مقدمة عن القصة
القصة
في أحد الأيام كانت هناك فتاة صغيرة لطيفة تدعى ميلوديا وكانت تعيش مع والدتها في كوخ صغير وكانوا فقراء جدا لكن ميلوديا كانت تحب أن تسعد والدتها وأن تغني لها كل يوم.
كانت ميلودي تذهب إلى الغابة لتعثر على شيء ليأكلوه وكانت تجلب أيا ما كانت تجده ولكن بطونهم لم تمتلئ أبدا.
وفي أحد الأيام الحزينة بسبب فقرهم تركت ميلودي المنزل وذهبت للغابة لتعثر على شيء ليأكلوه ولكن على الرغم من محاولاتها في البحث لم تجد أي شيء.
اقرأ أيضا : قصة الأميرة انستازيا قصص عربية للاطفال.
لم تستطع ميلودي تحمل ذلك وجلست على صخرة وبدأت تبكي وبينما كانت تبكي أخذت تغني أغنية حزينة بصوتها العذب.
وسمع صوتها جنية الغابة وظهرت أمامها وقالت:- ماذا حدث يا طفلتي ولماذا تبكين وماذا تفعلين وحدك هنا في الغابة؟
فقالت ميلوديا:- أنا هنا أحاول أن أعثر على شيء لأكله أنا وأمي نحن فقراء جدا وجائعون.
قالت ميلودي ذلك والحزن ظاهر على وجهها فقالت جنية الغابة:- لا تقلقين.
ولوحت الجنية بعصاها السحرية وقامت بتحويل حصاة إلى قدر سحري كبير.
كانت ميلودي منبهرة برؤيتها لذلك السحر وقالت لها الجنية:- خذي هذا القدر إلى المنزل ولن تكون عائلتك جائعة أبدا.
فقالت ميلوديا:- أنا لا أريد أن أبدو وقحة ولكن فيما سينفع القدر الفارغ إذا لم يوجد فيه طعام ليتم طهوه.
قالت ميلودي ذلك وصوتها محبط وأجابت الجنية قائلة:- أن ذلك قدر سحري وعندما ترغبين في الطعام قولي أطهرا الطعام أيها القدر وعندما يكون الطعام جاهزا قولي توقف أيها القدر.
كانت ميلودي سعيدة بالهدية التي أهدتها لها الجنية وبكل لباقة قامت بسؤال الجنية قائلة:- أيتها الجنية ليس لدي ما يكفي من الكلمات حتى أشكرك أخبريني ماذا يمكنني أن أفعل لك في المقابل؟
فقالت الجنية:- أنا لا أريد مقابلا لكن إذا كنت ترغبين في ذلك فبإمكانك أن تغني جميلة لي كل يوم.
وقبل أن تسأل ميلودي المزيد من الأسئلة اختفت جنية الغابة وعندما عادت ميلودي إلى المنزل وليس بحوزتها إلا القدر الفارغ كانت أمها غير سعيدة بذلك وقالت:- فيما سنستخدم القدرة إذا لم يكن لدينا شيء لنقوم بطهوه.
قامت ميلودي برفع القدر على الطاولة. وقالت اطهي الطعام ايها القدر.
لكن لم يحدث شيء وبدت ميلودي قلقة ثم بدأ القدر في الاهتزاز والحفيف وبدأ البخار يتصاعد وتدفقت الفقاقيع في اشهى عصيدة رأوها في حياتهم.
فهمت والدة ميلودي ان ذلك القدر سحريا، لقد كانت جائعة للغاية لدرجة انها لم تستطع ان تقاوم مذاق العصيدة الطيب وأخذت تلعق باصابعها.
لقد كانت الأم منبهرة بطعم العصيدة لدرجة انها لم تنتبه لما قاله ميلودي لتوقف الإناء عن صنع الطعام.
فقالت ميلوديا:- توقف ايها القدر.
اخذوا يأكلون حتى فرغ القدر وامتلأت بطونهم وأخذت والدة ميلودي تربط على بطنها بسعادة ثم فكرت ميلودي وقالت:- لقد حان الوقت لاذهب واغني اغنية لجنية الغابة.
فتركت المنزل وعادت الى الغابة مرة اخرى وفي المنزل كانت والدتها سعيدة لانهم لن يقلقوا مجددا حيال الطعام ابدا.
قامت بجمع القدور القديمة كلها التي كانت تستخدمها للطهو والقتهم بعيدا وذلك لتفسح مكانا للقدر الجديد.
قامت بالتلميع والتربيت على القدر الجديد كل ذلك العمل الشاق جعلها جائعة مرة اخرى وقالت الأم:- اطهي الطعام ايها القدر.
امرته بذلك وبسرعة اخذت العصيدة الشهية تغلي في داخل القدر ولم تكترث لان تحضر صحن واكلت من القدر مباشرة.
ولكن بينما كانت تأكل استمر القدر في الامتلاء حتى وصل الى حافته فقالت الأم بارتباك:- يا للهول! كيف كانت ميلودي تجعل القدر يتوقف؟ يكفي ايها القدر.
ولكن استمر القدرة في الغليان وتقول الأم محاولة ايقاف القدر:- ان ذلك كثير ايها القدر.
ولكن بلا فائدة واخذت العصيدة تسقط من حافة القدر على الطاولة وبعدها اخذت العصيدة تنسكب على الارض وبدأت والدة ميلودي تقلق ثم ادركت انها ارتكبت خطأ فادحا وهربت من هناك.
أخذت العصيدة تنسكب من الابواب والنوافذ الى الشارع واصبحت العصيدة مثل الموج الذي اجتاح المدينة.
واجتمع الناس فوق أسطح منازلهم وأخذوا يستغيثون ويطالبون المساعدة حينها سمعت ميلودي استغاثة اهل القرية.
اخذت ميلودي تجري من الغابة حتى وصلت الى القرية وامسكت لوحا خشبيا وعصا واتجهت ناحية منزلها.
وعندما وصلت امام منزلها صرخت قائلة:- توقف ايها القدر.
وهذا ما فعله القدر وعندما انحسرت العصيدة رأت ميلودي أهل القرية وهم يتذوقون العصيدة اللذيذة.
استمتعت القرية كلها بالعصيدة واستمروا يأكلون طوال فصل الشتاء ولم يعد هناك اي شخص في القرية جائعا مرة اخرى.