فاكهة الشتاء – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة النار الجائعة | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

إليك هذه القصة للأطفال ذات المحتوي التعليمي في أسلوب شيق ومسلي، والتي يتعلم فيها الصغار خطورة النار الجائعة التي لا تشبع بل تطلب الطعام بلا هوادة خلال حوراها مع الفحم والحطب والحديد وأخيراً المياه.

تأكل باستمرار

إن النار التي نضرمها في المطبخ تبقي دائماً جائعة، فكلما وضعنا الحطب في الموقد يشتعل ويتصاعد منه الدخان حتى يصل إلى سقف المطبخ وهكذا تأكل النار الحطب الذي نضعه في برهة وجيزة من الزمن، كأن لسان حالها يقول: “هاتوا المزيد، هاتوا المزيد”.

غريبة هذه النار التي تظل تطعم ولا تشبع، وحينما لا تجد من يغذيها، تهيب بالخادم لأن يقدم لها ما هي بحاجة إليه. وما حاجتها إلا المزيد والمزيد من الوقود ومن الحطب والفحم وجذوع الأشجار.

وكثيراً ما كان الخادم توفيق ينام بعد أن يشعل النار في الموقد. فيستيقظ على صوت يناديه ويكون هذا صوت الموقد الملحاح في الطلب والمحتاج أبدا إلى الحطب.

إنها النار الجائعة التي ما شبعت يوماً ولن تشبع وينهض توفيق ليضع في النار حفنة جديدة ثم يعود إلى النوم. ويعود الموقد فيوقظه من نومه لكي يقدم للنار مرة أخرى بعد أن تكون قد أكلت كل الذي قدمه إليها قبل أن ينام.

وهكذا دواليك وحالة توفيق على ما هي عليه من القلق والتبرم فالملالة …

كانت قطع الحطب ترتجف وتخاف كلما مد توفيق يده إليها ليأخذ منها طعاما للنار، وكانت كل واحدة تبكي وتندب حظها. ولم يكن حظ الواحدة بأحسن من حظ الأخرى لأن مصيرها جميعا كان إلى الهلاك بعد أن يقدمها توفيق طعاما للنار.

الجدة تحكي قصة النار الجائعة لأحفادها أمام المدفئة

الفحم والحطب

في أحد الأيام، بقي في الصندوق قطعة فحم وحطب وغصن شجرة واحد، بعد أن قدم توفيق كل ما كان في الصندوق من الفحم والحطب وغصون الأشجار للنار. نظرت القطع إلى حالتها البائسة وندبت حظها، فتأكدت من أن مصيرها الهلاك قد أصبح وشيكًا.

قالت قطعة الفحم: “لا يوجد من يمكن مساعدتنا إلا قضيب الحديد الذي يحركه به توفيق النار. إذا قبل بمساعدتنا، قد نخلص من الموت الذي لا يرحم ولا يشفق”.

تطلعت جميعهن إلى توفيق ووجدوه نائمًا.

فقالت إحداهن للأخرى: “إذًا، الفرصة مفتوحة أمامنا، نادي قضيب الحديد”. فنادته إحداهن، فجاء هذا يركض نحوها، مستغربًا لأنها كانت المرة الأولى التي يسمع فيها هذه الأشياء تكلمه.

توفيق يحضر المزيد من الحطب إلي النار الجائعة في المدفئة

وقال في نفسه: “ترى ماذا تريد مني؟”

كان غصن الشجرة أول من سلم على قضيب الحديد، وبعدها سلمت قطعة الخطب. لكن القضيب وقف محتارًا، لا يعرف ماذا كانت تقصد من وراء سلامها. وقال: “ما الحكاية؟ أخبروني ماذا تردن مني؟”

عندئذ بدأت قطعة الفحم بحزن وقالت: “أنت تعرف أن النار أكلت جميع إخوتي وأخواتي وعمتي وخالاتي، وقريبًا سيأتي دورنا، فما عسى أن يكون مصيرنا إلا كتلك النهاية التي لا رحمة فيها ولن تشفق”.

وقاطعتها قطعة الحطب وقالت: “هل تستطيع أن تخلصنا من شر النار الآكلة؟ ترجوك أن تساعدنا”. بكى قضيب الحديد وهو يستمع إلى كلام هؤلاء الثلاثة اللاتي كنّ ينتظرن مصيرهن في النار. ثم رفع رأسه وقال: “من المؤسف أني لا أستطيع مساعدتكن، ولكن سأحاول قدر استطاعتي”.

قطع الخشب والفحم تتناقش في حل المشكلة

قال قضيب الحديد ذلك وعاد إلى مكانه، وصار يتطلع حوله. رأى توفيقًا نائمًا وفكر في سحبه ورميه في النار ليتخلص منه وترتاح القطع والأشجار. هتف الجميع بفكرة القضاء على توفيق. اتفقت المكنسة مع الملقط لمساعدة قضيب الحديد في سحب توفيق إلى النار حالما يستيقظ.

استمرار النقاش بين الفحم والخشب

مازالت النار جائعة

وبعد لحظات، ارتفع صوت النار تطلب المزيد من الطعام. ونادت توفيق الكسلان حتى يناولها المزيد من الفحم أو الحطب. استيقظ توفيق وسأل النار: “هل أنت جائعة؟ حسنًا، انتظري قليلاً حتى آتي لك ببعض الفحم”. صاح قضيب الحديد: “هيا بنا”. سارعت المكنسة والملقط لمساعدة قضيب الحديد على حمل توفيق ليتم رميه في النار. رفضت النار قائلة بأن لحم توفيق لا ينفعها، ولكن هؤلاء لم يكونوا على استعداد لسماع كلامها وألقوا به في النار فأكلته.

قطع الفحم والخشب ترمي الخادم توفيق داخل النار الجائعة

أخيرًا، شعرت النار بالجوع من جديد وصرخت: “من منكم يريد أن يقدم لي بعض الطعام؟” رد قضيب الحديد: “لا أحد…”

فحينها هددت النار بأنها ستحرق البيت وتحرقها معه، لكنها ردت عليها ساخرة بأن تفعل ما تشاء وما تريد، إذا كان بوسعها أن تحرق البيت.

وفجأة، دخلت المياه إلى المطبخ، وكان منظرها كافيًا لتسكت النار عن التهديد.

شجاعة المياه

انتبهت المياه إلى الحضور وقالت: “هل لي أن أساعدك في شيء يا أخواتي؟” ردت جميعهن بصوت واحد: “نرجوك أيتها الأخت الحبيبة أن تسرعي في إطفاء هذه النار التي لا يعرف قلبها الرحمة ولا الشفقة، فتستريح وتريحنا إلى حين. إنها قد قضت على كل أهلنا وأقاربنا وهي الآن جادة لأن تلتهمنا، وحتى لو التهمتنا وغيرنا مهما كان العدد فلن يدركها الشبع ولن تكف عن الطلب، طلب المزيد.”

وهكذا رقت المياه لحال تلك البائسات، وتقدمت بقوة واندفاع شديدين لإطفاء النار وخلصت الجميع من شرها.

ودع الفحم والحطب وأغصان الأشجار شاكرين للمياه حسن صنيعتها ومعروفها الذي لا يُنسى. انطلقوا يرقصون ويغنون لأن القدر هيأ لهم فرصة الخلاص من حقد النار التي لا ترحم.

ضرر وخسارة

وفي اليوم التالي، حضر صاحب المنزل ووجد الموقد في حالة بائسة، مليئًا بالرماد. ووجد المنزل باردًا لدرجة لا تُطاق. ففكر في نفسه قائلًا: “أرى أن فائدة هذا الموقد قد انتهت، وأنا قليلاً ما أكون في المنزل خلال الشتاء. فهدمه أولى من بقائه، فمنه غير الضرر والخسارة.” هدمه ووضع مكانه فرن غاز، فلا دخان ولا ما يلوث الجدران وسقف الغرفة بلونه الأبيض الجميل بدلًا من اللون الأسود القبيح.

وهكذا، تأتي النظافة كما يقال: “من الإيمان وأن نرتاح ولا نكدر الآخرين مسببين لهم التعاسة، خير وأجدى…”

المصدر

قصة النار الجائعة – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الملك والشحاذ | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

تقدم قصة “الملك والشحاذ” للأطفال حكاية فريدة ومشوقة، مليئة بالمفارقات والأحداث المثيرة. يقوم الملك (ألفرد) برحلة ملحمية في مواجهة تحديات غير متوقعة عندما يلتقي بشحاذ يمنحه نصيحة تغير مجرى الأحداث. تقدم القصة دروسًا قيمة للأطفال حول أهمية التفاؤل والقوة الداخلية، وكيف يمكن للأحلام والأمل تحقيق المستحيل في سياق مشوق يعزز التعلم والمتعة للصغار.

إنها إحدى القصص الكثيرة التي يرويها الإنجليز عن العهد الذي تعرضت فيه بلادهم لغزوات عديدة من جماعات كان يطلق عليهم اسم “الدانيين”.

إن الذي خلص إنجلترا من هؤلاء الغزاة هو الملك (ألفرد)، وكان ملكًا عادلاً محبوباً، وهو بطل هذه القصة.

غلاف قصة الملك والشحاذ

غزو الدانيين

تعرضت بلاد الإنجليز في أحد العصور لغزوات عديدة كانت تشنها عليها جماعات من الدانيين.

وكان هؤلاء الدانيون محاربين أشداء على درجة كبيرة من القسوة والهمجية.

كان الإنجليز لا يعرفون من أين يأتيهم هؤلاء الغزاة الذين كانوا يملكون عددًا كبيرًا من السفن. فكانوا يهاجمونهم أحيانًا من بحر المانش الذي يفصل بين إنجلترا وفرنسا، وأحيانًا أخرى يهاجمون من الشواطئ الشمالية.

وكان الغزاة بمجرد أن يهبطوا على الشاطئ، يهاجمون الأهالي وينهبون كل شيء، فيسود الذعر والهلع بين الناس المسالمين.

وفي كثير من الأحيان، كانت فصائل الجيش الإنجليزي لا تصل إلى مكان الغزو إلا بعد أن يكون الغزاة قد انتهوا من تخريبهم ونهبهم وعادوا إلى سفنهم.

ولما اعتلَي الملك (ألفرد) عرش إنجلترا، كان أكثر ما يشغل باله هو إنقاذ بلاده من غزوات هؤلاء الدانيين.

كان الملك (ألفرد)، ملكًا عادلاً حازمًا، وكان يحب بلاده ويحب شعبه حباً كبيرًا. وكان الشعب أيضًا يبادله نفس الحب.

وبذل الملك كل ما في وسعه لتقوية الجيش وزوده بفصيلة قوية من الفرسان: كانت تستعمل جيادًا سريعة حتى تتمكن من الانتقال بسرعة إلى الأماكن التي يهبط منها الغزاة.

الغزاة يهددون وينهبون الشعب الانجليزي المسالم

كانت الجياد أسرع وسائل المواصلات في ذلك الوقت، لأن الطائرات والسيارات والقطارات لم تكن قد اخترعت بعد.

وكانت أسلحة الجنود تتكون من السيوف والرماح والأسهم. كما كانوا يضعون خوذات من الحديد، ويرتدون دروعًا من النحاس أو الحديد ليحموا أنفسهم من ضربات السيوف أو طعنات الرماح والأسهم.

ونجحت فصائل الفرسان في التغلب على بعض غزوات الدانيين.

ولكن عندما قابلوا الدانيين، غيَّروا من خططهم وطوَّروا أسلحتهم. أصبحوا يهاجمون الفرسان بسهام ربطت بها قطع من القماش بللوها بالزيت ثم أشعلوا فيها النيران. فكانت السهام تنطلق مستعلة بالنار نحو الجياد، فتفزع فزعًا شديدًا وتجمح بفرسانها فيفقدون السيطرة عليها.

ومن ناحية أخرى، توقف الدانيون عن القيام بالغزوات الصغيرة، فوجدوا شملهم، وأصبحوا يهاجمون الإنجليز بجموع كبيرة.

كان الملك (ألفرد) الذي يتولى بنفسه الإشراف على قيادة الجيش.

خسارة ببطولة وشرف

وفي صباح أحد الأيام، فوجئ الإنجليز بعدد كبير من سفن الدانيين الغزاة. اقتربت هذه السفن من أحد الشواطئ الصخرية، وكان هذا الشاطئ الصخري غير صالح لرسو السفن. ولذلك لم يفكر الإنجليز في تحصينه، ولم يتوقعوا أبدًا أن يغامر الدانيون ويجازفوا بالرسو على هذا الشاطئ الوعر.

ولكن الدانيين كانت لهم خبرة كبيرة في البحار، وكانوا على جانب كبير من الجرأة والمهارة. ولذلك تمكنوا من الرسو بسلام على ذلك الشاطئ الصخري دون أن يرعبهم جندي إنجليزي واحد.

ابتدأت جموع الدانيين الكبيرة تهبط من السفن وتتوغل في الشاطئ حتى وصلوا إلى إحدى المدن القريبة. فهاجموها وأعملوا فيها القتل والنهب والسلب، ثم عسكروا فيها ليتدبروا أمرهم ويرسموا خطة المرحلة القادمة من القتال.

لم يكن في نية الدانيين هذه المرة أن يكتفوا بالنهب والسلب والتقتيل ثم يعودوا بعد ذلك إلى سفنهم ليقلعوا بها في البحر كما كانوا يفعلون دائمًا في غزواتهم السابقة.

لقد صمموا هذه المرة على البقاء في إنجلترا واحتلالها كلها. كما صمموا أيضًا على أسر الملك (ألفرد) وخلعه عن العرش، ليعتلي عرش إنجلترا ملك جديد من الدانيين الغراة.

وعلم الملك (ألفرد) بهذا الغزو.

ولكن الذين نقلوا أخبار هذا الغزو إلى الملك لم يكونوا أمناء أو صادقين، أو ربما أرادوا أن يخففوا عنه الأمر حتى لا ينزعج. فأخبروه أنها غزوه صغيره عادية كغزوات الدانيين السابقة.

أرسل الملك (ألفرد) بعض فصائل الفرسان، ولكن عددهم كان قليلاً جدًا إذا قورن بعدد الغزاة الدانيين.

وفوجئ الفرسان الإنجليز بضخامة عدد الغزاة، ولكنهم رغم ذلك قاتلوا ببسالة عظيمة، لأنهم كانوا يدافعون عن أرضهم الغالية ووطنهم العزيز ضد الغزاة الطغاة.

وتمكن الفرسان الإنجليز من قتل عدد كبير من الدانيين، ولكن الكثرة تغلب الشجاعة كما يقولون. وتمكن الدانيون بعد معركة عنيفة من القضاء على الفرسان الإنجليز جميعًا، ولم ينج منهم سوى فارسين.

وانطلق هذان الفارسان عائدين إلى الملك.

وكانت أسوأ مفاجأة تلقاها في حياته.

الفرسان الشجعان يحاربون للحظة الأخري

الدفاع عن الأرض والوطن

ولكنه كان رابط الجأش فتمكن من السيطرة على أعصابه، وتلقى هذه الأخبار السيئة بهدوء.

واستدعى مستشاريه لأنه كان ملكًا حكيمًا لا يستبد برأيه، ولأنه كان يؤمن بالحكمة التي تقول: “إن من استشار الرجال شاركهم في عقولهم”.

وبعد أن تبادلوا مختلف الآراء، فكر الملك في عمق ثم قال مستشاريه: “إن الأعداء فاجأونا، لأنهم رسوا على شاطي صخري لم نكن نتوقع أن يرسوا عليه، كما أنهم حشدوا هذه المرة عدداً كبيراً من رجالهم، على عكس ما كانوا يفعلونه في غزواتهم السابقة.”

وسكت الملك قليلاً ثم قال: “ومن ناحية أخرى لقد ارتكبنا خطأ كبيراً، لأننا لم نعرف حقيقة عددهم، ويرجع ذلك إلى أن الأخبار التي تلقيناها عن الغزو، لم تكن صحيحة، وأرجو ألا يتكرر ذلك مرة أخرى.”

وأضاف الملك قائلاً: “لابد أن تحارب هؤلاء الأعداء بشجاعة وضراوة، وإن لم تفعل ذلك فإنهم سيحتلون البلاد ويعيشون فيها الفساد، ونفقد شرف وطننا العزيز الذي نعتبر أنفسنا مسؤولين عنه. إني سأتولى بنفسي قيادة الجيش، وسأشترك بنفسي في المعركة مهما كلفني ذلك من تضحية، فإني أفضل أن أموت في سبيل الدفاع عن وطني العزيز، على أن يعيش الشعب الإنجليزي ذليلاً تحت سلطان الغزاة.”

وصفق الموجودون طويلاً للملك الشجاع، ولكنه رفع يده وطلب منهم الكف عن التصفيق، ثم قال لهم: “أيها السادة، ليس هذا وقت التصفيق، ولكنه وقت العمل من أجل وطننا، علينا أن نسرع في تجنيد كل شخص قادر على حمل السلاح. أريد أن يعرف كل فرد حقيقة الموقف، فلا تخفوا شيئاً عن الناس. إن الشعب لو علم حقيقة الخطر الذي يجابهنا سيضحي بكل غال ونفيس لكي يتكتل ويتحد للعمل على هزيمة أعداء الوطن وطردهم وتطهير أرضنا منهم.”

خطة الملك ألفرد

وأكمل الملك قائلاً: “وحتى نتمكن من حشد أكبر عدد ممكن من الجنود للمعركة الفاصلة، علينا ألا نتركهم في سلام. لابد من إرسال بعض المتطوعين الشبعان ليعطروهم بوابل من السهام ليلاً. وعلى هؤلاء المتطوعين أن يتبعوا الطريقة التي يسمونها: اضرب واهرب. كما أنني فكرت في خطة ستكون مفاجأة قاسية للأعداء.”

كانت خطة الملك (ألفرد) تتلخص في ألا يقتصر في حرب أعدائه على مهاجمتهم من ناحية البر فقط، بل يفاجئهم أيضًا بهجوم من ناحية البحر لأنهم لم يكونوا يتوقعون ذلك بطبيعة الحال.

الملك ألفرد يقف وسط شعبه - قصة الملك والشحاذ

كانت هناك جزيرة صغيرة مهجورة تبعد عن الشاطئ الصخري بضعة أميال، ولم يكن في هذه الجزيرة سوى قليل من الأكواخ التي يسكنها فقراء الصيادين.

وفكر الملك في أن يقسم الجيش إلى قسمين: قسم يهاجم الأعداء من ناحية البر، وقسم آخر يقوده الملك بنفسه يتجه بالسفن ليلا إلى تلك الجزيرة المهجورة ثم يفاجئ الأعداء بالهجوم من ناحية الشاطئ الصخري.

وكانت خطة بارعة.

ورست السفن الإنجليزية على شاطئ الجزيرة المهجورة، تحت جنح الليل، وفي الفجر حشد الملك جنوده وألقى فيهم خطبة حماسية، وركب في سفينة القيادة، وانطلق على رأس السفن الإنجليزية الأخرى نحو الشاطئ الصخري.

وفجأة هبت عاصفة شديدة هوجاء، وكانت أمواج البحر كالجبال تلطم السفن في شدة، كما تكاثر الضباب القائم فتفرقت السفن الإنجليزية وغرق بعضها.

أما سفينة الملك فقد لعبت بها الرياح وفقدوا السيطرة عليها ثم عادت بها الأمواج الشديدة إلى شاطئ الجزيرة المهجورة فاصطدمت بالصخور وأدرك الملك أنها على وشك الغرق. وقفز كل من كان على السفينة ليحاولوا الوصول سباحة إلى الشاطئ.

وتعلق الملك بقطعة خشب طافية ونجح في الوصول إلى شاطئ الجزيرة.

وتلفت الملك حوله فلم يجد أحدا، فسار على الشاطئ يفكر في مصير جنوده.

لقاء الملك والشحاذ

وبعد قليل سمع صوتا يناديه:

– يا صاحب الجلالة… يا صاحب الجلالة…

والتفت الملك فرأى أحد ضباط جيشه كان معه في سفينة القيادة، وكانت ملابسه كملابس الملك مبللة بالمياه.

واتجه الاثنان نحو كوخ صغير لأحد الصيادين، وطرق الضابط على باب الكوخ ولما لم يسمع جواباً دفع الباب وفتحه ودخل هو والملك ليستريحا على مقعدين خشبيين كانا في الكوخ.

كان الكوخ خاليًا، وكانت هناك مائدة خشبية صغيرة عليها رغيفان من الخبز وزجاجة من النبيذ وكوب واحد!

وتقدم الملك من زجاجة النبيذ وملأ الكوب وهو يقول: “أرجو أن يسامحني صاحب هذه الزجاجة فأنا في حاجة ماسة إلى شيء من النبيذ ليدفئني”.

قال له الضابط: “إن كل فرد من شعبك يا صاحب الجلالة على استعداد لكي يفديك بنفسه”.

الملك ألفرد يستعد للحرب

واستمرت العاصفة طوال اليوم، كما ازدادت كثافة الضباب القائم.

وبلغت العاصفة أوجها في الليل.

كان تفكير الملك محصورًا في جيشه.

وفي صباح اليوم التالي شعر الملك والضابط بجوع شديد.

لم يكن أمامهما سوى رغيفي الخبز اليابسين.

وفي اللحظة التي هما فيها بأكل الخبز سمعا طرقًا على باب الكوخ.

وفتح الضابط الباب فوجد رجلاً مسناً ممزق الثياب يرتعد من شدة البرد، وقال له الرجل: “إني أكاد أموت من الجوع والبرد، هل أجد لديك كسرة من الخبز؟”.

وسمعه الملك فقال للضابط: “أعطه رغيفًا وكوبًا من النبيذ”.

واقترب الضابط من الملك وقال له في صوت خافت: “يا صاحب الجلالة! لا يوجد لدينا سوى هذين الرغيفين وأقل من نصف زجاجة النبيذ، ونحن لا ندري متى يعثرون علينا!”.

قال له الملك: “أعطه كما قلت لك مما رزقنا الله تعالى”.

وأعطى الضابط للفقير أحد الرغيفين، كما ملأ له كوبًا من النبيذ.

وانصرف الشحاذ شاكرًا.

واتجه الملك إلى فراش خشن كان في أحد أركان الكوخ، ونام عليه.

وحدث بعد ذلك أمر في منتهى الغرابة.

حلم غامض

كان الليل قد أرخى سدوله.

فرأى الملك وهو راقد على ذلك الفراش الخشن نوراً باهراً يشبه نور الشمس، وظهر في وسط هذا النور رجل اقترب من الملك وقال له: “يا ولدي ألفرد! ألا تعرفني؟”

لقد كان ذلك الرجل نفس الشحاذ الذي أعطاه الملك الرغيف وكوب النبيذ!

حدث ذلك والملك لا يدري إن كان ما يراه حقيقة أم مجرد حلم من الأحلام!

وسمع الرجل يقول له: “يا بني، كن شجاعاً ولا تيأس، فأنت تعلم أن الله معك. كن قوياً واملأ قلبك بالأمل. اصغ إلي جيداً: استيقظ في الفجر، وخذ هذا النفير وانفخ فيه ثلاث مرات بكل ما تستطيع من قوة. سيسمع جنودك صوت النفير فيعلمون أنك على قيد الحياة، وأنك هنا في الجزيرة، وسيسمع أعداؤك أيضاً صوت النفير فيدب في قلوبهم الذعر. وإني أبشرك بأنك ستنتصر على أعدائك ولكن الحرب ستستمر سبعة أيام.

لقاء الملك والشحاذ قبل الحرب

وانطفأ الضوء الباهر فجأة كما اختفى ذلك الرجل.

ونهض الملك عن الفراش وهو يتلفت حوله في حيرة كبيرة.

نصر كبير

كان الضابط قد استغرق في نوم عميق وهو يجلس على أحد المقاعد الخشبية، وكان هناك مصباح صغير يرسل ضوءه الأصفر الشاحب في أرجاء الكوخ.

وأيقظ الملك الضابط ليقص عليه ما حدث.

وقال له الضابط: “إنه مجرد حلم يا صاحب الجلالة.”

ولكن الملك فوجئ مفاجأة شديدة حين رأى النفير الذي أعطاه إياه الرجل موضوعًا على المائدة الخشبية الصغيرة!

وفوجئ الضابط أيضًا بوجود النفير!

وقال الملك وهو يمسك بالنفير: “هناك أمور كثيرة في هذه الدنيا يجب أن تصدقها وإن بدت غريبة، ولكن الأمر الذي لا يقبل الشك هو أن الله لا يتخلى أبداً عن عباده الصالحين. عند الفجر سأنفخ في هذا النفير ثلاث مرات كما قال لي ذلك الرجل وأرى ما سوف يحدث.”

في الفجر، هدأت العاصفة تمامًا وانقشع الضباب الكثيف وسطعت الشمس.

ذهب الملك (ألفرد) مع الضابط إلى شاطئ الجزيرة وكان معه النفير.

ونفخ في النفير أول مرة بكل ما استطاع من قوة.

وسمع الاثنان صدى هائلاً للنفخة.

ونفخ مرة ثانية وثالثة. وكان لها تأثير النفختين السابقتين بنفس الصدى الضخم…

وبعد سبعة أيام كاملة، أخبر الملك بانتصارهم على الدانيين الذين لم تقوم لهم بعدها قائمة.

الملك ينفخ في البوق كما نصحه الشحاذ

المصدر

قصة الملك والشحاذ – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الكلب والقنافذ الذكية | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

في عالمٍ ساحر من غابة الصنوبر الكثيفة، تدور قصة الأطفال اليوم حول مجموعة من القنافذ الذكية والكلب الحذر الذي يحرس الحقل. ستأخذنا هذه القصة في رحلة مشوّقة حيث يتعلم الصغار كيف يتغلبون على التحديات بفضل ذكائهم وتعاونهم، وكيف يمكن للحيوانات أن تكون مثالًا للتفكير الاستراتيجي والاستفادة من مواهبها للتغلب على الصعاب.

معركة القنافذ

في غابة الصنوبر الكثيفة، وتحت صخرة كبيرة ملساء، اتخذت القنافذ وكرًا لها لا يراه أعين الناس، ولا تفكر فيه عقول الصيادين.

وكانت القنافذ الذكية تلتزم بوكرها في النهار، لا تخرج منه إلا في الليل بعد حلول الظلام. فيذهب كل قنفذ إلى حقل قريب أو بيدر متسع كبير، ليحمل الحبوب إلى صغاره بعيدًا عن أعين الفلاحين.

وكانت القنافذ الصغيرة تأكل الحبوب بنهم، ثم تتسلل إلى النبع القريب لتروي عطشها وتعود ببطء إلى وكرها.

وكان في البيدر كلب يحرس القمح والشعير من اللصوص.

القنافذ في الحثل وراء الصخرة - قصة الكلب والقنافذ الذكية
القنافذ تتحرك في الحقل
القنافذ تشرب الماء - قصة الكلب والقنافذ الذكية

وفي ذات ليلة، خرجت القنافذ من وكرها واتجهت نحو الحقل كعادتها. فلما اقتربت من البيدر، أحس الكلب بها، فأخذ ينتظر وصولها ليفتك بها ويستريح من شرورها، وبذلك يكون قد قام بواجبه نحو صاحبه خيرًا قيامًا.

ووصلت القنافذ إلى البيدر، وقبل أن تحمل الحبوب، فاجأها الكلب بنباحه، وهجم عليها…. وقد استطاع أن يقتل بعض القنافذ الصغيرة التي لم تكن قادرة على الهرب بسرعة كأماتها.

وهربت القنافذ الأخرى بسرعة واختبأت خائفة في وكرها.

سلاح القنافذ الذكية

وفي الصباح، بدأت تفكر بطريقة تستطيع بها الحصول على طعام لصغارها بأي حال من الأحوال.

وإلا وقعت الصغار فريسة للجوع أو لقمة سائغة بين فكي الكلب.

الكلب يتصارع مع القنافذ
الكلب الحذر يؤذي القنافذ الذكية في الحقل
تجتمع القنافذ في الحقل لمناقشة أمر الكلب الحذر

وبعد أخذ ورد، اتفق الجميع على عرض مشكلتهم أمام زعيمهم “كبير القنافذ”.

استمع الزعيم إلى المشكلة، وفكر قليلاً ثم قال لهم: “مشكلتكم بسيطة يا أبنائي، فلا تيأسوا. لقد وهبكم الله سلاحًا قويًا هو ريشكم الحاد، القاتل كالحراب، فلماذا لا تستعملون هذا السلاح عند الحاجة وتدافعون عن أنفسكم؟ إن استعملتم سلاحكم خافكم عدوكم وحصلتم على طعامكم وطعام صغاركم”.

وارتفع صوت من زاوية الوكر يقول: “الحق معك يا سيدي، سنحصل على الطعام. ولكن تبقى مشكلة الماء”.

فقال الزعيم: “إن ريشنا فارغ يا أبنائي، فليعمل كل واحد منكم على حمل الماء بريش ذنبه إلى أطفاله، واعلموا أن باستطاعة كل مخلوق التغلب على الجوع والعطش وعلى عدوه عندما يفكر ويستعمل عقله جيدًا، فاستعملوا عقولكم تنجحوا”.

القنافذ تستخدم سلاح ريشها
القنافذ تحضر الماء إلي أطفالها

ونفذت القنافذ الذكية ما قاله زعيمها، فنجحت الحيلة.

ومنذ ذلك اليوم، صار الصغار يعملون بنصائح الكبار، وصارت القنافذ تحمل الماء بأذنابها المجوفة، فتخلصت بتعاونها وحكمتها من عدوين، عدوها الكلب الشرس وعدوها الجوع.

القنافذ الذكية تتغلب علي الكلب الحذر

المصدر

قصة الكلب والقنافذ الذكية – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة القرصان وصخرة الموت | قصص اطفال

[ad_1]

تقدم القصص للأطفال عالماً سحرياً مليئاً بالمغامرات والدروس القيمة، تروي حكايتنا الجديدة للصغار قصة مثيرة عن القرصان الشرير (رالف روفر) وصخرة الموت. والتي تتناول درسًا قيمًا حول أخلاقيات السلوك وعواقب اتخاذ القرارات السلبية.

جدول المحتويات

بحر كبير

كان أحد رجال الدين الأتقياء يقيم في بيت يشبه الدير. وكان هذا البيت في منطقة هادئة، تقع على شاطئ بحر الشمال.

كان يتردد على هذه المنطقة صيادو الأسماك، الذين كانت قواربهم الصغيرة ترسو على مقربة من ذاك الشاطئ.

وكانت هناك سفن شراعية كبيرة تأتي بين أوقات وأخرى إلى أحد الموانئ القريبة من تلك المنطقة لتفرغ محتوياتها من بضائع مختلفة جلبوها من البلاد والأقطار الواقعة وراء البحار.

واعتاد رجل الدين الطيب – واسمه الأب (آبر بروثوك)، يلقي كل يوم أحد عظة دينية في فناء بيته. فكان صيادو الأسماك وبحارو السفن الشراعية يذهبون ليستمعوا إلى تلك العظات.

صيادو السمك يستمعون إلي نصائح الأب (أبر بروثوك) - قصة القرصان وصخرة الموت

وكان الصيادون يطلبون من الأب (آبر بروثوك) أن يباركهم ويدعو لهم بالتوفيق ليُرزقوا من الله تعالى بالسمك الوفير. والذي يعتبر المورد الوحيد لرزقهم. إذ يأكلون هم وأفراد أسرهم من هذا السمك الذي يُعد الطعام الرئيسي لهم. كما يبيعون جزءًا كبيرًا منه ليشتروا بثمنه ما يحتاجون إليه من ضروريات الحياة الأخرى.

أما تجارة السفن الشراعية التجارية، فكانت رحلاتها البحرية أطول بكثير من رحلات صيادي الأسماك. وكانت تستغرق أيامًا طويلة، قد تمتد إلى شهرين أو ثلاثة أشهر.

والمسافرون بالسفن في البحار والمحيطات يشعرون دائمًا بأنهم قريبون من الله تعالى. إذ إن اتساع البحر الذي يظهر أمامهم كأنه لا نهاية له، يجعلهم يشعرون بعظمة وقدرة الخالق لهذا الكون.

ومن ناحية أخرى، تتعرض السفن الشراعية التي تجتاز البحار والمحيطات إلى شتى أنواع العواصف والأعاصير التي تهدد السفينة الشراعية – مهما كان حجمها – بالغرق وموت كل من يركبها. قد يتمزق القلوع من شدة هبوب الرياح العاصفة، وتتحطم الصواري، فلا تلبث أن تغمرها الأمواج وتغوص بها في القاع.

لذلك، فإن هؤلاء المسافرين كانوا يلجأون دائمًا إلى الصلاة، ويطلبون من الله تعالى أن يكتب لهم السلامة والنجاة.

ولم تكن العواصف هي مصدر الخطر الوحيد على الذين يسافرون في البحار.

كان هناك خطر كبير من سفن القراصنة.

سفن القراصنة في البحر

خطر القراصنة

والقراصنة هم لصوص البحار، وكانوا يركبون سفنًا شراعية متينة وسريعة. كما كانوا مسلحين بأقوى وأفتك أنواع الأسلحة التي كانت معروفة في ذلك الوقت.

إذا أراد أحد هؤلاء القراصنة أن يهاجم سفينة تجارية، أمر رجاله بأن يرفعوا على سفينتهم الراية السوداء.

كانت هذه الراية تصنع من نحاس حالك السواد، وكان يتوسطها – باللون الأبيض – رسم جمجمة بشرية ومن تحتها عظمتان متقاطعتان. ولذلك، كانت هذه الراية تسمى براية الموت.

أما ركاب السفينة التجارية، فإنهم كانوا إذا شاهدوا تلك الراية اللعينة ترفع على سفينة أخرى تقترب من سفينتهم، استولى عليهم الفزع، وسادهم الاضطراب الشديد، وقد يعمى على بعضهم من شدة الخوف. لأنهم كانوا يسمعون دائما عن قسوة هؤلاء القراصنة، وأنهم لا يقتصرون على سلب ونهب باقي السفينة. بل كان يحلو لهم قتل ركابها، أو إيذائهم إيذاء شديدا.

القراصنة تحاول الإستيلاء علي السفن

وكانت السفن التجارية لهذا السبب تحاول أن تفلت من هؤلاء القراصنة بتغيير خط سيرها. ولكن ذلك التغيير كان يجعلها في بعض الأحيان تضل طريقها في المحيطات الشاسعة. وقد تجد نفسها مضطرة إلى الرسو على شواطئ إحدى الجزر المجهولة.

وفي ذلك الوقت، كانت تكثر تلك الجزر المجهولة، ولا سيما في المحيط الهادئ أو المحيط الأطلسي.

والأغلبية العظمى من أهالي هذه الجزر كانوا على درجة كبيرة من الهمجية. فكانوا يهجمون بحرابهم على ركاب أية سفينة ترسو على الشاطئ، وبعد أن يقتلوا كل رجل فيها ينهبون ما بها من بضائع.

كان الأب (ابر بروثوك) يتلقى الكثير من الهدايا عند عودة بحارة السفن التجارية. وذلك مقابل الدعوات التي زودهم بها قبل إبحارهم.

كان الأب (آبر بروثوك) زاهدًا في مظاهر الحياة الكاذبة والخداع. فكان لا يحتفظ لنفسه من هذه الهدايا إلا بجانب صغير منها، ثم يوزع الباقي على الفقراء والمساكين.

صخرة الموت ورحلة البحار

على بعد حوالي عشرة أميال من الشاطئ، حيث كان يقيم الأب (آبر بروثوك)، كانت توجد صخرة ضخمة شديدة الصلابة، تحوم فوقها الطيور البحرية المسماة بطيور النورس.

وكانت طيور النورس هذه تبني أو كارها في شقوق هذه الصخرة.

وحينما يكون بحر الشمال ساكنًا، لا يظهر من الصخرة الضخمة إلا جزء صغير منها. أما إذا جاء المد وارتفعت الأمواج، فإن هذا الجزء الصغير من الصخرة يختفي ولا يُراه أي إنسان.

لذلك كانت الصخرة تشكل خطرًا رهيبًا على السفن الشراعية والتجارية العائدة من رحلتها الطويلة فيما وراء البحار والمحيطات.

كان ربان السفينة لا يرى الصخرة فترتطم بها سفينته ارتطامًا شديدًا يحطم مقدمتها. فتندفع المياه بشدة إلى جوفها ولا تلبث أن تغرق مع ركابها.

وكان غرق مثل هذه المراكب التجارية يعتبر مأساة محزنة، فاجعة لأقارب الركاب الذين نجوا من مختلف المخاطر. ثم ماتوا غرقًا على مقربة من وطنهم بعد الاصطدام بتلك الصخرة اللعينة.

وكثرت حوادث غرق السفن التجارية، ولا سيما في الأيام والليالي العاصفة حين تصبح الرؤية شبه معدومة، فترتطم السفينة بالصخرة.

وكان الأب (ابر بروثوك) يحزن كثيرًا في كل مرة يسمع فيها بإحدى حوادث الغرق.

بحر أزرق وطيور في السماء وصخرة كبيرة

وفكر الرجل الطيب كثيرًا في إيجاد وسيلة تنقذ السفن من التحطم والغرق بمن فيها.

أخيرًا – وبعد تفكير طويل – هداه الله تعالى إلى فكرة طيبة.

فكرة عبقرية

قال في نفسه: “إن السفينة تغرق لأن ربانها لا يعرف موضع صخرة الموت، وقد غمرها ماء المد والأمواج العالية. إذًا، لو تحدد موضع الصخرة، وعرفه الربان، أمكنه أن يبعد سفينته عن الصخرة وينجو من الهلاك.”

وذهب الأب (ابر بروثوك) إلى إحدى الكنائس وشرح للمسؤولين عن الكنيسة الفكرة التي اهتدى إليها. وأخذ من مخزن الكنيسة جرسًا ضخمًا يعجر اثنان من الرجال الأقوياء عن حمله.

وعاونه بعض الرجال في نقل ذلك الجرس إلى الشاطئ الذي يقابل موقع الصخرة.

وعاونه بعض الصيادين في عمل طوافة خشبية كبيرة، وأقام في وسط هذه الطوافة عمودًا متينًا.

وأمر الأب (ابر بروثوك) مساعديه بتثبيت الجرس في قمة العمود. وذلك بأن تربط حلقة الناقوس التي في أعلاه وبواسطة سلسلة قوية من الصلب – بحلقة أخرى تثبت – بأعلى العمود.

كانت فكرة رجل الدين هي وضع الطوافة الكبيرة على الماء وفي موضع لا يبعد أكثر من بضعة أمتار عن الصخرة.

وحتى يضمن رجل الدين عدم ابتعاد الطوافة والجرس عن الصخرة بفعل الأمواج، ربط الطوافة بالصخرة بسلسلة من الصلب.

والتفت إلى أعوانه وقال لهم: “الآن، إذا هبت الرياح واضطربت الأمواج فإن ذلك الجرس الكبير سيدق، وتكون دقاته عالية جدًا لأنه صنع من النحاس كما ترون، وسيعلم بحارة أية سفينة أنهم قريبون من صخرة الموت بمجرد سماعهم طنين الجرس فيبتعدون عن موطن الخطر ويصلون إلى الشاطئ في أمان.”

وأضاف يقول: “أما في الأيام التي لا تعتد فيها الرياح ولا يضطرب سطح الماء، فإن الجرس لن يتحرك تلك الحركة الشديدة التي تجعله يدق دقاته العالية، ونحن على أية حال لسنا بحاجة إلى دقات الجرس في الأيام التي يكون فيها الجو صحوًا والبحر هادئًا، لأن الصخرة لا يغمرها الماء في هذه الأيام ويمكن لربان السفينة وبحارتها أن يروها.”

وكانت الفكرة صائبة.

وتناقل الناس خبر ذلك الجرس، وعلم بأمره كل بحارة السفن التجارية والصيادين.

جرس كبير يحذر السفن - قصة القرصان وصخرة الموت

سرقة الجرس النحاسي

وبالفعل، قلت حوادث غرق السفن وكادت تنعدم لولا بعض الحوادث التي وقعت بسبب تكاثر الضباب الكثيف الذي يمنع الرؤية في يوم هادئ فلا تهز أمواج البحر الطوافة الخشبية هزات يتسبب عنها اهتزاز الجرس فيطلق دقاته الرنانة.

ما من شك في أن سرور الناس كان عظيمًا بفكرة الجرس هذه وازداد حبهم وتقديرهم للأب (آبر بروثوك)، وداع صيته، فكان الناس يحضرون إليه من أقاصي البلاد كي يزوروه ويتبركوا به.

ولكن سرور الناس لم يدم طويلاً.

كان هناك قرصان اسمه (رالف روفر)، وكان رجلا قاسيا لا ضمير له.

لقد رأى (رالف روفر) الناقوس النحاسي الضخم المثبت على عمود فوق الطوافة الخشبية.

كان القرصان قد علم بالسبب الذي وضع هذا الجرس الضخم.

لم يكن ذلك القرصان – بطبيعته الشريرة – يهتم بإنقاذ السفن وأرواح ركابها، كان كل ما يهمه في الدنيا هو الحصول على المال بأية وسيلة كانت.

لذلك، إنه حين رأى الجرس النحاسي الضخم صمم على أن يستولي عليه ليبيعه، غير مكترث بأن عمله هذا سيسبب في إغراق السفن كما كان يحدث من قبل.

وصاح (رالف روفر) في رفقائه: “أنزلوا الزورق إلى الماء، وليركب معي أربعة منكم ليجدفوا حتى نصل إلى هذا الناقوس ونأخذه.”

وسارع رفقاؤه إلى تلبية أمره.

والتفت (رالف روفر) إلى الناقوس وظل يتأمله لبرهة، ثم أصدر أمرا آخر فقال لهم: “أحضروا معكم الفأس، فالجرس مثبت في الطوافة الخشبية بسلسلة من الحديد، والسلسلة مثبتة في الصخرة، ولا بد من كسر هذه السلسلة.”

ووصل (رالف روفر) مع رجاله الأربعة إلى الطوافة الخشبية.

وبواسطة الفأس، تمكن القرصان من تحطيم الحلقة التي تثبت الجرس بالعمود فوق الطوافة الخشبية، كما حطم أيضًا الحلقة الثانية التي كانت مثبتة في الصخرة. واستولى القرصان على الجرس النحاسي، وتعاون هو ورجاله على نقله إلى الزورق، وبعد ذلك جدف الرجال واتجه الزورق نحو السفينة.

وتمكن القرصان من بيع الجرس النحاسي، وقدم ثمنه بينه وبين رفاقه.

ووقعت من جديد حوادث اصطدام السفن بصخرة الموت وغرقها.

عودة حوادث السفن - قصة القرصان وصخرة الموت

نهاية القرصان الشرير

وبعد بضعة أيام كانت سفينة القرصان (رالف روفر) تمر على مقربة من الشاطئ الصخري، وإذا بالسماء تتكبد بالغيوم وتهب ريح عاصفة، ويتكاف الضباب فيجعل الرؤية متعذرة.

صار القرصان يتلفت في كل مكان فلا يرى شيئاً، لأن الضباب جعل الرؤية مستحيلة.

وصارت الرياح العاصفة تدفع سفينة القرصان بقوة نحو صخرة الموت، وهو لا يدري مكانه في ذلك البحر الغاضب المتلاطم الأمواج.

كان القرصان في هذه اللحظات يخشى أن تصطدم سفينته بصخرة الموت، ولكنه لم يكن يعرف مكانها.

وأحس بندم مرير حينما تذكر سرقته للجرس النحاسي الضخم وبيعه.

وقال لنفسه: “آه.. لو كان هذا الجرس موجودًا لسمعنا دقاته، وعرفنا كيف نبتعد عن صخرة الموت اللعينة!”

ولكن ندمه كان بعد فوات الأوان.

لقد حملت الأمواج الصاحبة سفينة القرصان ثم دفعتها بقوة نحو صخرة الموت.

واصطدمت السفينة بالصخرة اصطدامًا هائلًا فتحطمت مقدمتها، واندفع الماء بقوة إلى جوفها، وما هي إلا لحظات حتى ابتدأت تغوص إلى قاع البحر.

وغرقت السفينة.

وغرق معها القبطان الشرير ورفاقه الذين لا يقلون عنه شرًا.

وهكذا تلقى القرصان (رالف روفر) جزاءه فمات غرقًا.

إن الإنسان الذي يسلك طريق الشر، لابد وأن يتلقى عقابه المرير في النهاية.

المصدر

قصة القرصان وصخرة الموت – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الفانوس السحري | قصص اطفال

[ad_1]

تعتبر القصص السحرية والخيالية مصدرًا للإلهام والتعلم لدى الأطفال، تأتي قصة “الفانوس السحري” كإضافة رائعة لعالم الحكايات الخيالية التي تشد انتباه الصغار. في هذه القصة، يخوض الطفل هشام مغامرة فريدة حين يكتشف فانوسًا سحريًا يجلب مفاجآت لا تصدق. تعكس هذه القصة قيم الأمانة والرغبة في شفاء الأحباء، وتقدم رسالة إيجابية للأطفال حول قوة النية والصدق.

جدول المحتويات

محنة سليمان

كان سليمان رجلاً فقيراً، لكنه كان يتميز بالأمانة والشرف. كان قلبه مليئًا بحبه لزوجته زينب وابنه الصغير هشام. يكتسب سليمان لقمة عيشه كحمال في الميناء، حيث يحمل البضائع على ظهره إلى سيارات الشحن، ثم يعود إلى كوخه المتواضع. تستقبله زوجته بابتسامة دافئة، تجعله ينسى هموم يومه الشاق، ويتسابق هشام ليقبل والده بحب.

النقود التي كان يحصل عليها سليمان من عمله لا تكفي كثيرًا، ولكنها تُستعمل بأمانة لتلبية احتياجات الأسرة المتواضعة.

وفي إحدى الأيام، وفي حين كان يحمل صندوقًا ثقيلًا، وقعت حادثة لا سمح الله حين انزلقت قدمه على قشرة موز، مما أدى إلى سقوطه وإصابة ساقه بشرخ.

السيد سليمان يعمل في مكان عمله - قصة الفانوس السحري

وبالرغم من شدة الآلام، كانت تفكيراته تنصب نحو عائلته، خاصة زوجته زينب وابنه الصغير هشام، اللذين يعتبران فريقه الوحيد في هذه الحياة.

تم نقل سليمان إلى المستشفى بعد استدعاء الإسعاف، حيث قدمت له الرعاية الطبية اللازمة للتعافي من الشرخ في ركبته. بمجرد أن علموا بوضعهم المالي الصعب، جُلبت سيارة الإسعاف لتنقلهم إلى كوخهم المتواضع.

يصاب السيد سليمان في قدمه

كانت صدمة كبيرة على زوجته زينب عندما شاهدت سيارة الإسعاف أمام باب الكوخ، وزوجها يهبط منها محمولاً على محفة يحملها رجلان. تفاقمت حالة مرض زينب، وعلى الرغم من ضعف جسدها، قامت بكل ما في وسعها لخدمة زوجها.

عربية الاسعاف تحضر السيد سليمان إلي بيته الفقير - قصة الفانوس السحري

مرت الأيام واستنفدوا مخزون الطعام، حتى بقي لديهم رغيف واحد فقط. في أحد الصباحات، استيقظ هشام وسمع والده يصلي دعاءً مؤثرًا: “يا رب، اشفِني وارزقني، ليس من أجلي، وإنما من أجل ابني الصغير هشام وزوجتي زينب. أنا يا رب، لا أرغب في شيء لنفسي.”

سمع هشام هذا الدعاء القلبي من والده، فأثر ذلك فيه بشكل كبير وامتلأت عيناه بالدموع. قال هشام بتأثر:

“يا ربي، ارزقني ليس من أجلي وإنما من أجل أبي الرحيم واكتب الشفاء يا ربي لأمي المريضة الحبيبة.” سمع سليمان ابنه وهو يدعو بهذا الدعاء، فناداه وأخذه بين ذراعيه وقبّله.

البحث عن لقمة العيش

كان هشام جائعًا جدًا، ولكن عندما ذهب إلى سلة الخبز وجدها فارغة. ورغم أن الجوع كان شديدًا ولم يعبر هشام عن مشاعره بالكلمات، إلا أن والده أدرك أن الجوع يأكل جسده. في هذا الوقت كانت الأم المريضة تنظر إليه بحزن، وبدا قلبها مكسورًا من الألم. أشار سليمان إلى بعض الملابس على أحد الكراسي وقال: “يا هشام، خذ ملابسي هذه إلى سوق الملابس القديمة وقم ببيعها بأي ثمن، واشتري لنا خبزًا وشيئاً نأكله”.

قالت زينب بصوت ضعيف: “هشام خذ بقية ثيابي.”

أم هشام مريضة علي السرير

خرج هشام ومعه بعض الملابس القديمة، لكن عندما وصل إلى سوق الملابس المستعملة، وجد أنه لا يستطيع حتى بيعها بسعر زهيد. كانت المسافة طويلة للوصول إلى السوق، وكان هشام متعبًا للغاية عندما عاد إلى كوخ والده.

لم يكن الطفل قد أكل بعد، فجلس على الحائط ووضع ملابسه القديمة على الأرض. لدى هشام رغبة شديدة في النوم لكنه كان يقاومها.

هشام يحاول بيع الملابس ليصرف علي عائلته

كان يفكر في وضع والديه وكيف أن عدم بيع الملابس سيؤثر على وضعهم. فرفع وجهه إلى السماء وقال: “يا رب.. أنا جائع.. أنت تعلم حال والدي.. ارزقني من أجلهما يا رب”.

وفي تلك اللحظة، مر أمام هشام رجل كبير السن، له لحية طويلة بيضاء، ويحمل سلة في يده اليمنى ويضع يده اليسرى في جيبه. عندما مر الرجل أمامه، أخرج يده اليسرى من جيبه، فسقطت رزمة كبيرة من الأوراق المالية دون أن ينتبه الرجل إليها واستمر في سيره.

هشام والفانوس السحري

عثر هشام على رزمة من الأوراق المالية وأدرك فجأة حاجة أبيه وأمه الماسة إلى الطعام. ورغم الجوع الذي يعانيه، تذكر هشام قيم الشرف والأمانة التي يحثه عليها والده دائمًا. قرر هشام الحفاظ على تلك القيم، فقام وقال للرجل العجوز الذي فقد الأموال:

“لقد سقطت هذه الرزمة من جيبك، يا سيدي.”

رد الرجل بابتسامة وقال:

“إنك طفل أمين، إليك نصف المبلغ جزاءً لأمانتك. ما الذي تعتزم فعله به؟”

أجاب هشام:

“سأعيد هذا المبلغ فوراً لأبي، الذي أصيب في ساقه وفقد وظيفته، ولكي يحصلوا على العلاج الذي يحتاجه والذي يكون أمي في شدة المرض.”

فوجَّه الشيخ تحية رفيعة لهشام وقال:

“إنك فعلاً ابن بار، خذ هذا المبلغ بأكمله وهذا الفانوس أيضاً.”

أخرج الرجل فانوسًا من سلته، قاربًا صغيرًا من الذهب الخالص مزين بزخارف جميلة. ثم قال لهشام:

“هذا الفانوس هو فانوس علاء الدين.”

هشام يحصل علي الفانوس السحري

هشام، بدهشة، نظر إلى الفانوس وقال للرجل:

“هل هو حقاً فانوس علاء الدين؟ لقد سمعت قصته من والدي.”

رد الرجل قائلًا:

“نعم، افتح بيدك غطاء الفانوس، سترى عمودًا ضخمًا من الدخان. لا تخف، انتظر حتى يتلاشى الدخان ويظهر مارد كبير سينحني أمامك، قائلاً: ‘شبيك.. لبيك.. كل ما تطلب يصبح بين يديك.’ فاطلب ما تشاء، لأنه سيظهر لك مرة واحدة فقط. وعندما ينفذ طلباتك، سيعود المارد إلى الفانوس، وسيصبح الفانوس ترابًا.”

مغامرة وشفاء

فعل هشام ما نصح به الشيخ الكبير، وعندما خرج عمود الدخان من الفانوس، تحول إلى مارد عظيم انحنى أمام هشام وقال له: “شبيك… لبيك.. كل ما تطلب يصبح بين يديك.”

كانت كل أفكار هشام مركزة على أمه وأبيه، فقال: “أطلب شفاء أمي الحبيبة وشفاء أبي حتى يعود إلى عمله.” وتشتتت أفكاره، وسأله المارد: “أتطلب شيئاً آخر؟”

أجاب هشام: “كلا.. كل ما يهمني هو أبي وأمي.. هل يمكنك شفاؤهما؟”

أجاب المارد: “سيشفيان بإذن الله تعالى.” وعاد المارد إلى الفانوس، وفجأة اختفى الفانوس ليصبح ترابًا يتناثر على الأرض.

عاجزًا عن تصديق ما حدث، نظر هشام إلى رزمة النقود التي أعطاها الرجل العجوز ووجد أنها ما زالت معه، وأخذ ملابس أمه وأبيه القديمة وعاد بها إلى كوخ أبيه.

مارد الفانوس السحري يحقق الثروة لهشام

عندما دخل الكوخ، أسرع إلى والده وقدم له رزمة الأوراق المالية وشرح له ما حدث. سمعت أمه الخبر وابتسمت قائلة: “لقد شعرت فعلاً بتحسن مفاجئ في صحتي.”

أضاف الأب: “إني أشعر وكأن ركبتي شفيت إن الله قادر على كل شيء.”

وقال هشام: “لا أدري يا والدي إن كان ما حدث حلماً أم حقيقة، فقد كان النوم يغلبني قبل أن يظهر ذلك الرجل الطيب العجوز.. المهم أن الله تعالى استجاب لدعواتي.”

المصدر

قصة الفانوس السحري – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الغرور طريق الكسل | قصص اطفال

[ad_1]

تحكي هذه القصة التعليمية للاطفال عن فتاة تدعي جميلة، تحولت من الاجتهاد والتواضع إلى طريق الكسل والغرور بفعل تأثير خالتها سلمي، ويتبين من خلال مراقبة والدَيها وتفاعلهم مع الوضع كيف يمكن للغرور أن يكون طريق مؤذيًا يؤدي إلى الكسل وفشل محتم.

المعلم خليل صانع التغيير

المعلم خليل، رجل في العقد الرابع من عمره، متوسط القامة، معتدل اللون، حسن الخلق، كريم الخُلُق، لطيف المعشر، حسن الحديث، صادق اللهجة، عفيف اليد واللسان. وهو يعيش مع أسرته السعيدة، المؤلفة من زوجته ليلى وأولاده الأربعة: جميلة وفؤاد وأحلام وسعاد، في قرية صغيرة هادئة من قرى وطننا الحبيب.

إن قرية المعلم خليل مشهورة بمناخها اللطيف ونسيمها العليل ومياهها العذبة وحدائقها الغناء، فهي بحق بديعة ساحرة. أما أهلها فموصوفون بأخلاقهم الفاضلة وشمائلهم الحلوة. وهم يعرفون الجميل ويقبلون على عمل الخير، ويؤمنون بالجد والعمل، ويمقتون البطالة والكسل، ويعتمدون في تحصيل المعاش على التجارة والزراعة.

والمعلم خليل يحب قريته كثيرا، ويعمل بإخلاص من أجل رفع مستواها، كما أنه يحب أهلها، حبه لنفسه، ويعطف على أولادهم. عطفه على أولاده وأهل القرية جميعهم يحبون المعلم خليل ويحترمونه، ويقدرون غيرته على مصلحتهم، واندفاعه من أجلهم. فهو معلم أولادهم، ومربي فلذات أكبادهم. ولقد عين معلما لمدرستهم الابتدائية يوم كانت مدرسة ذات معلم واحد. وبفضل يقظته ونشاطه، أصبحت مدرسة ابتدائية كاملة، فيها خمسة صفوف، وخمسة معلمين. وأصبح هو مديرا لها ومسؤولا عنها.

والقرية الصغيرة تفاخر القرى المجاورة والبعيدة بمدرستها النموذجية، وأهلها يفاخرون أهالي باقي القرى بمدير مدرستهم: المعلم خليل.

المعلم خليل مدير المدرسة - قصة الغرور طريق الكسل

كان المعلم خليل لا يزال في الثلاثين من عمره عندما بلغت ابنته جميلة السادسة من عمرها. وجميلة أكبر أخواتها، وهي جميلة مثل اسمها. ولما دخلت المدرسة التي يديرها والدها، استقبلها التلاميذ والتلميذات في الصف الأول بابتساماتهم الحلوة اللطيفة، المرسومة على ثغورهم الصغيرة. وتمنى كل واحد منهم لو تجلس جميلة بقربه، فهم يعرفونها ويحبونها لخفة روحها وطلاقة محياها وحسن هندامها.

مدرسة مليئة بالاطفال

ولقد بقت جميلة في مدرسة القرية خمس سنوات كاملة، كانت فيها مثالاً أعلى باجتهادها وذكائها وحسن سلوكها. فهي عريفة الصف الذي تتعلم فيه، ليس لأنها ابنة مدير المدرسة، بل لأنها متفوقة على جميع رفيقاتها ورفقائها، بأخلاقها ونشاطها.

جميلة واًصدقائها تلعب في حوش المدرسة - قصة الغرور طريق الكسل

جميلة بين مقاعد الدراسة وأروقة الحياة

وكانت جميلة في الصف تصغي لشروح المعلم وتنتبه لملاحظاته. فلا تتكلم إلا إذا طُلب منها الكلام. وإذا تكلمت، فتفعل ذلك بهدوء ورصانة. وكانت في الملعب تقوم ببعض التمرينات النافعة والألعاب الخفيفة لتعود أوفر نشاطا. المراجعة، دروسها، وتذكرها.

وكانت جميلة في البيت، البنت المطيعة المخلصة، التي تساعد أمها وتطيع أباها، وتحب إخوتها وتعطف عليهم، وتهتم بشؤونهم. وهي تفهم واجباتها حق الفهم وتؤديها على أكمل وجه. كل ذلك لم يكن ليبعدها عن كتبها ودفاترها. فهي تعرف كيف تنظم أوقاتها، فتخصص قسماً منها للأعمال البيتية وتترك القسم الآخر للأعمال المدرسية. إنها تدرك أن البنت الناجحة هي التي تقوم بواجب المدرسة وواجب البيت معاً، ولا تدع أحدًا منهما يطغى على الآخر.

وجميلة، فوق كل هذا، تحب المطالعة. وكانت أجمل أوقاتها هي التي تقضيها في قراءة القصص الشائقة، التي كان يشتريها لها والدها في المناسبات والأعياد.

وكان المعلم خليل، سعيدًا جدًا بابنته جميلة، التلميذة الناجحة المتفوقة، والبنت المطيعة المخلصة. كما كان يؤمن بالقول المأثور “درهم وقاية خير من قنطار علاج”. لذلك كان ينصح ابنته جميلة، في كل مناسبة، ويقول لها: “عاشري يا جميلة الرفيقات المجتهدات، المتواضعات. وابتعدي عن الكسالى المغرورات. فالغرور يا جميلة طريق الكسل، والكسل يقود إلى الفشل”.

وكانت جميلة تحفظ نصيحة أبيها، وتعمل بموجبها. فهي تبتعد عن المغرورات وتنفر منهن، وتقبل على المتواضعات، وتأنس بهن. وهي تردد دائماً بينها وبين نفسها: “الغرور يا جميلة طريق الكسل، والكسل يقود إلى الفشل”.

لما نجحت جميلة في امتحانات الشهادة الابتدائية، سُر المعلم خليل وزوجته ليلى كثيرًا بنجاح ابنتهما الباهر. وأقاما حفل استقبال في بيتهما الجميل بهذه المناسبة السعيدة. ووزعا فيها على المهنئين والمهنئات أطباق الحلوى الفاخرة والمرطبات المتنوعة واللذيذة.

جميلة حصلت علي الشهادة الابتدائية بنجاح

لقد أنهت جميلة دروسها الابتدائية في مدرسة القرية وانتقلت إلى مدرسة المدينة. وكانت المدينة قريبة، لذا كانت تذهب صباحًا في السيارة من قريتها إلى مدرستها الجديدة، لتعود مساءً إلى بيتها. ولقد كان سرورها عظيمًا، وسعادتها لا تقدر بثمن؛ فهي أول فتاة تطلب العلم خارج قريتها.

إشراق النجاح وطريق التفوق

وكانت التلميذة الناجحة جميلة، رغم حداثة منها، تشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقها اتجاه نفسها وأهلها ومجتمعها. فهي تربي نفسها باستمرار، متحلية بالعفة والأمانة والصدق، وتحس مع أهلها، وتقدر تضحياتهم وأتعابهم من أجلها، مقتصدة في مأكلها وملبسها ما وسعها أن تقتصد، وهي تخدم مجتمعها وتعيش مع بنات قريتها لتنفخ فيهن من روحها وتعلمهن الصدق في القول والإخلاص في العمل.

أتوبيس يحمل الأطفال للذهاب إلي الحفلة - قصة الغرور طريق الكسل

أربع سنوات قضتها جميلة في مدرسة القصبة. كانت خلالها موضع إعجاب المديرة والمعلمات وتقديرهن. ولقد زرنها عدة مرات في بيتها لتحدثن أباها وأمها عن نشاطها وذكائها وحسن سيرتها.

وبما أنه لا شيء يفرح قلوب الآباء والأمهات مثل نجاح أولادهم. لذلك كان فرح والدي جميلة بنجاحها في امتحانات الشهادة العالية عظيمًا. وأقاما حفل استقبال كبيرًا، حضره رفقاء جميلة ورفيقاتها، كما حضره رجال القرية ونساؤها. وكان الوالدان السعيدان، وابنتهما جميلة، يستقبلون الحضور ويحتفون بهم، ويبالغون في تكريمهم.

وقبل انتهاء الحفلة، وعلى مسمع من الجميع، وقف المعلم خليل وألقى كلمة بليغة، شكر فيها المهنئين والمهنئات على عواطفهم النبيلة السامية. ثم وجه كلامه إلى ابنته جميلة، ليهنئها بفوزها الباهر. ولينصحها بقوله: “عاشري، يا جميلة الرفيقات المجتهدات، المتواضعات، وابتعدي عن الكسالى المغرورات. فالغرور، يا جميلة، طريق الكسل. والكسل يقود إلى الفشل”.

المعلم خليل ينصح جميلة أن الغرور طريق الكسل

لقد استحسن المدعوون كلمة المعلم خليل البليغة، وحفظوا نصيحته الغالية التي نصح بها ابنته. ثم انصرفوا إلى بيوتهم فرحين، مسرورين. أما جميلة، التلميذة المجتهدة المتواضعة، فقد تقدمت من والديها بعد انتهاء الحفلة وقبلتهما ثم قبلت إخوتها، ودخلت غرفتها لتردد نصيحة أبيها “الغرور، يا جميلة الثمينة، طريق الكسل والكسل يقود إلى الفشل”.

رحلة العلم في العاصمة

صمم المعلم خليل على إرسال ابنته جميلة إلى العاصمة لمتابعة علومها الثانوية في إحدى كلياتها. ولقد شجعه على ذلك وجود أخيه موظفًا في العاصمة. وهكذا انتقلت جميلة من بيت أبيها في القرية إلى بيت عمها في المدينة. ولقد تعهدها عمها برعايتها وهيأ لها جميع أسباب الراحة، كي تتفرغ لدروسها وتنجح في امتحاناتها.

غير أن جميلة الفتاة المهذبة، المجتهدة، الأمينة، أبت عليها غيرتها إلا أن تشتغل في بيت عمها شغلها في بيت أبيها؛ فكانت تخصص قسمًا من وقتها لتعليم أولاد عمها، فتشرح لهم فروضهم وتساعدهم على حفظ دروسهم. كما كانت تشارك أحيانًا امرأة عمها في بعض الأعمال البيتية والشؤون المنزلية، مما أثار إعجاب عمها، فأصبحت أحب أبنائه إليها وأعزهم عليه.

لم يمض على جميلة في الكلية شهر واحد، حتى أصبح اسمها على كل شفة ولسان. فالمديرة والمعلمات والطالبات، جميعهن يتحدثن عن نشاط جميلة وذكائها ولطفها وتواضعها. فلقد تفوقت في دروسها وفروضها، وتفوقت في أخلاقها وسلوكها. وأصبحت أمينة سر المكتبة وانتخبت رئيسة لجمعية الخطابة والتمثيل، كما اشتركت في تحرير مجلة الكلية.

جميلة تعيش مع خالتها سلمي

لقد كانت جميلة بحق موضع تقدير وإعجاب طالبات الكلية. فهي تعطف على الصغيرات منهن وتعلمهن، وتحترم الكبيرات وتحترم آراءهن. انقضى العام الدراسي الأول، وكان نجاح جميلة في الامتحانات النهائية مرموقا. عادت إلى قريتها الهادئة لتقضي بين أهلها وذويها فصل الصيف الجميل، فتروح عن نفسها وتجدد قوتها ونشاطها، استعدادا للعام الدراسي الثاني الذي يتوقف على نجاحها في امتحاناتها النهائية، دخولها لدار المعلمين العالية، ومن بعد مستقبلها العلمي.

المعلم خليل ينصح جميلة

والمعلم خليل، الذي تخرج من دار المعلمين الابتدائية منذ عشرين سنة، يريد أن تتخرج ابنته جميلة من دار المعلمين العالية، لتطيب نفسها وتقر عينه. وفي الأسبوع الأخير من شهر أيلول، وقبل التحاق جميلة بكليتها بأيام قلائل، وفي سهرة عائلية سعيدة، جلس المعلم خليل مع أولاده، وأخذ يحدثهم عن فوائد العلم ومنافعه، ثم بين لهم أن العالم الذي يعيشون فيه، عالم فكر وعلم وهو يرحب بالمثقفين والمتعلمين، ويمقت الجهال والمغرورين. وطلب منهم أن يجدوا ويجتهدوا، وأن يعاشروا المجدين والمجتهدين، الذين يعملون ليلًا نهارًا، طلبا للمعرفة، وسعيا وراء العلم.

ثم التفت نحو ابنته جميلة بكليته وقال لها: “جدي يا جميلة واجتهدي، فأنت محط أملنا وموضع رجائنا، وإخوتك يتشبهون بك، فإن نجحت نجحوا وإن رسبت كنت لهم أسوأ مثال، وإن ثقتي بك كبيرة، فأنا لا أخاف عليك إلا من معاشرة الكسالى والمغرورات، خشية أن يتسرب الكسل إلى نفسك، ويجد الغرور طريقه إلى رأسك. والغرور والكسل يقودان إلى الفشل.”

انتهى فصل الصيف، وفتحت المدارس أبوابها والتحقت جميلة بالكلية لمتابعة دروسها، ونزلت في بيت عمها الذي رحب بها كثيرا. فهو يحب ابنة أخيه مثل حبه لأولاده، ويغار على مصلحة أخيه، غيرته على مصلحته.

وكان أن انتقل إلى العاصمة، خال جميلة يوسف، ومعه أخته سلمى، خالة جميلة، وسلمى من النساء الفاشلات في حياتهن رغم طهارة ذاتها وصفاء قلبها. ومرد فشلها إلى غرورها، واستبدادها برأيها. إذ أن نصيب المغرورات الخيبة والفشل.

جميلة وتحديات الغرور

وعلمت جميلة بانتقال خالتها إلى العاصمة، فقامت بزيارتها واستقبلت سلمى، ابنة أختها، باستقبال عظيم. قدمت تمنياتها لها بتكرار مثل هذه الزيارات في المستقبل عندما تسمح الظروف، ووعدت جميلة خالتها بخير. ثم قامت جميلة بزيارة ثانية وثالثة، وأخيراً انتقلت جميلة من بيت عمها إلى بيت خالها لتكون قريبة من خالتها.

يظهر أن جميلة تألفت من خالتها سلمى وتأنس بها، رغم علمها بغرورها. نسيت جميلة أن الغرور يعدي وأنه طريق الكسل، والكسل يقود إلى الفشل.

فعلاً، انتقل بعض غرور سلمى إلى ابنة أختها جميلة، وأصبحت جميلة تعيش مع كتبها ساعة، ومع خالتها ساعات تضيعها في الحديث السطحي الذي لا يتعدى مواضيعه السينما والساعة والفستان. قد أهملت جميلة دروسها وفروضها، وتنكرت إلى حد ما لواجباتها المدرسية، وضربت عرض الحائط بالمثل الذهبي القائل: “العلم كنز لا يفنى”.

علمت ليلى، أم جميلة، بحال ابنتها وانتقالها من بيت عمها إلى بيت خالها. فطلبت من زوجها المعلم خليل أن يسمح لها بزيارة ابنتها في العاصمة، وقام بالسماح. وصلت زوجة المعلم خليل إلى العاصمة ونزلت في بيت أخيها يوسف، وكانت سعادة أختها سلمى بها لا تقدر. حضرت جميلة من المدرسة، ووجدت أمها تنتظرها بشوق ولهفة. وكان لقاءً حلوًا بين الأم وابنتها، حيث حضنت أم جميلة ابنتها وقبلتها بعطف وحنان. سألت جميلة أمها عن أبيها وأخواتها، متمنية لهم الصحة والسعادة.

أم جميلة تحب أختها سلمى حباً جماً، وتحترمها كثيراً لأنها أكبر منها. كما أنها تخاف على ابنتها جميلة من أن ينتقل إليها بعض غرور خالتها، فتفشل في امتحاناتها. لذلك، وبمعزل عن أختها سلمى، انفردت بابنتها وطلبت منها أن تعيد سيرتها الأولى، وتحول كل انتباهها لدروسها وفروضها. غير أن جميلة نظرت إلى أمها بزهو وغرور وخيلاء وقالت لها: “إن ثقتي بنفسي كبيرة، واعتمادي عليها عظيم، فلا تجزعي ولا تخفي”.

الكسل طريق الغرور

أقامت ليلى، زوجة المعلم خليل، يومين في العاصمة، لاحظت فيهما مدى تأثر ابنتها جميلة بأختها سلمى. فجميلة المجتهدة المتواضعة، أصبحت كسلانة ومغرورة. قد أدركت أم جميلة هذا التحول الخطير في حياة ابنتها، ولكنها سكتت على مضض، وعادت إلى القرية مضطربة الخاطر، مشوشة البال. فهي تخاف أن تفشل ابنتها جميلة، وتشمت بها رفيقاتها من الفتيات اللواتي لم تسمح لهن ظروفهن بمتابعة تحصيلهن في مدارس العاصمة. كما يغضب أبوها الذي لا يفكر مطلقاً بفشل ابنته لأنه يعهدها ذكية ومجتهدة ومتواضعة.

لما علم المعلم خليل من زوجته ليلى أن ابنته جميلة قد انتقلت من بيت عمها إلى بيت خالها، ضرب كفاً بكف وحسب ألف حساب. إنه يخاف على ابنته من الغرور. وهي تعيش مع خالتها في بيت واحد، وخالتها مغرورة، وربما انتقل غرور خالتها إليها لأن الغرور يعدي. والغرور في عرف المعلم خليل طريق الكسل، والكسل يقود إلى الفشل. فلا بد له إذا من الذهاب إلى العاصمة، وزيارة مديرة الكلية، والاطلاع على مستوى ابنته جميلة علمياً وأخلاقياً. فلقد حل الشك في نفسه محل اليقين بنشاط ابنته واجتهادها، وتواضعها.

جميلة أصبحت تشعر بالغرور

إعادة جميلة إلي طريق النجاح

ذهب المعلم خليل إلى العاصمة ونزل في بيت أخيه، وعندما سأله عن سبب انتقال ابنته جميلة إلى بيت خالها، قال له أخوه: “لقد رغبت هي بذلك، وحاولت إقناعها، فلم تقنع. فهي ترى أن إقامتها في بيت خالها وبالقرب من خالتها يساعدها على التفرغ لدروسها أكثر مما لو بقيت عندي، ولقد وافقت معها مكرهاً بانتظار حضورك”.

ضاقت العاصمة بالمعلم خليل رغم سعتها، وترك بيت أخيه ليزور مديرة الكلية. ولما وصل إلى الكلية ودخل على المديرة وعرفها بنفسه، رحبت به كثيراً، واستقبلته أحسن استقبال. فهي تقرأ له في المجلات الأدبية والتربوية، وتسمع عن إخلاصه لمهنته التعليمية الشيء الكثير. ومن حديث إلى حديث، سأل المعلم خليل المديرة عن ابنته جميلة. لقد سألها ويده على قلبه، فهو يخشى أن يأتي الجواب على غير ما يحب ويتمنى. وهكذا كان فلقد اعتدلت المديرة في جلستها وراء مكتبها، وأجابت زميلها الكريم المعلم خليل بصدق وصراحة، وعلى مسمع من الطالبة جميلة التي علمت بوجود أبيها في إدارة المدرسة، فحضرت لتحييه وتسلم عليه، فسمعت بأذنيها جواب المديرة التي قالت لأبيها: “إن جميلة كانت عنوان المدرسة، باجتهادها وذكائها وتواضعها. أما اليوم فهي مهذبة وخلوقة، ولكنها قليلة الاجتهاد. فهي تهمل فروضها ولا تحفظ في أكثر الأحيان دروسها. وإننا نخاف عليها أن تفشل في الامتحانات النهائية التي أصبحت على الأبواب.

ولا نزال، أنا والمعلمات، في حيرة من أمر جميلة. فنحن لا نعلم ماذا طرأ عليها، ولماذا انحرفت عن طريق النجاح الذي سلكته خلال العام الماضي، وفي مطلع هذا العام. وكنت أتمنى أن تكون زيارتك لنا يومًا كانت ابنتك جميلة في طليعة طالبات الكلية نشاطًا واجتهادًا؛ لتسمع مني رأيًا يطمئن إليه خاطرك، ويرتاح له بالك. وعلى كل ينبغي أن نتعاون جميعًا، أنا وأنت وجميلة، لكي تعيد جميلة سيرتها الأولى.

دموع الندم

ولما انتهت المديرة من جوابها، حول المعلم خليل نظره نحو ابنته جميلة، فرآها مطرقة، والدموع تنهمر من عينيها. إنها دموع الندم. فلقد تذكرت جميلة نصيحة أبيها وقوله لها: “عاشري يا جميلة الرفيقات المجتهدات، المتواضعات، وابتعدي عن الكسالى المغرورات، فالغرور يا جميلة طريق الكسل، والكسل يقود إلى الفشل.”

ثم وقف المعلم خليل، وشكر المديرة وودعها، وودع ابنته جميلة، وخرج. لقد عرف سبب إهمال ابنته وتأخرها. وعاد إلى قريته المفضلة، وهو يعلم أن نتيجة جميلة في امتحاناتها النهائية، ستكون الفشل المؤكد.

لقد وصل المعلم خليل إلى قريته. وروى لزوجته ليلى، قصة جميلة وخالتها من ألفها إلى يائها. فبكت أم جميلة عندما سمعت القصة التي سبق لها وقرأت مقدمتها يوم زارت ابنتها في العاصمة وكانت تخاف دائمًا من نهايتها.

ومضى أسبوع واثنان وثلاثة وتقدمت جميلة للامتحانات النهائية وقبل إعلان النتائج، عادت إلى قريتها، واستقبلها أبوها وأمها، وإخوتها، ولما سألوها عن الامتحانات، طمأنتهم، وأنعشت أملهم. مرت الأيام، وأم جميلة وإخوتها ينتظرون فوزها ونجاحها، أما أبوها فكان ينتظر رسوبها وفشلها. المعلم خليل يكفر بالحظ ويؤمن بالعمل؛ لأن الحظ سلاح الكسالى والمغرورين، والعمل سلاح المجدين والمجتهدين.

وأخيرًا نشرت إحدى الصحف اليومية نتائج الامتحانات وذكرت أسماء الفائزين والفائزات واشترت أم جميلة جريدة وقرأتها فلم تجد اسم ابنتها بين تلك الأسماء، وتناولها إخوة جميلة وقرأوها، فلم يجدوا اسم شقيقتهم بين أسماء الناجحين، فأعطوها إلى جميلة التي أمسكتها بيدها والدموع تتساقط من عينيها، ولما لم تجد اسمها أدركت خطأها للمرة الثانية وندمت على غرورها وتذكرت نصيحة أبيها وقوله لها: “فالغرور يا جميلة طريق الكسل، والكسل يقود إلى الفشل.”

والد جميلة يقرأ الصحف - قصة الغرور طريق الكسل

أما المعلم خليل فقد أخذ الجريدة من يد ابنته جميلة، ليقرأ فيها آخر الأخبار.

المصدر

قصة الغرور طريق الكسل – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة العطلة السعيدة | قصص اطفال

[ad_1]

العطلة السعيدة هي حكاية وقصة تعليمية للأطفال قبل النوم، تحكي عن اهتمام الأب (سالم) بعناية لعلامات التفكير المتلألئة على وجه ابنه هشام، قرر أن يشجعه على استثمار وقت عطلته المدرسية في نشاط فكري مفيد. في هذه السياق، قدّم الأب توجيهاته لهشام حول أهمية القراءة والاطلاع خلال العطلة. يأتي هذا النص ليروّج لفكرة استفادة الأطفال من وقتهم الفارغ من خلال القراءة والتعلم.

جمال الطبيعة

قال السيد سالم لزوجته:

“فصل الصيف يقترب بسرعة، وقد أصبح على الأبواب، وقريباً ستمنح إدارة المدرسة لتلامذتها العطلة الصفية، وسنجد أبناءنا في المنزل لا يبرحونه. وإن بقاءهم دوماً في البيت يسبب مشاكل كثيرة لهم ولنا.

إن العطلة المدرسية فرصة طيبة لكي يستمتع أطفالنا بجمال الطبيعة، ويقوموا بنزهات ورحلات تقوي أجسامهم وتنشط عقولهم وتزيد من معلوماتهم. وتبعدهم عما يمكن أن يحدثوه فيما لو ظلوا في البيت لا يبرحونه.”

عائلة السيد سالم تجتمع في البيت - قصة العطلة السعيدة

قالت زوجته:

“هذا صحيح. كما أن جمع الأزهار من الحقول والبراري هواية جميلة، ورياضة مفيدة. وتوجد أنواع مختلفة من الزهور التي تنبت في البراري كالبنفسج والخزامى، وهي زهور ذكية الرائحة وجميلة المنظر، وكذلك الزنبق الذي يضربون به الأمثال في الصفاء والنقاء.”

قال الزوج:

“نعم، ولكن يجب علينا أن نلفت نظر الأطفال وهم يقطفون الزهور أو يقتربون منها أن يحترسوا لأن النحل يحوم حول هذه الزهور ليحط عليها ويمتص رحيقها لكي تحول النحلة هذا الرحيق إلى عسل، وهذه إحدى معجزات الله سبحانه وتعالى.”

وفي صباح أحد الأيام أيقظت الأم أولادها باكرًا وقالت لهم:

“ستذهبون إلى الجبل وستقضون طول النهار هناك،” وفرح الأولاد بهذا النبأ وسرهم أن ينطلقوا متنقلين بين الحقول والبساتين عوضًا من أن يمكثوا كالسجناء بين جدران المنزل.

حقول وبساتين جميلة

وذهبت الأم مع أطفالها إلى الحقول والبراري لجمع مختلف أنواع الأزهار، وقضى الجميع يومًا سعيدًا.

وعندما اقتربت الشمس من المغيب عاد الجميع إلى المدينة، وفي المنزل بدأوا في وضع الزهور في المزهريات وتنسيقها حسب ألوانها وأشكالها. ولبثوا على هذا الحال لفترة أسبوع كامل.

مغامرة عائلة في العطلة السعيدة

وبعد أن مضى الأسبوع، جمع الأب أولاده وقال لهم:

“في الأسبوع الماضي قمتم برحلة إلى الحقول والبراري. أما اليوم، فإنكم ستذهبون إلى شاطئ البحر حيث تسبحون وتعرضوا أجسامكم لحرارة الشمس المفيدة.”

الاطفال تلعب داخل الحقول الخضراء في العطلة السعيدة
طفلة تقضي العطلة السعيدة في قطف الأزهار الحمراء

وقال الطفل هشام:

“أخشى، يا والدي، إن أظهرت جسمي لحرارة الشمس أن أصاب بالتهابات مؤلمة كما حدث في العام الماضي.”

قال الأب:

“لا ترتكب يا هشام نفس الخطأ الذي ارتكبته في العام الماضي، ولا تعرض جسمك للشمس مدة طويلة، ويفضل بك أن تشرب كمية موفورة من الماء قبل أن تعرض جسمك لحرارة الشمس.”

وسأله هشام:

“وما فائدة شرب الماء قبل السباحة يا أبي؟”

فأجابه أبوه:

“لأن الجسم إذا ازدادت حرارته بفعل أشعة الشمس، يفرز مسامه العرق الذي يتبخر فيلطف حرارة الجسم، وبذلك لا يصاب الجسم بالالتهابات التي تسببها زيادة الحرارة.”

الأطفال تقضي العطلة السعيدة فارحين يلعبون علي الشاطئ

قال هشام:

“حسناً يا والدي، سأفعل ذلك.”

ونظرت الأم إلى سائر الأطفال وقالت لهم:

“إن الرياضة لازمة لتنشيط أجسامكم وتقوية عضلاتكم.. وهي تنظم الدورة الدموية وتفتح الشهية لتناول الطعام.”

وأضاف الأب:

“نعم.. إن الطفل الصحيح الجسم يكون دائماً واثقًا من نفسه.. ويساعده ذلك على مواصلة واجباته المدرسية ولذلك قالوا إن العقل السليم في الجسم السليم.”

وهنا قالت الأم:

“إن السباحة رياضة مفيدة وضرورية.. فكم من إنسان مات غرقًا لأنه لم يتعلم السباحة.. لذلك سيدربكم أبوكم على السباحة في كل مرة تذهبون فيها إلى شاطئ البحر.”

ورحب الأطفال بذلك.

الأطفال تعوم في الشاطئ

وقال أبوهم:

“ستقومون أيضًا ببعض التمرينات الرياضية ويحسن أن يشترك معكم أطفال آخرون حتى يشجع بعضكم بعضًا… بشرط أن تعتبروا هؤلاء الأطفال الذين سيشتركون معكم كأنهم إخوة أو رفاق مدرسة فتعاملوهم بكل لطف وأدب.”

سباحة ممتعة

وفي اليوم التالي ذهب الأطفال إلى شاطئ البحر واستمتعوا بالهواء النقي وبأشعة الشمس الدافئة، ودربهم أبوهم على السباحة الواحد تلو الآخر بأن يضع أحدهم فوق يديه ويطلب منه أن يحرك برجليه ويديه ويتركه آنا ويمسكه أخرى حتى يستطيع العوم بنفسه.

العائلة تستمع بالعطلة السعيدة في الشمس والهواء النقي
الأطفال تسبح علي الشاطئ

ولما خرجوا من البحر أحسوا جميعًا بالجوع الشديد، وذلك لأن رياضة السباحة نشطت دورتهم الدموية وفتحت شهيتهم لتناول الطعام، فبسطوا فوق الرمال قطعة كبيرة من المشمع وضعوا عليها ما كانوا قد جلبوه معهم من الأكل الناشف كالبيض المسلوق والجبن والزيتون وكثيرًا من الفاكهة وتحلقوا حول هذه المائدة وراحوا يأكلون بشهية، وبعد تناول الطعام اضطجعوا تحت مظلة كبيرة وناموا فترة من الزمن.

وقال الأب لابنه هشام بعد الظهر:

“يا هشام.. يجب أن تخصص أثناء عطلتك المدرسية وقتًا للقراءة والاطلاع.”

وسكت الأب قليلاً عندما لاحظ علامات التفكير بادية على محيا ولده ثم قال:

“ليس من الضروري أن تقرأ كتبًا مدرسية كل الوقت الذي تحدده للمطالعة، فأنت في عطلة الآن… وبإمكانك أن تقرأ كتبًا مسلية ومفيدة أيضًا لتزيد من معلوماتك العامة وتكون متفوقًا على رفقائك بهذه المعلومات.”

في أوقات العطلة السعيدة يزدحم الشاطئ بالأسر.

وسأله هشام:

“معلومات مثل ماذا يا والدي؟”

استكشف عالم القراءة والمغامرات

قال الأب:

“لقد أحضرت لك ولإخوتك بعض الكتب المسلية عن الطيور والحيوانات وأنواع الأسماك المختلفة وأنواع الزهور… كما أحضرت لكم بعض القصص والحكايات والأساطير.”

قال هشام فرحاً:

“أين هذه الكتب يا ولدي؟”

قال الوالد:

“سأجعل كل واحد منكم يختار منها ما يشاء قراءته… ويحسن أن تقرأ على مقربة من نافذة حجرتك وتجعل هواء حجرتك متجددًا دائمًا حتى يظل عقلك نشطًا، لأن استنشاق الهواء الفاسد يسبب للعقل الخمول والكسل… ونافذة حجرتك تطل على منظر جميل ويمكنك بين آونة وأخرى أن تريح عينيك من القراءة لتتأمل المنظر الجميل الذي تطل عليه النافذة.”

الأطفال تلعب علي الرمال في الشاطئ

ثم قال سالم لابنه هشام:

“ما الذي تختاره أنت يا هشام؟”

قال هشام:

“إني سأقرأ بعض القصص ومتى عثرت على قصة جميلة فسأجمع إخوتي الصغار وأقصها عليهم.”

فقال له أبوه:

“حسنًا ما تفعل… “

وراح هشام يقرأ القصص حتى قرأ قصة عجيبة فجمع إخوته وقال لهم تعالوا أقص عليكم هذه القصة العجيبة، فتخلق إخوته حوله فقال لهم إن القصة التي سأقصها عليكم قد قرأتها في إحدى القصص الممتعة المسلية واسمها: “النعامة وفراخها الصغار.”

المصدر

قصة العطلة السعيدة – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الابن البار وشيخ البحر – موقع رييل ستورى

[ad_1]

تدور القصة حول الابن البار سليم، الذي يشعر بالألم بسبب مرض والدته وفراق عائلته وهو يعيش في جزيرة بعيدة ومعزولة حتى يأتي شيخ البحر ليعيده إلى أهله ويكافأه بخاتم السعادة لما رأي في سليم من قيم الوفاء والنبل وحب العائلة.

حياة الصياد يوسف وعائلته

في قرية صغيرة، من قرى وطننا الحبيب لبنان، المنتشرة على طول الشاطئ الجميل، كان يعيش صياد السمك (يوسف) مع زوجته ليلى، وأولاده: سليم ونبيل وسعاد.

كان الصياد يوسف يحب زوجته وأولاده كثيرًا. وكان يعمل ليلًا نهارًا من أجل توفير السعادة لهم، وتأمين الكساء والغذاء لكل فرد منهم. إنه مثل أعلى في نشاطه وجدّه واجتهاده. وهو في كل يوم، وبعد منتصف الليل بقليل، يترك بيته الصغير الجميل، بعد أن يلقي نظرة كلها عطف وحب وحنان على زوجته وأولاده الغارقين في نومهم الحلو اللذيذ. ويذهب إلى شاطئ البحر ليلتقي برفقائه الصيادين. والصيادون يحبون البحر كثيرًا لأنه مورد رزقهم الذي لا ينضب، والبحر يعطف على الصيادين ويجود عليهم بخيره الجزيل.

قرية الصياد يوسف وعائلته الصغيرة

وكثيرًا ما كان الصياد يوسف يحدث زوجته وأولاده عن البحر الهادئ صيفًا، والهائج شتاءً، وعن مفاجآته. فيصف لهم نعيمه عندما يكون هادئًا صافيًا، وجحيمه عندما يكون ثائرًا صاحبًا. كما كان يحدثهم عن “شيخ البحر، الذي يقيم في الجزيرة المقدسة” والذي يركب قاربه الصغير كل مساء. ويتجول في عرض البحر، حتى إذا رأى صيادًا ضالًا هداه، أو مسافرًا يغرق أنقذه؛ وهو فوق كل هذا طبيب عظيم يشفي الأمراض الوبيلة والعلل الخطيرة.

وكان أفراد عائلة الصياد يوسف يستمعون إلى أحاديثه عن البحر بشوق ورغبة، حتى باتوا يتشوقون لركوب البحر، والتعرف على نعيمه وجحيمه؛ ويتمنون رؤية شيخ البحر الذي ينقذ الضالين، وينقذ الغرقى، ويشفي المرضى. وكان سليم أكثرهم شوقًا. وسليم هو الابن البار لأنه يشعر بما يشعر به والداه ويشاركهما رغم صغر سنه في تحمل المتاعب، ويساعدهما على مجابهة الصعاب.

وكم كان يتمنى سليم، رغم حداثته، لو يمكن لوالده مرافقته في بعض رحلاته القصيرة ليقدم له العون والمساعدة. غير أن أبا سليم لم يكن يرتضي لابنه البار سليم ما ارتضاه لنفسه. فهو يريد أن يعلم أولاده ويُعدّهم لمهن أقل عناءً وأوفر ربحًا من مهنة صيد السمك.

مرض أم سليم

في يوم من الأيام، أحست أم سليم بألم في رأسها وضعف في جسمها. ولم تتمكن من مغادرة فراشها وخدمة أولادها. فاجتمع حولها سليم ونبيل وسعاد. وسألوها عن حالها فكتمت عنهم حقيقة أمرها، لأنها لا تريد أن تعكر صفوهم وتزعج خواطرهم. ثم حاولت أن تنهض من فراشها، فخانتها قوتها، وسقطت مغشيًا عليها. وخاف أولادها خائفين مذعورين لمساعدتها. وأخذ سليم يفرك جبهتها، ويديها ورجليها حتى انتبهت، فهدأ روع الأطفال الصغار، وعادت إليهم فرحتهم.

وفي المساء عاد الصياد يوسف من عمله. وعلم بمرض زوجته الأمينة الطيبة، فذهب فورًا إلى منزل طبيب القرية. وطلب من الطبيب البارع الوديع أن يصحبه إلى بيته، بعد أن أطلعه على مرض زوجته. ولأول مرة دخل الطبيب بيت الصياد يوسف، فتعجبه نظافته، ودهشه حسن ترتيبه. ولما كان البيت النظيف المرتب هو صورة صادقة لربة هذا البيت. فقد اهتم الطبيب كثيرًا بأم سليم الزوجة الصالحة وفحصها بدقة. ثم أعطاها أفضل علاج ورجع إلى منزله ليزورها في اليوم التالي.

لقد تكررت زيارات الطبيب لأم سليم، وتنوعت العلاجات والأدوية، وأم سليم لا تزال مريضة، ومرضها عضال، لا تنفع معه العقاقير. لقد مرضت أم سليم فمرض كل من في البيت لمرضها، وانقطع زوجها الصياد يوسف عن عمله. ولازم بيته ليسهر على خدمة زوجته الحبيبة. ويدير شؤون أولاده الصغار، الذين تغيبوا عن مدرستهم ليبقوا قريبين من أمهم الرؤوم (العطوف) الحنون.

مرت الأيام والأسابيع، وأم سليم تسير من سيء إلى أسوأ. حتى أن الطبيب نفسه يئس من شفائها، وانقطع عن زيارتها، وخيم الحزن والشقاء على بيت الصياد يوسف.

كان سليم، الابن البار، أكبر إخوته سنا، وأنضجهم عقلا. وكان يدعو الله القدير أن يمن على والدته بالشفاء لكي تعود للبيت بهجته وللعائلة سرورها.

رحلة سليم مع شيخ البحر

وفي يوم مشرق جميل، خرج سليم من البيت، وقصد الشاطئ. وجلس على صخرة كبيرة، يتأمل البحر الفسيح، ويتذكر قصص والده وحكاياته. ويتصوّر شيخ البحر في قاربه الصغير، ويتمنى لو يراه ليطلب منه أن يشفي والدته من مرضها الخطير.

سليم يقف علي الشاطئ يتمني شفاء والدته المريضة

لقد مضى من النهار أكثره، وسليم لا يزال غارقا في تأملاته، وأخيرًا غلب عليه النعاس فنام. وغابت الشمس، وخيم الليل، وسليم لا يزال نائمًا على تلك الصخرة من صخور الشاطئ. ومر شيخ البحر بقاربه الصغير، ووجه ضوء فانوسه نحو الشاطئ فرأى الابن البار سليما غارقا في نومه. فرق لحاله، وتقدم منه، وحمله بين يديه بلطف وخفة ووضعه في قاربه. وتابع رحلته متوجهًا نحو الجزيرة المقدسة.

ولما اقترب القارب من شاطئ الجزيرة، انتبه سليم من نومه، فوجد نفسه في القارب. ورأى أمامه شيخًا جليلا يمسك بيديه مجدافين طويلين، يسير بهما القارب نحو جزيرة صغيرة، كل ما فيها أخضر جميل.

لم يخف سليم، ولم يجزع، بل تذكر قصص أبيه وحكاياته وعرف أنه مع شيخ البحر. وأنهما سيصلان بعد قليل إلى الجزيرة المقدسة. ثم تقدم سليم من الشيخ وحياه بجرأة واحترام، فتعجب من جرأة هذا الولد وأدبه، ورد عليه التحية بأجمل منها، وسأله عن حاله. فقص سليم قصته من أولها إلى آخرها، ثم أجهش بالبكاء، لأنه تذكر أمه الحنون وما تعانيه من أوجاع وآلام.

فلما رأى شيخ البحر يبكي، رأى لحاله، وسأله عن سبب بكائه. فقال له سليم: – “لقد تذكرت يا سيدي الشيخ أمي المريضة وما تعانيه. وتذكرت أبي الوفي الذي ترك عمله، وتفرغ لخدمتها والسهر عليها. وتذكرت أخوي الصغيرين نبيلا وسعاد اللذين تركا المدرسة ليبقيا قريبين من أمهما الحنون. لقد تذكرت كل ذلك فبكيت… والآن لا أدري ماذا حل بهم بعد فراقي لهم، وغيابي عنهم. ولا أعلم ما فعل أبي، وما أصاب أمي وأخوي. وهل ظنوا أن البحر ابتلعني وصرت في عداد الأموات، أم أن شيخ البحر أنقذني ولا أزال على قيد الحياة.

فرحة النجاة وحزن الفراق

وهنا قطع شيخ البحر سليم كلامه وسأله: – وهل يعرف أهلك شيخ البحر أيها الابن البار؟

فأجابه سليم والدموع تترقرق في عينيه: “نعم يا سيدي الشيخ، فإن أبي هو صياد السمك يوسف، وهو يعرفك جيدًا. وكان يقص علينا قصصك الحلوة، ويحدثنا عن حسن صنيعك. ويخبرنا أنك تنجد التائهين، وتنقذ الغرقى، وتشفي المرضى. وكنا أنا وأمي وإخوتي نتشوق لرؤياك. وإني قصدت أمس شاطئ البحر، لألتقي بك، وأطلب منك أن تشفي لي أمي فتعود إلى مزاولة عملها في البيت. ويرجع أبي إلى عمله الذي يدر علينا الكساء والغذاء، ونذهب أنا وإخوتي إلى المدرسة. وتعود لبيتنا بهجته ويعود لعائلتنا سرورها”.

شيخ البحر ينقذ الابن البار سليم

ثم تذكر سليم مرة ثانية حيرة أبيه عليه وقلق إخوته وسقم أمه، فانفجر بالبكاء، وعلا نحيبه. فأمسكه شيخ البحر بيده، وقال له بعطف وحنان: كف عن البكاء أيها الابن البار، وامسح دموعك. وتخلص من جميع همومك وأحزانك، لأنك وصلت إلى الجزيرة المقدسة.

وهناك ربط الشيخ القارب بحبل إلى جذع شجرة من أشجار الجزيرة ونزل على الشاطئ، ونزل معه سليم. ثم سارا حتى وصلا إلى قصر عظيم. علم سليم أنه قصر شيخ البحر، ودخل الشيخ إلى بهو القصر الفسيح وتبعه سليم. ثم صعدوا إلى الطابق العلوي وصعد وراءه سليم، حتى انتهى بهما المطاف إلى شرفة واسعة تطل على مرج أخضر فيه من كل شيء بهيج، أشجار باسقة، وأزهار عطرة، وأثمار يانعة، عدا النور والقصور التي تحيط به من كل جانب، والتي يسكنها الأبيض والأصفر والأحمر والأسود.

علي أرض الجزيرة

ولما سأل سليم الشيخ عن سر ما يري. قال له بصراحة واختصار: «أنت الآن يا بني في الجزيرة المقدسة، وسكان الجزيرة المقدسة من مختلف الأجناس، فيهم الأبيض والأصفر والأحمر والأسود. كانوا غرقى فأنقذتهم، وكانوا ضالين فأنجدتهم، وكانوا مرضى فشفيتهم. ثم اصطحبتهم إلى جزيرتي هذه، ليسكنوا في قصورها الجميلة، ويأكلوا من خيراتها الوفيرة. وهم كما تراهم يعيشون فيها بأمان ولا يعرفون الهموم والأحزان. وإنك اليوم، واحد منهم، وستقيم في قصري هذا ما دمت تذكر أهلك، وتحن إلى وطنك، ومتى سلوت الأهل، ونسيت الوطن فسيكون لك قصر بين قصورهم وستعيش معهم بسلام. والآن هذه غرفتك فيها كل ما تطلب وتتمنى.

الابن البار سليم ينظر إلي جزيرة شيخ البحر من أعلي القصر

ثم مضى شيخ البحر إلى جناحه في القصر من عناء السفر. وبقي سليم وحده الشام ليستريح. على الشرفة، حائر الفكر، شارد الذهن. وبعد مدة قصيرة من الزمن، أحس بتعب شديد فدخل إلى غرفته، واستلقى على سريره، وراح يغط في نوم عميق.

أما الصياد المسكين يوسف، فعندما غابت الشمس ولم يحضر ابنه سليم إلى البيت، فإنه ترك زوجته المريضة، وولديه الصغيرين، وخرج من البيت، ليسأل عن ابنه في كل بيت من بيوت القرية. كان يسأل عن سليم رفقاء سليم ورفيقاته، ولما لم يجده ذهب إلى شاطي البحر. ولم يترك صخرة من صخور الشاطئ إلا وقف عليها وصرخ بأعلى صوته: «سليم، سليم». ولما أعياه النداء، عاد إلى بيته كالمذهول، وهو لا يصدق أن ابنه البار سليم يتركه، ويترك أمه المريضة وأخويه الصغيرين. فهو سيرجع إليهم حتما لأنه يحبهم، ولما اقترب الصياد المذهول من بيته سمع صياح ولديه نبيل وسعاد، إنهما يبكيان خوفا ورعبا. وما كاد يدخل عليهما حتى ألقيا بأنفسهما عليه، ثم سألاه عن أخيهما سليم.

فتجلد الأب المسكين وتصبر، وقال لهما بصوت خافت: – “إن أخاكما سليما سيعود قريبا إن شاء الله. وسيحمل معه العلاج الناجح الذي سيشفي أمكما من مرضها فتتحسن صحتها. وتعود لبيتنا بهجته وسعادته”.

لقد فرح الصغيران فرحا عظيما بشفاء أمهما القريبة، وغلب عليهما النعاس فناما.

بين يدي الحزن والمرض

أما الوالد المسكين، فلم تغمض له عين، ولم يهدأ له بال. وقضى ليلته خائفا ساهرا، يفكر في مصير ابنه البار سليم. فيتصور تارة أن وحشا كاسرا افترسه، ويتخيل تارة أن البحر العاتي ابتلعه، ويغمض عينيه هلعاً ورعباً، وتنهمر الدموع على خديه، ويبدأ في النحيب.

وأما الوالدة العليلة، فإن المرض الوبيل قد برى جسمها، حتى لم يبقَ منه سوى الجلد والعظم. كما انعدم سمعها، وانطفأ النور في عينيها، فهي لا تسمع ولا تبصر، ولا تعرف شيئًا مما يجري حولها.

لقد مرت الأيام، وأبو سليم يهدّه الحزن، ويحلمه اليأس، وأم سليم تقترب من نهايتها.

الأب يوسف الصياد يبحث عن ابنه البار سليم

أما نبيل وسعاد فقد أحسا بالشقاء والفقر يخيمان على بيتهما وشعوراً بأن أمهما ستفارقهما إلى الأبد. وأن أباهما قد أنهكه مرض زوجته الأمينة، وفراق ابنهم البار سليم. لذلك كانا ينتظران، كل يوم، من الصباح حتى المساء، عودة أخيهما سليم قبل فوات الأوان، حاملًا معه العلاج الناجع لأمهما الحنون، والقوة والسرور لأبيهما الوفي، فتعود للبيت بهجته، وللعائلة سرورها.

أما الابن البار، سليم، فكان في الجزيرة المقدسة، وكانت تمر عليه الأيام، فيحسبها أطول من الشهور والأعوام، ولم ينس أهله ووطنه والجزيرة المقدسة، بدورها الشاهقة، وأشجارها الباسقة وهوائها العليل، ومائها السلسبيل، وأعشابها النصرة، وأزهارها العطرة، وظلالها الظليلة، ومناظرها الجميلة. لا يدخلها إنسان إلا وينسى الأهل والأوطان، ويعيش مع الذين دخلوها قبله في سلام وأمان. فهي، بسحرها الفاتن وروعتها الفائقة، تحول الشقاء إلى سعادة وهناء، واليأس إلى أمل ورجاء.

جزيرة البكاء

إلا الابن البار سليم، فإنه، منذ دخلها، ووطأت أرضها الخيرة رجلاه، لم ينس أمه الرؤوم، وأباه الوفي وأخويه الحبيبين. بل راد شوقه إليهم وتعلقه بهم. وهو يتذكر أمه العليلة ولا يدري، أتغلب عليها المرض الخطير فقضى عليها، أم أنها لا تزال تتحمل آلامها بجلد وصبر، والصبر مفتاح الفرج، عسى أن يمنحها الخالق الكريم الصحة والشفاء.

ويتصور أباه العزيز ولا يعلم ماذا حدث له بعد طول الفراق، هل خانه الصبر و الجلد والسلوان، فلزم البيت حزينا كئيبا، أم أن أمله الحلو بعودة ابنه، وإيمانه الكبير بشفاء زوجته قد خففا من مصيبته، وشددا غريمته، فهو ما زال صامدا صابرا، يدعو الله القدير أن يكون بعونه، ويزيل همه، ويتخيل أخويه الصغيرين، نبيل وسعاد، وهما يبحثان عنه داخل البيت وخارجه، فلا يجدانه ولا يقفان له على خبر. كانت تمر هذه الذكريات والصور في رأسه وأمام عينيه فينفجر بالبكاء، وتنهمر الدموع من عينيه، ثم يعلو صياحه وعويله حتى أن سكان الجزيرة المقدسة تعجبوا منه، وحاروا في أمره. فهو قد حول نعيم جزيرتهم المقدسة إلى جحيم من كثرة نحيبه وعويله.

سليم يبكي في الجزيرة بسبب فراق عائلته

أراد سكان الجزيرة المقدسة معرفة سبب بكاء الابن البار سليم وعويله، فألموا وفدًا منهم، وكلفوه بمقابلة شيخ البحر، سيد الجزيرة ورئيسها، كي يعرض له أمر هذا الولد الغريب الذي عكر صفوهم، ونكد عيشهم.

وفي صبح أحد الأيام، استقبل شيخ البحر أعضاء الوفد، وسألهم عن حاجتهم، فقال له كبيرهم: -“يا سيدي الشيخ، إن الولد الذي يقيم في قصرك، قد أزعج نفوسنا بعويله، وأقلق خواطرنا ببكائه؛ وإذا استمر ببكائه وعويله فسيحول نعيم جزيرتنا المقدسة إلى جحيم. وإننا نرجوك أن تزيل السبب الذي من أجله يبكي وينوح حتى يبقي لجزيرتنا بهاؤها ورونقها”.

عبور الأمل

وَلَقَدِ اسْتَدْعَى شيخ البحر الابن البار سليما؛ فحضر حالاً ووقف بين يديه، وسلّم عليه. فسأله الشيخ بلطف وعطف: – “أما تزال، يا سليم، تحنّ إلى وطنك، وتشتاق إلى أهلك؟”

فأجاب، سليم، بجرأة وأدب: – “يا سيدي الشيخ، إن اشتياقي لأهلي يزداد، وحنيني لوطني يقوى، وإن أمي الرؤوم، تنتظر عودتي ومعي العلاج الناجع الذي يشفيها من مرضها فتعود إليها صحتها وقوتها، وتزاول عملها في البيت، ويرجع أبي إلى عمله في البحر، ويذهب إخوتي إلى المدرسة، وتعود لبيتنا بهجته، ولعائلتنا سعادتها”.

وَلَمَّا سمعَ أعضاء الوفد كلامَ سليم، أعجبوا كثيرًا بوفائه وذكائه، ودمعت عيونهم عطفًا عليه ورأفة به، وطلبوا من شيخ البحر أن يقضي حاجة هذا الولد البار، الذي يستحق التقدير والإكبار. فوعدهم شيخ البحر خيرًا، ثم تركهم ومضى إلى جناحه في القصر، ليستريح قليلاً.

لقد انصرفَ أعضاء الوفد، حامدين، شاكرين، لأن الشيخ احتفى بهم، واستقبلهم أحسن استقبال، ولبى رغبتهم في الحال ورجع سليم إلى غرفته، وهو لا يكاد يصدق ما سمعته أذناه: إنه ينتظر ساعة الفرج، بشوق ولهفة.

لقد مالَ ميزانُ النهار، وغابت الشمس، ومشى الليل في الجزيرة، حتى إذا لفَّها بجناحيه، بدت وكأن كل شيء فيها هادئ صامت، فلا حركة إلا حفيفُ أوراق الشجر، واهتزازُ الغصون، ولا صوت إلا صوت تكسر الأمواج على صخور الشاطئ القريب، ووقعُ خطواتِ سليم وهو يذرع أرضَ الشرفةِ ذهاباً وإياباً، ينتظر الأمر بالرحيل. انقضت ساعةُ من الليل، حسبها سليم يوماً بل شهرًا، ولم تنقض الساعة التالية، حتى دخل شيخ البحر على سليم، وأشار إليه أن اتبعني، فتبعه حتى وصلا إلى الشاطئ؛ فصعد الشيخ إلى قاربه الصغير، وصعد معه سليم، ثم أرخى الحبل، وسار القارب يشقُّ ماءَ البحر الذي كان مصقولًا كأنه المرآة. ورفع سليمُ رأسَهُ نحو السماء، شاكرًا ربَّ العلاء، وهو يتمنى لو يدرك أمَّه، ويرى أبَّه، ويلتقي بأخوَيه.

شيخ البحر يرجع الابن البار سليم إلي عائلته

عودة سليم ولقاء السعادة

ولم ينتصف الليل، حتى أطل القاربُ على الشاطئ الثاني، شاطئ بلده الحبيب، الذي لم ينسه سليم حتى في الجزيرة المقدسة بل زاد حبُّه له، وتعلُّقُه به.

وأمام الصخرة ذاتها التي جلس عليها سليم منذ مدة بعيدة، أوقف شيخ البحر قاربه، ثم ضم سليماً بين ذراعيه، وقبله على خديه، وخاطبه بعطف وحنان: “أيها الابن البار، لقد وصلت إلى وطنك، وستلتقي بأهلك، وإنني، مكافأةً لك على إخلاصك ووفائك، أقدم إليك هذه الهدية الثمينة، إنها خاتم السعادة الذي يشفي المريض، ويغني الفقير، ويسعد البائس: فاحرص عليه، واحتفظ به، وانتفع منه”.

كان سليم يسمع هذه الكلمات المؤثرة، وعيناه عالقتان بعيني الشيخ الجليل، الذي بدا وكأنه قديس من القديسين، أو نبي من الأنبياء.

تناول سليم الخاتم ووضعه في أصبعه، فأحس بالغبطة والسرور يملآن قلبه، ثم أمسك بيد الشيخ القديس، وقبّلها حباً ووفاءً وودعه ونزل من القارب، وجرى مسرعاً نحو القرية وهو يتمنى لو يدرك أمه، ويرى أباه ويلتقي بأخويه.

وصل سليم إلى بيته، وطرق الباب بيده اليمنى، ويده اليسرى على قلبه، فهو يخشى أن لا يجد أمه فيه، ولما انفتح الباب نظر إلى أبيه الواقف أمامه كالمذهول بعين، ونظر إلى فراش أمه حيث تركها بالعين الثانية، ثم أسرع نحو أمه، وانحنى عليها ووضع خاتم السعادة بيدها، فدُبت الحياة في أعضائها، وجرى الدم في عروقها، وعاد النور إلى عينيها، وانطلق لسانها فقالت وما أحلى ما قالت: – “الحمد لله الذي بفضله غمرني، وشكراً لشيخ البحر الذي بخاتمه أنقذني.”

وفي الصباح، زاولت أم سليم عملها في البيت، ورجع أبو سليم لشغله الذي يدر على العائلة الكساء والغذاء، وذهب سليم ونبيل وسعاد إلى المدرسة.

لقد عادت لبيت صياد السمك يوسف، بهجته وسعادته وعاد لعائلته هناؤها وسرورها.

المصدر

قصة الابن البار وشيخ البحر – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة سامر والعملاق – قصص للصغار – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة سامر والعملاق من أشهر قصص الأطفال بالصور تدور أحداثها حول البطل سامر ونبتة الفاصوليا السحرية وعملاق القلعة.

حبوب النبتة سحرية

في قديم الزمان كان فتي اسمه سامر يعيش مع أمه. كان سامر وأمه فقيرين جدا. في أحد الأيام قالت الأم: ((اسمع يا سامر، علينا أن نبيع بقرتنا – ما من حل آخر.))

هكذا أخذ سامر البقرة إلى السوق.

سامر يودع امه ويذهب لبيع البقرة

في الطريق إلى السوق، التقي سامر سيدة لا يعرفها.

قالت السيدة: ((أعطيك خمس حبات فاصوليا ثمناً لهذه البقرة. خذها. هذه حبات سحرية))

قال سامر: ((قبلت!)) لكن عندما عاد إلي البيت غضبت أمه وصاحت: ((خمس حبات فاصوليا مقابل بقرة!))

ورمت حبات الفاصوليا من الشباك.

سامر يبادل البقرة بخمس حبات فاصوليا سحرية وامه تغضب منه وترمي حبات الفاصوليا

ليلاً أخذت نبتة فاصوليا تنمو في الحديقة. ظلت النبتة تنمو وتنمو طول الليل وترتفع في السماء حتى اختفي أعلاها في الفضاء.

في صباح اليوم التالي، رأي سامر النبتة العملاقة، وأسرع يتسلقها. ظل يتسلق ويتسلق ولم يتوقف حتى وصل إلي….

نبتة الفاصوليا تكبر جدا وتصل إلي السماء

أعلي النبتة.

هناك رأي سامر قلعة عملاق. طرق باب القلعة، مرة بعد مرة. أخيراً انفتح الباب، ورأي سامر أمامه سيدة عملاقة.

داخل القلعة، سمع سامر وقع أقدام كبيرة تخبط الأرض وتهزها! بم بم بم.

قالت العملاقة: ((عجل اختبئ! زوجي جوعان! وحين يجوع يأكل أي شيء كان!))

سمر يصعد النبتة ويصل إلي قلعة العملاق

سامر والعملاق

– ((هي ها هو، هي ها هو! أنا وصلت، انتبهوا))

جلس العملاق يتناول عشاءه. أكل مائة رأس بطاطس مسلوق، ومائة لوح شوكولاتة، وشرب مائة كوب ماء. وبعد أن امتلأ بطنه، أخرج من خزناته كيس نقود ذهبية.

يختبئ سامر من العملاق ويلاحظ كيس النقود الذهبية

بدأ العملاق يعد النقود الذهبية، لكنه سرعان ما نام وعلا شخيره.

رأس سامر كيس النقود الذهبية وعرف أنه الكيس الذي كان عملاق قد سرقه من أبيه. خطف الكيس وأسرع يهبط نبتة الفاصوليا.

رأت الأم ما يحمل ابنها سامر فهتفت فرحة: ((استرجعت نقود أبيك الذهبية. لن نكون فقراء بعد اليوم، يا سامر!))

يأخذ سامر كيس النقود الذهبية من العملاق ويهبط نبتة الفاصوليا

لكن سامر أراد أن يتسلق نبتة الفاصوليا مرة ثانية. في صباح اليوم التالي تسلق النبتة، وظل يتسلق ويتسلق، ولم يتوقف حتى وصل إلى أعلاها.

دخل سامر القلعة، لكنه اختبأ عندما سمع وقع أقدام كبيرة تخبط الأرض وتهزها. بم بم بم!

يعيد سامر تسلق نبتة الفاصوليا ويختبئ من العملاق

– ((هي ها هو، هي ها هو! أنا وصلت، انتبهوا!))

جلس العملاق يتناول عشاءه. أكل مائتي رأس بطاطس مسلوق ومائتي قرص حلوي. وشرب مائتي كوب عصير. وبعد أن امتلأ بطنه، أخرج من قفص دجاجة تبيض بيضاً ذهبياً.

العملاق يجلس يتناول العشاء بجوار دجاجة تبيض ذهباً

بدأت الدجاجة تبيض بيضاً ذهبياً. وسرعان ما نام العملاق وعلا شخيره.

رأي سامر الدجاجة التي تبيض بيضاً ذهبياً، وعرف أنها الدجاجة التي كان عملاق قد سرقها من أبيه. خطف الدجاجة وأسرع يهبط نبتة الفاصوليا.

رأت الأم ما يحمل ابنها سامر فهتفت فرحة: ((استرجعت دجاجة أبيك التي تبيض بيضًا ذهبيًا. لن نكون فقراء بعد اليوم، يا سامر!))

يأخذ سامر الدجاجة التي تبيض ذهباً ويهبط نبتة الفاصوليا

في اليوم التالي تسلق سامر نبتة الفاصوليا مجددًا.

– ((هي ها هو، هي ها هو! أنا وصلت، انتبهوا!))

جلس العملاق يتناول عشاءه. أكل ثلاثمائة رأس بطاطس مشوي، وثلاثمائة قرص حلوي، وشرب ثلاثمائة كوب عصير. وبعد أن امتلأ بطنه، أخرج قيثارته الفضية من خزانته.

يعيد سامر تسلق نبتة الفاصوليا للمرة الثالثة ويعزم علي أخذ القيثارة التي تغني

سامر يهزم العملاق

بدأت القيثارة الفضية تعزف وتغني. وسرعان ما نام العملاق وعلا شخيره.

رأي سامر القيثارة التي تعزف وتغني، وعرف أنها القيثارة التي كان عملاق قد سرقها من أبيه. خطب القيثارة وأسرع يهبط نبتة الفاصوليا.

لكن القيثارة ظلت تعزف وتغني، فاستيقظ العملاق وركض وراء سامر.

يستيقظ العملاق ويهرب منه سامر حاملاً القيثارة التي تغني

صاح سامر إذا اقترب من الأرض: ((عجلي هاتي الفأس، يا أمي!)) ثم أخذ يضرب ساق نبتة الفاصوليا بالفأس، إلى أن انهارت النبتة العملاقة كلها! ومع النبتة سقط العملاق.

عادت النقود الذهبية والدجاجة التي تبيض بيضاً ذهبياً والقيثارة الفضية التي تعزف وتغني إلى أصحابها. وعاش سامر وأمه سعيدين جدا.

يهبط سامر ويقطع نبتة الفاصوليا ويسقط العملاق من السماء ميتاً

المصدر

قصة سامر والعملاق – الحكايات المحبوبة الأولي – د. ألبير مطلق – مكتبة لبنان ناشرون



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة هدى والمزرعة – قصص تعليمية للأطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة هدى والمزرعة هي قصة تعليمية قصيرة بالصور للأطفال يتعلم الصغار منها أهمية السيطرة على المزاج وإنهاء المهام بدون حزن وعبوس.

زيارة للمزرعة

كانت هدى سعيدة ذلك اليوم، فالطقس كان مشمساً بعد أيام متواصلة من المطر. وكانت ستذهب مع أمها إلى المزرعة في أطراف المدينة.

سألت هدى أمها: «هل تعتقدين أننا سنجد نعجات صغيرة؟»

فأجابتها: «أظن ذلك. على كل حال، ارتدي معطفك السميك، فالجو بارد».

تناولت هدى وشاحها وقفازيها وانتعلت حذاءين عاليين، وأخذت تغني. كانت تحب زيارة المزرعة في هذا الوقت من السنة. وقد يسعدها الحظ وترى عجلاً صغيراً حديث الولادة.

كانت المزرعة بعيدة. ومع أن أم هدى كانت تمشي بسرعة، فقد سبقتها هدى ببضع خطوات، لأنها كانت متشوقة للوصول إلى هناك.

هتفت الأم ضاحكة: «تمهلي! علينا أن نتوقف في السوبر ماركت أولاً. إني بحاجة لشراء بعض الأشياء». لم تكن هدى تتوقع ذلك.

التسوق أفسد اليوم

كانت هدى تكره التسوق، وخصوصاً في ذلك المكان حيث كانت الموسيقى صاخبة والأنوار باهرة جدا حتى الإزعاج. فأخذت تسير وراء أمها بخطى بطيئة، وسألت: «ألا يمكننا التسوق في طريق العودة؟».

فأجابتها أمها: «قد لا نشعر بالرغبة في ذلك عندها»

قالت هدى: «لا أرغب في ذلك الآن!»

لدى انتهائهما، كان هناك صف طويل من الناس عند المخرج. فأزاحت هدى وشاحها، وقالت متذمرة: «أشعر بحر شديد».

هدى تشعر بإفساد اليوم بسبب أنها تكره التسوق

لما خرجتا، رأت والدة هدى إحدى صديقاتها.

فصاحت هدى متبرمة: «ليس الآن!». لكن والدتها كانت قد ألقت التحية.

انتظرت هدى، وهي واقفة تهز إحدى رجليها، ثم تهز الأخرى، وتنكش في ثقب صغير في قفازها.

هدى تشعر بالتبرم والعبوس في طريقها إلى المزرعة

لم تطل والدة هدى الكلام. ثم هتفت: «هيا بنا إلى المزرعة!»

لكن هدى لم تبتسم.

أخيراً وصلت هدى مع أمها إلى المزرعة، وكانت تعلو فيها مختلف الأصوات: فهنا بط يوقوق، وهناك إوز يهسهس، وذاك ديك يصيح.

ضحكت أم هدى وقالت: «إنه يقول: صباح الخير». لكن هدى ظلت عابسة. شاهدتا وسمعتا العديد من الحيوانات، وحاولت أم هدى أن تلفت نظر ابنتها إليها.

لكن هدى لم تنظر حولها ولم تنطق بكلمة.

هدى تدخل المزرعة وهي عابسة الوجه

كان في حظيرة الماشية عدد من الأولاد، وكثير من الحملان الصغيرة.

نادى المزارع الأولاد قائلاً: «سنطعم الخراف الصغيرة الآن. تعالوا ساعدوني!»

وقفت هدى بعيداً، وتقدمت بنت صغيرة وحملت زجاجة حليب. ثم رأت هدى أحد الحملان يرضع منها.

قالت البنت: «آه، إنه جائع جدا!»

وقفت هدى في زاوية الحظيرة. ثم وضعت يديها في جيبيها، وتظاهرت بأنها لم تكن تراقب الحملان الصغيرة.

هدى تقف في المزرعة عابسة الوجه تنظر إلي الاطفال تطعم الحملان

جاءت أم هدى، فلم تنظر إليها هدى.

قالت الأم: «فلتذهب لنرى الماعز. أم تفضلين تناول الغداء الآن؟» لكن هدى هزت كتفيها ولم تجب.

فقالت أم هدى غاضبة: «لقد ضقت ذرعاً بكل هذا! فلنعد إلى البيت». وتظاهرت هدى بعدم الاكتراث، وقالت: «حسنا».

ام هدى تغضب من عبوس هدى وتخرج من المزرعة لتعود إلي المنزل

العبوس لا يفيد

لما عادت هدى إلى البيت، دخلت غرفتها. حاولت أن تقرأ كتابا، لكنها ظلت تفكر بالمزرعة وتملكها شعور حزين.

بعد قليل جاءت أمها.

سألت الأم: «ألا تزالين عابسة؟»

فأجابت هدى بهدوء: «أجل. وأنا آسفة جدا».

قالت أمها: «أعلم أنك لا تحبين التسوق. لكن علينا جميعا أحيانا أن ننجز أعمالا لا تروق لنا كثيرا. واعلمي أن العبوس لا يفيد».

فعلقت هدى بقولها: «صحيح! إنه يفسد كل شيء».

أم هدى تتحدث مع ابنتها عن سبب عبوس الوجه طوال اليوم

جلست الأم قرب ابنتها.

قالت هدى: «كنت فعلاً أود أن أطعم الحملان. لم أرد الوقوف جانباً».

فأجابت أمها: «أعلم ذلك»، ووضعت يدها حول هدى وسألتها: «هل تريدين الذهاب إلى المزرعة ثانية في الأسبوع القادم؟»

هتفت هدى: «أجل، أجل. وأعدك بأني لن أكون غاضبة وسيئة المزاج».

ابتسمت الأم وقالت: «اتفقنا. وإذا كان علينا الذهاب إلى السوق للتبضع فسأعلمك بذلك مسبقاً».

انفرجت أسارير هدى، وقالت: «حسناً».

ام هدى تعطي ابنتها درس قيم

مناقشة قصة هدى والمزرعة

الشعور مثل هدى: هل سبق أن كنت متقلب المزاج مثل هدى؟ هل شعرت بالحزن على نفسك وعبست؟ عندما تكون كئيباً تتمنى أن يتفهمك الآخرون. لكن المشكلة هي في أن تصرفك هذا يغضبهم ويبعدهم عنك.

الكف عن العبوس: عندما تقطب جبينك يتفاقم وضعك سوءاً، ويصعب عليك التفكير في أي أمر آخر. وكما اكتشفت هدى، فإن العبوس يفسد كل شيء. فإذا كان مزاجك كئيباً حاول ألا تتمادى في شعورك هذا: جرب التفكير في النواحي الإيجابية وتذكر أن استمرارك في العبوس يحرمك من التمتع بالأشياء الجميلة حولك.

هدى تزور المزرعة مرة أخري وهي سعيدة مع الحيوانات فيها

السيطرة على المزاج: من الصعب أن يتكيف الإنسان مع مزاجه، حتى ولو كان بالغاً. لكن الطبع السيئ قد ينغص حياة صاحبه والمحيطين به. وعلينا جميعاً أن نتعلم السيطرة على طبعنا السيئ. صحيح أن ذلك صعب في البداية، لكنه يصبح أسهل مرة بعد مرة.

فكر في الأمر: فكر في القصة التي قرأتها. لقد عبست هدى لكنها اكتشفت شيئاً عن مزاجها، فماذا تعلمت أنت عن تقلب المزاج وكيفية السيطرة عليه؟

المصدر

قصة هدى – تقلب المزاج – سلسلة القراءة الموجهة الصواب والخطأ – أكاديميا إنترناشيونال



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة أمين والهدية المسروقة – قصص تعليمية للاطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة أمين والهدية المسروقة هي قصة تعليمية قصيرة وهادفة حول الطفل الصغير امين الذي يسرق هدية لأمه ولكنه يتعلم خطأه ودرس قيم في الحياة.

أم أمين مريضة

كان أمين في المطبخ يطالع كتاباً مصوراً، فسمع صوت أمه تتحدث على الهاتف. وصل إلى مسمعه صوت أمه تقول: «…. وعيد ميلادي يوم السبت»، فبدأ يصغي باهتمام.

تابعت أمه حديثها: «لا، لا، لن أفعل شيئاً. سوف أمضي ليلة هادئة في البيت كالعادة»، ثم ضحكت.

أحس أمين بشيء ما في صوتها، فهي لم تكن سعيدة. ثم نظر إليها من بعيد وتساءل عن عمرها إذ بدت له تعبة جداً والتجاعيد قد ملأت وجهها.

فكر أمين في نفسه: «إنها بحاجة لأن تبتهج، يحب أن أفرحها في عيد ميلادها. سوف أقدم لها هدية عظيمة».

وفي اليوم التالي بعد انتهاء المدرسة، ذهب أمين إلى السوق.

قرر أن يبتاع أولاً بطاقة معايدة لأمه بعيد ميلادها.

كان في المتجر كثير من البطاقات، فتحير وقتاً طويلاً فيما يختار. وجد أخيراً بطاقة أعجبته، لكن السعر لم يكن ملصقاً عليها. ولما وصل إلى الصندوق أصيب بصدمة لأن ثمنها كان مرتفعاً جداً، فتردد أمين قليلاً لكنه دفع النقود، وكانت كل ما في جيبه تقريباً.

أمين يتجول ليختار هدية مناسبة لأمه المريضة

هدية غالية

واصل أمين جولته في المحل الكبير يبحث عن هدية. رأى بعض علب الشوكولاتة، لكنه لم يكن يملك ثمن واحدة منها.

توجه أمين بعد ذلك إلى قسم العطور، لأن أمه تحب العطور كثيراً. نظر إلى القوارير الجميلة الملونة وانحنى ليتنشق رائحة إحداها.

صاح به الموظف حانقاً: «لا تلمس شيئا!»

ابتعد أمين وهو يقول في نفسه: «على كل حال، العطور غالية الثمن!»

الموظف يخبر أمين بأن الهدايا غالية الثمن

تأخر الوقت وأمين لا يزال في المتجر، والقلق يغمره.

قال: «يبدو أني لن أجد شيئاً هنا، فكل البضائع باهظة الثمن!»

عندها رأى أمين بعض الأوشحة معروضة، وكانت معلقة أمامه.

نظر حوله فلم يجد أحداً يراقبه، فمد يده بسرعة وسحب وشاحاً حريرياً أزرق، ودسه في جيبه.

يقرر أمين سرقة وشاح كهدية لأمه المريضة

وصل أمين إلى البيت وأسرع إلى غرفته، أخذ ورقة ملونة جميلة ولف الوشاح بها. لم يكن شكل الهدية مرتباً لأن يديه كانتا ترتعشان، وشعر بدوار خفيف. خبأ أمين الهدية تحت سريره وحاول ألا يفكر بها وأن ينسى ما فعله للحصول عليها.

يعود أمين إلي المنزل وهو يحمل الهدية المسروقة

في اليوم التالي، استفاق أمين مبكراً وكانت أمه لا تزال في السرير.

اندفع أمين إلى داخل غرفتها وهتف: «عيد ميلاد سعيد يا أمي!»

قرأت أمه البطاقة أولاً، ثم فتحت الهدية. أمسكت الوشاح الأزرق الطويل قالت: «إنه رائع!»، وهي تمرر أصابعها عليه، فابتسم أمين ابتسامة عريضة.

يعطي أمين أمه المريضة الوشاح الهدية المسروقة

أمين يتعلم الدرس

وضعت أم أمين الوشاح على السرير، وخاطبته قائلة: «هذا من الحرير الطبيعي! من أين لك المال لشرائه؟»

لم يدر أمين بما يجيب فظل صامتاً.

قالت له أمه: «أرجوك يا أمين، لا تقل لي إنك سرقته!» فلم يجب أمين.

غرقت أم أمين في صمت عميق، ولاحظ أنها تبكي، فاغرورقت عيناه بالدموع.

أم أمين تسأله عن ثمنه وأمين يعترف بسرقة الوشاح الهدية المسروقة

قربته أمه منها وعانقته.

ثم قالت: «أتعدني ألا تكرر هذا العمل؟» هز أمين رأسه موافقاً.

فقالت الأم: «مثل هذه الأشياء المادية لا تسعدني. كنت أفضل لو أعددت لي فنجان قهوة كهدية، أو رسمت لي لوحة مثلاً».

وما لبث أمين أن نهض. فسألته أمه: «إلى أين؟»

فأجابها بهدوء: «لإعداد القهوة!»

أمين يتعلم درس قيم من أمه ويذهب لإعداد القهوة

مناقشة قصة أمين والهدية المسروقة

الشعور مثل أمين: هل شعرت يوماً بما شعر به أمين؟ هل سبق أن رغبت في الحصول على شيء لا تملك ثمنه؟ يصعب على المرء أحياناً الإقرار بعدم إمكانية حصوله على ما يريده. وقد يستسهل الاعتقاد بأن المتجر الكبير لن يتأثر بفقدان هذا الشيء. لكن السرقة عمل غير مشروع في مطلق الأحوال.

الثمن الحقيقي: كان هدف أمين الوحيد إسعاد أمه. لكن النتيجة كانت أنه جعلها تبكي، فهي لا تقبل أن يكون ابنها لصاً، ولم تكن تريد هدية باهظة الثمن، فكون الشيء غالي الثمن لا يعني بالضرورة أنه سيسعد من يتلقاه.

أمين يقوم بإعداد القهوة لأمه ويضحك معها

أعط مما عندك: إذا أردت أن تعطي، فعليك أن تعطي مما تملك، لم يكن الوشاح ملكا لأمين. وكان بإمكانه أن يختار أشياء أخرى كثيرة لإهدائها لأمه. فكم كان يسرها لو أعد لها فنجان قهوة، أو حضر لها الفطور، أو تبرع بغسل الصحون عنها.

فكر في الأمر: لقد أخذ أمين شيئاً لا يخصه، وتعلم درساً عن مساوئ السرقة. فكر في القصة التي قرأتها، وما هي الدروس التي تعلمتها من قراءة القصة.

المصدر

قصة أمين – السرقة – سلسلة القراءة الموجهة الصواب والخطأ – أكاديميا إنترناشيونال



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة ريم واللعبة المسروقة – قصص تعليمية للاطفال

[ad_1]

قصة ريم واللعبة المسروقة هي قصة قصيرة بالصور وتعليمية هادفة للأطفال يتعلم الصغار منها الابتعاد عن السرقة وأهمية مناقشة الاهل فيما يواجهون من مشاكل.

ريم واللعبة

ضحكت لمياء وقالت: «لقد ربحت!». كانت لمياء وأخوها جاد يتسابقان للوصول إلى الكنبة، وكان كلبهما زعفران يلحق بهما وهو ينبح.

كان بيت لمياء يضج دائما بالحركة والجلبة. فالجميع يتكلمون ويضحكون في آن واحد. وحتى أم لمياء كانت تحب الضجيج وكان صوتها صاخباً.

وقفت ريم عند المدخل وراحت تراقب صديقتها وأخاها يلهوان. كانت في الآونة الأخيرة تتردد كل يوم بعد المدرسة إلى بيت لمياء، بسبب وجود أمها في المستشفى. وكانت ريم تحب جو ذلك البيت بالرغم من أنها كانت تشعر أحياناً بالوحدة هناك.

دخلت ريم غرفة الجلوس الواسعة التي كانت خالية وساكنة، وأقفلت الباب وراءها بهدوء.

كانت أشعة الشمس الداخلة من النافذة تشع في الغرفة، وكان على البيانو إناء مليء بالزهور، وأرض الغرفة مغطاة بسجادة زاهية الألوان. كانت أم لمياء تحب تلك الغرفة كثيراً، وقد عرضت فيها تحت الشباك مجموعة دمى خاصة بها، جمعتها من كافة أنحاء العالم.

ريم في إحدي غرف المنزل تنظر إلي اللعب

وقفت ريم أمام الدمى تتأملها، وأعجبت كثيراً بواحدة كانت أصغرها، تلبس ثوباً أبيض مخرما وله أزرار ذهبية صغيرة.

تقرر ريم سرقة لعبة العروسة ذات الرداء الأبيض

كانت ريم تسمع صوت لمياء تقهقه في الغرفة المجاورة. وفي تلك اللحظة، أحست برغبة شديدة في الحصول على تلك الدمية. فمدت يدها وهي ترتجف وتناولت الدمية. ثم أخذت محرمة ورقية ولفت الدمية الصغيرة بها، ودستها بسرعة في جيبها.

ريم تسرق

نادت أم لمياء: «الشاي جاهز، يا ريم!». ركضت ريم إلى المطبخ، وكانت تحس بالدمية في جيبها لأنها صارت تضرب بجسمها كلما تحركت.

تضع ريم اللعبة المسرقة في جيبها

ظلت ريم هادئة ساكتة أثناء تناول الشاي. وحتى عندما روى جاد حكاية طريفة لم تستطع ريم أن تضحك.

نظرت أم لمياء إلى ريم وسألتها: «هل تشعرين بتعب أو بألم يا ريم؟»

هزت ريم رأسها بالنفي. فهي لم تكن مريضة، لكنها لم تكن سعيدة كذلك.

بعد الانتهاء من تناول الشاي، أرادت ريم أن تساعد في رفع فناجين الشاي عن الطاولة. وقفت ومدت يدها لتأخذ فنجانها، فوقعت الدمية على الأرض. توقف جاد ولمياء عن الضحك وراحا ينظران تارة إلى الدمية وطوراً إلى ريم. أما ريم فقد احمر وجهها احمراراً شديداً وارتبكت واضطربت.

سارعت أم لمياء فتناولت الدمية عن الأرض، وقالت: «فلنذهب إلى غرفة الجلوس يا ريم، ونتحدث قليلا».

سقطت الدمية المسروقة من جيب ريم أثناء تحركها

سارت أم لمياء إلى غرفة الجلوس مع ريم، وأغلقت الباب وراءهما.

قالت لها: «لقد أخذت الدمية من دون أن تطلبي إذني!»

خفضت ريم بصرها، وقالت بصوت خافت جداً: «إني أسفه!». وأحست أنها على وشك أن تبكي.

سألتها أم لمياء: «هذه سرقة يا ريم! لماذا فعلت ذلك؟»

فأجابتها ريم بكل صدق: «لست أدري لماذا».

تمسك خالة ريم الدمية المسروقة وتسأل ريم عنها

ندم ريم

وضعت أم لمياء يديها حولها وضمتها طويلاً.

قالت ريم بحسرة: «أتمنى لو كانت أمي في البيت. يا ليتها لم تضطر للذهاب إلى المستشفى».

وقالت أم لمياء: «أعلم كم أنت حزينة. لكن وضع والدتك سيتحسن بإذن الله». ثم رفعت أم لمياء الدمية بيدها، وقالت: «والآن، يمكنك أن تأخذي أيا من هذه الدمى، لكن عليك أن تسأليني أولاً. موافقة؟»

أجابت ريم: «أجل». وأضافت أم لمياء: «وأنا مستعدة دائماً لسماعك إذا أردت مناقشة أي أمر، فالحديث قد يساعد على حل الأمور المعقدة».

تعيد ريم اللعبة المسروقة وتندم علي فعلتها وتقرر عدم فعل ذلك مرة أخري

مناقشة قصة ريم واللعبة المسروقة

الشعور مثل ريم: هل مررت يوماً بمثل وضع ريم؟ هل رغبت مرة في أن تسرق شيئاً من شخص؟ لم تستطع ريم أن تعرف سبب أخذها الدمية، ففي بعض الأحيان، لا يعرف الإنسان سبب إقدامه على عمل معين.

طلب المساعدة: يقدم بعض الناس أحياناً على السرقة بسبب قلقهم حول أمر معين. وربما يفعلون ذلك بسبب الوحدة والاضطراب. فإذا كنت مهموماً مثل ريم تحدث عن وضعك مع شخص بالغ تثق به.

ريم سعيدة مع خالتها وأولاد خالتها

المصدر

قصة ريم – السرقة – سلسلة القراءة الموجهة الصواب والخطأ – أكاديميا إنترناشيونال

[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة وسيم وأصدقاء السوء – قصص تعليمية للاطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة وسيم وأصدقاء السوء هي قصة بالصور للأطفال تحكي عن موقف حقيقي قد يتعرض له الطفل من أصدقاءه السيئين وتعلم الصغار الابتعاد عن السرقة وعدم الوقوع تحت تأثير ضغط الأصدقاء.

أصدقاء السوء

جلس الأولاد قرب سياج الحديقة العامة، يصغون لصالح وهو يشرح لهم خطته.

قال صالح: «سنذهب إلى دكان العجوز بديع. سنأخذ الحلوى وأكياس رقاقات البطاطس والمجلات المصورة وأقلام التلوين الجديدة».

كانت أعينهم تتركز على صالح، الولد الكبير ذي الشعر الأحمر، وهو يعطيهم التعليمات. وتابع صالح كلامه: «سنلتقي بعد ذلك هنا، ونقتسم الغنيمة».

ثم أشار إلى وسيم وقال: «اليوم دورك يا وسيم».

فكر وسيم في نفسه: «لا، لا أستطيع!». فهو لم يشأ أن يأخذ شيئًا من دكان السيد بديع، وبدأ قلبه يخفق بسرعة.

صاح وسيم بالأولاد: «سأقوم بدور المراقب فحسب!». لكن الأولاد لم يصغوا إليه، بل انطلقوا مسرعين، وتبعهم وسيم بخطى ثقيلة.

كان الدكان معتمًا قليلًا، وكانت تفوح فيه روائح السكاكر والشوكولاتة والجرائد.

كان السيد بديع وراء إحدى واجهات العرض يتحدث مع سيدة من زبائن محله.

نظر وسيم إلى الحلوى والسكاكر، وقد وضعت أصناف شتى منها في صفوف لا متناهية. بلع وسيم ريقه لأن حلقه كان جافًا. ثم سمع صوت صالح وراءه يسعل، وذلك إشارة متفق عليها للإسراع.

وسيم يحاول سرقة بعض الحلوي بسبب ضغط أصدقاء السوء

مد وسيم يده وأمسك بالحلوى وراح يحشو بها جيب سترته. ثم توجه فورًا نحو الباب وهو يرتجف. ولم يفكر برقاقات البطاطس والمجلات المصورة وأقلام التلوين كما كان مخططًا إذ كان همه الوحيد في تلك اللحظة الخروج من الدكان.

ندم وسيم

لم يذهب وسيم إلى الحديقة العامة لملاقاة بقية الأولاد، بل راح يعدو إلى البيت مباشرة. لما وصل إلى البيت كان يلهث ويتساءل: «هل رآني السيد بديع؟ هل كان يلاحقني؟» لقد كان مضطربًا وخائفًا.

أبوه وسيم يسأله عن سبب كونه مضطرب وخائف

كان والد وسيم جالسًا في المطبخ يقرأ الجريدة، ولما اندفع وسيم داخلًا، وضع الوالد جريدته جانبًا وسأله: «ما بك يا وسيم؟ ما الأمر؟»

أفرغ وسيم جيب سترته وعرض أمام والده الحلوى التي أخذها من دكان السيد بديع، وصفها كلها على الطاولة واحدة بجانب الأخرى.

قال وسيم: «يا ليتني لم أقم بهذا العمل!»

فسأله والده: «ولماذا فعلته؟»

أجاب وسيم: «لأن الآخرين يفعلون ذلك!»

لكن والده قال: «ذلك لا يعني أن عليك أن تفعل مثلهم. يمكنك أن تتخذ قرارك بنفسك».

قال وسيم: «أجل، أعلم ذلك».

وسيم يعترف لأبوه بما حصل ويظهر له الحلوي المسروقة

قال له والده: «لما كنت في مثل سنك، سرقت بضع حبات تفاح. قطفتها عن شجرة في بستان أحد المزارعين لأني أردت أن أثبت جرأتي».

فسأله وسيم: «وماذا حدث؟»

ابتسم والده وأجاب: «أخبرني والدي على إعادتها والاعتذار. وقال إن علي أن أتعلم درسًا من تلك الحادثة. والآن، عليك أن تعيد هذه الأشياء إلى السيد بديع».

قال وسيم: «لا، لا يمكن».

فأجاب والده: «سأذهب معك»، وتناول معطفه.

الأب يرتدي المعطف ليذهب مع وسيم إلي بائع الحلوي

اعتذار واجب

استغرق الوصول إلى دكان السيد بديع القريب وقتًا طويلًا، فوسيم لم يكن راغبًا في الذهاب وكانت رجلاه ترتجفان. وقد مشى متثاقلًا وهو يحمل ألواح الحلوى في كيس ورقي.

انتظر والد وسيم حتى فرغ الدكان من الزبائن، ثم توجه إلى السيد بديع بالقول: «أرجو أن تسمع ابني، فلديه ما يقوله لك».

استمع السيد بديع بصمت لقصة وسيم عن الحلوى، وارتسم الغضب على وجهه. فقال له وسيم معتذرًا: «إني آسف جدا».

وسيم يعترف إلي بائع الحلوي أنه سرقها منه بسبب أصدقاء السوء

وأخيراً تكلم السيد بديع.

قال: «أشكرك لأنك جئت وأخبرتني. كنت سألاحظ نقصان هذه الحلوى في نهاية الأسبوع حين أقوم بجردة الحسابات، وكنت سأعرف أنها سرقت».

صمت وسيم ولم يتجرأ حتى على النظر في عيني الرجل.

حينها، سأله السيد بديع: «هل ستفعل ذلك ثانية؟»

أجاب وسيم: «أبدا، على الإطلاق»، وكان الصبي يعني ذلك فعلاً.

وسيم يعتذر ويقرر انه لن يسمع كلام أصدقاء السوء مرة أخري

مناقشة قصة وسيم وأصدقاء السوء

الشعور مثل وسيم: السرقة هي أخذ شيء من شخص آخر من دون علمه. ووسيم لم ينو أن يسرق لأنه يعلم أن ذلك عمل غير سليم، لكنه اضطر لمجاراة بقية الأولاد. هل شعرت يوماً بمثل ما حدث مع وسيم؟

مجاراة الآخرين: قد ينجرف الإنسان أحياناً بآراء الغير. فقد يحاولون أن يزرعوا في فكره أن السرقة عمل مسل أو يتحدونه للإقدام على السرقة. حتى إنهم قد يطلقون عليه أوصافاً مهينة إذا لم يجارهم بالأمر، أو يتهمونه بالتخلي عن صداقتهم.

وسيم يرفض الاستماع إلي أصدقاء السوء

اتخذ قرارك بنفسك: في مثل هذه المواقف، من المهم أن تستقل برأيك. لا تكترث بما قد يظنه الآخرون، بل عليك ألا تفعل إلا ما تراه صائباً.

فكر في الأمر: اقرأ القصة وفكر في الأشخاص المذكورين فيها. فلعلك قد شعرت بمثل شعورهم أحياناً. وربما شعرت بأن لديك رغبة في السرقة أو حاول أحدهم إقناعك بأن تسرق. فكر في أفضل موقف يمكن أن تتخذه إذا وجدت نفسك في ظروف كهذه.

طفل يبتعد عن صديق السيئ - قصة وسيم وأصدقاء السوء

المصدر

قصة وسيم – السرقة – سلسلة القراءة الموجهة الصواب والخطأ – أكاديميا إنترناشيونال



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | رواية شقاء طفلة لـ مهند مرزوق

[ad_1]

رواية حزينة بعنوان شفاء طفلة من روايات الكاتب مهند مرزوق من اسكندرية خريج كلية تجارة بحب الكتابة من صغري واحب اشارك اي معلومة اعرفها مع الناس.

من صغر سنها الذي لم يبلغ الرابعة عشر .. تحمل هم مرض والدتها

التى تتعلق بها وتحاول تقليدها فى كل شئ ومساعدتها دائما

فى اعمال المنزل دون ملل او ضيق . بنت كل احلامها على استكمال

بيديها شيء لتفعله.

لكن لا حلم يتحقق دون شقاء ليس بالضرورة شقاء الحلم نفسه ولكن يمكن

تركه صاحبه و مضى يلبي نداء الطبيعة ،وحيدًا, شريدًا, بدرًا في الليل ,نورًا في الظلام , أمامه حقل الذرة ممتدًا إلي أقصي الأُفُق لا يبلغ نهايته ببصره , نسمات الهواء تلوح بعقله , زجاجات الشراب متوفرة بغزارة حوله في كل مكان فصاحبه كان سِكيرًا , هو و الخمر و البدر إنه الفردوس , ليذهب البرسيم إلى حِمارٍ آخر , لا يعلم عدد ما شرب لو كان أمامه المزيد ما كان ليتركه لكن كل ما ملئ قلبه أنه صار رشيقًا كفراشة , كراقصة باليه ترقص على أناملها, شعر بانعدام وزن قدميه , خفيفًا بين الزروع كروشية بيضاء في عتم الليل , رأي الشيطان أمامه هل يمارس الفطرة التي وُلد عليها لكنه ملّ تلك العادة التي ألفها منذ نعومة حوافره , تصارعت في رأسه الكبير مشاعر الحيرة حتى كادت أن تطرد لذة الشراب من أعماق قلبه , فقرر ألا يُصدر أي صوت اليوم يُذهب رحيق الخمر المخيِم علي مخه فأبتسم له الشيطان .. مضى في طريقه الذي يحفظه عن ظهر قلب بين حقول الذرة و مزارع البرتقال , فرأى سارقين يتسللان إلي بيت أحد أهل القرية . يتحدثان همسًا عن كنزهما الموعود و لهفة الثروة التي تنتظرهم و الشيطان واقفًا يراقب الطريق ممسكًا بمنظاره الليليّ.. لعبة بدهاليز عقل البطل التساؤلات ينهق أم لا ينهق ؟ متأثرًا بجملة شكسبير الشهيرة , متوترًا يرتعد من حٍدوَتِهِ حتى نهاية أذنيه الطويلتين لكنه أقسم ألا يُنَهق اليوم ، لن يفسد لذة الخمر ليحرق الله البيت و اللصوص أجمعين , تركهما و مضي في دربه , يحفظ الطريق جيدًا موسيقار يُتقِن اللحن , هام على أربعة تحمله السعادة العارمة.

الفصل الأول

في أحد أحياء مدينة جدة، ولدت طفلة صغيرة تدعى “سعاد”. كانت سعاد طفلة جميلة وذكية، لكنها عاشت حياة مليئة بالشقاء.

كان والد سعاد رجلاً فقيراً، وكان يعمل في البناء لكسب قوت يومه. كانت والدته امرأة قاسية القلب، وكانت تعامل سعاد بقسوة شديدة.

كانت سعاد تعاني من الفقر والعنف في منزلها، لكنها كانت تحاول أن تكون سعيدة. كانت تحلم بأن تعيش حياة أفضل، وأن تحصل على حب واهتمام من والديها.

الفصل الثاني

عندما كانت سعاد في السادسة من عمرها، توفي والدها في حادث عمل. بعد وفاة والدها، أصبحت سعاد مسؤولة عن رعاية أمها وأختها الصغرى.

كانت سعاد تضطر للعمل في تنظيف المنازل لكسب قوت يومها. كانت تتعب كثيراً، لكنها كانت تحاول أن تتحمل كل شيء من أجل مساعدة أمها وأختها.

الفصل الثالث

عندما كانت سعاد في الثانية عشرة من عمرها، تزوجت أمها من رجل آخر. كان زوج أمها رجلاً قاسياً، وكان يعامل سعاد وشقيقتها بقسوة شديدة.

كانت سعاد تعاني من العنف في منزلها الجديد، لكنها كانت تحاول أن تتحمل كل شيء من أجل مساعدة أمها وأختها.

الفصل الرابع

عندما كانت سعاد في الخامسة عشرة من عمرها، قررت أن تهرب من منزلها. كانت تشعر أنها لا تستطيع تحمل المزيد من العنف.

هربت سعاد إلى المدينة، وبدأت العمل في أحد المصانع. كانت سعاد تعمل بجد، وكانت تحاول أن تبني حياة أفضل لنفسها.

الفصل الخامس

عندما كانت سعاد في الثامنة عشرة من عمرها، التقت بشاب يدعى “عمر”. كان عمر رجلاً طيباً وكريماً، ووقعت سعاد في حبه.

تزوج عمر وسعاد، وعاشوا حياة سعيدة معاً. أنجبت سعاد طفلين، وأصبحت عائلة سعيدة.

النهاية

رواية “شقاء طفلة” هي رواية اجتماعية تسلط الضوء على معاناة الأطفال من الفقر والعنف. تروي الرواية قصة سعاد، وهي طفلة جميلة وذكية، لكنها عاشت حياة مليئة بالشقاء.

تنتهي الرواية بزواج سعاد من عمر، وحصولها على حياة أفضل. لكن الرواية تترك رسالة مهمة، وهي أن الأطفال يستحقون أن يعيشوا حياة سعيدة وكريمة، وأن على المجتمع أن يتحمل مسؤوليته تجاههم.

[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الطائر الذهبي | قصص اطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة الطائر الذهبي هي حكاية مغامرات للاطفال قبل النوم تحكي عن بحث ثلاثة فرسان عن طائر ذهبي لينتهي بهم المطاف أن يتزوج كل فارس أميرة أحلامه.

هدية ثمينة

كانت الصلات حسنة جدا بين ملكي جزر الكناري وجزر الزمرد. وكانا يتبادلان الهدايا بين فترة وأخرى والرسائل الودية ويحكمان بالعدل مما جعل الشعب يقدرهما كل التقدير ولا يعصى لهما أمرا.. وها هو رسول ملك جزر الكناري يمثل بين يدي ملك جزر الزمرد قائلا:

هدية متواضعة يا مولاي من ملك الجزر البعيدة مع فائق تحياته وتمنياته لجلالتكم بأن يديمكم الله تعالى وأنتم تجرون مطارف الصحة والخير والسعادة… وكانت الهدية قفصا من قصب الخيزران فيه طائر جميل الشكل مذهب الريش صغير الرأس وذو ذنب كذنب الطاووس، وصوت رخيم أشبه بصوت العندليب.

فابتسم الملك ابتسامة الرضى والتفت إلى رئيس خدمه قائلا: أكرموا الرسول كل الإكرام.

وأرسلوا لجلالة أخينا الملك الحصان الأصهب خير خيلنا الأصيلة مع فائق الشكر والامتنان.

وأعجب الملك كل الإعجاب بالطائر الذهبي. ولم يعد بوسعه أن يفارقه إلا حين الانصراف إلى مهامه وشؤون الرعية التي كان كل همه مقصورا على خيرها وإسعادها. فإذا جلس إلى طاولة الطعام، أجلس الطائر قربه وراح يطعمه بيده.

وإن نام وضعه قرب سريره….

ضياع الطائر الذهبي

وكان للملك ثلاثة أولاد كأنهم الأقمار حسنا وجمالا. وكانوا يحيون في ظل خالة خشنة تكرههم كرها شديدا بعد أن حرمتهم الأقدار عطف الأم وحنانها.

الفرسان الثلاثة يجتمعون حول الملك

ومرة ذهب الملك في رحلة، بعد أن أفهم زوجته أن تنتبه للطائر الذهبي وأن تهتم به حتى عودته.

وأثناء غياب الملك راح الأولاد الثلاثة يتصرفون على هواهم ويعصون أوامر خالتهم. فجن جنونها وصممت على الانتقام منهم مهما كلف الأمر. ففتحت القفص تاركة الطائر الذهبي يرحل بعيدا ويدخل الغابة السوداء القريبة من القصر الملكي.

وما إن عاد الملك من رحلته حتى سأل عن الطائر الذهبي. فأخبرته زوجته أن أولاده قد أطلقوا سراح الطائر وما كانوا لها بطائعين.

فغضب الملك غضبا شديدا وأمر قائد حرسه بنفي أولاده من المملكة، حتى يعود الطائر الذهبي إليها.

الملك ينظر إلي الطائر الذهبي بإعجاب

رحلة الابن الأكبر

فركب كل واحد من الأولاد الثلاثة فرسه وغادروا المملكة إلى الغابة السوداء. وما إن بلغوها حتى اقترح عليهم الكبير أن يتوجه كل منهم إلى جهة بحثا عن الطائر المذكور.

أما الكبير فقد توجه يمينا صوب النهر الكبير الذي يخترق الغابة بقوة واندفاع.

وأما الأوسط فقد توجه شمالا نحو المروج الخضراء والسهول المنبسطة.

وأما الأصغر فقد همز فرسه وراح يخترق وسط الغابة التي بدت وكأن لا نهاية لها.

وشاهد ابن الملك الكبير الطائر الذهبي يتجه نحو الماء فتبعه إلى النهر الكبير.

وما إن أطل على النهر حتى شاهد منظرا تقشعر له الأبدان، ويأخذ بمجامع القلوب.

الطائر الذهبي يطير في الغابة

فقد رأى جسدا فيه من الحياة بقية يتخبط بين الأمواج محاولا الخروج، والتيار الهائل يسحبه.

فرمى بنفسه في النهر وأنقذ الغريق، فإذا فتاة شقراء على جانب عظيم من الفتنة والسحر والجما..

– فأسعفها حتى أفاقت من غفوتها وأخبرته أنها ابنة ملك جزر الزمرد. وطلبت منه أن يعيدها إلى قصر أبيها حتى تكافته على عمله. وكان اسمها – قرنفلة – فوعدها خيرا وعاد بها إلى قصر أبيها.

مغامرة الابن الأوسط

أما الأخ الأوسط فقد تجول في السهول والمروج حتى شاهد الطائر الذهبي يجمع السنابل ليبني عشه في أكبر شجرة في الغابة. فهمز فرسه نحو الشجرة، وما إن سار بضع خطوات حتى رأى فتاة ممزقة الثياب حافية القدمين، قد ضلت طريقها إلى قصر أبيها إثر عاصفة هوجاء في تلك الغابة والدمع ينسكب من مآقيها. فتقدم منها وهدأ من روعها وأسعفها حتى استعادت قواها واطمأنت له فأخبرته أنها – أقحوان – ابنة ملك جزر الزمرد. وطلبت منه أن يعيدها إلى جزر أبيها حتى تكافته على عمله فوعدها خيرا وعاد بها إلى قصر أبيها.

الطائر الذهبي يبني عشه فوق الشجرة

شهامة الابن الأصغر

وأما الولد الصغير فقد توغل في تلك الغابة كثيرا دون أن يلمح الطائر الذهبي أو يقع له على أثر. وتعب حصانه فلم ير بدا من الاستراحة قليلا. فدخل إحدى المغاور كي يأخذ قسطا من الراحة ليستأنف بحثه عن الطائر الذهبي. فإذا به يفاجأ بالطائر في تلك المغارة. فأمسك به وغمرته فرحة كبرى لأن والده سيكون راضيا عليه وعلى إخوته كل الرضى. ولكن حدث له ما لم يكن في الحسبان بعد عودته إلى قصر أبيه. فلقد سمع صوتا مروعا يطلب النجدة فأسرع نحو الصوت ليلبي نداء الواجب. فإذا به يلتقي فتاة هي آية في الجمال بين ثلاثة من قطاع الطرق تحاول الهرب دون جدوى. فجرد سيفه وهجم على المجرمين فصرعهم الواحد تلو الآخر بعد أن جرح جرحا بسيطا في كتفه اليمنى.

الابن الاصغر يشاهد الطائر الذهبي ويستطيع امساكه

وراحت الفتاة تبكي وتقول له: سامحني أيها الشهم الغريب فقد جرحت بسببي وستنال مكافأة عظيمة على شجاعتك لو عدت معي، فأنا ((بنفسج))، ابنة ملك جزر الزمرد. فطمأنها وعاد بها وبالطائر إلى قصر أبيها.

أما في جزائر الزمرد فقد أعلن الملك الحداد، ونادى المنادي أن كل من يعود بإحدى الأميرات يتزوجها ويأخذ حصتها من إرث والدها، وفتش الفرسان طويلا دون جدوى، فحزن الملك حزنا شديدا وأرسل الرسائل إلى الملوك يطلب المساعدة.

ملك جزائر الزمرد حزين وينتظر عودته الأميرات الثلاثة

وكان والد الفرسان الثلاثة قد زهد في الدنيا بعد نفي أولاده، وعندما وصلته رسالة ملك جزر الزمرد أحب أن يذهب إليه ليعذبه أو ليتعرى عن مصيبته ويشاركه أحزانه.

فأمر مائة من فرسانه بحمل الهدايا والتوجه إلى جزر الزمرد فورا.

فوز الفرسان الثلاثة

وسار كل واحد من الفرسان بأميرته قاصدين ملك الزمرد، دون أن يعلم أي منهم ما فعل أخواه وما آلت إليه الأمور بعد غيابهم الطويل…

وكانت الطبيعة قد لبست أبهى حلاها فالفصل ربيع وعبق الأزاهير يعطر الأجواء.

وانتظر الناس أن يعلن الملك ابتداء الاحتفال بعيد الزهور كالعادة لكن الملك كان حائر اللب لا يدري ماذا يفعل فإذا به يفاجأ بمراقب البرج يصيح بصوت عال: افتحوا الأبواب فإنني أرى فارسا مقبلا وخلفه فتاة.

يحتفل الناس بعودة الأميرات مع الفرسان الثلاثة

وما إن فتحت الأبواب حتى علت الزغاريد ودخل الفارس قصر الملك ومعه الأميرة ((قرنفلة)).

وصاح المراقب ثانية ففتحت الأبواب ليدخل منها الفارس الأوسط وخلفه الأميرة – أقحوان-.

وما إن عانقت أباها وأختها حتى عاد المراقب ليعلن أن فارسا قادما إلى القصر، ففتحوا الأبواب ليدخل منها الفارس الصغير مع الأميرة – بنفسج – والعصفور الذهبي.

وتعانق الفرسان الثلاثة بين دهشة الحاضرين واستغراب الملك وتعانقت البنات الثلاث بين دهشة الفرسان واستغرابهم للمصادفة العجيبة التي جمعت الأحباب بعد طول الغياب وما إن استراحوا برهة، حتى دخل الملك العظيم بفرسانه وهداياه، فوجد أولاده مع الأميرات والطائر الذهبي ففرح فرحا عظيما جدا.

وطلب يد (قرنفلة) لابنه الأكبر ويد – اقحوان – لابنه الأوسط ويد – بنفسج – لابنه الأصغر.

وتزوج الثلاثة، وأعلنت ليالي الأفراح في المملكة ثلاثة أشهر متتالية – أما الخالة الشريرة فقد جنت لدى سماع الخبر، وعاشت عمرها مجنونة في الغابة السوداء طريدة الندم على ما جنت يداها من محاولة التفريق بين الأب وبنيه والكيد لهم فرد يدها إلى نحرها وذاقت من الذل والحرمان ما لا يطاق ولا يوصف، وهذه نتيجة طبيعية لمن يسعى سعي الضرر والشر لإلحاقهما بالآخرين.

المصدر

قصة الطائر الذهبي – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة نجوى والمزاج المتقلب – قصص تعليمية للاطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة نجوى والمزاج المتقلب هي قصة قصيرة تعليمية هادفة للأطفال يتعلم الصغار منها الابتعاد عن تقلب المزاج وضرورة فهمهم لأنفسهم وأسباب غضبهم.

رحلة للشاطئ

نظرت نجوى من نافذة السيارة، فرأت بعض الخيام. وأحست بالفرح يغمرها لأنهم اقتربوا من موقع المخيم. كانت تمضي إجازة مع عائلة خالتها، وهي المرة الأولى التي تبتعد فيها عن أمها وأبيها.

نجوى مع أولاد خالتها في رحلة للشاطئ - قصة نجوى والمزاج المتقلب

أوقفت الخالة سميرة السيارة، ففتحت الأبواب ونزل كل من سهام ونديم وعدنان. أسرعوا إلى صندوق السيارة وبدؤوا يفرغون الأغراض.

قال عدنان وهو يرمي كرته الجديدة على الأرض: «فلنلعب كرة القدم».

وقال نديم: «يجب أن نأكل أولاً، أنا في غاية الجوع».

أما سهام فقد حملت آلة تصوير وقالت: «سألتقط صورة لنا جميعاً. ابتسموا!»

فنادتها الخالة سميرة قائلة: «هيا يا نجوى! تعالي لتتصوري معنا».

أسرعت نجوى وانضمت إليهم، وهي ترسم ابتسامة عريضة على وجهها.

وسرعان ما أحسوا بالجوع، فأخرجت الخالة سميرة، بمساعدة عدنان، الطعام المعد للنزهة.

هتفت نجوى: «وأنا أيضاً أحضرت طعاماً»، وأخذت من حقيبتها السندويشات التي أعدتها أمها.

وانضم إليهم نديم، قائلاً لنجوى: «شكرا».

فقابلته نجوى بابتسامة.

نجوي تلعب مع أولاد خالتها علي الشاطئ

بعد الغداء، ذهبوا إلى الشاطئ. كان الشاطئ مليئاً بالبرك الصخرية.

صاحت نجوى: «انظروا! لقد وجدت سرطاناً». فأتوا جميعاً.

ضحك عدنان وقال: «الجائزة الأولى من نصيب نجوى»، وقدم لها عشبة بحرية كانت بيده.

قهقهت نجوى وقالت: «يا لها من جائزة رائعة!»

غضب نجوى

استمتعوا جميعاً على الشاطئ طيلة بعد الظهر، لعبوا أولاً بكرة الشاطئ، ثم بنوا قلعة من الرمل، ووضع عدنان ونجوى الأصداف على جوانبها، أما سهام ونديم فقد حفرا خندقاً مائياً حولها.

وأخيراً جاءت الخالة سميرة وقالت: «هذه قلعة رائعة! لكن ينقصها العلم»، وغرزت ريشة في أعلاها. وعلقت نجوى على ذلك قائلة: «هكذا تفعل أمي دائما!» ولما ذكرت أمها أحست بشوق كبير إليها.

نجوي تتذكر أمها وتشعر بتقلب المزاج

حان وقت العودة إلى الخيمة، فمدت الخالة سميرة يدها لنجوى، وقالت لها برقة: «هيا! تعالي يا نجوى». أجابتها نجوى متذمرة: «لا أريد أن يمسك يدي أحد». نظرت الخالة سميرة إليها مستغربة، لكنها ابتسمت لها.

نجوي ترفض أن خالتها تمسك يديها بسبب الغضب والمزاج المتقلب

انهمك الجميع في الخيمة بتحضير الطعام، باستثناء نجوى التي جلست وقالت بانزعاج: «إني أحس بالبرد!». كانت سهام تفتش في الحقائب كلها وتسأل: «هل شاهد أحد علب الفاصوليا؟»

فصاحت بها نجوى: «هذه حقيبتي! لقد أفسدت ترتيب الأشياء التي بداخلها»، وانتزعتها من يد سهام. فرمقتها سهام بنظرة استغراب!

كان عدنان يرتب أكياس النوم.

ونادي نجوى قائلاً: «هل تساعدينني؟»

ورمى إليها بكيس النوم الخاص بها، لكنها تركته يقع على الأرض.

صاحت به نجوى: «انظر. لقد اتسخ!»

فقال عدنان: «الذنب ليس ذنبي!»

غضبت سهام وقالت لها: «ما بك؟ لم تتصرفين هكذا؟»

يستمر المزاج المتقلب مع نجوى وتغضب مع أولاد خالتها

نجوى تتعلم الدرس

جاءت الخالة سميرة، وقد سمعت ما جرى. وقالت للجميع: «كفوا عن الشجار».

وعبر نديم وسهام عن استيائهما بقولهما: «إن مزاج نجوى متكدر!» فارتعشت شفتا نجوى وكادت تبكي.

سارعت الخالة سميرة إلى إخراج نجوى من الخيمة، وقالت لها: «لنتحدث قليلاً».

الخالة تتحدث مع نجوى عن غضبها والمزاج المتقلب

تحدثت نجوى بصوت متقطع وهي تتنهد: «الأمر لا يطاق! كلهم ينتقدونني!»

وضعت الخالة سميرة يدها حول كتفي نجوى.

وقالت لها: «لقد استغربوا تصرفاتك، هذا كل ما في الأمر. كنت سعيدة أولاً، والآن أنت غاضبة! إنهم لم يفهموا السبب!»

فعلقت نجوى قائلة: «وأنا كذلك لا أفهم!»

أجابت الخالة سميرة: «أظن أنك تفتقدين أمك، وتشعرين بالقلق لأنها ليست معك هنا. وهذا ما جعلك في حالة مزاجية صعبة».

لكن نجوى قالت: «الأمر ليس بيدي!»

طمأنتها الخالة سميرة بقولها: «لا بأس. يمكنك البقاء والتحدث معي حتى تشعري بتحسن حالك، ثم تنضمين للآخرين».

أمسكت نجوى يد خالتها بشدة وهي تقول: «أحب الحديث معك، فكأنني أتكلم مع أمي».

نجوى تعتذر إلي خالتها وتتأسف علي غضبها والمزاج المتقلب

مناقشة قصة نجوى والمزاج المتقلب

الشعور مثل نجوى: كانت نجوى سعيدة على الشاطئ، وكان الوضع على ما يرام بينها وبين كل من سهام ونديم وعدنان. ثم أحست بالشوق إلى والدتها، فتبدل مزاجها، ولم تعد تطيق شيئاً. وعبرت عن استيائها من كل شيء.

وضع محير: تقلب المزاج من وضع إلى وضع آخر يسبب الارتباك. فقد تكون سعيداً ثم تصبح حزيناً، وأحياناً لا تدري سبب تقلبك. يسيطر مزاجك السيئ عليك، فينزعج منك الآخرون ويرون أنك تفسد عليهم راحتهم.

أولاد الخالة يغضبون من مزاج نجوى المتقلب

المزاج المتقلب: إذا كنت سيئ المزاج فيمكنك أن تساعد نفسك. تذكر أن الإنسان لا يكون مسروراً على الدوام. فلا بأس إذا مررت في حالة سيئة، لكن لا فائدة من النواح والأنين، إنما عليك بالتحدث عن الموضوع.

فكر في الأمر: اقرأ القصة، وفكر في الأشخاص المذكورين فيها. هل تشعر أحياناً بمثل شعورهم؟ عندما يسيطر عليك مزاجك السيء فجأة في المرة القادمة، فكر بما يجب فعله وبمن يجب أن تستشيره حول هذا الأمر.

تعود نجوي لتشعر بالسعادة وتودع خالتها وتذهب للعب مع أولاد خالتها

المصدر

قصة نجوى – تقلب المزاج – سلسلة القراءة الموجهة الصواب والخطأ – أكاديميا إنترناشيونال



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة وسام والنوم المبكر – قصص تعليمية للأطفال – موقع رييل ستورى

[ad_1]

قصة وسام والنوم المبكر هي قصة تعليمية قصيرة وهادفة في أسلوب فصيح وسهل يتعلم فيها الأطفال الصغار الابتعاد عن تقلب المزاج وأهمية النوم المبكر.

وسام يسهر ليلاً

صاح والد وسام به للمرة الثالثة: «أطفي النور، يا وسام!». كان الوقت متأخراً جداً، ولم يكن وسام قد انتهى من القراءة بعد.

أجاب وسام: «حاضر يا أبي»، وأطفأ النور. ثم قام من سريره بهدوء تام ووصل إلى الخزانة وفتح أحد أدراجها، وسحب مصباحه اليدوي وعاد إلى سريره مسرعاً.

كان وسام يشعر بالنعاس، وعليه أن يستيقظ باكراً في الغد للذهاب إلى المدرسة.

لكنه كان يقرأ كتاباً عن مغامرات القراصنة، وأراد إكماله، أضاء المصباح وغطى نفسه باللحاف حتى رأسه، وقلب صفحة جديدة من كتابه. وراح وسام يقرأ ويقرأ.

في صباح اليوم التالي، لم يسمع وسام جرس المنبه.

نادته أمه بصوت عال: «استيقظ يا وسام! سوف تتأخر».

همهم وسام من تحت لحافه، لكنه لم يقو على النهوض بسرعة.

لم يجد وسام متسعاً من الوقت لتناول الفطور، بل هرع فوراً إلى المدرسة. ومع ذلك وصل متأخراً وكان في وضع مزاجي سيئ.

وسام يذهب إلي المدرسة متعب بسبب السهر وعدم النوم المبكر

ظل وسام يتثاءب طيلة الصباح، وأحس أن الجو بارد في غرفة الصف، ولم يستطع فتح عينيه.

هزه صديقه أسعد وقال ضاحكاً: «استيقظ يا وسام!»

لكن وسام لم يجد في ذلك ما يضحك.

يوم متعب وغاضب

بعد الغداء، كان على طلاب الصف أن يقوموا بعمل تطبيقي. وكان المطلوب من وسام وأسعد أن يضعا كتاباً عن الغابات الاستوائية المطيرة.

قال أسعد: «أنت ارسم الحية، وأنا أرسم الببغاء».

هز وسام رأسه موافقاً. لكنه في الحقيقة لم يشأ أن يعمل، فراح يخربش دوائر على الورقة.

رأى أسعد ذلك فقال: «ماذا تفعل؟ لقد أفسدت العمل!»

فصاح وسام غاضباً: «اصمت»، ورمى القلم من يده.

وسام يتشاجر مع صديقه في الفصل الدراسي
وسام بشعر بالغضب والارهاق والعزلة بعيداً عن أصدقائه

لما خرج الطلاب من المدرسة، أراد رفاق وسام الذهاب إلى الحديقة العامة.

قال كريم: «فلنبدأ بلعب الكرة من هنا»، ورماها نحو وسام.

لم يستطع وسام أن يوقف الكرة، ولم يكترث للأمر فلم يلحق بها.

فسأله كريم: «ما بك؟»

أجاب أسعد: «مزاجه سيئ اليوم!»

ركض أسعد وبقية الرفاق نحو الحديقة ولم يلتفتوا إلى وسام ولم ينتظروه. أما هو فلم يتحرك ليلحق بهم، بل ذهب إلى البيت.

وصل إلى البيت وجلس ساكناً. كان أخوه الأصغر جاد ينتظر عودته.

قال جاد: «تعال والعب معي!»

فأجابه وسام: «إليك عني!»

خرج جاد من الغرفة حزيناً، ثم سمع وسام صوته وهو يبكي في المطبخ.

وسام يتشاجر مع أخوه الأصغر بسبب السهر وعدم النوم المبكر

عندها دخلت أم وسام وقد قطبت حاجبيها.

سألته محتدة: «لم كنت فظاً مع جاد؟»

فأجابها: «كنت منزعجاً طوال النهار، إني في حالة سيئة!»

قالت له أمه: «وما ذنب جاد في ذلك؟»

وسام ينام مبكراً

عندما حان وقت النوم، دخل والد وسام ليحادثه.

قال أبوه: «علمت أن مزاجك كان سيئاً اليوم».

فأجاب وسام: «لقد كان يوما ثقيلاً، وتصرفت بغضب مع الجميع».

سأله والده: «هل تعلم سبب ذلك؟».

فقال وسام: «كنت في غاية الإرهاق. لقد منعني تعبي من معاملة الجميع بلباقة!»

والد وسام يحدثه عن أهمية النوم المبكر

ثم تنهد وسام عميقاً، وأضاف: «لقد تركني أسعد، وجعلت جادا يبكي. كلهم أصبحوا يكرهونني!»

ابتسم والده وقال له: «لا. إنهم لا يكرهونك. ولكنني أقترح عليك أمرين قد يخرجانك من وضعك. الأول هو أن تعتذر من الجميع».

أومأ وسام برأسه، وتلوى في فراشه.

وتابع والده قائلاً: «والثاني، هو أن تنام باكراً».

وكان وسام قد بدأ فعلاً يغط في نومه.

والد وسام يتأكد من نوم وسام مبكراً

مناقشة قصة وسام والنوم المبكر

الشعور مثل وسام: هل تحب السهر مثل وسام؟ هل تسمع والديك دائماً يطلبان منك إطفاء النور؟ قد تظن أنهما في ذلك يضايقانك. لكن اعلم أن النوم والراحة ضروريان لكل إنسان وأن التعب يجعلنا مضطربين، وقد يعكر مزاجنا ويجعلنا نعامل أصدقاءنا بفظاظة.

فكر في الآخرين: قد تكون تعباً مثل وسام، أو قلقاً أو مريضاً. لكن مهما كان السبب، لا تنس أن تراعي مشاعر الآخرين، فقد ينزعجون من سوء تصرفك. وهم ليسوا مسؤولين عن أسباب تعكير مزاجك. حاول أن تعتذر ممن تسيء إليهم، ثم ناقش الموضوع مع شخص راشد تثق به.

وسام أخوه الأصغر يقرأون قصة معاً

المصدر

قصة وسام – تقلب المزاج – سلسلة القراءة الموجهة الصواب والخطأ – أكاديميا إنترناشيونال



[ad_2]

قصص أطفال
شارع 7 | قصة الزر المسحور | قصص اطفال

[ad_1]

شفيق والزر المسحور هي قصة وحكاية للأطفال قبل النوم، تبدأ أحداثها عندما يجد شفيق زر غريب لونه أحمر مع بعض النقاط السوداء، يمتلك الزر قدرات عجيبة ولغز غامض بينما يحاول شفيق كشف اسراره.

جدول المحتويات

 

 

الزر الغامض

كانَ في يومٍ من الأيام، بوسطجي، يعيشُ وحيدًا، في بيت صغير مكوَّنٍ من غرفةٍ واحدة، وصالون صغير، ومطبخ. ثم كان يحضِّر طعامه بنفسه لنفسه. وكان هذا البوسطجي يعتمد كثيرًا على نفسه، حيث كان ينظِّف بيته الصغير ويتوجَّه إلى السوق لشراء احتياجاته. كما كان يستيقظ باكرًا من النوم، يغسل وجهه ويتناول فطوره، ثم يذهب إلى عمله ليتسلَّم الرسائل من مكتب البريد ليُوزِّعها على سكان منطقته.

وفي المساء، كان يعود إلى بيته ليستريح من تعب النهار ويتناول عشاءه ثم ينام.

البوسطجي يذهب إلي العمل

وفي يومٍ من الأيام، عادَ البوسطجي من عمله، وعندما وضع يده في داخل الحقيبة التي يضع فيها الرسائل ليرى ما تبقى منها دون توزيع، وجد فيها زرًا مستديرًا لونه أحمر مع بعض النقاط السوداء. فرح البوسطجي كثيرًا عندما وجد هذا الزر في الحقيبة. ولكنه راح يفكر من أين جاء هذا الزر إلى حقيبته. هل قد سقط من رسالةٍ ما؟

كان البوسطجي توفيقًا أمينًا جدًّا، فقد كان يحافظ على رسائل الناس أكثر مما كان يحافظ على أغراضه الشخصية. لذلك فكر أن يكون الزر لأحد الناس في البلدة وصمم على أن يزور جميع البيوت التي سلَّمها مكاتيب في ذلك اليوم ويسأل أصحابها إذا كان هذا الزر لهم.

وفعلًا ذهب شفيق وسأل صاحب كل بيت بمفرده عما إذا كان الزر له. ولكنه لم يجد واحدًا منهم يرغب في أن يأخذ الزر. أخيرًا، أخذ الزر ليسلمه إلى رئيس مكتب البريد. وهذا أيضًا نظر إلى الزر وقال الزر لشفيق بأن الزر لا يساوي شيئًا وبإمكانه أن يأخذه إذا لم يجد صاحبه الأصلي. أخيرًا رجع شفيق البوسطجي إلى بيته حاملًا معه الزر الذي لا يريد أحد من الناس أن يأخذه.

سر برقوق

دخل شفيق إلى البيت، وبعد أن غسل يديه ووجهه، أخذ الزر من جيبه ووضعه على رف قريب من سريره. وجلس يستريح، بالطبع، لم يكن شفيق يعرف أن الزر كان مسحورًا، ولكن كل ما كان يعرفه عن الزر هو أنه جميل وأنه يخص أحد الناس.

شفيق يجد الزر المسحور

وهكذا، عندما طلع القمر وأشرق بنوره في الفضاء، وصل النور أيضًا إلى الزر الموضوع على الرف. وحالما غمر النور ذلك الزر الملون، سمع شفيق صوتًا يقول له:

“خذني وأعطني إلى صاحبي… أنا لست ملكًا لك كما تعلم.”

وعرف شفيق من معنى هذه الكلمات بأن الزر كان يتكلم. فتعجب وقفز من فراشه مدهوشاً وقال للزر: “حسنًا، إنني مستعد أن أخذك إلى حيث تريد. أخبرني أين صاحبك وأنا أخذك إليه.”

ورد الزر قائلاً لشفيق كلمة واحدة هي: “برقوق”!

واحتار شفيق في أمره، وطلب من الزر أن يشرح أكثر. ولكن الزر سكت هذه المرة، لأن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا بعد أن اختفى القمر وراء غيمة سوداء، وهنا يكمن السر.

وجلس شفيق يفكر ويفكر، حتى أنعبه التفكير وظل يفكر عله يعرف ماذا تعني تلك الكلمات التي لفظها الزر. وتمنى من صميم قلبه أن يعرف المكان الذي عينه الزر ليذهب إليه، ولكنه لم يعرف. ونام.

في صباح اليوم التالي، نهض شفيق من نومه كالعادة، وبعد أن غسل وجهه ويديه وتناول فطوره، أخذ الزر الموضوع على الرف ووضعه في جيبه. وذهب إلى عمله كعادته. لقد صمم هذه المرة على أن يعمل كل جهده كي يهتدي إلى مكان الزر. وظلت الكلمة عالقة في ذهنه وهي “برقوق”، فصار شفيق كلما وصل إلى بيت قرأ اسم صاحبه ليرى ما إذا كان اسمه “برقوقا” كما قال له الزر. ولكنه بحث في جميع أسماء البيوت دون أن يصل إلى أية نتيجة.

حيرة شديدة

أخيرًا، عاد شفيق إلى مركز البريد، وفكر في أن يفتش في الدليل عله يهتدي إلى رجل أو امرأة لهذا الاسم، ولكنه للأسف لم يجد أي شخص معروف بهذا الاسم. اختار شفيق في أمره، وهو لا يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل بالزر.

عند المساء، عاد شفيق إلى بيته ووضع الزر على الرف القريب من سريره. وجلس ينتظر أن يحكي الزر معه. وانتظر طويلا دون أن يحكي الزر كلمة واحدة، وكان سبب سكوت الزر يعود إلى أنه لم ير ضوء القمر. فقد كانت السماء ملبدة بالغيوم وتخفي وراءها القمر ونوره، فلم يتكلم. ونام شفيق مهمومًا.

في الصباح، حمل شفيق الزر معه وذهب يتجوّل في حي جديد عسى أن يتعرف على بيت يحمل اسمًا مشابهًا للذي ذكره الزر. ومع ذلك، لم يتمكن من العثور على البيت المطلوب. عاد إلى بيته ووضع الزر على الرف، في انتظار أن يتكلم، ولكن الزر بقي صامتًا بسبب السماء الملبدة بالغيوم.

كذلك، مر اليوم الثالث دون أن يتمكن من العثور على مكان يحمل اسمًا مشابهًا للذي ذكره الزر. ومرت الليلة دون أن ينطق الزر بكلمة، حيث استمر القمر في الظلام وراء الغيوم.

الغيوم تملاء الظلام

في اليوم الرابع، نهض شفيق من سريره وذهب إلى عمله كالمعتاد، يفتش في كل مكان دون جدوى. عاد إلى البيت متحيرًا، وأخرج الزر من جيبه ووضعه على الرف. في تلك الليلة، ظهر القمر وأضاء الزر الموضوع على الرف، لذا حكى الزر الآن قائلاً: “أنا لست لك… أنت تعرف ذلك… أرجوك أن تأخذني من هنا وتضعني حيث يجب أن أكون.”

رد شفيق قائلاً: “أين مكانك… قل لي… وأنا أخذك إليه.” فأجاب الزر قائلاً: “برقوق! برقوق! ألا تعرف!” وظل الزر صامتًا. فسأله شفيق مرة أخرى، لكن الزر لم يجب. احتار شفيق فيما يجب أن يفعل، وأخيرًا نام وهو في حالة من الحيرة الشديدة.

بحث واكتشاف

كان اليوم التالي يوم عطلة لشفيق، فقرر القيام برحلة طويلة خارج المدينة. بعد أن غسل وجهه ويديه كالعادة، ذهب إلى المطبخ وحضّر بعض الطعام. ثم أخذ معه عصاه وخرج من البيت. ولكن عندما وصل إلى الباب، تذكر الزر وقال لنفسه: “ربما يرغب الزر أيضًا في الذهاب في نزهة، فلماذا لا آخذه معي.”

شفيق ينام في وقت العطلة - قصة الزر المسحور

وهكذا، أخذ شفيق الزر من مكانه ووضعه في العلبة الصغيرة، ثم وضع العلبة في جيبه وخرج من البيت وسار في الطريق حتى وصل إلى محطة سكة الحديد حيث ركب القطار وسافر به إلى قرية صغيرة تقع بالقرب من بلدته.

وصل القطار إلى القرية التي يقصدها شفيق ونزل من العربة، وأخذ يسير في الحقول. بعد مسافة قصيرة، جلس شفيق ليستريح قليلاً ويأكل بعض الشيء، وفي هذا الوقت أخرج الزر من جيبه ووضعه فوق العشب، ظنا منه بأن هذا الفعل سيُرضيه.

مكافأة وهدية

عندما جاء المساء، نهض شفيق من مكانه وعاد يمشي باتجاه المحطة حتى يركب القطار ويعود إلى بيته.

شفيق يستلقي قليلاً - قصة الزر المسحور

في الطريق، سمع شفيق حركة خفيفة في جيبه. عرف أن الحركة تأتي من العلبة التي تحتوي على الزر. وللتأكد، قرب العلبة إلى أذنه وسمع ضجة خفيفة في داخلها. ثم فتح العلبة وأخرج الزر منها، وبدأ يتفحصه وينظر حوله. في هذه اللحظة فقط، عرف شفيق سر الزر الذي حيره لأيام طويلة دون أن يعرف السبب: أجل، لقد عرف شفيق سر الزر حينما رأي زهرة حمراء مدورة كان شفيق يعرف بأنها زهرة (البرقوق).

يضع شفيق الزر المسحور (الخنفساء) علي زهرة البرقوق

وهكذا، أخرج شفيق الزر من العلبة وانحنى فوق الزهرة، ووضع الزر بين أوراقها العريضة ووقف يتأمل ماذا سيحدث.

فحالما وضع شفيق الزر بين أوراق هذه الزهرة، شاهد الزر يتغير إلى شكل آخر. تحول الزر وأصبح له ستة أرجل، وظل يتأمل فيه حتى أخذ شكل الخنفساء. وبدأت الخنفساء تتحرك.

عندئذ، عرف شفيق أن الزر كان خنفسة قبل أن يغير شكله إلى شكل زر أحمر ملطخ بالسواد. أخيرًا، تطلع شفيق إلى الزر الخنفسة متعجباً.

وقال شفيق بدهشة: “وداعا! وداعا!”

ثم أعاد العلبة إلى جيبه وتابع سيره إلى المحطة حيث ركب القطار وعاد إلى بيته.

ولم تنتهي قصة شفيق مع الزر الآن.

فعند وصوله إلى البيت واستخراجه للعلبة من جيبه، سمع صوتًا في داخلها، يشبه صوت الفأر. وعندما فتح العلبة، وجد خاتمًا أحمر لونه بحجم إصبعه تمامًا. عرف شفيق أن الزر قد أهدى له الخاتم كهدية مقابل العمل الذي قام به. والغريب هو أن الخاتم كان بحجم إصبعه، فوضعه شفيق في إصبعه فرحًا مسرورًا، ومن ذلك اليوم يفتخر بالخاتم ويقول إنه جلب له الحظ السعيد، حيث ترقى إلى وظيفة مدير للمركز الذي يعمل به وانتقل ليعيش في بيت أكبر.

المصدر

قصة الزر المسحور – حكايات وأساطير للأولاد – منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر – بيروت

[ad_2]

قصص اسلامية قصص من الواقع
شاب معه سيارة جديدة يعاكس فتاة في الشارع

من القصص التي تزيد الإيمان وتوقظ قلبك أيها الإنسان، وتستفيد منها لترضي الرحمن، قصص التابعين أو العلماء والصالحين , وهذه بعض القصص التي عاصرتها , اسأل ربي أن تكون نافعة لي ولكم .

حدثني صديقي بهذه القصة يقول: كنت في سيارتي فشاهدت شاب معه سيارة جديدة يعاكس فتاة في الشارع، فاتجهت إليه بسيارتي فوقفت بجانبه وقلت له: لو تكرمت ممكن دقيقة يا الغالي. قال: أبشر.

فنزل هذا الشاب وسلمت عليه وابتسمت له وقلت له: أنت فيك خير أسعدك الله في الدنيا والآخرة.

قلت له: تخيل لو أن هذه أختك أو أمك هل ترضى أن شخص يعاكسها ؟

قال: لا والله وأنا أعترف أنني مخطئ وأوعدك لن يتكرر هذا الموقف مرة أخرى بإذن الله.

فقلت له: لدينا هذا المساء كلمة لأحد المشايخ في المسجد ويسعدني حضورك.

فقال: أين المسجد؟

فأخبرته بمكانه وسلمت عليه وتوادعنا وحضرت كلمة الشيخ وبعد انتهاء الكلمة إذا بهذا الشاب الذي نصحته كان موجود وذهب إلى الشيخ وسلم عليه وقبل رأسه وبدأ يتحدث معه.

وفي أثناء خروجه من المسجد لحقت به وسلمت عليه وشكرته وهو يعلنها توبة إلى الله عز وجل .

قصص اسلامية
( ضحايا الإنترنت ) …. يكشف الكثير مما يجري في دهاليز الشبكة العنكبوتية !! (2)

( ضحايا الإنترنت ) …. يكشف الكثير مما يجري في دهاليز الشبكة العنكبوتية !! (2)


نهاية من يدخل الشات

جرت هذه القصة في إحدى الكليات في إحدى دول الخليج والبطولة لإحدى الفتيات التي كانت تدخل إلى غرف الدردشة أو chat room وفي أحد الأيام تعرفت على شخص تعلقت به كثيراً وأحبته بجنون وهو كان يبادلها نفس الشعور وكانت لا تعرف عنه أي شيء سوى اسمه الأول ووظيفته.

لم تخبره أي شيء عنها وهو كانت يريد منها أن تخبره باسمها أو حتى مكان بيتها حتى يذهب لخطبتها لكنها لم تخبره بأي شيء واستمرت قصة الحب مدة ثمانية أشهر.

وفي أحد الأيام بينما كان شقيق هذه الفتاة خارج المنزل دخلت إلى غرفته قرأت أوراقاً مطبوعة وبها الكلام الذي قالته لحبيبها والكلام الذي كتبه لها فما أن رأت هذه الأوراق حتى أصيبت بانهيار عصبي أدخلت بسببه إلى غرفة العناية الفائقة.

كل ما حدث لأنها اكتشفت أن الشاب الذي كانت تعشقه بجنون وهو متيم بها ليس سوى شقيقها الأكبر. هذه نهاية من يحب عن طريق غرفة الشات. يجب الرجوع إلى الله والاستغفار فإن الله غفور رحيم.



امرأة تفقد جنينها بسبب موضوع في المنتدى

امرأة تقول: وجدت مشاركة أثارت فضولي كأي متصفح للموقع كانت بعنوان: ((اكتشف الخطأ في هذه الصورة)).

ففتحت الصفحة لأن دقة الملاحظة الملاحظة تستهويني.. وأحب تدريب ذهني بشكل دوري عليها.. فماذا حصل؟

وجدت صورة عادية لم أر فيها أي خطأ وأنا أجيل بصري في أنحائها.. وفجأة.. وفجأة.. وأنا أدقق النظر امتلأت الشاشة بصورة مرعبة.. وضجت سماعات جهازي بصوت صراخ مخيف أفزعني أيما فزع!! مهلاً.. لم ينته الأمر عند هذا الحد.

لقد فقدت طفلي البكر وجنيني الأول الذي لم تكتحل عيناي بمرآه فآه ثم آه.. يعتذر لي صاحب تلك المزحة.. ولكن هل سيعيد اعتذاره مشاعر الفرحة التي غمرتني وأنا أتلقى خبر حملي بطفلي الأول؟ هل سينسخ اعتذاره آلامي ومصيبتي بفقد جنيني.. الذي كنت أرقب نموه في أحشائي وأمني نفسي بمرآه؟

إخواني الكرام:

لا تعتبوا علي لأن مصيبتي مؤلمة وحزني شديد أتجلد لاحتماله.. أنا يا إخوتي مؤمنة بالقضاء والقدر وما زلت أردد: اللهم أجرني على مصيبتي وأخلف لي خيراً منها.. ما زلت أحوقل وأسترجع.. ولم أفقد الثقة بالله والحمد لله.. ولكني فقط أطالب بشدة وأنا أودعكم بكف أذى من به أذى وبالأخذ على يد السفيه ومنعه من المزاح القاتل.. كالمزحة التي أودت بحياة طفلي ونبض فؤادي وريحانة روحي.. ولصاحب تلك المزحة أقول: لا أحلك الله من دم صغيري إن كنت عامداً الإساءة وإفزاع الناس.. (( وعند الله تجتمع الخصوم ))!!



أغرب قصة زواج على الشاتنج!!

مع أنه لم يعد هناك غريب ولا عجيب في عصر الإنترنت.. لكن مثل هذا الخبر يكاد لا يصدق لولا أنه حقيقة بالفعل تناقلتها الصحف.. ووكالات الأنباء هذا الأسبوع:

جدة بريطانية لثلاثة أحفاد تهجر زوجها لتتزوج مراهقاً مغربياً التقته على الإنترنت من خلال الدردشة الإلكترونية (التشاتنج) وكانت هذه – الجدة – تعيش حياة حميمة مع زوجها وأبنائها وأحفادها.. قبل أن يقلب – الكمبيوتر – حياتها.. رأساً على عقب.. لكن الظريف أن جهاز الكمبيوتر الذي كان مسرحاً لأغرب غراميات من نوعها باعت بسببها هذه العجوز – زوجها – وعلاقة العمر معه كانت قد اشترته لزوجها هدية بمناسبة ذكرى ميلاده (الستين).. لكن هذا الجهاز السحري استهواها للتسلية والدردشة من خلاله.. دون أن تعرف هي نفسها هذه النهاية العجيبة.. بحيث تحولت هذه الهدية الصغيرة لزوجها إلى لطمة كبيرة لحياتهما الزوجية والخبر بالتفصيل كما يلي:

هجرت جدة بريطانية زوجها بعد زواج دام 38 سنة لتتزوج شاباً مغربياً يبلغ من العمر 22 سنة تعرفت إليه عبر شبكة الإنترنت.

وقد طلقت سيلفيا أوحتيت (60 عاماً) وهذا هو اسمها الجديد زوجها أريك نورتون (62 عاماً)، بعد تعرفها على شاب في مقتبل العمر ((بغرفة دردشة)) (تشات روم) على شبكة الإنترنت، مستخدمة الكومبيوتر الذي كانت قد اشترته هدية لزوجها في الذكرى الستين لميلاده.

وقالت صحيفة ((الصن)) الشعبية البريطانية إن الجدة سيلفيا بعد إعجابها بشخصية أوحتيت، الشاب المغربي أجرت محادثات هاتفية كلفتها ثلاثة آلاف جنيه استرليني (حوالي 4600 دولار) قبل أن تترك منزلها في دادلي بوسط إنجلترا وتوجهت رأساً إلى المغرب للقاء حبيبها الجديد.

وقالت الجدة سيلفيا ((بمجرد أن تحدثت إليه تأكدت من حبي له، ولم يهمني أنه يصغرني بكثير من السنوات)) .

وأوردت الصحيفة أن سيلفيا والشاب المغربي عقدا قرانهما في فبراير (شباط) الماضي. لكن سيلفيا، الأم لكل من أندرو (35 سنة) واليزابيث (37) وسارة (29) وجدة ثلاثة من ذريتهم (أعمارهم بين التاسعة والخامسة عشرة)، لم تستطع حتى الآن إقناع وزارة الداخلية البريطانية ليسمحوا لزوجها المغربي بدخول البلاد. وقالت الصحيفة إن المسؤولين بالداخلية ((ليسوا على قناعة تامة بأن الاثنين ينويان العيش معاً)).

وتدافع سيلفيا بقولها: (( ربما ينظر البعض إليه كزواج مدبر، لكنه زواج حقيقي)).

ومن جهته قال الشاب المغربي من قريته القريبة من الرباط ((يعتقدون أنه تدبير ما، معتمدين على فارق السنوات بيننا. وأقول لكم إنني أحبها فعلاً)).

وقالت سيلفيا للصحفيين: ((لقد دخل حياتي وأثر فيها بصورة مذهلة.. أشعر أني أصغر سناً، وقد كنت أتوكأ على عصا والآن قذفتها بعيداً واستغنيت عنها))، وأوضحت أنها في البدء سألت الشاب المغربي على الإنترنت إن كان يشترط أن تكون من يبحث عنها من عمره لكنه أجابها بأنه يبحث عن امرأة حقيقية.

وقالت: إن أبناءها استنكروا الأمر في البداية، لكنهم قبلوا الواقع بعد ذلك.

وقال أريك نورتون (زوجها السابق): الذي يعيش الآن مع ابنهما اندرو ((لقد جرحني الأمر في البداية لكنني الآن أستمتع بما أعمل وأحس بالهدوء والسكينة)) .



زوجة في مستشفى الأمراض النفسية

تعالوا معي واقرؤوا وقائع هذه القصة المشينة لامرأة متزوجة وكان منها ما كان بسبب الإنترنت وعلاقتها مع الشباب فيه حيث تعرفت على شاب في منتصف العمر واستمرت العلاقة لسنين وليست لشهور وأصبح كل منهما يعرف الآخر بوضوح تام حتى أصبح الاثنان ولنقل هي بالتحديد في حالة عشق وحب لهذا الشاب برغم أنها متزوجة وثقة زوجها الكبيرة بها وبعقلها المتفهم وبوجود أبنائها ولكن في لحظة لم تفكر بهذا كله عندما طلب الحبيب أن يلتقي بها، ظل يقنعها بأنه فقط سيكتفي برؤيتها وأنه لن يمسها بسوء فقط يريد النظر وكان له ما أراد وخرجت لتلتقي به بعد تفكير طويل وبعد الكذب على زوجها قائلة له بأنها في زيارة لواحدة من صديقاتها واقتنع الزوج لثقته بالزوجة وذهبت للمكان المحدد وركبت السيارة معه وانقضى الوقت بين كلام وضحك ولم يفعل لها شيئاً فقط كان يريد رؤيتها، عادت بعد ذلك إلى البيت وكأنها لم تفعل شيئاً، لم تنقض فترة وجيزة إلا طلب الحبيب منها أن يراها مرة أخرى بحجة أنه يحتاجها بشدة لأنه مر بظروف صعبة وقال لها مطمئناً إنه في المرة السابقة لم يفعل لها شيئاً وأنه لو أراد بها السوء لفعل من المرة الأولى واقتنعت هي بكلامه وخرجت معه وابتعد بها بعيداً عن المدينة وهي لم تنتبه لما فعل فقد كان يريد في هذه المرة إشباع شهواته ونزواته ورغباته أخذها إلى الصحراء وفعل ما فعل ثم وبكل برود أخذها وأوصلها إلى المنزل وهي في صدمة لم تستطع الخروج منها إذ ما كانت تتوقع أن هذا ما سيفعله معها بعد وعود بعدم الأذى وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها، ذهبت للمنزل وهي في حالة يرثى لها واكتشف الزوج جريمة زوجته وطلقها وتشرد الأولاد مع زوجة أبيهم الجديدة ووجود الأم في مستشفى الأمراض النفسية.



صدقيني إني ما أعرف غيرك

هذه القصة من واقع مؤلم وحزين أضاع حياتي وهدم مستقبلي وقضى على حياتي العائلية وفرق بيني وبين زوجي، أنا بنت من عائلة محافظة تربيت على الأخلاق والتربية الإسلامية، تزوجت من شخص محترم يحبني وأحبه ويثق فيّ بدرجة كبيرة ما طلبت شيئاً من زوجي ورفضه وقال لي لا. حتى جاء يوم وطلبت منه أن أستخدم الإنترنت. في بادئ الأمر قال لا أرى أنها جيدة وهي غير مناسبة لك، لأنك متزوجة، فتحايلت عليه حتى أتى بها وحلفت له أني لا أستخدمها بطريقة سيئة ووافق (وليته لم يوافق) أصبحت أدخل الإنترنت وكلي سعادة وفرحة بما يسليني

مرت الأيام وحدثتني صديقة لي تستخدم الإنترنت عن الشات وحثتني على الدخول فيه، دخلت الشات هذا وليتني لم أدخله
في بادئ الأمر اعتبرته مجرد أحاديث عابرة وأثناء ذلك تعرفت على شخص كل يوم أقابله وأتحادث معه، كان يتميز بطيبته وحرصه على مساعدتي

أصبحت أجلس ساعات وساعات بالشات وأتحادث معه وكان زوجي يدخل علي ويشاهدني ويغضب للمدة التي أستمر بها على الإنترنت، ورغم أني أحب زوجي لكني أعجبت بالشخص الذي أتحادث معه مجرد إعجاب وانقلب بمرور الأيام والوقت إلى حب وملت له أكثر من زوجي وأصبحت أهرب من غضب زوجي بالحديث معه، ومرة فقدت فيها صوابي وتشاجرت أنا وزوجي فأخرج الكومبيوتر من البيت غضبت من زوجي لأنه أول مرة يغضب علي فيها ولكي أعاقبه قررت أن أكلم الرجل الذي كنت أتحدث معه بالشات رغم أنه كان يلح علي أن أكلمه وكنت أرفض وفي ليلة من الليالي اتصلت عليه وتحدثت معه بالتلفون ومن هنا بدأت خيانتي لزوجي وكلما ذهب زوجي خارج البيت قمت بالاتصال عليه والتحدث معه، لقد كان يعدني بالزواج لو طلقت من زوجي ويطلب مني أن أقابله دائماً يلح علي حتى انجرفت وراء رغباته وقابلته وكثرت مقابلتي معه حتى سقطنا في أكبر ذنب تفعله الزوجة في حق زوجها عندما تخونه، فقررت أن أطلب من زوجي الطلاق، بعدها أصبح زوجي يشك في أمري، وحدث مرة أن اكتشف أنني كنت أتحدث بالهاتف مع رجل وأخذ يسألني ويكثر علي من السؤال حتى قلت له الحقيقة وقلت إني لا أريده وكرهت العيش معه رغم هذا كله وزوجي كان طيباً معي لم يفضحني أو يبلغ أهلي بل قال لي أنا أحبك ولكن لا أستطيع أن أستمر معك،

بعد ذلك رجعت للرجل الذي تعرفت عليه بالشات واستمر يتسلى بي وقابلني ولم يتقدم لخطبتي حتى تشاجرت معه وقلت له إذا لم تتقدم لخطبتي سوف أتخلى عنك
فأجابني وهو يضحك وقال يا غبية أنت مصدقة حين أقول لك ما أقدر أعرف غيرك وعمري ما قابلت أحلى منك وأنت أحلى إنسانة قابلتها في حياتي؟! وثاني شيء أنا لو أتزوج ما أتزوج واحدة كانت تعرف غيري.



أميرة والكمبيوتر

أميرة فتاة جامعية، ترتدي النظارات والعدسات اللاصقة وقريباً ترقبوا التلسكوب!!

صديقتنا تجلس على الإنترنت طوال اليوم ما عدا ساعات النوم وساعات التواجد داخل الكلية ويبدو أنها حتى في الكلية لا تتوانى عن الذهاب إلى مختبرات الإنترنت للتلاعب بأزرار الكيبورد الذي أصبحت تعرف كل زر فيه عن ظهر قلب!

أنصتوا جيداً إلى أمها وهي تنادي (يا بنت كفاية جلوس على الكمبيوتر، يا بنت ارحمي عيونك، يا أميرة خلي الكمبيوتر وتعالي ساعديني، يا بنتي خافي الله وروحي اقرئي القرآن أحسن لك، يا بنتي غداً لن تري الطريق والسبب من هذا الكمبيوتر) وتنادي أمها (أميرة.. يا أميرة) وتصرخ (يا بنتي ولكن كرسي الكمبيوتر مطلي (بالسوبر جلوة) والحبيبة لا تستطيع القيام من أمام الشاشة!

الفريتل، الآيسكيوه، الآرسي، الياهو ماسنجر، الهوتميل ماسنجر، الفالكون شات، الهارت شات وكل برامج ومواقع المحادثة الأخرى هي من تخصص (الشتاتة) أميرة.

موقع الشامسي، فارس نت، الساهرنت، المزوحي، الإمارات للأبد..
مواقع حفظتها صديقتنا أكثر مما حفظت من سور جزء عم وحتى أكثر من كتب ومذكرات الكلية!!

القناص، إماراتي، عبوود، أمير المحبين، عيناوي، شرجاوي.. كلهم أصدقاؤها وهناك المزيد المزيد ولكن كونوا معنا!!

أميرة تطوي الليل بالنهار وتقضي الصبح والمساء والكل يتعب ويبتعد عن الشاشة وتبقى أميرة مسمرة أمامها والكل يخرج من البيت ويشاهد التلفزيون وتبقى صديقتنا موجودة كالناطور الذي لا يبرح باب العمارة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً!!

حتى مع صديقاتها أصبحت لا تتكلم إلا عن الإنترنت.. يا بنات أرأيتنّ الصور التي أرسلتها لكنّ على الإيميل؟! وهل رأيتن البطاقات الجديدة من موقع رعودي؟

جدها المسكين دائماً يتأفف منها ويقول لها: أففففف وأيضاً أف!! كفاية.. كمبيوتر يا أميرة انتبهي لصحتك يا بنتي.. لاحظي كيف صارت عيونك صغيرة.. يا أميرة خافي الله في نفسك.. غداً الكمبيوتر يشتكي عليك يوم القيامة!! تنزعج أميرة قليلاً ولكن ذلك لا يحرك فيها شيئاً فهي منذ أصبحت تجلس على الكمبيوتر زاد وزنها وبردت أعصابها وأصبحت كالدب القطبي بل صارت أشبه بجبل الجليد الذي لا يذوب أبداً.. أبداً!!

كلمة أخيرة: غداً سوف تندم صديقتنا على الوقت الذي ضيعته أمام الشاشة وعندها سوف تكتشف أنها ضيعت دينها وأخلاقها وأهملت دراستها وواجباتها ونسيت حق والديها وأهلها وضيعت صحتها وجمالها وعندها سوف تتذكر أمها عندما كانت تصرخ وتقول: الله يجازي من اخترع الكمبيوتر!!



فتاة تصاب بالإيدز عن طريق الشات

تبدأ القصة بدخول إحدى الطالبات إلى غرفتي تستند إلى إحدى معلمات المدرسة وهي منهارة وفي حالٍ يرثى له.. حاولت مع المعلمة تهدئة الطالبة.. دون جدوى فطلبت منها الجلوس.. وناولتها مصحفاً فتحته على سورة (يس) وطلبت منها أن تذكر الله سبحانه وتعالى حتى تهدأ.. تناولت الطالبة المصحف.. بهدوء وأخذت تتلو آيات الله تعالى.. بينما لجأت إلى عملي.. وأنا على اعتقاد أن المشكلة لن تخرج عن حالة اكتئاب وضغط نفسي أو حالة وفاة قريب.. أو ما شابه من الحالات اليومية التي تطرأ على العمل.. ولم يخطر ببالي أبداً أن هذه الزهرة الجميلة تحمل هماً يثقل كاهل أسرة.. هدأت الطالبة وتقدمت مني بخطوات حزينة.. جلست أمامي شعرت بأنها تمالكت نفسها وتستعد للحديث.. ثم بدأت قائلة: بداية حكايتي كانت مع بدء إجازة الصيف للعام الدراسي السابق.. سافرت أمي مع أبي وجدتي للعلاج خارج الدولة.. وتركتني مع إخوتي الصغار برعاية عمتي.. وهي نصف أمية أقصد أنها تعلمت القراءة والكتابة ولكنها لا تعي أمور الحياة وفلسفتها.

كنت أشعر بالملل والكآبة فهي المرة الأولى التي أفارق فيها أمي.. بدأت أتسلى على النت وأتجول في عدة مواقع.. وأطيل الحوار في غرف الدردشة (الشات) ولأنني تربيت تربية فاضلة فلم أخش على نفسي.. حتى تعرفت يوماً على شاب من نفس بلدي يسكن بإمارة أخرى.. بدأت أطيل الحديث معه بحجة التسلية.. والقضاء على ساعات الفراغ.. ثم تحول إلى لقاء يومي وطلب مني أن يحدثني على المسنجر فوافقت.. حوار يومي ولساعات طويلة حتى الفجر.

خلال حديثي معه تعرفت على حياته وتعرف هو على حياتي.. عرفت منه أنه شاب لعوب يحب السفر وقد جرب أنواع الحرام.. كنا نتناقش في عدة أمور مفيدة في الحياة.. وبلباقتي استطعت أن أغير مجرى حياته.. فبدأ بالصلاة والالتزام؟

بعد فترة وجيزة صارحني بحبه لي.. وخاصة أنه قد تغير.. وتحسن سلوكه وبقناعة تامة منه بأن حياته السابقة كانت طيشاً وانتهى.

وترددت في البداية.. ولكنني وبعد تفكير لأيام اكتشفت بأنني متعلقة به.. وأسعد أوقاتي عند اقتراب موعد اللقاء على المسنجر.

فطلب مني اللقاء.. وافقت على أن يكون مكاناً عاماً.. ولدقائق معدودة.. فقط ليرى صورتي.

وفي يوم اللقاء استطعت أن أفلت من عمتي بحجة أنني سأزور صديقة.. وأتخلص من الفراغ حتى رأيته وجهاً لوجه.. لم أكن أتصور أن يكون بهذه الصورة.. إنه كما يقال في قصص الخيال فارس الأحلام.. تحاورنا لدقائق.. وقد أبدى إعجابه الشديد بصورتي وإنني أجمل مما تخيل.

تركته وعدت إلى منزلي تغمرني السعادة.. أكاد أن أطير.. لا تسعني الدنيا بما فيها.. لدرجة أن معاملتي لإخوتي تغيرت.. فكنت شعلة من الحنان لجميع أفراد الأسرة.. هذا ما علمني الحب؟

وبدأنا بأسلوب آخر في الحوار.. وعدني بأنه يتقدم لخطوبتي فور رجوع أسرتي من السفر.. ولكنني رفضت وطلبت منه أن يتمهل حتى أنتهي من الدراسة.

تكررت لقاءاتنا خلال الإجازة ثلاث مرات.. وكنت في كل مرة أعود محملة بسعادة نسع الدنيا بمن فيها.

في هذه الفترة كانت أسرتي قد عادت من رحلة المرض.. والاكتئاب يسود جو أسرتي.. لفشل العلاج.. ومع بداية السنة الدراسية طلب مني لقاء فرفضت لأنني لا أجرؤ على هذا الفعل بوجود أمي.. ولكن تحت إصراره بأنه يحمل مفاجأة سعيدة لنا وافقت.. وفي الموعد المحدد تقابلنا وإذا به يفاجئني بدبلة لخطبتي سعدت كثيراً وقد أصر أن يزور أهلي.. وكنت أنا التي أرفض بحجة الدراسة.

في نفس اليوم وفي لحظات الضعف.. استسلمنا للشيطان.. لحظات كئيبة.. لا أعرف كيف أزنها ولا أرغب أن أتذكرها.. وجدت نفسي بحالة مختلفة.. لست التي تربت على الفضائل والأخلاق.. ثم أخذ يواسيني ويصر على أن يتقدم للخطوبة وبأسرع وقت أنهيت اللقاء بوعد مني أن أفكر في الموضوع ثم أحدد موعد لقائه بأسرتي رجعت إلى منزلي مكسورة حزينة عشت أياماً لا أطيق رؤية أي شخص.. تأثر مستواي الدراسي كثيراً.. وقد كان يكلمني كل يوم ليطمئن على صحتي بعد حوالي أسبوعين تأكدت بأن الله لن يفضح فعلتي.. والحمد لله فبدأت أستعيد صحتي.. وأهدأ تدريجياً.. واتفقت معه على أن يزور أهلي مع نهاية الشهر ليطلبني للزواج.

بعد فترة وجيزة.. تغيب عني ولمدة أسبوع.. وقد كانت فترة طويلة بالنسبة لعلاقتنا أن يغيب وبدون عذر.. حاولت أن أحدثه فلم أجده.

بعد أن طال الانتظار.. وجدت في بريدي رسالة منه.. مختصرة.. وغريبة.. لم أفهم محتواها.. فطلبته بواسطة الهاتف لأستوضح الأمر.

التقيت به بعد ساعة من الاتصال.. وجدت الحزن العميق في عينيه.. حاولت أن أفهم السبب.. دون جدوى.. وفجأة انهار بالبكاء.. لا أتصور أن أجد رجلاً بهذا المنظر فقد كانت أطرافه ترجف من شدة البكاء.. اعتقدت أن سوءاً حل بأحد أفراد أسرته حاولت أن أعرف سبب حزنه، لكنه طلب مني العودة.. استغربت وقلت له بإن الموعد لم يحن بعد، ثم طلب مني أن أنساه.. لم أفهم.. وبكيت واتهمته بأنه يريد الخلاص مني.. ولكن فوجئت بأقواله ولن أنسى ما حييت وجهه الحزين وهو يقول إنه اكتشف مرضه بعد أن فات الأوان أي مرض؟ وأي أوان؟ وما معنى هذه الكلمات؟

لقد كان مصاباً بمرض الإيدز.. وقد علم بذلك مؤخراً وبالمصادفة؟ ما زالت ابنتنا في حيرة وحزن.. وأمام مصير مجهول.. هل انتقل إليها المرض؟ هل تستطيع أن تواجه أهلها بهذه المصيبة؟

ولكن من المسؤول عن هذه الضحية؟ لقد نشأت في أسرة مستقرة.. ولكن يبقى أن نقول لكل فتاة.. احذري وصوني نفسك.. ولا تصغري الكبائر فكل خطيئة تبدأ صغيرة ولكنها تكبر مع الأيام.. احسبي ليوم تكونين فيه ضحية مثل فتاتنا الحزينة التي تنتظر المصير المجهول.

يتبع >>>

قصص اسلامية
كتاب – ضحايا الإنترنت – للمؤلف أحمد سالم بادويلان

كتاب – ضحايا الإنترنت – للمؤلف أحمد سالم بادويلان
سلسلة من القصص الواقعية المؤثرة نعرضها على عدة حلقات ان شاء الله
كل حلقة تتضمن مجموعة من القصص الواقعية المؤثرة:

ضحايا الإنترنت

المــقدمة

يقولون: لقد أصبح العالم قرية صغيرة.. فهل تعلمون السّر في هذا؟ إن هذا القول صحيح تماماً رغم أن الأرض هي الأرض.. فما الذي قرّب أبعادها ولم أطرافها؟ إنها وسائل الاتصال الحديثة بشتى أنواعها.. وبتطورها المتسارع المذهل.

سبحان الذي علم الإنسان ما لم يعلم (وفوق كلّ ذي علم عليم)، (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) .

ولكن .. وآه مما بعد لكن..

أين موقعنا وما موقفنا – نحن المسلمين – من هذه الوسائل التقنية الحديثة تصنيعاً وتوطيناً وتسخيراً واستخداماً، وتعليماً وانتشاراً؟!

إنها موجودة في كل بناية، وإن المتعاملين معها والمستخدمين لها يتزايدون بمعدلات عالية ولكن.. فيم يستخدمها أغلبهم؟ وأي مجالاتها أكثر رواجاً؟
وما عوائد هذا الاستخدام على أمتنا ومجتمعاتنا؟

هذا الكتاب يكشف الكثير مما يجري في دهاليز الشبكة العنكبوتية ((الإنترنت)) مما يعد نذيراً لنا يكشف عن حجم الهوة التي يكاد يتردى فيها الكثير منا. فهل من معتبر؟!



رفضت الزواج منه فنشر صورها على الإنترنت

ذهلت طالبة في طهران حين اكتشفت وجهها فوق جسد نساء عاريات على شبكة الإنترنت، مرفقاً برقم هاتفها، وذلك بعد أن رفضت شاباً تقدم لطلب يدها، وفق ما أفادت صحيفة ((إيران)).

وتروي الطالبة في الطب البالغة من العمر 21 عاماً في الصحيفة كيف هددها جارها الذي يبيع تجهيزات معلوماتية وأقراصاً مدمجة (سي دي) بنشر صورتها على الإنترنت بعد أن رفضت الزواج منه لأنه ((ليس رجلاً طيباً)).

وبعد بضعة أيام، اتصل بها طالب الزواج المرفوض ليعطيها عنواناً إلكترونياً، موضحاً أنه يتحتم عليها استشارته، وتروي (( بما أنني لا أملك جهاز كمبيوتر، قصدت إحدى رفيقاتي، وهناك أصبت بصدمة كبيرة إذ رأيت وجهي فوق جسد نساء أخريات عاريات)) . واستخدم المزور لتركيب الصور صوراً جماعية التقطت العام الماضي خلال عيد ميلاد حضرته الفتاة.

وقدمت الفتاة شكوى فأمر قاض بتوقيف الشاب ومصادرة تجهيزاته، ثم أفرج عنه لقاء كفالة بقيمة مئة مليون ريال (12.500دولار أميركي) في انتظار محاكمته.

 



هذه الغرف دمرت حياتي

ملامحها دقيقة، ولكنها شاحبة منطوية قليلة الحديث، من عائلة راقية، الكل انتقدها في عزلتها ووحدتها، إنها الزميلة الجديدة التي أهلت علينا، أحببت أن أخرجها من عزلتها مرة بمجاذبتها أطراف الحديث، وأخرى بتقديم بعض المأكولات، وحاولت أن أتغلغل في داخلها، ولكن في كل مرة كنت أحس أن هناك سداً منيعاً يمنعني من ذلك، تعرفت على القليل عنها الأم والأب على ثقافة عالية وهما أستاذان في الجامعة، وهي تخرجت حديثاً متزوجة وتنتظر حادثاً سعيداً، فكان كل ما حكته لي لا يؤدي إلى ما هي فيه من اكتئاب وعزلة، وفي يوم فوجئت بوقوفها على باب غرفتي جامدة لا تتحرك، قمت إليها متهللة، فنظرت إلي محملقة ما هذا؟ قلت: هو الكمبيوتر الذي أقوم بالعمل عليه، وأنت تعلمين هو وسيلة العصر، وعلى فكرة أنا لا أمل منه فهو معي في عملي وبيتي أيضاً.
فقالت: وماذا تفعلين به في البيت هل تكملين عملك هناك؟ قلت: لا ولكني أفتحه لأعرف أحوال الناس وأخبارهم على الإنترنت، فوجئت بفزعها واضطرابها، ثم قالت بلهفة بالله عليك لا تفعلي، فأنا أحبك، وهذا الجهاز مدمر يدمر صاحبه، تعجبت لما بدر منها، وهدأت من روعها، استأذنت في الانصراف، أحببت أن أثنيها عن عزمها ولكنها صممت، تركتها وأنا أتساءل لم كان الجهاز مدمراً وهو الذي ندبر به أمور حياتنا.
وفي اليوم التالي ذهبت إليها، وأنا عازمة على معرفة السبب قدمت التحية ردتها ولم تزد، أخذت أتودد إليها، ثم قلت فجأة ما سبب وصفك للكمبيوتر بأنه جهاز مدمر يدمر صاحبه؟
نظرت إلي نظرة فاحصة، ثم قالت هل تدخلين صفحة البيت؟ قلت: بالطبع، مصمصت شفتيها، وازدادت شحوباً، وأخذت تتمتم بكلمات لم أتبينها، ولكن شممت منها ثورتها.
نظرت إلي مشفقة حانية يا أختاه: هل تقبلين النصيحة من أخت تحبك، هذه الصفحة في وقت من الأوقات كانت شغلي الشاغل، وكانت غرفة الحوارات هي كل ما يهمني، والتي من خلالها تعرفت على شاب استمالني بكثرة الحديث، ووصل به الأمر إلى أن يستدعيني في غرفة خاصة؛ ليسألني عن أموري، وأسأله عن أموره، وزادت العلاقة بيننا، فأصبح كل منا مرآة الآخر، بالرغم من أنه لم يرني، ولم أره وكان يعمل في دولة عربية.
وللأسف لم أفاتح والديّ عن هذه العلاقة، وكنت أدمن الجلوس عليه، والغريب أنهما لم يسألاني هل كان هذا خطأ منهما أم الخطأ كان مني لا أدري!! المهم تطورت العلاقة، وطلب مني المقابلة طبعاً لم أتصور بأي حال أن تتطور العلاقة هذا التطور الخطير، طمأنني بأن المقابلة ستكون في مكان عام، حتى يراني كما رسمني في مخيلته، وافقت بعد تردد، وقابلته.. تنهدت تنهيدة ثم استرسلت، فلما رآني.
قال بالضبط كما تصورتك في نفسي، جلس وقال: لقد ولدنا لنكون لبعض، فأنا أريدك زوجة لي، قلت ولكنني لم أكمل دراستي بعد، قال: ما يضر نتزوج بعد إتمام الدراسة، وخاصة أنه لم يتبق على نهاية العام إلا عدة شهور نكون قد هيأنا بيت الزوجية، وأعددنا أنفسنا لذلك، كيف أقنعني بفكرته لا أدري، فاتحت والديّ بأن أخاً لصديقة لي يريد التقدم، ولم أخبرهما بالحقيقة وشكرت في خلقه.
وتم الزواج، ويا ليته، لم يتم، في أرقى الفنادق، وكان كريماً سخياً في شراء الشبكة والهدايا، وتجهيز الجهاز، وطرت إلى البلدة التي يعمل بها، كان يعاملني برقة أحسد عليها نفسي، ولكن داخلي يحدثني بشيء آخر، وبدأ يلح علي في العمل حتى لا أشعر بالوحدة، وخرجت فعلاً للعمل، وطلبتني الشركة للعمل فيها فترة ثانية، ففوجئت بتشجيعه لي، وبرر ذلك بأنهم واثقون في عملي، ولا بد أن أكون عند حسن ظنهم، عملت يومياً من أول اليوم إلى آخره، وفجأة في يوم أحسست بالإرهاق، فاستأذنت في الانصراف، وكان عادة يقوم بتوصيلي في الذهاب والعودة، فأخذت سيارة أجرة، وقمت بتدوير المفتاح في الباب، فكان مغلقاً، طرقت الباب فتح بعد فترة، وكان مرتبكاً، فسألته عن سبب إغلاقه للباب فتهرب من الإجابة، دخلت إلى غرفة نومي وجدت ثوباً من ثياب النوم على الأرض، فلم أهتم، وبسبب إرهاقي نمت نوماً عميقاً، وبعد الراحة تذكرت الأحداث ومجريات الأمور، فلعب الوسواس في صدري لم أسأله عن شيء، ومثلت عدم الاهتمام، وأصر على ذهابي إلى طبيب لفحصي، وبشرنا الطبيب بقدوم حادث سعيد، وجدته متجهماً بعكس ما أعرف من أن الأزواج يهللون بالطفل الأول، وعلل ذلك بأن الوقت غير مناسب، وبعد عدة أيام، عاودتني الآلام فاستأذنت ورجعت من العمل فجأة، ويا هول ما رأيت توقفت والدموع تملأ مقلتي، وقد تحجرت في محاولة إخفائها، فنكست رأسها، وأسندتها بيديها، صمتت برهة، ثم استرسلت، رأيته ورأيتها، ويا ليتني لم أرهما في غرفة نومي وعلى مخدعي، مادت الأرض بي، وضاقت علي نفسي ومن هول ما رأيت لم أتفوه بكلمة انتظرت بالخارج حتى خرجت العشيقة، فلملمت متعلقاتي، ولم ينبس بكلمة، ورجعت إلى أهلي في أول طيارة، وكنت ضحية هذا الجهاز اللعين، الذي يلعب بحياة الناس، ويهدد مستقبلهم.



قصة أبي خالد مع النت
قصه واقعية مؤثرة جداً.. وهي عبره لكل معتبر، أترككم مع أحداثها،
‏حيث يقول فيها:

كنت في مزرعتي في خارج المدينة في كوخي الصغير بعيداً عن أعين الناس خاصة أم خالد لقد مللت منها ومن نصائحها المزعجة فأنا ما زلت شاباً كنت منهمكاً على جهاز الكمبيوتر لا ألوي على شيء.. ولم أكن أشعر بالوقت فهو أرخص شيء عندي.. وبينما أنا في حالي ذلك وكانت الساعة الثانية ليلاً تقريباً وكان الجو حولي في هدوء عجيب لا تسمع إلا قرع أصابعي على مفاتيح الحروف أرسل رسائل الحب في كل مكان.
حينها وبلا مقدمات طرق الباب طرقاً لا يذكر إلا بصوت الرعود.. هكذا والله.. تجمدت الدماء في عروقي.. سقطت من فوق المقعد انسكب الشاي على الجهاز أقفلته وكدت أن أسقط الجهاز من الإرباك.. صرت أحملق في الباب وكان يهتز من الضرب.. من يطرق بابي وفي هذا الوقت.. وبهذا العنف.. انقطع تفكيري بضرب آخر أعنف من الذي قبله.. كأنه يقول افتح الباب وإلا فسوف أحطمه.. زاد رعبي أن الطارق لا يتكلم فلو تكلم لخفف ذلك علي.. ألم أقفل باب المزرعة؟ بلى فأنا أقفلته جيداً وفي الأسبوع الماضي ركبت قفلاً جديداً.. من هذا؟ وكيف دخل؟ ومن أين دخل؟

ولم يوقفني عن التفكير سوى صوت الباب وهو يضرب بعنف.. قربت من الباب وجسمي يرتجف من الرعب وقدماي تعجزان عن حملي فمن ذا يا ترى ينتظرني خلف الباب.. هل أفتح الباب؟ كيف أفتحه وأنا لا أدري من الطارق.. ربما يكون سارقاً؟ ولكن هل السارق يطرق الأبواب؟ ربما يكون من؟ أعوذ بالله.. سوف أفتحه وليكن من يكن.
مددت يدي المرتجفتين إلى الزر ورفعت المقبض ودفعته إلى اليمين أمسكت المقبض ففتحت الباب.. كأن وجهه غريباً لم أره من قبل يظهر عليه أنه من خارج المدينة لا إنه من البدو نعم إنه أعرابي – أحدث نفسي – وبجلافة الأعراب قال لي: وراك ما فتحت الباب؟ عجيب أهكذا بلا مقدمات.. لقد أرعبتني.. لقد كدت أموت من الرعب.. – أحدث نفسي – بلعت ريقي وقلت له: من أنت؟ ما يهمك من أنا؟ أريد أن أدخل.. ولم ينتظر إجابتي.. جلس على المقعد.. وأخذ ينظر في الغرفة.. كأنه يعرفني من قبل ويعرف هذا المكان.. كأس ماء لو سمحت.. اطمأننت قليلاً لأدبه.. رحت إلى المطبخ.. شرب الماء كان ينظر إلي نظرات مخيفة.. قال لي يا بدر قم وجهز نفسك!!

كيف عرف اسمي؟ ثم أجهز نفسي لأي شيء؟ ومن أنت حتى تأمرني بأن أجهز نفسي؟ أسأل نفسي.. قلت له ما فهمت ماذا تريد؟ صرخ في وجهي صرخة اهتز لها الوادي والله لم أسمع كتلك الصرخة في حياتي قال لي: يا بدر قم والبس فسوف تذهب معي.. تشجعت فقلت إلى أين؟ قال باستهتار إلى أين؟ قم وسوف ترى.. كان وجهه كئيباً إن حواجبه الكبيرة وحدة نظره تخيف الشجعان فكيف بي وأنا من أجبن الناس.. لبست ملابسي كان الإرباك ظاهراً علي صرت ألبس الثوب وكأني طفل صغير يحتاج لأمه لكي تلبسه.. يا الله من هذا الرجل وماذا يريد كدت أفقد صوابي وكيف عرفني؟ آه ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا.. وقفت بين يديه مطأطأ الرأس كأنني مجرم بين يدي قاض يوشك أن يحكم عليه.. قام كأنه أسد وقال لي: اتبعني.. خرج من الباب لحقته وصرت أنظر حولي كأني تائه يبحث عن شيء نظرت إلى باب المزرعة لعله كسره؟ لكن رأيت كل شيء.. طبيعياً؟ كيف دخل؟

رفعت رأسي إلى السماء كانت النجوم تملأ السماء يا الله هل أنا في حلم يا رب سامحني.. لم ينظر إلي كان واثقاً أني لن أتردد في متابعته لأني أجبن من ذلك.. كان يمشي مشي الواثق الخبير ويعرف ما حولنا وأنا لم أره في حياتي إنه أمر محير.. كنت أنظر حولي لعلي أجد أحداً من الناس أستغيث به من هذه الورطة ولكن هيهات.. بدأ في صعود الجبل وكنت ألهث من التعب وأتمنى لو يريحني قليلاً ولكن من يجرؤ على سؤال كهذا؟

بينما نحن نصعد الجبل بدأت أشعر بدفء بل بحرارة تكاد تحرق جسمي وكلما اقتربنا من قمة الجبل كانت الحرارة تزيد! علونا القمة وكدت أذوب من شدة الحر ناداني.. بدر تعال واقرب. صرت أمشي وأرتجف وأنظر إليه فلما حاذيته رأيت شيئاً لم أره في حياتي.. رأيت ظلاماً عظيماً بمد البصر بل إني لا أرى منتهاه كان يخرج من هذا الظلام لهب يرتفع في السماء ثم ينخفض رأيت ناراً تخرج منه أقسم إنها تحطم أي شيء يقف أمامها من الخلق، آه من يصبر عليها ومن أشعلها.. نظرت عن يمين هذه الظلمة فرأيت بشراً أعجز عن حصرهم كانوا عراة لاشيء يسترهم رجالاً ونساء أي والله حتى النساء وكانوا يموجون كموج البحار من كثرتهم وحيرتهم وكانوا يصرخون صراخاً يصم الآذان وبينما أنا مذهول بما أراه سمعت ذلك الرجل يناديني بدر نظرت إليه وكدت أبكي قال لي: هيا انزل.. قلت: إلى أين؟ أنزل إلى هؤلاء الناس.. ولماذا؟ ماذا فعلت حتى أكون معهم؟ قلت لك انزل ولا تناقشني.. توسلت إليه ولكنه جرني حتى أنزلني من الجبل.. ثم ألقى بي بينهم.. والله ما نظروا إلي ولا اهتموا بي فكل واحد منهم مشغول بنفسه!!

أخذت أصرخ وأنادي وكلما أمسكت واحداً منهم هرب مني.. أردت أن أعرف أين أنا ومن هؤلاء البشر.. فكرت أن أرجع إلى الجبل فلما خرجت من ذلك الزحام رأيت رجالاً أشداء.. ضخام الأجسام تعلو وجوههم الكآبة ويحملون في أيديهم مطارق لو ضربوا بها الجبال لذابت يمنعون الناس من الخروج.. احترت وصرت أنظر حولي وصرت أصرخ وأصرخ وأقول يا الله أين أنا ولماذا أنا هنا وماذا فعلت؟ أحسست بشيء خلفي يناديني.. التفت فإذا هي أمي فصحت أمي أمي.. والله ما التفتت إلي.. صرت أمشي في الزحام أدفع هذا وأركل هذا أريد أن أصل إلى أمي فلما دنوت منها التفتت إلي ونظرت إلي بنظرة لم أعهدها كانت أماً حانية.. كانت تقول لي يا بدر والله لو صار عمرك خمسين سنة فإني أراك ابني الصغير كانت تداعبني وتلاطفني كأني ابن ثلاث سنين.. آه ما الذي غيرها؟

أمسكت بها وقلت لها أمي أنا بدر أما عرفتني؟ قالت يا بدر هل تستطيع أن تنفعني بشيء؟ قلت لها يا أمي هذا سؤال غريب؟ أنا ابنك بدر اطلبي ما شئت يا حبيبتي.. يا بدر أريد منك أن تعطيني من حسناتك فأنا في حاجة إليها.. حسنات وأي حسنات يا أمي؟ يا بدر هل أنت مجنون؟ أنت الآن في عرصات القيامة أنقذ نفسك إن استطعت.. آه هل ما تقولينه حقاً آه يا ويلي آه ماذا سأفعل.. وهربت وتركتني وما ضمتني ورحمتني.. عند ذلك شعرت بما يشعر به الناس إنها ساعة الحساب إنها الساعة.. صرت أبكي وأصرخ وأندب نفسي.. آه كم ضيعت من عمري؟

الآن يا بدر تعرف جزاء عملك.. الآن يا بدر تنال ما جنته يداك.. تذكرت ذنوبي وما كنت أفعله في الدنيا.. صرت أحاول أن أتذكر هل لدي حسنات لعلي أتسلى بها ولكن هيهات.. آه تذكرت ما كنت أفعله قبل قليل من رؤية المواقع السافلة في الإنترنت.. آه ليتني لم أفعل ولكن الآن لن ينفعني الندم أي والله.. وبينما أنا في تفكيري سمعت صارخاً يصرخ في الناس.. أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبوا إليه.. فماج الناس بي كما يموج الغريق في البحر وصاروا يمشون خلف الصوت.. لم أستطع أن أرى شيئاً.. كان الناس كأنهم قطيع هائل من الأغنام يسيرون مرة يميناً ومرة شمالاً ومرة للأمام يبحثون عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. وبينما نحن نسير رأيت أولئك الرجال الأشداء وهم يدفعون الناس دفعاً شديداً والناس تحاول الهرب ولكن هيهات كل من حاول الهرب ضربوه على وجهه بتلك المطارق فلو شاء الله لذاب منها.. وصار الناس يتساقطون في تلك الظلمة العظيمة أرتالاً أرتالا ورأيت بعظهم يجر برجليه فيلقى فيها ومنهم من يسير من فوقها! أي والله.. يسيرون من فوقها على جسر وضع عليها وكانوا يسيرون بسرعة عجيبة.. ولا أدري إلى أين يسيرون غير أني كنت أرى في آخر تلك الظلمة من بعيد جداً نوراً يصل إليه من يعبرون الجسر وفجأة رأيت الناس يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت فرأيت رجلاً لابساً عمامة بيضاء وعليه عباءة بيضاء ووجهه كأنه القمر وهو ينظر في الناس ويقول اللهم سلم سلم فتدافع الناس عليه فلم أستطع أن أراه بعد ذلك.. وكنت أقترب من تلك الظلمة شيئاً فشيئاً والناس يصرخون كلهم لا يريد الدخول فيها فعلمت أنها النار.. نعم.. إنها جهنم التي أخبرنا عنها ربنا في كتابه.. إنها التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولكن ماذا ينفعني علمي بذلك الآن فها أنذا أجر إليها.. صرخت وصرخت النار.. النار..!!

بدر.. بدر ماذا بك؟ قفزت من فوق السرير وصرت أنظر حولي.. بدر ماذا بك يا حبيبي؟ كانت أم خالد إنها زوجتي أخذتني وضمتني إلى صدرها وقالت: ماذا بك باسم الله عليك.. ما في شيء ما في شيء. كنت تصرخ يا أبا خالد النار النار رأيت كابوساً باسم الله عليك.. كنت أتصبب عرقاً مما رأيته.. رفعت الفراش وقمت من فوق السرير فتحت الباب وصرت أمشي في الغرف رحت إلى غرفة خالد وإخوانه أضأت النور فإذا هم نائمون دخلت إليهم قبلتهم واحداً واحداً!!

كانت أم خالد على الباب تنظر وتتعجب؟ ماذا بك يا أبا خالد؟ أشرت إليها بالسكوت حتى لا توقظ الأولاد أطفأت النور وأغلقت الباب بهدوء.. جلست في الصالة أحضرت لي كوب ماء.. شربت الماء ذكرتني برودته بشدة الحر الذي رأيته في ذلك المنام.. ذكرت الله واستغفرته.. يا أم خالد؟ سم يا حبيبي.. أريدك من اليوم وصاعداً أن تعاونيني على نفسي أنا من اليوم إن شاء الله سأكون من أهل الخير.. الله يا أبا خالد ما أحسن هذا الكلام! الحمد لله الذي ردك للخير.. كيف نغفل يا أم خالد الله يتوب علينا الحمد لله الذي بصرني والله يثبتنا على الخير.. فهل من معتبر قبل فوات الأوان(1) ؟

—————-
1- نقل من قصص وعبر (طريق الإيمان) .



كما تدين تدان

كان هناك شاب، كغيره من الشباب، يستعمل النت وغيره من وسائل الاتصال، بالبنات اللاهيات الغافلات، اللواتي عن صلاتهم ساهيات، وبعلمهن مهملات، وبالمسنجرات لاهيات، فلم يترك وسيلة اتصال، عبر الإنترنت تبادل الصور والأصوات، والموبايلات، كان خير سبيل لترتيب المواعيد والمكالمات، كان يعرف الكثير من البنات، يغازلهن بأجمل وأرق الكلمات، ووعدهن بالزواج، كان يكرر كلماته على كل فتاة يعرفها، ومنهن من قابلهن بطرقه السرية، لم يكن يفكر بالزواج، فعنده الكثير من البنات اللواتي أشبعن غرائزه، وتخيلهن وكأنهن معه نائمات. ولكثرة من عرف من البنات، تأكد أن جميعهن خائنات.

وكان لديه أخوات، فحرص عليهن شديد الحرص حتى لا يقعن بأمثاله من الشباب، فلم يسمح لهن بالرد على الهاتف، أو حتى النظر من الشباك، كان يوصلهن بنفسه إلى الكليات، ويترقب جميع تحركاتهن حتى في البيت، فقد شدد عليهن الخناق.

وفي يوم من الأيام، أوصل أخته إلى الكلية، ولم يغادر حتى تأكد من دخولها وغلق الباب، فركب سيارته وعاد إلى البيت عاد، ليكمل أحاديثه مع الصديقات والخليلات، وخلفه وفي إحدى الطرقات حصلت حادثة مفجعة، إنها سيارة انقلبت على من فيها، ولو تعلمون من كان فيها، لقد تعرفوا عليها من خلال بعض الأوراق التي تناثرت في الهواء.
لقد كانت أخته مع شاب، بصفاته، كان يواعدها ويأخذها، ليستمتعا معاً، ولكن ما حدث لهما لم يكن يخطر ببال، لقد ماتا، موتة مهينة لقد ماتا على معصية، وهتك للأعراض.
فاتصلت الشرطة ببيت أهلهما ليتعرفا على الجثث، وكانت الفاجعة عندما رأى الشاب أخته، وقد كانت لذلك الشاب عاشقة، فتذكر كل الكلام الذي أسمعه للبنات، لقد كان ذلك الشاب يقول مثله لأخته، وعندها جهر بالبكاء واستغفر ربه وعرف أن الله حق، وأن الدهر دوار، وكما تدين تدان، ولو حافظت على أخواتك وبناتك وأحكمت عليهن الأبواب، فالأحرى بك أن تكون لهن خير مثال، وحتى الآن يبكي هذا الشاب، كلما تذكر أخته، والطريقة التي ماتت بها وعرف أن موتها تنبيه من الرحمن له ليرجع عن طريق الشيطان.



وضاع عمري

بدأت قصة تلك الفتاة، عندما بدأت تبحر في عالم الإنترنت، الذي قضت معه الساعات تلو الساعات، والأيام تلو الأيام، عندما دخلت غرف الشات، وتحاورت مع الشباب والشابات، أبهرتها الفكرة فهذا من كندا وذاك من الخليج وغيره من أقصى الشمال، ظنت أنها جمعت فوائد العالم، وأنها ستتقن الحديث بجميع لغات العالم، فهي تكلم الشباب من هنا وهناك، وكل له ثقافة، وكل له عادات، وبينما هي منهمكة بين غرف الشات والمسنجرات، وإذا بها تتعرف على شاب كغيره من الشباب، ولكن هذا الشاب شعرت نحوه بالإعجاب، واستمرت صداقتها معه، ففي البداية كانت أخوة شريفة، ثم تمادت إلى الصداقة الطاهرة، ثم إلى الإعجاب، وإذا بها تقع في مصيدة اسمها الحب، لم تعرف كيف وقعت بها، بعد أن ظنت أنها محصنة، وأنها تدربت جيداً على فنون الشات،، ولكن ما العمل فقد حصل ما حصل، وأصبحت والشاب أحباباً، يقضيان معاً معظم الأوقات من ساعات إلى أيام إلى شهور إلى سنوات، ودارت بينهما قصة حب عظيمة، إلى أن اتفقا على الزواج، بعد إالحاح شديد من الفتاة، ولكن المشكلة أنه يسكن في أقصى الكرة الأرضية الشمالي وهي في أقصاها الجنوبي، وبينهما سبعة بحار واسعة عميقة، فكيف الوصول؟ وكيف اللقاء؟ فبعد أن وعدها بالزواج وكانت مقتنعة بكلامه أشد اقتناع، إذا به يعترف لها باعتراف هزها وهزمها، وشعرت بصغر حجمها، وضعف نفسها، فقد اعترف لها بأنه لا يجيد السباحة في البحار، وأنه ينتظر، ويريد أن يبقي علاقتهما كما هي، إلى أن تشاء الأقدار، وتحدث تغيرات طبيعية تزيل من بينهما هذه البحار.

في البداية ظنتها مزحة منه، ولكنه كان جاداً، قال لها أنا أحبك، ولكن كيف السبيل؟ إذا استطعت أن تقطعي البحار، فأنا أنتظرك، فردت عليه، ولكن يا من تكشفت على عوراتي، وعرفت جميع أسراري، لماذا لم تعترف لي منذ البداية بأنك لا تجيد السباحة، لماذا تركتني على هذه الحالة سنوات طوالاً، وأنا أنتظر اللقاء، وأنت تشجعني على الاستمرار في حبك، لقد أضعت على نفسي فرص التفكير في غيرك، ظننتك إنساناً وإذا بك ذئب مفترس، فحسبي الله ونعم الوكيل. لم يكن بيدها إلا أن تذرف الدموع على وقتها وعمرها الذي أضاعته في علاقة قدسها الشيطان، وأغواها للاستمرار بها.

فكان رده بأنه أحبها، ولكنه ومنذ البداية لم يؤكد لها وعده، وبما أنها مصرة على الزواج فعليها أن تنتظر رحمة ربها.

فذلك الشاب أرادها وسيلة تسلية عبر الشات، وتضييع الوقت، بكلام معسول، أوهمها بالحب ووعدها وعداً لن يتحقق بالزواج، وهي بعاطفتها صدقت كلماته المعسولة الرنانة الكاذبة.



قادم من وحل الإنترنت

أحد ذئاب الإنترنت تاب وبعث برسالة يقول فيها:

مشكلتي هي أني تعرفت على فتاة عن طريق النت وحصل ما حصل أسأل الله أن يغفر لي لولا خوفي من الله لانتحرت. لم أعد أطيق الحياة وقبل فترة قريبة صرخت بهذه الكلمة (الله ينصفني منك)،خفت وارتعش جسمي من هذه الدعوة علي، أنا خائف الآن من دعائها وتبت إلى الله، لدي رغبة دائمة بأن أضرب برأسي جدار غرفتي هل هو كابوس؟ لم أعد أطيق الناس أبداً انعزلت لمدة سنة كاملة لم أعد أشتهي طعاماً، أصبحت ألعن الإنترنت دائماً وألعن من أتى بها وألعن من باعها حتى أن من يسمعني يلومني.

لقد دمرت حياتي، لقد دمرت حياتي، حسبنا الله ونعم الوكيل، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

أنا لا أطلب العون منكم أو من أي مخلوق لا أطلبه إلا من الله سبحانه
مجرد أخذ رأيكم ومساعدتي.

المحرر الاجتماعي بموقع عالم بلا مشكلات رد على هذه الرسالة قائلاً:
أخي حاطب الليل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أولاً الحمد لله على التوبة وعلى أن أحياك الله بعد الغفلة وردك إليه مرداً جميلاً.
ثانياً: الآن حان وقت التكفير وليس من صفات المؤمنين الوهن والضعف أمام مشكلة تحل بهم بل قوة وتحمل ثم تكفير وتخليص وتنقية.
تقول إن الفتاة قالت لك: ((الله ينصفني منك)). فأقول لك: أليس هناك من طريقة لإصلاح الخطأ الذي حدث معها؟
هل حاولت؟ هل فكرت وإن كانت هناك ظروف تعيقك الآن فهل فكرت مستقبلاً ووضعت خطة لتحقيق ذلك؟
فكر بقوة وعزيمة ونفس واثقة في الفرج وقبول التوبة من الله تعالى فإذا قبل الله تعالى تلك التوبة فلا شك أنه سيدلك على طريقة التوبة من حق العباد، ولذلك أقول لك: الله الله بالدعاء والاستخارة إلى أن يدلك الله تعالى على طريق الخير وإن أردت مزيداً من التواصل فعلى الرحب والسعة واطرح ما لديك هناك أو إن أحببت مراسلتي وأسأل الله تعالى أن يفرج همنا وهمك وأن يختار لنا ولك كل خير.



الإنترنت اغتصب الحوار بيننا!!

يعتبر لجوء الزوجين للانشغال بالإنترنت أحد أسباب الجمود في العلاقة الزوجية، ويعد من أبشع الأساليب التي يستخدمها الزوج في معاقبة زوجته ولو من غير قصد، وقد أشارت بعض الدراسات التي خرجت بها إحدى الجامعات الأمريكية إلى أن الأزواج المشغولين بجهاز الإنترنت لا يتحدثون مع بعضهم البعض إلا بمعدل خمس دقائق يومياً، فهو مشغول طوال اليوم ويكون في البيت مشغولاً أيضاً.

هذه هي ضريبة الجلوس أمام الإنترنت حيث تكون الضحية الأولى فيها الحوار والحب بين الزوجين، فالجنس البشري مهما بلغ من مرتبة سيظل يحتاج إلى شخص ما يحدثه ويتبادل معه المشاعر والعواطف، فهو في النهاية لابد أن يشبع رغبته العضوية التي خلقها الله له، فعندما يفقد الزوج لغة الحوار المناسب مع زوجته، تتعطل كل وسائل الاتصال، ولا يجد فيها ذلك الشخص المناسب لتفريغ شحناته فإنه يلجأ إلى غيرها من النساء ليقيم معهن علاقة عاطفية خارج مؤسسة الزواج، عن طريق المحادثة الهاتفية أو المحادثة عبر الإنترنت.

اتصلت إحدى الزوجات تشتكي زوجها قائلة: كان زوجي كالببغاء أثناء فترة الخطوبة لدرجة أني أضع إصبعي في أذني حتى يسكت ويصمت عن الحديث، وكان يتحدث بطريقة غير طبيعية معي أثناء زيارته لي وعندما أحادثه بالهاتف يتحدث وفي كل فترة يتحدث معي، ولكن بمجرد أن تعلم الدخول على مواقع الحوار في الإنترنت، بدأ زوجي يخفف من حديثه معي، وأصبحت الأحاديث بيننا شحيحة جداً. وكلما مر الوقت تقل أحاديثنا. حتى مضى على زواجنا ثلاث سنوات وأصبح لا يتحدث معي إلا نادراً، بسبب انشغاله الدائم بالإنترنت. وإذا فتحت معه أحد المواضيع تكون ردوده عبارات مقتضبة، وفي أحيان كثيرة يتحدث معي بطريقة اليوغا، أي أنه يستعمل رأسه بالموافقة أو الرفض ولا يرفع نظره من شغفه بالجهاز، وغدا هو المستمع وأنا أتحدث وأتكلم. عندما يدخل المنزل يتحجج بالتعب والجهد لكن بمجرد أن يتناول عشاءه ينطلق إلى الإنترنت ليبحث عن مواقع الدردشة مع النساء.

وتقول أخرى في إحدى اتصالاتها تصف زوجها: إنه كالحجر الصلد، معظم حواراتنا تتحول تدريجياً إلى شجار ونزاع، لا يعرف كيف يعبر عن أي مشاعر إلا بالغضب. كلما حاولت أن أجره نحو حديث ما يجيب بكل برود، والسبب كما تعلمون انشغاله الدائم بالإنترنت، حتى إنني أشعر أحياناً بأني معزولة عن عالمه وغير معترف بوجودي في المنزل.



لعن الله الإنترنت!!

تقول: أطلقها صرخة من الأعماق إلى بنات جنسي وإلى كل بنت بعدم التعرف أو إقامة علاقة مع شاب عن طريق الإنترنت، والذي يبدو في البداية لذة وسعادة ولكن نهايته حسرة وندامة.. فحذار ثم حذار من العبث وإساءة استخدام هذا الجهاز.. فأنا ضيعت نفسي وسمعتي بسبب سوء استخدامي له، وبدأ الأمر بخطأ صغير، ثم كبر وتوسع حتى وقعت ضحية في النهاية بسبب حمقي وجهلي وعدم إدراكي لعواقب الأمور، وإليكم حكايتي وأرجو وأتمنى أن تكون درساً تستفيد منه كل فتاة تقرأ حكايتي هذه.

في البداية كنت أتسلى بهذا الجهاز بالساعات وأحياناً أستفيد منه في إثراء معلوماتي والدخول في مواقع بهدف التعرف وتكوين صداقات مع فتيات من كل بلد إلى أن تعرفت خطأ على شاب من إحدى الدول المجاورة، وكانت البداية مجرد تعارف ودردشة حتى بت أعشق الإنترنت بكلامه، من أجله فهو شاب عذب الكلام حلو الأسلوب.. يطلق النكات اللطيفة روحه مرحة بحيث يجعل من يحدثه لا يمل منه، وبقينا على هذه الحال لمدة ثلاثة أشهر حتى تبادلنا أرقام الهواتف، وبدأنا نتحدث في اليوم عدة مرات حتى وقعت في حبه.

وكان يقول لي: إنني أول حب في حياته وإنني محور تفكيره وانشغاله و.. و.. إلى غير ذلك من الكلام المعسول الذي يلامس روحي وكياني حتى أصبحت لا أرى لحياة بدونه.. رغم أنني لم أره ولم يرني وتبادلنا الصور وكان وسيماً للغاية.. واندهش هو بجمالي الباهر.. لأنني بالفعل فائقة الجمال بشهادة من يراني المهم أنه عرف عني كل شيء.. وأنا كذلك عرفت كل تفاصيل حياته.. وكان يتشوق لرؤيتي ولقائي.. ولم أكن أنا أقل شوقاً منه لذلك بل كنت أتمنى أن ألقاه وجهاً لوجه.. وبالفعل رتبنا هذا اللقاء في إحدى الدول العربية حيث سافرت مع والدتي إلى هناك للعلاج وطار هو أيضاً من أجلي.. من أجلي.. من أجل اللقاء وجهاً لوجه ورشف الحب والغرام في هذا البلد تقابلنا وخرجنا سوياً و.. وفعلنا ما يغضب الله سبحانه وتعالى.. وما كنت أفكر بسوء ما أفعله ولا بعواقبه وما كنت أفكر بسمعتي ولا بسمعة أهلي ووالدتي المريضة التي أتت من أجل العلاج، كل هذه الأمور غابت عن ذهني ووعيي تحت وطأة الحب والنشوة مع هذا الشاب.. ولم يخطر ببالي فكرة الزواج إلى أن وجدت نفسي متعلقة به جداً ولمحت له بالفكرة ولكنه ارتبك وتغيرت ملامحه.. فقلت له: أتحبني؟
قال: نعم.. لكني لا أفكر فيك كزوجة.
قلت له لماذا؟ فأنا أحبك وأنت تحبني.. وما المانع من تتويج حبنا بالزواج؟
قال: يوف أفكر بالأمر.. ولا تتعجلي.. لكن بعد ذلك تغيرت معاملته معي.. بل وتهرب مني.. وسألته عن سبب تغيره؟
قال: يتهيأ لك ذلك.

وفاتحته في أمر الزواج مرة أخرى.. فصرخ قائلاً: لا أريدك زوجة ولا أريدك الآن حبيبة اغربي عن وجهي.. فذهلت من ردة فعله وكلامه الجارح، ثم استطرد قائلاً: لا يشرفني أن تكوني زوجة وإنما عشيقة فقط.
ولم أتمالك نفسي وانفعلت بشدة.. فبصقت في وجهه، ثم أخذت كوباً فرميته عليه وانصرفت إلى البيت فبكيت بحرقة وألم واسودت الدنيا في عيني.. وعدت ووالدتي من السفر والحزن يلازمني وليت الأمر انتهى عند هذا الحد وكفى، لكن هذا الخسيس لم يتركني وإنما أراد الانتقام مني عندما بصقت في وجهه وضربته بالكوب.. ورأى في ذلك إهانة شديدة له.. فأراد رد الاعتبار لنفسه وكرامته.. ولكن بطريقة خسيسة حيث أبلغ أخي بالتفصيل عن علاقتنا مع الأدلة والبراهين.. وأنا لا مجال لدي للإنكار.. فقد كان كل شيء واضحاً وملموساً كما أشرت لأنه يعرف كل تفاصيل حياتي وحياة أهلي.. لم أخف عنه شيئاً، صفحة مفتوحة أمامه.. وجاء أخي يهرج ويصرخ بأعلى صوته، فشدني من شعري بقوة ولطمني لطمة شديدة على أذني حتى فقدت سمعي.
وبعد ذلك حرمت من أشياء كثيرة.. عدم إكمال تعليمي الجامعي وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مع أحد إخوتي.. وسحب عني الهاتف والإنترنت.. حتى زيارة الصديقات ممنوعة من دون صحبة شقيقتي الكبرى.. وحرمت من أشياء كثيرة.. وأنا ما زلت الآن في الحادية والعشرين من عمري.
أخي معذور فيما فعل معي.. ولا ألوم إلا نفسي، خنت ثقة أهلي بي ولم أكن جديرة بهذه الثقة.. فجلبت لي ولهم الفضيحة والعار.. لذلك أستحق كل ما يفعلونه بي.

ولا أقول سوى لعن الله الإنترنت، فهو سبب ما أنا فيه الآن، وأنصح كل فتاة بأن تحسن استخدامه فيما يفيد وأن تتجنب استخدامه فيما يسيء ولا تنجرف في العبث من خلاله وتجد نفسها ضحية في النهاية لمن لا يرحمها أو يشفق عليها.. وإنما ينظر إليها بنظرة احتقار وازدراء فخذوا العبرة والدرس مني.



رجل يغازل زوجته عبر الإنتـرنت !!

هي تعمل مدرسة حاسب في مدرسة حكومية وتعود إلى المنزل في تمام الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر كل يوم بصحبة السائق أما هو فيعمل موظفاً في إحدى الشركات ويعود إلى المنزل في حدود الساعة الرابعة والنصف عصراً من كل يوم وعند عودته يجد زوجته المغلوبة على أمرها قد انتهت من تحضير وجبة الغداء وأعدت له مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب في بيتهما.. وهو عبارة عن دور علوي مكون من خمس غرف تم توزيعها حسب ما تقتضيه حاجتهما كالتالي: غرفة نوم وغرفة للأطفال الثلاثة مع الخادمة وغرفة مجلس للنساء وصالة معيشة وغرفة مكتب للزوج (يمنع على الزوجة مداهمتها دون طلب الإذن المسبق من الزوج) وغرفة مجلس للرجال فضلاً عن المطبخ ودورات المياه.. ونعود للموضوع وبعد تناول وجبة الغداء يقوم الزوج لأخذ قسط من الراحة وأحياناً تشاركه الزوجة ذلك الوقت المستقطع وبعد ساعتين من النوم يقوم مستيقظاً لإكمال بعض احتياجاته الخاصة أو العامة والزوجة تغرق في تحضير بعض الأمور الأسرية المتعلقة بالأطفال وبعد صلاة العشاء يكون الأمن مستتباً في المنزل حيث يتجه الصغار إلى النوم وترافقهم الخادمة بعد أن تنتهي من ترتيب البيت ويعود الزوج إلى المنزل بعد ذلك أي في حدود الساعة التاسعة تقريباً مساء ويتجه مباشرة إلى غرفة مكتبه ويرفض مشاركة الزوجة وجبة العشاء وأحياناً يطلبها (أي وجبة العشاء) في مكتبه لتناولها بمفرده ويغلق عليه لماذا؟ لكي يدخل عالم الإنترنت! بشكل عام وعالم الحسناوات بشكل خاص عبر الأيسكيو أو الماسنجر وغيره من برامج التشات المتعددة ولكي تتضح الرؤية للقارئ الكريم فالبيت يوجد به خطّا هاتف خط عام للمنزل يتصل به أقارب الزوج والزوجة وجميع المعارف للعائلتين أما الخط الآخر فهو خاص للزوج ولا يعرف أحد به سوى الشلة المقربة للزوج بالإضافة لخطي جوال لكليهما والزوجة لها جهاز كمبيوتر تبعاً لطبيعة عملها كمدرسة وتضعه في غرفة النوم الخاصة بهما وتدخل الإنترنت عبر الخط الآخر أي العام بإيعاز من الزوج لكي لا تضيع وقته الثمين أما هو فيدخل إلى الإنترنت عبر خطه الخاص وفي ظل الجو المغلق الذي يحيط به نفسه ذهلت الزوجة من ذلك وحاولت مراراً وتكراراً أن تصل إلى الحقيقة وراء تلك العزلة التي يحيط بها نفسه ولماذا لا يحق لها الاستمتاع بتصفح النت بجواره وما هو السبب من منعه لها أن تدخل عنوة إلى غرفة مكتبه دون الحصول على إذن مسبق ولماذا يحيل البيت نكداً ولو حاولت النقاش معه حول الموضوع استفسارات قادت الزوجة إلى نوع من الفضول ومحاولة الدخول إلى عالم زوجها الخاص.. وحاولت أن تتحين الفرصة أو تصطادها للوصول إلى جهازه وبحكم خبرتها الأكاديمية في علوم الحاسب وكذلك خبرتها العملية يستعين بها الزوج أحياناً لمساعدته في حل بعض المعضلات التي تواجهه بين الفينة والأخرى مع توخيه الحرص بعدم كشف أسراره الخاصة ولكن (إن كيدهن عظيم) استطاعت الزوجة الوصول إلى رقم الأيسيكيو كمنفذ للعبور إلى قلب زوجها المريض واختارت اسماً يشد كثيراً من الرجال ويلفت انتباههم ودخلت إليه من خلال هذا البرنامج.. ولكم أن تتخيلوا أن كليهما يحادث الآخر من منزلهما الصغير وبعد فترة بسيطة استطاعت الزوجة أن تكسب ود زوجها الذي لا يعرف حقيقة أمرها وطلب منها أن تتحدث معه هاتفياً ولكنها رفضت ذلك وأخيراً استقر الأمر على خدمة الماسنجر للتأكد من حقيقة كونها أنثى لكي لا يتم خداعه من قبل أحد شلته على حدّ قوله لها.. وعلى مضض وافقت مع شدة مخاوفها أن يتعرف على صوتها وطلبت منه أن تكون المرة الأولى والأخيرة لأنها فتاة محافظة وعملت ذلك من أجل أن لا تخسره كصديق وزميل في النت وتتوقع أن يكون بينهما علاقة من نوع خاص وراق ووافق على ذلك مع قطع الوعود بعدم إحراجها مستقبلاً وتم ذلك بالفعل.. ويا للمفاجأة أتدرون ماذا قال الزوج عندما سمع همس صوتها: إنني لم أسمع قط أجمل من عذوبة هذا الصوت ورقته وأخذ يتنهت ويوهوه على مسمع منها بشدة انبهاره بصوتها.. وطلبت منه إنهاء المكالمة عبر الماسنجر بعد أن تم له ما أراد وبالفعل اتخذت علاقته معها منحى آخر من الصراحة (فرط السبحة) فأخبرها بكل شيء أنه متزوج وأنه ما يشعر بالسعادة مع زوجته وأنها متسلطة وأنه يعيش معها مجاملة حتى لا يتضرر الأطفال وهي أخذت تجاريه وتقول له إنها سبق أن تزوجت وفشلت في زواجها بسبب زوجها المدمن على الإنترنت وأخذت تسرد له عيوبه بطريقة ذكية وغير مباشرة وأشارت إلى أنها لم تقصر يوماً في حقه ولكن هو غير مبال بها ولم يشعرها بأنوثتها أو يضمها بحنانه.. وهو (أي الزوج) يبادلها الحوار قائلاً: إن هذا الزوج يتمتع بالبرود وقلة الذوق وعدم النظر ومعك حق أنك طلبت الطلاق منه. وهكذا بدأت تتهاوى الأوراق بينهما وكلاهما يكشف النقاب عن خبايا مكنوناته الداخلية بطريقة أنهكت قوى الزوجة كونها الوحيدة التي تعرف حقيقة من يحاورها.. وبين إصرار الزوج على مقابلتها وطلب إعطائه فرصة لكي يعوضها عن أيامها الغابرة مع زوجها السابق.. وبالحلال على حد قوله طلبت الزوجة منه انتظارها بضع دقائق.. وطرقت عليه الباب؟

عندما طرقت عليه الباب تأخر في الرد عليها ومن ثم فتح الباب وهو مندفع وبصوت عال سألها عن سبب مجيئها إليه وردت هي الأخرى عليه بصوت عال لا يخلو من العصبية يحمل من الآهات والتأسي ما يفجر براكين خامدة بعبارة (طلقني يا خائن) ووقف مذهولاً أمام مطلبها المفاجئ ومستغرباً احتدامها في تلك اللحظة وسألها ببرود: هكذا من الباب للطاقة، طلقني وكانت بالرغم من تماسكها تتنفس الصعداء بعبارات ممتزجة بنبرة مبكية نعم ألم تقل إنك تعاشرني فقط من أجل أبنائي وإني لم أعجبك قط إذن لماذا لا تطلقني؟ وتدعني أبحث عن سعادتي حيث تكون.. وعندها استدرك من خلال الربط بين ما يدور على مسمعه من زوجته وبين ما تفوه به لشريكته عبر النت وفطن للعلاقة القوية بين شقي الحديث وقال على عجالة: أنت السبب.. نعم أنت السبب وبينما هي تضع يديها على رأسها وعيناها غارقتان بالدموع متأسية على أيامها وليالي عمرها التي قضتها برفقته عبر مشوارهما الزواجي.. قالت: انتم دائماً هكذا أيها الرجال تلقون باللوم علينا في كل صغيرة وكبيرة أخبرني عن سبب واحد يجعلك تخونني وتبحث عن أخرى في وجودي وطلب منها على الفور أن تدخل مكتبه المحظور عليها دخوله سابقاً بحجة عدم إزعاج الأطفال وتحت إلحاح منه دخلت منتحية في طرف المكتب وتستعجله في الإجابة.. وبذكاء منه ودبلوماسية فائقة (أو العكس صحيح) أقنعها بأنه يعلم مسبقاً أن من تحادثه لها علاقة مباشرة وقوية مع زوجته ولهذا رغب في توصيل هذه الرسالة من خلال المتحدثة معه إلى زوجته حتى يوقظ مشاعرها الخامدة وتتحرك براكين أنوثتها المهاجرة.. ولكن زوجته وهو يسترسل في حديثه معها قالت له: كذاب أنت من يتصف بالفتور والبرود وكم هي الليالي التي أبحث عنك ولكن دون جدوى لم أجدك بالرغم من إقامتك معي وتحت سقف واحد.. وبعد سيل من تبادل الاتهامات هدأت العاصفة وذهبت هي لغرفتها ولحق بها وعند الصباح رجعت المياه لمجاريها شكلياً ولكن ضمنياً قد يضمر كل منهما للآخر ما يكفي لأن يهدد علاقة زوجية بالقطيعة الأبدية.



فتاة الإنتـرنت
تقول إحدى الفتيات:

إلى كل من يقرأ قصتي أرجو كل الرجاء أن تكون عبرة لمن يعتبر
هذه قصتي كتبتها بأيد ترتعش وأرجو أن يغفر الله لي.

كنت طالبة في كلية الطب تعرفت على شاب عبر الإنترنت كان دائماً يطلب مني رقم الهاتف النقال وطبعاً أرفض إلى أن قال لي وهو يستهزئ بصفحات الدردشة المدمرة أكيد أنت ولد، وأنا على نيتي أحلف والله بنت والله بنت ويقول وكيف أعرف أثبتي وكلميني مرة واحدة.
رضيت.. وكان بوم ضياعي يوم كلمته في أول مكالمة قلت: آلو أنا فلانة هل عرفتني؟ وقال بصوت معسول: يا هلا والله أخيراً وبعدها ابتدأت مكالماتنا لها أول ومالها آخر إلى أن أحببته حباً شديداً وأعطيته إيميلي الخاص وأرسل صورته وكان شاباً وسيماً زاد حبي له وتعلقي به حتى أني رفضت كل من يتقدم لي وبعد ثلاثة أشهر تقريباً قال لي: (أبي أشوفك) رفضت هددني بالهجر ضعفت حينها ولم أستطع السيطرة على مشاعري وافقت ويا ليتني لم أوافق واعدته في أحد المتنزهات العائلية ورأيته وتحدثنا معاً ولم يلمسني ولم ينظر إلي أعطيته الثقة ولم يخطر ببالي أنه سوف يخون ولم يكن ذلك آخر لقاء
التقينا مرة أخرى عند باب الكلية وبعدها في سيارته وبعدها في شقته!!
رجعت إلى الكلية فأنزلني وذهب بعدها والله لم أسمع صوته واعترفت لأهلي لكن بمساعدة صديقتي ووالدها – جزاهم الله خيراً – تفهموا الموضوع إلا أني أعيش في حزن وكلما أذكر قصتي أبكي بكاء لو احترق العالم لأطفأته بدموعي
أرجو أن تدعوا لي أن يقبل الله توبتي.



كيف ستكون النهاية؟

يتعلق الواحد منا بشخص ما فينشأ بينهما علاقة قوية قد تكون صداقة أو محبة أو زمالة وقد تكون هذه العلاقة صادقة أو كاذبة من أحد الطرفين أو من كليهما، قد تستمر طويلاً أو تنتهي سريعاً، وقد تكون علاقة لا يمكن تحديد ملامحها مثل قصة العلاقة القائمة بين الشخص الذي سأروي لكم قصته مع محبوبته.

هو شاب لم يتجاوز الثلاثين متزوج وله بنت واحدة يعيش مع زوجته وابنته حياة عادية مثل كل الناس، القليل من كل شيء مشاكل عائلية بسيطة تتخلل حياته مع زوجته التي لا يحبها ولا يكرهها والتي تختلف ميولها عنه في كل شيء لكن عجلة الحياة تدور وهو مضطر لتسيير الأمور وتقبل الطرف الآخر كما هو بكل عيوبه ومميزاته كما أنه شخص ملول ويبحث عن الإثارة في كل نواحي الحياة وقد أتاح له عمله في مجال الإلكترونيات الاتصال بالعالم عبر الإنترنت والعمل على الشبكة ليل نهار.. عدا عن أوقات خصصها لدخول مواقع الدردشة واتخذ له اسماً يغزو به هذه المواقع وكون صداقات مع شباب وتعرف على الكثير من الفتيات لكنه كان ينساهن بمجرد انتهاء المحادثة إلى أن جاء ذلك اليوم الذي دخل فيه موقع الدردشة ولفت نظره اسم (وجد) تحدث معها مثلما يفعل مع الباقيات لكنها كانت مختلفة وشعوره نحوها لم يكن عادياً شعر كأنه يعرفها منذ زمن بعيد وأنها قريبة جداً منه وشدته إليها برقة أسلوبها وعذب حديثها واتفاقها معه في كل شيء وكأنها تقرأ أفكاره وتكررت بينهما اللقاءات حتى تعدت الشات إلى البريد الإلكتروني والمسنجر ونسي معها كل صفحات الدردشة وأصبحت (وجد) هي شغله الشاغل أحبها بجنون وتولع بها بكل عنف ولم يعد له هم يشغله سوى الحديث إليها أطول وقت ممكن كان يتمنى أن يوقف عجلة الزمن حتى لا ينتهي الوقت الذي يقضيه معها وإذا مر يوم لم يتحدث إليها فيه يصبح كئيباً حزيناً متوتر الأعصاب حتى يجدها، صورها في خياله من الحور العين وشبه صوتها بالموسيقى ورغم محاولاته المستميتة لجعلها تحدثه في الهاتف أو بالمايك إلا أنها رفضت رفضاً قاطعاً مبدية أسباباً مقنعة ورضي على مضض ممنياً نفسه أن يأتي يوم تكون أمام ناظريه.

حديثهما شمل كل المواضيع وتخللته ساعات من الغزل والشعر والرومانسية وكلمات الأغاني من أم كلثوم إلى جواد.. وهكذا استمرت الأمور بينهما لشهرين أو تزيد كانت من أجمل الأيام التي مرت في حياته حتى إن الابتسامة لم تعد تفارق محياه.

في أحد الأيام دار بينهما حديث عاطفي ساخن وانتهى بنهاية الدوام فوصل إلى البيت وكانت زوجته في المطبخ تضع اللمسات الأخيرة على مائدة الغداء واعتذرت منه لأنها تأخرت قليلاً وإن كل شيء سيكون جاهزاً خلال دقائق فأخذها من يدها وأخبرها أنه يريدها هي وليس الغداء.
سحبت يدها من يده وقالت له: إنها جائعة وتفضل أن تتناول الغداء أولاً إلا أنه أصر فرفضت بشدة. غضب وذهب إلى غرفته وهو يتمنى لو كانت (وجد) مكانها ثم أغلق الباب ونام رغم طرقات زوجته على الباب ونداءاتها المتكررة له.

بعد قليل استيقظ وذهب إلى النت وتمنى لو وجد حبيبة الروح ولكنه لم يجدها رغم حاجته الشديدة إليها وقرر في نفسه قراراً لن يرجع عنه ثم عاد إلى النوم.

في اليوم التالي تحدث إلى (وجد) طويلاً وشكا لها من زوجته ومن تعاسته معها وأخبرها بحاجته الشديدة لها وطلبها للزواج وكان طلباً مفاجئاً جداً لها.. ولم تستطع الرد عليه فطلبت منه مهلة للتفكير.

إلى هنا توقفت لا أدري كيف أنهي هذه القصة.. في بالي عدة نهايات

النهاية الأولى: أن تعترف له وجد بأنها متزوجة وأنها كانت تتسلى ثم تنهي العلاقة.
النهاية الثانية: أن ينتهي اشتراك (وجد) في الإنترنت وبذلك تختفي وتنتهي قصتهما.
النهاية الثالثة: زوجته تكتشف القصة وتبدأ بينهما معركة ينفصلان بعدها ويبحث هو عن طريقة للوصول إلى (وجد).
النهاية الرابعة: أن يبقى الوضع على ما هو عليه هو مع وجد في الخيال ومع زوجته في الحقيقة.

أو أضع النهاية التي في بالي الآن ما رأيكم أي
النهايات أفضل أو من يستطيع منكم وضع نهاية أفضل؟



الإنترنت حطم قلبي ومعنوياتي

يقول أحدهم مما عانى من الإنترنت:

أنا شاب أعيش في بلاد الغربة البعيدة. تبدأ قصتي منذ حوالي السنة والنيف، روتين يومي يشبه كل يوم من العمل إلى المنزل وبالعكس، كان ملاذي الوحيد للخروج من الوحدة والهروب من السهر خارج المنزل هو الجلوس وراء الإنترنت في أوقات الفراغ وهي غالباً في آخر الليل، كنت أدخل إلى مواقع ما يسمونها الدردشة أو(Chat) الأجنبية السخيفة، وبعدها أردت أن أتعرف على الدردشة العربية، ذهبت إلى أحد المواقع وقد أعجبني، فأصبحت أدخل بشكل متقطع، أقضي وقتي بالضحك مع الشباب والسلامات على اللوبي العام للتشات، إلى أن جاء يوم من الأيام لاحظت فيه أن اسماً أنثوياً لفتاة يلاحقني دائماً بالسلامات والترحيب، لم آخذ هذا الشيء بمحمل الجد، إلى أن جاءتني الجرأة ودخلت إليها على الخاصة تعرفنا ببعضنا البعض، وأشهد الله أنها فتاة بغاية الأدب والذوق، كان التعارف بريئاً جداً عن الاسم ومكان الإقامة والعمر والهوايات.

في اليوم الثاني رجعت إلى منزلي مبكراً لكي أستغل أكبر وقت للتحدث معها، وإذا هي أيضاً قد دخلت مبكرة على التشات.

وبعدها من يوم إلى يوم ومن أسبوع إلى أسبوع، لا أعرف ما الذي جرى لي، لم أعد قادراً على تركها ولا لحظة، لقد أصبحت مهملاً في عملي ودراستي، لا أضع اللوم عليها، ولكن أنا فعلاً قد أحببتها من كل قلبي. قد تصادف بعض الأحيان أن أنسى أن اشتراكي للإنترنت قد انتهى، فأخرج من منزلي في منتصف الليل كالذي فقد عقله إلى أي كافيه للإنترنت لكي أتحدث معها، لقد أصبح كالواجب اليومي، إذا لم أتحدث معها، أظل طوال يومي معكراً ومكتئباً.

كنت أنا وهذه الفتاة نعيش في الخيال، نتخيل كيف سنعيش أين سنذهب. ماذا سنأكل، عن أولادنا. أقسم بأنها كانت أحلاماً بريئة شفافة. أشهد الله أننا لم نتكلم ولا مرة عن أي شيء يغضب الله أو خارجاً عن الآداب العامة إلى أن جاء يوم الصدمة واستفقنا من الخيال بعد حوالي السنة عندما أخبرتني أنه قد جاءت إلى منزلها أسرة لطلب يدها، وهم من عائلة جيدة، لا أعرف وقتها ما الذي حدث لي كانت أكبر صدمة لي في حياتي، أكبر من صدمتي عندما رسبت في الثانوية أول مرة.

سألتني الفتاة ماذا أفعل كيف أتصرف، أنا أيضاً لا أعرف ماذا أفعل لقد كنت عاجزاً عن فعل شيء، أحسست أنني أريد البكاء، كيف أنا رجل وأقف هكذا من غير حراك وأمام من؟ أمام أعطف وأحن مخلوقة قابلتها بعد أمي، أنا شاب أملك المال والحمد لله ولكن ليس المال الذي يؤهلني للزواج، كيف سأذهب إلى هناك إليها، وللعلم فالفتاة من نفس بلدي وتعيش مع أهلها أيضاً في الخارج. كيف سأرسل أمي لخطبتها. أين ستكون حفلة الزفاف، أين سنسكن، كيف سأجلب لها فيزا إلى المكان الذي أنا فيه صعب جداً، كيف هذا وبيني وبينها مسافات كبيرة جداً هي في قارة وأنا في قارة أخرى، كيف.. كيف.. كيف.. اتصلت بأهلي فماذا كان ردهم؟!:

* يا بني ما هذه السخافة، تريد أن تتزوج فتاة عن طريق الإنترنت؟
* تأكد يا بني أنها مثلما تكلمت معك، تكلمت مع شخص غيرك.
* كيف هذا وستكسر العادات والتقاليد المتعارف عليها.

(يا إلهي إنها فتاة طيبة جداً وهي نادرة وأحببتها من كل قلبي) .

بعد هذا بدأت أكسر قلبي وأحاول أن أشوه صورتي أمامها وأظهر نفسي بأني شاب مجنون كنت ألعب بها وبعواطفها.
أظهرت نفسي بمظاهر عدة فقط لكي أجعلها أن ترى خطيبها الجديد وترى نفسها وتنساني.

والآن بعد مرور هذه القصة بستة أشهر، أصبحت غير الإنسان الذي أعهده منذ زمن بعيد، تغير كل شيء داخلي أصبحت قاسي القلب.
كل شيء بداخلي قد تحطم، تحطم قلبي وتحطمت معنوياتي، عندما تتكلم معي تظن نفسك أنك تتكلم مع رجل مسن وأنا عمري لم يتجاوز السادسة والعشرين. انتهت قصتي.

أرجو منكم إخوتي وأخواتي الاستفادة من هذه القصة لأنها عبرة للجميع وإياكم والانغماس بما يسمى الـ ((CHAT)) لأنها مضيعة للوقت والروح.



الطفل الذي أهدى إلي حياتي!!

قصة معبرة.. كم منا سيسقط في هذا الفخ المسمى الإنترنت.. اللهم سلم.. الله احمنا.. كنت يوماً في زيارة لأحد الأصدقاء ومعي ابني عبد الرحمن ولم يتجاوز السبع سنوات وبينما صديقي في المطبخ لإعداد الشاي.. احتجت استعمال جهازه.. وأنا أستخدم برنامج الكتابة.. أخذ ابني يداعبني ويمازحني ويطلب مني أن أشغل له نشيداً عن طريق برنامج الريل بلاير (ويظن أن لدى صديقي نفس تلك الأناشيد) وحاولت أن أفهمه أن تلك الأناشيد ليست في هذا الجهاز.. ولكنه أبى إلا أن أجرب له وأبحث.. وعندها قلت له انظر بنفسك.. وكان يعرف كيفية فتح ملفات الأناشيد والقرآن الكريم والمحاضرات.. وبينما هو يبحث في الملفات نظرت إلى ملف وإذا به تحت اسم سفينة البحر.. فقلت لعله برنامج أو صور عن تلك السفينة.. وبينما أنا أفكر ما بالملف.. لم يمهلني ولدي وقام بفتح الملف.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. لقد كان الملف عبارة عن لقطة قذرة يمارس بها الجنس.. تسمر ولدي أمام تلك اللقطة.. وبدأ قلبي ينبض وارتعدت فرائصي.. ماذا أعمل؟ ولم أتمالك نفسي إلا وأنا أمسك بعيني ولدي وأغمضها قسراً، أضع يدي الأخرى على الجهاز (الشاشة).. وفجأة قمت بإغلاق الجهاز.. وابني مصدوم مما رأى.. لم أستطع النظر إليه وبدأ قلبي ينبض وكانت الأفكار تدور برأسي.. كيف أعلمه؟ ماذا أقول له؟ كيف أخرجه من هذا الوحل الذي رآه؟ وكيف.. وكيف؟؟ بينما أنا كذلك نظر إلي ولدي وهو يقول: بابا.. عمو هذا ما هو طيب.. وأنت دائماً تقول لا تصاحب إلا الطيبين فكيف تصاحبه.. بابا.. عدني إنك ما تكلمه بعد اليوم.

نزلت هذه الكلمات كالبرد الشافي على قلبي.. قبلت رأسه وقلت له وأنا أعدك يا بني أن لا أصاحب الأشرار.. ولكن أريد منك شيئاً واحداً.. قال ما هو؟ قلت: أن تقول لعمو هذا حرام.. فوعدني بذلك وانطلق إلى صديقي بالمطبخ وقال له: عمو.. عمو.. ممكن أقول لك شيئاً؟ وكان صديقي يحب عبد الرحمن كثيراً، جاوبه صديقي وهو منشغل بتحضير الشاي.. ما هو يا حبيبي..
قال ولدي: عمو.. أنت تحب ربنا.. أجاب صديقي وبدأ يلتفت على ابني وهو يقول أهناك أحد ما يحب ربنا؟.

فقال ابني: وتريد ربنا يحبك؟ ترك صديقي ما بيده واستدار على ابني وهو يقول: لماذا هذا الكلام يا حبيبي وأخذ يمسح على رأسه.. فقال ابني له: عمو جهاز الكمبيوتر به شيء ربنا ما يحبه.. عمو.. وتلعثم ابني ولم يدر ما يقول: تسمر زميلي.. وقد علم ما يقصد ابني.. عندها ضم صغيري وأخذت الدموع تنهمر من عينيه، وهو يقول: سامحني يا حبيبي.. وضمه مرة أخرى وهو يقول يا رب سامحني.. يا رب سامحني.. كيف ألقاك وأنا أعصيك؟ دخلت عليه وقد كنت أسمع الحوار الذي دار ينهما.. ولم أدر ما أفعل.. وكان صغيري يقول له: عمو أنا أحبك وبابا يحبك ونريدك أن تكون معنا في الجنة.. ازداد زميلي بالبكاء والتضرع.. وهو يقول: لقد أهدى لي ابنك حياتي.. وأخذ يبكي.. عندها أخذت بتذكيره بالله والتوبة.. وأن الله يغفر الذنوب جميعاً.. وهو يقول: لقد أهدى إلي ابنك حياتي.. لم أعرف كيف مر الموقف.. كل ما أذكره أنني تركته وذهبت إلى بيتي ومعي ابني وهو على حاله تلك من التضرع لله بأن يغفر له.. والبكاء بين يديه..
في منتصف الليل.. دقت سماعة التلفون قمت لأجيب.. ما تراه قد حصل.. وإذا به أخو زميلي الأصغر، يقول يا عم صالح أدرك صاحبك.. يريدك أن تأتي الساعة.. ومعك ابنك عبد الرحمن.. ذهبت إلى غرفة ابني.. وأيقظته وأخذته معي وكلي قلق ما الذي حدث لصديقي دخلت بسرعة ومعي عبد الرحمن ورأيت صديقي وهو يبكي كما تركناه.. سلمت عليه وما أن رأى ابني حتى عانقه.. وقال هذا الذي أهدى إلي حياتي هذا الذي هداني، بدأ صديقي يتمتم بكلمات في نفسه.. وكانت الغرفة مليئة بأقربائه.. ما الذي حدث وسط هذه الدهشة من الجميع.. قال لي ابني.. بابا عمو يقول لا إله إلا الله.. بابا عمو يحب الله.. فجأة.. سقط صديقي مغشياً عليه.. ومات صديقي وهو بين يدي عبد الرحمن.



اعترافات طائشة

أنا فتاة في الثالثة والعشرين.. أمر بحالة نفسية سيئة سببها تصرفاتي الطائشة غير المحسوبة.. إنني أعترف بخطأ تماديت فيه حتى غرقت في بحار الندم.. توفي والدي فترك بموته فراغاً نفسياً وعاطفياً كبيراً فلجأت للإنترنت أشغل نفسي في محاولة للهرب من الحزن والاكتئاب الذي خلفه رحيل والدي.. تعرفت على شبان وشابات عن طريق ((الإنترنت)) فكنت أتحدث إليهم لساعات طويلة. وما لبثت أن تعرفت على شاب يقيم في مدينة قريبة من مدينتي.

تشعبت نقاشاتنا وحواراتنا ثم طلب رقم هاتفي فرفضت وبعد إلحاح منه أعطيته رقم جوالي وأصبح كثير الاتصال.. بعد ذلك طلب لقائي فرفضت أيضاً وبعد إلحاح قابلته في أماكن عامة وتعددت لقاءاتنا.. وفي هذه الأثناء تعرفت على شاب آخر.. كان لطيفاً وملماً بالمواقع وخبايا الإنترنت فكنت أتعلم منه ما أجهله.. تعددت مكالماتنا ونقاشاتنا وطلب رقم هاتفي، وبعد تردد أعطيته إياه ثم طلب لقائي فخرجت للقائه وهكذا وأنا أتخبط فما الذي أفعله بنفسي؟! ثم تعرفت على شاب ثالث كان ألطفهم وشعرت معه بالحب في حين أن الاثنين السابقين كنت أشعر بهما كإخوتي أسمع أخبارهما.. أشاركهما حل مشاكلهما وهكذا استمرت علاقتي بهؤلاء الثلاثة إلى أن اكتشفت أختي الأمر نصحتني أن أتركهم فوعدتها بذلك لأسكتها.. تقدم لخطبتي شاب ممتاز فرحت لأني وجدت فيه طوق نجاة لأنهي علاقاتي على النت.

وفعلاً تمت الخطوبة وطلبت منهم أن يدعوني وشاني وأنهيت علاقتي بهم.. اثنان منهم وافقا أما الثالث وهو الأول فلم تعجبه فكرة تركي له فقام كعادة المتمرسين بالكمبيوتر بمراقبة بريدي الإلكتروني ورأى رسائلي للشخصين ورسائلهما لي فطبعها وأرسلها على عنوان منزلي وعندما رأيتها صعقت وكدت أموت وسارعت بإحراقها خشية أن تقع في يد خطيبي الذي أحبه وأشعر بذنب كبير نحوه.. أعيش في رعب حقيقي كلما رن جرس المنزل أو الجوال أو الرسائل الخاصة بي. أو مفاتحة أسرتي لي بأي موضوع أظن أنهم عرفوا بعلاقتي الطائشة إنني متعبة.. أشعر بأني غير جديرة بعملي وأنا معلمة.. أشعر أني لست أهلاً لهذه المهنة الشريفة.. ولست أهلاً لثقة أهلي.. إنني نادمة.. نادمة أرجوك انشر رسالتي لتكون عبرة لكل الفتيات اللواتي يعبثن وراء الكمبيوتر بحثاً عن التسلية فيقعن في كمين الأنذال.



ضريبة باهظة الثمن!!

هذه معاناة إحداهن مع الإنترنت ترويها فتقول:

قبل ظهور الإنترنت في حياتي كنت أعاني وقت الفراغ الهائل.. لم أكن أعرف كيف أستغله في شيء مفيد.. لقد كانت أوقاتاً ضائعة من حياتي بين خروج مع الأصدقاء أو النوم أو النميمة على الآخرين أو التسمر أمام التلفاز أستقبل كل ما يمدني به دون أن يكون لي أي إرادة أو تحكم ورغم ذلك فقد كانت تمضي الساعات في بطء شديد.

الآن.. تغير الوضع تماماً بعد أن عرفت الكمبيوتر والإنترنت الساحر.. فقد اجتذبني حتى من نفسي حتى بت أقضي الساعات الطوال أمامه دون كلل أو ملل.. ولم لا ألا يعد نافذة تطل على العالم بأسره؟ ألا أستطيع بنقرة من أناملي أن أحصل على أية معلومات أو أصل لأي بقعة في الأرض، بل وإقامة صداقات حول العالم.. أشياء هائلة العدد من الممكن أن أستفيدها عبر هذا الجهاز الصغير.. إنها متعة تفوق الخيال.. لكن الحلو للأسف لا يكتمل ففي خضم اهتمامي بعالم الإنترنت فإنني أشعر دوماً بالحنين لأسرتي وأصدقائي من حولي.. فقد ضعفت علاقتي بهم بدرجة مخيفة قد تصل إلى حد القطيعة بسبب انشغالي بهذا العالم المتلاطم.

والداي يفتقدانني.. يبحثان عني دون فائدة.. وأصدقائي يفتشون عني في كل مكان فلا يجدونني ويعانون من صوت رنين هاتفي المشغول دوماً بسبب اتصاله بالنت.

ليس هذا فحسب بل إنني حين أنتهي من جلوسي الطويل والذي يصل لسبع ساعات متواصلة لا أستطيع السير على قدمي عدة خطوات فهما لا تحتملانني.. بصري زائغ.. وإرهاق غريب يتملكني.. صداع يقتلني ولا يداوي هذه الأعراض سوى النوم.. ورغم ذلك فإني لا أزال شديدة الضعف أمام الإنترنت الذي يواصل اجتذابه لي لعالمه الرائع.. لا ساعات التشغيل تتناقص ولا أنا قادرة على التوفيق.. ولا أستطيع الحفاظ على صحتي التي بدأت تتأثر كثيراً من طول المكوث أمام الكمبيوتر.

قد يكون ذلك هو ضريبة المتعة التي أحصل عليها يومياً من الإنترنت.. ولكنها للأسف ضريبة باهظة.. ولا أدري هل سأستطيع الاستمرار كثيراً على هذا الوضع أم أن هنالك حلاً آخر؟!

يتبع >>>

لتحميل الكتاب من هنا >>>