العجز عن إتمام عملية البناء في ليلة الزفاف لا يشترط أن يكون سببها الجن أو غيره ،فقد ترجع إلى عامل نفسي، أو طبي ، والواجب مراجعة طبيبة النساء ، ولا يلجئ إلى السحرة والدجالين ، مع الاستعانة بالله تعالى .
يقول الشيخ ابن باز مفتي السعودية الأسبق رحمه الله :
هذا العمل منكر وخطأ وغلط وتلبيس على الناس لا وجه له ولا أساس له من الصحة بل الواجب على من أحس بشيء من غضب أن يتعوذ بالله من الشيطان حتى يهدأ غضبه ويشرع له الوضوء كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الشيطان خلق من النار والنار تطفأ بالماء ، والغضب من الشيطان فالمؤمن يفعل الأشياء الشرعية من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويتوضأ .
كذلك من أسباب إطفاء الغضب أن يجلس إن كان قائما أو يضطجع إن كان قاعدا أو يخرج من المحل حتى يهدأ الغضب .
أما ما يعمله بعض المشعوذين من تلطيخ الرؤوس بالزيت أو بالدم أو بدم الدجاجة إلخ فهذا لا أصل له وكله غلط وتلبيس وخداع ، وإن كان القصد بذبح الدجاجة التقرب للجن فذلك شرك أكبر ، ففي الحديث الصحيح : لعن الله من ذبح لغير الله والله يقول سبحانه : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ( يعني ذبحي ) وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ويقول تعالى : إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ والنحر هو الذبح .
فالواجب أن يعرض الزوجين عن المشعوذين ويبتعدوا عنهم وينصحوهم ، فإن لم ينتصحوا ويتبوا إلى الله سبحانه وتعالى رفع أمرهم إلى المحكمة الشرعية ، أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو إلى الجهة المختصة إن لم يكن في البلد محكمة شرعية أو هيئة أمر بالمعروف ليحضروهم ويخبروهم بخطئهم ويمنعوهم من العلاج المخالف للشرع المطهر .انتهى
و يقول مسعود صبري الباحث الشرعي بكلية دار العلوم :
إذا عجز الزوجان عن إتمام اللقاء الأول بينهما في الزواج، فيجب النظر في سبب هذا الأمر ، فقد يكون راجعا – في الغالب – إلى قلة الخبرة ، وعدم علم الزوجين بما يتم في ليلة الزفاف ، فينجم عن ذلك إحباط نفسي ، فإذا حاول مرة أخرى ، وهو متأثر بهذا الإحباط زاد الأمر سوء، مما يؤدي إلى صعوبة إتمام العملية إلا بعد الانتهاء من حالة الإحباط .
وقد يكون الأمر ناشئا عن طبيعة غشاء البكارة للزوجة ، لأن غشاء البكارة أنواع ، فيجب مراجعة الطبيبة في هذا.
أما إن ثبت طبيا أنه ليس هناك ما يمنع ، وأن الأمر لا يرجع إلى العامل النفسي ، وغلب على الظن أنه ما يعرف بالربط، فسبيله حسن الالتجاء إلى الله تعالى ، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء، مع أخذ بعض ما يمكن من أدوية لتسهيل عميلة فض غشاء البكارة.
يقول الدكتور عمرو أبو خليل أخصائي الطب النفسي بالأسكندرية بمصر :
يجب التنبيه إلى وجود نوع من الأغشية يسمى الغشاء المطاطي، وهو لا يتمزق حتى مع العملية الجنسية، ويحتاج إلى تدخل طبيبة النساء والتوليد للكشف عنه، وأحياناً يستدعي التدخل الجراحي البسيط لتمزيقه. انتهى
أما الالتجاء إلى السحرة أو الدجالين أو النصابين ، فهذا لا يجوز ، للنهي الوارد عن إتيانهم ، وما يفعلونه من أمور شركية .