تبرز حلبة لوسيل الدولية، كواحدة من أكثر حلبات سباقات السيارات صعوبة وإثارة في العالم عامة والشرق الأوسط خاصة، بعد إعادة بنائها وفقا لمعايير عالمية تعكس التفرد، وتجمع بين تراث قطر وأحدث مظاهر التطور والرفاهية العصرية.
عشرة شهور فقط كانت كافية لإنجاز مشروع تطوير حلبة لوسيل، التي افتتحت لأول مرة في 30 سبتمبر عام 2004، وتعد واحدة من أبرز حلبات العالم كونها الوحيدة في المنطقة التي حازت على ترخيصي التجانس من الاتحاد الدولي للسيارات والاتحاد الدولي للدراجات النارية، فضلا عن أنها الوحيدة في العالم التي تستضيف سباقا ليليا في تاريخ سباقات بطولة العالم للدراجات النارية وذلك منذ عام 2008.
الحلة الجديدة التي ظهرت عليها حلبة لوسيل ستجعل منها مكانا مثاليا لاستضافة أبرز سباقات السيارات والدراجات النارية وفق أعلى المعايير الدولية، وترتقي بها إلى مصاف الوجهات الرياضية العالمية المتفردة، خاصة في ظل استضافتها لسباقات الفورمولا-1، إحدى أضخم الفعاليات الرياضية على مستوى العالم، خلال السنوات العشر المقبلة.
وانطلقت الأعمال الإنشائية لحلبة لوسيل في ديسمبر الماضي بواسطة هيئة "أشغال" من أجل تطوير مضمار الحلبة وإنشاء بنية تحتية تتمثل في مبان رئيسية ومدرجات ومرافق وفق أعلى المواصفات العالمية والاشتراطات الدقيقة الخاصة بالفورمولا-1، وتتماشى مع استضافة الدوحة لأبرز حدثين عالميين في رياضة السيارات والدراجات النارية، حيث تعد قطر الدولة الوحيدة في المنطقة التي تستضيف إحدى جولات بطولة العالم للدراجات النارية الموتو جي بي منذ عام 2004، وإحدى جولات بطولة العالم للفورمولا- 1 منذ 2021.
وخلال المشروع تم تطوير مضمار سباق حلبة لوسيل الدولية الذي تبلغ مسافته 5.38 كيلو متر، ويضم 16 منعطفا، من خلال إعادة رصفه ورسم العلامات الأرضية وتوفير أرصفة جديدة وتركيب حواجز وعناصر السلامة وأنظمة الإنارة، فضلا عن تنفيذ أعمال التجميل حول المضمار، وتركيب 85 شاشة إلكترونية خارجية في جميع أنحاء المشروع تصل مساحتها الإجمالية إلى 6,848 مترا مربعا.
وشملت أعمال المشروع توفير 6 مناطق مختلفة للجماهير بطول الحلبة تتسع لـ 40,000 متفرج، بالإضافة إلى مواقف لاستيعاب 15 ألف سيارة، وكذلك تطوير الطرق المحيطة والداخلية وتحسين البنية التحتية للحلبة والمرافق المرتبطة بها، فضلا عن إنشاء ثلاثة أنفاق جنوب وشمال حلبة لوسيل وإنشاء نفق للمشاة.
كما تم تنفيذ عملية تشجير واسعة بمساحة 180 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، بما في ذلك زراعة 2,577 شجرة وما يقرب من 27,000 نوع آخر من الشجيرات والنباتات العصارية والمورقة.
وتضمن المشروع أيضا مبنى ورش الصيانة الخاصة بالفرق، والذي تم إنجازه بالكامل من القطع الفولاذية بمساحة 2,470 مترا مربعا وارتفاع 14 مترا، بالإضافة إلى الهياكل الفولاذية لتثبيت الشاشات العملاقة عليها في مختلف مناطق المشروع.
وشمل المشروع تنفيذ عدد من المظلات الفولاذية الضخمة الموزعة في أنحاء الحلبة ومنطقة البادوك لتضيف مظهرا جماليا في المناطق المكشوفة، كما تم إنشاء مظلة للسلالم المتحركة مزودة بشاشة عملاقة على الجهة السفلية للمظلة.
كما تم تنفيذ أعمال واسعة لإنشاء مبان جديدة ومرافق لتحسين تجربة المتسابقين والمشجعين والمنظمين، وهي : إنشاء المباني الرئيسية الجديدة وتتضمن مبنى تجهيز سيارات السباق، ومبنى الضيافة، والمركز الإعلامي، والمركز الطبي، ومبنى التعليق، ومبنى الإدارة، ومبنى كبار الشخصيات، والمجلس.
وتوفر التجديدات الشاملة في حلبة لوسيل الدولية، تجربة استثنائية للسائقين والفرق والمشجعين بداية من سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا-1 المقرر من 6 إلى 8 أكتوبر الجاري، ومن ثم في سباق جائزة الخطوط الجوية القطرية الكبرى قطر للموتو جي بي 2023، خلال الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر القادم.
كما ستستضيف الحلبة السباق الافتتاحي لموسم بطولة العالم لسباقات التحمل لعام 2024 والذي سيحمل اسم "قطر 1812" وذلك بعد أن وقع الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية عقدا لمدة ست سنوات مع شركة بطولة /لي مانز/ للتحمل لتكون قطر الدولة الثالثة عشرة التي تستضيف سباقات بطولة العالم للتحمل منذ انطلاق هذه السباقات في عام 2012.
تتميز حلبة لوسيل الدولية بكونها رائدةً في مجال رياضات السيارات والدراجات النارية في قطر، حيث إنها حاصلة على رخصة حلبة من الدرجة الأولى من الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) ورخصة حلبة من الدرجة الممتازة من الاتحاد الدولي للدراجات النارية (FIM).
وقد عززت الحلبة بشكلٍ مطرد من باقة الفعاليات الدولية الكبرى لرياضات السيارات والدراجات النارية التي تنظمها، حيث استضافت الجولة الوحيدة من سباقات الجائزة الكبرى التي أقيمت في منطقة الشرق الأوسط ضمن بطولة العالم للموتو جي بي منذ عام 2004.
وفي شهر نوفمبر 2021، استضافت الحلبة سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 ، فضلاً عن التزامها باستضافة هذا السباق في قطر لمدة 10 سنوات قادمة وحتى عام 2032.
تستضيف الحلبة لمدة ست سنوات متتالية بطولة العالم لسباقات التحمل التي ستنظم للمرة الأولى في قطر تحت اسم "قطر 1812" وستقام منافساتها خلال الفترة من عام 2024 إلى عام 2029، وهو ما يعني أن جميع الفعاليات الثلاث الكبرى في رياضة السيارات والدراجات النارية العالمية ستقام الآن على الحلبة.
وتعزز التحسينات الأخيرة التي أُدخلت على الحلبة، مثل تحديثات التكنولوجيا المبتكرة لمراكز التحكم في السباق ووسائل الإعلام والمراكز الطبية، ومناطق الصيانة الجديدة، ومناطق المشجعين الموسعة، من طموح الحلبة في توفير تجارب لا تنسى لعشاق رياضات السيارات والدراجات النارية.
وتواصل حلبة لوسيل الدولية دعم دولة قطر في توسيع قائمتها المرموقة من أهم فعاليات رياضات السيارات والدراجات النارية العالمية التي تستضيفها وتسعى إلى أن تكون نموذجا للضيافة القطرية المثالية والبراعة المطلقة في الترحيب بالمشجعين والمتسابقين والفرق من جميع أنحاء العالم.
وبسبب اهتمام قطر بالصحة والقوة الجسدية، تستضيف حلبة لوسيل الدولية أنشطة وفعاليات رياضية واجتماعية عديدة متعلقة بالصحة واللياقة بالتعاون مع هيئات ومؤسسات رسمية وخاصة لتمكين المجتمع من ممارسة الرياضة مجانا على أرض الحلبة.