شارع 7 | قصة جميلة | قصة الجندي المثابر

مقدمة عن القصة

 

قصة الجندي المثابر هي قصة جميلة تحكي عن لعبة جندي من صفيح بساق واحدة وتتعرض اللعبة لمواقف صعبة ولكن ما حدث في النهاية كان شيء غير متوقع فماذا حدث يا ترى هذا ما سوف نعرفه في القصة بالأسفل.

قصة جميلة | قصة الجندي المثابر
قصة جميلة | قصة الجندي المثابر

القصة

عاش ولد يدعى مانو مع والديه في منزلهم الكبير وكان مانو يعشق الألعاب ويمتلك الكثير منها فكلما نزلت لعبة للسوق اشتراها له والداية.

امتلأت غرفته بالدببة والدمى والسيارات وفي يوم أحضرت أمه صندوقا من الصفيح فقال لها مانو :- ما هذا يا أمي؟

فقالت الأم :- إنه لولدي الحبيب الجنود الصفيح والآن لديك جيشك الخاص وسوف يحمونك.

فقال مانو :- رائع جنود صفيح.

كانوا مائة جندي صغير من الصفيح وكان بينهم جندي صفيح واحد مختلف تماما فالتقطت مانو وقال :- ياه هذا المسكين له ساق واحدة.

 

فقالت الأم :- ياه لقد وضعوه خطأ بالتأكيد أنه معاب، سأعيده.

فقال مانو :- لا يا أمي ألم تخبريني أن الاختلاف لا يعني العيب والخطأ أبدا فقط أنه مختلف وسأجعله قائدا وسأسميه القائد صفيح البقية يشبهون بعضهم لن اسميهم ولن أعرفهم من بعضهم ولكنني سأعرف القائد صفيح أنه جندي مميز.

فقالت الأم :- أنت على حق يا ولدي الصغير بالفعل أنه ليس معابا بل هو مختلف فقط أنه مميز.

أحب مانو القائد صفيح وأبقاه على الرف وقال له :- أيها القائد صفيح ستقوم بحراسة جميع العابي وانا بعيد حسنا نحن فريق ولن نتخلى عن بعضنا.

فقالت الأم :- مانو العشاء جاهز.

 

فقال مانو :- حسنا أيها القائد أراك لاحقا.

أحب صفيح صاحبة وما إن أغلق مانو الباب دبه الحياة في الألعاب كلها وراقب صفيح الجميع وشاهد الباندا يمدد ظهره والزرافة الملقاة على الأرض وقفت ومدت رقبتها وأدارت الدمي رأسها إلى الأمام.

وبدأت اللعب تتكلم وتضحك مع بعضها البعض ولكن لم يعد صفيح يسمعهم فقد علقت عيناه بشيء لامع بعيد حيث كانت راقصة باليه من الورق تقف في قلعة كبيرة وترتدي ثوبا به أشكال لامعة ويتوسطه قلب احمر لامعا ذو بريق خاص.

كانت ترقص على ساق واحدة وترفع الأخرى عاليا خلفها وأمام القلعة بحيرة جميلة تنعكس مياهها على وجهها مثل الندى على الحشائش.

لم يستطع صفيح أن يرى غيرها فقال صفيح :- رائع لم أرى أحدا في جمالها من قبل.

 

فقال دمية الدولفين :- تريسي نعم بالفعل دائما تقف على ساقها أنها أفضل راقصة باليه.

فقال الجندي صفيح :- أنا آسف لم أقصد الإساءة لم اعلم أن صوتي مرتفع.

فقال الدولفين :- ياه! أنت جندي مهذب متواضع ومحترم جدا.

فقال صفيح :- هذا شرف لي أشكرك.

انتهى حديثه مع الدولفين ولكنه لم ينسى ما قاله عن تريسي راقصة الباليه وعلى الفور أدرك صفيح أنه وقع في حب تريسي.

مر المساء وبينما الألعاب تلعب وتضحك لم تبتعد عينين صفيح عن تريسي للحظة فقال صفيح :- أريد أن أكلمها ولكن ماذا سأقول؟ وهل ستقبلني؟ حسنا علي أن أحاول فهذا أفضل من البقاء والتفكير في الأمر إذا يا سيدي الدولفين أيمكنك أن تساعدني في شيء على التحدث إلى الآنسة تريسي وإخبارها بما أشعر نحوها.

فقال الدولفين :- أجل طبعا ولكن هل لي أن أقول شيئا؟

فقال صفيح :- بالطبع.

فقال الدولفين :- تريسي هي أجمل راقصة باليه وانت جندي بثاق واحدة أتظن بأنها ستقبلك أنا آسف فأنا أحبك ولا أريدك أن تتأذى.

 

فقال الجندي :- لا لا تتأسف أنت على حق لكن كوني بلا ساق لا يعني أنني بلا قلب عليها أن تعلم كم أحبها لا أعرف شعورها ويمكنها أن ترفضني إذا أرادت ولكن عليها أن تعلم صحيح؟

فقال الدولفين :- لم أفكر هكذا آه أنت محق ما يعتقدوه الآخرون ليس مهما المهم هو ما نعتقده في أنفسنا أيها القائد حظا سعيدا.

أخذ صفيح نفسا عميقا وتوجه إلى تريسي وسقط مرارا وهو يقفز باتجاهها ولكنه كان يقف دائما ويقفز بنفس الإصرار.

ووصل أخيرا إليها وكان متوترا ولكنه كان متأكدا مما يفعل وقال في سره :- سأخبرها كم هي جميلة وأنني أريد أن أتعرف عليها.

وبدأ صفيح يتكلم بتردد وصوت مرتجف ويقول بعدم تركيز :- آه مرحبا لقد جئت لأخبرك آه إنني جميل.

فقالت تريسي :- ها ماذا؟

فقال صفيح :- لا لا أعني انتي جميلة أعني الآخرون ليسوا في نفس الجمال أعني لا أحد قبيح هذه قلعة جميلة جدا والبحيرة الزرافة الباندا كل شيء جميل لا أعني أنك مجرد شيء علي أن اصمت.

ضحكة تريسي وقالت :- أنت القائد فصيح أأنت بخير؟ بعد أن سقطت مرارا؟

فقال صفيح :- أجل فالسير بساق واحدة صعب قليلا.

فقالت تريسي :- آه فعلا آسفة.

فقال صفيح :- لا لا داعي فالقفز تدريب جيد جدا.

فقالت تريسي :- أجل.

 

لم تستطع تريسي أن تبعد عينيها عن صفيح فهي لم ترى جنديا في مثل عزيمته أنه حقا مميز فقال صفيح لها :- أردت أن أخبرك أنك أجمل راقصة باليه في العالم ويسعدني أن أكون صديقك.

فقالت تريسي :- شكرا لك.

قضى صفيح وتريسي الليلة بجوار البحيرة يتحدثان ويضحكان وكانت أفضل ليلة مرت عليهما.

ودخل الغرفة مانو ومعه صديقة ويقول مانو له :- هيا سأريك شيئا سأعرفك على قائدي الجديد أنه قوي ووسيم القائد صفيح.

وبعدها تفاجأ مانو وقال :- ماذا؟ أين هو؟ أمي أرأيت القائد صفيح؟

فقال صديق مانو :- ألعاب كثيرة ها هو الجندي الصفيح لحظة أنه مكسور ساودعه وداعا مشرفا واضعه في مركب انطلق يا جندي الوداع.

حينها تفاجأ القائد صفيح وقال :- لا ماذا؟ أين سأذهب؟ لا علي أن أعود لصاحبي ولتريسي.

كانت المياه تتدفق سريعا فلم يستطع أن يتوقف ولكن قبل أن يفكر صفيح سقط مركب أكثر في المياه وأصبح الماء يتدفق ببطء ولكن لم يستطع الصفيح أن يدير المركب أو أن يقفز منها وأدرك أنه سيغرق.

مرت ساعات ولم يتوقف الجندي المثابر عن المحاولة وبعدها صبت المياه في البحر وتحطمت المركب تماما ولأنه مصنوع من الصفيح لم يتمكن من السباحة وغرق صفيح في قاع البحر الكبير.

وبعد أن استقر في قاء البحر قال :- آه يا تريسي أنا آسف جدا، لا لن استسلم فانا القائد صفيح وسأقضي حياتي كلها أحاول العودة لتريسي ومانو.

 

ولكن التحديات لم تنتهي بعد فما إن بدأ صفيح في القفز للعثور على الطريق ظهرت سمكة ضخمة وابتلعته فقال صفيح حينها :- لا لا أيتها السمكة السخيفة لست طعاما أخرجيني.

أخذ الجندي المثابر يحاول الخروج من السمكة فشعرت السمكة بإعياء واقتربت من سطح الماء وحينها استطادها شخص ما وقال حينها :- رائع سأطهي السمك اليوم.

أخذت طاهي السمكة إلى المطبخ وفتحها بسكين حاد وحينها تفاجأ وقال :- ياه ما هذا؟ جندي صفيح.

غسل الطاهي الجندي سريعا تحت الصنبور وأراد أن يرى الجميع ما وجده ففي النهاية هو جندي عائد من رحلته.

لم يشعر صفيحه بالمثل ولم يلحظ وجه الطاهي ولكنه لاحظ شيئا آخر فقال لنفسه :- هذا المكان يبدو مألوفا لي ما السبب؟ يبدو أن رأسي ارتطمت بقوة.

لكنه كان محقا فقد كان هنا من قبل أنه نفس المنزل لقد عاد إلى مانو ومحبوبته تريسي وعندما دخل الطاهي بالقائد صفيح إلى غرفة مانو صاح مانو قائلا :- إنه القائد الصفيح لقد فقدته بالأمس أشكرك على إعادته إلى.

سعد صفيح برؤية مانو ولكنه بحث بعينيه عن تريسي وها هي ما زالت في مكانها تنتظره وما إن نظر إليها صفيح تجمدت عيناه ولم يدرك أن الطاهي قد انزلق وأنه طار نحو المدفأة.

حينها صاح مانو وقال :- لا القائد صفيح.

 

ولكن فات الأوان فصفيح ينصهر بالفعل ولكنه لم يشعر بألم فهو ينظر إلى عزيزته تريسي التي كانت تنظر إليه أيضا وتتمنى أن تذهب معه.

ثم جاءت إلى مانو فكرة فجرى سريعا وفتح النافذة وقال أجل ستطفئ الرياح النار.

ولكن الرياح لم تطفئ النار بل قذفة بتريسي الورقية نحو المدفأة.

حينها صاح مانو وقال :- لا لا تريسي.

شاهدت الألعاب تريسي وصفيح يحترقان في النار وعلت علي وجوه صفيح وتريسي ابتسامة فقد أصبحا معا أخيرا.

جاءت الأم بعد أن أحرقت النار تريسي والجندي الصفيح واختفيا تماما وكان مانو يبكي ويقول لأمه :- أمي تريسي وصفيح احترقا.

فقال الأم :- ياه آسفة جدا يا صغيري.

حينها لاحظ مانو شيء في المدفأة فقال :- ما هذا؟ أهذا قلب؟

أجل إنه قلب اسود منصهر مصنوع من الصفيح وبداخله قلب أحمر صغير يشبه القلب الذي زين ثوب راقصة الباليه هذا هو ما تبقى منها.

كان مانو يعرف ألعابه وفهم ما حدث فابتسم وضع القلب المنصهر في أعلى رف عنده حتى لا يزعجهما أحد مرة أخرى.

لم يفقد مانو صفيح وتريسي بل أصبحا معا إلى الأبد ولا يمكن لشيء أن يفرقهما.