القائمة إغلاق

واصل قراءة رواية ظلام البدر +21 بقلم بتول

4.1
(54)

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت الرابع والثلاثون

***تحذير وتنويه***

البارت فيه مشاهد صعبة وكلام صعب (بس مش مع نورسين) ياريت اللي بيخاف ميقراش..9

أنا مقدرتش أكتب البارت على مرة واحدة، ومتخافوش أنا لسه مش مختلة نفسياً ولسه طيبة وغلبانة زي ما أنا وعمري ما شوفت الكلام ده في الحقيقة بس قريت وسمعت كتير عنه وربنا ما يوريه لحد أبداً يا بنات..10

تم النشر بتاريخ 29/7/2019 علشان مهانش عليا منشرش اللي كتبته لغاية يوم الجمعة ومعنديش أي فكرة البارت الجاي امتى ومش عارفة هاكتبه أصلاً ازاي لأنه هيبقا صعب عليا جداً..21

جلس شارداً بملامحها التي حُفرت بقلبه قبل عقله، لقد كان أسعد شهراً بحياته، لماذا لم يجد تلك الفتاة منذ سنوات؟ ابتسامتها الخجولة، تلهفها على المزيد من متع الحياة، ضحكتها البريئة التي عند سماعها فقط تشعره بالفرحة، ارتباكها وجنونها الطفولي، ذلك النور …
جلس شارداً بملامحها التي حُفرت بقلبه قبل عقله، لقد كان أسعد شهراً بحياته، لماذا لم يجد تلك الفتاة منذ سنوات؟ ابتسامتها الخجولة، تلهفها على المزيد من متع الحياة، ضحكتها البريئة التي عند سماعها فقط تشعره بالفرحة، ارتباكها وجنونها الطفولي، ذلك النور الذي تبعثه بداخله، كل شيء معها يجعله يتأكد أنه ولد من جديد..4

كل يوم يختلف عن ذي قبل، تكبر تلك الصغيرة على يداه وتصبح إمرأة بالغة يوماً بعد يوم، يُعجب كثيراً بطموحها وتخطيطها لكل شيء وإقبالها على الحياة، وأكثر ما أدهشه حقاً أنها لا تُجبره ولا ترغمه على شيئاً، لم تسأله قط عما حدث لكريم وكيف فجأة هكذا صدقها إلا عندما ثملت فقط، لا تسأله لماذا لا يريد الإنجاب بالرغم من أنها سألته عن تلك الوسائل التي تمنع الحمل واجابها بأنه لا يريد أن يُنجب الآن ولكنها تُدهشه بعدم ضغطها عليه في أي أمر..

حتى زواجه من ليلى وبالرغم من صورتها الموضوعة بجانب سريره لم تشتكي له من أن يُزيلها أو يبعدها عن نظرها، لم يعد يعرف كيف لتلك الصغيرة أن تتحمله بكل تلك الظُلمة التي بداخله دون أن تشكو أو تتحدث؟ كيف لها أن تكون بمثل تلك السلمية والخضوع معه؟ 12

يعرف أنه عليه أن يواجهها بكل شيء بيوم ما ولكن لا يستطيع أن يصارحها الآن، يريد فقط أن يآخذ وقته معها حتى تعرف من هو بدر الدين، يريد أن يُريها جانبه الجيد قبل أن ترى ساديته.. أصبح كل ما يتمناه فقط هو التحكم في جانبه السادي هذه الأيام الذي رغماً عنه كاد أن يظهر بأوقات عديدة ولكن برائتها تلك توقفه وتخمد براكينه..

يدري أنه قد قام بتأجيل كل شيء في روتينه اليومي فقط من أجلها، ولكن كان هذا كافياً، لديه اليوم العديد ليفعله، اجتماعات ومراجعات وكذلك عليه اليوم أن يذهب لكريم ويسري حتى ينتهي منهما ويُمزق صفحتهما من حياته وحياة من حوله للأبد، يكفي تأجيله لهذا الأمر كل هذا الوقت، يعرف أنه كان يتجنب تلك المواجهة خوفاً من اندلاع ذلك البركان السادي الخامد بداخله ولكنه يتشبث بنورسين وتلك البراءة التي تبدد ظُلمته شيئاً فشيئاً..
زفر بعمق وبدأ في عمله وهو يجاهد نفسه ألا يشرد بها مجدداً، هو يعرف أنها اليوم بعد الجامعة ستذهب للتنزه مع شاهندة فليس عليه القلق، واطمئن أن كل شيء أصبح بخير علّ هذا يُعطيه المقدرة لأن يُركز وينجز تلك الأعمال المتراكمة..
“وحشتيني اوي يا نور
“وحشتيني اوي يا نور..”
“وانتي يا شاهي اوي..”
“خلاص بدور واخدك مننا ولا انتي بقا اللي مكتفاه في البيت.. بتعملوا ايه هه؟!” غمزت لها مازحة لترتبك نورسين وتورد وجهها
“احنا.. احنا.. مبنعملش حاجة يعني.. هنكون بنعمل ايه؟” اجابتها بتوتر12
“يا بنوتي.. عليا أنا؟!” نظرت لها مُضيقة عيناها “بس سماح خلاص مش عايزة أعرف حاجة عشان بدر شكله مبسوط وأنتي كمان شكلك مبسوط” أخبرتها لتشرد نورسين بإبتسامة “لا ده واضح إن الحب ولع في الدرة.. ايوة يا سيدي..”
“يووه بقا يا شاهي.. ايوة الحمد لله مبسوطين” حاولت أن توقفها ولكن بداخلها تعرف أن قلبها تعالت خفقاته فقط لأنها تتحدث عنه مع أحد آخر كما أنها وقعت بالحيرة جراء العديد من الأشياء التي يفعلها معها وبها!
“مين كان يصدق!! صحيح ما محبة إلا بعد عداوة..” حاولت شاهندة أن تعدل عما يدور في رأسها ولكنها لم تستطيع بالنهاية وقتلها الفضول الشديد “بس بردواحكيلي عامل معاكي ايه؟”
“يعني هيكون عامل ايه هو كويس.. وبصراحة أنا بقيت بحبه اوي.. بس..” توقفت عن الكلام لتبتسم في خجل ثم تذكرت مناقشتهما سوياً حول الجنس والعلاقة بين المرأة.
“مممـ.. السرحان ده والضحكة الغريبة المكسوفة دي وراهم حاجة.. انطقي بقا متنشفيش ريقي”
“أصل.. يعني.. هو.. ” تلعثمت ثم حمحمت بإرتباك “أنا بحبه ومبسوطة معاه بس دايماً بيكسفني وأنا بجد مش عارفة اخلص من الموضوع ده، هو حاول كتير معايا بس أنا لسه بخاف من الحاجات دي وبتكسف”
“نعم يا حبيبتي!! كام شهر جواز ولسه بتتكسفي؟!” تعجبت شاهندة وهي حقاً لا تُصدق خجلها

“أعمل ايه يعني.. أنا مكنتش اعرف حاجة عن المواضيع دي وفجأة كده كل حاجة جت بسرعة واللي بيخليني كده مش على بعضي إن هو اللي بيفهمني كل حاجة وأنا بردو لسه بتكسف!” 5

“تعملي ايه؟! تكلميني.. تدوري على الـ Internet، تتصرفي بس متفضليش كده..”6

“لأ يا شاهي أنا مش بثق في الكلام بتاع الـ Internet ده، وحتى لما كنت باجي أتفرج على فيلم وبيجي فيه مشهد قليل الأدب كنت بعدي الحاجات دي أو بحول على قناة تانية” أخبرتها ببراءة لتتنهد شاهندة وهزت رأسها في إنكار وآسى على ما تسمعه2

“مشهد قليل الأدب!!” صاحت شاهندة في تهكم ثم أكملت “يا عيني عليك يا بدر يا اخويا يا غلبان ياللي وقعت وقعة بيضا!.. احكيلي طيب كل حاجة وأنا أقولك تتصرفي ازاي في موضوع الكسوف ده!”10

“طيب هاحكيلك!!”4

مشى بخطوات متريثة داخل ذلك السرداب الذي يصل لمخزن احد المصانع القديمة المهجورة وهو يُشمر أكمامه وبداخله قلبه يخفق في جنون من ردة فعل تلك السادية بداخله بعدما يفعل بهما كل ما خطط له خاصةً وهو يعلم أن كل ما أراده قد أعده هؤلاء الرجال الذي دفع لهم ال…
مشى بخطوات متريثة داخل ذلك السرداب الذي يصل لمخزن احد المصانع القديمة المهجورة وهو يُشمر أكمامه وبداخله قلبه يخفق في جنون من ردة فعل تلك السادية بداخله بعدما يفعل بهما كل ما خطط له خاصةً وهو يعلم أن كل ما أراده قد أعده هؤلاء الرجال الذي دفع لهم الكثير من الأموال مسبقاً..

دلف احدى الغرف ذات الأبواب الحديدية بعد أن سمع أصوات عذابهما الذي يعرف أنه قد استمر و تواصل لقرابة شهران ما بين الضرب المبرح في جميع أنحاء الجسم بالأيدي والعصي، وسط نعتهم بالألفاظ النابية بعد أن استمرا لأول شهر لا يستمعان أي أصوات غير صوت صرخات بعضهما البعض.2

سيبدأ بيسري وسيدع كريم للنهاية.. بالرغم من بشاعة ما فعلاه ولكن كريم هو السبب بكل شيء، هو من جعله يُعذب تلك التي خفق قلبه بعد سنوات لها ومن أجلها دون نساء الأرض أجمعهن.. لا يزال يتذكر دناءته عندما أخبرها بأنه يُحبها، ابتسم لتلك الكلمة التي نطقت من ذاك الفم الحقير ليُدرك أن بكل تلك المشاعر التي يحملها لها لم يجرأ بعد على إخبارها بأنه يُحبها فابتسم بتهكم ثم تذكر عندما حاول أن يغتصبها ليسحق أسنانه بإنفعال وآخذ يُقسم داخله أنه سينسيه اسمه!!

دفع ذلك الباب الحديدي في بطأ ليطلق صوتاً مخيفاً بعد أن امتزج بصوت صُراخ يُسري ودلف بهدوء بتلك الظُلمة ليشعر هؤلاء الرجال بوجوده فغادروا وتركوه ووصدوا الباب خلفهم..1

جلس على احدى الكراسي الموضوعة بالغرفة وبدأ في أن يُدخن سجائره بينما يُسري لم يعد يدري أهناك أحداً أم لا، لا يعرف لماذا نقلوه هنا لوحده منذ بعض الوقت الذي شابه الأبدية، لا يرى كف يده في ذلك الظلام، تمنى بداخله لو فقط يعود لتلك الغرفة التي يتواجد بها مع كريم، ذلك الصمت وتلك الأنفاس المرعبة التي يستمع لها عندما يعذبونه تُفزعه، يشعر بوجود أحد ما بالغرفة ولكن ما الذي يخبأونه له بعد؟ لقد أبرحوه ضرباً ولقد بات يشعر بالذعر من أقل حركة تحدث جانبه، ما الذي يريدون فعله بعد كل هذا؟!

تنهد بين دخان سجائره وكأنما وجد ملاذه، لم يكن يعي منذ ساعات كم أن ذلك الظلام الذي لا يرى به شيئاً قد أشتاق له، أشتاق لمجاورة أكثر ما شابه روحه القاتمة، يدلف به، يتناسى من أصبح الآن، يتذكر كيف كان، ثم يُطلق العنان لتلك الغرائز الإنتقامية به لتقع على جسد أياً من كان أمامه دون شفقة أورحمة..

لقد كان خائفاً صباح هذا اليوم أن عندما يرى يُسري أو كريم وبعد الذي سيفعله بهما سيعود لذلك الرجل السادي، أمّا الآن فقط بجلوسه هنا في تلك العتمة أيقظ بدماءه سجيته السادية، رغبته في أن يعذب أي أحد تزايدت، يريد أن يستمع لتلك الصرخات والتوسلات، يرد أن يستنشق رائحة الدماء التي تُسكن تلك الجروح بداخله، يريد أن يستمع لتوسلات عدة.. سيفعلها بعد أن توقف لشهور.. لن يكن هيناً ولا ليناً..3

داس بغلٍ شديد ما تبقى من سيجارته التي قرر أنها الأخيرة وهو يقنع نفسه للمرة الأخيرة أن كل هذا لم يكن ذنبه، سيعاقب من أخطأ، العقاب ليس ككل مرة، بل كلاً منهما أخطأ، خطئهما أن كليهما عبثا مع من أحبها قلبه..

نهض بتلك العتمة مُمسكاً بعصوان كل واحدة بيد ودون أن يرى ولا يعلم أين ستقع ضرباته أطلق كل ما حمل من ضغائن تجاه والده ووالدته، وذلك العذاب الذي تحمله بسنواتٍ وحده دون وجود أحد بجانبه، أيصرخ هذا الوغد؟ لماذا تُشبه تلك الصرخات صرخات تلك الرجال بغرفة والدته عندما كانوا يُطلقون مائهم بداخل العاهرة التي أنجبته؟ ربما تُشبه صرخاته تلك الصرخات التي تفلتت عندما عذبه بها والده منذ زمن بعيد؟ لا ربما تُشبه صرخات نورسين التي صرخت بها من محاولة إغتصاب ذلك الحقير لها!!3

“أنا .. أنا توبت.. أنا مش عايز حاجة.. هنفذ كل اللي تقوله عليه بس سيبوني” صرخ يُسري متوسلاً ليبتسم بدر في مُتعة وهو يستمع لآثر تحركات العصوان بالهواء وارتطامها بجسده العاري وهو لا يُريد أن يتوقف بعد..

أيظن أن بحفنة توسلات سيتركه؟! لقد توسل من قبل ذلك، توسل مرات لا نهائية، لقد نادى مستنجداً، ولكن لم يستمع له أحد، لم يُشفق عليه والده ولو لمرة واحدة، لماذا عليه هو أن يستمع الآن لتلك التوسلات؟! 2

توجه لخارج الغرفة ثم ترك العصوان ليرتجف يُسري على واقع ارتطامهما بالأرضية وهو يبكي في رُعب تام وهو لم يعد لديه القُدرة على احتمال كل ما يحدث له..

أمسك بعدة أسلاك ودلواً من الماء وشعلة نار موضوعه على أحدى الجدران مثلما آمر سابقاً فهو يمنع عنهما تماماً أي ضوء ثم توجه للداخل ليبتسم حتى لمعت أسنانه بعد إنعكاس ضي من اللهب على وجهه وبدا سعيداً للغاية بملامح يُسري وتلك الدماء التي لوثت الأرضية أسفله..

“لا.. أبوس ايدك متعملش فيا حاجة تاني.. اللي أنت عايزه هنفذه.. ارحمني ابوس رجلك.. كفاية ضرب وبهدلة أنا مبقتش قادر” توسل يُسري بعد أن لمح بدر الدين بصعوبة من بين تلك الدماء التي انسابت على عيناه ووجهه بينما ارتعد وهو يلمح بدر الدين يذهب للجدار ليثبت عليه تلك الشعلة ويوصل بعض أسلاك لجهاز ما لم يستطع تبين ما هو ثم ارتجف عندما رآه يعود ليقف على مقربة منه وهو ينظر له بتشفي شديد ورضاء بينما الأول شعر بأنسياب بوله من تلك النظرة المُرعبة التي جعلته يُصدق أنه يرى الشيطان متجسداً في جسد بشري..10

“أنا.. أننا توبت.. أنا هاعملك اللي أنت عايزه.. بس.. بس سيبني امشي.. ابوس ايدك كفاية” تلعثم في فزع لتصدح ضحكة بدر الدين التي امتزجت بالشر والكراهية ثم أقترب منه وهو يوصل تلك الأسلاك بجسده ليثبتها بكلاً من حلمتاه وخصيتيه ثم أحضر الدلو ليسكبه عليه ليرتجف رعباً مما تأكد ما هو مقبل عليه..6
توجه بدر الدين ليشعل احدى الازرار بذلك الجهاز الغريب الذي لم يستطع معرفة ما هو ثم أدار احدى المؤشرات بسبابته ليرتجف جسد يُسري بشدة من تلك الكهرباء التي سرت بجسده ودوى صراخه حتى مزق حلقه ثم خر فاقداً الوعي وهو لا يزال مُثبتاً من كلتا يداه ورأسه وقدماه على ذلك المُجسد الخشبي الذي رُبطت أطرافه عليها بإحكام حتى ادميت أسفل الحبال وسقط رأسه من تلك الفوهه بمنتصفه إثر فقدانه لوعيه!

تنفس بدر الدين برضاء بعد أن ملأ رئتيه بذلك الهواء الذي حمل رائحة العذاب والدمار لجسد ذلك الحقير ثم ابتسم في زهو وإعجاب بما فعله عندما رآى سيلان الدماء من خصيتاه ثم توجه للخارج بخطوات متهادية وغلق الباب خلفه وهو ذاهباً بطريقه لكريم ليآمر احد الرجال بإفاقة يُسري بعد نصف ساعة..

توقف بالرواق الذي شعر أنه مبتعداً عن الجميع ثم أخرج هاتفه ليجري مكالمة فهو قد عرف أن هذه الليلة لن تنتهي حتى بعد ساعات عدة كما أنه تأكد أن بركان السادية الضارية بداخله قد اهتاج مرة أخرى وبالطبع سيحتاج لإمرأة بالنهاية حتى يُنهي تلك البراكين المتأججة بداخله ولن يخاطر بأن يؤذي نورسين بها!!11

“ايه يا بدر عامل ايه؟”

“تمام يا شاهي.. بقولك عشان بس مشغول ومعرفش هاخلص امتى، روحي أنتي ونورسين سوا عشان مش عايزها تبات لوحدها وأنا لما أخلص هبقا اجي اخدها من عندكم”

“ليه فيه ايه كده؟ أنا صُدفة عرفت إنك مش في الشركة..” تعجبت شاهندة لتسأله

“ده اجتماع في الغردقة وشكلنا مطولين..”

“طيب يا حبيبي.. خد نور هاتـ..” أنهى المكالمة بعد أن تأكد مما أوشكت أخته على فعله فهو متأكد تماماً أنه لن يستطيع أن يستمع لصوت نورسين بتلك الحالة التي هو بها!

أغلق هاتفه تماماً واضعاً اياه بأحدى جيوبه ثم أكمل طريقه بذلك الرواق المظلم الذي لم ينيره إلا جذوة من اللهب فتناولها من على احد الجدران ليدلف احدى الأبواب التي وقعت بنهاية ذلك الرواق وصفع الباب خلفه بإبتسامة واسعة انهالت منها الظُلمة الخالصة والتشفي عندما تفقد ووجد جسد ذلك العاهر الآخر أمامه عاري بعد أن استطاع رؤيته في إنعكاس نيران تلك الجذوة عليه وهو مُعلقاً من قدماه المتبعدتان ويداه ثُبتا في الأرضية بالتوازي مع قدماه وجسده لم يوجد به شبر واحد إلا وقد ارتسمت علامات السوط عليه..3

“ازيك يا مرا.. عاملة ايه؟” تسائل متهكماً بمنتهى الهدوء اللاذع الذي لم يماثل تلك السعادة الشديدة التي حملتها نبرته المُتشفية بمظهره ولكن بدر الدين لم يشعر بالرضاء التام بعد!!

“أنا.. أنا كنت عارف إنك أنت السبب في كل ده.. أنا مش هاسيبك.. أنا.. هانتقم من كل اللي عملتـه” صاح كريم بأنفس لاهثة وهو مُعلق هكذا ليضحك بدر الدين بهيستيرية شديدة وهو لا يُصدق أن ما بداخل ذلك الوغد لم يتغير ولو مقدار أُنملة8

“شكلك نسيت كلامي ليك.. بس أفكرك وماله.. فاكر لما قولتلك إن اعتبر اللي حصلك قبل كده أول وآخر تحذير ليك يا إما هخليك مرا وبكيفك؟!” تريث ليبتسم بخفوت ثم أكمل “اهو بقا كيفك الوسخ وقذارتك هتعمل فيك بلاوي.. فكرك سهل حتة خـ** زيك يلمس مرات بدر الدين الخولي، ولا فكرك إن بلاويك الوسخة أنا مش عارفها.. أنا بقا هوريك يعني ايه تأذي أختي ومراتي.. يا .. يا حتة مرا!!” ابتسم ثم تحولت ابتسامته لضحكات عالية عندما صرخ كريم بسبب أقتراب النار من قضيبه المُرتخي

“إن ما نمتش مع مراتك قدامك وعرفتك مين بجد اللي مرا مبقاش أنا كريم الدمنهوري!!” تحدث بحرقة متوعداً ودموعه تتهاوى آلماً لتصدح ضحكة بدر الدين مرة آخرى 10

“هو أنا مقولتلكش!!” تحدث بدر الدين متهكماً ثم أكمل “أنت خلاص هتبقى مرا.. يعني حتى لو قدامك نسوان الدنيا كلها مش هاتعرف تعمل فيهم حاجة” ضحك مجدداً ليزدرد كريم لعابه ثم اتجه نحو الباب مُلقياً تلك الجذوة بيده بعيداً ليفتح الباب ثم صدح آمراً وهو ينير الأضواء “ادخلوا!!” 2

ارتعب كريم مما سمعه ولأول مرة يرى ضوءاً منذ شهران ليفتح عيناه بصعوبة وهو لا يستطيع تبين من هؤلاء الذين عجت بهم الغُرفة

“اننتوا.. انتوا هتعملوا فيا ايه؟!!” صاح سائلاً في فزع بعد أن وجد رجلان يقومان بتثبيت قضيبه بثلاث خشبات احددهما قائمتان تلامس الأرض والثالثة بها فوهة دائرية ثُبتت أفقياً بالخشبتان السابقتان ثم تقدم رجل منه ليغرز احدى الحقن بقضيبه ثم آخريات وزعن بالمناطق القريبة لخصيتاه واعلى فخذاه حتى أصبح لا يشعر بأي من لمسات هؤلاء الرجال له!13

“هيخلوك مرا.. يا مرا” اجابه بدر الدين ثم جلس على احدى الكراسي لينظر له متشفياً وهو يُشعل احدى سجائره واستمتع ببكاءه وهو الآن يتوسل ألا يفعلوا به ذلك!!

لم يستطيع إلا أن يبتسم وهو يرى كريم الذي خُدر موضعياً يُبتر قضيبه وهو مقيداً هكذا ثم شعر بالرضاء التام عندما تخيل ما سيفعله به بعد قليل؛ سينتظر فقط بعد أن يذهب هذا الطبيب ومن معه ثم سيقوم بعذابه بشتى ألوان العذاب..31
انتظر حتى قام الجميع بعملهم ثم تركوه وتريث هو بعد حتى يتأكد من زوال مفعول المُخدر وهو يراقب ملامح الإنكسار والحُرقة تظهر على وجهه ونحيبه المكتوم ليقارنها بمثل تلك الملامح التي ظهرت ظُلماً من قبل على وجه نورسين وبالرغم من أن بدر قد انتشى بما حدث له ولكنه لم يكن ليتركه هكذا دون أن يفعل به العديد مما خطط له فتلك الدموع التي هُدرت من عيناها لن تتضيع سُدى.. 2

نهض ليجهز العديد من الأشياء على منضدة جانبية حديدية الصُنع ثم أمسك بشيئاً يشبه ثمرة الإجاصة ولكنه مصنوع من معدن ما ذو سن مدبب من النهاية، لم يُرى بعد أنها تتكوّن من أربعة “أجنحة” حديدية كأجنحة الفراشة لأنها لازالت مطوية فهو لم يقم بستخدامها بعد..

أقترب من كريم بتأني شديد وهو لم يقم بإغلاق الأنوار بعد، يريد أن يتشفى بكل ما سيحدث له، لقد وضع منذ البداية كاميرا قد قامت بتصوير كل ما حدث وستقوم بتسجيل ما سيحدث أيضاً حتى يذكره بكل ما حدث له يومياً.. فكريم له وضع آخر مُغاير عن يُسري تماماً..1

ظل يقترب وهو ينظر لتلك الدماء التي انسابت من بين مُلتقى ساقاه حتى وجهه فهو لا يزال مُعلقاً من ساقاه المقيدتان وكذلك يداه المُثبتتان بالأرضية فابتسم ببرود بينما الآخر لا يدري ما الذي سيفعل به بعد ما جردوه من رجولته!

دون أي مقدمات هوى لاكماً اياه على قضيبه، لا بل مكان عضوه الذي لم يعد متواجداً ليصرخ الآخر في آلم شديد بينما ضحك بدر الدين على صراخه ذلك ثم تحدث له في تهكم “ايه؟! حاسس بإختلاف؟!” ابتسم ثم توقف خلفه ليضع تلك الإجاصة من جهة سنها المُدبب بفتحة شرجه ليصرخ كريم 8

“لأ.. بلاش كده.. هاعملك اللي أنت عايزه إلا اللي بتعمله فيا ده” صرخ بكل ما أوتي من قوة بينما ابتسم الآخر3

“ما هو ده اللي أنا عايزه، إني أشوفك وأنت مرا!!” أخبره بمنتهى الهدوء وظلمته أصبحت من تتحكم به الآن بعد أن تأكد من تثبيت تلك الآلة التي تُشبه حبة الكمثرى التي حُشرت بداخله ثم أدارها حتى فُتحت أجنحتها المطوية الحادة ليآخذ هو في الصراخ إلي أن تمزق حلقه وكذلك تمزق بداخله!..

ظل يستمع له في رضاء واستمتاع وهو يتذكر كل ما حدث بسببه لنورسين وتتوسع ابتسامته في كراهية خالصة لهذا الحقير وبنفس الوقت لنفسه على ما فعله معها من قبل ثم فجأة ضحك وتعالت قهقهاته وهو يتخيل ما سيفعله به بعد قليل!!15

لا يستطيع التوقف عن الضحك بهيستيرية حتى بدا كالمجنون تماماً وعيناه الثاقبتان لا تتوقفا عن اللمعان بشدة عندما تذكر كريم بعد أن أجبره على أن يرتدى احدى أثواب النوم الخاصة بالنساء وهو يُجلده بأحدى الأسواط وأُرغم على أن يُغني ناعتاً نفسه بألفاظ نابية …
لا يستطيع التوقف عن الضحك بهيستيرية حتى بدا كالمجنون تماماً وعيناه الثاقبتان لا تتوقفا عن اللمعان بشدة عندما تذكر كريم بعد أن أجبره على أن يرتدى احدى أثواب النوم الخاصة بالنساء وهو يُجلده بأحدى الأسواط وأُرغم على أن يُغني ناعتاً نفسه بألفاظ نابية لا تمت للرجولة بأي صلة.. صرخاته وملامح الإنكسار عندما آتى له بأحدى الرجال وهو لا زال يجلده مجبراً اياه على أن يُثير ذلك الرجل ليمارس معه الشذوذ بالنهاية وفي تلك الأثناء كان يُهتك جلد مؤخرته بمطواة حادة وهو مُقيد بعد أن هُتك شرجه بتلك الطريقة التي يحتاج لشهور من العلاج حتى يتحسن بمقدار ضئيل.. لازال يتذكر دموعه التي أختلطت ببول ذلك الرجل بعد أن فرغ منه وهو يُجبر على ابتلاعه.. حقاً أراد أن يُثنى على نفسه بمنتهى الإمتنان لأن حصيلة اليوم مُرضية بالنسبة له إرضاءاً لا بأس به!!

هدأت ضحكاته لشعوره بالإنتصار بعد مشاهدة عذابهما، تلك الملامح والعلامات على أجسادهما وما فعله بهما كان حقاً يليق بتلك الظُلمة المعتمة بداخله، وأخيراً انتهى من يُسري بعد أن حصل على توقيعه على كل ما يملك ليتنازل عنه لنورسين ولكن هذا كان بعد أن سالت الدماء من خصياتاه دون توقف عندما ازاد من صعقه بالكهرباء، ابتسم للحظة متهكماً عندما تذكر ملامحه وهو يظن حقاً أنه سيدعه يغادر، لم يكن يعرف أنه قد أعد له سجن مؤبد بإمساكه متلبساً في نقل كمية وفيرة من مسحوق الهيروين بالسيارة التي تركها بدر الدين له وهو من بلغ عنه، لا يدري أنه ينتظره قضايا عدة بخصوص مقتل والدة نورسين وبخصوص تزويره لوصيتها ولكن ليستمتع بذلك لاحقاً..

لقد أجبر كريم هو الآخر على تطليق أخته ولكنه لا، لن يتركه هكذا بعد أن كان السبب بكل ذلك العذاب الذي عذبه لتلك الفتاة التي سلبت عقله، ذلك الظلام بداخله لن يرضى عن بضع ساعات قد عُذب بها ذلك الحقير.. لهذا قد آمر هؤلاء الرجال الذين عينهم وأغدق عليهم بالكثير من الأموال بدءاً من الغد أن يُطلقون النار على أطرافه إصبعاً إصبعاً حتى يفقدهم واحداً يلي الآخر..10

بالرغم من أن كل شيء قد انتهى مثلما خطط له ولكن حدث ما خاف منه، لازال يريد إخراج المزيد من وحش ساديته على احدى النساء، يُريد المزيد من الصرخات والمزيد من العناء لعاهرة أمامه، لم يفرغ بعد من تلك السادية ولم يعد يظن أنه سيفرغ منها أبداً فلقد أصبحت مرضه الذي لن يُعالج أبداً.. 6

لمعت عيناه القاتمتان بطريقة مُرعبة وابتسم نصف ابتسامة عندما أقترب من فيلته وهو يعلم أن احدى العاهرات قد انتظرته منذ ساعتان بأكملهما وآخذ يتخيل ما سيفعله معها ولكنه لاحظ احدى السيارات تتوقف أمام البوابة الخارجية حيث منعته من إكمال طريقه للداخل..

صف سياراته بغضب شديد وهو يُفكر من عساه يفعل ذلك ثم توجه خارجاً للسيارة الأخرى ليرى من ذلك القائد المجهول الذي توقف هنا.. أياً كان ما هو وأياً كان ما يريده فهو قد آخره على ما ينتظره ويشتاق له ولربما سيطوله بعضاً من غضبه هو الآخر!

تفقد من بها طارقاً على الزجاج بعنف وهو حتى لم يُفكر أن يسأل الحراس فلقد نفذ صبره مسبقاً ليجد الزجاج يهبط للأسفل ليزداد غضب تلك القاتمتان بوجه من رآها وسحق أسنانه في شدة وهو لا يدري بعد ما الذي آتى بها لهنا!!

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول


فيه شتايم في الجزء يا ريت اللي بيضايق ميقراش
البارت الخامس والثلاثون

ايه اللي جابك يا وفاء؟!” صاح بهدوء شابه ذلك الصمت الذي يحُف بقبور الموتى لتبتسم هي بتهكم ولكن لم يدري أياً منهما كم ماثلت ابتسامة ابنها تلك الإبتسامة التي تبتسمها الآن!28

“هنتكلم على باب الفيلا ولا عايز شوية شاغلين عندك يسمعوا كلامنا؟!” تسائلت بتهكم ليلمح بدر الدين سريعاً بثاقبتاه التي شابهت سواد عيناها الحُراس أمام فيلته ليصدح صوته بخفوت2

“عديني وبعدين ادخلي ورايا!”
توجه لسيارته وبداخله يحترق غضباً ويسأل نفسه آلف سؤال وسؤال عن سبب مجيئها في مدة لم تتعدى دقيقتان حتى مر من الباب الأمامي وتبعته هي بسيارتها وعندما رآى أنه قد وصل لتلك المسافة التي لن يستطيع أحد سماعهما توقف بسيارته بشكل أفقي ليقطع عليها الطريق ثم ترجل من السيارة بمنتهى الزهو واضعاً يداه بجيباه وهو ينظر لمقلتيها بخاصتاه الثاقبتان ليرها تترجل هي الأخرى بنفس لذاعة زهوه وغروره الشديدان ليبتسم بداخله على كل مرة أخبره والده أنه شابهها..

لازالت تبدو كالعاهرات بملابسها التي حتى الفتيات المراهقات يرفضن ارتدائها لفضاحتها، لازالت رائحة العهر الممتزجة بتلك المساحيق التي تزيده اشمئزازاً منها تكسو وجهها بأكمله.. أحقاً إمرأة تعدت السابعة والخمسون من عمرها لازالت تفعل تلك الأشياء وترتدي تلك الأحذية التي تلائم فتيات الليل؟!
لم يجد إجابة بداخله غير أن تلك الأفعى لن تتغير أبداً حتى تموت ملتحفة بعهرها وتهكم بداخله وهو يتخيلها بأبشع حالتها عند الموت!12
علمت من تلك العينتان التي شابهت خاصتها أنه يسألها لما آتت والإشمئزاز قد غلف ثاقبتاه ولكن ذلك الجبروت بداخله لن يتركه ليسأل ولن يبدأ بالكلام فأقتربت منه بجبروت مثله تماماً ثم تحدثت له..

“أنا عايزة حقي في كل الشركات.. مش وفاء اللي يضحك عليها وترمولها شوية فكة وبعدين تكبروا اوي كده!! وأنا عارفة إنك مش هتوافق.. ما دام Business is business (الشغل شغل يعني) وعاملي فيها رجل أعمال شاطر أنا هشارككم وهاشتري مجموعة أسهم كبيرة.. منها تكبر شركتك ومنها أنا استفيد”17

“امشي اطلعي برا!” اجاب كلماتها تلك بهدوء شديد وهو لا زال يبرع في تمالك أعصابه وسيطرته على نفسه وآخذ يُعطي نفسه مُسكناً لحظياً بأنه سيُفجر كل ذلك بعد قليل مع تلك التي تنتظره!7

“ده أنت كمان ليك عين تطردني..” صاحت متهكمة ثم أطلقت ضحكة ساخرة “تكونش مصدق نفسك صحيح إنك بقيت راجل كبير بقا وبقالك كلمة.. يا .. يا.. ياللي كنت بتعملها على روحك قدامي وأنت واقف مرعوب وخايف.. ده أنت حتة عيل لا راح ولا جه، فاكر بس بشوية الفلوس اللي سابهالك صابر إنك كده ناجح ولا خلاص بقيت Business man عالمي.. لا يا بدر أنت طول عمرك هتفضل فاشل.. لو كنت تقدر تعمل حاجة كنت عملتها من زمان، أيام ما كنت بقولك تخلي أبوك يطلقني بس حتى وأنت عيل معرفتش تدخل على أبوك صح وتجبلي حقي!”26

ولكن لم يستطع التوقف عما بدأه…
“حق؟!..” ابتسم بتهكم على كلماتها بينما تهشم بداخله عندما تذكر تلك اللحظات التي تتحدث عنها وفاء والتي يُفترض أنها المرأة التي أنجبته!

“آه حق.. لا سابني اتمتع بشبابي وحلاوتي مع واحد غيره ولا اداني حقي غير لما مات وفضل يذل فيا عشان عمري يعدي كده قدامه.. وحتى اهو بعد ما مات أنت واقف قدامي ومش عايز تديني حقي..”8

“تعرفي؟! دايماً كان يقول عليكي استغلالية.. امشي اطلعي برا يا وفاء ومتجيش هنا تاني وإلا هـ..”

“وإلا ايه؟!” قاطعته في جبروت شديد “نسيت نفسك ولا ايه، ده أنت كنت بتشم ريحة السيجارة كنت بتجري تستخبا منها لا ألسعك أنا ولا واحد معايا..” تريثت لثوان وقد نجحت في استفزازه لترى تنفسه يزداد “ولا نسيت أنك كنت بتترعب لو صوتي أنا وأبوك علي شوية.. جاي دلوقتي عاملي راجل وكبير وبتهددني؟!”8

“راجل غصب عنك!” صاح بين أسنانه المتلاحمة “لآخر مرة بقولك امشي اطلعي برا!” همس بغل شديد بعد أن تذكر تلك الذكريات السوداء وهو يحاول أن يتحكم بنفسه مرة أخرى وبداخله قد اهتز بعنف وارتج كيانه لما تُذكره به8
“لا بجد.. بتعمل راجل عليا؟! وأنت كنت فين يا نُغة لما أبوك كان بيبهدلك ومحدش عارف يحوش عنك؟ ايه نسيت كان بيعمل فيك ايه؟ ولا كنت فين لما كان بيمد ايده على أمك قدامك؟ لا وقال ايه بتقولي راجل وأنت كنت زيك زي قلتك لما بتسمعني نايمة مع راجل وبس حد يزعقلك تكش ورجلك تخبط في بعضها وتجري زي الجبان تختفي في اوضتك وتطفي النور وتستخبا.. فاكر يا واد لما مدحت في مرة قرف من زنك وطلعلك زعقلك قمت عاملها على نفسك ولما سكرت انا وهو جابك وطفا السجاير في رجليك وبعدها أنا ذنبتك ساعتين على رجلك الملسوعة وعملتها على نفسك تاني وفضلت تصوت لما قرفك ده لسعك.. بس لا تصدق اللي يشوفك دلوقتي ممكن يدخل عليه الكلمتين بمنظرك ده والأُبهة دي يتصدق إنك راجل.. لكن عليا أنا لأ، لأني عارفة أنت جبان وفاشل قد ايه وعمرك ما هتكون راجل!! أنت منظر على الفاضي.. قال راجل قال..”27

“غوري من وشي ومش عايز أشوفك تاني..” تحدث مرة أخرى بين أسنانه المُطبقة وهو بالكاد يهدأ من نفسه فقط حتى يصل لتلك التي تنتظره ليُخرج عليها تلك الظُلمة التي لطالما عاش بها التي آتت تلك الأفعى لتذكره بها وتوجه نحو سيارته ليتركها خلفه وكاد أن يستقل سيارته مرة أخرى ولكنها أوقفته بحديثها مرة أخرى4

“يااه!! ده أنت واضح بقا إنك مضحوك عليك ومصدق نفسك.. تكونش نجوى مدياك قلم في نفسك ومخلياك تصدق إنك راجل وعملتلك غسيل دماغ؟!” صاحت بإستهزاء وهنا لم يستطع بدر الدين أن يوقف نفسه، تلك المرة قد أخطأت بحق أعظم إمرأة رآها على وجه الأرض، تلك التي مثلت له كل شيء بالحياة، تلك المرة لن يدعها وشأنها أبداً..9

” صحيح ما هو الشغل ده ميطلعش إلا من مرا واطيـ… آآآه..” كادت أن تُكمل ولك تلك اليد التي انتزعت شعرها في غل أوقفتها وتلك السوداوتان نظرا إليها بغضب جم لم يغضب بدر الدين مثله من قبل!3
“بقا أنتي يا شرمـ*** يا مرا يا واطية يا وسخة يا اللي مشوفتش أوسخ منك في الدنيا ليكي عين تجيبي سيرة ست جزمتها برقبتك وهي السبب في إنك لسه عايشة لغاية دلوقتي وحايشاني عنك!” صرخ بها وهو يلهث من شدة غضبه ليلقيها أرضاً وأقترب منها وهو لا يزال يجذب شعرها بعنف وبدأت أطرافه في الإرتجاف غضباً “أنتي جاية بتهدديني ولا بتفكريني بقذارتك.. لأ وليكي عين كمان تجيبي سيرة أمي على لسانك.. الست اللي عملت اللي أنتي كنتي فاشلة فيه ومعرفتيش تعمليه.. اللي حايشاني اني أموتك بإيدي وأنتقم منك على كل اللي عملتيه فيا.. أنتي يا حتة مومس لسه بتتنفسي عشان خاطرها.. فلوسك اللي فاكرة إنها حاجة أخدتيها عشان خاطرها.. أنا بس لو سابتني عليكي هموتك.. وبالبطيء كمان!” نظر لها بكراهية ولكنها أختلطت بالآلم الشديد وهو كاد أن يبكي ولكنه ذكر نفسه أنها لا تستحق ذلك الشعور الذي يشعر به تجاهها، هو فقط غاضب ليس إلا، لن يكون ذلك الطفل مجدداً مرة أخرى لينظر لها بتساؤلات بريئة وهو لا يدري لماذا تكرهه وتبغضه..2

“أنتي عايزة ايه تاني؟ لا كنتي ست محترمة ولا كنتي أم ودلوقتي مفرقش بينك وبين واحدة شرمـ*** على النواصي!! جاية ليه عشان تعايريني وتفكريني بوساختك؟ ولا جاية تفكريني إني بقيت مفتري بسببك ولا فرحانة إني عشت طفل مهزوز ومرعوب طول عمري؟! أنتي عايزة مني ايه تاني؟ كل ما أحاول أكون كويس وأفتكر إني انسان طبيعي تيجي تبهدليلي حياتي؟ عايزة مننا ايه؟ مش كفاية كل اللي عملتيه ولسه بعد كل ده مبتتلميش ولا بتتعلمي؟ جاية تقولي لإبنك الوحيد إنه مش راجل؟ جاية تفكريني بقسوتك وظلمك ليا عشان ايه؟ على أساس إني كده هنخلك ولا اخدك بالحضن؟ أنتي قذرة، أنا مشوفتش في وساختك دي أبداً، كل ما العمر يعدي بيا أكتشف إنك أسوأ وأسوأ، أنا ممكن أحن على اي حد في الدنيا إلا أنتي!!” لا يدري كيف تفلتت تلك الكلمات من لسانه، أهو يُعاتبها؟ أم هو غاضب بسبب ما تحدثت به عن نجوى؟ أيود أن يُخبرها هذا؟ لماذا يشعر بالخوف عندما ينظر لها؟ ألا زالت تلك المرأة الحقيرة تمتلك تأثيراً عليه وتُخيفه إلي ذلك الحد؟ لماذا يشعر وكأنه ذاك الطفل الصغير أمامها مرة ثانية بعد كل تلك السنوات، لماذا بدا غله وحُرقته كطفل بالعاشرة من عمره يلوم والدته؟14

“ورحمة أبويا اللي جاية بتعايريني بيه وهو الوحيد اللي اداني فُرصة لما دخلني بيته وخلى إنسانة محترمة تربيني ولمني من الزبالة والقذارة اللي كنت عايش فيها مع واحدة مومس زيك، لو فكرتي بس تهوبي ناحيتي ولا ناحية أمي ولا حد من أخواتي هموتك يا وفاء، هموتك بعد ما ابهدلك صح، والجن الأزرق مش هايعرفلك طريق ولا حد هايرحمك من تحت ايدي، اياكي بس تفكري توقفي قدام اللي مش شايفاه راجل، لحسن أعرفك وأعلمك يعني ايه راجل من أول وجديد.. وأوعي تكوني فاكرة إنك لما تتلميلك على خـو* من خو**** هتقدري توقفي في وشي.. ما هو انتي استحالة تيجي تواجهيني إلا لما تكوني مسنودة، بس سندك ده لا إبنك ولا جوزك ولا راجل يمتلك بصلة عشان يحافظ عليكي، هيكون واحد عـ** من اللي أنتي بتعرفيهم وشايفك كوبري إن يوصلك ليا.. أنتي حقيرة وعمر ما هتلاقي اللي أنتي عايزاه عشان أنتي من الأول فرطتي في حقك بنفسك.. غوري يالا في ستين داهية للي آوي واحدة شرمـ*** زيك” لم يكترث بصراخها من قوة يده التي اقتلعت شعرها بعنف ولكن لا يزال وجعها يمتزج مع تلك النظرة التي لم تتغير أبداً بعيناها، لا زالت تحمل ذاك الجبروت الخالص بسودواتاها اللتان شابهت خاصته وهو يشعر وكأنه يغلي بداخله وكم تمنى أن يقتلع رأسها عن جسدها حتى تفارق الحياة وليس فقط ما يفعله.. يشعر بإحتراقه داخلياً أمامها ولا يدري ماذا يفعل معها خاصةً وأنه يتذكر كلمات نجوى له عندما مات والده3
“لا يا أمي.. الست دي ملهاش حاجة عندنا ومش هنديها حاجة، وإذا كان أبويا مرضاش يطلقها عشان ميسبلهاش فلوس أنا كمان هاعمل زيه ومش هديها حاجة لأنها متستاهلش” صاح بدر الدين بغضب جم1
“يا حبيبي يا بدر اسمعني.. أنا عارفة إننا هنتزنق زنقة كبيرة بسببها، بس أنا عايزاك تخلص منها.. مش هي كل ده مرضيتش تسيب صابر الله يرحمه عشان شوية فلوس.. نديهالها ونخلص منها وأنت كمان تقفل الباب ده، عشانك والله وعشان ترتاح منها”

“أنا أخلص منها بأني أموتها، إني أعذبها زي ما عذبتني وأنا صغير، إني أشوفها مكسورة قدامي زي ما عملت فيا لمـ..”

“لا يا بدر..” قاطعته نجوى وهي تشعر بتلك الثاقبتان تحاول الإختباء منها بأي شكل ثم أقتربت منه في حنان لتُربت على كتفه “لو هي إنسانة مش كويسة ده مش معناه إنك تعاملها بنفس المعاملة.. اديها يا ابني فلوسها وخلينا نخلص منها.. لا نشوفها ولا نعرفها تاني.. لكن اللي أنت بتقول عليه ده حرام.. مهماً كان هي الست اللي ولدتك.. ربنا يسامحها ويديها على قد اللي عملته فيك.. لكن لو اتعاملت معاها بنفس اسلوبها يبقا أنت كده مفرقتش عنها حاجة”

“يا أمي أرجوكي سيبيني أتعامل معاها بطريقتي.. واحدة زي دي استحالة تبطل قذارة واستغلال غير بموتها، أنتي محترمة وطيبة لكن هي مش زيك!!”

“لا يا حبيبي، حتى لو هي كده أنت مش كده، وأنا بردو مش هرضى إني أعمل معاها اللي أنت بتقول عليه، وأنا عارفة ابني كويس اللي أنا ربيته مش هي اللي كبرته وربيته، متديهاش الفرصة انها تشوفك إنسان مش كويس يا بدر”

“يعني هو ده اللي أنتي عايزاه؟ اديها فلوسها؟”

“ايوة يا حبيبي.. اهو مهما كان في الأول وفي الآخر حقها من أبوك.. أياً كان بقا هما كانوا ايه وبقوا ايه اخلص منها بالفلوس وطلعها برا حياتك”

“حاضر يا أمي!”2
آخذ خطوات سريعة وهو يتوجه لغرفته بعد أن دلف منزله وأطرافه ترتجف غضباً بعد أن قام بطردها أسفل أنظار الجميع، يريد أن يُفجر ذلك الغضب بداخله، لم يكن ليتصور أن يومه سينتهي برؤيته لها مرة أخرى، لم يتوقع أن عليه المعاناة كلما رآها
آخذ خطوات سريعة وهو يتوجه لغرفته بعد أن دلف منزله وأطرافه ترتجف غضباً بعد أن قام بطردها أسفل أنظار الجميع، يريد أن يُفجر ذلك الغضب بداخله، لم يكن ليتصور أن يومه سينتهي برؤيته لها مرة أخرى، لم يتوقع أن عليه المعاناة كلما رآها.. لم يعد يتحمل ذلك الشعور كلما رآها أو تحدث معها، صوتها فقط ونبرتها تُسبب له الآلم، كلما ذكرته بتلك الأيام التي كان بها طفل صغير وبتلك الأحداث المُفجعة التي تعرض لها يشعر ويتذكر كام كان ضعيفاً، لا يجد غير تلك الطريقة التي يتلذذ بها عن طريق إيلام وتعذيب الآخرين حتى يُثبت لنفسه أنه ليس ضعيفاً مثل الماضي!!

ولكن له هو ليس رجل سيئاً، هو يُعاقب من يخطأ فقط، من يمسه بسوء هو ومن يُحبهم، تلك الفتيات اللاتي يأتين له ليتعذبن يتناولن آجراً.. هو لم يعد يعاشر النساء، هو فقط يريد إيلام تلك العاهرات اللاتي يردن المال ويعنفهن حتى يرى خوفهن وآلامهن الحقيقية، هو لا يعذب البريئات، فقط المستغلات، العاهرات التي يرى فيهن صورة تلك العاهرة التي أنجبته لتلك الحياة المريرة التي عاش بها متآلماً وتمنى كل يوم لو لم يولد ولم يُخلق أبداً..3

ابتلع تلك الغُصة بداخله وهو يُشمر كمي قميصه بعد أن ألقى سُترته على أرضية غرفته وبعدها توجه لذلك القبو في تلك الظُلمة التي ماثلته وماثلت أيامه وسنوات حياته منذ أن كان رضيعاً إلي اليوم ومشى مهرولاً ليجذب تلك الفتاة التي حقاً لم يدرك هل رآها من قبل أم أنها جديدة.. كل ما يُريده أن يُخفف من حدة هذا البركان الثائر الذي يؤججه ويجعل دماءه تغلي دون هوادة أو انقطاع..

“مش عايز اسمعلك صوت يا بنت الوسخة” همس لها بنبرة مرعبة وهو يجذبها من شعرها لتحبو هي أرضاً بجسدها العاري بعد أن أمسك بأحدى الأنابيب المعدنية الرفيعة وهو يلهث غاضباً في غلٍ شديد وشعر لحظياً بفرحة عارمة عندما لاحظ تنفس تلك العاهرة أسفله يزداد في خوف ووجل مما سيفعله بها ولمس قلبه شعاع الرضاء لإستطاعته أن يخيف مثلها فقط بعدة خطوات وتصرفات غير منطوقة وأنبوب معدني دون أن يُعذبها بعد! ابتسم في انتصار ثم رفع يده لينهال عليها بالضربات ولكنه للحظة شعر بالشلل التام بجسده بأكمله..

لماذا يتذكر تلك الضحكة البريئة الآن؟ تلك التحركات الطفولية، صمتها وهدوئها عندما تجلس بجانبه لتُحضر لإختبارتها، مرحها عندما يقضيا الوقت سوياً، ركوضها وحيويتها مع أبناء أخته، ملامحها البريئة وهي تُخبره بأنها تُحبه، شعاع تلك الإبتسامة الخجولة أنار له ذلك القبو لتنهال على عقله العديد والعديد من الأوقات التي رآها بها..19

خوفها منه، بكاؤها، توسلاتها، عندما ثملت، أول مرة يعاشرها بها، نومها كل يوم بالقرب منه وهي متشبثة به كالخائف من الضياع بالزحام، تهجم كلاً من ذلك الحقيران عليها، مرحها مع الجميع وفرحتها بأشياء بسيطة تكاد لا تُذكر وهي مجرد أشياء لن تفرح فقط سوى طفلة بالعاشرة من عمرها!!

ما الذي يحدث له؟ لماذا الآن؟ لماذا وهو من كان يشعر بالغضب من كل ما تعرض له منذ ثوانٍ يأتي الآن عقله ليُثنيه عما أراد فعله بتلك الطريقة؟ لا لا لن يستمع له!! هو يريد أن يبدد ذلك الغضب الآن!

رفع يده مرة أخرى وحفنة من شعر تلك العاهرة لا زالت بيده وأقترب أن ينهال عليها بمنتهى القسوة التي انعدمت من الرحمة ولكن يفاجأ نفسه بنفسه بأنه لا يستطيع فعلها!12

تعالت أنفاسه لتلهث بعنف ثم جذب شعرها للأعلى حتى تقف ويتبين ملامحها المرتعدة منه، ربما بتلك الطريقة يستطيع تذكر ما يفعله، هو لا زال يشعر بالغضب من كل ما حدث، بل ازداد غضبه تجاه نفسه من ارتجاعه وتوقفه عن البدأ والشروع في عذاب تلك العاهرة وإيلامها، يدرك تماماً أن تلك المُرتجفة بين يداه تشعر بالفزع الشديد منه، أليس هذا ما يريد أن يراه على وجه العاهرات مثلها؟ إذن لن يتوانى ولن يتراجع..
رفع يده حتى يصفعها ولكن دوى بعقله صوتها وهي تُخبره بحفنة كلمات بريئة “تفتكر أقدر بجد ابعد عنك.. أنا خلاص مبقتش أحب حد قدك.. حتى بقيت بحبك أكتر من شاهي.. وبخاف وبزعل لما بتسبني لوحدي” ، “ايوة بحبك اوي.. بس بخاف منك” ، “أنت ليه ضربتني كتير وبعدين بقيت بتحبني وبتعملي حاجات حلوة؟”..

“فلوسك هتوصلك بكرة الصبح” همس وهو يترك تلك العاهرة التي كانت أمامه ليومأ لها أن تغادره وعقد قبضتاه في غضب لا يدري من نفسه أم من تلك البريئة التي تسللت لعقله وقلبه حتى تستطيع بمنتهى الطفولية أن تواجه ذلك الغضب الجم بداخله بل وتمنعه وتوقفه أيضاً!3

توجه لغرفته بمنتهى الغضب وذلك الاحتياج الذي لا يزال يحثه على فعل العديد من الأشياء ولكنه لأول مرة لا يستطيع إخراجه، لقد أعجزته تماماً على المضي قدماً في الشيء الوحيد الذي يجعله يُفرغ غضبه هذا قليلاً..3

لمح نفسه بالمرآة ليرى شعره مبعثراً ومظهره لا يبدو مُرتباً وقميصه قغير مهندم.. لم يعتاد أبداً على ذلك.. ابتسم بتهكم وهو يتخيل لو أن والده شاهده الآن، ربما ستكون عقوبته له الحبس الإنفرادي لعشرة أيام بالقرب من آلات عذاب عديدة وجديدة لم يعرفها يوماً..1

توجه للحمام ليخلع ملابسه بأكملها ووصد عيناه أسفل المياة وهو لا يزال غاضباً، ذلك الكبت بداخله يحثه على أن يفعل شيئاً عنيفاً بأحد، لقد جرب مراراً العدو والذهاب لغرفة الألعاب الرياضية وتناول المهدئات ولكنه لن يهدأ أبداً إلا عندما يُخرج ذلك العنف على جسد إمرأة..

خرج من أسفل المياة وهو يوصد الصنبور ثم تناول احدى المناشف وخرج لغرفته لا يدري ما الذي عليه فعله!! جلس على السرير وهو يخلل شعره الفحمي بضيق وغضب ونظر بعدها لكفاه اللذان لا يزالان يرتجفان غضباً ثم لمح صورة ليلى بالقرب منه بضحكتها الرائعة لينظر لها بلوم وبنفس الوقت بإشتياق..

“أنا بحبها يا ليلي.. بحبها ومش عارف أعمل ايه.. أنا حاولت اجيبلها حقها من الكلبين وبهدلتهم، أنتي متخيلة إني من كتر ما كنت خايف من رد فعلها لو عرفت إني عرفت الحقيقة نزلت من نظر نفسي كراجل ومرضتش ابهدل الوسخ ده يومها وأنا سامعها بوداني بتصوت منه؟!!.. بس أنا جيبتلها حقها النهاردة، وبردو أنا ظلمتها كتير اوي وهي بعدها ورتني حنية محدش ورهاني.. بحسها بتحجمني عن كل حاجة، أنا مبسوط بإنها بتغيرني بس النهاردة خلاص مش قادر أمسك نفسي، أنا بقالي شهرين وأكتر معملتش حاجة في حد، بس لما قربت من واحدة غيرها مقدرتش استحمل دقايق قدامها.. كده يا ليلى تسيبيني في وسط كل ده؟ مش لو كنت انتي هنا كنتي استحملتيني وعرفتي تخلصيني من اللي أنا فيه؟ أنا عمري يا حبيبتي ما اقدر انساكي بس نور.. نور دي اللي نورتلي دُنيتي كلها، بس مهما اللي عملته فيا هافضل انسان معقد، هافضل زي ما أنا بوجعي وسوادي وقسوتي.. عارفة يا ليلى حاسس إنها وحشاني اوي، وحشاني ونفسي أكون معاها عشان بس كام ساعة بعيد عن عيني.. أنا مش بكرهك يا ليلى وبحب غيرك، بس أنتي بردو كنتي صاحبتي اللي باحكيلها وبفضفضلها بكل حاجة” ابتلع غُصة بحلقه بصعوبة ثم أكمل28

“شوفتي يا ليلى الوسخة دي جت عملت فيا ايه النهاردة؟ فكرتني بكل حاجة بحاول أنساها وابعد عنها، فكرتني إني كنت بتذل وبتبهدل، هي ليه مصممة تعمل فيا كده زمان ودلوقتي؟ هو يا ليلى فيه أم ممكن تعمل كده في ابنها بجد؟” تسائل لتنهمر الدموع من سوداوتاه
“هي ليه مش بتحبني؟ أنا مكنش ليا ذنب في حاجة.. ليه دايماً بتفكرني أبويا كان بيعمل فيا ايه؟ ليه دايماً بتأذيني في اللي بحبهم بالكلام ده؟ هو.. هو أنا لو جبت طفل أو لو كنا خلفنا كان ممكن ابقى زيها؟ أو.. أو زيه؟” ابتسم بمرارة وهو لا يدري كيف يتوقف عن البكاء ليبدو كطفل صغير يبحث عن ملجأ ليأويه4
“أكيد كنت هبقا زيها.. أنا لسه شبهها اوي.. لسه كل حاجة فينا زي بعض، أكيد كنت هابقا نسخة منها، كان عنده حق أبويا وهو بيقولي إني بفكره بيها، هو.. هو ليه مموتنيش في مرة لما كان بيبهدلني وكان خلصني من كل ده!! أنا تعبت اوي يا ليلى.. أنا محتاج نور جنبي، محتاجها بس تقعد جنبي من غير ما تتكلم، محتاج ألمحها بس.. بس.. أنا خايف من نفسي عليها.. خايف اوي يا ليلى!!” همس بحرقة لينهض مسرعاً وارتدى ملابسه على عجل وكأنه يريد التهام تلك الدقائق القادمة التي تفصله عن رؤية وجهها البريء، لا لن ينتظر أكثر من ذلك بعيداً عنها،سيذهب إليها الآن..

أحضر هاتفه ليعيد فتحه بلهفة ونفاذ صبر شديد وهو يتصل بنورسين التي أجابت بعد مدة بصوت ناعس ولم يستطيع فتح حوار معها حتى

“عشر دقايق هاكون عندك.. البسي وانزلي بسرعة.. هستناكي قدام البيت” آخبرها بنبرة تعجبت لها نورسين ثم تفقدت الوقت الذي قارب على السادسة صباحاً لتضيق ما بين حاجباها في استغراب من فعلته ولكنها نهضت لتنفذ ما أخبرها به على الفور!10

هستناكي قدام البيت” آخبرها بنبرة تعجبت لها نورسين ثم تفقدت الوقت الذي قارب على السادسة صباحاً لتضيق ما بين حاجباها في استغراب من فعلته ولكنها نهضت لتنفذ ما أخبرها به على الفور!
تنويه ورسالة شكر وتقدير

ياريت يا جماعة نشكر الجندي المجهول اللي ورايا في كل حرف أنا بكتبه.. أنا مكنتش هاكمل ولا رواية من روياتي من غيرها بجد.. هي اللي فضلت ورايا لغاية ما كملت كما يحلو لي.. وهي اللي ظبتت معايا جسارة الإنتقام وظلام البدر بقا هي بردو اللي مظبطة معايا كل حاجة فيها وهي صاحبة فكرة وفاء بتاعت جزء النهاردة28

omfarida201426

والله أنا من غيرها كنت هابقا فاشلة فشل ذريع وكنت اتشتمت للصبح ومكنتش فعلاً هاكتب بسرعة كده.. اشكروها يا جماعة عشان بجد من غيرها ولا عمري هاكتب تاني.. بجد أنا بحبها جداً ومقدرش أعمل حاجة من غيرها في حياتي ❤️❤️❤️❤️

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت السادس والثلاثون

دلفت السيارة بجانبه لتجده ينطلق على الفور حتى قبل أن توصد الباب بالكامل فتعجبت ولمحته بزرقاوتاها البريئتان ولكنها ابتسمت في خجل فهي اشتاقت له حقاً..

بالرغم استمتاعها بالتنزه مع شاهندة ورؤية نجوى والمرح مع أبناء هديل بل وتغير هديل معها أيضاً للأفضل وتناول الطعام وتلك البهجة التي أدخلوها عليها جميعاً والجو الأسري الذي لطالما ما كانت تبحث عنه إلا أنها شعرت بالفراغ الشديد دون وجوده بجانبها..15

عضت على شفتيها قبل أن تآخذ تلك الخطوة وهي تستجمع كل نصائح شاهندة بداخل رأسها ثم امتدت يدها في بطئ لتتلمس يده ونظرت له بتلك الزرقاوتان التي يُفيض منها الإشتياق

“وحشتني” همست له ليشعر وكأنما عاصفة هبت بداخل عروقه لتمرمغه يميناً ويساراً وهو لا يستطيع التجاوب مع تلك الرقة التي تطالبه بها من تلك النبرة..8

ابتسم لها بعد أن نظر لها بثاقبتاه لثانية ربما أو ثانيتان ولكنه لم يكن يدري كيف بدا مُريباً بل ومخيفاً بتلك النظرة التي انطلقت من عيناه كالسهم لشفتيها لتستغرب هي معاملته وصمته الزائد عن المألوف.. هي تعرف جيداً أنه ليس ذاك الشخص الذي يتحدث بالكثير ولكن صمته اليوم أكثر من اللازم..4

فكرت بداخلها أن تكسر ذلك الصمت ثم قبضت على يده أكثر بجرأة لم يعهدها هو وبمنتهى الصعوبة يتحمل تلك اللمسة فهو لا يريد إلا أن يترك تلك اللعنة التي يقودها ليُفجر ولو جزء من أثر يوم أمس الذي حملته أحداثه على تفجير تلك البراكين الخامدة بداخله ويآخذها أسفله بمنتهى العنف.. 2

ولكن لم يستطع التوقف عما بدأه…
“أنت مالك؟ ساكت اوي كده ليه؟” سألته وهي تنظر له بمصدر عذابه الأبدي الذي كلما تلاقى مع سواد عيناه آجج بداخله الذنب والندم والعشق بآن واحد 7

“هقولك” اجابها بإقتضاب وهو يُسرع كثيراً ولا يتحمل تلك الدقائق التي تفصله عن منزله

“طب ممكن تسوق براحة شوية؟!” همست برقة وهي تُضيق ما بين حاجبيها ليلتفت هو لها بنظرة لم تفهم معناها ولكنه لم يبطأ من سرعته لتبتسم هي ابتسامة مقتضبة ثم تنهدت وهي لا تستطيع فهمه ثم تركت يده في هدوء ولم يبدو عليه أية مشاعر تُذكر..5

أوقف السيارة في هرجلة شديدة لتزئر مكابحها لينطلق بنفاذ صبر خارج السيارة كالرصاصة المندفعة ولكنها لم تكن طائشة فهو عرف ما يُريده جيداً..

ظلت تتابعه بعيناها في تعجب واستغراب شديدان لتجده يفتح بابها ثم يجذبها من السيارة لتبتلع في خوف مما سيفعله وللحظة تذكرت كيف كان معها ولكنها حاولت ألا تتذكر تلك الأيام برمتها وبأحداثها!!

دلفا لتجده يصفع الباب في عنف لتتعالى هي أنفاسها وهي تنظر له بأعين متسعة وبنفس الوقت الذي وافق ارتطام الباب ليغلقه كان جسدها يرتطم بالجدار خلفها وكذلك شفتاه ارتطمت بخاصتها في عنف لم تختبره معه من قبل..3

أحقاً اشتاق لها بعد يوم فقط لم يرها به، أتلك هي الكرزيتان التي أوقفته بضحكة منها عما أراد يفعله؟ لماذا الآن يستطيع أن يُخرج بعضاً من غضبه وعنفه وقسوته بتقبليها.. فرق قبلتهما ليتفقد ملامحها بينما اعطاها القليل من الوقت لتلتقط أنفاسها المتسارعة من تلك القبلة القاسية.. حسناً تلك الثانيتان كانتا كفيلتان بأن يرفع جسدها ليحاوط خصره بساقيها وحاوط هو مؤخرتها البضة بيداه ليجدها تتشبث بعنقه وعيناها المتسائلتان تلك لن يستطيع التجاوب مع أسئلتهما الآن!

التهم شفتيها مرة أخرى وهو يدفع بجسدها للجدار دون شفقة حتى شعرت نورسين بآلم ظهرها وكذلك بإختلافه الشديد معها وهي لا تدري ما السبب.. تتذكر عندما قبلها بقسوة من قبل عندما أخبرته بأنها ستتركه وستبتعد عنه ولكنها لم تخبره بذلك الآن، أيُمكن أنه كره أنها قد أقضت اليوم بمنزل عائلته ومع شاهندة؟! لا.. لقد أخبرها هو نفسه بموافقته وبأن تذهب معها.. لذا ما السبب لغضبه وعنفه الذي تشعر به الآن بين قبلتهما!!2

يريد أن يقتلع تلك الشفتان بين أسنانه، لا يستطيع أن يكن هادئاً ليناً ولا رقيقاً معها بعد كل ما عاناه بذلك اليوم، يشعر في نفس الوقت بالذنب مما يفعله معها ولكن لم يعد يقدر، يريد أن يُخرج ما بداخله بأي شكل كان..

صعد وهو لا يزال يلتهم تلك الشفتان حتى شعر بطعم الدماء بين قبلتهما ليلقيها على السرير في عنف بالغ وآخذ يتفقد ملامحها المُحببة لقلبه ووجهها الذي انفجر به اللون البنفسجي من قلة التنفس وآخذ ينظر لتلك الشفتان وهي تلتقط أنفاسها ولكن تمزيقه لهما بتلك الطريقة سلب عقله وأجبره أن يفعل المزيد..

اعتلاها مُلقياً جسده عليها في شهوانية تامة وقرر أن يُطلق ذلك البُركان الثائر بدماءه حتى ينفجر عليها هي وحدها.. فبعد ما حدث له مع تلك العاهرة جعله يدرك أنه الآن لن يستطيع التجاوب والشعور بكل تلك المشاعر غير معها هي فقط دون سواها!

شعرت هي بالخوف من طريقته، هي لم تفعل شيئاً خاطئاً هي متأكدة، وتتذكر أنه كلما غضب لم يكن يفعل مثل تلك الأشياء معها بهذه الطريقة، لا تعلم ما الذي يحدث له الآن..

“وحشتيني يا نوري اوي..” صاح قبل أن يلتهم حلمتها الوردية بين أسنانه لتصرخ هي ولكنها هذه المرة صرخت من شدة الآلم وليس المتعة ليسمعها هو ليشعر وكأنه يفيق على ما يفعله، شعر بأنه تمادى أكثر من اللازم فتوقف ثم تطلع زرقاوتاها الخائفتان وبنفس الوقت متعجبتان لكل ما يفعله بها..

ابتلع وهو ينظر لها ليُقبل رأسها بكل ما أوتي من قدرة على أن يكن ليناً معها ثم نظر بعيناها الزرقاوتان التي لم يعد لديه القدرة على الابتعاد عنهما ولم تستطع هي فهم تلك النظرة المُبهمة بعيناه، الآن هي ليست خائفة منه، هي فقط لم تفهم بعد ولا تدرك أنها نظرة احتياج شديد لها..

“أنت كويس؟ فيه حاجة مضيقاك؟!” همست سائلة بعد أن فكرت كثيراً ليطيل هو صمته بنفس تلك النظرة ثم هبط ليقبلها على شفتيها مرة أخرى ولكن لم تكن قاسية كالسابق.

تذوق شفتاها وآخذ يخلع ملابسها وهو يحاول السيطرة على غضبه الذي يأجج تلك البراكين بداخله ولكنها تُجبره على أن يكن عنيفاً معها عندما يسمع تآوهاتها بتلك الطريقة ولمساتها له بعنقه وشعره الفحمي ولأول مرة يشعر بأنه مع إمرأة وليست فتاة صغيرة!!

لا يدري لماذا أختلفت لمساتها، يشعر بأنه يرد أن يُمزقها لأشلاء أسفله، تعالى عنفه وازداد مجدداً رغماً عنها وهو يُقبلها مجددا ولكنه شعر أنه بدأت في التجاوب معه، هو يحتاجها أشد الإحتياج، يحتاج لطيبتها وبرائتها وبنفس الوقت يريد أن يُخرج ذلك الكبت الذي بداخله بأي طريقة، لقد أدرك الآن أنها ستكون الوحيدة التي تستطيع أن تجعله بتلك الحالة، فهو لم يستطع فعلها مع إمرأة أخرى سواها..

ظل يُقبلها بشغف واحتياج، تلاحقت أنفسهما بعنف ولهثا بين قبلاتهما المحمومة بينما يداه جابت بنهديها لتقبض عليهما بعنف، يشعر وكأن أصابعه تتغلل بداخل ثدييها البضان ويُدرك أن يؤلمها ولكنه لا يستطيع منع نفسه، يريد المزيد منها، يريد المزيد من تلك الصرخات التي تجعله يشعر ببعض الراحة..

هبط ليوزع عضات قاسية للغاية على طول عنقها المرمري لتتعالى هي صرخاتها ولكنه لاحظ أنه صراخها الآن قد امتزج بالمتعة وليس بالخوف أو الآلم مثل السابق فأكمل ما يفعله وظل يُلثم عنقها في عنف وبهمجية شديدة ويلتهم جلد بشرتها الحليبي ليبتسم بداخله على تلك العلامات والآثار التي ستتركها قسوته عليها لاحقاً..3

توقف أمام نهديها بوجهه ثم نظر لها لتتلاقى أعينهما ودفن وجهه بأحدى ثدييها ليلعقه متذوقاً اياه ويمتص حلمته بين أسنانه ثم تزايد عنفه ليجدها تقبض على شعره وقد شعر بشهوتها وشبقها من تلك الطريقة الجديدة التي لا يدري من أين آتت، يجدها تجذبه أكثر إليها ليتشجع هو ويلتهمها في نهم وشبق بساديته المُفرطة وغضبه الجم الذي لم يهدأه سوى تلك الصرخات ومعانتها أسفله!

تشجع أكثر ليداعب فتحتها الأنثوية بيده بعد أن أخفض ملابسها بصعوبة وآخذ يمرر يده وكفه بكامل منطقتها لتُصيح هي في نشوة تامة وأزادت من اجتذابها لشعره الفحمي بيدها وكأنها تُريد المزيد ليخلب عقله طريقتها معه فاخترقها بإصبعين لتصرخ هي في شغف بالمزيد..

حرك أصابعه بداخلها وهو يعض على حلمتها الأخرى في قسوة بالغة وكأن ملمس تلك الوردة بين أسنانه يعمل كمسكن سريع المفعول لذلك الوحش الضاري بداخله وصراخها ذلك يلملم من جروحه المبعثرة!!

اعتلاها لينظر لملامحها الغارقة باللذة والنشوة ولكنها امتزجت بالآلم، ثقبها بتلك السوداوتان بطريقة لم ينظر لها بها من قبل، تآوهها هكذا يرسم الإبتسامة على شفتاه ولكنه يُريد المزيد، تآثر ملامحها وهي مضيقة ما بين حاجبيها وانفاسها اللاهثة المرتعدة من حركته القادمة يُرضيه للغاية، تشبثها بذراعاه بتلك الطريقة وهي تريد المزيد منه وأن تشعر بنشوتها يرضي تلك السادية بداخله لأن يراها تتعذب..

أخرج أصابعه ليشعر بزفرة الحنق التي أطلقتها وانزعاجها الذي انفجر بملامحها ثم نهض واقفاً لينظر لها بشهوة وبمنتهى الهيمنة شعر بأنه يُسيطر على جسدها، يريد المزيد من ذلك الجسد، لن يستطيع فقط أن يكن عنيفاً معها بالعلاقة وبمجرد ممارسة، ذلك الكبت الذي بداخله لم يتبدد بعد..

يريد أن يُقيدها، أن يتحكم بها أكثر، يريد إيلامها وصراخها وهي متوجعه أمامه وأسفله، يريدها أن تتوسل له بأن يتوقف.. بالرغم من أنه يعشقها ولكن قدرها كان سيئاً للغاية بإيقاعها برجل سادي لا يمتلك شفقة ولا رحمة على أجساد النساء..16

مد يده لها لتآخذها هي وهي تراه أمامها بكامل ملابسه بينما كانت هي مُجردة تماماً من ملابسها لتحاول أن تشيح بنظرها بعيداً عن عيناه الثاقبتان التي وجدتهما ينظرا لها بطريقة غريبة منذ أن رآته..

شهقت في اندهاش عندما حملها بين ذراعاه وتلاقت أعينهما رغماً عنها لتحاوط هي عنقه وهي تنظر لذلك الرجل الذي بدد عقلها لأشلاء، لقد أُرهقت من محاولة فهمه وفهم ما الذي يريده.. نعم تعشقه، لا تريد الإبتعاد عنه ولكنها تشعر بأنه يُخفي عليها العديد من الأشياء التي لا تعرفها عنه إلي الآن..

“أنتي بتثقي فيا يا نوري؟!” سألها وهو متوجهاً للخارج حاملاً اياها بين ذراعاه لتومأ له بالموافقة وتناست أن تسأله إلي أين هو ذاهب “أنتي عارفة إني عمري ما هأذيكي تاني، صح؟!” سألها وهو يشعر بالخوف والذنب بآن واحد مما يُفكر به ولكنه لم يعد يستطيع مواجهة تلك السادية بداخله.. 5

أنزلها لتقف أمام احدى الغُرف التي لطالما وجدتها موصدة منذ مجيئها لمنزله وتوترت كثيراً من ملامحه التي اختلفت بشدة عندما نظر لها بتلك الطريقة

“نوري.. عايزك تكوني متأكدة إن مفيش حاجة هتتغير ما بيننا بعد ما نخرج من الأوضة دي.. كل حاجة ما بيننا هتفضل زي ما هي” ها هو يتحدث الآن وبوفرة ولكنه يُخبرها بألغاز لا تستطيع فهم أي شيء منها، شعرت بالفضول ولكن بنفس الوقت ارتبكت من غرابة الموقف، هو يتفوه بكلمات لا تفهم منها شيء، نظرته وملامحه اختلفا كثيراً، هي تقف عارية برواق المنزل الداخلي ولا تدري ما تلك الغُرفة ولماذا قد آتى بها لهنا!!14

ازدرد في خوف ولكنه لم يتناسى غضبه بعد، لا زال بداخله ذلك الكبت الذي يتمنى إفراغه على جسدها بأقرب وقت، لم يعد يقدر أن ينتظر، لربما ستكون ردة فعلها مُخيفة، ربما ستعود لتخاف منه، سيحاول هو ألا يقسو عليها مثلما يفعل بالأخريات، ولكنه لن يتركها من أسفله حتى يشعر بالرضاء التام والإنتهاء من ذلك الشيء الذي يلتهمه بداخله ويحثه على العنف بأي طريقة كانت!

دفع الباب ثم أماء لها بالدخول لتضيق هي ما بين حاجبيها في تعجب لينير هو أضواء الغرفة الخافتة وحلقت زرقاوتاها في تعجب وهي ترى جدران الغرفة تبدو غريبة فلقد كُسيت بقماش غريب شابه لون الدماء!

ليس فقط الجدران بل العديد من الأدوات المُعلقة بمنتهى النظام والترتيب الشديد ولكنها لم تعرف ماهيتها، هناك أشياء تتدلى من السقف وتبدو كالأصفاد، وما ذلك الجزء المعدني المتدلي من السقف مربع الشكل الذي امتلئ بفتحات كثيرة ليبدو مُفرغاً بتلك الزخرفات وعُلق بها أصفاد جلدية لم تراها من قبل، ما تلك الأحزمة العديدة المُعلقة بتلك الجزئية، أيرتدى ملابسه هنا؟! أهذا سوط؟ لمعته تبدو مُرعبة!! أهذا الجُزء مُخصص للحبال؟ لماذا يستخدمها؟ ماذا يفعل بذلك السرير الذي وضع بمنتصف الغرفة؟ يبدو غريب وكأنه من احدى أسرة المماليك بعهد قديم!! ما تلك الأشياء، أهي مجسدات خشبية، نعم لقد رآت مثلها بفيلم من أفلام الرعب ربما أو فيلماً تاريخياً، لا تسعفها ذاكرتها الآن!! ما تلك الغرفة ومن الذي يمكث بها على كل حال؟ 9

قاطع تفكيرها وعقلها الذي آخذ يترجم ما تراه وكل ما وقعت عيناها عليه بطريقتها الخاصة المُفتقرة للخبرة عندما حاوط خصرها وأقترب ليهمس بأذنها بعد أن فكر ملياً بما سيفعله

“نوري.. أنا محتاج أكون معاكي هنا.. متخافيش.. أنا عمري ما هأذيكي!” نبرته الخافتة بتلك الطريقة أفزعتها وحاولت الإلتفات له ولكنه لم يستطيع أن يواجهها فدفع جسدها أمامه برفق ليجبرها على السير أمامه وهو لازال متمسكاً بخصرها فمشت لتجده يتوقف أسفل ذلك المربع المعدني لتتوقف هي رغماً عنها لتشعر بالإرتباك بغرزه لأصابعه بخصرها هكذا ثم تنقلت لتعتلي ثدييها وشعرت بجسده يلتصق بكلاً من ظهرها ومؤخرتها لتتعالى أنفاسها لا تدري في إثارة أم في ارتباك من طريقته الغريبة..

وجدته يدفعها أكثر نحوه لتشعر وكأنها تختفي تماماً بين ذراعاه المفتولتان وقوة لمساته لها بتلك الطريقة لا تدري أتشعرها بالرعب أم بالشهوة..

“هي ايه الأوضة د..”

“هشششش” قاطعها فهو ليس مستعداً لتلك التساؤلات الآن.. “متتكلميش غير لما أقولك يا نوري.. طول ما احنا هنا في الأوضة دي حاولي تسمعي كلامي عشان متعصبنيش” همس بأذنها وأنفاسه الساخنة ونبرته الخافتة أشعرتها بالرعب لا تدري لماذا وخاصة عندما وجدته يرفع يدها رغماً عنها ولكنها لا تدري لما يفعل ذلك!! لماذا بدأ في تثبيت يدها الآن بتلك الأصفاد؟ أسيحبسها أم ماذا سيفعل؟ لقد أخبرها منذ قليل أنه لن يؤذيها.. إذن لماذا يفعل ما يفعله الآن؟ وماذا عنى بألا تُغضبه؟!

ازدادت أنفاسها في ارتباك خاصة عندما شعرت أنه ابتعد عنها بينما هو آخذ ينظر لجسدها ليخترقه بتلك الثاقبتان وهو يرسم في خياله تلك العلامات التي ستبدو رائعة للغاية على ذلك الجسد وتلك البشرة الحليبية!! هكذا فكر هو!!

خلع قميصه القطني تابعاً اياه ببنطاله وهو يتطلع تلك الفريسة أمامه، ابتسم وهو يُطلق زفرة براحة لإقترابه مما أرادت منذ أن رآى يُسري وكريم وبالنهاية تلك العاهرتان!!

هو يدري أنها ليست مثلهما، لم تخطأ بحقه ولم تكن فتاة تريد بعض الأموال، لم يسألها على موافقتها على كل ذلك، برائتها لن تستطيع مواكبة ما سيحدث لها، نعم يشعر بالذنب تجاهها وهو نادم مقدماً على ما سيرتكبه بحقها ولكن غضبه ولوعة شعور الإنتقام بداخله كانا أكبر من كل ذلك!5

أقترب منها لتشهق هي بخفوت عندما ارتطمت بصدره العاري وسرواله القطني الذي شعرت من خلاله برجولته التي لامست آخر خصرها ليبدأ جسدها في آخذ حركات غريبة لا تدري أهذا بسبب عدم راحتها بذلك الوضع أم لملامسته اياها بتلك الطريقة الجديدة!!

لامس ثدييها بأحدى يداه وهو يوزع العديد من القبلات على عنقها تاركاً أنفاسه المحمومة لتجد خلاصها على جسدها الذي لم يعشق مثله من قبل بينما يده الأخرى جمعت شعرها للناحية الأخرى حتى يُتيح له مساحة أكبر ليقبلها..

انخفض بقبلاته على كتفها ومنه لظهرها وادمج البعض من العضات الخفيفة التي لم تكن قاسية بقبلاته لتجد هي نفسها توصد عيناها في استمتاع بكل ما يحدث، نعم كل ذلك جديد ولا تدري لماذا آتى بها لهنا ولكن حتى الآن كل ما تشعر به يفوق وصفها ويفوق تخيلها..

ابتعد عنها فجأة لتشعر هي بالفراغ والإنزعاج لتركها هكذا وفتحت زرقاوتاها لتتلفت باحثة عنه في تساؤل ولكنه أوقفها بصوته الرخيم “متتحركيش يا نوري..” نهاها وإلي الآن لازالت نبرته لينة معها فهو لن يخاطر بإهانتها أو التحدث لها بقسوة.. يكفي ما سيفعله بجسدها، يكفي أنها ليست كمثل تلك العاهرات وبالطبع لم تكن ليلى!!

أقترب ليقف أمامها وآخذ ينظر لها نظرات مفترسة لم تفهم هي معناها، ازدردت من تلك النظرات التي أخافتها وعيناها امتلئتا تساؤلات له ليشعر بالمزيد من الندم داخله والذنب ولكنه لم يعد قادر على التوقف أمامها هكذا، تلك الزرقاوتان تقتله وتلتهم كل ذرة شعور بداخله ليُدرك أنه سيظلمها مجدداً ولكن تلك المرة شعر بقلة حيلته أمامها وحتمية فعل ذلك معها هي وحدها..

لاحظت تحرك يده لتخفض بصرها لتتفقد ما الذي سيفعله لتلاحظ قطعة من القماش تبدو حريرية أو مصنعة من الستان سوداء اللون، لا تدري، وارتفع بها حتى أمسكها بيداه الاثنتان واضعاً اياها على عيناها وربطها خلف رأسها ليرى ارتباكها الواضح وأنفاسها التي تعالت في ارتباك شديد فأقترب من شفتاها ليهمس أمامهما

“متخافيش..” آخذ يتنفس أنفاسها بينما أنفاسه ورائحته جعلاها تفقد القدرة على تحديد ما تشعر به، هي تشعر بالإرتباك ولكن لا تريده أن يبتعد..

مرر احدى أنامله على شفتيها ليفرق بين تلك الكرزيتان اللاتي سلبتا لبه منذ أن وقعت عيناه عليهما لينخفض بأنملة سبابته لذقنها ومنها لعنقها، تلك التحركات بذلك البطئ تجعلها تشعر وكأنها تُعذب، تريد المزيد منه، تريد أن تضمه إليها وتقبله ولكن لم تستطيع بتقيدها هكذا وكلما أقتربت من شفتاه التي تتبعها خلال أنفاسه المحمومة المنهالة عليها تجده يبتعد للخلف..

آخذ يمرر سبابته ببطئ شديد حول حلماتيها الوردية وهو يبتسم في راحة بما يراه، كان ذلك الحل الوحيد لأن تتقبل ما سيفعله بها، عليه أن يمزج الآلام بالمتعة حتى لا يفقدها بعدما ينتهي، هو لا زال غير مُدركاً ما قد تفعله معه وماذا ستشعر بعدها ولكنه لن يتراجع الآن!

أنخفض بأنملته ليتبعها بأنفاسه الساخنة التي زفرها على جسدها وهو يشعر بتلك القشعريرة التي تسري على جسدها ليبتسم لإستجابتها ثم أكمل ما يفعله حتى وصل لمنطقتها ليجلس على ركبتاه وأخذ يداعب ذلك الجزء الخارجي من أنوثتها ولم يترك ولو إنشاً به غير ملموس..

تآوهاتها الخافتة، تحرك جسدها العفوي أسفل سبابته، تلك المشقة التي ظهرت عليها عندما حاولت أن تقترب منه ولكنها لم تستطيع، كل ما تفعله تلك الصغيرة به لطالما أرضاه بشكل ما..

أمسك بكلتا ساقيها بيداه ثم رفعهما على كتفاه ودفن أنفه بأنوثتها لتستمع لأنفاسه التي تستنشقها بطريقة غريبة ولكن أياً كان ما يفعله فهي لا تريده أن يتوقف.. وخاصةً عندما بدأ يداعبها بلسانه بتلك الطريقة التي آثارت جنونها وجعلتها تشعر وكأنها بعالم آخر..

لا ترى شيئاً، لا تشعر سوى بلسانه على منطقتها وإلتهامه لها في نهم شديد ويداه اللاتي يُمسكان بخصرها بشدة بعد أن حاوط بذراعاه فخذيها الذي انتهيا بقدميها مثبتتان على كتفاه، تشعر وكأنها تُحلق، لم تعد تستطيع التحكم بصرخاتها من كثرة المتعة والنشوة التي تشعر بها!!

نعم.. هي تصرخ الآن، هذا ما أراد سماعه منذ أن رآها بالسيارة، جسدها ذلك الذي يطالبه بأن يخلصه من عناءه، يشعر بتورد ثدييها ووجهها حتى ارتفعت حرارة جسدها بين يداه وسالت مائها الشهية بفمه ولكن لا لن يكون اليوم بتلك الرحمة!

تركها فجأة لتزفر هي في إنزعاج، لقد قاربت على الإتيان بشهوتها لماذا فعل بها ذلك؟! سمعته يتجول خلفها، ماذا سيفعل الآن؟ وما تلك عصابة العينان السخيفة التي وضعها على عيناها؟ تريد أن تراه وترى تلك الملامح التي تُربكها، بالرغم من نظراته الغريبة ولكنها أصبحت عاشقة لتلك الملامح بكل ما تحمله من غرابة!!

أقترب منها لتشعر لملامسته لظهرها وشعرت بشيء ما وكأنه يُدلك جسدها به، لا تدري ما هو ولكن شعور لمساته الدافئة تلك أصبحت لا تعشق سواها، تلوى جسدها أسفل يداه اللاتي مرا على ظهرها ومؤخرتها ومنها إلي ثدييها، لو فقط يأتي الآن ليُقبلها ستكتمل متعتها ولكنه لماذا يُصمم على الوقوف خلفها اليوم؟!

كان ذلك الحل الوحيد أمامه حتى لا يشعر بالذنب أكثر، ذهب ليُحضر أقل ما شعر أنه سيبب ضرراً لها وهو الحزام الجلدي فهي لن تستطيع التعامل مع كل تلك الأدوات بعد.. أحضر أيضاً مخدراً حتى يخدر جسدها موضعياً وهو يتمنى بداخله ألا تشعر بشدة الضربات، سيحاول أن يقنع نفسه أن صراخها ليس صراخ متعة وشبق، سيحاول أن يوصد عيناه وسيدع نفسه يظن أنها صرخات آلم ليس إلا..

ألقى بالحزام أرضاً ليجدها ترتجف بجسدها على اثر صوت ارتطام الحزام ليعقد هو حاجباه في غضب تجاه نفسه ثم أقترب منها ليوزع المخدر على جسدها..

أنتهى من توزيع ذلك المخدر الموضعي على تلك المناطق التي ستنال من ساديته الضارية ثم توجه ليقف أمامها وهو يقبلها بنعومة ليشعر بإحتياجها الشديد لتلك القُبلة فابتعد ليهمس أمام شفتيها

“متكرهنيش يا نوري.. أنا لسه زي ما أنا.. أنا محتاجك اوي النهاردة.. استحمليني” شعر بالإمتنان لعيناها اللاتي لا تراه، لا يستطيع أن يكون أمام من سيعذبها بهذا الضعف، لم تحدث له من قبل، لماذا كل شيء معها مختلف؟! 1

التهم شفتيها بين شفتاه بمنتهى القسوة والعنف ليوصد عيناه لأنه قد قرر أنها آخر قُبلاتهما ليطيل بها قدر ما استطاع، لن يستطيع التحكم بقسوته بعد كل ذلك التريث، لن يهدأ إلا عندما يستمع لصراخها، يريد أن يبدأ معها الآن، لن يستطع التحكم بنفسه ونفاذ صبره أكثر من ذلك، جسدها يأجج براكينه حتى تندلع عليه، تلك الإثارة التي تتملك منه بتأثير إنحنائتها عليه، تلك البراءة بعيناها المتوسلتان يُعذبانه وهو لم يعد قادراً على النظر لها دون أن يُظهر القليل من حقيقته المُعقدة والمُختلة أمامها!!

لا تستحق هي كل ذلك ولكن لسوء حظها قد أحبها، لسوء حظها أنها أصبحت شعاع النور الذي يتشبث به في عتمته الحالكة، ذلك المزيج من البراءة والطيبة قد تملكه، ولكنها لم تدرك بعد أن من تتملكه عليها تحمل ما لا تتحمله إمرأة أخرى.. 3

ابتعد عنها ليجدها تشهق بعنف وقد تغير لون وجهها من اختناقها بقبلتهما، رآى احدى الجروح بشفتها السفلى ليبتسم في انتصار وتلذذ ثم أمسك بذلك الحزام الجلدي الذ ألقاه أرضاً منذ قليل ليتوجه خلفها ورفع يده ليبدأ بما تمناه طوال الشهران الماضيان!

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت السابع والثلاثون

تردد بداخله لبُرهة وارتبكت أنفاسه للحظة وهو يُقبل على أول جلدة ولكنه أزاح هذا الفكر بعيداً محاولاً أن يتخلص من ذلك الخوف الذي بداخله وشعوره بالذنب ونفضهما عن عقله لينهال على مؤخرتها بأولى جلداته ولكنه لم يشعر بنفسه حينها..6

لو فقط رآى نظرة الخوف والرعب بعيناه، لو يلاحظ تلك الإرتجافة بيده التي تجرأت على أذيتها؛ لو يلمح جبينه المتعرق فزعاً مما يفعله، لو يستمع للهاثه وجلاً، لو نظر لملامحه التي شابهت ملامح طفل مرتعب من عقاب والده له، من عذاب هؤلاء الرجال الذين يصاحبون والدته، من تلك القسوة المريرة بعيني والدته التي تُبدد بها براءة ذلك الطفل الصغير الخائف الذي ليس له ذنب بتلك الصراعات والمشاحنات بين والديه، لو يرى ذلك الطفل الذي قد مات منذ سنوات عدة ودفنه بداخله لم يكن ليفعلها أبداً.

صرخت هي في خوف وآلم من تلك الجلدة التي تهاوت عليها ولكن ما سببها؟ ما الذي فعلته حتى يفعل بها ذلك؟ لا تدري بعد ولا تفهم ما الذي دفعه للقيام بضربها؟ هي متأكدة أنها لم تخطأ، متأكدة أنها لم تغضبه، لماذا إذن عاد ليعاملها بتلك القسوة التي ظنت أنها انتهت للأبد؟ أكانت مُخطئة بحقه؟ أحقاً تركت نفسها لتقع بالحب مع رجل لا يحبها؟ ولكن هذا خطئها.. لقد قررت بداخلها ودمعتها تنهال على خدها في صمت.. هذا ذنبها، لقد تتبعت مجرد سراب طوال نهارٍ اشتد لهيبه لأشهر وعندما توقفت أخيراً لتلمس وتصل تلك المياة التي ظنت أنها ستروي عطشها وجدته مجرد بقعة من ظلامٍ فارغٍ خالياً من كل ما تمنت أن تجده عنده..39
“اتكلمي يا نورسين وجاوبيني.. حاسة بإيه؟!” همس بين أسنانه المتلاحمة وهو يرتجف لا يدري خوفاً أم غضباً بينما شعر بتلك الحُرقة بثاقبتاه التي انهال عليها قطرات تعرق جبينه ولكنه لم يكترث وامتلئ وجلاً من ردة فعلها

“مش عارفة” همست مُجيبة وهي تحاول أن تداري بكائها وتكتمه، هي لا تدري أتشعر بالآلم فقط أم بالخوف، أم بالندم لأنها قد أحبت هذا الرجل بل هي زوجته!!
“اتوجعتي؟!” صاح بنفاذ صبر محاولاً أن يلتقط أنفاسه
“ايوة.. ايوة اتوجعت.. أنا مش عارفـ.. أنت بتعمل فيا كده ليه؟ أنا معملتش حاجة غلط، أنت عايز ليه تفكرني باللـ..”

“هششش” قاطع تلك الكلمات التي هشمته وهي تنطقها بتلك الطريقة التي جعلته يُدرك كم هو ظالماً بحقها وألقى ذلك الحزام بيده على الأرضية ثم هرول نحوها وهو يشعر بالندم الشديد، لم يستطع أن يُكمل، يدري أنها ليس لها ذنب بكل ذلك، ليس لها ذنب بأن تقع بالحب مع شخص مثله، لم يكن لها يداً بكل تلك الظُلمة بداخله، نورها البريء الساطع ليس مسئولاً عن إنارة تلك العتمة الحالكة التي حولت البدر لظلامٍ دامس.2

حل ذلك الوثاق من على زرقاوتاها لينظر لها في ارتباك وما إن رآى تلك الأعين الدامعة اهتز بداخله وشعر بزلزالٍ لم يستطع الصمود خلاله لينهار أمام حبات اللؤلؤ التي تتناثر على وجهها بلا إنقطاع!
أقترب منها وهو يحرر يداها من تلك الأصفاد الجلدية ليشعر بشهقاتها التي تعافر حتى تكتمها ومن قبل لم يسمع بكائها بتلك الطريقة التي تبكي بها الآن.

لقد امتلئت إنكساراً، قلة حيلة، وهناً، ضعفاً شديداً، ولكن ما كان يرتعد منه هو ذلك الشعور الذي سيطر على ملامحها بأنها تشعر بالخيانة والغدر، نحيبها الخافت يصرخ بأنها قد أُذيت من أكثر من كانت تطمئن معه وتشعر معه بالأمان، تلك الصدمة البادية على وجهها وخيبة الظن التي كست عيناها لم تكن مثل المرات السابقة!! هو يُدرك الآن أنه لن يستطيع تعويضها أبداً عن كل ذلك..7

“ليه؟؟ ليه بتعمل فيا كده؟!” همست لينهار هو من داخله من تلك النبرة المهتزة التي عكست كم تحطمت هي بداخلها عندما فعل بها ذلك ليقف هو كالمشلول تماماً ولا يدري من أين له أن يتحدث لها ويبدأ معها بالكلام!!

“أنا.. أنا بس كنت محتاج أعمل كده عشـ..” تلعثم ثم ابتلع في خوف وهو يزجر نفسه، أحقاً فكر أنه كاد أن يُبرر لها فعلته؟ “أنا آسف!” أخبرها هامساً ولأول مرة يفعلها مع إمرأة ثم جذبها لتستقر رآسها على صدره لتجهش بالبكاء ولأول مرة لم تبادله العناق ليشعر بتلك الفجوة التي عكست جرحها الشديد بما فعله بها وهو لا يدري كيف سيعمل على أن يداوي ذلك الجرح حتى يلتئم!!

“أنا بحبك اوي، ليه عملت فيا كده؟!” صرخت بين بكائها المرير وتلك النبرة عبرت عن مدى آلامها، ليست الجسدية بل خيبة ظنها الشديدة به..6

“مش هاعمل كده تاني.. اهدي” ربت على ظهرها وهو لا يدري كيف له أن يتصرف ثم حملها بين ذراعاه وهو لا يزال يشعر بإرتجافاتها على صدره وبين ذراعاه ولاحظ أن تشبثها الذي اعتاده لم يكن مثل السابق ليلعن نفسه ويلعن كيف هو ليُعرضها لكل ذلك!

توجه لغرفتها ليريح جسدها على السرير ثم اسدل الغطاء على جسدها ليراها تتضم ركبتيها لصدرها ولم تنظر له نهائياً ليشعر بالمزيد من الغضب تجاه نفسه ثم دلف بجانبها أسفل الغطاء ليحتضنها لصدره وهي حتى لم تمنعه ولم تستطيع منع بكاءها كذلك!!

أيظن أنه ببضع لمسات واعتذار سيعوضها؟ ألا يدري أنه ذكرها مجدداً بكل شيء؟ بمّ كان يُفكر عندما أقدم على ما فعله منذ قليل؟ لماذا يُحملها ذنب ليس بذنبها؟ هو يعرف أنها ليست ليلى، يُدرك أن ليلى أحبت كل ذلك من أجله، أصبحت خاضعة له وأجبرت نفسها على تحمل هذا فقط من أجل أنها تُحبه بشدة، يدري أيضاً أن نورسين تُحبه هي الأخرى ولكن بدايته وعلاقته بليلى مختلفة كثيراً عما هو به..

ليلى كانت ناضجة للغاية، تُحبه بجنون، لم يُعاملها مثلما عامل نورسين، لم يخطأ بحقها أبداً، أما تلك الفتاة التي تحملت قسوته وعنفه ما ذنبها أن يُخرج عليها ذلك الكبت الذي تزايد بداخله؟

قربها لصدره أكثر وكأنه هو من يحتمي بشعاع نورها المُضيء من تلك الظلمة بداخله التي تُعذبه عذاباً لا نهائياً طوال حياته ثم وصد عيناه لتعم الظُلمة الحالكة مجدداً بعقله وهو يتذكر أشد وأعنف تلك المرات التي تعرض بها للعذاب من كلا والديه..

“طلقها، حرام عليك أُمي وأخواتي ذنبهم ايه إنها تيجي كل شوية البيت وتعملنا مشاكل” صاح بدر الدين بحُرقة بعد أن غادرت وفاء لتوها وهي كالعادة قد خاضت بمجادلة كلامية عن حصولها على الطلاق.

“أنت فاكر بقا عشان رجليك شالتك هتيجي تقولي أعمل ايه ومعملش ايه؟! بس تمام أنا هحللك المشكلة دي ومش هاتشتكي منها تاني أبداً” تسائل صابر بتهكم ليبتسم ابتسامة ساخرة ثم توجه للخارج وهو يدلف سيارته ليتبعه بدر الدين في غضب شديد ثم دلف بجانبه
“أرجوك كفاية المعاناة اللي أمي واخواتي عايشين فيها بسببها، طلق الإنسانة دي بدل المشاكل اللي كل شوية بتيجي تعملها هنا”
“تمام!! أنا هاعمل حاجة كويسة اوي عشان أخلصك وأخلصها” ابتسم بإقتضاب ثم هاتف وفاء وهو ينطلق بسيارته
“هاعدي عليكي كمان ربع ساعة تنزليلي.. مش عايزة تطلقي بردو؟” وصد هاتفه بهدوء وبدر الدين لا يُصدق حقاً ما سمعه للتو بأذنيه؟ أسيطلقها؟ بمنتهى السهولة هكذا؟ بعد سنوات من الجدال والصراع أكان كل ما عليه فعله أن يتحدث معه بذلك؟
آخذ يُفكر وهو بجانب والده، مرت تلك الدقائق بسرعة ولكن بنفس الوقت سأل نفسه لماذا أستجاب له؟ أهذا لأنه أصبح بالواحدة والعشرون من عمره؟ لربما يُدرك أباه الآن أنه أصبح رجلاً ويستطيع أن يعتمد عليه؟ حقاً لا يدري ما الذي يحدث له حتى يوافق بهذه السهولة!

دلفت وفاء السيارة بالمقعد الخلفي بمنتهى الزهو والخيلاء وهي تضيق عيناها وتحاول النظر لصابر خلال المرآة الأمامية وابتسمت تلك الإبتسامة الجانبية ثم صدع صوتها
“وأنت ايه اللي غيرك فجأة كده.. الحنية دي كلها منين؟!”

“ابنك يا هانم خلاص بقا راجل وعايز يخلصك من الهم اللي أنتي فيه، رجليه شالته خلاص..” تحدث صابر بسخرية لتعقد هي حاجباها ثم أطلقت ضحكة خافتة متهكمة

“لا بجد.. من امتى أنت بتربي رجالة يا صابر يا ابو البنات؟!” تعالت ضحكتها بنبرة مستفزة “ولا عشان حتة العيل اللي خلفته على آخر الزمن فاكر نفسك عندك راجل.. أنت طول عمرك شورة نسوان ولا نسيت”8

“بقا أنا شورة نسوان!! أنا هوريكي بقا شورة النسوان”

لم يُصدق بدر الدين أنهما يتجادلا مجدداً، لا يدري لماذا يفعلا به ذلك؟ إلي متى سيظل يستمع لتلك الجدالات؟ وإلي أين يتجه والده؟ هذا ليس طريق مأذوون ولا محكمة، إلي أين هو ذاهب على كل حال؟

صف السيارة أمام مبنى غريب، لم يأتي هنا يوماً بعمره، يبدو وأنه من تلك المباني التي تخص الدولة بدا كسجن ما أو يخص احدى المراكز الأمنية ولكن بنفس الوقت يبدو قديماً وكأنه فارغ من الجميع، ما الذي يدفع أباه أن يأتي هنا؟
ترجل جميعهم من السيارة ليلاحظ إنتشاء غريب يظهر على ملامح وجه والده بينما زفرت وفاء في تآفف ثم صدحت بصوتها
“ده طلاق ولا زيارة مسجون.. ما تخلصني بقا!!”
“هخلصك يا وفاء أنتي وابنك حالاً” ابتسم بتهكم ثم وقف على البوابة ليتحدث مع احدى الحرس هامساً وبالكاد استطاع بدر الدين تمييز الحديث
“محمد بيه.. كنت مكلمه على الموضوع… آه.. صابر الخولي.. تمام” هذا كان كل ما استطاع بدر الدين سماعه من كلمات والده الهامسة بينما وفاء وقفت على مضض تضرب الأرض بذلك الحذاء ذو الكعب المبالغ به وذلك المظهر الذي لا يليق إلا بعاهرة!!2

أومأ لهم ليتبعاه ثم دلفا خلفه ليمرا من البوابة الرئيسية وسمح لهم الحرس بالمرور بعد إجراء التفتيش المعتاد ولكن لم يستطع بدر الدين معرفة ما هذا المبنى!! لم يجد لافتة واحدة، هناك أسلاك شائكة حاوطت تلك الأسوار الشاهقة، العديد من البوابات الموصدة، منظر ذلك المبنى الداخلي الذي لم يتعدى طابقان ولكنه يبدو غريباً وكبير المساحة أيضاً..

دلفوا جميعاً من احدى البوابات الأمامية التي بدت وكأنها البوابة الرئيسية لينظر لهم الجميع يتفحصونهم بغرابة بينما لاحظ أن والده يدرك إلي أين يذهب جيداً، فمن الواضح أنه أتى هنا من قبل..

دلف احد الأبواب التي لم يوضع بجانبها لافتات ليصافحه احدى الرجال الذي جلس خلف مكتب يبدو فخماً وتلك الغرفة بدت مُرتبة وكأنها تُستخدم كل يوم عكس ذلك المبنى الغريب!!

“صابر ازيك..” ابتسم بإقتضاب له ليومأ صابر إماءة من الواضح أن ذلك الرجل فهمها ليُنادي على الفور “حامد..” دلف رجل يبدو وأنه مساعد أو حارس لذلك الرجل الأول الذي صافح أباه
“نعم يا باشا”

“وصل المدام وابنها وهنحصلك”

“تحت أمرك يا باشا” وقف الرجل ذاك المُسمى بحامد أمام كلاً من بدر الدين ووفاء الذي ظهرت ملامح الإنتظار عليه ولكن لم يشعر بدر الدين بالراحة لذلك الرجل وتوجس بنفسه لا يدري لماذا ولكن تبعه في صمت وهو يحاول ألا ينظر لوفاء قدر ما استطاع!

“وأنت بقا يا نُغة تعرف أبوك مودينا فين؟!” صاحت وفاء بتهكم ليسحق هو أسنانه غضباً وأماء لها بالإنكار “صحيح حتة عيل مش عارف حاجة.. يالا ادينا هنشوف!”
سارا بأحدى الأروقة التي بدت وكأنها بلا نهاية ليهبطا درجاً طويلاً ليسيرا برواق آخر ولكنه كان أقصر من ذي قبل ثم دلفا بغرفة لم تحتوي سوى على منضدة وكرسيان مقابلان لبعضهما البعض حولها ومصباح متواضع بالسقف بالكاد أنار الغرفة فجلسا وهناك باباً مُغلق بأحدى الأركان للغرفة وبدأ هو بالشعور بالغرابة عندما تركهما ذلك المدعو حامد وصفق الباب خلفه ليسمع صوت المفتاح به..

لم يستمع سوى طرقات حذاء وفاء التي لم يكره أكثر من صوتها التي امتزجت بأنفاسه الغاضبة ولم يواكب عقله الصراخ به بآمران اولهما أن هناك شيئاً ليس على ما يُرام، وثانيهما تلك الذكريات المريرة عندما كان يبكي لوالدته أن يذهب معها وألا تتركه بمفرده ولمنها كالعادة لم تكن تكترث!! زفر في آلم وحيرة بآن واحد، لم يكن عليه تصديق والده، لابد وأن هناك شيئاً ما بإحضاره إياهما لذلك المكان الغريب!

بعد عدة دقائق دلف صابر وهو يبتسم بطريقة جعلته يزدرد لعابه بينما أقتربت وفاء منه على الفور في نفاذ صبر وهي متحفزة لأحدى الجدالات التي يبدو وأنها لن تنتهي على خير

“ايه.. جايبنا هنا عشان تحكي مع واحد صاحبك!! ما تخلصني بقا من العيشة المقرفة ووشوشكم اللي كرهتها دي بقا” صاحت له بجبروت5

“ماشي يا وفاء.. أنا هخلصك حاضر وهخليكي أنتي بنفسك تتمني ماتشوفيش وش حد فينا!!” اخبرها وهو يتوجه لذلك الباب الذي انزوى بأحدى الأركان لتتبعه هي في تحفز بينما صدح صوت والده ولا يدري بدر الدين لماذا شعر بالوجل والغرابة “بدر الدين!” صاح والده ليبتلع وتوجه هو ناهضاً نحوه ليقف خلفه وهو يفتح الباب الذي لم يستطع بدر الدين تبين الغرفة التي تقبع خلفه من شدة الظلام بها..

دلف والده ليتبعاه كلاً منهما ولم يتبينا إلي أين هما ذاهبان من شدة الظلام لتصدح وفاء في تآفف “ما تخلصني بقا.. فين المأذوون ولا ايه المكان المُقرف ده؟..”

“هخلصك حالاً” اجابها بسخرية ليوصد الباب باحدى المفاتيح ثم أنار الغرفة لتتسع عينا بدر الدين في وجل مما رآه..

تلك المُجسمات المعدنية التي تدلت منها الأصفاد هو يعلمها جيداً عندما عذبه من قبل على احداها، ولكن ما ذلك الجهاز الغريب الذي وضع باحدى الأركان وامتدت منه العديد من التوصيلات والأسلاك الغريبة التي بنهايتها ما يُشابه المساكات الغريبة!!
“أنا جاي هنا عشان اوريكي الفاشل اللي فكرتي إنك هتقدري تزقيه عليا وتخليه يطلقك ويساعدك في وساختك زي ما انتي عايزة.. وعشان اكسره قدامك وأعلمه ازاي ميبقاش وسخ ولا استغلالي زيك أبداً!” تحدث بنبرته القاسية التي يعلمها بدر الدين جيداً لينظرا له وهو يُخرج احدى الأسلحة النارية ليهدد كلاً منهما مشيراً لهما “أنت أقلع قميصك وانت عارف هتقف فين كويس.. وأنتي بقا اتفرجي كويس عليه واعرفي إنك هتفضلي مذلولاي العمر كله، واللي هينطق فيكم بحرف ممك اموته هنا عادي ومحدش هيعرفله طريق جرة!” ابتسم بشر بينما ازدرد بدر الدين لعابه في خوف من تلك النظرة بعينا والده!7

“أنا مزقتش حد وماليش دعوة.. سيبني أمشي.. أنا مطلبتش حاجة منـ..” ولم تُكمل ليصفعها صابر بشدة حتى سقطت أرضاً بينما توجه لبد الدين وهو يشير له بأن يوضع يداه بأحدى الأصفاد بنفسه ووجه ذلك اسلاح عليه بعد أن لقم الزناد!!7

لم يدري متى تهاوت دموعه وهو يحاول أن يكتم نحيبه بصعوبة وهو يتذكر كيف صعقه والده يومها، لقد عذبه ببطأ، لقد أهانه أمام والدته التي لم تكترث هي الأخرى له ولم يلمح ولو نظرة شفقة واحدة بتلك السوداوتان اللتان شابهتا خاصته..9

إلي الآن لا زال يشعر بآلم ذلك اليوم، يرتجف بداخله ويحاول ألا يظهر عيله ذلك كلما تذكر تلك الصعقات الكهربائية المتوالية، صوت والدته وهي تخبر والده أنها لا تكترث وكل ما تريده هو المغادرة وسواء هو تدخل أو لا ستحصل على طلاقها، صدى صراخه بتلك الغرفة، عندما غادر ذلك المكان الذي عرف بعدها أنه كان يُستخدم لتعذيب الخارجين عن الدولة أمنياً، يتذكر كم كانت حالته متدهورة وبالكاد أستطاع أن يآخذ خطوات حتى السيارة وبدا مدمراً..5

لا زال يتذكر صرخات نجوى وشاهندة عندما شاهداه، يتذكر كيف تحدثا لوالده يومها، يتذكر أيضاً أن كل ما أجاب به أن بدر الدين مجرد مستغل مثلها ويريد أن يعاونها حتى يآخذا منه الأموال ليس إلا..3

كانت تلك المرة هي الأبشع على الإطلاق ومن آخر المرات التي عذبه بها، شعر بالإهانة الشديدة لأنها كانت تراه بعيناها ولم تكترث له على الإطلاق، رآى أنه مهما فعل ومهما تقدم في حياته ومهما بلغ من العمر سيرى والده أنه يشابهها تماماً، لم يدري إلي متى كان سيراه بمثل تلك الطريقة؟
الآن هو يدري جيداً ما الذي حدث له عندما شاهد كل من يُسري وكريم يتعرضان لتلك الصعقات.. يدري جيداً ماذا حدث له عندما رآى وفاء.. لا زال يشعر بإنكساره الشديد منذ ذلك اليوم بتلك الغرفة، ولازالت وفاء تنظر له كطفل ولن تراه كرجل أبداً..

“أأنت.. أنت بتعيط ليه؟!” همست نورسين ووجهها يبدو حزيناً من أجله عندما رآته يبكي هكذا لتلامس وجهه بأناملها في رفق، ليفتح هو تلك الثاقبتان ولأول مرة ترى مثل ذلك الحُزن بعيناه وذلك الإنكسار الشديد بهما..6

“سامحيني..” همس بين بكاءه وفي لمح البصر اعتلاها ليُقبلها في رفق ولكنه لم يريد أن يبتعد عنها أبداً، يشعر بأنه يحتاجها، لا يريد الابتعاد عنها، يشعر بالندم لما فعله ولكن لا يستطيع أن يتعايش بكل ذلك الكبت والغضب بداخله!

اعتلاها وبدأت يداه في العبث على جميع أنحناءات جسدها الأنثوي أسفله ولكن لمساته كانت عنيفة، أصابعه تتغلغل داخل تلك الإنحناءات وعلم جيداً أنها ستترك علامات ستكرهها هي لاحقاً..4

لم يستطع أن يتوقف عن افتراس تلك الشفتان بهذه الطريقة المتوحشة، لم يستطع أن يكون ليناً بتلثيم عنقها، زادت حدة لمساته وقسوته وطريقته في مداعبتها لتتزايد صرخاتها أسفله ليُصبح هو كالأعمى وزادته تلك الصرخات إثارة وشهوة..3

قبض على ثدييها في عنف شديد حتى ظنت هي أنه سيخلعهما من كثرة اجتذابه لهما في قسوة لتصيح هي أسفله وهي لا تدري كيف توقفه وكادت أن تتحدث ولكنه قد غاب بين ملتقى ساقيها وآخذ يداعب منطقتها بمنتهى العنف والهمجية الشرسة التي لن تستطيع تلك البريئة أن تواجهها لتغيب هي في حالة بين الإثارة والآلم لم تعرفها من قبل..

لعق سوائلها وهي تصرخ أسفله وجسدها يتلوى لا يدري في آلم أو في المطالبة بالمزيد مما يفعله ليُسلب عقله وهو يشعر بمدى سيطرته وهيمنته على جسدها فترك ثدييها وباعد بين ساقيها بحدة ليقبض على كل ساق بخشونة وقوة لا نهائية ودفن وجهه أكثر بمنطقتها ليتعالى صراخها أكثر وهمهمت بكلمات لم يستطع هو تبين ماهيتها!

أدخل أصابعه بهدا بعد أن ترك كلاً من ساقيها ثم أعتلاها ليُقبلها بشغف ولكن بقسوة ثم جذب شفتيها بعنف بين أسنانه حتى شعر بصرختها المتآلمة بين بفمه ليبتلعها ثم جذب رأسه للخلف لتصيح هي أسفله في آلم حتى فرق قبلتهما..

“أنت بـ..”

“سامحيني.. أنتي مالكيش ذنب” قاطع همسها ليهمس هو “استحمليني أرجوكي.. أنا عارف إنك مالكيش دعوة بكل ده بس أنا مش قادر.. أنا محتاجك.. مش محتاج غيرك يا نورسين.. أنا مبقتش شايف غيرك في حياتي” همس ثم انهمرت الدموع من عيناه وهي لا تدري لماذا كل ذلك الحزن بعيناه ونبرة الآلم تلك تُغلف صوته وبنفس الوقت لا يتوقف عن ممارسة الحب معها بتلك الطريقة..

شعرت به يُخرج أصابعه منها وهي تائهة في حالة من النشوة والتعجب والآلم من ذلك العنف الغريب الذي يُعاملها به وفي نفس الوقت اخترقها بعنف بالغ حتى شهقت من ذلك الآلم الذي شعرت به يهتك أحشائها!

“أنتي مش عارفة أنا لو معملتش كده.. مش هاقدر أ..” تلعثم ولم يستطيع إكمال ما ود أن يقوله ليدفع بها بسرعة شديدة ليشعر هو برجولته تلامس أعماقها لتشهق هي في آلم وتصرخ مما يفعله بها
“براحة، أرجوك أنت بتـ..”

“مش هاعرف.. مش هاقدر.. أنا آسف” صاح بين شهقاته وهو يدفع بها بجنون ولم تتوقف هي عن الصراخ لتبكي هي الأخرى وهو لا يدري كيف يوقفها عن بكاءه الذي يُمزق فؤاده لأشلاء ليدفن وجهه بعنقها وقبض على كلتا ساقيها ليباعد بينهما بمنتهى القوة واستمر فيما يفعله دون توقف..3

ظلت دموعه تتهاوى وهو يعاشرها بتلك الطريقة بينما هي لا تستطيع أن تفعل شيئاً، لا تدري ماذا به ولا تدري لماذا يفعل بها ما يفعله، هي تتذكر كل تلك المرات السابقة لم تكن بهذا العنف!

وصدت عيناها وهي تبكي بتهاون وفي نفس الوقت شعرت بالحزن لأجله ولم تتبين لماذا يبكي بتلك الحرقة ورغماً عن الآلم الذي تشعر به حاوطته بذراعيها لتهمس بأذنه
“متعيطش طيب.. أنا هاستحملك بس متعيطش” صاحت بنحيب وهي تشعر بقلبها يتآلم من أجله ليجهش هو بالبكاء2

“أنا مستاهلكيش.. مستاهلش حد بالطيبة دي أبداً.. أنا عارف إني غلطان بس.. بس مش عارف ابطل اللي أنا فيه” همس بصعوبة بين بكاءه ليرغم جسدها بالإلتفات أسفله حتى أصبح ظهرها يقابل صدره وانسلتت رجولته منها ليجبرها على الإتكاء على يديها وركبتيها وأمسك بها لتتغلغل أصابع يده في خصرها بعنف شديد صرخت هي على أثره وأخترقها بقسوة لتصرخ هي حتى شعر بتآلم حلقها..19

أمسك بشعرها وظل يدفع بها دون رحمة، لم تستطيع هي إلا الصراخ، تشعر بالمتعة نعم ولكن آلمها كان أكبر، تعرف أنها تُحبه، تعرف أنها حزينة من أجله، ولكن ما يفعله معها قد فاق تصورها، لم تظن أبداً أن هناك ممارسة بتلك الوحشية والشراسة الشديدة..

أقترب من أذنها وهو لا يزال متشبثاً بخصرها وزاد من حدة جذبه لشعرها الحريري حتى أقتربت رأسها للوراء وأصبحت أذنها أمام شفتاه
“حقك عليا.. أنا آسف.. مش هاعملها تاني.. بس المرادي أنا تعبان أوي، حاسس بحمل الدنيا كله عليا.. أنا لما بحس بكده ببقا عايز أعمل اللي بعمله ده.. استحمليني يا نورسين أرجوكي” همس بين دفعاته التي أجبرت زرقاوتها على الزوغ في تشتت شديد وشعرت بنفسها ترتجف بشدة وهو لا يزال بداخلها ولم تستطع التحمل أكثر لترتخي يديها وسقطت على السرير ولكنه لن يتقبل هذا!

جذبها من خصرها محيطاً اياه بذراعه وهو لا يزال بها ليجلسها مجدداً على ركبتيها ولكن جعل ثدييها مقابلان لظهر الأريكة ودفع بها دون تهاون دفعات سريعة وبدأ هو الآخر في إطلاق تآوهات امتزجت بتآوهاتها الذي لم يدرك أهي من النشوة الشديدة أم من الآلم..

“أنا.. أنا.. خلاص.. قربت..” أقترب من أذنها وهو يهمس بلهاث شديد ولكن لا هو يريد أن يرى تلك الزرقاوتان وهي تهمس بأسمه..

نهض عنها ثم جذبها لتنهض هي الأخرى وأرغم جسدها على الدوران لينظر لوجهها الذي كسته الحُمرة الشديدة والإرهاق الواضح عليه ثم حملها وأجبر ساقيها على محاوطة خصره لترتخي يدها على عُنقه في إنهاك ليسحق هو أسنانه على ما فعله بها ولكنه لا يستطيع التوقف بعد أن انتصبت رجولته هكذا ولابد له من الشعور بالخلاص..

توقف ليدفع جسدها واياه لأحدى الحوائط لتتآوه هي آلماً من ذلك الإرتطام ونظرت له بزرقاوتان شارفا على فقد وعيهما ليحاوط هو وجهها ونظر لها في آسى لتتهاوى دموعه ولكنه دفع بها مجدداً بعنف..

“كفاية..” صرخت في إنهاك ولكن نبرتها لم تكن مثل قبل فهي لم تعد تتحمل عنفه معها8

“صرخي يا نورسين.. قوليلي إنك بتحبيني.. قوليلي إنك مش هاتبعدي عني.. أنا خايف تبعدي عني أوي” همس بمزيج من الخوف والشهوة ودفع بها بكل ما أوتي من قوة3

“مش هابعد، أنا بحبك.. بس كفاية كده.. أرجوك.. مبقتش قادرة آآه” همست في إرهاق وانهال جفنيها على عيناها
“أنا كمان بحبك اوي، بحبك يا نوري.. بحبك ومقدرش أعيش من غيرك، أنا ظلمتك، أنا آسف.. آسف على كل حاجة عملتها معاكي وعلى كل مرة زعلتك فيها.. أنا مستحقش حبك ولا أستحقك.. أنا.. ” أخبرها هامساً ووصد عيناه ليقترب من شفتيها مقبلاً اياها لتشعر هي بدموعه بين قبلتهما لتبكي هي الأخرى من أجله حتى اختلطت دموعهما ثم شعرت بإرتجافة جسده بداخلها لتحيط عنقه تقربه لها أكثر بينما دفع بأعماقها لمرة أخيرة ولكنها كانت أقوى مما سبقها لترتجف هي الأخرى ثم خارت قواها تماماً ولم تشعر بعدها بأي شيء..24

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت الثامن والثلاثون

كام سؤال اتكرروا وإجابتهم وافتكروا (الإختلاف لا يُفسد للود قضية)

س 1 – نجوى ليه عايشة مع واحد زيه؟

جـ – نجوى ما شافتش منه غير كل حب وكانت بتحبه فعلاً (لو مكانتش بتحبه بغباء مكنتش قبلت أنها تبقا زوجة تانية) مشكلتها الوحيدة معاه انه بيبهدل بدر وياما وقفتله وهيبان أكتر في الأجزاء الجاية.
وبعدين ياما ناس بتتجوز جوازتها الأولانية بتبقا زفت والتانية في منتهى السعادة والحب.. عادي جداً..

س 2 – ليلى عايشة؟

جـ – وحياة أمي وأبويا ورحمة جدي عايشة (أنا الكاتبة اللي بتحرق روايتها بإيديها آه).52

س 3 – فيه أهالي كده؟

جـ – افتحوا جوجل ودوروا فيه أم قتلت ابنها أقل من خمس سنين في الدقهلية (مجرد مثال وفيه أكتر) عشان بتحب واحد غير ابوه.2

س 4 – البارت الجاي امتى؟

جـ – بكرة الجمعة وبعده السبت.. نفسي انزلكو فيهم 4 اجزاء كل يوم جزئين بس لو اتشغلت مش بإيدي.2

5 – هو مش سؤال – بس بتقولوا هو أبوه ده مش أب –
جـ – لأ أب، كان بيخاف على بناته، وكان طبيعي معاهم اوي، وشاهي وهديل زعلوا عليه جداً لأنهم كانوا كبار عكس زياد، لكن كرهه لمراته خلاه أعمى مع بدر.. الراجل اللي يتخان ويكتشف إن مراته وخداه كوبري عشان الفلوس ممكن يبهدل الدنيا.. هي مكانتش عايزة غير فلوس وبس وهي كانت إستغلالية..7

هل لديكم أقوال أخرى؟!16
وآسفين لو مش بنرد على الكل..

ندخل على البارت1

تم النشر بتاريخ ١/٨/٢٠١٩

يا من على الحب ينسانا ونذكرهُ
يا من على الحب ينسانا ونذكرهُ

لسوف تذكرنا يومًا وننْساكا

إن الظلام الذي يجلوك يا قمر

له صباح متى تُدركُهُ أخفاكا

– مصطفى صادق الرافعي

– مصطفى صادق الرافعي1

أجهشت بالبكاء وهي وحدها بذلك المنزل الذي ابتاعه لها قبل سفره المزعوم!! تنظر بتلك الأماكن التي تشاركا بها ذكريات لا تُعد على إصبع اليد الواحدة قبل أن يتركها وذهب!! لماذا فعل ذلك؟ رآته بجبروته وقسوته ثم لينه وضعفه، أحبته في جميع أحواله، حتى بعد تلك الليلة التي رآت منه ما لم تتخيله تقبلته، تتذكر أنها سألته مراراً لماذا بكى؟ لماذا أخبرها بأنه يحتاج لها؟ لماذا أعتذر مراراً وتكراراً على ما فعله ثم بالنهاية لم يُخبرها؟ ما كان السبب على كل حال؟ لماذا لم يُخبرها بشيء؟ لماذا لم تكن هناك لحظة وداع بينهما؟
سبعة أشهر من الإشتياق له، سبعة أشهر من ذلك العذاب الذي تحياه، لم تسمع منه ولو حرف واحد، لم يُحدثها، لم يطرق بابها، لم يحاول الوصول إليها، بل حتى لم يترك لها سبباً واحداً حتى تُشفق عليه بعد كل ما فعله بها ومعها!22

ما تلك الأشهر التي مرت عليها؟ وما تلك الحياة التي تحياها؟ ما ذلك الرجل الذي وقعت بحبه؟ لم يكن سوى بدر في ليلة شتاء مُلبدة بالغيوم، أستتر وراء سحبها المكدسة، لم تراه ساطعاً ولو مرة، لم يتجلى لها رؤيته بوضوح.. لطالما أختفى وأستتر بتلك الظلمة التي لم تستطع هي ولا غيرها بإنارتها..

ماذا كان يظنها؟ مجرد فتاة صغيرة قليلة الحيلة؟ ألهذا الحد هو الآمر الناهي حتى فيما يتعلق بمشاعرها؟! لم تُخطأعندما نادته بملك الكون!!2

أنتي خائنة وإستغلالية، لم أكن ولكن لم يستمع!!
ستتعذبين، حسناً..
سأتزوجك وستكونين لي خادمة، سمعاً وطاعة..
طفلتي البريئة كل ما تريده أوامر لي، تبتسم تلك الطفلة وتفرح كالبلهاء..
فلتتحمليني قليلاً، أحبك وسأفعل..
أحبك ولا أريد الإبتعاد عنك، وأنا أيضاً..
لقد قتل يُسري والدتك وها هو حقك وأموالك وإرثك، يا مآمني يا ملاذي ماذا كنت لأفعل لولاك..
منزل جديد صغيرتي، شكراً حبيبي..
أتتذكر تلك الليلة عندما فعلت ما فعلته، لمّ كان ذلك؟، سأخبرك لاحقاً..
أستتركيني يوماً ما؟، لن أستطيع فعلها..
أستتركني أنت؟!! هل تستطيع فعلها؟!! نعم.. لقد فعلها.. بكل سهولة، دون سبب، دون وداع، فقط رحل، غادر، دون كلمة واحدة!!10

فكرت بكل ما مر عليها معه، كل ما عاشاه سوياً، سبعة أشهر من الآلم والجراح، لم تجد مُسكناً سوى لدى شاهندة التي لطالما أعطت أخيها الأعذار الواهية وأنه سيأتي يوماً ما..
لم تجد سوى الإنكسار بعيني نجوى وهي لا تدري كيف لها أن تخبرها بأن ابنها، قرة عينها، من تُحبه أكثر من أي شخص على وجه الأرض قد فعل ما لم يتوقعه أحد أبداً..

جففت دموعها وابتلعت شهقاتها عندما سمعت رنين هاتفها لتجد المتصل فارس.. هذا الذي بدأ في أن يعوضها عن جزء لطالما بحثت عنه ولم تجده.. كان أخيها التي لم تمتلكه يوماً..3

“ازيك يا فارس؟” اجابت بصوتها الحزين

“ايه يا ست البنات عاملة ايه؟ وحشتيني اوي بقا”3

“وأنت كمان”

“كده بردو يا بت انتي متسأليش في أخوكي، لو متكلمتش متسأليش أنتي؟”
“معلش، يا دوب لسه مخلصة الإمتحانات امبارح وأنت عارف إني مبجبش أقل من A+ وآخر سنة وكده”

“ماشي يا نور!! ربنا يوفقك يا حبيبتي.. عاملة ايه بجد يا نور؟ بدر مكلمـ..”

“لأ مكلمنيش.. وأنا كويسة أهو، وأنا مش عايزة حد يجبلي سيرة الموضوع ده تاني.. ممكن بقا؟!” صاحت بنبرة هجومية شديدة ليتعجب فارس5

“طيب طيب خلاص اهدي.. حقك عليا يا ستي” تنهد فارس في قلة حيلة ثم أكمل “عايز أقولك إني جاي الشهر الجاي”

“طب وعملت ايه مع عمي؟”

“هاعمل ايه يعني.. مقداميش حل غير إني احطه قدام الأمر الواقع”

“طب وبسنت؟ لسه مضايقة؟!”
“هي مضايقة بس عرفت إننا مقدمناش غير الحل ده، أنا قعدت مع أهلها وطلعوا عيني وهي بصراحة وقفت جنبي وفي الآخر وافقوا.. هنعمل فرحنا بقا بعد لما اجي بإسبوعين.. طبعاً مش محتاجة عزومة انتي وكل اللي عندك”

“مبروك يا فارس.. أنا فرحتلك أوي والله”

“عارفة يا نور نفسي اخواتي وماما وبابا كانوا يبقوا معايا..”

“سيبها لوقتها وإن شاء الله الموضوع هيعدي على خير.. أهم حاجة متقولهومش غير قبلها بيومين تلاتة عشان باباك بس ميضايقش”

“يضايق!!” صاح متهكماً “ده يا بنتي يوم ما عرف إنك متجوزة وبتحبي جوزك مقبلش وصمم أنه هيطلقكوا بالإكراه ويجوزني أنا وانتي غصب” أخبرها بعفوية لتدمع عيناها على ما قاله.. فهي تتذكر جيداً عندما ذهب فارس لمنزل عائلة بدر الدين أخبرته أنها تُحب زوجها وعندما سألها عنه أخبرته بأنه قد سافر لتوه وسيعود قريباً، كم شعرت بالآسى على نفسها عندما تذكرت حقيقة سذاجتها بتلك الطريقة!!6

“معلش يا فارس” أجابت بعد برهة من التفكير ” ما أنت اللي حاكيلي بنفسك احنا عندنا جواز القرايب مقدس في العيلة..”

“يالا.. اهى كلها عادات منيلة..” اخبرها متنهداً “نور أنتي محتاجة حاجة بجد؟”
“لا والله يا فارس متحرمش منك كله تمام”

“بس والنبي يا نور لو احتاجتي حاجة تقوليلي.. أنا حاسس بصوتك اللي لسه زعلان بس علشان خاطري حاولي بقا تنسي.. بقا فيه بنوتة زي القمر زيك كده تزعل الزعل ده كله؟ وبعدين اطمني اني معاكي في اي قرار تاخديه وهتلاقيني اول واحد جنبك”

“من غير ما تقول أنا عارفة..” رن جرس الباب لتتعجب نورسين “معلش هاروح اشوف مين على الباب.. سلام دلوقتي.. وسلملي على بسنت كتير”

“يوصل.. خدي بالك من نفسك وكلميني في اي وقت”

“حاضر وأنت كمان.. باي..”

أنهت المكالمة وهي تشعر بالحزن، فحتى ذلك الشخص الوحيد الذي اعتبرته أخيها كان بعيداً هو الآخر.. توجهت نحو الباب لتتفقد الطارق التي كانت شاهندة ففتحت الباب..

“بنوتي الحلوة.. عاملة ايه؟!” تسائلت شاهندة بنبرتها التي تبعث السعادة في الجميع

“تمام” اجابتها بإقتضاب بعد أن بادلتها العناق.

“بصي بقا.. جو الكآبة اللي أنتي فيه ده مش هاسمحلك تستمري فيه أكتر من كده.. الأسبوع ده Shopping (تسوق) وبعد كده ننزل على الشغل، وخروج وفُسح و..”4

“انتي بتاخديني على قد عقلي تاني يا شاهي مش كده؟ بتعامليني بنفس الطريقة اللي بدر عاملني بيها زمان!! عيلة صغيرة وطيبة تجيبلها حاجة حلوة وتقولها بص العصفورة تنسى الحاجة اللي مضايقاها” قاطعتها وهي تنظر لها بآسى وحزن جلي بتلك الزرقاوتان التي لم يبارحها الهم منذ تلك الأشهر السبعة المنصرمة..2

“أنا مقصدش أنا..” لم تدري شاهندة ماذا عليها أن تقول أو بمّ تُجيبها ثم تحولت ملامحها للحزن لتشرد نورسين بالفراغ فتنهدت الأولى وهي قررت بداخلها أنها لن تتراجع الآن “بصي يا نور.. أنا من يوم ما شوفتك وأنا اعتبرتك بنتي أو أختي الصغيرة.. وكونك مرات أخويا فده مش هيخليني في صفه.. أنا لغاية دلوقتي والله العظيم ما أعرف عمل كده ليه، ومحدش عارف هو بيعمل ايه غير موضوع الشركة اللي فتحها في امريكا، ولولا أنك رافضة أنا كنت هـ..”

“خلاص يا شاهي..” قاطعتها وهي تنهض لتداري تلك الدموع التي انهمرت منها دون إرادتها “متتكلميش كتير ولا تبرريلي اللي عمله ولا عايزة أعرف.. سيبيه وخليه براحته” ابتلعت غُصة ومرارة تلك الدموع بصعوبة لتحاول أن تُسيطر على نفسها قدر المًستطاع وبكل ما أوتيت من قوة فتشت عن رباطة جأشها بداخلها حتى وجدتها فحمحمت ثم أكملت
“هنعمل Shopping.. وأنتي هتساعديني في شركتي لغاية ما أفهم الدنيا.. أنا واثقة إني هاكون كويسة.. بس أنا محتاجة الزقة الأولانية لغاية ما أعرف اتصرف لوحدي” حاولت الإبتسام لها ولكن رغم عنها لم تقابل الإبتسامة عيناها لتنهض شاهندة نحوها وعانقتها في حب
“زقة أولانية.. ده أنا أزقك العمر كله كمان لو عايزة.. كل اللي أنتي عايزاه هاعملهولك.. وإن شاء الله هتكوني أنجح Business Woman (سيدة أعمال) في الدنيا”

“إن شاء الله”

“طيب خشي يالا خدي shower كده والبسي ويالا بينا”

“حاضر يا شاهي” ابتسمت لها ثم غادرتها لغرفتها حتى تستعد للخروج!

“حاضر يا شاهي” ابتسمت لها ثم غادرتها لغرفتها حتى تستعد للخروج!4
“لو سمحتي يا شاهندة قولتلك إني مش عايز اتكلم في الموضوع ده” صرخ بدر الدين بهاتفه بمنتهى الغضب

“مش عايز تتكلم.. هاحكيلك بعدين.. سيبيني اخد وقتي.. لغاية امتى؟ هتفضل سايبها كده لغاية امتى؟ كانت عملتلك ايه؟ عملتلك ايه يا بدر عشان تعمل فيها كده؟ بنت في سنها ده حرام اللي بيحصلها، ذنبها ايه؟”

“مش ذنبها، ذنبي أنا.. ارتحتي؟ مبسوطة دلوقتي؟ ذنبها إنها حبت إنسان مش سوي، إنسان معقد.. مكنش قدامي حل غير إني ابعد عنها” صرخ مرة أخرى بحُرقة وهو يتذكر كل ما مر عليه مع نورسين

“ليه مش سوي.. ما أنت كنت عايش مع ليلى ومبسوط.. وشوفتك بعيني وأنت مبسوط معاها.. ليه جي دلوقتي تقول كده؟ ده أنت يا أخى مقعدتش معاها قد ما سيبتها.. حرام عليك تـ..”

“ارحميني بقا!! ارحميني! ليه شايفني كلكوا إني وحش، ليه محدش فاهمني” صرخ مقاطعاً اياها “أنا فعلاً حرام عليا إني أكمل معاها، حرام أظلمها أكتر من كده.. دي.. دي ملهاش ذنب في اي حاجة” لانت نبرته لتتحول لنبرة مليئة بالإنكسار

“بدر هو ايه اللي حصل بينكم بالظبط؟!” تراجعت شاهندة عن حدتها ولانت نبرتها عندما شعرت بإنكساره “بدر أنت بتعيط؟!” شعرت ببكاءه ليتمالك هو نفسه بصعوبة
“هكلمك تاني..”
أنهى المكالمة لتنهمر دموعه مجدداً رغماً عنه، سبعة أشهر وخمسة أيام وثلاثة ساعات وست دقائق وهو لم يرى تلك الزرقاوتان، لقد ظن أن عيناها هي عذابه الأبدي، لم يكن يدري أن بالبعد عنها سيجد أنهما جنتاه..
أشتاق لها، لعبيرها وضحكتها البريئة، أشتاق لتلك الطفولة التي لم يحياها سوى معها، تلك العفوية والطيبة، سهولة وبساطة كل شيء معها، حيوتها وخجلها الذي خلبا عقله، عناقها الذي كان ينتظره طوال اليوم بفارغ الصبر، تمنى لو عانقها مرة واحدة فقط.. لو يمر بجانبها دون أن تراه، لو فقط يستطيع دفن وجهه بصدرها ويجهش بالبكاء ليشتكي لها لوعة ذلك العذاب الذي يحياه منذ أن ابتعد عنها!!

لقد كان غبياً بقراره، لماذا تركها؟ يبعثره الإشتياق كل يوم، بل كل ساعة ودقيقة، اشتاق لذلك النور الذي تبعثه به وتبدد به ظلمته، أين له به الآن؟!

تؤلمه وحدته، وحشته بتلك الليالي الحالكة التي غاب بها نور قمره الذي يهديه لطريق الصواب تجعله يتمنى الموت كل يوم، لم تعد تسطع شمس ضحكتها البريئة لتخلصه من كل تلك المشقة التي يعانيها بكل ثانية تمر عليه دون تواجدها بجانبه..

ماذا كان عليه أن يفعل؟ كان ذلك الحل الوحيد منذ أن أدرك ما فعله معها.. منذ تلك الليلة وهو لا يستطيع أن ينظر لها دون أن يشعر بالخوف والذنب في آن واحد، علم جيداً أن ظُلمته وقسوته لن تليق بتلك البريئة الصغيرة.. هي تستحق من هو أفضل منه، لن يستطيع أن يُدنس تلك البراءة والشفافية بتلك التلطخات السوداء القبيحة التي إذا واجهتها بأكملها ستدمر حتماً لا محالة..11

لقد مثلت له الحب وهو من روي من الكراهية طوال حياته، لقد كانت كضوء قمر ساطع وهو عاش بالظلام طوال حياته حتى أصبح ونيسه الوحيد، لم يرى في طيبتها ونقائها بينما عاش هو قاسياً طوال عمره يُعذب النساء ويتلذذ بعقاب من أخطأ بحقه، هي تستطيع أن تُسامح بسهولة ولقد فعلتها معه، بينما هو لا يُسامح ولا يغفر أبداً.. كيف للظلام أن يحيا بذلك النور الساطع؟! كيف للطيبة مجاورة القسوة؟ كيف للحب أن يجتمع بالكراهية أسفل سقف واحد؟!

تنهد وهو يوصد عيناه وآخذ يدخن سجائره في صمت مرير حوله بينما تلك الصرخات التي عذبته بداخله لا زالت مستمرة، عذاب والداه، فقدان ليلي، ابتعاده عنها وعن كل ما أحبهم يوماً ما، كيف لكل ذلك الدمار أن يعمر مرة أخرى؟؟3

للحظة اطمئن أن ابن عمها قد غادر منذ شهور دون أن تحدث أية مشاكل، ابتسم بإقتضاب عندما أخبرته شاهندة عن كل ما حدث وكيف أخبرته نورسين أنها تعشق زوجها ولم يُغصبها أحد على شيء.. شعر بالأمان أنها لازالت تذهب مع السائق والحرس الذين عينهم لها قبل مغادرته بأيام، لايزال يعلم متى دلفت منزلها ومتى غادرت، لقد فعل ذلك من أجلها لأنه لا يأمن مكر وفاء، كما أنه لا يزال يتألم لأنه يعلم أنه سبب دموعها التي لا تتوقف، كم يتعذب بمعرفة حزنها، لو فقط يُخبره أحد أنها بخير واستطاعت أن تنساه لربما أصبح حاله أفضل!! لماذا عليها أن تحبه بتلك الطريقة؟ متى ستنساه وستعيش حياتها؟4

لا هو فقط يكذب على نفسه، لن يكن بخير أبداً، هذا هو قدره وليس له يد بذلك، ربما هو حظه الذي شابه ظلمته قد أوقعه بحب فتاة لا تستحق وغد مثله، كان عليه أن يبتعد هو، كان عليه أن يبعد تلك الظُلمة، لقد ابتعد وها هو ينتظر سطوعها مرة أخرى..

صدح هاتفه بالرنين ليذكره بموعداً هاماً لقد ظل طيلة الفترة الماضية يُفكر بالقدوم عليه، لربما سينتهي من جزء من ذلك السواد، مجرد محاولة لن تضره بشيء أكثر من ذلك الضرر الذي تجرعه طوال حياته!!
نهض ثم ارتدى سترته وحمل هاتفه ومفاتيحه ثم ذهب ليكن بالموعد المحدد وحتى لا يتأخر لربما يجد حلاً لكل تلك الصراعات بداخله..5

دلفت تلك الغرفة التي امتلئت بالرسومات له، نظرت ودموعها تتهاوى وهي لا تزال غير مُصدقه أنه تركها وذهب، تشعر بأن هناك جرح بداخلها لن يلتئم أبداً، لماذا كان عليه المغادرة؟ لماذا؟ ألم يعلم أنه مثل لها كل شيء بتلك الحياة، ألم يُدرك أنه كان يناديها مثل و…
دلفت تلك الغرفة التي امتلئت بالرسومات له، نظرت ودموعها تتهاوى وهي لا تزال غير مُصدقه أنه تركها وذهب، تشعر بأن هناك جرح بداخلها لن يلتئم أبداً، لماذا كان عليه المغادرة؟ لماذا؟ ألم يعلم أنه مثل لها كل شيء بتلك الحياة، ألم يُدرك أنه كان يناديها مثل والدتها، يعانقها كأبيها الذي لم تعرفه يوماً، يضاحكها كأخيها الذي غاب عن حياتها ولم تجده غير مؤخراً؟
“خليكي كده عمالة ترسيميلي في بدر وسايباني.. طب افتكري شاهي حبيبتك برسماية صغنونة هي وجوزها اللي زي القمر ده” قاطعت شاهندة شرود نورسين لتلتفتت لها بإبتسامة مقتضبة
“أنا كنت جاية هنا عشان أقطعهم.. خلاص مش هايبقا فيد بدر تاني!!” همست ثم زفرت بعمق ثم توجهت لتلمس احدى الرسومات التي رسمتها له ثم امتدت يدها لتُمزقها ولكنها لم تستطع وأجهشت بالبكاء بمنتهى الحُرقة..

توجهت شاهندة مهرولة نحوها لتعانقها وتآخذ الرسمة من يدها وآخذت تُربت على ظهرها في حنان وودت فقط لو استطاعت أن تُساعدها
“خلاص يا نور يا حبيبتي اهدي.. اهدي ومتعيطيش كده.. لو بس أعرف ايه اللي حصل بينكم كنت حاولت أحل المشكلة” أخبرتها وهي تحاول أن تُهدئها

“والله يا شاهي ما أعرف.. كنا كويسين.. كان يادوب لسه جايبلي البيت عشان نجحت.. وفجأة اختفى.. سابني يا شاهي.. عمره ما كلمني.. والله أنا ما عملت حاجة.. وحشني اوي.. وحشني.. نفسي أحضنه.. نفسي اسمع صوته.. حتى لو هيزعقلي.. بس.. بس أنا زعلانة منه اوي.. أنا تعبت اوي يا شاهي مبقتش عارفة أعمل ايه.. ليه عمل فيا كده” صرخت بين شهقاتها المتواصلة بإنكسار وجسدها لا يتوقف عن الإرتجاف بين يدي شاهندة التي لم تدري بما عليها أن تفعل أو تُخبرها ثم فجأة وجدتها تتوقف من نفسها وابتعدت عنها.1
“بس لأ” حاولت منع شهقاتها “أنا.. أنا هاعرف أخلي نفسي أكرهه.. أنا مش هاحبه تاني.. أنا هنساه يا شاهي” صاحت بنبرة لم تحتمل النقاش ثم آخذت كل تلك الرسومات بالإطارات التي عُلقت على الجدار وآخذت ترميها أرضاً بهستيرية شديدة وشاهندة لا تُصدق عيناها نهائياً
“طب تعالي بس نطلع برا و..”

“بطلي تعامليني كده..” صرخت مقاطعة اياها “بطلي تبقي زيه، أنا محدش هيضحك عليا تاني بكلمتين حلوين.. أنا مبقتش صغيرة خلاص!!” صاحت بإصرار وهي تلهث ثم تركتها وتوجهت للخارج لتهز شاهندة رأسها في آسى على حالها!4

تبعتها شاهندة فمهما فعلت لن تستطيع تركها وحدها بتلك الحالة، تعرف أنها تشتاق له، تعرف أنها لازالت تُحبه بشدة، ولكن عليها أن تقف على قدميها وتحاول العيش بدونه..

“نور يا حبيبتي تـ.”

“بصي يا شاهي.. متحاوليش تكلميني كلام قولناه مليون مرة.. أنا خلاص آخدت قراري.. زي ما أنا مش لازماه هو كمان مش هيلزمني في حاجة.. هو فاكر نفسه ايه يعني؟ حتى دي هيعملي فيها ملك الكون..” توقفت لتلتقط أنفاسها بعد أن تلاحقت في عصبية
“ملك الكون!! ياااه يا نور.. أنتي لسه فاكرة؟!” ابتسمت شاهندة بإقتضاب لتقابلها تلك الزرقاوتان الدامعتان “انتي لسه بتحبيه يا نور”
“ايوة بحبه.. بس مش ضعف مني.. وهافضل احب صورة بدر الدين اللي اتجوزته، بس اوعدك يا شاهي إن يوم ما اشوفه تاني هاكرهه.. هافتكر كل اللي عمله فيا وهاكرهه.. بدر عمل فيا كتير أوي، أنتي متعرفيش حاجة عننا، ولا تتخيلي عمل معايا ايه، وارتاحي مش هقولك حرف.. أنا متأكدة إنك هتحاولي تعرفي كل حاجة بس أنا استحالة أنطق بحرف.. لو هو حابب يقولك يبقا يقول لكن أنا لأ.. بس اوعدك إني عمري ما هاكون الطفلة الصغيرة بتاعت زمان تاني!!” تحدثت بإصرار ولأول مرة ترى شاهندة تلك النظرة بعيناها
“أنا عندي أنتي وماما نجوى وفارس وهديل وولادها وعندي شركة ماما الله يرحمها، أنا حتى لو موت نفسي في الشغل هاعرف ازاي أكره نفسي فيه.. بكرة تشوفي يا شاهي” زفرت لتنظر لها شاهندة مُضيقة عيناها1

“طيب خلاص وأنا معاكي في كل حاجة انتي عايزاها”

“طيب..”

“اخبار فارس صحيح ايه؟”

“تمام.. هيتجوز اهو كمان شهر ونص”

“يالا ربنا يوفقه.. ما تيجي نتعشى سوا بقا.. والنبي وحشني أكلك!! تعبت والله من أكل زينب”
“ماشي يا ستي.. يالا بينا على المطبخ” توجها سوياً وشاهندة بداخلها تعي جيداً أنها مجرد كلمات بينما نورسين تحاول التظاهر أنها بخير وأنها ستصبح قوية دونه
“بقولك يا نور.. ما تيجي تقعدي معانا شوية، بدل ما أنا يوم هنا ويوم هناك”

“يوووه يا شاهي! لا مش هاجي”

“ليه يا نور؟” تظاهرت شاهندة بالبراءة
“هو كده وخلاص!!”

“يا سلام..”

“ما خلصنا بقا يا شاهي”

“عشان هو اللي جايبلك البيت مش كده؟! لسه ماسكة في كل حاجة جابهالك ومش عايزة تنسيه، ده أنتي حتى بقيتي بتتكلمي زيه، محدش في الدنيا كان بيقولي يوووه يا شاهي دي غيره”2

“أرجوكـ..”

“بتحبيه وبتموتي فيه.. صح ولا لأ؟!” قاطعتها لترفع حاجبيها ثم اخفضتهما وضيقت عيناها بإبتسامة متحفزة على ثغرها لتنظر لها نورسين بقلة حيلة3

“ايوة بحبه.. بس عمري ما هارجع نور بتاعت زمـ..”

“واللي يجبهولك يجري لغاية عندك” قاطعتها بنظرة خبث1

“ايه؟! ازاي؟!” صاحت سائلة في لهفة “لأ ميجيش.. أنا مش عايـ..”6

“يا بنوتي.. عايزاه ولا مش عايزاه! ده أخويا وعشرة العمر بردو وعارفه مفاتيحه فين! تردي عليا بقا يا عايزاه يا مش عايزاه” قاطعتها وابتسامتها تتوسع على تلك الصغيرة التي ارتبكت للغاية وتاهت بحيرتها
“عايزاه..” همست مجيبة بعد مدة من التفكير “بس لازم اعلمه الأدب الأول عشان ميعملهاش تاني..” صاحت في تصميم وبنبرة حازمة27

“وأنا معاكي.. بصي بقا واسمعي كلامي بالحرف الواحد.. بس خدي بالك احنا كده هنلعب بالنار ولازم نكون مصحصحين ومن دلوقتي أهو أنا مش مسئولة عن رد فعله!!” تنهدت لتترك نورسين ما بيديها وانتبهت لما ستخبرها به شاهندة جيداً

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت التاسع والثلاثون

“عرفتي بقا هتعملي ايه؟” سألتها شاهندة لتومأ نورسين ثم تنهدت وشردت بالفراغ وظلت تُفكر بكل ما أخبرتها به شاهندة “ده ايه السكوت ده كله؟” تعجبت شاهندة

“أبداً .. بفكر”

“بتفكري في ايه قوليلي”

“ليه نجيب حد من برا وأحنا قدامنا فارس؟” توسعت زرقاوتاها بلمعة 8

“ممممـ.. مش انتي قولتي انه بيحب بنت و..”

“ايوة بس ده هيكون كمان في صالح أن اهله ينسوا الموضوع ولو سمعوا اننا مخطوبين يمكن يهدوا” قاطعتها “ده عمي كان عايزني اطلق واتجوز فارس كمان” أخبرتها في حُزن وقلبت شفتاها لتصدح شاهندة ضاحكة 2

“ده بدر كان كلهم بسنانه! قال تتجوزي قال!” 2

“ما احنا هنفهمه كده”

“ايوة وبكرة تشوفي بيغير عليكي ازاي.. انتي يا بنتي نسيتي لما شافك يومها بالمايوة.. ده كان هيفرقع جنبي وطلع جري عليكي.. أنا خدت بالي بس عملت نفسي عبيطة” غمزت لها بإبتسامة “بس خدي بالك، انتي عارفة طبع بدر، تستحملي اللي هيجرالك بس انتي اللي قولتي انك عايزاه وده الحل الوحيد قدامي” أخبرتها بجدية لتتنهد نورسين 3

“عارفة يا شاهي.. أكتر حاجة وجعاني ايه؟ مش عصبيته ولا قراراته ولا حتى ظلمه ليا، مش موقف ولا اتنين، لأ أنا استحملته مرة واتنين وعشرة، لكن انه بعد كل ده يسيبني ويبعد، مش قادرة اسامحه عليها ابداً، كمان أنا عمري ما ضغطت عليه ولا طلبت منه يتغير، كنت فاكرة لما أكون هادية كان هيبتدي يقولي كل حاجة بس اللي عمله ده حاسة إن دي أكبر غلطة غلطها في حقي” 13

“نور.. أنا عارفة موضوع كريم” همست بعد أن تنهدت لتتسع عينا نورسين في صدمة لتومأ لها شاهندة بالموافقة “بدر حكالي كل حاجة، وقالي على كل اللي حصل، أنا عارفة إنه ظلمك كتير أوي”

“ظلمني!!” ابتسمت بتهكم وحزن “ده وراني العذاب ألوان، وأنا عشان طيبة نسيت وسامحت” تريثت لبرهة ثم تعجبت “هو فين كريم صحيح وعمل فيه ايه؟!”2

“معرفش.. محدش يعرف.. حتى هديل بتقول لولادها إنه سافر في شغل” تنهدت ثم أكملت “هو ايه اللي حصل بالظبط يا نور ما بينكم بسبب الموضوع ده؟”

“مش هاقدر احكيلك.. كان أولى احكيلك وقتها.. بس دلوقتي خلاص مبقاش ليها لازمة”

“سفرية لندن دي كانت فشنك مش كده؟” أماءت لها نورسين بالموافقة ثم تهاوت احدى دموعها عندما تذكرت كل ما حدث لها على يده وكيف كان يعاملها، هي لا تبكي مما حدث بل تبكي لأنها سامحته بالنهاية “أنتي بتحبيه أوي كده يا نور؟!” سألتها لتومأ لها مجدداً وتناثرت حبات اللؤلؤ على وجههيا من تلك الأبحر بين جفنيها 4

“بحبه!! بدر ده بالنسبالي كل حاجة في حياتي..” ابتسمت في وهن وشردت وهي تتذكر كل ما جمعها به “الوحيد اللي كنت بحس إني متلخبطة قدامه، اول حب في حياتي، عرفني يعني ايه حب بين راجل وست، حنيته عليا وغيرته وخوفه اللي كنت بشوفه في عينيه، أنا ادمنته، كل حاجة فيه بحبها، من اول بصاته المخيفة دي وريحته وشعره وضحتكه وصوته.. مش عارفة أقولك ايه، أنا عمري ما حبيت يا شاهي.. وعمري ما اتعاملت مع راجل غيره”1

فايوليت ووكر فتاة مجتهدة تدرس الادارة والاقتصاد ، شاء قدرها ان تقع تحت تدريب الرئيس المعروف بقساوته اثناء العمل ول…
“ده أنتي ناقص تقويلي عنده حسنة في قفاه” صاحت شاهندة مازحة كي توقفها عن البُكاء بينما نظرت لها نورسين بزرقاوتان متسعتان وقد نجحت شاهندة فيما أرادت أن تفعله 9

“لأ عنده حسنة في مكان تاني” أخبرتها هي الأخرى مازحة 23

“لا لغاية هنا وفعلاً مش عايزة أعرف” توسعت عيناها في تعجب لتضحك نورسين “أيوة كده أضحكي يا نور.. كل حاجة هتكون كويسة إن شاء الله” ابتسمت لها “وعلى فكرة بقا لو دخلنا نوجا في لعبتنا هتفرق جامد.. احنا لازم نحكيلها على كل حاجة”

“نقولها.. بس أنا خايفة تكون في صفه ومتوافقش دي بتحبه اوي يا شاهي”

“طبعاً بتحبه.. بدر ده في حتة تانية بالنسبالها عشان كده هي أكتر واحدة هتساعدنا، هي بتحبك كمان ونفسها أكيد تشوفكوا مبسوطين”

“هي ليه بتحب بدر اوي كده؟!”

“بدر يا نور مامته كانت ست مش كويسة، وكان مش فارق معاها أبداً، كان بيصعب على ماما أوي، وكان متعلق بيها جداً، بالذات أنها كانت بتدافع عنه من اللي بابا بيعمله فيه، أنا ساعات لما بفتكر بعيط أصلاً.. معرفش بدر أساساً قدر يكون كده ازاي، يمكن عشان أنا وماما كنا دايماً جنبه”1

“هو ايه اللي حصله بالظبط؟”

“لا دي بقا بتاعته يبقا يحكيلك هو.. بس خليكي واثقة في كلامي..” لم تريد أن تخبرها عن تلك الأشياء لتومأ لها نورسين بتفهم “فين بقا الأكل اللي أنا معشمة نفسي بيه؟..”

“حالاً اهو.. تعالي ساعديني بس”

“أوك”

“ماشي أنا معاكو
“ماشي أنا معاكو.. بس أنا فعلاً خايفة من رد فعله” أخبرتهما نجوى

“آه ما أنا قولت كده بردو..” تحدثت شاهندة

“متخافوش.. مش هيحصل يعني أسوأ من اللي حصل” شردت نور متنهدة ليجدن زينب تأتي وملامحها ليست تبدو بخير فتعجبن جميعاً

“خير يا زينب فيه ايه؟!” تسائلت نجوى في تعجب

“وفاء يا هانم مستنياكي في الصالون!” اجابتها في توتر فزينب تعلم من هي جيداً لتصيحا كلاً من نجوى وشاهندة في آن واحد

“وفاء!!” اعترت الدهشة أعينهما بينما تعجبت نورسين التي لا تعلم من هي “عايزة ايه دي بس” تمتمت نجوى

“ربنا يُستر يا ماما” اختلفت ملامح شاهندة وارتبكت لتهمس نورسين سائلة وهن يتوجهن جميعاً لغرفة الإستقبال ويغادرن الحديقة

“مين وفاء دي؟”3

“دي مامة بدر” زمت شاهندة شفتيها مجيبة اياها بينما رفعت نورسين حاجبيها في تعجب ولكنها أرادت أن ترى تلك المرأة التي لطالما أخبرها الجميع أنها كانت استغلالية، لتُدرك أيضاً بداخلها أنها هي وتلك الفتاة في القبو الغريب ذلك قد آخذتا بسببها حتى يفعل بدر الدين كل ما فعله معهما..

دلفن غرفة الإستقبال وتلك الزرقاوتان لا تُصدق كم شابه بدر الدين تلك المرأة، نفس الشعر الفحمي ونفس الأعين وحتى تلك النظرة الثاقبة، يبدو حقاً كقطعة منها، ولكنها تعجبت لما ترتديه، فهي تبدو في عمر بدر لا تُصدق أنها حقاً والدته!!2

“خير يا وفاء.. جاية ليه؟” تحدثت نجوى بملامح جامدة

“ما هو لو كنتي ربيتي راجل بصحيح مكنتش جيتلك” اتسعت أعين كلاً من شاهندة ونورسين لما سمعتاه ولم تُصدق الأخيرة تلك الطريقة التي تتحدث بها والدته عنه وبنفس الوقت تتعجب كثيراً، فحتى طريقتها تبدو كبد الدين تماماً

“افتكري يا وفاء إنك في بيتي.. اتكلمي بإحترام عني وعن ابني”

“احترام آه.. وماله..” ابتسمت بتهكم ونورسين تكاد تجن من تلك الإبتسامة التي رآتها على وجهه من قبل كثيراً “أصلكوا أنتوا اللي محترمين اوي.. رميتولي شوية فكة وطلعتوني منها وبعدين كبرتوا كل حاجة من ورايا. أنا ليا حق في كل ده، أنا جاية عشان حقي.. وإذا كنتوا فاكرين إن اللي ادتهوني بعد ما صابر مات كان حاجة فخدوه تاني بس ابقا شريكة معاكو!”1

“امشي اطلعي برا يا ست أنتي” هنا تدخلت هديل التي آتت لتوها

“جرا ايه يا نجوى.. مش عاملالي فيها كبيرة واحترام ومش احترام.. ما تلمي بنتك”4

“هديل!!” صاحت نجوى بتحذير بينما لم تكترث هديل

“أنتي فاكرة إنك ممكن تاخدي تعبنا وشقانا بعد العمر ده كله.. امشي اطلعي برا.. أنا لولا بس الفضايح كنت خليت الأمن يجرجرك من شعرك ويرميـ..”

“هديل!!” هنا صاحت نجوى لتقاطعها وتنهيها عما تفعله “أنتي يا وفاء اخدتي حقك من زمان، اتفضلي من غير مطرود”

“حق!! حق ايه؟! شوية الفكة دول بتسموهم حق، ما هو صحيح طول عمرك حرامية، سرقتي صابر وبعدها بدر وفي الآخر فلوسه” تحدثت وفاء لتهينها لتغضب جميعهن من تلك الإهانة التي وجهت لنجوى بينما ابتسمت نجوى بإقتضاب1

“حرامية؟! وسرقتهم؟! منك أنتي؟!” تسائلت في تهكم “لآخر مرة بقولك اتفضلي من غير مطرود”

“بقولك ايه يا ست أنتي.. كلمة واحدة كمان وهكلملك الشرطة.. امشي من هنا” صاحت هديل بإنفعال

“شرطة؟! جرا ايه يا حتة عيلة صغير أنتي، هو كلكوا عياركوا فالت.. نجوى معرفتش تربيكوا ولا ايه؟”

“زينب!!” هنا تدخل حمزة الذي سمع صوتهم المرتفع “اندهيلي حد من الأمن يجي ياخد الست دي” دلف حمزة بغرفة الإستقبال ليواجه وفاء “كلمة واحدة كمان في حق مراتي وأمي وحد هنا في البيت ده وأنا هابهدلك.. امشي اطلعي برا ومش عايزين نشوف وشك تاني”1

“وأنت بقا ايه؟ طالع في دور السنيد، بدر سايبك وراه كلب حراسة؟”

“ما تحترمي نفسك يا ست أنتي” صاحت شاهندة وهي لا تتقبل تلك الإهانة على زوجها

“أنا لولا وجود اللي حواليا كنت عرفتك مقامك كويس.. اياكي تهوبي ناحية البيت ده تاني وإلا أنا مش هاسيبك”

“يالا يا شوية حرامية يا نسوان في قلب بعض، فاكرين هتاخدوا وتاكلوا حقي واسكتلكوا” صاحت بصوت عالٍ بينما أقترب منها احدى الحراس الذي أمسك بذراعها “بس لأ أنا مش هاسيبكوا، وأنتي يا نجوى ياللي مربتيش راجل وبتتحامي في شوية نسوان هاعرف آخد حقي منك تالت ومتلت.. مش هاسيبلك زمان ابني وجوزي ودلوقتي كمان الفلوس والشركات.. أنا هاعرف كويس اخد حقي ازاي أنـ..” صرخت بينما دفعها للخارج حتى أختفى صوتها. 4

تهاوت نجوى على أحدى المقاعد في حزن من كل ما سمعته وكذلك تهاوت احدى دمعاتها ليهرول الجميع نحوها عدا هديل التي شعرت بالغضب الشديد وعلمت ما عليها فعله جيداً!!2

تهاوت نجوى على أحدى المقاعد في حزن من كل ما سمعته وكذلك تهاوت احدى دمعاتها ليهرول الجميع نحوها عدا هديل التي شعرت بالغضب الشديد وعلمت ما عليها فعله جيداً!!
خلل بدر الدين شعره الفحمي وهو يهز رأسه في إنكار ثم أكمل كلماته وهو لم يعد يدري أحقاً كان قراره صحيحاً بأن يأتي هنا أم لا؟

“لا أدري.. كان ذلك الحل الوحيد أمامي بأن ابتعد عنها” تحدث باللغة الإنجليزية ثم لوى شفتاه في حزن “لريما كنت خائف من أن تراني بشكل أسوأ من هذا”4

“أنت لا تثق بنفسك إذن، لا تثق بأنك لن تستطع أن تتحكم في كل ما بداخلك أمامها؟!” أماء له بدر الدين

“لا أريد أن أظلمها أكثر من ذلك.. كما أنني خائف من أن تراني بهذا الشكل مجدداً، كما أنني لا أستطيع أن أصارحها بأكثر من ذلك، لا أظن أنها ستتقبل أبداً شخص مثلي.. لذا تراجعت، لا أدري هل أنا أبحث عن علاج لكل ذلك من أجلها هي أم من أجل نفسي!”

“سيد بدر.. أظـ..”

“عفواً.. علي الإجابة على هاتفي.. اعتذر ولكن يبدو أن هناك أمراً لا يحتمل الإنتظار” أخبر بدر الدين من أمامه ثم نهض ليجيب على هاتفه

“ايه يا هديل خير.. أنا كنت في اجتماع” تحدث بحنق

“وفاء جت.. هزئتنا كلنا بما فيه الكفاية.. أنت لازم تشوف حل يا بدر في الموضوع ده”

“عايزة ايه؟ وقالت ايه؟ احكيلي كل اللي حصل بالحرف..”

“خير يا نوجا
“خير يا نوجا.. زينب قالتلي إنك عايزاني” جلس زياد بجانبها وهو ممسكاً بأحدى أكواب القهوة

“زياد.. أنت ابني زي ما اخواتك ولادي، بس اللي أنت فيه ده مبقاش عاجبني” تحدثت نجوى بإنفعال

“فيه ايه بس يا ماما؟” توسعت عيناه ثم ترك الكوب على المنضدة أمامهما

“فيه إنك خلاص كبرت.. اتدلعت بما فيه الكفاية.. سفر وخروجات وفسح وشُرب” تريثت لبرهة لترى ارتباكه الواضح “فاكرني نايمة على وداني مش كده؟ لأ أنا لعلمك عارفة كل حاجة بتحصل وكويس اوي” تنهد زياد وهو لا يدري لماذا تُخبره نجوى بتلك الكلمات

“أنا استنيت اخواتك يسافروا هما وحمزة ونور تروح شغلها عشان محدش يسمعنا في اللي بنقوله.. أنت بقا ناوي على ايه؟”

“ناوي على ايه في ايه؟”

“ناوي تكمل بقا في دور الإستعباط ده لغاية امتى؟”

“استعباط ايه بس يا ماما”

“أنا أقولك.. شغل المراهق اللي أنت عايشه ده مش هينفع تكمل فيه كتير، وأنا لغاية دلوقتي مش عايزة اخد منك موقف وسيبتك لغاية ما تخلص براحتك عشان متتحججش بالجامعة، أنا ممكن اخد عربيتك والفلوس ومصروفك وابقا قابيلني بقا ووريني هتقدر تعيش ازاي”

“هو ايه بس اللي حصل لكل ده؟” تعجب زياد وهو يشعر بالغضب تجاه كل ما أخبرته به والدته

“اللي حصل إنك بقيت راجل.. هتفضل مكمل في شغل الأطفال ده لغاية امتى؟ أنت عارف بدر الدين وهو في سنك كـ..”

“آه قولي بقا بدر!!” قاطعها مبتسماً بتهكم “كل حاجة بدر بدر لما زهقت!”

“اياك بس تقول عليه كلمة.. ياريت تبقى زيه في يوم من الأيام! نفسي أشوفك ناجح زيه”

“هابقا احسن منه كمان!” صاح بحرقة وانفعال

“زياد.. أنتو الاتنين ولادي ونفسي اشوفكوا في احسن حال.. أنا عارفة أنت بتحب بدر قد ايه، بس أنت اللي لما حد بيكلمك عن مصلحتك بتضايق، بس أنا مش هاسيبك”

“بحبه ولا بكرهه.. مش هاتفرق خلاص من ساعة ما اتجـ..”

“مش هاتضحك عليا وتفهمني إن نور فرقت معاك..، من يوم ما كانت تعبانة أنا شوفتك وأنت مش بتسأل فيها على عكس بدر، لما حتى بقت كويسة ولا كانت بتفرق معاك في حاجة لكن بدر مكنش بيشيل عينه من عليها.. أنا عارفة ولادي، أنت بصيت لنور بصة البنت الطيبة المحترمة الأمورة اللي تتجوزها وتآمنها على بيتك ومن وراها تروح تعمل اللي أنت عايزه، لكن بدر حبها!”

“ملهاش علاقة، أنا قولت هاتجوزها قبله” انكر زياد وهو يعي جيداً أن ما تتحدث به نجوى صحيحاً1

“يا ابني أكبر بقا، هو الجواز باللي يلحق؟!” صاحت نجوى متهكمة “اعقل بقا يا زياد! أنا الفترة الجاية دي هديك فرصة، عايزة أشوفك انسان مسئول وكبير”1

“طبعاً وزي بدر مش كده؟” نظر لوالدته بغضب

“ماله بدر؟ ماله يا زياد؟ مش ده أخوك اللي بتبصله دايماً على أساس إنه أب ليك؟ أنت عارف بدر ده كان بيتعمل فيه ايه؟ وبالرغم من كل ده وقف على رجله.. تعالى بقا أنا احكيلك حاجة واحدة بس من اللي أتعرض ليه وأنت ابقا أحكم بنفسك..” تنهدت نجوى ثم آخذت تتذكر منذ أن حدث من سنوات عدة

“في يوم وفاء جاتلنا وبردو كانت عايزة تطلق من صابر الله يرحمه وعايزة تاخد فلوسها اللي في الشركة ومؤخرها، وفي الآخر كالعادة مشيت بخناقة.. ساعتها بدر كان عنده واحد وعشرين سنة، يعني أصغر منك مفيش بسنتين” تنهدت بحُرقة ثم أكملت “بدر دخل يكلمه، كان عايزه يطلقها عشان نخلص من مجيتها كل ساعة والتانية ومكنش حابب يشوفني مضايقة ولا عايز المشاكل تكبر أكتر من كده في البيت، فجأة لقيت صابر مشي هو وأخوك بالعربية.. فين بقا آخر الليل سمعنا صوت عربيته جريت أنا وشاهندة نشوف ايه اللي حصل لقينا صابر داخل عادي جداً ولا كأن فيه حاجة ولقينا بدر داخل وراه واتنين من الأمن مسندينه وشكله تعبان جداً ومش قادر يقف على حيله، طلع اوضته بالعافية واترمى على السرير وعلى قد ما كان بيخاف من صابر بس فعلاً يومها كان متدمر لدرجة انه مقدرش يغير هدومه..” تريثت نجوى وهي تحاول أن تجفف دموعها وتلك الذكريات الشنيعة لا زالت تتذكرها وكأنها البارحة

“تعرف أنا يومها مسبتش صابر، كنت خلاص جبت آخري، قولتله لو عملت كده فيه تاني أنا هاسيبك ونتطلق وكل واحد يروح لحاله”

“أنت ايه؟ مفيش في قلبك رحمة؟ تقدر تقولي؟ أنت بتعمل فيه كل ده ليه؟ ليه مش بتعاملو زي شاهي وهديل وزياد هو مش ابنك زيه زيهم؟” صرخت نجوى بإنفعال شديد وهي تبكي من كل ما حدث

“فكراني ايه؟ مبحسش.. أنا في الآخر أب” صاح صابر بغضب ثم جلس على السرير بإنكسار “بس.. أنا كل ما بشوفه قدامي بفتكرها، شبهها اوي ومفيهوش اي حاجة مني، ضحكتها وشعرها وعنيها وكل حاجة فيه نسخة منها، خايف يطلع زيها في يوم، هايبقى استغلالي، خايف ياكل حق اخواته، خايف عليكي، خايف منه ومش لاقي حل غير اللي بعمله معاه”4

“أنت بطريقتك دي هتحوله لوحش، هتحوله لآلة تدمرنا كلنا، بدر ده أنا اللي ربيته وأنا متأكدة إنه مش زي ما أنت ما بتقول، اشمعنى أنت حنين مع كل ولادك إلا هو؟!” تريثت ولكن لم يُجيبها لتتنفس هي بعمق وجففت دموعها “خلاص يا صابر أنت حر، بس لو بدر عملتله حاجة تاني اعتبر انه آخر يوم بيني وبينك، ومش هسيبلك بدر و..”

“ماما الحقي بدر جسمه بيتنفض بطريقة مش طبيعية وسخن أوي” دلفت شاهندة الغرفة وهي تُصيح في رعب لتنظر نجوى بلوم وعتاب شديدان لصابر

“تعالي يا شاهي.. كان رقم الدكتور هنا..”

آخذا يتحدثا للطبيب حتى يستطيعا أن يعلما ما الذي يحدث لبدر الدين بينما نهض صابر في غضب شديد وترك الغرفة وتوجه للخارج لتبتلع نجوى خوفاً من أن يذهب إليه ويفعل معه شيئاً آخر.

“شاهي كلمي الدكتور وتابعيه وأنا هاعمله كمدات..” تحدثت نجوى لإبنتها لتومأ لها بلموافقة بينما توجهت نجوى لتعرف ما الذي يفعله صابر.

“.. عارف إني قاسي عليك، عارف إني وريتك كتير، بس أنت شبهها، حتة منها، بتفكرني بيها كل ما بشوفك، بتفكرني اني اضحك عليا، بتفكرني قد ايه حبيتها ووثقت فيها وهي خانتني مع أقرب الناس ليا، بتفكرني بكل مرة قالتلي انها نامت مع واحد ولا بقت تكرهني، أنا يا ابني خايف منك وخايف عليك، نفسي أكسر جواك كل حاجة ممكن تكون واخدها منها، خايف تكون استغلالي زيها، أنت عارف وأنت صغير كنت حتى بتعيط زيها، بنفس طريقتها؟! أنا بس لو اقدر أقولك كل ده وأنت صاحي كنت فهمتني.. بس أنا مش قادر أعمل كده، أنا لازم أكون قاسي عليك عشان يوم ما تعيش بعدي تبقا قوي وجامد وميهزكش حاجة، سامحني يا ابني.. سامحني بس أنت لازم تكون السند والضهر من ورايا لنجوى وأخواتك، أنا عارف هي بتحبك قد ايه وعمري ما منعتها من اي حاجة كويسة تعملهالك وعمري ما منعت اخواتك انهم يحبوك، بس أنا استحالة ابطل اشوفها فيك، أنا اتقهرت منها كتير، كسرتني ونزلتني من نظر نفسي كراجل، اللي شوفته منها مكنش قليل.. سامحني على قسوتي يا ابني.. بس طول عمرك هتفضل الحاجة اللي رابطاني بيها ومش هاقدر اسامحها ولا هابطل اشوفها فيك” كتمت نجوى نحيبها وهي لا تدري ما الذي تفعله عندما وجدت صابر يبكي بجانب بدر الدين هكذا..4

“متخيل يا زياد واحد مشافش حنية أم ولا رحمة أب؟ متخيل كمان إن بدر طول عمره فاضل شايل لصابر إنه جابه يعيش هنا وسطنا؟ حاول يكون إنسان أحسن وكان شاطر دايماً وشالنا بعد ما صابر ما مات.. أنت يا حبيبي ظروفك احسن وكلنا بنحبك، عايزة أشوفك أحسن يا زياد، وبدر أخوك الكبير يا حبيبي.. لازم تحبه زي ما هو ما بيحبك وبيخاف عليك وعلينا كلنا.. متخيبش ظني فيك يا حبيبي” بكت نجوى لتجد زياد يبكي هو الآخر ثم نهض ليُعانقها وهو يحاول أن يوقف نفسه عن البُكاء5

“أوعدك يا ماما إني هاتغير حاضر..”

“أنتي يا شاهي تخليها تشتري خامات كتير وتقنعيها أن لازم الكميات تكون كبيرة عشان المشروع الجديد
“أنتي يا شاهي تخليها تشتري خامات كتير وتقنعيها أن لازم الكميات تكون كبيرة عشان المشروع الجديد.. وأنتي يا هديل أنا فهمتك هتوديها فين كويس.. ويا حمزة متنساش موضوع المحامي عليك والميزانية عايزك تخربهالها.. وهنشوف بقا ساعتها هتبقا تعمل ايه!!” صاح بدر في حُرقة وهو يمر على عقله كل ما مر عليه مع وفاء وخاصةً ما أخبرت به نجوى الذي عرفه من هديل ولكنه قد صمم تلك المرة من داخله أن يُدمرها تماماً حتى تبتعد عن حياتهم جميعاً..8

“تمام يا بدر متقلقش” أخبرته هديل ليومأ لها ثم شرد بالفراغ “طب.. أنها هنزل لحسن جعانة أوي.. حد هايجي معايا؟!” سألت هديل ولكن لم يجيبها أحد لتومأ شاهندة لحمزة في أن يتبعها حتى تنفرد ببدر الدين

“آه يا هديل أنا كمان جعان خديني معاكي..”

“ماشي.. معلش بس ممكن تجيب شنطة زينة معاك”

“حاضر” توجها للخارج وهديل تحمل زينة التي لم تستطع تركها لأنها لازالت لم تُكمل سنة واحدة بعد وتركا شاهندة بصحبة بدر الدين لتفيقه من شروده

“مالك ساكت ليه؟”

“لا مفيش أنا تمام” اجابها بإقتضاب “يالا أنا هاقوم اروح.. مش فاهم ليه مجتوش تقعدوا معايا في البيت” زفر في ضيق لتبتسم شاهندة

“عادي حبينا نسيبك براحتك وقولنا نخلينا في الأوتيل هنا”

“طيب يالا سـ..”

“هاتفضل سايبها كده؟!” قاطعته قبل أن يذهب

“لو سمحتي أنا مش عايز أتكلم في الموضوع ده”

“لغاية امتى يا بدر؟ تقدر تفهمني؟”

“معرفش بقا.. بس خليكي واثقة أن ده الأحسن ليها، ده كان الحل الوحيد قدامي” صاح بحنق لتنهض شاهندة ووقفت أمامه لتنظر بعيناه

“مين قالك إن ده الأحسن ليها؟ تعرف ايه عنها دلوقتي ولا هي كويسة ولا لأ؟ مين قالك إن ده الحل الوحيد؟ ليه تعمل فيها كده وتسيبها وهي بتحبك؟ ليه تبهدلها معاك كده من غير حتى ما تديها سبب إنـ..”

“عشان أنا انسان معقد، إنسان بيستلذ بعذاب اللي قدامه، ليه هي تستحمل كل ده” صرخ مقاطعاً اياها وهو يلهث بعنف فهو قد شعر بالإنكسار مجدداً وانفجرت بداخله الآلام عندما شعر من حديث أخته أنها ليست بخير ثم ارتجفت أطرافه غضباً “شاهندة سيبيني دلوقتي وامشي”

“لأ مش هامـ..”

“سيبيني بقولك!!” صرخ بها في غضب ونبرة لم تحتمل النقاش ولكنها ابتسمت بداخلها لرؤية تلك النظرة بعيناه وتأكدت من أنه لا زال يُحبها ثم تظاهرت بالتأثر وتوجهت للخارج حتى تلحق بهديل وحمزة.

خرجت من المصعد لتتوجه لمطعم الفندق الذي يقيمون به وبعد أن أشارت لها هديل توجهت نحوهما بينما ناداها صوت أنثوي تعرف صاحبته جيداً

“شاهي.. وحشتيني..” التفتت شاهندة بأعين متسعة وهي غير مُصدقة لمن وقعت عليها عينها!42

” التفتت شاهندة بأعين متسعة وهي غير مُصدقة لمن وقعت عليها عينها!

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت الاربعون

“سهيلة.. بجد مش مصدقة الدنيا صغيرة” صاحت شاهندة وهى تعانقها (واحب اقول لكل اللي بيقرا عليكو واحد 😂😂😂 مش ليلى)91

“فعلاً بجد الدنيا صغيرة.. عاملة ايه انتي وحمزة ومامتك وهديل؟..”

“تمام الحمد لله.. ازيك يا سيف عامل ايه؟” صافحت شاهندة أخوها “عامل ايه يا علي؟” وكذلك زوجها ليصافحها الاثنان بإبتسامة “ما شاء الله مين القمامير دول” اقتربت شاهندة وهي تقبل رأسي طفلتان

“لارا ولورين، بناتي” اجابتها
“ربنا ما يحرمك منهم يارب ويباركلك فيهم”

“ايه يا بنتي بتعملي ايه في امريكا؟”

“اخويا بيأسس فرع للشركة هنا وكنا محتاجينه في شوية حاجات فجيت انا وحمزة وهديل.. دول قاعدين هناك اهو.. ما تيجو نتغدا سوا لحسن انتي وحشاني اوي”

نظرت سهيلة لكلاً من اخيها وزوجها اللذان لم يمانعا وتوجه الجميع لتلك المائدة التي يجلس عليها حمزة وهديل ليتصافح الجميع وجلس حمزة وعلي يتبادلان أطراف الحديث لأنهما كانا على سابق معرفة منذ سنوات الجامعة وكذلك شاهندة وسهيلة بينما شعر كلاً من هديل وسيف الدين بالغرابة!19

“ياااه.. بجد كنتي وحشاني اوي يا شاهي، سبحان الله أشوفك هنا واحنا بقالنا سنين متقابلناش.. احكيلي عاملة ايه؟!”
“أبداً.. كله زي ما هو بالنسبالي أنا وحمزة، بس بقا بابا مات بعد ما اتجوزنا بشوية وكمان بدر بعد ما اتجوز مراته ماتت.. يعني شوية لعبكة كده بس ماشية الحمد لله”

“طب وولادك؟!” تسائلت سهيلة بعفوية لتبتسم شاهندة في آسى

“ربنا مأرادش.. الحمد لله”

“أنا آسفة يا شاهي مقصدش” هزت سهيلة رأسها في إحراج “بس ايه السبب؟ يعني آسفة لو بسأل بس..”

“من غير آسف” قاطعتها ثم أكملت “المشكلة مني.. يعني أنا حاولت كتير وروحت لكذا دكتور وسافرت حتى ألمانيا وملقتش حل” تنهدت في حزن
“استني بس.. أنتي الكلام ده عملتيه من كام سنة؟”

“يعني قبل ما بابا يتوفى.. من حوالي 10 سنين”3

“حاولتي بعدها تاني طيب؟” أومأت لها شاهندة بالإنكار “طيب بصي.. أنا كان عندي مشكلة كبيرة والحمد لله ربنا رزقني بلارا ولورين، هو الموضوع صناعي بس مفيهاش حاجة لما تحاولي تاني.. وأنتي لسه سنك يسمح يا شاهي”7

“بلاش احسن.. أنا مش عايزة أتعلق بأمل تاني في الموضوع ده وحمزة بردو مش عايزة اعشمه بحاجة ويطلع الموضوع مالوش لازمة في الآخر لأني حاولت كتير قبل كده وفي الآخر مبيحصلش حمل.. الحمد لله على كده” تحدثت لها في حزن

“طب بصي أنا هاحكيلك اللي حصل معايا والموضوع كله محتاج عشر شهور مش أكتر..”

ظلا يتحدثا وشاهندة تستمع ولكن جزء بداخلها قد أبى تماماً الفكرة لأنها لم تعد تريد أن تُعلق حمزة مجدداً بأمل زائف ولكن سهيلة لم تدعها دون أن تخبرها بكل ما عليها فعله..

“بس بقا يا زينة يا حبيبتي تعبتيني، واكلة ومغيرة وواخدة دواكي، عايزة ايه تاني بس؟!..” صاحت هديل في إرهاق وهي لا تدري كيف تستطيع إسكاتها
“ممكن؟!” تدخل سيف الذي مد كلتا يداه لها لتهز رأسها في عدم تصديق ثم أعطت زينة له
” يالا Good Luck” تمتمت له ثم نظرت لزينة بين يداه لتجده يخلع عنها حذائها وآخذ يُلاعبها حتى سكتت تماماً بين يداه لتتعجب هديل ثم قطبت جبينها “دي اللمسة السحرية مش كده؟!” تحدثت متعجبة ليضحك سيف الدين مقهقهاً لتشرد لثوانٍ بتلك الضحكة الرجولية10

“لا أبداً.. لسه معدي بالخبرة مع لارا ولورين مش أكتر..” أجابها ونبرته لازالت تحمل أثر ضحكته
“ما أنا عندي اربعة غيرها.. بس مش عارفة بتدلع دي ولا ايه، اخواتها مكانوش زيها كده خالص”
“ما شاء الله، ربنا يباركلك فيهم”

“شكراً.. وأنت معندكش أولاد ولا لسه متجوزتش؟” سألته بعفوية ولم تكترث أنها تدخل في أموره الشخصية هكذا دون سابق معرفة ليحمحم هو وتريث لثوانٍ قبل أن يُجيب

“للأسف أنا مش..” حمحم مجدداً ليُكمل بعد زفرة “أنا مبخلفش.. وطلقت مراتي عشان مظلمهاش معايا وهي كانت عايزة أولاد” أندهشت هديل ثم شعرت بالإحراج منه
“أنا آسفة يعني لو اتكلمت بالطريقة دي أنا مكـ..”

“لا ولا يهمك..” قاطعها بإبتسامة مقتضبة2

“لا دي اللمسة السحرية بجد بقا!!” صاحت هديل التي رآت زينة قد غفت بين ذراعاه لتومأ له ليخفض سيف الدين نظره لتلك الصغيرة “ده أنت أعجوبة والله.. كنت فين من زمان.. دي مجننانا كلنا، أنت تيجي معانا مصر بقا” ابتسم هو وهو ينظر لزينة ثم أعاد نظره لهديل التي لا يدري من أين آتت هكذا لتُخرجه من ذلك الحال الذي كان يمر به منذ أشهر!3

“لا مصر ايه.. أنا خلاص حياتي بقت هنا، شغلي وكمان سهيلة وعلي والبنات” أخبرها بإبتسامة
“أنت بتشتغل ايه؟!”
“مهندس مواقع”2

“مهندسين everywhere (في كل مكان)” تمتمت وهو لم يستمع بوضوح لما قالته
“بتقولي حاجة؟!” تعجب لتمتمتها التي لم يستطيع سماعها
“لا مفيش” اجابته وهي تهُز رأسها في إنكار بينما عقد هو حاجباه بغرابة ولا زال محافظاً على ابتسامته التي تحولت للإستغراب من شرودها المفاجئ ليقاطع صمتهما رنين هاتفها1
“نعم!! يعني ايه Meeting (اجتماع) من غير ما اتبلغ!!
اتفضلي الغيه!
لأ مش هيحصل وأول وآخر مرة حاجة زي دي تتم من غير ما تبلغيني!
واحنا من امتى بنحضر لحاجة من غير ما نبقا متأكدين؟
أنا الـ GM .. كريم بقا هيجي بكرة ولا بعده ولا كمان مية سنة مش موضوعك، ولعلمك كريم آجل سفره ومش جاي غير كمان تلت شهور..
ولا كمان شهر ولا سبعة.. اتفضلي الغي الإجتماع لغاية ما اجيلك” أنهت المكالمة في انفعال ولاحظ سيف الدين تلاحق انفاسها في غضب

“ايه خير؟! شكلك اضايقتي” حاول الإستفسار لتنفجر هديل بالكلام

“الـ Personal Assistant (المساعدة الشخصية) مش فاهماها، حتة غبية، رايحة تأكد على الناس اجتماع وفاكرة إن كريم راجع الشهر الجاي وهو أصلاً مش هيـ..” توقفت من تلقاء نفسها في غضب ثم وصدت عيناها لتتنفس بعمق
“اهدي بس.. مين كريم؟!” حاول أن يُهدئها ويستفسر أكثر
“جوزي..” اجابت بتلقائية لتزفر في ارتباك ثم فتحت عيناها “مممـ.. أقصد طليقي” أومأ هو لها في تفهم بينما هي نظرت في غير اتجاه عيناه “يعني.. هو.. هو.. Head of operations (رئيس قسم العمليات) ومسئول عن المواقع في الشركة و..” تنهدت مجدداً وهي لا تدري ماذا عليها أن تُخبره “هو مسافر و.. ومش عارفين هيرجع امتى ويعني..” تنهدت مجدداً ليلاحظ سيف الدين ذلك الإرتباك الذي امتزج بالحزن قد تحكم في ملامحها30

“ممكن متتكلميش في الموضوع لو حابة..” أخبرها بإبتسامة بعد أن شعر بتلك المعاناة التي تصارعها ولكنه أدرك أن هناك أمراً ما بما يتعلق بزوجها ولم يرد إحراجها أكثر من ذلك “الموضوع بسيط يعني” توسعت ابتسامته لتتلاقى أعينهما بعد أن نظرت هديل له وأومأت له في موافقة ثم تنهدت بإبتسامة مقتضبة وأكملت تحدثها معه وهي لا تُصدق تلك السلاسة التي تجاذبا بها أطراف الحوار..9

” أخبرها بإبتسامة بعد أن شعر بتلك المعاناة التي تصارعها ولكنه أدرك أن هناك أمراً ما بما يتعلق بزوجها ولم يرد إحراجها أكثر من ذلك “الموضوع بسيط يعني” توسعت ابتسامته لتتلاقى أعينهما بعد أن نظرت هديل له وأومأت له في موافقة ثم تنهدت بإبتسامة مقتضبة وأ…1
“بس لأ يا حمزة أنا حاسة إن الموضوع مالوش لازمة، وبعدين أنا مش عايزة نتعلق بأمل تاني على الفاضي” تحدثت شاهندة في ارتباك ليمسك حمزة يداها في رفق ونظر بعينتاها بإبتسامة
“بصي يا شاهي.. أنا حافظك وعارف مين اللي قدامي كويس.. أول ما حكتيلي اللي قالتلك عليه سهيلة عينك كانت بتلمع وكأنك لقيتي كنز.. وبعدين حسيتي إنك ممكن تظلميني مش كده؟!” حدق بتلك النظرة التي دائماً تجعلها تشعر بأن ليس هناك إنسان على وجه الأرض يستطيع فهمها سواه فأومأت له بالموافقة على سؤاله!3

“حبيبتي.. أنا راضي بكل اللي يجيبه ربنا.. وأنا واثق في حبنا وواثق إنك عمرك ما هتظلميني أبداً” ابتسم لها لتومأ هي بالرفض

“لأ.. أنا كده هظلمك، هنفضل نفكر ونروح ونيجي ونعمل زي كل اللي عملناه زمان وفي الآخر هـ..”

“استني بس..” قاطعها ثم جفف تلك الدمعة التي تهاوت على وجنها “أولاً لو عيطتي بسبب الموضوع ده ساعتها هتبقي بتظلميني فعلاً وهتحسيسيني إني عاجز عن إني اكون فاهم الإنسانة اللي مبحبش في الدنيا حد زيها” تريث لبرهة ثم أكمل “ثانياً، أنا مش هتعلق بأمل، أنا هتعلق بيكي أنتي وبثقتي فيكي، هتعلق بحبيبتي اللي أخترتها زمان وباختارها دلوقتي وهختارها مليون مرة لغاية ما أموت” تهاوت دموعها في صمت وهي لا تُصدق أنه ينطق بتلك الكلمات التي جعلتها تشعر وكأنها تحلق بالسماء “شاهندة أنا بحبك، ومش محتاج أقولك أنا بحبك من امتى وقد ايه عشان بجد مالوش لازمة بعد السنين دي كلها نفكر بعض بالكلام ده.. بس أنا بحبك زي ما أنتي، بأطفال أو من غير، أنا اخترتك وقابلك بكل ما فيكي زي ما أنتي قبلتيني وحبتيني زمان بكل اللي فيا، أنا المرادي عايزك تحاولي وأنتي واثقة إن ده مش هيغير ما بينا حاجة، ربنا رزقنا بعد اللي هتعمليه نقول الحمد لله، وإن محصلش نصيب لا قدر الله نقول بردو الحمد لله وكفاية إنك جنبي ومعايا.. أنا بس كل اللي هيفرق معايا هي فرحتك اللي لاحظتها وأنتي جاية تقوليلي على الموضوع وكأنك خلاص لقيتي حل، أنا عايز أشوفك سعيدة وفرحانة وأي حاجة ممكن تسعدك أنا مستعد أعملها عشان خاطرك” أقترب منها ليقبل جبينها بينما ازداد بكاءها6
“حمزة أنا مش عارفة أقولك ايه، أنت حتى بعد السنين دي كلها.. يعني..”
“بس يا حبيبتي متعيطيش عشان خاطري” حاول أن يُهدئها بعد أن عانقها ليشعر بشهقاتها على صدره “اهدي بس عشان خاطري.. ولا اتضايقتي من كلامي؟”6

“لأ.. لأ متضايقتش.. بس.. بس حسيت إن كلامك ده كتير عليا و..” تحدثت بين بكاءها وهي تحاول أن تتوقف عن البكاء

“أنا اللي قولته ده ميجيش نقطة في بحر يا شاهي، ولا أنتي مش عارفة أنا بحبك قد ايه؟” نظرت له بعد أن تراجعت للوراء قليلاً
“والله يا حمزة أنا محظوظة بيك.. مش عارفة لو مكنتش جنبي كنت عملت ايه”
“أنا اللي محظوظ إن حبيبتي ومراتي أطيب وأحسن واحدة في الدنيا” حاوط وجنها بكفه ليجفف المتبقي من دموعها ثم ابتسم لها في حنان “اتفقنا؟ هنبدأ سوا من امتى بقا؟!”
“مش عارفة” اجابته بتوتر شديد “مش عايزة أضيع وقت ونفسي ابتدي في اقرب فرصة بس الدكتور اللي تابعت معاه سهيلة هنا وفي نفس الوقت لازم نخلص من وفاء و..”

“استني بس.. مش نور اشتغلت معاكي كويس؟” قاطعها سائلاً لتومأ له بالموافقة “خلاص يا ستي تاهت ولاقيناها، أنتي تتابعي نور من هنا بالتليفونات وأنا هاروح واجيلك كل اسبوع و..”

“لا يا حمزة كتير عليك وهتتعب و..” قاطعته ليقاطعها

“مفيش حاجة تكتر على روح قلبي.. ومفيهاش تعب ولا حاجة، أنا لسه معجزتش على فكرة ولا عشان أكبر منك بكام شهر بقا؟!”
“لأ أكيد مقصدش يا حبيبي بس.. أنا مش عايزة اتعبك”

“لأ مفيهاش تعب، وأهو بالمرة تخليكي جنب بدر شوية، أنا حاسس إنه مش مظبوط خالص!” أخبرها لتتنهد هي في حُزن
“صعبان عليا اوي هو ونور.. أنا بجد مبقتش عارفة أعمل ايه، وملقتش قدامي غير حل واحد..”

“حل ايه؟!” عقد حاجباه ناظراً لها في استفسار

“تعالى احكيلك بس اياك تجيبله سيرة ولا يحس بحاجة”

ألقت على نفسها نظرة أخيرة بالمرآة وهي تزفر في ارتباك مما ستفعله اليوم، لقد ظلت اسبوعان تُعد لهذا اليوم منذ أن أخبرتها شاهندة بأنها لن تستطيع الحضور وعليها أن تحل محلها وأنها لا تستطيع أن تثق بأي شخص في هذا سواها
ألقت على نفسها نظرة أخيرة بالمرآة وهي تزفر في ارتباك مما ستفعله اليوم، لقد ظلت اسبوعان تُعد لهذا اليوم منذ أن أخبرتها شاهندة بأنها لن تستطيع الحضور وعليها أن تحل محلها وأنها لا تستطيع أن تثق بأي شخص في هذا سواها. ستواجهها بنفسها، ستواجه تلك التي أفسدت ذلك الرجل الذي أحبه قلبها، تشعر بالخوف لأنها لم تواجهها من قبل وخاصةً بعد أن رآت كيف هي ولكن شعورها بالغضب كان أكبر من خوفها، أرادت أن تدمرها تماماً مثلما فعلت مع بدر الدين بل حتى لن تتوانى لحظة عن قتلها إذا سُمح لها بذلك..

“ادخل..” صاحت بعد أن سمعت طرقات على باب غرفتها بمنزل عائلة بدر الدين فهي لم تعود بعد لمنزلها الذي ابتاعه لها منذ أن سافرت شاهندة.

“ايه الحلاوة دي كلها؟ لا كده كتير علينا بقا!!” صاح زياد مُخبراً اياها لترتبك نورسين وهي التي لم تتحدث مع زياد ولو لمرة واحدة بعد ما أخبرها به منذ أشهر
“شكراً” همست ثم اشاحت بنظرها بعيداً عنه
“نور.. أنا.. أنا اخدت قرار مش صح وفعلاً مكنتش عارف أنا عايز ايه، مش عايزك تفضلي مضايقة مني وياريت نرجع أصحاب زي الأول” حمحم وهو لا يدري هل كلماته كانت منطقية أم لا

“ماشي يا زياد خلاص حصل خير” اخبرته بإقتضاب ليحك هو مؤخرة رأسه في ارتباك

“لا يا نور أنا غلطت متزعليش مني، واللي عملته بعد ما عرفت إنك انتي وبدر اتجوزتوا مكنش ينفع بردو..”

“خلاص يا زياد والله أنا مش مضايقة منك”

“لا مضايقة عشان بتقوليلي يا زياد.. دايماً زمان كنتي بتقوليلي يا زيزو” ابتسم لها لتبتسم هي له

“خلاص يا زيزو مش زعلانة!”

“اووف!! أخيراً.. أنا كنت بصراحة عايز أكلمك من بدري بس كنت متردد شوية”

“لا لما تحب تقولي حاجة متترددش تاني”

“طيب بمناسبة إن أنا مترددش، أنتي كويسة؟! يعني بعد اللي حصـ..”

“زياد أرجوك بلاش نتكلم في الموضوع ده دلوقتي” قاطعته بإرتباك وهي تتمسك بداخلها ألا تبكي3

“طب مش يالا بقا نروح نشوف هانعمل ايه مع الحرباية دي” غير زياد الموضوع تماماً بعد أن رآى ملامحها

“أنا خايفة اوي وبالذات عشان شاهندة مش معايا”

“متخافيش يا نور.. أنا وحمزة وهديل كلنا معاكي ومتقلقيش كل حاجة هتمشي على خير”

“يارب..” ابتلعت في ارتباك ثم تنهدت “أنا بس مش عارفة هكون هادية ازاي مع واحدة زي دي بعد كل اللي عملاه في بدر؟!” تسائلت بمنتهى التلقائية لتتجهم ملامح زياد وعقد حاجباه في جدية

“ما هو علشان ناخد حق بدر منها لازم منبينش قدامها اي حاجة خالص لغاية ما ننفذ معاها اللي احنا عايزينه.. متقلقيش يا نور، كلنا هنا بنحب بدر وكلنا ياما شوفنا من الست دي كتير، وما صدقنا بدر سمحلنا اننا ننتقم منها ونخسرها كل حاجة!”

“ربنا يُستر” تمتمت ثم أمسكت بحقيبة يداها لتتوجه للخارج حتى تذهب بصحبة كلاً من زياد وحمزة للشركة.
“بس العقود دي بتحملنا احنا الخساير كلها؛ نبقا شركا ازاي؟” صاحت وفاء بإنفعال وكاد حمزة أن يتحدث بينما تدخل زياد
“بس العقود دي بتحملنا احنا الخساير كلها؛ نبقا شركا ازاي؟” صاحت وفاء بإنفعال وكاد حمزة أن يتحدث بينما تدخل زياد

“مدام وفاء اسمحيلي.. احنا بقالنا أكتر من خمستاشر سنة مخسرناش ولا مشروع وسمعتنا معروفة كويس اوي.. وبالنسبة للـ mobilization (معاينة وإمداد المواقع بالخدمات اللازمة) نقدر نبتدي فيه في اي وقت وساعتها تقدري تتأكدي ان استحالة المشروع ده بالذات يخسر. فأكيد لو فيه حاجة unexpected (غير متوقعة) مش هتكون من الخولي Holding (القابضة) أبداً! حضرتك ممكن تفكري براحتك وتستشيري المحامي بتاعك على مهلك ونأجل العقود ونوقف كل حاجة ونبدأ بعد تلت شهور أو ست شهور على حسب خطة الـ mobilization الجاي عشان احنا بنعمله على حسب الـ policy (السياسة) الخاصة بالشركة بتسمحلنا بيها مرة كل تلت شهور وممكن ميكنش الموقع ده في الـ Plan (الخطة) الجاية..” ابتسم لها برسمية بينما اندهش كلاً من حمزة وهديل اللذان لم يعرفا منذ متى وقد أصبح زياد يتحدث بتلك الطريقة1
“تلت شهور ولا ست شهور.. لأ هامضي” صاحت وفاء ثم آخذت توقع في غضب، فطمعها لم يترك لها ولو فُرصة بأن تُفكر بالتريث أو التفكير، فهي تعلم كيف أصبحت شركاتهم من كبرى الشركات.2
“والختم..” صاح زياد لتنظر له وفاء بغضب
“مش لما يبقا يمضي بدر الأول؟” تسائلت في تهكم

“للأسف هو في أمريكا عشان فرع الشركة الجديد وبما إن نسبتنا أكبر هنمضي في الآخر، لازم كل حاجة تتبعتله تكون جاهزة” ابتسم مجدداً برسمية بينما لم يُصدق الجميع أنه من يُضيق الخناق عليها بل وأصبح يتحدث بطريقة مختلفة تماماً عما عهده الجميع ليتركهم في دهشة.1

“وهنشوف الموقع امتى؟!”
“حضرتك ممكن تحددي مع مدام هديل..”

“اما نشوف” تمتمت بضيق ثم تركت محاميها يقوم بختم تلك العقود التي لم تعلم أنها أوولى الخطوات بطريق خسارتها!5

لم تكن تعي وفاء أنها يتم التلاعب بها، لقد ظنت فقط أن بدر الدين لا زال يشعر بالخوف منها بعد كل ذلك العمر ولهذا قد سمح لها بمشاركتهم ولكنها لم تعلم أن تلك السنوات التي أصبح وأمسى وهو يُعاقب على إستغلالها قد جعلته صلداً للغاية إلي حد لم يُمكنها تخيله أبداً!5

لم تكن تعي وفاء أنها يتم التلاعب بها، لقد ظنت فقط أن بدر الدين لا زال يشعر بالخوف منها بعد كل ذلك العمر ولهذا قد سمح لها بمشاركتهم ولكنها لم تعلم أن تلك السنوات التي أصبح وأمسى وهو يُعاقب على إستغلالها قد جعلته صلداً للغاية إلي حد لم يُمكنها تخيله…
“يااه لو كنتي عملتي كده من بدري، بس بردو أنا كنت عارف إنك هتقدري تدخليني شريك معاهم” صاح صوت ذكوري بينما أحتضن تلك استندت على ظهره العاري وكذلك كانت هي عارية مثله

“معلش.. بس بردو اديني بشارك ناس تُقلها في السوق بيزيد يوم بعد يوم، لكل وقت ادان، وبعدين كل شوية العيال اللي أنت شايفهم دول دلاديل لبدر، وبدر بقا استحالة يرفض المرادي اللي أنا عايزاه” صاحت وفاء وعيناها السودواتان ينهال منهما الكراهية الخالصة
“هو جه النهاردة صحيح؟”

“لا مجاش.. وبعدين أنت فكرك يقدر يقف قدامي ولا يبص في عيني حتى”1

“ليه يعني؟!” تسائل متعجباً

“ده حتة عيل لا راح ولا جه، أنا شوفته وهو بيتبهدل قدامي كتير وكنت ببهدله ومكنش بيتهز فيا شعره، ده حتى وهو المفروض مخلص جامعة أبوه كان بيكهربه ومكنش بيقوله لأ ولا بيدافع عن نفسه.. هو عارف كويس إنه مش راجل وميقدرش يرفع عينه في عيني، ده ياما اتكسر قدامي.. لغاية عندي وميقدرش يفتح بقه، عارف تمامه معايا كويس أوي يا إما ممكن اطلعله تاريخه الأسود كله واخلي اللي ما يشتري يتفرج وافضحه صح قدام كل اللي شاغلين معاه، ده بس لو عليت صوتي وعملتله بلبلة كل الناس هتتكلم عنه”

“لولا إني واثق فيكي مكنتش صدقتك.. أصل يعني مفيش واحدة بتكره ابنها أوي كده”5

“أكرهه!! ده أنا أطيق العمى ولا أطيقه.. بدر ده جه بوظلي كل خططي مع صابر زمان، كنت واخداها جوازه عشان اعيش وأقب على وش الدنيا، إنما ده جه بوظلي كل حاجة، أطفال ومسئولية وقرف وحمل وولادة ورعاية، مكنش في دماغي خالص الكلام ده، حتى لما كنت ببقا مع راجل كان بيبوظلي مزاجي”4

“لا إذا كان على مزاجك أظبطهولك تاني..” ضحك بخبث لتلتفت هي له7

“ده أنا شكلي هاخد حباية تاني ولا ايه؟ جرا ايه مالك يا اشرف النهاردة؟” صاحت بعهر ودلال مصطنع
“النهاردة بقا هاظبطلك مزاجك زي ما أنتي ظبطيلي الشراكة مع عيلة الخولي” همس بوقاحة وهو ينظر لجسدها العاري الذي لا يلائم جسد إمرآة بالسابعة والخمسون وهو يناولها احدى الأقراص التي تؤجج شهوتها!20

“خلاص يا بدر متقلقش كل حاجة بقت تمام، من بكرة هديل هتاخدها الموقع، ومضت على العقود ووافقت على كل البنود أنا حسيت إنها شاكة فينا في الأول ومترددة تمضي بس لولا زياد مكنتش مضت” تحدث حمزة بهاتفه ولم يكن يعرف أن شاهندة تستمع المكالمة مع بدر الدين وحقاً…
“خلاص يا بدر متقلقش كل حاجة بقت تمام، من بكرة هديل هتاخدها الموقع، ومضت على العقود ووافقت على كل البنود أنا حسيت إنها شاكة فينا في الأول ومترددة تمضي بس لولا زياد مكنتش مضت” تحدث حمزة بهاتفه ولم يكن يعرف أن شاهندة تستمع المكالمة مع بدر الدين وحقاً لم يُصدقا ما سمعاه للتو لينظرا لبعضهما البعض في دهشة متمتمان في آن واحد
“زياد!!”
“تمام يا حمزة، ومين اللي هيخليها تشتري الخامات والعمالة مكان شاهندة؟!” سأله بدر الدين فقط ليطمئن، فهو ظن أن احد أفراد إدارة المشتريات سيأخذ مكانها فود أن يعرف من سيكون!

“نور” اجابه حمزة ليُصدم بدر الدين بينما شعر بالخوف الشديد من مواجهة كلاً منها ووفاء فهو إلي الآن لا يأمن مكرها وخاصة أنه ليس من البعيد أن تؤذيه فيها فابتلع وهو يشعر بالرعب من مجرد الفكرة

“لا لا لأ.. مش هينفع نور تعمل كده!! شوفلي حد تاني” تحدث بدر الدين في غضب ولكنه لم يعرف أن الجميع كانوا يستمعون إليه أيضاً على الطرف الآخر ليُصدم مما سمعه بعدها..

“متخافش يا Mr بدر.. أنا عارفة أنا هاعمل ايه معاها كويس” صاحت نور بينما توقفت أنفاسه هو وتجمدت الدماء بعروقه بعد أن استمع لذلك الصوت الذي اشتاق له وشعر وكأنما قدماه لا تستطيعا حمله، أما الجميع فأندهشوا من منادتها له بتلك الرسمية وهو زوجها “وآه على فكرة، ياريت تبعتلي ورقتي وتطلقني!”

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت الواحد والاربعون

أحقاً ما تقوله؟ ستكون هذه هي النهاية بينهما إذن؟ ما يقارب من ثماني أشهر من الإبتعاد ليتم الطلاق هكذا؟ أكانت تلك نورسين؟ هل هذه هي فتاته الصغيرة التي تُحدثه؟ لم يعتاد تلك النبرة منها من قبل ألهذا الحد أصبحت تكرهه؟!
بالرغم من ذلك الموقف ومن استماع الجميع لهما ود لو يُخبرها كم أشتاق لها، تمنى لو أن يبكي ويخبرها كام كان فراقها مريراً بالنسبة له، يريد أن يصرخ ليحدثها بأنه اختار أكثر ما يكرهه بحياته وابتعد عنها فقط لأن هذا الحل الوحيد الذي رآه مناسباً حتى يحميها من نفسه ومن قسوته، لو فقط كانت هنا لكان أحتضنها وصرخ بكل ما أوتي من قوة ليخرج ذلك الثقل الذي أرهق قلبه بداخله ليدعها تعرف كم تعذب بقراره الخاطئ في الابتعاد، يريد أن يشكو لها وأن يبكي بين ذراعيها كالطفل الصغير وكل ما ينتظره منها هو تلك الطيبة والبراءة التي عهدها منها..18

أكثر من شيء يريد رؤية ابتسامتها وتلك الفرحة بزرقاوتاها البريئتان عندما تعرف أنه يتعالج الآن حتى يُصبح إنسان أفضل، يريد النطق أمام تلك الصغيرة بأنها من غيرته والوحيدة التي بدأت في تبديد الظلمة بداخله، يريد أن يبتسم ويخبرها أنها من استطاعت أن تريه أنه يجب عليه أن يُصبح أفضل وبسببها هي من آرته شعاع النور ذاك ليُقبل على تلك الخطوة، يريد الكثير والعديد من الأشياء ولكن أرغبتها حقاً بأن يتطلقا، أسيكون ذلك إفتراق أبدي؟ ألن يدعوها زوجته مرة أخرى؟!3

ابتلع بصعوبة وآلم عاقداً حاجبا وشعر بتلك الشفتان أنهما كادا أن يفترقا ليُخبراه بالمزيد وذلك النفس تلتقطه كي تتحدث وقد أشتاق له حتى بدده الإشتياق ولكنه يعي جيداً أنه لن يستطيع التمالك والتحمل بأن يستمع منها حرف آخر فوصد المكالمة وأنهاها على الفور ليهرب من مواجهتها ولأنه يعلم بقرارة نفسه أنه ليس بتلك القوة التي يتظاهر بها أمام الجميع وأنه بالنهاية جبان لا يملك من تلك الشجاعة ما يعتقده كل من حوله!

رآت شاهندة تلك النظرة على وجهه وتلك الملامح التي جعلتها تتآلم من أجله، وبالرغم من اتفاقها مع نورسين على كل ما يحدث الآن ولكن أشفقت عليه وعلى ذلك الآلم الذي ظهر عليه.

“بدر أنت هـ..”

“بلاش دلوقتي يا شاهندة” قاطعها بنبرة لا تحتمل النقاش عندما أدرك أنها ستبدأ بالكلام

“لأ دلوقتي.. عشان مينفعش تستنى أكتر من كده” تحدثت بإنفعال وهي مصممة على أن تتحدث له تلك المرة

“يوووه!! أنا ماشي وسـ..”1

“لا مش هاتمشي ومش هاتتهرب مني زي كل مرة آجي افاتحك في الموضوع، أي حاجة تانية وراك تستنى!” صاحت بتصميم وهرولت في عصبية حتى توقفت أمامه ونظرت له لتتلاقى أعينهما “طلقها.. طلقها وخليها تشوف حياتها، بنت خلاص عندها واحد وعشرين سنة، مستني منها ايه؟ ولا أصلاً عايزها تستناك قد ايه أكتر من كده؟ سايبها متعلقة ليه؟ متعملش زي بابا.. متسيبهاش كده واديها فُرصة تشوف حياتها وتبني مستقبلها.. هي مش زي وفـ…” تحدثت له بإنفعال وغضب بينما توقفت من تلقاء نفسها عندما أدركت أن حديثها أصبح لاذعاً وتأكدت أنه يتألم الآن بعد تشبيهها بتلك المرأة التي ولدته لتراه يسحق أسنانه في غضب وتعالت أنفاسه بمزيج من الإنفعال والآلم4

“أنا مقصدش.. أنا آسفة” لانت نبرتها لتعتذر له ولكنها لازالت ناظرة إليه وهو تائه بين دوامة من الآلم والغضب والحُزن “كفاية أوي كده يا بدر، هي مالهاش ذنب في حاجة.. اديها حقها في إنها تعيش حياة طبيعية وكفاية أنها لسه هتعاني تاني على ما تنسى، وأظن أنت عارف كمان هي عانت قد ايه في الأول بسبب غلطة مش غلطتها وظلمك ليها.. أنت من الأول وأنت عارف نور بالنسبالي ايه، ولو بنتي ولا أختي في الموقف ده مش هاسيبها كده.. طلقها أرجوك واديها حقها كامل وأنا مستعدة إنـ..”

“حا..” حمحم عاقداً حاجباه بعد أن حاول التحدث ولكن نبرته خانته بإمتلائها بالدموع وتلك الغُصة التي كان يحاول ابتلاعها منذ أن استمع لصوت نورسين بل وكذلك كانت نبرته ضعيفة مهزوزة لم يستمع لنفسه حتى هكذا من قبل “حاضر.. هطلقها يا شاهندة..”22

هرولت خارجة لتغادر الغرفة بعد أن استمعت لصوته وبعد أن انهمرت دموعها رغماً عنها، لقد اشتاقت له، لتلك النبرة بصوته الرخيم، لقد اشتاقت لنطقه اسمها بتلك الطريقة، ولكن ما شعرت به وكأنما سكين قد غُرس بقلبها بعد أن وصد المُكالمة بتلك الطريقة، وكأنه لا ير…
هرولت خارجة لتغادر الغرفة بعد أن استمعت لصوته وبعد أن انهمرت دموعها رغماً عنها، لقد اشتاقت له، لتلك النبرة بصوته الرخيم، لقد اشتاقت لنطقه اسمها بتلك الطريقة، ولكن ما شعرت به وكأنما سكين قد غُرس بقلبها بعد أن وصد المُكالمة بتلك الطريقة، وكأنه لا يريد أن يُحدثها أبداً..

لماذا يفعل بها ذلك؟ لماذا يُعاملها بتلك الطريقة؟ ما الذنب الذي ارتكبته ليفعل بها ما يفعله الآن؟ أحقاً أستطاع كل تلك الفترة ألا يتحدث لها ولو لمرة؟ فقط مرة واحدة؟ ألهذا الحد لا يريد أن يستمع لصوتها؟ بل يتحمل ذلك الإبتعاد وكأن شيئاً لم يكن؟ أكثير عليها أن يُعطيها سبب، فقط سبب أو حتى حُجة واهية لذلك الإبتعاد الذي قرره وحده دونها؟ لقد ظلمها من قبل كثيراً والآن يأتي ليظلمها هكذا؟! 3

بكت بمرارة ليتعالى نحيبها وهي تتذكر كل لحظة مرت عليهما سوياً وكم كانت هي متساهلة معه وكم أحبته بعد كل ما رآته منه وحاولت البحث عن تفسير وحيد ظناً منها أنها لربما أخطأت دون أن تدري حتى يتركها بينما لم تجد أي حُجة له!

دلفت هديل مكتب نورسين بعد أن أخبرها زياد بأن تتفقدها وتحاول أن تهون عليها قليلاً مما حدث، لتحاول هي التوقف عن البُكاء ومنع نحيبها بصعوبة وتلاقت أعينهما فأنتظرت نورسين حتى تستمع لما تريده منها لتحمحم الأولى وأدركت الثانية محاولتها في بدأ الحوار الذي كان من الواضح على ملامحها أنه صعب عليها كثيراً..

“بصي أنا.. أنا..” حمحمت مجدداً وضيقت ما بين حاجبيها وتنهدت بعمق ثم نظرت لها بجدية شديدة “أنا عارفة كل اللي حصل، وعارفة إن مالكيش ذنب ولا ايد في أي حاجة وإنك اتظلمتي بس..” زفرت وهي تحاول أن تجد الكلمات التي تريد إخبارها بها “أنا عارفة إن أخويا.. يعني.. اللي أقصده إن الموقف صعب، أنا مش هاكدب عليكي في الأول كنت فاكرة إنك السبب وإنك بتحاولي توقعي كريم، وبعدين مع الوقت أتأكدت من خيانته ليا” دمعت عيناها لثوان وابتسمت في آسى وكأنها تتذكر شيئاً ما ولكنها أزاحت هذا الفكر بعيداً عن عقلها وتماسكت واستعادت رباطة جأشها بجسارة حتى بدأت عيناها في امتصاص تلك الدموع مرة أخرى وحولتها لشجاعة مُطلقة وكأنها لم تتذكر ولو للحظة ماضيها الآليم!

“بدر وراني كل حاجة، وراني إن القذر اللي كنت مراته حاول يقرب منك ويعمل حاجات وسخة زيه معاكي، اللي بدر وراهوني ده أنا كنت متأكدة إنه بيحصل مع ستات كتير مش معاكي أنتي وبس، وبالرغم من إني كنت عارفة بقذارته ووساخته مع الستات كنت بحاول اديله في اعذار واهية، بس اللي وراهوني بدر فوقني، خلاني احس بإن واحد زيه بقذارته ووساخته ميستاهلش إن اديله في فرص أكتر من كده..” تنفست وهي تملئ رئتيها بالهواء ثم أطلقته وعقدت ذراعيها
“أنتي مستغربة إني بتكلم معاكي وبقولك كل ده وطبعاً أكيد بتسألي أنا ليه بكلمك مع إننا يعني عمرنا ما كنا قريبين، بس عموماً خديها نصيحة من واحدة أكبر منك وشافت أكتر منك بين خيانة وكدب وإستغلال من واحد ميسواش، وبردو أنا مشوفتش منك حاجة وحشة وكنت ظالماكي ما بيني وبين نفسي” ابتلعت ثم أقتربت منها قليلاً لتنظر لها في تصميم “لو بدر طلقك فعلاً بعد كل ده ومداكيش أي سبب لكل اللي عمله معاكي اياكي تضعفي قدامه وخليكي قوية ومتنخيش أبداً لأي راجل لأنهم كلهم في الآخر ميستاهلوش” تعجبت نورسين ونظرت لها مضيقة ما بين حاجبيها في تعجب5

“عارفة إنه أخويا وعارفة إنه حاجة كبيرة أوي بالنسبالنا كلنا وأنا بالذات بعد اللي عمله معايا مقدرش أقول عليه كلمة ولا افتكرله غير كل خير بس أنا بكلمك ليكي أنتي، لبنت صغيرة لسه قدامها الحياة بطولها وعرضها ومستقبلها قدامها، متضيعيش وقتك وأقفي على رجليكي وأهو درس وأتعلمتي منه.. اسمعي مني كويس وخاللي الكلام ده حلقة في ودنك، لو محستيش إن اللي قدامك ندمان وهيموت من غيرك متسامحيش، متديش لحد أكتر من فُرصتين.. بعد كده التالتة تابتة!! متعمليش زيي وتضيعي عمرك على حد!! حتى لو كان الحد ده يبقا أخويا” زفرت بالنهاية ولا زالت نورسين تنظر لها في تعجب30
“متعيطيش وقومي.. ورانا تحضيرات كتيرة اوي عشان الحرباية اللي جاية بكرة، امسكي نفسك كده وخليكي جامدة!! اتفقنا؟!” حاولت الإبتسام لها في اقتضاب لتجفف نورسين المتبقي من دموعها ثم أومأت لها بالموافقة “طيب.. قومي اغسلي وشك وتعالي عشان نشوف هنعمل ايه” أومأت لها مرة أخرى لتتركها هديل وتوجهت خارجاً.

لم تدري ما الذي عليها أن تفعله بعد أن استمعت لهديل التي لم تكن لتتوقع أنها ستحدثها بمثل تلك الطريقة، نوعاً ما كان كلامها منطقي، بالرغم من حبها الشديد لبدر الدين ولكن كلماتها بدت صادقة!!

زفرت بعمق وهي تعيد تلك الكلمات بداخل رأسها مرة أخرى لتتذكر ما قالته منذ قليل لها “متديش لحد أكتر من فُرصتين.. بعد كده التالتة تابتة!!”

أومأت وهي تفكر ملياً بتلك الكلمة لتُتمتم “آخر مرة يا بدر.. آخر مرة، لو محستش إنك إنسان جديد بعد كل اللي هاعمله ده عشان خاطرك أنا فعلاً مش هاعرفك تاني، وخاللي الطلاق بقا يكون بجد مش هزار” نهضت ثم توجهت لتلحق بالجميع وبالرغم من أنها لم تكن مقربة يوماً ما من هديل ولكن كلماتها تلك أعطتها الشجاعة وعززت ثقتها بنفسها، فهي لن تتهاون مجدداً بأي تصرفات منه قد تُسيء لها مرة أخرى، ولن تكن ساذجة ثانيةً مهماً كان!8

“يا فارس ده كان الحل اللي قدامي
“يا فارس ده كان الحل اللي قدامي.. أنا آسفة يا بسنت بس بردو الموضوع مكنش بإيدي، والله الموضوع بس لغاية جوازكو ومش هايبقا بجد.. حتى ماما نجوى وحمزة وشاهي يعرفوا كل اللي هنعمله” تحدثت نورسين في تردد وتوسل بآن واحد بتلك المكالمة الجماعية التي جمعت ثلاثتهما

“شايفة ايه يا بسنت؟!” تحدث فارس سائلاً وهو يشعر بالقلق من قرار بسنت

“خلاص يا جماعة أنا بثق في نور.. وإذا كانت دي حاجة هتساعدها مع جوزها مفيش مشكلة” اجابت بسنت

“وكمان بابا هيهدى شوية لغاية فرحنا ومش هايحس بحاجة، أنا شايف الموضوع في صالحنا كمان”

“أنا آسفة يا جماعة، هو بس دبلتين أي كلام وصورتين تلاتة.. بس كده”

“لا خلاص يا نور متتآسفيش.. ربنا يعدي الأيام الجاية على خير إن شاء الله” تحدثت بسنت

“يارب” تنهدت نورسين بينما وجدت من يطرق باب مكتبها “ادخل!” صاحت لتسمح بالمرور لمن طرق منذ ثوان فتقدم منها احد الموظفين ليقدم لها مُغلف أبيض اللون لتومأ هي له في امتنان ثم تركها وغادر لتتفقد هي الظرف الذي احتوى على ورقة واحدة لتقرأ أولى تلك الكلمات في صدمة التي توسطت الصفحة “إشهار طلاق رجعي!” 27

“طيب.. هكلمكوا تاني” أنهت المكالمة ثم جففت تلك الدمعة المباغتة التي تهاوت على وجنتها وهي لا تعلم لماذا تبكي وهي من كانت تعرف أن كل ما يحدث قد خططت له وعرفته مُسبقاً..

كان لديها القليل من الأمل، ربما كانت تظن أنه لن يتنازل عنها بتلك السهولة الشديدة، أو لربما كانت تتمنى أنه لا يزال يريدها!! ماذا لو لم يعد يرغب بها؟ أهذه هي نهاية كل شيء بينهما؟ لن تراه مجدداً إذن! أهذا كل شيء؟ أأنتهى كل ما جمعهما بتلك السهولة؟!2

“شاهي..” صاحت في نحيب بهاتفها بعد أن اجابت شاهندة مكالمتها

“ايه يا نور فيه ايه؟ أنتي كويسة؟!” تسائلت شاهندة في لهفة بعد أن استمعت لنبرتها الباكية

“طلقني يا شاهي.. أنا لسه الورقة وصلالي دلوقتي” تحدثت بنحيب مجدداً

“طب اهدي بس.. مش احنا اتفقنا إن كـ..”

“لأ!! أنا حاسة إن كده خلاص.. أنا.. أنا حاسة إنه عمري ما هاشوفه ولا أكلمه تاني.. أنا بكرهه، ياريتني ما كنت عرفته.. أنـ..” قاطعتها ببكاء هيستيري لتهز شاهندة رأسها بإنكار وآسى في آن واحد

“اهدي يا نور وبطلي عياط عشان نعرف نتكلم” أخبرتها ثم تريثت وما أن سمعت نحيبها قد أُجبر ليتحول لشهقات أكملت كلامها “بدر متجنن من يوم المكالمة دي، رجع لموضوع السجاير تاني ومبينامش ومقضيها قهوة ومش مركز خالص في اي حاجة حتى الشغل.. لو تشوفيه هتعرفي إننا بنسويه على نار هادية، وعصبيته بقا ايه.. ماشي يشخط في كل اللي حواليه” همست لها ثم أردفت “عارفة.. أنا لولا إني اتخانقت معاه مكنش هيطلقك ولا هايعملها، ده يا بنتي مكنش على بعضه ساعة المكالمة وبعدها كان متدمر.. صحيح صعبان عليا بس يستاهل” لاحظت إختفاء شهقات نور “نهدى بقا كده ونسبك الدور صح عليه، أصل مكنش فيه طريقة غير دي قدامنا.. بطلي عياط بقا وقومي كده اعملي ماسك واختاري فستان حلو وكلمي فارس وماما نجوى وظبطي الدنيا.. واياك يشك للحظة في إنك عروسة ومبسوطة.. سامعة؟!” 11

“طيب يا شاهي بس.. هو كويس؟” تسائلت بنبرة قلقة 1

“يالا يا مجنونة!! هو ده اللي بتكرهيه.. جتك نيلة.. اجمدي كده، هو متبهدل حبتين وقلبي بيتقطع عليه بس خليه يتعلم الأدب عشان ميعملهاش تاني، حالاً تقومي تعملي اللي قولتلك عليه.. وبكرة الصور تكون موجودة عندي.. جننتوني!!” زفرت شاهندة وهي لا تصدق مقدار ذلك الحب العجيب الذي جمع بينهما وشعرت بالشفقة على كلاً منهما..12

جننتوني!!” زفرت شاهندة وهي لا تصدق مقدار ذلك الحب العجيب الذي جمع بينهما وشعرت بالشفقة على كلاً منهما
“تمام يا بدر باشا.. الورقة وصلت” وصد المكالمة لتنهار دموعه ثم تحولت لنحيب وهو يشعر بالإنكسار والهوان تجاه نفسه، يتحمل أكثر ما يرتعد منه ويكرهه بحياته وتركها مثلما أرادت حتى لا يجعلها تحيا مع شخص مريض مثله، لا يطيق فقد من يحبهم ولكنهم دائماً ما يتركوه بالنهاية، لم يعد يستطيع التحامل على نفسه أكثر من ذلك، يريد أن يصرخ، يريد أن يتعالى بكاءه إلي أن تجف عيناه وتغادر روحه جسده، تمنى فقط لو أن هناك أحداً ليُربت على كتفه ويكذب عليه ليخبره بأن كل شيء سيكون بخير.. بينما يدرك هو بقرارة نفسه أن لا شيء سيعود مجدداً كما كان ولن يجد الخير بحياته كلها وكأنما حُكم عليه للأبد بأن يُعاني ويفقد من أحبهم قلبه دائماً..13

“أنا مبقتش عارف أعمل ايه، أنا تايه، زي العيل الصغير، أنا مكنتش مفكر اني ممكن أعمل كده وأقدر أطلقها.. ليلى أنا محتاجك تكوني جنبي، محتاج أي حد يكون جنبي، حتى شاهي وأمي الأتنين شايفين إن غلطان، بس.. بس مكنش قدامي حل تاني، أنا كنت خايف عليها من نفسي” تحدث باكياً وهو ينظر لتلك الصورة بمحفظته التي لا تفارقه أبداً

“كنت عايز أحميها مني.. بس مكنتش عايزها تبعد عني.. كنت فاكر إني ممكن أتعالج وأكون إنسان كويس، بس أنا مش واثق في نفسي حتى، معنديش الشجاعة إني أكون معاها، مش عارف لو اتعصبت تاني في يوم ولا لو وفاء طلعت قدامي ممكن أعمل فيها ايه؟! أنا محتاجها أوي يا ليلى تكون جنبي.. محتاج إني أشوفها واخدها في حضني، تفتكري في يوم ممكن نرجع لبعض تاني؟!” تسائل ناحباً وهو يحاول إلتقاط أنفاسه لبرهة

“يعني لو عرفت إني بقيت إنسان كويس ولو صارحتها بكل حاجة ممكن تسامحني وتقبل إني أرجعلها؟ بس هي طيبة وأكيد هتقبلني تاني.. بس مش عارف علاجي ده هياخد قد ايه!! بس بردو هي من حقها تكون مبسوطة في حياتها!!! أنا اتجننت يا ليلى مش عارف أعمل ايه” تريث لبرهة ثم تابع 8

“عارفة إن من يومها وأنا مش عارف أكون مع ست غيرها، ولا حتى مديت ايدي على ست تاني، ولا حتى واحدة من الأوساخ اللي بجيبهم بالفلوس، أنا خايف لو شوفتها، مش عارف هابص في وشها ازاي.. حاسس إن مرعوب منها.. أنا.. مش عارف.. حاسس إني عمري ما هتغير، حاسس إن نصيبي دايماً كده، أنتي بعدتي عني وبعدين هي حتى شاهندة وأمي مبقوش زي الأول معايا، أنا ليه بيحصلي كل ده؟ هو أنا وحش أوي كده يا ليلى؟ مستاهلش أكون مبسوط؟ مستاهلش حد يحبني أبداً؟ طب ليه؟ أنا حبيتك وحبيتها وحبيت أمي واخواتي بس ليه محدش بيكون كويس معايا للآخر؟ ليه مش بيحبوني زي ما بحبهم؟ وليه دايماً الكل بيكرهني في الآخر؟ كله اتغير معايا من ساعة ما سيبتها مع إني حاولت أفهمهم إن كده أحسنلها.. حتى هي كمان مقدرتش تصبر عليا شوية!!” تعالت شهقاته ثم أكمل10

“كنت فاكر إنها ممكن تعوضني عن الحب إللي ملقتهوش زمان من وفاء ومن أبويا، كنت حاسس إنها الوحيدة اللي هتفضل جنبي لغاية ما أموت، مكنتش أعرف إن أنا مستاهلش الحب بالطريقة دي يا ليلى، طب ليه لما أنا وحش مخدتنيش معاكي يومها؟ كان أحسنلي وأحسنلكم كلكم” 16

لم يعد يملك غير تلك الكلمات التي لربما أخرجت قلة قليلة مما يشعر به، لا يدري كيف سينساها، لا يعرف من أين له أن يبدأ مجدداً، لقد جنى عليها وظلمها كثيراً هو يعي ذلك، لا يملك سبباً قد يجعلها تعود له مرة أخرى، يبدو وكأنه عليه أن يعذب نفسه بنفسه جراء كل ما فعله بها وعليه أن يتجرع تلك المرارة وحده دون وجود أحد بجانبه!

لم يعد يملك غير تلك الكلمات التي لربما أخرجت قلة قليلة مما يشعر به، لا يدري كيف سينساها، لا يعرف من أين له أن يبدأ مجدداً، لقد جنى عليها وظلمها كثيراً هو يعي ذلك، لا يملك سبباً قد يجعلها تعود له مرة أخرى، يبدو وكأنه عليه أن يعذب نفسه بنفسه جراء كل…
“عملتي معاهم ايه؟!”

“كان لازم نشتري الخامات.. المواقع كبيرة اوي بجد، ده بكرة هيبقا من أكبر الـ compounds في البلد.. الفواتير كلها معايا بس تقريباً جيبنا بضاعة للمخازن بحوالي عشرين مليون!” اجابته وفاء

“ايه!! ليه عشرين مليون؟ وأنتي كتبتلهم الشيكات؟!” صرخ أشرف في غضب

“يعني كنت عايز الموضوع يضيع من ايدي؟ وبعدين لازم كنت أسبيتلهم إني داخلة بتقلي”1

“ما هو بردو مش طبيعي تاخدي ربع المبلغ عشان شوية خامات.. كنتي حاولي ندفع بالآجل حتى”

“آجل!!” صاحت متهكمة “عايزني أطلع قدام شوية العيال دول شحاته ولا إيه؟! ولا عايزهم يشمتوا فيا؟! جرا إيه يا أشرف ولا أنت مش قد الشراكة؟!”1

“مش قد إيه؟!” ابتسم بسخرية ثم تابع “بس لو حصل فعلاً وطلع الموضوع على فاشوش مش هارحم حد يا وفاء.. سامعاني كويس؟” نظر لها نظرة تهديد “دي فلوسي بردو!! وأنا في الفلوس معرفش أبويا!”

“ما هي فلوسي أنا كمان يا أشرف.. وقولتلك متخافش، ما أنا حطيت كل اللي معايا في الشراكة”

“احنا مشاركين بمية مليون.. أنتي ليكي منهم عشرين، يعني لو حصل وخسرناهم أنا هاخسر أربع أضعاف خسارتك.. وأنا مبخسرش يا وفاء.. سمعاني كويس؟!”

“ما خلاص قولتلك، ولا أنت مش قد الـ Business”

“قال مش قده قال.. بطلي حركاتك دي أنا عارفها كويس.. أنا بالذات مش هتعرفي تقلبي عليا الترابيزة!! أنا مش بدر الخولي”

“ما تهدى بقا يا أشرف.. نسيت إني أخدت الحباية ولا ايه؟” ابتسمت له وهي تحاول أن تتلمس صدره العاري وتنظر له بدلال مصطنع20

“بلا حباية بلا زفت.. عكرتي مزاجي.. قال عشرين مليون قال!!” اجابها بضيق ثم نهض ليتركها على السرير دون أن يكترث لها بينما هي شعرت بالقلق، ماذا لو كان ما تحدث به صحيحاً؟! لن تستطيع أن تعوض تلك الخسارة.. عرفت أن عليها أن تضمن حقها بأي طريقة مهما كانت وآخذت تفكر أنها عليها أن تخرج من تلك الشراكة بأي نسبة ربح وحتى لو نسبة ضئيلة..5

عرفت أن عليها أن تضمن حقها بأي طريقة مهما كانت وآخذت تفكر أنها عليها أن تخرج من تلك الشراكة بأي نسبة ربح وحتى لو نسبة ضئيلة
“اهو اهو جاي..” همست شاهندة بهاتفها بينما تصنعت عدم ملاحظته وهو يدلف الغرفة ثم صاحت وكأنها لا تراه وركزت بحاسوبها الذي عج بالصور العديدة لكلاً من نورسين وفارس وأعطتها ظهره حتى يستطيع لمح تلك الصور لهما “ياااه يا نور.. ما شاء الله ربنا يسعدكوا يا حبيبتي لايقين أوي على بعض..” انتظرت لثوان لتشعر بتوقف خطواته والصمت خيّم على الغرفة 6

“بس لأ بجد مقدرتيش يعني تستني إني آجي وأشوفك وأنتي عروسة.. ده أنا خلاص كان ناقصلي يومين وأخلص أول course، بجد زعلانة منك”

“ربنا يتمملك بخير وعقبال بقا الفرح الكبير بس اوعي تعمليه من غيري يا بنوتي” تريثت مجدداً لتستمع لأنفاسه اللاهثة غضباً وشعرت وكأنما شاشة الحاسوب التي آخذت تمرر بها صور نورسين وفارس كادت أن تحترق من نظراته، خاصةً وأنها لم تجعل الأمر عليه هيناً ليراها كذلك بفستانها الأحمر الذي كشف مفاتنها..4

“اديني بقا فارس أباركله لغاية ما آجي وأباركله بنفسي” تصنعت الفرحة المُزيفة لتستمع باب الغُرفة يصطدم بالحائط حتى ظنت أنه قد تهشم وارتفعا كتفيها بتلقائية خوفاً من صوت الإرتطام “ده شكله ولع!! ربنا يُستر من اللي هيحصل!!” أخبرت شاهندة نور التي كانت تُحدثها هي ونجوى على الطرف الآخر لتقلقن ثلاثتهن من ردة فعله القادمة..

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت الاثنين والاربعون

“تفتكري راح فين يا شاهي؟!” تحدثت نورسين في قلق بعدما عرفت أنه قد غادر للتو 1

“معرفش.. أصل ده مجنون وشكله كده هيطلع جنونته.. بس بجد ربنا يُستر.. استني كده أبص عليه” هرولت شاهندة لأحدى النوافذ لتراه يشرع في قيادة سيارته في جنون وقد استمعت لذلك الإحتكاك العنيف لإطارات سيارته بالأسفلت “لا فعلاً ربنا يُستر”

“شاهي أرجوكي متخوفنيش..” صاحت في ارتباك

“بصي أنتي خليكي هادية خالص، وخلينا نهدى كده، احنا يا بنتي الساعة عندنا تسعة ونص الصبح.. أنا لحقته قبل ما ينزل الشركة أصلاً.. أنتي تدخلي تنامي كده والصباح رباح، تكون الدنيا ليلت عندنا وهاجبلك الخبر اليقين متقلقيش”

“يوووه بقا يا شاهي، أنام ازاي بس.. أنا هموت وأعرف رد فعله ايه، يعني هيرجع ولا متعصب ولا بيفكر في ايه”8

“يووه بقا يا شاهي” صاحت مقلدة اياها “اتكلمي ياختي زيه اوي، اديكي واخدة على عينك اهو.. نور بقولك ايه، اتقلي كده واهدي ومتجنينينيش أنا أصلاً مش مطمنة.. فحاولي كده تصبري ساعتين تلاتة، تلاقيه راح اي حتى يهدى ولا يفكر هو هيعمل ايه لأنه زمانه مولع، نديله وقته وكلها شوية وهنعرف عمل ايه”

“مش قادرة استنى بصراحة، أنا كنت فاكرة انه ممكن ياخد منك الموبايل، يزعق، يعمل اي حاجة.. مش يمشي كده وخلاص”5

“بقا ملك الكون الغامض الصامت القامت هتعرفي هو ناوي على ايه؟ ده يوم ما دخلنا في موضوع وفاء أنا استغربته”7

“عرفتي بقا إنك محتاجة تنامي؟ اتفضلي بقا خدي بعضك ونامي.. أنتي عارفة إن فيه فرق ست ساعات ما بينا يعني الساعة بقت تلاتة ونص”

“يووه بقا!!” وضعت أصابعها بفمها وهي تحاول التفكير فيما قد يفعله وشعرت بالإرتباك “أنا عارفة إني مش هيجيلي نوم بس هحاول على قد ما أقدر”

“ماشي، وأنا حتى لو عرفت حاجة هبعتلك Whatsapp ومتنسيش بكرة أول ما تخلصي مع وفاء تقوليلي بالحرف عملتي ايه، وزي ما فهمتك يا نور.. الست دي بقا احنا عايزين نخلص منها.. كفاية اللي عملته فينا وفي بدر”

“حاضر يا شاهي”

“يالا يا حبيبتي ادخلي نامي انتي دلوقتي ومتقلقيش” حاولت طمأنتها “تصبحي على خير”

“وأنتي من أهله..”

أنهت نورسين مكالمتها مع شاهندة وهي لا تستطيع النوم، تشعر وكأن عقلها سيجن، تشعر بالخوف كذلك، ما إن استمر في ابتعاده؟ هل يمكن أن يؤذي فارس؟ وماذا إن لم يعد؟ ماذا ستفعل معه إذن؟ لم يعد لدى فارس سوى اسبوعان على زواجه!!

يحترق عقلها من كثرة التفكير وهي قد جابت الغرفة ذهاباً وإياباً.. حاولت النوم فلم تستطع، حاولت أن تتبين ردة فعله فلم تدري أيضاً، تشتت بين أفكارها وهي تتململ بفراشها ولم يلمس النوم جفنيها حتى تستطيع بدأ يوم جديد..

سيطر على وجهه الوجوم والغيظ الشديد، ملامحه تُنبأ بالشر، يحاول منع نفسه عن التفكير بتلك الأفكار الشيطانية حتى لا يقتل ذلك المدعو بفارس، أما هي فلابد أنها نست من تزوجت، يبدو أنها بعد كل ما فعله معها لم تستطع معرفته بعد
سيطر على وجهه الوجوم والغيظ الشديد، ملامحه تُنبأ بالشر، يحاول منع نفسه عن التفكير بتلك الأفكار الشيطانية حتى لا يقتل ذلك المدعو بفارس، أما هي فلابد أنها نست من تزوجت، يبدو أنها بعد كل ما فعله معها لم تستطع معرفته بعد..7

جلس بتلك الطيارة الخاصة التي كلفته ما يقارب ثلاثمائة آلاف دولار فقط ليعود ليرى تلك الصغيرة التي لم يُكمل طلاقها منه ولو أسبوع واحد!! يحاول أن يكف عن سحق أسنانه ولكن لا يستطيع، يحاول أن يهدأ من أنفاسه المتثاقلة غضباً، تناسى كل شيء، علاجه وتلك العاهرة التي ولدته، عائلته، نسى كل شيء وفقط لا يريد إلا أن يرى وجهها وهو يعيدها إليه مرة أخرى!!13

إن لم يكن برضاها فبالإجبار، لقد تركها فقط لأنه كان خائفاً من نفسه أن يضرها، ولكن الآن أتريد هي أن تُصبح مع رجل آخر سواه؟ هذا لن يسمح به أبداً..6

تفقد الوقت بساعة يده ليجد أنه أقلع منذ نصف ساعة فقط وتبقى من وقت الطائرة ما يقارب من تسع ساعات ليعقد قبضتاه في غضب وهو يحاول أن يُفتش بداخله عن تلك القدرة التي يستطيع أن يصمد بها إلي أن يراها مرة أخرى..

عليه أن يهاتف الحراس حتى يعلم أين هي، أبمنزل عائلته أم بمنزلها هي؟ أيُعقل أنها ستستكمل الأعمال مع وفاء؟ عليه أن يعيدها إليه تحت أي مسمى، لن يتركها لتلك العاهرة، لن يتقبل أيضاً عناد تلك الصغيرة، هي لا تعرف بعد ذلك التملك بداخله لم تختبره من قبل وسيدعها تلك المرة لتراه بنفسها..6

ضرب الكرسي جانبه بقبضته وهو يتذكرها بذلك الفستان الأحمر الذي كشف أكثر مما ستر وهي جالسة بجانب فارس لتتثاقل أنفاسه الغاضبة في تهدج كالبخار المتصاعد من شدة الغليان، ولم لا؟! فدماءه كانت تغلي بالفعل وهو على وشك الإنفجار بأي لحظة الآن!8

ولكن كيف له أن يتحمل تلك الساعات؟ كيف له أن يصمد وهو غارق بمحاولة صد ذلك الإحتياج ليقتل ذلك العاهر، لماذا وثق بأنه لا يريد التزوج بها منذ البداية؟ لماذا كان ساذجاً بتلك الطريقة؟!

لا لا، لن يفكر ولن يكترث بأنها قد ترفضه، أنّى لها هذا؟ إن لم تتعقل وتتقبله مجدداً سينفجر بوجهها كالبركان الثائر ولتتحمل هي نتيجة أخطاءها إذن.. سذاجتها أدانتها أمامه، لتتحمل نتيجة أفعالها..6

ولكن هو من ابتعد بالداية، هو من تركها، حسناً.. لقد كان غبي للغاية، هو يعترف بذلك أمام نفسه، ولكن لن يحدث كل ما تحاول تلك الصغيرة أن تفعله، لن يتركها ولن يراها مع رجل آخر سواه حتى مماته..2

شرد بين أفكاره التي مزقت عقله الذي غلت به الدماء وكاد من يراه القسم بأن ملامحه تحترق من حُمرة الغضب، أمّا عن هاتان الثاقبتان فلن يستطيع أحد الصمود أمامهما حفاظاً على استمرارية حياته!!

شرد بين أفكاره التي مزقت عقله الذي غلت به الدماء وكاد من يراه القسم بأن ملامحه تحترق من حُمرة الغضب، أمّا عن هاتان الثاقبتان فلن يستطيع أحد الصمود أمامهما حفاظاً على استمرارية حياته!!
شعرت بالإرهاق وهي تدلف مكتبها فهي لم تستطع النوم منذ البارحة.. لم تعرف هي ولا شاهندة إلي أين ذهب بدر الدين، لم تستطيع التنبؤ بعد بما قد يفعله، لقد ظنت أن الأمر سيكون أسهل ولكنها لم تعلم شيء بعد!

نهضت وهي تُمسك بحاسوبها وكذلك بعض الأوراق الأخرى وذاكرة متنقلة عليها ما أعدته حتى تُقنع وفاء بضرورة شراءها تلك السيارات حتى تبدأ في خسارة جميع ما تملك كما خطط الجميع.

“وانتي بقا العيلة اللي بعتوهالي.. جرا ايه معندكوش رجالة ولا ايه؟!” تسائلت وفاء بتهكم لتبتسم لها نورسين ابتسامة لم تلامس زرقاوتاها

“لأ.. سايبين الرجالة للتقيل.. ده احنا حتى جايين نتكلم في شوية فكة!!” ازدادت ابتسامتها المتهكمة وهي تنظر لها بكراهية شديدة فهي لا تزال تتذكر تلك النظرات منه وتلك الكلمات التي أهانها بها فقط لظنه أنها تُشبهه.. ولكن لا، لن تدعها تظن أن حفنة أموالها قد تساوي شيئاً يُذكر..8

حاولت أن تسيطر على ذلك الشعور الذي يحدث لا كلما نظرت لتلك المرأة لارى بها نسخة أخرى من زوجها، لا تدري أتكرهها أم تتوسل لها لتبقى أكثر، فملامحهما طُبعت وكأنهما توأمان..8

“الـ presentation اللي قدامنا بيوضح نبذة صغيرة عن دور الأمن في المواقع المتعاقدين معاها” نهضت وهي تتجول بذلك الزي العصري وحذاءها ذو الكعب العالي وآخذت تمشي بأنوثة لتنظر لها وفاء في غل وحقد “مثلاً بجانب الـ Guards و Managers و K-9 Units، عندنا بردو sentry apc ودي عبارة عن عربيات خاصة للأمن، بتكون مُصفحة ومجهزة بوسائل كتير يقدر يستخدمها أفراد أمن الموقع علشان حماية الـ residents (السكان)، طبعاً المواقع اللي حضرتك متعاقدة عليها هما خمسة، محتاجة على الأقل في كل موقع من عربيتين لتلاتة.. وسعرها بيبتدي من تلاتة مليون جنيه لغاية أربعـ..”

“أربعة مليون عفريت لما ينططوكي!!” قاطعتها لتصدح نورسين ضاحكة 6

“دي شوية فكة يا مدام وفاء” رفعت حاجباها وهي تسخر منها

“ما نأجرهم.. نشتري ليه عربيات بتلاتين ولا أربعين مليون جنيه.. أنا مش موافقة على الكلام ده” صاحت في انفعال

“في البند التاسع شروط الشراكة اننا نحافظ على الطرف التاني اللي هو حضرتك لازم يحافظ على صورة ومستوى الطرف الأول اللي هو الخولي Holding.. لو أجرنا العربيات سمعتنا هتضر جامد.. أصل أربعين مليون بالنسبة لإستفادتنا بالعربيات دي ولا حاجة.. فشوفي حضرتك تحبي تقرري ايه.. احنا مش هينفع نقل بمستوانا لموضوع الإيجار ده” نظرت لها بآسف مصطنع ليزداد غضب وفاء

“ممكن نجيبها بالقسط!”

“قسط؟!” ضحكت لتستفزها أكثر وحاولت التوقف بصعوبة “للأسف مش هينفع..” همست بين ضحاكتها وكأنها لا تستطيع التحدث

“ما تتلمي جرا ايه مالك؟! ولا اللي مشغلك مش معرفك مقامك.. قومي اندهيه وأنا اعرفه مقامه كويس!! ولا هو جبان ومش قادر يواجهني؟!” صرخت بها في عصبية لتشعر نورسين بالغضب الشديد من حيثها وعلمت جيداً أنها تقصد بدر الدين 7

“اللي مشغلني لولا موافقته مكنتيش عتبتي الشركة دي برجلك.. اتكلمي بإحترام احسنلك!” أخبرتها بجدية3

“وهو انتي محترمة؟ روحي غوري من وشي..”

“أنا بردو اللي أغور من وشك.. اللي متعرفيهوش إنك في شركة جوزي!” رفعت احد حاجبيها مهددة اياها “لو حابة تغوري أنتي اتفضلي محدش هايمنعك.. ولعلمك يا.. يا وفاء، أنا عارفة كل حاجة عنـ..”

“ايه في ايه وايه الصوت اللي سمعته ده؟!” دلفت هديل لتقاطعهما وملامحها جامدة

“حتة العيلة دي متتعاملش معايا تاني” صاحت وفاء بإنزعاج

“معلش بردو بس أنا شايفة إن الشراكة دي مش قد المقام، هتقلل من مستوانا جامد، لو شايفة أن الموضوع مناسب القرار يرجعلك.. بعد اذنكم”

توجهت للخارج على الفور تحت أنظار كلاً منهما وهي إلي الآن لا تُصدق أنها لم تستطع السيطرة على أعصابها أمام تلك المرأة، لقد حاولت التحلي بالقوة والرسمية، لقدآتت بكامل أناقتها لتبين لتلك العجوز المتصابية أنها لم تعد بمثل ذلك الجمال وأن تلك الصغيرة ستنهيها ولكن لماذا لم تسطع مواجهتها كما يجب؟ أهذا لأنها لا تستطيع فعلها أم هذا لأن عقلها كان بمكان آخر تماماً؟! لقد تمنت أن تقتلها بيداها ولكن أعصابها المتوترة لا تتركها لتتخذ القرار والتصرف الصحيح!1

تفقدت هاتفها في لهفة فلم تجد شيئاً فحاولت الإتصال بشاهندة التي لم تجيبها لتدرك أن لربما تأخر الوقت وقد ذهبت للنوم فتنهدت في حُزن وهي لا تدري ما الذي عليها فعله! تشعر وكأنها لا تقدر على مواجهة أحد، تريد أن تختفي عن أعين الجميع، لن تقدر على النظر بتلك الأعين المتسائلة عن وضعها هي وبدر.. قررت أن تغادر لمنزلها حتى تبتعد عن الجميع ولربما تستطيع أن تُصبح أفضل..

دلف داخل منزلها بعدما علم أنها ستعود لمنزلها وانتظرها لتمر عليه تلك الدقائق وكأنما سكين بارد يُغرس بقلبه، آخذ يجوب ذهاباً ومجيئاً بصالة الاستقبال منتظراً عودتها ربما للمرة الآلف، يشعر وكأنما الغضب يفتك به، لا يريد أن يواجهها أمام أحد، لقد انتظر طو…
دلف داخل منزلها بعدما علم أنها ستعود لمنزلها وانتظرها لتمر عليه تلك الدقائق وكأنما سكين بارد يُغرس بقلبه، آخذ يجوب ذهاباً ومجيئاً بصالة الاستقبال منتظراً عودتها ربما للمرة الآلف، يشعر وكأنما الغضب يفتك به، لا يريد أن يواجهها أمام أحد، لقد انتظر طوال اليوم بأكمله حتى يراها، لماذا تلك الدقائق هي الأصعب عليه؟!7

حاول تنظيم أنفاسه المتهدجة غضباً ولكن دون فائدة! حاول أن يسيطر على ذلك البركان الثائر بداخله ولكن لم يستطع! غضبه لم يكن مثل قبل، يشعر وكأنه إن لم يتملكها ثانية سيخسر كل شيء بحياته، يدري بقرارة نفسه أنه ليس غاضباً فحسب، هو متأكد أنه خائف، يشعر بالرعب من مواجهة تلك الزرقاوتان اللتان فضلتا احد الرجال عليه منذ ساعات!!

دلفت منزلها في تأني وهي شاردة تماماً بكل ما مر عليها اليوم ثم التفتت لتوصد الباب لتجد زوج الثاقبتان التي قد اشتاقت لهما بتلك الثماني أشهر اللعينة تحدق بخاصتيها الزرقاوتان، شعرت وكأنما الوقت توقف حولها وكذلك أنفاسها، بل الدماء بعروقها، دمعت عيناها، هي لا تُصدق حقاً أنها نجحت.. هو أمامها، لقد آتى من أجلها، لا زال يُحبها وقد شعر بالغيرة من كل ما فعلته.. كادت أن تبتسم له بعدما تأثرت ملامحها ولكن تلك النظرة بعيناه كانت مُرعبة، لم ينظر لها بتلك الطريقة من قبل، وبالرغم من كل ذلك الذعر الذي تبعثه تلك السوداوتان بالنفوس لم تكترث البتة.

ظل يقترب منها وهو يشعر بالخوف والغضب بآن واحد، ماذا سيخبرها؟ كيف سيمتلك الشجاعة لكي يتحدث لها؟ ابتلع في تردد وهدأت خطواته ولكن ملابسها تلك التي تظهر مفاتنها بل كل ما فعلته تلك الصغيرة أنساه خوفه وتذكر غضبه! يجب عليها أن تعود لرشدها وتتذكر من هو بدر الدين!1

“اياك تقرب مني” صاحت بإنفعال لتمنع اقترابه منها عله يتوقف ولقد ظنت لبرهة أنه قد يتوقف بينما رآته يُسرع مجدداً ولاحظت عدم إكتراثه أما هو وخاصةً بعد رؤية تلك النظرة بزرقاوتاها ولاول مرة تبدو غير خائفة منه.. حسناً.. ذلك لحسن حظها إذن، عليه فقط أن تُكمل للنهاية!

ضيق عيناه وظل يقترب منها بخطوات سريعة ثم أمسك بكلتا ذراعيها ونظر لها بمنتهى الغضب وتعالت أنفاسه في لهاث حتى شعرت هي بملامسة أنفاسه الساخنة على وجهها التي اشتاقت لرائحتها أكثر من أي شيء، تمنت لو فقط احتضنته لها مرة أخرى، لماذا لا تستطيع أن تهرول نحوه وتبكي بصدره من كل ما فعلها به؟ لا!! لن تخاف منه هذا المرة ولن تكون ساذجة مجدداً لن يبعثرها ذلك الإشتياق لتفعل كل ما تمنته وستكون قوية!!

“أنت مبتفهمش.. متلمسنيش!! ابعد عني!” صرخت به ليزداد هو غضبه وهو لا يُصدق ملامحها التي تحولت تماماً لتبدو ملامح إمرأة بالغة الآن وليست طفلته التي أحبها “أنت مش طلقتني.. جاي تاني ليه، أنا دلوقتي ست مخطوبة و… آآه” لم تُكمل بعد أن قاطعها بتلك الدفعة ليرتطم ظهره بالحائط خلفها2

“مخطوبة!! هو ده اللي كنتي عايزاه من الأول مش كده؟!” تحدث لاهثاً بين أسنانه المُطبقة

“وأنت مالك أصلاً بيا وأنت سايبني تمن شهور بحالهم.. اتفضل ابعد عني وأخرج برا أنا مش عايزة أشوفك تاني..” 8

“لكن عايزة تشوفيه هو مش كده؟!” صرخ بها وهو يزيد قبضتاه حول ذراعها “بس مش هانولهالك” ابتسم لتبتلع هي من تلك النظرة التي انهالت من عيناه وشعرت بالخوف وتهدجت أنفاسها في ارتباك!

“أنت بتعمل ايه؟ ابعد عني” صرخت به وهو يمزق تنورتها التي انتهت قبل ركبتيها دون أن يكترث بمحاولات فرارها من قبضته على ذراعها ثم أكمل ليمزق ذلك القميص الرقيق الذي لم يستطع حتى إخفاء نهديها

“مش عايز اسمعلك صوت” تحدث بغيظ بين أسنانه الملتحمة لتحاول هي ايقافه بيدها التي لا يُمسكها ولكن دون جدوى

“أنا اللي مش عايزة اسمعلك صوت وامشي اطلع برا!! أنا بكرهك، مش طايقة أشوف وشك” نظر لها مندهشاً رافعاً حاجباه بإبتسامة ساخرة 1

“طب استني بقا لما أخليكي تكرهيني صح” أخبرها ثم أخذت يده تحرر رجولته من بنطاله لتتعالى أنفاسها أكثر

“أنت بتعمل ايه؟ أنت اتجننت؟!” توسعت عيناها في دهشة مما يفعله “متجيش جنبي اياك تـ… امشي اطلع برا!!” صرخت به ولقد تلعثمت لثانية عندما أدركت وفهمت ما يحاول فعله ولكنها لم تكن تتصور ذلك أبداً، لقد ظنت أنه لربما سيأتي غاضباً وسيصرخ بها ولكن أن يمارس معها الجنس أول ما يراها، هذا ما لم يكن بحسبانها.

“عايزة تعرفي أنا بعمل ايه؟ أنا اعرفك كويس!” أقترب منها ليحمل جسدها مُجبراً ساقيها على الإبتعاد وفي لمح البصر ازاح سروالها التحتي وهو يسند جسدها للحائط بثقل جسده ثم رآته يقطع غلاف ذلك الواقي بأسنانه واخترقها في ثوان.. لم يكترث لأنفاسها التي بدت خائفة الآن، لم يكترث لصياحها الممانع والرافض، لم يكترث سوى لتملكها مرة أخرى وجعلها إمرأته مرة ثانية!50

“هو ده اللي أنتي كنتي عايزاه مش كده؟! بتطلقي مني عشان العيل اللي رايحة تتخطبيله” دفع بها بقوة لاهثاً بين أسنانه المُطبقة لتصرخ هي من شدة دفعاته بها، لا هذه لم تكن ممارسة من أي نوع، هذا كان انتقام خالص.

“آه.. أنا عايزة اتجوز فارس.. ارتحت؟ أشوفلي راجل بجد يحبني بدل اللي يسبني تمن شهور وحتى مسألش فيا” اختلفت نبرتها وهي لا تدري كيف له أن يتملكها دائماً بتلك الطريقة، كل مرة تفقد نفسها وتفقد القدرة على التركيز وهو بداخلها، ولكن لا، لن تستمع لقلبها تلك المرة، حتى ما يفعله بها لن يؤثر بها “آآه.. ابعد.. عني.. أنا.. بكرهك!” صاحت بصعوبة بين أنفاسها المهتاجة التي توالت في سرعة شديدة بينما لم يرحمها هو.6

“وأنا مش شايفاني راجل؟ عايزة غيري؟ عايزة واحد تاني؟ مش هاسمحلك يا نورسين، مفيش راجل غيري هيلمسك، أنتي بتاعتي، مراتي، وهتفضلي طول عمرك مراتي، واحد غيري لأ.. مش هايحصل، على جثتي.. والكلب التاني ده أنا هموته بإيديا هو وأي راجل تاني يفكر بس يبصلك ولو وصلت لأني احبسك هعملها، سمعاني ولا لأ؟!” صرخ بجانب أذنها بكل ما أوتي من قوة وهو يلهث ظل يدفع بها بقسوة لتجد نفسها تبكي ولكنه لا، لن يتخلى عن غضبه الآن!

حمل جسدها ممسكاً بخصرها وهو لازال بداخلها ليلقيها على أقرب أريكة ثم اعتلاها ليكمل ما بدأه ومزق صدريتها ليلتهم احدى ثدييها بين أسنانه ليفترسها في شراسة ثم لعن نفسه على صرخات الآلم تلك التي أنهالت على أذناه!

توقف لينظر لها ليجبر ساقيها على الارتفاع حتى شعر بقدميها تلامسان كتفه وآخذ ينظر لها ولتلك الدموع المنهمرة من زرقاوتاها اللتان لا يحب أكثر منهما بحياته ليشعر بغضبه يزداد تجاه كل ما يحدث!

“عايزة تسيبيني.. أنا مش هاسيبك أبداً” صاح متألماً ليقترب من أذنها ولثم عنقها في همجية شديدة وهي لا تدري أتحضنه أم تدفعه بعيداً!3

“زي ما أنت ما سيبتني.. أنا بكرهك يا بدر.. ابعد عني.. مبقتش طايقاك” توقفت عن بكاءها ولكن نبرتها الحزينة تلك قد مزقت قلبه لينعكس عنفه بتلك التلثيمات الماكرة التي تملكت كيانها بأكمله

“متزعليش مني.. أنا كان لازم ابعد” اختلفت نبرته الهامسة تلك المرة كثيراً لتشعر بآلمه بعد أن تحولت طريقته واختلفت لتشعر به وكأنه يمارس الحب معها وآخذ يُقبل عنقها بنعومة وخفت حدة قبضتاه عليها ولكنها لا لن تستسلم له بهذه السهولة..2

“ده أنتي مصممة بقا!!” نظر لوجهها بعد أن شعر بها تحاول دفعه ولكنه لا لن يتركها تذهب من أسفله “أنتي اللي جنيتي على نفسك!” 1

أمسك بكلتا يداها ليرفعهما فوق رأسها وثبتهما بيد واحدة ثم أقترب من شفتاها وهو يقبلها رغماً عنها في نهم تام بعد أن حاولت هي الإفلات من قبلته محركة رأسها يميناً ويساراً وبعد أن صدته بكل ما استطاعت خارت قواها ليلامس لسانه لسانها وشعرت به يجوب بفمها وبعد أن أوشكت أنفاسها على الإنقطاع وجدته يبتعد ليمسك بشفتها السفلى بين أسنانه يعض عليها بعنف بينما هي التقطت أنفاسها وتركت الهواء الممتزج بأنفاسه يتخلل رئتيها.

“آآه..” كانت دفعته تلك بمنتهي القسوة، لا لن تتحمله “بدر أنت بتوجعني..”

“ما أنتي وجعتيني” تحدث لاهثاً أمام شفتيها ثم حاوط عنقها بيده الأخرى ودفع بها بقسوة مجدداً ليتعالى صراخها “حلو الوجع مش كده؟ حلو لما أشوف جسمك باين وبتضحكي جنب واحد غيري وماسك ايدك… حلو كل اللي عملتيه مش كده؟” صاح لاهثاً لتبدأ هي في الشعور بالإختناق

“مش قادرة.. اتنــفس” همست وهي لا تُصدق ما يفعله بها وقاربت أنفاسها على الإنقطاع تماماً3

“ما أنا مكنتش قادر اتنفس من ساعة ما عرفت.. فرقت ايه يعني؟” ارخى قبضته حول عنقها ثم دفن وجهه بشعرها ليصبح فمه أمام أذنيها وهو لا يزال مثبتاً ليداها فوق رأسها “أنا كنت خايف عليكي.. كان لازم أعمل كل اللي أنا عملته ده، مكنتش عايز أوجعك تاني.. أنا بحبك.. بحبك أوي يا نوري.. كان لازم ابعد واتعالج وارجعلك إنسان احسن.. أنتي مكنتيش هتستحملي اللي أنا فيه، مش ذنبك إن إنسان قذر وسادي بالطريقة دي.. أنا آسف.. أنا كنت بتعذب وانتي بعيد عني.. أنا مقدرش اسيبك أبداً” أسرع من دفعاته بداخلها بينما شعرت هي بدموعه تنساب على عنقها لتجد نفسها هي الأخرى تبكي 3

“أنت كداب” همست بنبرة امتزجت بالحزن والشبق بآن واحد

“أنا استحالة اكدب عليكي.. متسبنيش يا نورسين.. أنا بس كنت محتاج وقت عشان أكون كويس.. عشانك. عشان مأذيكيش”

“بردو كداااب آآآه..” همست بصعوبة عندما أزاد من سرعته بداخلها

“لأ يا نورسين مش كداب.. أنا بحبــك وآآه.. مش هاسيبك.. هتفضلي مراتي” همس بصعوبة هو الآخر وتآوه بين أسنانه الملتحمة وشعر بأنه قد قارب على الإنتهاء ولكنه تحمل لثوان ولم يترك لرجولته العنان بأن تتدفق داخلها إلا عندما شعر برجفة جسدها أسفله ليسمح لنفسه بالخلاص ليرتجف بداخلها هو الآخر..

“وأنا.. بكرهك.. يا بدر، طلقني!!” لهثت هامسة له ولكنه لم يرى تلك الإبتسامة التي ابتسمتها فهو لا يزال دافناً وجهه بعنقها وشعرت بالسعادة بداخلها وآخذت تتخيل ما ستفعل به بعد عودته..60

يا بدر، طلقني!!” لهثت هامسة له ولكنه لم يرى تلك الإبتسامة التي ابتسمتها فهو لا يزال دافناً وجهه بعنقها وشعرت بالسعادة بداخلها وآخذت تتخيل ما ستفعل به بعد عودته
أنا مش جيجي.. أنا بتول.. بس ممكن تفضلوا تقولولي يا جيجي عادي..76

مكنتش حابة أكتب بهويتي الحقيقية لكن بصراحة أنتو خلتوني واثقة في نفسي زيادة عن اللزوم ومبقتش عايزة اخبي الموضوع ده عليكو+

يارب متزعلوش مني..

بحبكم بردو ❤️❤️❤️🙈🙈🙈

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت الثالث والاربعون

نظر لها في غضب وتعالت أنفاسه في غيظ مما سمعه لينظر لها بتلك الثاقبتان نظرة امتلئت العديد من المشاعر، رآت غضبه، لومه ولكن لا تعلم على ماذا؟ شعرت وكأنها تنظر لطفل صغير مستاء، لأول مرة ترى الخوف بعيناه، ولكنها بعد كل ذلك تصنعت الجرأة والقوة ونظرت له بزرقاوتان مستفسرتان عما يريده بنظرته تلك ثم وجدته يدفن وجهه مرة اخرى بعنقها لتزفر هي في ملل ثم تحلت بالشجاعة وهي تنوي بداخلها أن تذيقه عذاب تلك الثماني أشهر!6

“مسمعتنيش؟! بقولك طلقني.. واتفضل قوم وابعد عني” تحدثت بضيق ثم تآففت بعدها

“مش هطلقك، لو لسه صغيرة ومش فاهمه فاللي عملته ده معناه إنك رجعتي مراتي تاني ورديتك، ومش هابعد عنك لا دلوقتي ولا بعدين..” همس بأذنها ونبرته متآلمة ثم شعرت به يحاول استنشاق شعرها
“ده أنا مشوفتش كده.. ايه؟ هتتجوزني بالعافية؟!”

“احنا أصلاً متجوزين مش لسه هاتجوزك.. ولو عايزاها بالعافية معنديش مشكلة” تمتم بأذنها لتشعر هي بنبرته المُرهقة المتألمة وكل ما أرادته أن تحتضنه بذراعيها وتخبره أن كل شيء سيكون بخير ولكن ليس بتلك السرعة.. عليه أن يُعاني مثلها.21

“لأ أنا مش عايزة حاجة منك خالص غير إنك تبعد عني.. لو سمحت اتفضل قوم وخليني أنا كمان أقوم” تحدثت متصنعة الضيق

“نورسين!!” صاح بتحذير ناظراً لها عاقداً حاجباه “اتكلمي كويس ولمي الدور بدل مـ..”1

“بدل ما ايه؟!” صاحت لتقاطعه بإبتسامة باهتة “هتحبسني ولا تضربني ولا تسيبني وتبعد عني تمن شهور تانيين؟!” ترورقت عيناها بالدموع للحظة “متقلقش أنا جربت كل حاجة، مبقتش خايفة خلاص من اللي ممكن تعمله!! مبقتش تفرق” لاحظت تغير ملامحه للحزن الشديد واعترته الصدمة مما تفوهت هي به وتسمرت عيناه المتألمتان بزرقاوتيها الدامعتان “ودلوقتي سيبني اقوم بعد اذنك!” أشاحت بنظرها بعيداً ثم أخبرته وهي تحاول أن تتناسى كل ما نطقت به فبالرغم من أن كل ما أخبرته به كان صحيحاً إلا نظرة الآلم تلك لا تستطيع تحملها دون أن تعانقه ولكنها عليها أن تآخذ بحقها منه على كل ما فعله بها.2

نهض من عليها لتفر هي وهي لازالت تشعر بالآلم من تلك الكلمات التي كان واقعها على كلاً منهما مؤلماً وشديداً وتوجهت هي مهرولة لغرفتها أو ما كانت غرفتهما سوياً لتتركه وحده يعيد تلك الكلمات بعقله مرة أخرى.

“ايوة يا شاهي.. بدر عندي” همست في هاتفها في حذر من أن يستمع إليها

“شوفتي مش قولتلك؟ عملتو ايه؟!” تسائلت شاهندة بعفوية لتحمحم نورسين التي لم ترى وجهها الذي تشرب بالحُمرة لمجرد السؤال 2

“يعني.. بقينا متجوزين تاني.. بس أنا لسه مش بعامله حلو!”

“ده اللي هو ايه؟!” تعجبت شاهندة ثم توسعت عيناها “لأ متقوليش!! انتي بتهزري مش كده؟! امال فين أنا هعلمه الأدب وبتاع” 4

“مش بمزاجي يعني وانتي عارفة اخوكي محدش يقدر يوقف قدامه”2

“انتي هتقوليلي؟!! طب وهتعملي ايه دلوقتي؟”

“هاعمل ايه يعني؟ أنا بحاول اكون باردة واديله في كلام سم.. هو تفتكري ممكن يعمل حاجة في فارس؟”

“آه.. ممكن يموته!”7

“شاهي متهزريش” صاحت بجدية

“أنا مش بهزر فعلاً ممكن يبهدله” تنهدت شاهندة في ضيق “بصي حاولي انهم ميتقابلوش خالص.. يا إما تحكي لبدر كل حاجة عملناها.. مقدامكيش غير الحلين دول”

“ربنا يستر بقا”

“يارب”

“آه صحيح قابلت وفاء النهاردة.. ست مفترية وجبروت مش عادي.. بعد ما اديتها كلمتين قالتلي كلام زفت وقالت على بدر كلام مش كويس وأنا فجأة جبت ورا كده وما صدقت هديل دخلت ولحقتني”

“افتكري حاجة عدلة.. بس ايه؟ هاتشتري العربيات ولا لأ؟!”

“مش عارفة.. أكيد هديل هي اللي كملت معاها، ممكن تكلميها”

“طيب تمام هاكلمها.. وانتي يا نور عارفة إنك مش قد الست دي، لو حابة زياد أو هديل أو حمزة يكملوا بدالك و..”

“لأ” قاطعتها نورسين في إصرار “أنا عايزة ابهدلها على كل اللي عملته، أنا مش قادرة انسى اللي عملته يومها في بيت ماما نجوى.. إنسانة مش محترمة”

“دي عملت اللي متتخيلهوش..” تريثت لبرهة “طب حمزة بيكلمني وهابقا اكلمك تاني.. باي”

“باي”

أنهت نورسين المكالمة ثم زفرت في حيرة من تلك المرأة التي يبدو وأنها لن تنكسر بسهولة، لم ترى شخصية صعبة مثلها أبداً، حتى يُسري بالرغم من خبثه إلا إنه كان يُظهر بعض المشاعر المزيفة، بينما تلك المرأة لديها جبروت غريب لم تراه بأحد أبداً ربما بدر الدين فقط!!2

“يا نهار أبيض!! حتى شبه بعض كمان في دي؟!” تعجبت متمتمة لنفسها بعد أن أدركت مدى التشابه بينهما لتتنهد في آسى ثم حاولت عدم التفكير بها وآخذت تفكر ملياً فيما ستفعله مع بدر الدين الأيام القادمة!

“يا نهار أبيض!! حتى شبه بعض كمان في دي؟!” تعجبت متمتمة لنفسها بعد أن أدركت مدى التشابه بينهما لتتنهد في آسى ثم حاولت عدم التفكير بها وآخذت تفكر ملياً فيما ستفعله مع بدر الدين الأيام القادمة!
“تلاتين مليون!!” صاح أشرف في عصبية بالغة

“ده الحل اللي قدامنا، ولا عايز اطلع قدامهم مش قد الشغل ولا الشراكة؟!” اجابت متسائلة بجبروتها المعهود

“يعني ايه في اسبوع واحد عايزين يخلصوا خمسين مليون على شوية مشتريات وأصلاً المواقع لسه مشتغلتش ولسه قدامه مصاريف ياما ومرتبات بالهبل؟ أنا مش عيل صغير عشان يضحك عليه!! أنا ماليش دعوة تطلعي قدامهم قدها ولا مش قدها.. العيال دي تعرفك كويس كل كبيرة وصغيرة ناقصة، إنما ايه شغل اسحب اسحب ده” صرخ بوجهها غاضباً

“بص يا أشرف، إذا كانت مشاريعهم بتدخلهم ملايين أكتر من دي بكتير، تفتكر كنت أنا هوافق من الأول إني ادخل معاهم في شراكة؟! خليك ناصح، اللي هنصرفه دلوقتي هيجلنا أضعافه قدام”

“بيجلهم بقا ملايين مليارات مش بتاعتي.. لازم الأول نعرف هنشتري خامات بقد ايه وبعدين نبقا نشوف.. ومش معنى إنك معاكي التوكيل يبقا تبعزقي الفلوس يمين وشمال، لحسن ورحمة أمي اطربقها فوق دماغك ودماغهم!”1

“جرا ايه يا اشرف ما تتكلم عدل، تتربقها فوق دماغ مين؟! أنت نسيت نفسك ولا عشان أنا نسبتي أقل من نسبتك هتكلمني بالطريقة دي؟” صاحت به بلهجة تهديد “لو مش عاجبك خلاص.. أنا هاتصرف وأشوف غيرك يكمل المشروع معايا وكل اللي اتصرف نبقا نبيعه تاني وخد فلوسك وأنا اخد فلوسي وبلاها بقا شراكة، متنساش إن لولايا مكنتش عرفت تدخل شريك مع عيلة الخولي!”

“انتي بتهدديني يا وفاء.. جرا ايه انتي.. كنتي لاقيتي يعني اللي يديكي فلوسه غيري.. اسمعي اما اقولك، اخركوا اربعين مليون كمان في الليلة دي والاربعين الباقين هيفضلوا زي ما هما، وإلا أنا هاعرف اجيب حقي كويس اوي ازاي.. اعتبري ده اخر كلام عندي.. حاسبي من قدامي” صرخ غاضباً ثم تركها وتوجه للخارج في انفعال.1

“بقا أنت يا حتة حرامي جي تزعق!! ماشي بكرة اديك استمارة ستة وابقا وريني بقا هتعمل ايه معايا” تمتمت بعقلها ثم ابتسمت بتهكم وآخذت تتخيل ما لو خرجت هي الرابح الوحيد من تلك الشراكة وفكرت برسم خطة جديدة!7

“بقا أنت يا حتة حرامي جي تزعق!! ماشي بكرة اديك استمارة ستة وابقا وريني بقا هتعمل ايه معايا” تمتمت بعقلها ثم ابتسمت بتهكم وآخذت تتخيل ما لو خرجت هي الرابح الوحيد من تلك الشراكة وفكرت برسم خطة جديدة!
“طب أنتي كويسة بجد؟!” صاحت هديل في لهفة متحدثة بهاتفها

“آه والله كويسة، إرهاق بس عشان الجلسات”

“ربنا يرزقك يا شاهي إن شاء الله وتعبك كله يجي بفايدة، أجيلك طيب؟!” 2

“نفسي يا هديل بجد، بس لما فكرت قولت هنسيب وفاء لمين، وبردو أنا محتاجة حد معايا في الفرع هنا لأن للأسف الجلسات بتاخد وقت كبير ومش هاقدر اخلي حمزة هنا معايا على طول كفاية إنه بيجيلي كل اسبوع!”

“متقلقيش طيب.. بصي زياد أنا ابتديت اثق فيه، هو هيعرف يلاعب وفاء كويس، زياد كبر ومبقاش زي زمان وأي حاجة بردو لازم نتابعها معاه!”

“كانت حبكت وفاء دي يعني دلوقتي، ده أنا ما صدقت بدر ونور رجعوا لبعض، مكنش وقتها خالص” زفرت شاهندة في ضيق2

“بجد؟! رجعوا لبعض فعلاً؟” صاحت في إندهاش

“اه يادوب لسه النهاردة”

“ربنا يسعدهم.. بس ايه طلاق التلت ايام ده؟!” 1

“القلب وما يريد بقا يا ستي”

“بصراحة أنا مكنتش طايقة نور في الأول خالص.. بس بعد ما هديت وفكرت كده وشوفتها بتتعامل مع الكل ازاي حسيتها طيبة ومحترمة”2

“هي طيبة وغلبانة اوي والله، مش كفايا مستحملة بدر!!” أخبرتها لتضحكا سوياً

“اه فعلاً على رأيك.. ربنا يسعدهم وميجبش بينهم حاجة وحشة تاني”

“يارب”

“خلاص أنا هاحجز على أول طيارة واجيلك وانتي يا ستي ابقي اقعدي بزينة ولا نشوف Nanny كويسة تقعد بيها لحسن دي عايزة حد لازقلها اربعة وعشرين ساعة، متعبة بشكل مش طبيعي” زفرت هديل في إرهاق6

“يا ستي ربنا ما يحرمك منها، هي بس كده اكيد عشان لسه صغيرة، الأيام دي بتعدي هوا وبكرة تفتكريها وتضحكي عليها”

“يا مسهل..” تريثت لبرهة ثم أكملت “يالا بقا أنا هاروح احجز واظبط الشنط واقولك هاجي امتى”

“تمام.. باي يا حبيبتي”

“باي”

“يعني ايه استخبى يعني؟ هياكلني ولا ايه؟” صاح فارس متعجباً
“يعني ايه استخبى يعني؟ هياكلني ولا ايه؟” صاح فارس متعجباً3

“يا فارس مقصدش.. هو بس عصبي شوية وغيور شويتين، يعني حاول متجيش خالص اليومين دول” أخبرته نورسين في ارتباك

“ما احنا ممكن نحكيله عملنا كده ليه و..”

“لا لا لأ!!” قاطعته مسرعة “أنا هابقا افهمه كل حاجة بس شوية كده”

“أنا بصراحة مش فاهم جوزك ده.. ويالا! كده كده أنا أصلاً مشغول عشان حوارات الجواز.. عموماً خير وأكيد أنتي بتبالغي بس مش أكتر” لم يُصدق فارس أن ما تقوله حقيقة ولكنه كان يجاريها بالكلام6

“لا مش ببالغ.. أنت متعـ..” توقفت عندما سمعت خطواته “طب سلام دلوقتي هكلمك تاني” أنهت المكالمة بسرعة بعدما سمعت خطواته تقترب من المطبخ

“كنتي بتكلمي مين يا نورسين؟!” صاح سائلاً عاقداً حاجباه 2

“ده كان..” توقفت لبرهة ثم وقفت متصنعة الشجاعة لتعقد ذراعيها “وأنت مالك؟!”

“بقا أنا بيتقالي الكلمة دي!! ماشي!!” رفع حاجباه في دهشة وتحدث وهو يشعر بالغيظ “بس بردو أنا جوزك ومن حقي أعرف كنتي بتكلمي مين، مش هـ..”

“وأنا كنت مراتك وكان من حقي اعرف انت كنت فين!!” قاطعته بصرامة “ومع مين، وبتعمل ايه، ويومك ماشي ازاي!! متجيش أنت دلوقتي بالذات تتكلم عن الحق لأن أنت آخر واحد ممكن يتكلم عنه” نظرت له بتلك الزرقاوتان في لوم “وأنا هقولك أنا كنت بكلم مين، مش علشان حقك، لأ عشان أنا معنديش حاجة اخبيها” تريثت لتآخذ نفس عميق ثم تحدثت ثانية “كنت بكلم فارس!” 4

لقد جنت على نفسها لأنها هي من تسببت بتلك النيران التي اندلعت فجأة بثاقبتاه وملامحه التي كانت هادئة من ثوانٍ تحولت للغضب الشديد حتى ندمت أنها عرفت فارس يوماً ما وآخذت تنظر لحركة فكاه لتعلم أنها أغضبته بشدة!

“ايه مضايق ولا غيران؟ عموماً لو كنت بتضايق اوي وغيران عليا مكنتش سيبتني كل ده” تحلت قدر المستطاع بالشجاعة “ويكون في علمك لو بس فكرت ولا خطر على بالك إنك تأذي فارس بأي طريقة أنا المرادي اللي هخلعك يا بدر الدين!” أخبرته ثم توجهت لتغادر ليوقفها معارضاً طريقها7

“لو استفزتيني تاني ولا كلمتيه أنا مش بعيد اموته قدام عينك!!” تحدث لاهثاً غضباً بين أسنانه المُطبقة “ولا تحبي اخد منك الموبيل واحرمك تكلميه تاني؟!” ظل يلهث غضباً لتبتسم له في آسى ثم مدت يدها بهاتفها 1

“خده.. خده وماله، أنت عملتها قبل كده ومش بعيد تعمل أسوأ من اللي عملته” أخبرته في وهن ونبرتها امتلئت لوماً شديداً له لتزداد أنفاسه 2

“بطلي بقا بطلي!!” صرخ غاضباً “هو يعني كنت رجعت اجري ليه وعشان مين؟ مش عشانك؟ مش عشان بتزفت بحبك وعايز ارجعلك ومش مستحمل اشوفك مع راجل تاني وحسيت إني هتشل لو مرجعتليش؟.. بطلي بقا اللي بتعمليه ده.. حاولي تفهميني مرة صح في حياتك” صرخ بها مجدداً حتى تأثرت تلك العروق بعنقه واحمرت تقاسيم وجهه من شدة الإنفعال وهو يعلم بقرارة نفسه أنه لن يستطيع أن يؤذيها بأي طريقة كانت!1

“فعلاً أنا فهمتك غلط.. اللي أنت عملته فيا زمان أنا فهمته غلط عشان كده حبيتك بعدها” تحدثت بهدوء وهي تنظر له في عتاب ليشعر هو بإنهيار تام داخله من تلك الكلمات “وعلى فكرة لو بتحبني زي ما بتقول مكنتش سبتني.. سبني اعدي لو سمحت” همست بهدوء دون أن تنظر له وأشاحت بوجهها الذي تحولت ملامحه للحزن لتنظر للأرضية بينما شعرت بمحاولاته العديدة لأن يهدأ عن طريق سماعها لأنفاسه 2

“نورسين ارجوكي أنـ..”

“بعد إذنك مش عايزة أتكلم معاك في حاجة” قاطعته وهي لا زالت لا تنظر له ثم ضيقت ما بين حاجبيها “سبني اعدي” اخبرته وبدأت في شعورها بالغضب

“لا هتسمعيني” صاح بإصرار مهيب لتنظر له بتلك الزرقاوتان في غضب شديد

“لأ مش عايزة اسمعك ومش هاسمعك ومش هديك فرصة تاني لأي حاجة، أنت ايه؟ كل حاجة ما بيننا عايزها تكون بالعافية حتى إني اسمعك؟ عايزني أنا اللي استحمل وأنا اللي أسمع وأنا اللي اقبل بكل اللي تقول عليه؟!” حاولت التقاط أنفاسها التي تعالت غضباً ثم أكملت “لمرة واحدة احترمني في حاجة، لمرة واحدة اتحمل غلطك، كفاية عليا اوي اللي استحملته زمان بسببك، وياريت حتى استحملت، لأ ده أنا كمان سامحتك على كل اللي عملته فيا، بس ياريتني استحملت وسامحت عشان خاطر حد يستاهل في الآخر.. أنت كل اللي عملته خلاني أندم إني حبيتك، خلاني أندم إني فرطت في نفسي وصدقت أنك ممكن تكون بتحبني.. بس أنا خلاص فوقت من كل اللي كنت فيه، وفوقت كويس اوي، مبقتش البنت الصغيرة الهبلة اللي حبتك وصدقتك في يوم، أنا بجد مبقتش عايزة حتى لساني يخاطب لسانك!! لآخر مرة بقولك بإحترام ابعد عني!” أخبرته في تأثر لتدفعه بعيداً بكل ما اوتيت من قوة ونجحت في الفرار منه لتجد دموعها تتهاوى على وجهها فتوجهت لغرفتها حتى تستطيع الإختفاء بعيداً عن عيناه!

تركها لتذهب بعد أن شعر بتلك الآلام التي اندلعت بداخله من كلماتها التي أخبرته بها، لقد كانت محقة بكل كلمة، هو لا يستحق مثل ذلك الحب النقي الذي شعر به من قبل معها، ولكن ماذا كان عليه أن يفعل؟ يأتي بين ليلة وضحاها ليُخبرها بحقيقته التي لا يظن أنها ستتفهمها!! يُدرك جيداً أنه أخبرها أنه رجل سادي منذ ساعات ولكنها لم تُعقب حتى، أتستطيع فهم مثل تلك الأمور؟!1

لقد أشتاق لها حقاً بكل ما فيها، ببرائتها وطيبة قلبها التي لم يرى مثلهما في إمرأة من قبل، اشتاق لرائحتها، لعناقها، لقبلتها الخجولة ولطفوليتها الزائدة، يعلم أنها تتصنع القوة ويعلم أنها ربما تتدلل عليه ليس إلا، ولكن كلماتها تلك تهشم قلبه، نظراتها وتلك الدموع الحبيسة بزرقاوتاها تقتله ألف مرة وكأنما سكاكين تغرس بقلبه!! لقد سأم كل هذا ويريد أن يهرول حتى يآخذها بين أحضانه، يريد أن يعترف لها بكل شيء، يريد أن يُخبرها بكل ما دفعه لفعل ذلك ولكنه لا يستطيع التحدث بسهولة، هو بالكاد أستطاع أن يتحدث مع ذلك الطبيب النفسي، فقط مجرد إقدامه على الأمر آخذ منه أشهراً ليفعلها، هو حتى لا يثق كيف سيُكمل علاجه، لم يستطع من قبل التحدث عما يؤلمه بسهولة أبداً، لم يفعلها سوى مع ليلى التي ذهبت وتركته بين يوم وليلة، أستفعل نورسين هذا أيضاً؟1

لا، ربما هي تعاتبه وتفعل ذلك فقط لأنه ابتعد عنها فجأة دون أن يُعطيها سبب واضح، أو ربما لأنه لم يحدثها بتلك الأشهر المنصرمة، لقد رآها أسفله، لقد شعر بقبلتها واستجابتها له، لقد أحس خفقات قلبها المتوترة عندما أقترب منها، تغيرت قليلاً وازدادت قوة وشجاعة ولكنها لا تزال طفلته التي أحبها، لا يزال يرى البراءة بتلك الزقاوتان، ولكنها أيضاً قد ذهبت ووافقت على أن تكون مع رجل آخر سواه!! لو فقط استطاع أن يقتله بيداه تلك دون أن يغضبها سيفعل!!

سحق أسنانه في عنف وهو لا يدري كيف عليه التصرف وإلي متى سيظل يُحارب هذا الصراع بداخله، يريد التحدث ولا يستطيع، يريد الصراخ ولكن شيء ما يمنعه بداخله، إلي متى سيظل يُحارب في تلك الحروب التي دائماً ما ينهزم بها!!1

صعد وهو مصمم على أن يُجبرها رغماً عنها بأن تعود مثل السابق، لن يتقبل كل ما تفعله تلك الصغيرة، لن يدع لها الفرصة لتتحكم به، سيخبرها للمرة الأخيرة أنه كان لابد من الابتعاد حتى لا يؤذيها، إذا تقبلت فحسناً وإن لم تتقبل فسيرغمها على ذلك، لم يعد يرى حلاً آخر ولتفعل ما تشاء ولكنه لن يتحمل أن يكن معها بتلك الطريقة أبداً..1

مشى بخطوات سريعة في الرواق ليصل للغرفة التي مكثت بها ثم توقف للحظة ليدلف احدى الغرف وهو يتذكر فرحتها وابتسامتها وهذا العناق الذي جمعهما عندما آتى لها بهذا المنزل وأخبرها أن هذه الغرفة ستكون مرسماً لها.

أشعل الضوء ولم يُصدق ما وقعت عليه عيناه عندما رآى الغرفة تعج بصوره، لا يُصدق أنها رسمت كل تلك الصور من اجله هو فقط، وكأنها مكثت طوال تلك الأشهر عاكفة على أن تنقل تلك الملامح التي يكرهها بتلك الأوراق أمامها مستخدمة فقط القلم الرصاص ليتنهد في حزن وقد تبدد غضبه في ثوان، ألهذا الحد هي تعشقه؟!

أطفأ الأضواء ثم توجه للخارج وهو لا يدري ماذا تريد هي، أتحبه أم لا؟ إذا كانت تُحبه حقاً لماذا إذن وافقت على خطبتها من رجل آخر بين يوم وليلة، وإن كانت لا تحبه فما الذي رآه هذا منذ دقائق؟

توجه لينم على تلك الأريكة بالأسفل فهو حتى لا يزال خائف من مواجهتها وآخذ يفكر بكل ما مر عليهما وحاول إيجاد طريقة جديدة حتى يستطيع أن يعوضها عن كل ما فعله بها ولكن دون أن يدري سقط في النوم!2

استيقظت هي وتفقدت غرفتها لتدرك أنه لم يأتي لهنا فرائحته تحفظها عن ظهر قلب! توجهت لحمام غرفتها ثم استحمت لتلاحظ تلك العلامات التي تركها على جسدها لتشعر بالغضب تجاهه أكثر بعد ذلك الحديث معه الليلة الماضية وطريقته الهمجية اللاذعة فهو يبدو وكأنه لن يت…
استيقظت هي وتفقدت غرفتها لتدرك أنه لم يأتي لهنا فرائحته تحفظها عن ظهر قلب! توجهت لحمام غرفتها ثم استحمت لتلاحظ تلك العلامات التي تركها على جسدها لتشعر بالغضب تجاهه أكثر بعد ذلك الحديث معه الليلة الماضية وطريقته الهمجية اللاذعة فهو يبدو وكأنه لن يتغير أبداً فتوجهت في انفعال وهي تقسم بداخلها على أن توقفه عن ما يفعله وقررت بداخلها أنها ستعمل على تغييره مهما كان!!

تعالت أنفاسها الغاضبة وكادت أن توقظه ولكنها توقفت لتنظر لملامحه التي يبدو عليها الإرهاق الشديد، لماذا لم تلاحظ أمس أنه فقد الكثير من الوزن هكذا؟ أكان حقاً مستاءاً لأنه ابتعد عنها؟!1

تنهدت في حيرة وآخذت تتذكر كل ما أخبرها به يوم أمس، تشعر أنه صادق ولكن مهما كان ذلك الذي يعانيه كان لابد له من إخبارها، أياً كان ما يواجهه كانت ستقف بجانبه كيفما أراد!!2

ما فعله بحقها لن تغفره له بسهولة، سترد له الصاع صاعين وستدعه يعلم جيداً ألا يعبث معها مرة ثانية، ستأججه غضباً، ستستفزه، ستقتله ألف مرة مثلما فعل معها وابتعد عنها تلك الأشهر، وسترى حينها ما إذا توقف عن تصرفاته تلك أم سيثور فقط ليعود ذلك الرجل مرة ثانية!!

رفعت احدى حاجبيها في تصميم على ما خططت له سترى ما الذي سيفعله حينها وكيف ستكون ردة فعله!!

قصة ظلام البدر +21 كاملة بقلم بتول

البارت الاربعة والاربعون

آخذت تنتظر إستيقاظه على تلك الرائحة الشهية، لطالما عشق طعامها، تتذكر أنه كان يجلس بجانبها عندما تقوم بالطهي إلي أن تنتهي، أما هذه المرة فستقوم بالإنتقام منه كما لم يتخيل أبداً، عليه أن يتجرع من تلك الكأس التي تجرعته هي، وإن لم تكن تخطط لفعل كل شيء مثلما فعل هو معها ولكن لتريه أنها تستطيع فعلها بسهولة.1

شعرت بخطواته تقترب منها لتبتسم هي بإقتضاب حتى لا يلاحظها وعلمت جيداً أن خُطتها قد شرعت بالنجاح، وتلك هي البداية فقط ليس إلا و البقية ستأتي حتماً.

“صباح الخير” أخبرها بنبرة لا زالت تحمل آثار النعاس ولكنها لم تجيب لتسمعه يحمحم ثم شعرت بإقترابه منها وتظاهرت هي بعدم الإكتراث لكل ما يفعله ولكنه تحدث ثانيةً على كل حال “وحشني أكلك اوي يا نوري” همس ثم ابتسم ليجذبها من ساعدها برفق ليرغمها على النظر إليه ولكنه لم تنظر له وتوجهت بنظرها للأرضية
“لو سمحت عايزة أكمل، بعد اذنك سيب ايدي” همست بهدوء وبرود مبالغ فيهما

“نوري” تنهد في سأم “هتفضلي لغاية امتى كده معايا؟ أنا قولتلك إني كان لازم ابعد عشـ..”

“مش عايزة اسمع أسباب، زي ما أنت مكنتش عايز تسمعني في الأول” قاطعته ثم نظرت له بتلك الزرقاوتان ليشعر بالآلم وقد اختلفت نظرته عندما تذكر تلك المرات التي حاولت أن تُخبره بها الحقيقة من قبل “الأسباب اللي هتقولها كان ممكن تقولها زمان، ولا حتى بمكالمة!! إنما دلوقتي أياً كانت ملهاش لازمة!” حدثته ببرود وتبادلا النظرات لثوان لتجذب يدها من بين قبضته ثم توجهت لتُكمل ما بدأت به وهي الآخرى تتآلم لتلك الملامح التي تحولت بوجهه وللحظة شعرت بالكراهية تجاه نفسها، فهي تدرك جيداً أنها لا تريد أن تراه حزيناً بتلك الطريقة ولكنها تماسكت وهي تتذكر ما أرادت أن تفعله معه لتسقيه من نفس الكأس المُرة!11

“مش عايزة اسمع أسباب، زي ما أنت مكنتش عايز تسمعني في الأول” قاطعته ثم نظرت له بتلك الزرقاوتان ليشعر بالآلم وقد اختلفت نظرته عندما تذكر تلك المرات التي حاولت أن تُخبره بها الحقيقة من قبل “الأسباب اللي هتقولها كان ممكن تقولها زمان، ولا حتى بمكالمة!!…
“حمد الله على السلامة” صاحت شاهندة وهي تعانق هديل التي ضيقت ما بين حاجبيها في تعجب وابتسمت وفرغت من مبادلتها العناق وناولتها زينة “زنزونة حبيبتي” آخذت تقبلها في اشتياق
“الله يسلمك” نظرت لها في استفسار
“حمد الله على السلامة” صاح سيف ثم صافحها

“الله يسلمك” صافحته هي الأخري وتوسعت ابتسامتها وبالكاد استطاعت أن تنظر لشاهندة وتشيح نظرها عن تلك الإبتسامة الجذابة
“مقولتليش يعني إنه جاي” تمتمت لشاهندة هامسة حتى لا يسمعهما
“مفاجأة بقا، ولا فكرك مخدتش بالي من المرة اللي فاتت؟” غمزت لها هامسة لتهز هديل رأسها في انكار وتصنعت عدم معرفة ما تتحدث عنه أختها6

“مخدتيش بالك من ايه؟ أنا مش فاهمة تقصدي ايه؟!” سألتها وهي تحاول السيطرة على تلك الإبتسامة التي ارتسمت على شفتيها دون تحكم منها خاصة كلما نظر إليها سيف

“مش على شاهي يا حبيبتي” غمزت لها مجدداً لتزفر الأخرى في حيرة من تصرفات أختها

“لا لأ.. مالوش لازمة تتعب نفسك سيبها” صاحت هديل لتوقفه عن حمل حقائبها
“مفيهاش تعب ولا حاجة..” ابتسم لها لتدرك هي أن تلك الإبتسامة ستُصبح احدى نقاط ضعفها5

“ايه رأيكو نتغدى قبل ما نروح؟!” صاحت شاهندة سائلة

“مممـ أنا فاضي النهاردة ومش ورايا حاجة” اجابها سيف الدين بإبتسامة

“بس انا راجعة من السفر و..”

“مفيش حد في البيت يعملنا أكل، وهترسى على delivery خلينا نتغدى بقا أكل كويس والنبي يا هدولة كفاية إني قاعدة لوحدي بقالي يومين، وبدر كان رخم اوي ومش عايز يروح في حتة” قاطعتها متوسلة

“طيب يا شاهي.. نتغدى” نظرت لها مُحذرة اياها ولكن شاهندة لم تستجيب لتحذيرها ذلك ليذهبا ثلاثتهما بصحبة زينة لأحدى المطاعم سوياً.

زفرت كل ما برئتيها من أنفاس بعد أن جذبته طوال تلك المسافة عندما شعر بالنعاس بسبب ذلك المنوم التي وضعته له في الطعام وسقط في ثبات تام على الأريكة فوراً
زفرت كل ما برئتيها من أنفاس بعد أن جذبته طوال تلك المسافة عندما شعر بالنعاس بسبب ذلك المنوم التي وضعته له في الطعام وسقط في ثبات تام على الأريكة فوراً.

ستفعل به مثلما فعل بها تماماً، فقط ينقصها الأدوات، من أين لها بها إذاً.. آخذت تفكر كثيراً بزرقاوتان متسعتان لتجد أن بعض الأوشحة ستكون مناسبة لما تريد فعله.17

ذهبت لتحضرها ثم توقفت بتلك الغرفة بالطابق الأرضي، لم تكن لتستطع أن تتوجه به للأعلى، جسده كان ثقيلاً بالنسبة لها وأرهقها للغاية، ولكن ستتلذذ برؤية تلك النظرة على وجهه عندما يستيقظ ليجد نفسه مقيد اليدان بالحائط ووحده بالظلام!! تريد أن ترى ردة فعله حينها هل يتحمل مثلها وسيسامحها أم سيغضب ويثور كالبركان!38

أنتهت من تقيده بعد صعوبة بالغة، لقد اخفت بعض الإطارات ثم مدت أوشحتها ببعضها البعض حتى قيدت كلتا يداه بكل حائط، ثم تنهدت ونظرت له بمنتهى الرضاء لما فعلته ووصدت جميع الأضواء وتركته ثم ذهبت.

جلست لتُفكر كيف ستواجهه عندما يستيقظ، هي لا تريده أن يتألم، هي لن تعذبه مثلما فعل بها، إنما فقط أرادت أن تجعله يعلم أنها تستطيع فعلها هي الأخرى، لا يعني غفرانها له على كل ما فعل أن يتمادى بأفعاله حتى يتركها ويذهب، عليها أن ترى الندم بتلك الثاقبتان التي باتت تعشقهما أكثر من أي شيء آخر!26

جلست لتُفكر كيف ستواجهه عندما يستيقظ، هي لا تريده أن يتألم، هي لن تعذبه مثلما فعل بها، إنما فقط أرادت أن تجعله يعلم أنها تستطيع فعلها هي الأخرى، لا يعني غفرانها له على كل ما فعل أن يتمادى بأفعاله حتى يتركها ويذهب، عليها أن ترى الندم بتلك الثاقبتان…
“عارف لو كنت خيبت ظني فيك!! كنت هازعل اوي” تحدثت نجوى لزياد الذي ابتسم لها بإقتضاب
“ما هو أكيد كنت هاكبر وأعقل، ولا مش واثقة فيا يا نوجا؟!” صاح غامزاً لها بمزاح لتبتسم هي له1
“ما أنت شقاوتك مكنتش معقولة”
“لا يا ستي.. بقينا بنتشاقى بالمعقول اليومين دول” غمز لها مرة أخرى

“يا ولد!! ازاي تقول الكلام ده قدامي؟!” حاولت تصنع الجدية بين ابتسامتها
“يا نوجا أنتي عارفة كل حاجة عننا.. هيتوه يعني عليكي مين بيعمل ايه؟ ده أنت جامد اوي بس احنا اللي مش واخدين بالنا” أخبرها مضيقاً عيناه لتهز هي رأسها في إنكار
“احكيلي طيب وصلتوا لإيه مع وفاء؟”
“أبداً سحبنا نص المبلغ اللي معاها، والباقي هيجي مع الوقت، بس الست دي أنا مبطيقهاش”

“ومين يطيقها، يالا ربنا يسامحها.. أنا مكنتش أتخيل أبداً إنها ترسى على كده”

“هي اللي اضطريتنا لكده، أنا مش عارف ازاي دي أصلاً أم ولا ست كبيرة.. فعلاً واضح إن بدر كان مظلوم أوي بسببها”

“ياااه يا زياد!!” تنهدت نجوى في حزن “بدر كان ممكن يضيع بسببها أصلاً”2

“ليه يا ماما؟ هي عملت فيه ايه؟!” تعجب زياد عاقداً حاجباه

“عملت فيه كتير اوي” شردت في حُزن وآخذت تتذكر كل ما عرفته وواجهته مع بدر بسبب تلك المرأة وهي تود أن تخبر زياد بكل شيء.1

“عملت فيه كتير اوي” شردت في حُزن وآخذت تتذكر كل ما عرفته وواجهته مع بدر بسبب تلك المرأة وهي تود أن تخبر زياد بكل شيء
“أنا معملتش حاجة.. فكني.. أنا معملتش حاجة غلط” صرخ بكل ما أوتي من قوة لتتوسع زرقاوتي نورسين عندما سمعت صوته “كفاية.. أنا مغلطتش في حاجة” سمعته مجدداً يصرخ ويبدو وكأنه يبكي خوفاً..28

تناست كل ما تريد فعله به وجرت سريعاً نحو الغرفة التي مكث هو بها لتشعل الأضواء ونظرت له لتشعر وكأنما خفقات قلبها توقفت لرؤيته بتلك الملامح المذعورة والخائفة، دموعه المنسابة على وجهه، ارتجافه بطريقة لا تبدو طبيعية أبداً..

“نورسين.. أنتي هنا.. قوليله إني معملتش حاجة.. هو موجود؟!” تهلل وجهه لرؤيتها وابتسم للحظة ثم تحولت ملامحه للخوف ولكنها لا تعي ما الذي يتحدث عنه ومن الذي عليها أن تخبره بأنه لم يفعل شيء، عن ماذا يتحدث؟!
“أنا.. أنت تقصد ايه أنا مش فاهمه حاجة!” همست وهي لا تدري ما الذي عليها قوله وتأثرت ملامحها في حزن لتتلاقى أعينهما وكادت هي أن تبكي من ملامحه وودت لو عانقته واعتذرت له على كل شيء، فهي لم تعد تستطيع رؤيته متألماً هكذا!

“أنا اتخضيت!” ابتلع في راحة عندما أدرك أين هو وتأكد أنه لا يوجد سوى نورسين! “أنا كنت خايف..” همس في وهن ثم أشاح بنظره للأرضية لتكره هي نفسها على ما فعلته به وتوجهت لتحل تلك الأربطة الغبية وتنهي كل ما أرادت فعله لتجده يوقفها “لأ يا نورسين، متفوكنيش!” تعجبت لتنظر له تتفقده أليس هو من كان يصرخ وبدا متألماً منذ ثوان؟ “أنا عمري ما كنت هاتكلم غير كده” تمتم ظناً منه أنها لا تسمعه ولكنها سمعت كل ما قاله11

“اقعدي يا نوري.. خليني أكلمك.. خليني أعرفك كل حاجة” اخبرها لتضيق ما بين حاجبيها “أنا محتاجك تسمعيني.. محتاجك تعرفي كل حاجة عني” همس بآلم لتشعر هي الأخرى بتألم قلبها لأجله فتوجهت وجلست على مقربة منه ولم تتحدث له نهائياً!!

“أبويا صابر الله يرحمه كان بيحب وفاء.. الست اللي ولدتني.. كان بيحبها اوي” تنهد في حُرقة ثم أكمل “أهله كانوا شايفينه فاشل وهيضيع ورثه عليها، ومن يوم ما اتجوزها قاطعوه، ومبقوش يكلموه، وهو مسمعلهومش وراح اتجوزها وعمل شركة مع واحد صاحبه.. وفاء حملت فيا” ابتسم بمرارة متهكماً “ومن الواضح إنها مكانتش عايزاني..” هز كتفاه للأعلى لتدرك نورسين أنها لا تنظر لبدر الدين ذلك الرجل الذي تزوجته بل مجرد طفل يتحدث عن والداه
“من يوم ما اتولدت وهي كانت مهملة فيا، او ده اللي عرفته مع الوقت، في الأول اتحججتله إنها مخنوقة من البيت، نزلت اشتغلت معاه في شركته وكانت بتسيبني في حضانة، أنا مش فاكر الكلام ده طبعاً.. بس عرفت لما كبرت” امتلئت عيناه بالدموع ولكنه أكمل “لما بقى عندي سنتين ونص هي كانت نصبت على ابويا وساعدت صاحبه واللي كان شريكه ساعتها مدحت في إنهم ياخدوا كل فلوسه، وفي نفس الوقت أبويا سابنا وعرف أمي.. نجوى.. وقفت جنبه وساعدته بكل طاقتها وفلوسها عشان يرجع تاني كويس، واتجوزوا، ووفاء كانت بتتحجج إنه يعرف أمي من زمان وعشان كده عملت اللي عملته مع شريكه.. بس كانت كدابة” تريث وهو يحاول استجماع شجاعته لمتابعة الحديث بينما تعجبت نورسين، هو لم يحدثها من قبل عن تلك المرأة التي ولدته، ألهذا الحد لا يستطيع حتى أن يدهوها بوالدته!

“ابتديت أكبر وهي تهمل فيا أكتر وأكتر!! أنا لغاية دلوقتي بسمع في وداني صوت الرجالة اللي كانت بتنام معاهم، كنت ببقا خايف لما بسمع صوتهم، كانت بتصرخ وأنا فاكرها بتضرب، وكنت فاكر إن اللي معاها هيجي يضربني أنا كمان، كنت ببقا خايف عليها.. أنا.. أنا كنت بحبها.. زي أي طفل بيحب أمه” تساقطت احدى دموعه لتتجمع المزيد من الدموع بعينا نورسين ولكنه بالرغم من بكاءه أكمل “لا أنا كنت بحبها اوي، كان نفسي تاخدني معاها مرة واحدة في أي حتة، او نفسي تاخدني في حضنها، أو تنام جنبي.. كنت بحبها، بحب شكلها، كنت بحب كل حاجة فيها وفاكر إن أبويا السبب وإنه سابنا.. بس كل ما كنت بكبر كنت بفهم أكتر..” تساقطت دموعه بلا إنقطاع بينما هي لم تستطع رؤيته هكذا
“بدر.. خلاص مش لازم تحكي لو..”

“لا هاحكي.. أنا محتاج أحكيلك.. أنا تعبت من كل اللي شايله لوحدي” قاطعها بإصرار بنبرة باكية لتومأ هي له في تفهم “كانت بتضربني.. بتمدني على رجليا.. بتسبني بهدومي مش نضيفة بعد.. بعد ما.. بعد ما كنت ببقا خايف و.. أنا كنت طفل، مكنتش فاهم حاجة” همس بصعوبة باكياً “كانت بتسبني لوحدي وبتخرج، افتكر إني كنت ببقا جعان وبدور في التلاجة ملقيش فيها حاجة.. ولما كانت بترجع بليل كان دايماً بيبقا معاها اللي اسمه مدحت.. كنت ببقا سامعهم طول الليل، في الأول كنت خايف منه عليها وعليا، ولما مرة روحت وخبطت عليهم.. طفا السيجارة في رجليا، وذنبوني.. كانت لابساله بدلة رقص..” ابتسم في تهكم وهو لا يزال يبكي ولم تظن نورسين أن هناك أسوأ من كل الذي سمعته وتمنت أن توقفه فهي لا تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك ولكن ستستمع له، تريد أن تعرف ما الذي حل بذلك الرجل الذي يبدو أمامها كالعصفور الصغير الذي لا يستطيع حتى إيذاء ذبابة!13

“عيشت ما بين وساخة، ضرب وشتيمة، عشت لوحدي، كل شوية كان أبويا يجي يتخانق معاها، لو سابلها فلوس كانت بتاخدها، مروحتش مدرسة أبداً، مكنتش أعرف يعني ايه مدرسة” ابتلع بصعوبة وحاول إيقاف بكاءه ولكن لم يستطع لتجد نورسين نفسها تبكي هي الأخرى “كانت بتصرف فلوس المدرسة، وفلوس الهدوم.. لغاية ما أبويا يجي ويرميلي هدوم جديدة.. فضلت على الحال ده لغاية ما بقا عندي تسع سنين.. تسع سنين وبشوف إنسانة استغلالية، مش فارق معاها ابنها، مش فارق معاها غير الفلوس وبس.. كانت دايماً تقولي إن أبويا بيكرهني ومبيحبنيش وهي كمان مبتحبنيش، كانت بتخوفني بالضرب، أنا فاكر كويس آخر خناقة ما بينهم في بيتها لما أبويا خلصني منها.. ضربها يومها بالقلم، وقالها أنه عارف إنها بتنام مع رجالة وإن كل همها الفلوس مش أكتر، وهي بردو مكنش فيه فايدة في جبروتها، وحاولت تشتم امي نجوى ساعتها أبويا بهدلها واخدني منها.. ده كان آخر يوم ليا معاها” زفر بُحرقة وهو يحاول أن يتوقف عن البكاء ولكن هي لم تستطع إلا أن تبكي وهي تشعر بالآلم مما عاناه هو!

“كنت خايف منه وفاكره بيكرهني.. كنت عايز ارجعلها.. مكنتش فاهم حاجة، فضلت أقوله يرجعني ليها بس هو حبسني!! كان عندي تسع سنين، كنا في الشتا.. فاكرة يا نورسين أنا عملت فيكي ايه؟!” نظر لها وهو لا يستطيع تحمل بكاءها ليجهش هو بالبكاء “حبسني في البلكونة وبعد ما آكلني دخلني أوضة صغيرة لغاية ما حصلي نفس اللي حصلك” انهمرت دموعها في مرارة وهي لا تدري أتُشفق عليه أم تلومه على ما فعله بها “أنا كل حاجة عملتها فيكي عشان أنا معقد.. عشان أنا مستاهلش اكون بني آدم طبيعي” همس بين نحيبه لتشعر بتبعثر قلبها لأشلاء من كل ما سمعته وكادت أن توقفه لتجده يسترسل بالحديث مجدداً

“دي كانت أول مرة.. أول مرة يعمل فيا حاجة، ولما خرجت من الأوضة وعرفت أمي نجوى، هي اللي عرفت تحضني وتحن عليا، أنا بعد ما سيبت الأوضة واستحملت اللي عمله فيا رماني في الحمام عشان أنضف نفسي.. وبعدها طلعت كسرت في الأوضة بتاعتي.. بس لولا أمي.. مش بس اليوم ده، لأ لولا وجودها في حياتي أنا كان زماني بقيت أسوأ من اللي أنا فيه.. حببتني في شاهندة وهديل.. حببتني فيها.. خدتني في حضنها وكانت دي أول مرة في حياتي اتحضن أو أعرف يعني ايه حضن.. كان عندي تسع سنين.. أنا فاكر اليوم ده كويس” اجهش بالبكاء ليتحول بكاءه لشهقات ونهضت نورسين وكادت أن تقترب منه لتعانقه ولكنه أوقفها هامساً بصعوبة بين شهقاته
“لأ سيبيني أكمل.. أنتي لسه متعرفيش حاجة” همس بآلم لتبتلع هي بين دموعها لتقترب ثم جلست أمامه على الأرضية “كنت بحب شاهي أوي.. أكتر من هديل.. كنت بحب هديل بردو.. بس، بس أبويا مكنش عايزني أأقرب منهم، كان بيبقا نفسي ألعب معاهم، كان عندهم حاجات حلوة اوي وأنا كان ممنوع عليا أقرب من حاجتهم، هديل مكنتش بتحب تقعد معايا بس شاهي كانت بتستخبى من بابا وبتيجي تلعب معايا.. بس بردو هديل كانت صغيرة جداً.. فاكرة لما لعبنا استغماية مع ولاد هديل وأنا اتعصبت عليكي” حاول التوقف عن البكاء ولكنه لم يستطع لينظر لها بسودواتاه الباكيتان لتومأ له وهي تحاول أن تجفف دموعها التي لا تتوقف “أنا مبعرفش ألعب الحاجات دي.. عمري ما كنت زي باقي الأطفال أبداً” انهمرت دموعه بين شهقاته لتفعل هي المثل ولكنه ابتلع ثم أكمل4

“لما ابتديت اعيش معاهم لقيت شاهي بتذاكر وبترسم وكان نفسي أعمل زيها.. غصب عني شخبطت على واجبها، بس هي مضايقتش.. وحاولت تعلمني وأبويا عرف اللي حصل.. أنا فاكر يومها اخدني في شقة غريبة.. وقلعني، فضل يضرب فيا كتير اوي بحزامه” اجهش ببكاء هستيري “أنا لسه حاسس بالضرب لغاية دلوقتي، أنا اتعورت.. خفت منه اوي” آخذ يشهق بينما نورسين لم تعد تحتمل كل ما تسمعه لتبكي هي الأخرى ولا تدري كيف لها أن توقفه
“بعد ما ضربني ابتدا يذاكرلي، فهمني كل حاجة، بس .. بس لما كنت بغلط كنت بتضرب.. كان بيضربني جامد أوي يا نورسين، ومكنش فيه حد يحوش عني..” بكى في وهن لتضع نورسين كفها على فمها وهي لا تصدق أن طفل لم يُكمل العاشرة بعد قد حدث له كل ذلك “أنا مقدر إن أنا لولا اللي عمله معايا كنت هافشل بس.. بس طريقته كانت صعبة اوي.. السنة اللي بعدها جابلي واسطة ودخلت مع كل الولاد اللي في سني.. مكنتش بعرف اتعامل مع حد خالص لغاية ما المدرسين اشتكوا مني وكملت طول دراستي في البيت” شرد باكياً وهو يتذكر ما فعله معه من قبل “عارفة.. مرة وأنا في ثانوي حبسني شهور متكتف بسلاسل وبتضرب وباكل يوم اه ويوم لأ وحتى مبقدرش استحمى وكل ده عشان عشان نقصت درجة واحدة، طول اجازة الصيف، كان لازم أنام وأنا قاعد.. أنا كنت طالع الأول على المدرسة.. بس هو كان بيتفنن في اللي بعمله فيا.. كنت بخاف منه أوي، عشان كده عمري ما نقصت درجة بعد اليوم ده!” تهاوت الدموع من عيناه لتنظر هي له في شفقة ودموع زرقاواتاها لا تتوقف1
“كان بيعذبني.. بيخلعلي ضوافري لو بس غصب عني حد من اخواتي اضايق مني.. أنا كنت بخاف منه اوي، عرفتي ليه كنت خايف لما صحيت في الضلمة وحسيت إني متكتف؟!” نظر لها كالطفل الصغير لتجهش هي بالبكاء “عرفتي ليه إني بخاف من الدم يوم ما عورتك وانا بحاول اقلعك الدبلة؟ عشان بكره لما كنت بشوف نفسي بنزف بسبب ضربه.. كان بيضربني عشان أفضل نضيف اوي ومنظم، عرفتي ليه أنا عندي العقد دي كلها؟!”18

“أنا آسفة.. والله ما كنت أعرف..” همست بين بكاءها

“مش ذنبك.. أنا اللي معقد وجبان” بكى متألماً وهو يعترف بهذا مخبراً اياها “أبويا فضل يعذب فيا، كان بيقول إنه بيفتكرها كل ما بيبصلي.. أنا فعلاً شبهها، بس أنا ذنبي ايه؟ أنا ماليش ذنب في حاجة!! أنا كنت بكرهها زيه.. بس أنا عمري ما عملت حاجة غلط” تهاوت دموعه في حسرة ثم تابع “أنا فاكر آخر مرة عذبني فيها.. صعقني قدامها بالكهربا، عارفة ليه؟ عشان كانت كل شوية تيجي بيت أمي وقدام أخواتي وتتخانق معاه وعايزاه يطلقها وتاخد منه فلوس.. بس هو كان بيذلها، مكنش راضي يطلقها.. وأنا صعب عليا شاهي وهديل وزياد وأمي.. مكنش ليهم ذنب كل شوية يسمعوا الحاجات دي، غلطت في مرة وأفتكرت إني كبرت وروحت قولتله يطلقها.. كان عندي واحد وعشرين سنة” نظر لها بآلم وهو يبكي في ضعف “خدني انا وهي وكنت فاكره هيطلقها بس صعقني قدامها، أنا تعبت اوي يومها، وأكتر حاجة تعبتني إن أول مرة تصعب عليا نفسي كده، وفاء متهزش فيها شعرة، حتى مقالتلوش سيبه أو كفاية أو ارحمه.. كان نفسي تحبني، أحس إنها أمي ولو مرة، حتى بس لو.. لو أصعب عليها” أجهش بالبكاء لتفعل هي الأخرى وآخذت تنظر لجسده الذي يرتجف6
“كانت أصعب مرة وآخر مرة.. يوم ما رجعت البيت محستش بنفسي بس لما فوقت عرفت إنهم جابولي دكتور وإن أمي اتخانقت مع أبويا وهددته تسيبه.. هي دي الحاجة الوحيدة اللي دايماً اتخانقوا عشانها، كانت دايماً بتدافع عني وبتحبني، أنا كمان بحبها أكتر من اي حد.. أنا مفيش حد في الدنيا وقف جنبي زيها.. أنا لولاها كنت بقيت إنسان تاني.. ده لو كن إنسان أصلاً” صاح متهكماً بين بكاءه ووجدته يتوقف عن البكاء وعيناه تحولتا بشكل غريب ثم أكمل

“بعدها بشهرين أبويا خلاني أخلصله شغل في إيطاليا.. كنت عمري ما كنت مع ست قبل كده..” زفر في آلم وشرد كأنه يتذكر “عرفت إن ممكن بسهولة أنام مع ستات هناك.. فضلت تلت شهور في إيطاليا، وساعتها عرفت إني..” زفر وكأنما يُجاهد ليكمل لتتعجب نورسين لطريقته “عرفت إني سادي..” نظر لها في خوف من ردة فعلها ولكنه لا يزال يرى تلك البراءة بزرقاوتاها وأدرك أنها لا تفهمه ليتنهد ثم تابع
“عرفت إني بحب أعذب الستات قدامي.. اللي بياخدوا فلوس، بشوف فيهم وفاء، بحسهم شبهها.. بفضل أضرب فيهم لغاية ما يتبهدلوا قدامي.. لغاية ما يخافوا ويمشوا.. لأول مرة حسيت إني بطلع جزء من كل اللي شوفته بالطريقة دي.. ومن يوم السفرية دي وأنا رجعت راجل تاني.. بقيت اجيب ستات أنام معاهم واضربهم واديهم فلوس، عرفتي اللي شوفتيني بعمله في المخزن كان ليه؟” تنهد متألماً وهو ينظر لها في خوف من ردة فعلها لتنظر هي له باكية ولا تعرف كيف عليها أن تحكم عليه ولا حتى بمّ عليها أن تنطق “بس بردو كنت ببقا لسه خايف من أبويا.. كنت بعمل كل حاجة من وراه، مع إنه كان بطل يعذبني بس أنا لغاية النهاردة لسه بخاف منه.. عشان كده قولتلك تقوليله إني معملتش حاجة أول ما جيتي وفتحتي عليا النور” بكى مجدداً كالطفل الصغير5
“أنا فضلت سنتين كده.. مع الستات، بعذبهم وبشوف فيهم وفاء الإستغلالية، مكنش حد يقدر يصدق إن اللي بيعمل دراسات عليا ودراع أبوه اليمين في الشغل يكون بيعمل كده في الستات.. لغاية ما.. لغاية..” أجهش ببكاء هيستري لتنظر له نورسين في آلم وهي تشعر بالصعوبة التي يواجهها وتلك المعاناة التي ظهرت على ملامحه1

“لغاية ما ايه اللي حصل؟!” همست لتسئله بملامح متأثرة وبقايا دموع انهالت على وجنتيها..

“لغاية ما قابلتها.. قابلت ليلى” ابتسم في وهن ثم شرد مجدداً ليتذكر كل ما جمعهما ثم شعر بالخوف من ردة فعلها ولكنه قرر الحديث على كل حال.
اكمل قراءة رواية ظلام البدر +21 بقلم بتول

 2,593 اجمالى المشاهدات,  1 اليوم

ما مدى تقيمك ؟

انقر على نجمة لتقييم ذلك!

متوسط التقييم 4.1 / 5. عدد الأصوات: 54

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه الرواية.

كما وجدت هذه الروايه جيده ومفيده ...

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي!

1 Comment

  1. التنبيهات:تابع رواية ظلام البدر +21 بقلم بتول - Reel Story‎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *