مقدمة عن القصة
قصة فضل دعاء الوالدين تعتبر قصة عن بر الوالدين تحكي عن طفل بار بوالديه حتى مات الوالدين ولكن والدة دعا الله له دعوة تغير حياته فما هذه الدعوة يا تري سنعرف التفاصيل في القصة.
القصة
ذات مرة كان هناك تاجر يدعى محمد ويعيش في ليبيا وكان له ولد اسمه مصطفى وكان ولد بار بوالديه وعندما توفيت والدة مصطفى في طفولته ربى محمد ابنه مصطفى ولبى له كل طلباته.
رتب محمد كل شيء لمصطفى ليعيش حياة مريحة وسعيدة واعتاد مصطفي أن يحصل على شيء يطلبه ولكنه كان ولد صالح وبار بوالديه لذلك كان محمد يفكر دائما في راحة ابنه مصطفى.
بعد فترة من الزمن مرض محمد مرضا شديدا وفي أحد الأيام نادى ابنه مصطفى وقد استشعر أن أجله قد اقترب وقال له يا ابني بارك الله فيك كل ما تلمسه يصبح ذهب حتى التراب يتحول إلى ذهب في يدك بارك الله فيك وجعلك رجلا غني عفيف النفس في هذه الدنيا قبل الآخرة. وبعدها مات مصطفي وهكذا كانت آخر كلماته لابنه فشعر مصطفى بالحزن الشديد بأنه فقد والده.
بعدها بدأ مصطفى بمواصلة أعمال والده وحصل على أرباح جيدة من العمل وتدريجيا بدأ يوسع أعماله حتى إنه أصبح رجل أعمال لا يعرف معنى الخسارة أبدا.
وبعد كسب الكثير من المال فكر مصطفى في النعم والدعوة الصالحة التي قدمها له والده قبل الموت.
فعلم مصطفى بأنه حصل على الكثير من المال بسبب بركة دعوة والدة التي دعا بها الله.
وتأكد بأن الحظ السعيد وهذه الأموال ليس جيدا بالنسبة له خوف من أن يكون نقمة عليه في الآخرة ويكون سبب في دخوله إلى النار.
فكر بعدها مصطفي في الحصول على حل لذلك وبقصد تغيير حظه الجيد اشتري تمر في بلده الذي يتم بيعها فيه بأسعار مرتفعة وذهب لبيعها في مصر حيث تتوفر هذه التمور بأسعار رخيصة بسبب توفرها.
وهكذا اعتقد مصطفى أن هذا هو الحل الوحيد لكي يتخلص من حظه السعيد وأن يتذوق طعم الخسارة فسافر إلى مصر ومعه التمر الذي اشتراه بكمية كبيرة بقصد بيعها في مصر.
تلقى الناس هذا الخبر باستغراب ودهشة حتى وصل إلى مسامع ملك مصر هناك وتلقى ملك مصر هذه المعلومات حيث إن المعلومات مفادها أن تاجرا يجلب التمور من مكان ما ويبيعها في مصر حيث إن أسعار التمور في مصر هي رخيصة جدا.
بدأ الملك يسأل حاشيته عن هذا الرجل متفاجئا عن قصة هذا الخبر وراح يتساءل قائلا من هو هذا التاجر الغريب الذي جاء لبيع التمور في مصر حيث تتوفر بأسعار رخيصة.
فأمر رجاله بإحضار ذلك الرجل فقال له :- الملك حينها يبدو أنك أجنبي وليس من مصر وعلى حد علمي أنه ينبغي للمرء القيام بالأعمال التجارية من أجل الأرباح ولكن لماذا تضيع أموالك عن طريق القيام بهذا العمل الأحمق هيا أخبرني عن سبب قيامك بهذا الأمر.
فأجاب مصطفى قائلا :- عزيزي الملك بسبب البركات التي منحها الله لي بسبب دعوة والدي قبل وفاته وبعد وفاة والدي كان بإمكاني أن أحقق أرباح ضخمة حتى عندما اعمل بلا مبالاة فان هذه البركة وكثر النعم أخاف أن تكون ليس جيدة بالنسبة لي أمام الله في الآخرة وكجزء من ذلك أقوم ببيع التمور هنا حتى لا يصيبني الغرور لهذا جئت إلى مصر وأطمع أن تسمح لي بأن أمارس أعمالي هنا في هذه المملكة.
فقال له الملك حينها هيا أخبرني :- ما هي دعوة والدك لك؟
قال له مصطفى :- لقد دعا لي بالبركة وأن كل ما أمسكه سيصبح ذهب حتى التراب يتحول إلى ذهب عندما أمسك به فهذه هي دعوة والدي.
قال ذلك ثم أخذ قبضة من التربة من وعاء الزهور بجانبه وصب تلك التربة على الأرض. بمجرد سقوط تلك التربة من يد مصطفى بقي شيء في يده.
تفاجأ الملك ونظر إليه وقال له حينها وقد أصابته الدهشة والذهول :- ما هذا؟.
فقال مصطفى :- هذا يشبه عملة ذهبية مع صورة.
ثم قام مصطفي بتنظيف تلك العملة الذهبية هي عملة أثرية يتوارثها الملوك فقط وقد فقدها الملك منذ بضعة أشهر ولان أسرة الملك كانت تملكها منذ أجيال فتعتبر كنز ملكي.
وبسبب اهتمام الملك بالعملة الذهبية أنفق الملك الكثير من الأموال للعثور عليها ولم يستطع العثور عليها وقد استمر البحث لعدة سنوات عن تلك العملة الذهبية.
فأخذ الملك العملة من مصطفى وشعر بالسعادة وقال له والدك كان شخص عظيم كانت الدعوة التي دعا به لك رائعة ولا أحد يستطيع تغيير حظك الجيد يا بني وعليك أن تعيش حياة سعيدة بسبب بركة دعوة والدك يا بني، ثم قام الملك بإقامة حفل زواج ابنته علي مصطفى وبعد مرور سنوات أصبح مصطفى ملك مصر.
إن بركة التي يدعون بها الآباء ستجعل الأطفال يحققون أشياء عظيمة في حياتهم وقد كانت حياته مصطفى أفضل مثال عن ذلك وعاش مصطفى حياة سعيدة مع زوجته وأصبح ملك مصر المشهور بعدله وكرمه.