مقدمة عن القصة
تعتبر قصة الأواني الذهبية أنها قصة تربوية للاطفال تحكي عن تاجر جشع يستغل حاجة الناس ويقرضهم المال مقابل فائدة وشاب يقع في فخ من فخاخ هذا الجشع ولكن من انتصر في النهاية هذا ما سوف نعرفه في واحدة من أكثر قصص الأطفال روعة.
القصة
في قديم الزمان كان يعيش رجل يدعى شانج في قرية في الصين وكان شانج يتيم ويمتلك فدان من الأرض كان قد ورثه عن والده.
كان يقوم شانج بتوفير بعض المال الذي يكسبه من زراعة أرضه وكانت هناك قطعة من الأرض مجاورة للأرض شانج وكان يتمنى أن يشتري تلك القطعة من الأرض ويقوم بزراعتها مع أرضه التي يملكها.
كانت قطعة الأرض تعود لتاجر في القرية وكان التاجر شديد البخل حيث كان يقوم بإقراض المال للناس مقابل الفائدة وكانت تلك طريقته الوحيدة لكسب المال بل وكان يقوم بالاستيلاء على الأراضي لكل من يتخلف عن دفع الفائدة.
وفي يوم ما قابل شانج ذلك التاجر وأخبره أنه ينوي شراء قطعة الأرض المجاورة لأرضه فأدرك التاجر أن شانج يريد الأرض حقا بأي ثمن.
فأخبر التاجر شانج بالسعر الذي يطلبه مقابل تلك الأرض ولكن لم يكن شانج يملك المال الكافي ليدفع ثمن الأرض فقال له التاجر :- يمكنك أن تعطيني ما لديك من المال الآن ومن ثم تكمل لي باقي المبلغ لاحقا.
فوافق شانج وقام أيضا بكتابة إيصال أمانة بما تبقى من المبلغ فقال له شانج :- لقد كتبت لك إيصال أمانة تحفظ بها حقك ولكن لماذا لا تكتب لي عقد بيع يكفل حقي أيضا؟
فأجاب التاجر في الحال :- سوف أقوم بذلك بكل تأكيد حين تدفع باقي المبلغ.
شعر شانج بالسعادة حين استطاع في نهاية المطاف أن يشتري قطعة الأرض وعاد إلى بيته.
وهكذا مضت الأيام وفي يوم من الأيام ذهب التاجر ليرى كيف يقوم شانج بزراعة الأرض وهناك رأى التاجر شانج وهو يتصبب عرقا وهو يقوم بحرث الأرض وبينما كان التاجر يراقب شانج وهو يعمل علق المحراث بشيء صلب.
توقفت شانج عن الحرث وراح يحفر الأرض بالمجرفة فأصيب التاجر بالفضول وذهب ليرى ماذا يجري.
وبعد ذلك اخرج شانج جرتين من الذهب وكان التاجر يراقب كل ذلك وتفاجأ من ظهور الأواني الذهبية ولان التاجر رجل جشع.
كان هنالك معتقد سائد بين الناس في الصين أن من يحصل على الذهب فهو رجل محظوظ وكان التاجر يعلم ذلك جيدا.
وفي الحال بدأ التاجر يتشاجر مع شانج ويقول إن الذهب ملكه وبعد الكثير من الشجار قرروا أن يذهبا إلى القاضي ليحكم بينهم ويتم حل المشكلة.
وعندما وصلوا للقاضي بدأ التاجر يتكلم ويقول للقاضي :- سيدي هذا الرجل يريد خداعي لقد قمت باستئجاره لكي يحرث لي الأرض وهو يقول الآن أنه اشترى الأرض مني لكي يحصل على الذهب، يريد هذا الشخص أن يحصل على كل شيء وأريد منك أن تنصفني لذلك أتيت إليك.
ثم بدأ شانج بكلامه مع القاضي وقال :- سيدي إنه يكذب لقد اشتريت قطعة الأرض منه حقا.
ثم نظر القاضي إلى شانج وقال له :- هل لديك دليل على أنك اشتريت الأرض منه حقا؟
وبعد ذلك انتاب شانج القلق وشرح للقاضي ما حصل معه بالتفصيل وكيف أنه اشترى الأرض.
وحينها أدرك القاضي ما يدور في بال التاجر ولكنه تظاهر أنه سوف يساعده.
فقال القاضي :- انظر يا شانج أن هذا التاجر محظوظ حقا لقد عثرت على الذهب في أرضه هذا الذهب هو ملكه.
قال القاضي هذا الكلام أمام الجميع وبعد ذلك قام شانج بتسليم الذهب للتاجر وبدون أن يتكلم بأي كلمه ثم قال بحزن :- سيدي لقد خسرت الذهب لاعتقدكم أنني لا أستحقه ولكن دعه يعطيني قطعة الأرض فانا حقا اشتريتها منه.
فنظر إليه القاضي وقال له :- لا تقلق ستحصل على حقك.
وهكذا انفض الخلاف مبدئيا ولكن وفي صباح اليوم الثاني ذهب القاضي مع بعض الحرس وأمرهم أن يعتقلوا التاجر وانتشرت الأخبار في القرية كالها وتجمع الناس على الفور حول بيت التاجر.
فقال القاضي :- أيها الناس هذا التاجر هو شخص مخادع جدا لقد كذب حين قال إنه وجد الذهب في أرضه ولكن في الحقيقة قام بسرقة الذهب من قصر الملك ولذلك نحن نعتقله الآن وبناء على أفعاله هذه اعتقد أنه سوف يتلقى أشد العقوبات على فعلته هذه وسوف نعتقله في الحال.
وبعد ذلك نظر القاضي بغضب على التاجر وحين رأى التاجر ذلك شعر بالخوف وراح يرتجف ويتصبب عرقا ثم قال للقاضي :- سيدي لقد كذبت عليك في البارحة أنا لا أعلم أي شيء وقطعة الأرض تلك هي ليست ملكي لقد بعتها لشانج منذ زمن بعيد لا بد أنه هو من سرق الذهب من قصر الملك وعليك أن تعاقبه.
وحين سماع القاضي هذا الكلام قال :- وما هو دليلك على ذلك؟
وفي الحال قام التاجر بإحضار إيصال الأمانة الذي كان قد كتبه شانج على نفسه.
امسك القاضي بالورقة ومزقها على الفور ومن ثم أمر التاجر أن يحضر الذهب ويعطيه لشانج.
ثم قال القاضي أمام الجميع بصوت عال :- أيها الناس لقد حاول هذا التاجر أن يخدع شانج مستغلا طيبة قلبه ولكنني لم أثق في ما قاله وهذا الذهب لم يسرق من قصر الملك بل وجده شانج في أرضه…..
وبعد ذلك سرد ما حصل مع شانج وكيف وجد الذهب ثم حذر القاضي التاجر أنه سوف يتعرض للعقوبة إذا ما حاول أن يخدع الناس مجددا وتمنى القاضي لشانج حياة سعيدة ثم غادر المكان.