ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالآلاف من الصور والفيديوهات التي تسجل أحداث حرب روسيا وأوكرانيا، بعضها من مصادر موثوقة، وبعضها قد يكون مركبًا، والبعض الآخر قد يكون موثوقًا ولكن تم نشره وربطه بالأحداث الحالية رغم أنه لا علاقة له بها، وقد ادعى ناشروها ادعاءات وتعليقات مضللة بأنها مرتبطة بما يحدث في العالم الآن.
وتقوم «المصري اليوم» بنشر العديد من الصور والفيديوهات التي تم تداولها على عدة أجزاء، مع توضيح حقيقة كل فيديو وصورة وفقًا لخدمات تقصي الحقائق للعديد من الوكالات العالمية المعروفة والموثوقة ونستكمل هنا مع الجزء الثالث.
1- حقيقة فيديو لقطار روسي ينقل الدبابات نحو العاصمة الأوكرانية كييف
مئات آلاف المشاهدات حصدها مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قال ناشروه إنّه يصوّر قطارًا ضخمًا يحمل آليات عسكريّة روسيّة، في ظلّ تقارير عن التحرّكات للقوات الروسية باتّجاه كييف.
ويظهر في الفيديو قطارٌ ضخمٌ يعبر منطقة جبليّة محمّلًا بعشرات الدبّابات. وقد جاء في التعليق المرافق له «أيّ قوّة هذه روسيا».
وحظي الفيديو بأكثر من 16 ألف مشاركة من هذه الصفحة، إضافة إلى آلاف المشاركات في صفحات أخرى، وذلك في ظلّ تقارير عن مزيد من التحرّكات للقوات الروسية باتّجاه كييف.
وقد أفاد مسؤولون غربيون في مجال الدفاع وحكومة كييف بأن القوات الأوكرانية تمكّنت حتى الآن من إبقاء مدن البلاد الرئيسية خارج قبضة الروس رغم توغلات في العاصمة كييف وثاني كبرى مدن البلاد خاركيف.
وأعلنت هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيان الاثنين «أبطأ المحتلون الروس من وتيرة الهجوم»، مشيرة إلى تكبّد موسكو «خسائر كبيرة»، وفي ظلّ تقارير عن مزيد من التحرّكات للقوات الروسية باتّجاه كييف، إضافة إلى إعلان موسكو السبت توسيع نطاق الهجوم على أوكرانيا، ظهر هذا الفيديو على مواقع التواصل.
لكنّ الفيديو لا شأن له بذلك، وفقًا للوكالة الفرنسية.
فالمشاهد تتضمّن علامات عدّة تثير الشكّ في أن يكون على صلة بروسيا منها علامة BNSF الظاهرة بوضوح على القطار وهي تعود لإحدى أكبر شركات سكك الحديد المخصصة للشحن في أميركا الشماليّة.
وبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى الفيديو نفسه منشورًا منذ سنة 2018 على قناة معنيّة بنشر تسجيلات للقطارات على موقع يوتيوب.
وجاء في التعليق المرافق أنّ المشاهد تعود لقطارٍ عسكريّ يعبر خطّ سكّة الحديد عن عقدة تيهاتشابي في كاليفورنيا.
إثر ذلك أرشد البحث باستخدام كلمات مفتاح مثل «Military BNSF Tehachapi»، إلى نسخة أطول من الفيديو وبدقّة أعلى منشورة عام 2017 على قناة تحمل اسم Trains 232 تذكر في تعريفها أنّها تملك حقوق نشر كلّ المقاطع التي تقدّمها.
وجاء في الوصف المرافق أنّ مشاهد الفيديو ملتقطة بتاريخ 22 أبريل 2017، في الولايات المتّحدة.
2- حقيقة تجهيز الصاروخ النووي الروسي الملقب بالشيطان
بعد أيام على إعلان الرئيس الروسي وضع قوة الردع النووي للجيش الروسي في حال تأهب، تداول مستخدمون لمواقع التواصل فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر صاروخًا نوويًا روسياً ضخماً.
ويظهر في الفيديو جسمٌ معدنيّ ضخم محمولٌ على عربة للنقل، وجاء في النصّ المرافق له «بوتين يرعب العالم بالصاروخ النووي الملقّب بالشيطان».
تأهب نووي
وبدأ انتشار هذا الفيديو بعد أيّام على إعلان الرئيس الروسي وضع قوّة الردع النووي للجيش الروسي في حال تأهّب، ما أثار تنديداً غربياً واسعاً.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال الخبير في «مركز جنيف للسياسات الأمنية» مارك فينو إن بعض الأسلحة النوويّة في روسيا هي «إما رؤوس حربية مثبتة على صواريخ، أو أنها قنابل موجودة على متن» قاذفات وغواصات، «يمكن تفجيرها في غضون عشر دقائق».
ولا يستبعد خبراء غربيّون لجوء روسيا إلى استخدام قنبلة قد تكون «تكتيكية» وبالتالي محدودة الوطأة، فيما يذهب آخرون إلى أن التلويح بالسلاح النووي هو لمجرّد «إثارة الخوف بين الجماهير الغربية».
إلا أنّ ما يظهر في الفيديو لا علاقة له بكلّ ذلك.
فبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى أنّه منشور قبل أشهر، ولا علاقة له بالمعارك الدائرة حالياً في أوكرانيا.
وقد أرشد التعمّق بالبحث من خلال استخدام صورٍ ذات جودة أعلى من الفيديو، إلى عدد من المقاطع التي تُظهر نقل معدّات مشابهة تماماً للأنبوب الظاهر في المقطع المتداول.
وتُستخدم هذه الأنابيب في الصناعات البتروكيميائيّة ويمكن العثور أيضاً على فيديوات تظهر تركيبها في المعامل.