مقدمة عن القصة
تعتبر قصة أماني البخلاء بأنها من قصص تربوية للاطفال تحكي عن رجل وزوجته يتحقق لكل منهم أمنية فتكون له نقمة فماذا حدث سوف نتعرف على التفاصيل في الأسفل مع واحدة من أجمل القصص التي تساعد في تربية الطفل تربية سليمة.
القصة
في قديم الزمان كان يعيش زوجان يدعيان سلمان ورينا في إحدى القرى وكان سلمان يعمل في تجارة المجوهرات وكان يحصل على الكثير من المال في عمله ولكنه كان شخص أناني وشديد البخل ولا يحب أن ينفق المال أبدا.
وكانت زوجته تحمل نفس الصفات وكانت بخيلة جدا ومن شدة بخلهم لم يكن لديهم ما يكفيهم من الطعام.
وكان لديهم ولد يبلغ من العمر ثلاثة سنوات وكان يفكر سلمان دائما في ابنه ويقول :- أتمنى أن أعيش حتى يظهر لأبني شارب وحينها سوف تكون حياتي جميلة.
وفي أحد الأيام كان المطر يهطل بغزارة وفي تلك الأثناء طرق أحد باب منزل سلمان وعندما فتح سلمان الباب وجد شبح يقف على باب منزله.
خاف سلمان وزوجته حين رأوا الشبح فقال الشبح بكل لطف لسلمان الذي كان خائفا جدا عند رؤيته لشبح :- سيدي أنا أعيش على أحد أشجار التمر الهندي في الغابة المجاورة وقد انهارت تلك الشجرة بفعل المطر الشديد وكنت أود أن أمضي هذه الليلة في منزلك ومن ثم سوف أغادر في الصباح فهل سمحت لي بالبقاء في منزلك هذه الليلة فقط؟
فكر سلمان البخيل في الأمر وهو مندهش من الوضع وراح يفكر في كيف يمكن أن يستفيد من هذا الشبح.
فقال سلمان لشبح :- حسنا يمكنك أن تمضي ليلتك هنا ولكن ماذا ستقدم لي في المقابل؟
فقال الشبح :- سيدي يمكن لي أن أحقق لك ما تريد عليك أن تطلب فقط.
فقال سلمان بينه وبين نفسه :- وقال يبدو أن هذا الشبح بريء أتى إلى بيتنا ليعطينا كل شيء لقد حالفني الحظ أخيرا.
وهكذا شعر سلمان بالسعادة ثم قال للشبح ليس لدي أماني كبيرة ولكن سوف أكون سعيد لو أن ابني الصغير الذي ينام في سريره الآن يصبح لديه شارب وحينها سأكون لك ممنون.
فقال الشبح :- حسنا سيصبح لدى ابنك شارب.
ثم سأل الشبح زوجة سلمان التي كانت تقف بجانبه :- وانت سيدتي ما الذي تتمنيه ؟
فقال الزوجة بسعادة :- أريد أن يصبح كل شيء أمسكه بيدي أطول بأربعة أقدام من حجمه الطبيعي.
كانت النية من هذه الأمنية هو أن يصبح حجم أي شيء تمسكه رينا كبيرا فإذا أمسكت الفواكه فيصبح حجمها كبير جدا وإذا قامت بإعداد الطعام سوف يكفي لعدة أيام وإذا لمست قطعة من الذهب سوف تصبح أكبر من حجمها وهكذا سيمتلئ منزلها من الذهب.
فأجاب الشبح عندما سمع ذلك :- حسنا سوف تتحقق أمانيكم ولكن الآن أريد أن أنام قليلا.
وبينما كان الشبح يصعد إلى الدور العلوي لكي يستريح بدأ الطفل الذي كان نائما في سريره يبكي بشدة وعندما ذهب سلمان ورينا زوجته إلى غرفة الطفل.
رأوا شاربين طويلين تحت أنف الطفل وفي تلك اللحظة عطست رينا وأثناء ذلك لمست أنفها بدون قصد وفي الحال بدأ أنفها يكبر ويكبر حتى لامس الأرض.
بدأ سلمان يقول لزوجته وهو يصرخ :- كيف لطفل صغير أن يكون له شارب كهذا لقد أصبح منظره بشع لقد طلبنا من الشبح أن يلبي لنا رغبات ليست منطقية هذا مزعج حقا فقد حدث كل هذا بسبب الشبح اللعين.
ولهذا بدأوا يذمون في الشبح وينتقدون ما فعله معهم فنزل الشبح من الدور العلوي وقال لهم جميعا :- أنا لم أقترف أي خطأ أنتم سمحتم لي أن أبقى هنا وأنتم من طلبتم هذه الرغبات مني وطلبتم أن تتحقق، كان عليكم أن تفكروا مليا في الأمر ولكن هذه هي النتيجة حين تتصرف بجشع وتهور.
ثم سأل الزوجان الشبح الذي بدا عليه الغضب بشدة :- وماذا علينا أن نفعل الآن؟
فقال الشبح :- قبل أن أغادر بقي لكم رغبة متبقية عندي وعليكم أن تحسنوا الاختيار هذه المرة.
أدرك سلمان وزوجته خطأهم في الحال وقال سلمان :- لن نطلب شيء آخرا منك ما عليك فعله هو أن تعيد كل شيء كما كان وهذا يكفي.
حقق الشبح لهم ما طلبوه وشكرهم الشبح وغادر المكان وبعدها اختفى الشارب من وجه الطفل وعاد أنف الزوجة إلى وضعه الطبيعي.
ومنذ ذلك الوقت غير كل من سلمان ورينا سلوكهم وبدأوا يستمتعان بحياتهم وتخلي سلمان وزوجته عن البخل وبدأ يتبرع بالمال ويساعدون الناس وعاشا حياة سعيدة.