جحا زار صديقه الوزير في بلدة يحكمها والٍ ظالم. أراد الوالي تعليم حماره حروف الهجاء، فأمر بسجن الحكيم الذي استنكر الفكرة. أعلن الوالي عن مكافأة كبيرة لمن يستطيع تعليم الحمار. جحا، بحنكته، ادعى أنه معلم للحمير ووافق على تعليم الحمار بشرط أن يعاونه الوالي لمدة ثلاث سنوات. قبل الوالي العرض، محذرًا جحا من الفشل. جحا أوضح لصديقه الوزير خطته؛ فهو يعلم أن الحمار لن يتعلم، لكن في هذا الوقت، قد يموت الحمار أو الوالي، أو حتى تقوم الساعة. ضحك الوزير، وأدرك أن جحا هو الأذكى!
قصة جحا وحمار الوالي مكتوبة
قام جحا بزيارة صديق له يعمل وزيرًا عند الوالي في بلدة بعيدة… وكان يحكم هذه البلدة والٍ لا يميز بين الحق والباطل.
بعد وصول جحا، خطر ببال الوالي أن يعلمه حروف الهجاء. فاستدعى كبير الحكماء وطلب منه تعليم الحمار. استنكر الحكيم هذا الطلب وقال: “حمار ويتعلم؟! لم نسمع عن مثل ذلك في حياتنا ولا في حياة آبائنا!”. غضب الوالي وأمر بسجن العالم.
أعلن الوالي أنه سيقدم مكافأة عظيمة لمن يقوم بتعليم حماره حروف الهجاء التي يجهلها الوالي نفسه.
جحا يتقدم لتعليم الحمار
سمع جحا هذا الإعلان وقرر الذهاب إلى الوالي على أساس أنه معلم قدير للحمير والبهائم. وقال جحا للوالي إنه مغرم بتعليم الحمير، ولديه مدرسة كبيرة في بلاد بعيدة تعلم الحمير الألف باء، بل وتعلمهم أيضًا اللغات الأجنبية.
فرح الوالي فرحًا شديدًا واتفق مع جحا أن يبدأ بتعليم الحمار.
شروط جحا وحيلة التأخير
اشترط جحا على الوالي أن يتم التعليم في غرفة خصيصًا داخل قصر الوالي نفسه، وأن يُعطيه الوالي مهلة ثلاث سنوات، وأن يشارك الوالي يوميًا لمدة ساعة كاملة في الحصص الدراسية التي سيقدمها جحا للحمار، وأن يشاركه في حل الواجبات.
وافق الوالي تقديرًا منه لهذا المعلم القدير، وقرر صرف راتب لجحا طوال هذه المدة، معلنًا أنه إذا نجح في تعليم الحمار فسيعطيه جائزة كبيرة تضمن له العيش بثراء طوال حياته. لكنه حذره من فشل المهمة قائلاً: “لو فشلت يا جحا في تعليم الحمار فسوف أسجنك وأضربك بالسياط ما دمت حيًا”.
قبل جحا شرط الوالي وتعهد بذلك أمام حاشيته ووزرائه الذين استغربوا بشدة تهور جحا واعتبروا عمله مجنونًا.
الحوار بين جحا وصديقه الوزير
بعدما خرج جحا من مجلس الوالي، استوقفه صديقه الوزير وقال له: “أيها الأحمق! كيف تطلب لنفسك هذه المهمة؟ وكيف توافق على شرط الوالي؟ أمجنون أنت؟”.
ضحك جحا طويلًا وقال: “يا أخي، في هذه السنوات القليلة سأبذل جهدي لتعليم الحمار. فإن لم يتعلم، وذلك مؤكد، فسوف يتعلم الوالي. وعندها سيميز بين الخطأ والصواب، وأكون بذلك قد خدمته وخدمت البلدة كلها. أما إذا لم يتعلم أحد منهما، فسأطلب تجديد المهلة مدعيًا أن الحمار بدأ يتعلم ولكن ذهنه غليظ ويحتاج لفترة زمنية أطول. وفي هذه الفترة، إما أن أجن أنا أو ينتهي عمري فأموت، أو يتعلم الوالي أو يجُن، أو ينتهي عمره فيموت، أو يموت الحمار… أو تقوم الساعة فنموت جميعًا”.
ضحك صديق جحا الوزير من أعماق قلبه. فقال جحا: “قل لي الآن، من منا الأحمق أيها الذكي؟”.
مناقشة القصة
هل والي البلدة التي زارها جحا حاكم عادل؟ ولماذا؟
لماذا غضب الوالي وأمر بسجن العالم؟
لماذا ذهب جحا إلى الوالي؟
ما الذي فعله جحا؟
ما الذي يستفاد من هذه القصة؟
