قصة قصيره بعنوان إسـتـيـقـظ

قصة قصيره بعنوان إسـتـيـقـظ

إسـتـيـقـظ

سلام

“أيقَظ رُوحك بلطفٍ قبَّل أنَّ تيقظَك هْي بعُنفٍ!”

الفصل الأول ( المتاع القليل )

وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

الأنعام „ ٣٢

غفوة لإستيقظ بعد بعض دقائق و أنا اشعر بالحر الشديد و بضيق في تنفسي اشعر أن كل عروقي يبست و أن عروق رأسي ستنفجر بالكامل من قساوة الضغط عليه ،

قلبي يؤلمني بشدة أشعر بثقل كبيرة فيه و كأنه استبدال بحجر ضخم ، شعوري كـ شعور فرشة هشة محبوسة في زجاجة مضغوط ، لا هواء لا صوت لك و لا مجيب لصراعك و ضغط لا يطاق .

جلست افرك عينايّ اطرد النوم عنهما ، نظرت حولي لمَ المكان مظلم!؟ ، لمَ ضوء الغرفة الخافت مطفئ ، إلا يعلمون أني اخاف الظلام!؟ ، الذي أنا واقع فيه!.

كان ظلاماً دامس حتى لمع ضوء خافتة كنجم بعيد في سماء اللّيل الحالك ، لمعه تلتها لمعه و انفجر الضوء في وجهي مخترقاً بصري ،

صرخت دون صوت! ، تنفست دون نفس! ، تحركت دون أحساس! ، فتحت عيناي أبكي ، و خرجت الكلمات المتقاطعة من فمي دون وعي.

_” أين أنا؟؟؟! “

قبل يومين وفي مثل هذا الوقت تقريباً.

_”اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ”

أستطيع سماع صوت الحق ينادي بي لصلاة الفجر، قلبت عينيّ بضجر.

_”مزعج”

همست معيداً تركيزي على شاشة هاتفي المُضيئة لأقرأ ماكتب أحد أصدقائي.

-إلهي ، تلك العادة ستقتلني!

اجمع حروف كلماتي بسرعة مجيباً! و أنا أقهقه.

-ولكنها ممتعة كـ اللعنة!

-عن أي لعنة تتحدث أنها مضرة، اشعر أن ظهري منقسم لنصفين، انها مقرفة!

ضحكت بصوت مكتوم و لم اتردد في كتابة كـلماتي.

-ما دامها مقرفة، لم تمارسها !؟

أخذ بعض الوقت لـيجبني.

-لا أعرف أنها ممتعة ولكن أكرهها أود أن أتوقف ظهري يؤلمني و اشعر بالذنب انها محرمة في ديننا

ارفع حاجباي على كلماته الأخيرة وارد بسرعة متعمداً احراجه.

– لا يا شيخ ، لم اعرفك ، بربك توقف انت تزيد الطين بلّة ، هل تتذكر ام تحتاج أن اذكرك ماذا فعلناً معنا!؟ ، ومن ثم ديننا القدير يحرم كل شيء لم يبقى سوى الهواء لم يحرمه!.

-لا أنا اذكر، ارجوك انسى و لا تذكرني مرةً اخرى أنا احاول أن انسى منذ دهـر! ، و انت تذكرني بكل سهولة ، انسى يا أخي انسى.

ابتسم بخبث وأرسل له.

-Well darling I’ll forget.

قلبت عينيّ بملل على ما كتب.

-انا ذاهب للصلاة هل ستفعل!؟

اكتب له و أنا ادفن نفسـي تحت أغطية سريري الدافئ.

-No, I’ll not don’t

, لقد فعلتها و لم استحم بعد 🙂

-يا مجنون! انت مقرف استحم وصلي واستغفر الله، ربما لا تستيقظ!.

– OK, OK,

توقف عن التشائم و اذهب لصلاتك يا شيخنا الفاضل ولا تنسى ان تدعوا ربك لي بالمغفرة.

اكتب واقفل هاتفي حاشراً أياه تحت المخده و أغمض عينايّ للنوم ، يهمس صوت ما في داخلي

((ربما لا تستيقظ))

عُقدت حاجباي محاولاً طرد هذه الفكرة ، اخر ما سـمعته قبل ان اقـع في احضن النوم صوت اهتزاز هـاتفي معلنا عن وصول رسالة، وصوت منبه اخي.

متاع الدنيا قليل ومتاع الاخرة ليس له بديل ، و يا ويحي فلقد فضلت ما هو قليل على ماهو أزَل ، متاع الحياة كما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي „اذا رايت انياب الليث بارزة فلا تحسبن ان الليث يبتسم„ و أبتسامة الحياة من أخبث الأبتسامات.

اعلانات

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني.

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.