تجارة ناشئة في أميركا.. قصص مصورة أبطالها مسلمون

by dannypride
5 minutes read

0
(0)

نيويورك – “تحت حجابي” (Under My Hijab) عنوان لقصة مصورة للأطفال للكاتبة الباكستانية الأميركية هنا خان، تظهر فيها طفلة تعبر عن فخرها بمجموعة من النساء المحجبات في محيطها، جدتها بمخبزها، والدتها الطبيبة في عيادتها، خالتها بمرسمها، وأختها في مدرستها، ومعلمتها برحلة في الغابات، وغيرهن.
وتقول خان صاحبة سلسلة كتب عديدة للأطفال واليافعين للجزيرة نت إن هدفها من “تحت حجابي” كان الاحتفال بالنساء والفتيات اللاتي يرتدين الحجاب، والمساعدة في إزالة الغموض عن هذه الممارسة الدينية لدى الكثير من الأميركيين وغيرهم.
هذه القصة وغيرها، بحسب تقرير الصحفية مي ملكاوي لـ”الجزيرة نت” من نيورورك، لاقت رواجا كبيرا بين مسلمي أميركا، حيث برزت مؤخرا حركة إنتاج واضحة لكتب أطفال كتابها مسلمون أميركيون، ومحتواها يمثل المسلمين بتقاليدهم وأشكالهم وحتى بأسمائهم.
ومن أبرز كتب هنا خان قصة لشخصية قصصية معروفة لقرد صغير فضولي يحبه الأطفال، يدخل إلى بيت طفل مسلم ويعيش معه شهر رمضان بمرح وسلاسة، فكانت قصة “It’s Ramadan Time, Curious George”، هذا الكتاب -الذي صار الراعي الأصيل لرمضان عند العائلات المسلمة الحديثة بأميركا، وتقول هنا إنها لا تكتب للأطفال المسلمين تحديدا بقدر ما تكتب قصصا بشخصيات مسلمة تمثلهم.
ويمكن شراء تلك الكتب عبر مواقع متعددة، مثل أمازون وآباي وغيرها في الولايات المتحدة وخارجها، كما أصبحت المكتبات العامة لا تخلو من القصص الإسلامية المحتوى أو قصص يحوي شخصيات مسلمة لكافة الأعمار.
وقد بدأت شيرين مجر -وهي مصرية وأم لولدين وبنت تعيش في ولاية كونيتيكت- في شراء الكتب باستمرار لرغبتها في الحفاظ على هويتهم، وتؤكد للجزيرة نت أنها بدأت تركز على محتواها أكثر، فرغم شرائها للكثير فإن ابنتها فضلت مجموعات بعينها “شدت ابنتي مجموعتان فقط مما اشتريت: زيدو بوتيتو وياسمين، لأنها ليست إسلامية بشكل مباشر بل فيها لمحات بسيطة، مثلا تقول الأم لابنتها في القصة: انتظري حتى أرتدي حجابي قبل أن نخرج، كما أن شخصياتها تشبهنا كثيرا”.
أما دعاء إمام -وهي أم لثلاثة أبناء- التي اتجهت لاقتناء هذه الكتب بهدف الحفاظ على هوية أبنائها بموازاة الثقافة الأميركية فتقول للجزيرة نت “أكثر ما جذب أبنائي سلسلة “نور كدز”، وفيها اشتراك شهري يرسل قصة إلى البيت، وتناسب حتى سن عشر سنوات”، لكن الأهم برأي دعاء أن يقبل الأهالي في أميركا على شراء هذه الكتب وعمل مكتبة بيتية لأطفالهم.
وعبرت بسمة جاسم -وهي عراقية أميركية وأم لثلاثة أطفال- عن سعادتها برؤيتهم يرون أنفسهم في القصص “بنفس طريقة حياتهم ومسجدهم وبشخصيات تشبه بابا وماما، كما أن ابني يفرح كثيرا عندما يرى شخصية تحمل اسمه”.
وتجد بسمة أن هناك تنافسا في إنتاج الكتب، لكن أطفالها يفضلون قصصا مصدرها بريطانيا وليس أميركا، وتقول “سعيدة بوجود كتب لغير مسلمين صاروا يدخلون شخصيات مسلمة في قصصهم، فتجد مثلا شخصية طفلة محجبة أو طفل اسمه عربي مسلم لكنها لا تتحدث عن الإسلام أبدا، هي مجرد قصة اعتيادية، وهذا شيء رائع ومؤثر جدا على أطفالنا وهويتهم”.
وأسست الكاتبة رندة تفتاف -وهي سورية أميركية- مع زوجها مازن غلاييني لبناني أميركي مؤسسة رمانة للنشر، حيث أطلقا سلسلة قصص باسم طفلهما زيد لاقت رواجا جيدا، وفق ما تقول رندة للجزيرة نت.
“Zaydo Potato A Muslim Superhero” وعناوين أخرى كتبت فيها رندة مغامرات طفل مسلم، وتقول “أردنا تعزيز هوية ابننا زيد من خلال قصص تشبهه لأنني أعرف شعور الإقصاء، واقترحنا أن نعالج ذلك بفكرة الأبطال الخارقين”.
وتظن رندة أن سوق الكتب الإسلامية ازدهر فجأة منذ العام 2015، وهذا شيء ممتاز، إذ صارت على أرفف المكتبات كتب تمثل المسلمين، بعض الكتب الجديدة مذهلة، لكن هناك كتب لا تتبع معايير الصناعة أو ليست مثيرة للاهتمام، ربما يستغرق التطور بعض الوقت والتجارب والأخطاء.
وترى كاتبة قصص الأطفال الباكستانية طيّبة سيد صاحبة كتاب “ذا بلسد باناناز” أن سوق كتب الأطفال الإسلامية الطابع توسع ونما بسرعة كبيرة، حيث يجد الأطفال الأميركيون المسلمون شعورا بالانتماء والقبول من خلال المزيد من الكتب التي يسهل الحصول عليها، مؤكدة على نجاح كتابها، وهي بصدد إصدار الطبعة الثالثة منه.
ورغم النجاح النوعي الذي بدأ يظهر فإن هناك تحديات لدى هؤلاء الكتاب، أغلبها مادي، إذ تؤكد هنا خان أن النشر ليس طريقا للربح “أنا ما زلت مدعومة بشكل أساسي من زوجي، من يبحث عن الثروة فطريقه ليست كتابات الأطفال، افعل ذلك لأن لديك قصة ترويها، ولأنك متحمس لها فقط”.
وتتفق معها رندة تفتاف بقولها “لم يكن هدفنا الربح من وراء الكتابة رغم أننا بعنا النسخ الورقية كلها، أنا وزوجي لسنا متفرغين لهذه الشركة، ورمانة للنشر ليست مربحة بما فيه الكفاية لكي أترك عملي”، كما استاءت رندة من قضية انتهاكات حقوق الطبع والنشر بعمليات نسخ الكتب بدون إذن، وتقول إنه صراع حقيقي في عالم النشر.
بينما تقول خان عن تحديات النشر “الجودة تطورت بشكل كبير، بالنهاية النشر هو تجارة، فإذا كان الكتاب لا يباع فإن الناشر سيتوقف عن إنتاجه، نحن بحاجة للمزيد من الكتب عن المسلمين، وأنا سعيدة بالكم الجيد من القصص التي تنتج، فنحن بحاجة إلى المزيد من التمثيل لدحض الروايات السلبية عن المسلمين”.
إنتاج الكتب ذات الشخصيات المسلمة هو جزء من توجه عام لمزيد من التنوع العرقي والديني بالكتب في أميركا، ويبدو أن الأمر أصبح مؤسسيا أكثر بظهور منظمة “نحن بحاجة لكتب متنوعة”.
وتقول رئيسة ومؤسسة المنظمة إلين أوه للجزيرة نت “منظمتنا غير ربحية وشعبية لمحبي كتب الأطفال، وهي تدعو لإجراء تغييرات جوهرية في صناعة النشر وتعزيز الأدب الذي يعكس ويكرم حياة جميع الشباب، وهدفنا ليس فقط أن يرى كل طفل نفسه في الكتب التي يقرؤها، بل يجب أن يقرأ كل طفل عن الآخرين المختلفين عنه”.
وافتخرت أوه بنجاح كتّاب مثل هنا خان وعائشة سعيد، وتقول “عندما نشرت منظمة “سلام ريدز” كتب كارونا رياز كنت متحمسة جدا لأنها كاتبة مسلمة موهوبة رأيتها تتحول إلى مؤلفة مشهورة، وعندما اعتلى كتاب “سميرة أحمد” في قائمة “نيويورك تايمز” أحرجت أطفالي حرفيا بالصراخ في أماكن عامة، كل هذه الكتب التي رواها كتاب مسلمون هي الكتب التي يحتاجها الأطفال في المجتمع.
وترجع أوه سبب اهتمام صناعة النشر بالأطفال لسببين، أولهما أن المحررين والوكلاء والكتاب يرون أهمية التنوع ويجعلونه أولوية، وثانيهما أن هذه الكتب تظهر أنها يمكن أن تنجح أو تفشل تماما مثل الكتب التي كتبها مؤلفون من البشرة البيضاء. – (الجزيرة نت)

Loading

ما مدى تقيمك ؟

انقر على نجمة لتقييم ذلك!

متوسط التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه الرواية.

كما وجدت هذه الروايه جيده ومفيده ...

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي!

هل تبحث عن المزيد؟

Leave a Comment

اهلا وسهلا بحضراتكم