مقدمة عن القصة
تعتبر قصة كفاح الفقراء بأنها قصة للاطفال قبل النوم وتحكي عن فتاة شابة تجبرها الظروف للخروج إلى العمل بعد مرض والدتها فماذا حدث معها أثناء كفاحها وما الذي وصلت إليه في هذه القصة التي تعد قصة تربوية للاطفال.
القصة
في قديم الزمان كانت تعيش أم وابنتها في إحدى القرى وكانت هذه العائلة فقيرة وتسكن في كوخ صغير وكون الأم هي المعيل الوحيد لهذه الأسرة كانت تحصل على القليل من المال مقابل العمل كخادمة في عدة منازل.
وفي يوم من الأيام مرضت هذه الأم وكان على البنت أن تعتني بأمها وتتحمل العديد من المسؤوليات وأصبح كل شيء على كاهلها.
الفتاة الشابة المعروفة باسم قمر كانت فتاة جميلة وجذابة ونشيطة جدا كما كانت تقوم بكل أعمال البيت عندما تكون أمها خارج المنزل.
وحين مرضت أمها اضطرت قمر هي للعمل ولم يكن لديها أدنى فكرة كيف ستجلب المال؟
ذهبت قمر إلى الغابة وجمعت بعض الحطب وحزمت الحطب وعادت إلى القرية وباعت هذا الحطب واستخدمت المال العائد من بيع الحطب لعلاج أمها.
وفي تلك الغابة كان يعيش شبحان على أحد الأشجار وفي يوم من الأيام مر حكيم بالغابة وقال للأشباح :- إذا ساعدت الأشباح الناس يمكن لهم أن يعودوا أشخاص عاديين ويتخلصون من الذنوب السابقة.
اقتنع الشبحان كلام الرجل الحكيم فانتظرا قدوم الناس الأخيار وفي الوقت ذاته كانت قد وصلت قمر إلى الغابة فشاهد الشبحان أن قمر تعاني وهي تجمع الحطب فقرر أن يساعدها.
وفي اليوم التالي قال الشبح الأكبر للشبح الأصغر :- ستأتي تلك الفتاة الصغيرة اليوم إلى هنا لتجمع الحطب وسوف أساعد تلك الفتاة وأتخلص من ذنوبي السابقة.
فقال الشبح الأصغر :- لا اعلم أن هذا العمل كافي في تصفية الذنوب أم لا ولكنني سوف أساعد تلك الفتاة أيضا وسوف أصبح بشري مهما كلف الأمر.
ثم قام الشبحان بجمع الحطب وحزمه قبل قدوم الفتاة وعندما أتت قمر رأت حزم الحطب في ذلك المكان فقالت بحزن :- لا بد أن أحدا ما قد جاء إلى هنا وقام بجمع كل هذا الحطب قبلي.
فبدأت بالبحث تحت الأشجار عن الخشب الجاف ولكنها لم تجد شيئا.
أصيبت قمر بالإحباط وعادت إلى البيت من دون أن تجلب الحطب فكرت ماليا في الأمر واعتقدت أنه من الصعب جمع المال الكافي عن طريق بيع الحطب لأن أحد ما جمع الحطب قبلها لذلك فكرت قمر بطريقة أخرى لكسب المال.
وفي اليوم التالي وبينما هي تمشي في شوارع القرية رأت امرأة عجوز تجلس أمام بيتها وتقوم بربط الأزهار مع بعضها لتصنع إكليلا من الزهور وكانت هناك سلة مليئة بالزهور بجانب المرأة وبينما كانت المرأة تصارع نفسها لتربط الزهور لأنها فقدت السيطرة على يديها لذلك تهتز يدها لكبر عمرها.
شاهدت قمر ذلك فذهبت إليها وقالت :- لماذا تتعبين نفسك هكذا؟ يمكنني صنع إكليل الزهور لك وفي المقابل تعطيني بعض المال الذي تستطيعين دفعه لي.
شعرت العجوز بسعادة وقالت :- حسنا إذا قمت بربط العديد من أكاليل الزهور وبيعهم سأعطيك نصف المال.
ثم قامت العجوز بتعليم قمر كيفية ربط الزهور وصنع الإكليل ثم دخلت إلى بيتها لتقوم ببعض الأمور وبعد ذلك بدأت قمر بصنع أكاليل الزهور.
ولأن قمر لم تذهب إلى الغابة فكر الشبحان بأنها لم تفهم المساعدة التي قدماها لها فقررا أن يساعداها في أي شيء آخر وبدأوا في البحث عنها في كل مكان وعندما رأوا قمر تجلس خارج المنزل وتقوم بربط الأكاليل.
جلس الشبحان بجانبها وساعداها في أن كلما تأخذ وردة من السلة يقوم الشبحان بوضع وردة أخرى وبعد فترة خرجت المرأة العجوز وشاهدت أن كمية الزهور في السلة لم تتغير.
فقالت العجوز بغضب :- ألم تتعلمين كيفية ربط أكاليل الزهور؟ لماذا السلة لا تزال مليئة بالزهور كما تركتها.
هكذا قالت العجوز بغضب شديد فقالت قمر :-
جدتي انظري هنا لقد ربطت الكثير من الأكاليل إلى الآن ثم قدمت للعجوز أحد الإكليل الطويل التي كانت قد ربطته.
وحين نظرت العجوز إلى السلة التي لا تزال تحتوي على نفس كمية الأزهار قالت :- ما هذا؟ كيف ولا زالت كمية الزهور هي نفسها حتى بعد أن قمت هذه الكمية، هذا مدهش شيء غريب حقا، أأنت ليست بشرية أم ماذا؟ ما قمت بربطه هو كاف توقفي وارحلي الآن.
هكذا حاول الشبحان أن يساعدوا قمر للمرة الثانية ولكنهم فشلوا وقد حزنت قمر قليلا ولكنها قررت بيع الألعاب الطينية التي كان يصنعها والدها في البيت حيث كانت هذه مهنة والدها قبل أن يموت وبعد موت والدها كانت قوالب الألعاب مرمية بإهمال في البيت، قامت قمر بجمع بعض الطين وسكبت عليه الماء وبدأت بصنع الألعاب أمام منزلها.
فكر الشبح الأصغر أن يساعد قمر مرة أخرى فتحول ذلك الشبح على هيئة ببغاء وذهب إلى منزل أحد تجار العقارات في تلك القرية وقام بجلب قطعة ثمينة من الألماس والتي كان يحتفظ بها تاجر العقارات في منزله.
قام الشبح بوضع قطعة الألماس في الطين وحينها جلبت موني قالب على شكل الفيل من بين القوالب ولم تنتبه إلى قطعة الألماس في الطين وسكبت الطين في القالب وصنعت لعبة على هيئة فيل وبعد ذهبت إلى القرية لبيع تلك اللعبة.
وعندما كانت قريبة من بيت تاجر العقارات طلب أولاد التاجر من والدهم أن يشتري لهم لعبه فاشترى اللعبة مقابل درهم واحد وبعد ذلك انتبه التاجر أن قطعت الألماس قد فقدت وفي الحال قام التاجر بتفتيش جميع الخدم العاملين داخل البيت ولكن بدون فائدة ولم يجد شيء.
وفي نفس الوقت كان أبناء التاجر يتقاتلون من أجل لعبة الفيل الذي اشتراها لهم والدهم علي من سيلعب بها وبعد ذلك سقطت اللعبة علي الأرض وانقسمت إلى نصفين وتكسرت.
وكانت قطعة الألماس بين القطع المتكسرة فذهب تاجر العقارات إلى قمر وقال لها من أين حصلت على قطعة الألماس هذه؟ فقد كانت داخل اللعبة التي اشتريتها منك من قبل.
فقالت قمر :- سيدي أنا لا أعلم أي شيء عن قطعة الألماس هذه وقد صنعت هذه اللعبة منذ يومين ولم انتبه إن هذه بداخل الطين.
صدقها تاجر العقارات وقدم لها هدية وبعد ذلك أصبحت قمر خبيرة في صنع الألعاب الطينية وكسبت الكثير من المال وعاشت في سعادة مع أمها.
أما الشبحان اللذان كانا يعيشان في الغابة ولم يتخلصا من ذنوبهم بعد، فقال الشبح الأكبر :- لقد ارتكبنا الكثير من الذنوب في حق قمر ونحن نحاول أن نساعدها أظن أنه من الجيد أن نظل على وضعنا الحالي ونستمر في العيش هكذا لأنني أظن أنها ستكون كارثة إذا عدنا بشر ونحن بهذا الغباء وسوء الحظ.