فــيــكــتــور || VICTOR (مكتملة)
فــيــكــتــور || VICTOR (مكتملة)
رغم أنّه ملك، يعيش في قصر فخم و يحكم بلاد قوية، إلا أنّه كسير تحيطه عتمة خانقة.. فمن تلك التي ستشرق أنوارها على ظلمته و تحيي ما ظنّ أنه قد مات بداخله إلى الأبد ؟
« ستصيبني أختي بالجنون ! إنّها تظن بأن حياتي تنقصها زوجة، إنّها لا تفهمني !! »
« أخي غارق في الماضي، لا شيء قادر على منحه السعادة سوى امرأة يحبها !! »
« أنا لا أريد أن أكون ملكة !! أنا أكره العيش بين جدران القصر كطائر حزين ! ألا يكفي ما أضعته من سنين بسبب والدي الذي سجنني !! أريد الآن أن أبحر بسفينتي في مغامرة شيقة نحو المجهول !! »
ملاحظة : هذا هو الجزء الثاني من رواية أناليز
تأليف : روزا.ع.غ
أنّاليز,
العاطفي,
العاطفية,
رومانسي,
عاطفية,
كوميدي,
كوميديا
Writer Rosalyn
الحلقة ٠٠ : بعد مرور خمس سنوات
مملكة شالتون ستون : القصر الرئيسي، قاعة الطعام :
جلست الأميرة أنّاليز و زوجها الدوق رايلي و ابنهما الصغير «إيثان ويلر » حول المائدة في انتظار قدوم الملك الشاب ليشاركهم وجبة العشاء..
لكن كالعادة، تغيّب فيكتور عن الطعام و اختفى من القصر هذه الليلة أيضا، فأثار ذلك غضب أناليز و غرست شوكتها بالطاولة محدثة رجفة عنيفة لدى زوجها و ابنها، قائلة و الغيظ قد أخذ منها كل مأخذ :
– إنّه يتجنبني !! أنا متأكدة من أنّه يتجنبني !!
فتدخل رايلي بنبرة هازلة مستهترة و قد حمل سكينه و شوكته :
– لا بد و أنّه يفعل ذلك عمدا، فأنت لا تتوقفين عن التحدث في أمر الزواج كلما لقيك في طريقه، دعينا نتناول الطعام و حسب و أتركيه يعيش بسلام.
حملقت به آنا و أشارت بإصبعها آمرة :
– أعد الشوكة و السكين مكانهما، يجب أن تتحلى بالصبر !
امتثل رايلي لأمرها و كشر مخاطبا ابنه الصغير :
– منذ أن تزوجتها صارت وحشا مفترسا.. أنا خائف !
زفر إيثان و هزّ رأسه موافقا، ثم حدق بأمه قائلا ببرود :
– إعذريني أمّي، لطد أوطفتِني عن تناول العشاء طبلا عدة مرات، و الآن لطد قفح الكيل، فأنا سآكل و لن أستمع إليك هذه المرة.
زفرت أناليز و وبخته قائلة :
– كم مرة أعيد و أقول أن القاف لا تنطق طاء و الطاء لا تنطق قاف !!
تدخل رايلي :
– لا تصرخي في وجهه عزيزتي، سيكون قادرا على التمييز بينهما قريبا، كوني ليّنة .
– لـ..لينة !! ألست لينة الآن ؟ ألم أكن دائما لينة ؟؟ اللين جعله يقلب الأمور رأسا على عقب، ظننت أنه عندما توقف عن نطق السين عين و العين سين بأنه سيتكلم بشكل سوي لكن أنظر إليه !!
– عزيزتي ؟ لا تكوني قاسية أرجوك، ما يزال صغيرا ..
ترك إيثان ملعقته جانبا و قفز من كرسيه مخاطبا والده بعينان باردتان :
– لا تطلط أبي، لطد توطفت عن الإستماع إليها كما نصحتني، إسمح لي الآن بتناول قعامي في غرفتي.
صاحت آنّا :
– يا ولد !! تعال إلى هنا !!
ثم حدقت برايلي مستفسرة :
– ماذا يقصد بالنصيحة ؟ هل تحرضه على تجاهلي !!
– أبدا، أبدا ..
– رايلي أنت تساهم في جعله يكرهني !!
– غير صحيح عزيزتي ! كل ما في الأمر أنني أخبرته بأنك تشعرين بالقلق تجاه أخيكِ فيكتور و لهذا أنت غاضبة على الدوام، ألم يحن الوقت في أن تتركي أمر فيكتور للقدر حبيبتي ؟ أرجوك، أريحي عقلك قليلا و فكري بنفسك فأنت لا تنامين جيدا هذه الأيام..
– حقا ؟ .. آه رايلي، أنا بالفعل أشعر بحمل ثقيل في قلبي.. أخشى أن يعيش أخي وحيدا إلى الأبد .. إنه يحتاج إلى صدر حنون ..
استوى رايلي و مشى باتجاهها ثم سحب كرسيا و جلس بمحاذاتها، فأمسكت بيده بقوة و حدقت به قائلة بحزن :
– إنّه لن يتخطى صدمة صوفيا بسهولة، لقد سبق و فقد حبيبته الأولى كذلك، أنا أعلم حجم ألمه عزيزي، أرجوك.. ساعدني.. فأنت عشت مع فيكتور طويلا و تعرفه أفضل مني ، ألا يوجد حلّ ؟
– لكن حبيبتي، ألا ترين بأن تدخلك في أموره جعل ذلك أكثر صعوبة ؟
– ماذا تعني ؟ أتركُه إذن ؟؟
– ليس هكذا.. أقصد ..
تردد رايلي في البداية، لكنه ابتسم قائلا :
– كما تعلمين، فيكتور ذكي جدا و هو يعلم بأنك تراقبين كل حركاته و ترسلين إليه الفتيات النبيلات في هيئة خادمات .. إنه يعلم بأنك أيضا تتبعينه بنفسك إلى تلك الحانة متنكرة في ثوب رجل، كما يعلم بأنك تدبرين له اللقاءات المزيفة و تقيمين حفلات كثيرة من أجل ذات الغرض..
بقي فم أناليز مفتوحا، ثم قالت ببراءة :
– كيف عرف كل ذلك ؟
شكت في أمر زوجها و وبخته بنظرة حادة:
– هل أنت من أخبره أيها !!!
– لا، لا .. لست أنا.
– إذن من يفعل ذلك ؟ كيف عرف بأني ألاحقه و أرسل إليه الفتيات ؟
– حبيبتي …. أنت من فضحتِ نفسك بنفسك، الأمر جلي و وااااضح جدا بأنك من تثير المشاكل .. أقصد بأنك من تدبرين لزواجه طوال أربع سنوات..
نفخت شفتيها و تذمرت :
– اللعنة !! .. يبدو و أنني قد استنفذت كل مخططاتي ..
ثم حدقت بزوجها بعيون لامعة متوسلة، فأطلق تنهيدة حارة و قال :
– حسن.. سأساعدك..
– حقا !!!! كيف ؟ ألديك خطة !!
فرك رأسه ثم قال :
– يجب أن يكون للملك خدم مخلصين كما تعلمين، يعتنون بأدق تفاصيل حياته و يساعدونه في عمله إن لزم الأمر. لذلك، أعتقد بأنّي قادر على إقناعه بترك الأمر لك و إختيار وصيفات من النبلاء ليقوموا بتلك المهام.. فكما أعلم، فيكتور رفض دخول الخدم إلى مكتبه و جناحه، لكنه يسمح لبعضهم بتنظيف الفوضى أثناء غيابه و حسب.
صفقت أناليز و قد أشرق وجهها و ابتسم ثغرها و صاحت :
– لما لم أفكر في هذا من قبل !!
ثم أمسكت بوجه رايلي و انهالت عليه بالقبلات و غادرت مسرعة ، فتمتم هازلا :
– الحمد لله، أستطيع تناول الطعام الآن …
———-
وضعت آنّا قائمة طويلة لأسماء النبلاء، قد ساعدتها وصيفتها غابرييللا في إعدادها، لكنها لاحظت أسماء فتيات كثر قد سبق و دعتهم لمثل تلك المهمة، فقالت :
– أيتها الوصيفة غابي، ما رأيك بهذه الأسماء ؟ ألا تعتقدين بأن فيكتور سيتعرف عليها ؟ فقد سبق و دعوناهم لنيل إعجاب أخي.
– هذا ما أردت إخبارك به سموك..
– إذن.. ؟
– يجب أن نمحوها جميعها، تلك الأسماء.
– لكنها !! إنها أسماء أفضل العائلات النبيلة بالمملكة.. ماذا نفعل ؟
– لا أعتقد بأن جلالته سيهتم بخلفية الفتاة بعد الآن سموك .
– ماذا تعنين ؟
– أقصد.. لا يهم الآن إن كانت الفتاة التي ستشاركه حياته من أصل نبيل عريق أو من عائلة فاحشة الثراء.. المهم الآن هو قدرتها على إيجاد مفتاح قلبه المغلق سموك .
وافقتها أناليز و قالت :
– معك حق، بعضهن لم يعجبنني صراحة.. لكن اضطررت لاستخدامهن نظرا لجمالهن و مظهرهن الأنيق.. معتقدة بأنهن سيجذبن إهتمامه.
– صحيح، كان ذلك خطأ، سموك. و الآن، هلا أعدتِ النظر بالقائمة ؟ من تبقى يا ترى ؟
حدقت أناليز بالورقة المستقرة بيدها و أمعنت النظر، فوجدت بأن ثلاث عائلات فقط لم تُستدعى إلى قصر شالتون بتاتا، الأولى هي عائلة الماركيز ويليامز و هي عائلة تشتهر بتجارتها الناجحة في البلاد و لكنها لا تحمل قوة كافية قد تدعم الملك في السياسة، أما الثانية فهي عائلة الكونت إلايجا سميث الأجنبي الأصل و الذي حصل على منصبه إثر حياة الملك إدوارد الثالث ، بفضل الفرسان المخضرمين الذين عملوا في جيش الملك منذ القِدم، و أما العائلة الأخيرة فهي عائلة ميرفي، و هي الأقل شهرة بسبب سمعة الكونت السيئة و خسارة نصف ثروته في المقامرة و فضائحه المنتشرة بالجرائد.
زفرت آنا و قالت :
– لا يوجد حل آخر، فقد قال رايلي بأنه علي إختيار ثلاث وصيفات للأمير على الأقل ، لذا حاولي استدعاء كل الفتيات اللاتي ينتمين إلى عائلة : ويليامز، سميث و ميرفي .. و سأختار أنا من يصلح لهذه المهمة .
تذكرت غابرييللا شيئا و سرعان ما تدخلت :
– آه .. الحقيقة بأن عائلتي سميث و ويليامز لم يخلفا سوى الذكور .. و هذا يعني أننا سنضطر لدعوة ابنة السيد ميرفي الوحيدة ..
شهقت آنا و صاحت :
– ماذا !!! ماذا تقولين !! إنّها أسوء عائلة .. لا يمكن أن نعتمد عليها !
انحنت غابرييللا معتذرة :
– آسفة سموك.. أعتقد و أنه علينا توسيع بحثنا خارج مدينة شالتون إذن..
أمسكت آنا جبينها و أطلقت تنهيدة يائسة :
– لا يوجد حل سوى ذلك و لكن سيستغرق وقتا طويلا لوصولهن و لا بد أن رايلي قد حدثه في الأمر… أنا أعرف فيكتور، إنه قليل الصبر و سوف لن يمنحني الوقت بتاتا !!
خطرت فكرة ببال غابي و تدخلت :
– إذن، نستطيع إستعمال ابنة ميرفي إلى حين وصول الأخريات !
– كيف ذلك ؟؟
– سهل جدا ! سنطلب منها إخفاء وجهها !!
وقفت آنا و قالت بحماس :
– غابرييللا أنت أروع وصيفة في الدنيا !!!!
يتبع ….
———–
ملاحظة : لمن لا يعرف قصة أناليز أنصحه بقراءتها حتى لا تختلط عليه الأمور ، فالكثير من الشخصيات في الجزء الأول سترونها هنا. لكن إن كنتم فقط راغبين في قراءة هذه الرواية فلا بأس، فالأحداث واضحة و ليست معقدة.
شخصية فيكتور
أراكم في الحلقة الأولى 🤗
3,404 اجمالى المشاهدات, 4 اليوم