شارع 7 | قصص طويلة قبل النوم | قصة الإخوة الثلاث

مقدمة عن القصة

 

وتعد قصة الإخوة الثلاث بأنها من قصص طويلة قبل النوم تحكي عن ثلاثة إخوة يذهب الأول في مهمة ولا يعود ويتبعه الثاني ولا يعود حتى يذهب الأخ الأصغر ويتم المهمة ولكن ما هي التفاصيل وماذا حدث هذا ما سوف نعرفه في القصة بالأسفل.

قصص طويلة قبل النوم | قصة الإخوة الثلاث
قصص طويلة قبل النوم | قصة الإخوة الثلاث

القصة

كان هناك ملك لديه شجرة فريدة من التفاح تطرح ثمارا من الذهب وكان البستاني يعد التفاح كل يوم ويبلغ الملك بعدده وذات يوم ذهب البستاني وقال للملك :- لقد نقص تفاحة يا سيدي الملك.

غضب الملك بشدة عندما سمع هذا الخبر وقال :- لن أترك هذا اللص.

وفي المساء كلف البستاني ابنه الاكبر بحراسة شجرة التفاح ولكن غلبه النوم وفي الصباح نقصت تفاحة أخرى فقال البستاني :- ساكلف ابن الثاني بالحراسة الليلية.

وما ان اتى منتصف الليل حتى راح الابن الثاني في النوم ايضا ومرة اخرى نقص تفاحة في الصباح.

فعرض ابن البستاني الاصغر علي الملك بأن يحرس الشجرة تلك الليلة فوافق الملك وفي منتصف الليل تماما سمع ابن البستاني الأصغر صوت طائر في الهواء.

 

وظهر طائر ريشة من الذهب الخالص وبينما هو يقدم التفاحة بمنقاره قفز ابن البستاني ورمى الطائر بسهم ولكنه لم يصبه بل اسقط ريشة ذهبية من ذيله وطار الطائر بعيدا.

قدم البستاني الريشة الى الملك وانعقد المجلس اتفق الجميع أنها أثمن من كل ثروات المملكة وقال الملك حينها :- ريشة واحدة لا تكفي اريد الطائرة كله من لديه الشجاعة ليحضر الطائر الذهبي.

تطوع ابن البستاني الأكبر للمهمة وخرج الابن الأكبر للبحث عن الطائر الذهبي وحين وصل الى الغابة رأى ثعلب جالس في الطريق.

فأخرج القوس والاسهم واستعد ليطلق عليه حينها تكلم الثعلب وقال :- لا تقتلني وساعطيك نصيحة جيدة فانا اعرف انك في مهمة للعثور على الطائر الذهبي.

فقال ابن البستاني الأكبر :- وما هي النصيحة.

 

فقال الثعلب :- انصت الي في المساء ستصل الى قرية بها فندقين متقابلين أحدهما رائع ويبدو جميلا والاخر يبدو حقيرا ورخيصا وعليك أن تقضي ليلتك في الفندق الحقير.

قال الابن لنفسه كيف يمكن لمثل هذا الحيوان أن يعرف عن الأمر فأطلق السهم على الثعلب ولكنه أخطأ وهرب الثعلب في الغابة ثم اكمل ابن البستاني طريقه ووصل الى القرية ذات الفندقين كانت الناس تحتفل وترقص وتغني في أحدهما والاخر يبدو فقير وغير نظيف.

فقال ابن البستاني لنفسه ساكون غبيا اذا اخترت الفندق الحقير فتوجه الى الفندق الجميل واخذ يأكل ويشرب حتى نسي امر الطائر ونسي بلاده ايضا.

مر الوقت ولم يعد الى بلده فسافر الابن الثاني وحدث معه نفس الأمر قابل الثعلب وأعطاه النصيحة ولكن ما ان وصل الى الفندقين ناداه أخوه الأكبر في الفندق الجميل فذهب اليه ونسي أمر الطائر نسي امر بلده.

 

مر وقت آخر وطلب الابن الاصغر ان يبحث عن الطائر الذهبي وقال لوالده :- أرجوك يا أبي اسمح لي.

شعر الوالد بالخوف وقال :- لقد فقدت اثنين من ابنائي.

فقال الابن الاصغر :- ولكن انك لن تفقدني، ثق بي.

وافق البستاني اخيرا فوصل الابن الى الغابة وقابل الثعلب واستمع الى نفس النصيحة وقال له الثعلب :- استمع اليه اذا اردت ان تجد الطائر الذهبي عليك المبيت في الفندق القديم.

فقال الابن الأصغر :- شكرا لك على النصيحة أيها الحكيم.

فقال الثعلب :- اركب علي ذيلي وستصل سريعا.

 

ركب الابن الاصغر علي ظهر الثعلب وسرعان ما وصل الى القرية وذهب الى الفندق الحقير وقضى به الليلة وفي الصباح.

عاد الثعلب وأعطاه نصيحة اخرى وقال له :- الآن أكمل حتى تصل الى قصر ستجد أمامه مجموعة من الجنود غارقين في النوم لا تهتم بهم ادخل القصر وستجد حجرة بها الطائر الذهبي في قفصه الخشبي وبجواره قفص ذهبي جميل ولا تحاول ان تبدل الاقفاص والا سوف تندم.

ثم فرد الثعلب ذيله جيدا وركب الشاب عليه حتى وصل الى بوابة القصر فدخل الابن الاصغر الى القصر ووجد الحجرة كما قال له الثعلب.

وقال حينها الابن الاصغر :- سيكون امرا مضحكا اذا عدت بطائر كهذا في هذا القفص الحقير.

ولكن ما ان فتح باب القفص ليغير الأقفاص صرخ الطائر عاليا وأيقظ الحراس الذين القوا القبض عليه وفي الصباح عقدت محاكمة له.

وبعد الكثير من الكلام حكم عليه بالموت وقال الابن الأصغر للملك هذه المملكة :- ايها الملك الرحيم سامحني ارجوك.

فقال الملك :- سأعفو عنك بشرط واحد، احضر لي الحصان الذهبي الذي يسبق الريح وانا سأعفو عنك واعطيك الطائر الذهبي.

 

وبدأ الشاب رحلته وقابل صديقه الثعلب فعاتبه الثعلب وقال له :- أرأيت الآن ماذا حدث عندما لم تستمع الى نصيحتي؟ ولكنك شاب طيب ولذلك ساساعدك لتعثر على الحصان الذهبي، أكمل حتى تصل الى قلعة وتجد الحصان واقفا في مربطه وبجواره تجد سائس نائما يشخر خذ الحصان بهدوء ولكن تأكد من أن تضع عليه السرج الجلدي القديم وابتعد عن السرج الذهبي.

وما ان رأى الحصان قال لنفسه سأضع عليه السرج الذهبي فهو يليق به وما ان رفع السرج الذهبي أصدر الحصان صهيل حتى استيقظ السائس الذي صرخ بصوت عالي فجاء الحراس ووضعوه في السجن وحكم عليه بالموت.

ولكنه توسل لهم مرة أخري حتي يعفو عنه فقال له ملك هذه المملكة :- اذا استطعت ان تحضر لي الاميرة الجميلة سأعفو عنك وستحصل على الحصان والطائر ايضا.

فأكمل طريقه ثانية حيث قابل الثعلب وقال له :- لو كنت استمعت إلي لكنت حصلت على الطائر وعلى الحصان ولكن سأساعدك ثانية، اكمل طريقك وستجد قلعة اصعد الى الاميرة واعطيها قبلة ستجدها في جناحها في منتصف الليل وستوافق على أن تأتي معك لكن احذر لا تجعلها تذهب لوداع ابيها وامها ابدا.

وصل الابن الاصغر الى القلعة وحدث ما قاله الثعلب وقابل الاميرة في منتصف الليل وأعطاها قبلة ووافقت الاميرة ان تهرب معه ولكنها توسلت اليه باكية ان تودع ابيها حتى وافق في النهاية.

 

ولكن ما ان وصلت الى ابيها حتى قبضوا عليه مرة اخري وقال له الملك :- لن تحصل ابدا على ابنتي حتى تهدم التل الذي يحجب الضوء عن نافذتي في ثمانية أيام.

كان التل كبيرا جدا ولا يمكن للبشر جميعا ان يهدموا. وبعد سبعة ايام لم ينجز الابن الاصغر الا القليل فجلس يائسا وجاء صديقه الثعلب ليساعده ثانية.

وقال الثعلب :- اذهب للنوم وسأعمل بدلا منك.

واختفى التل في الصباح واعطاه الملك السعيد ابنته ورحل الشاب مع الاميرة وقابل الثعلب مرة أخري وحينها قال له الثعلب :- يمكنك ان تحصل على كل شيء الامير والحصان والطائر.

فقال الابن الأصغر :- حقا كيف؟

فقال الثعلب :- انصت جيدا، اذهب الى الملك وقدم له الاميرة حينها سيسعد بها جدا وسيقدم لك الحصان الذهبي وبعدها ستمد يدك لمصافحتهما لكن صافح الاميرة بعد الملك ثم امسك بها وارفعها على الحصان ثم اهرب بعيدا باقصى سرعة ثم اذهب الى القلعة حيث يوجد الطائر وسأنتظرك مع الاميرة عند الباب وقدم الحصان الى الملك الذي سيحضر لك الطائر وأخبره بأنك تريد رؤيته لتتأكد أنه الحقيقي وما ان تمسك به اهرب بعيدا.

حدث كل ما قاله الثعلب وفعل كما الخطة تماما وقال له الابن الاصغر :- شكرا يا صديقي على نصائحك الغالية أنا أدين لك بالكثير.

فقال الثعلب :- حقا اذا افعل بي معروف ارجوك انهي حياتي.

 

فقال الابن الأصغر متعجبا :- ماذا؟ لن افعل ذلك ابدا انت صديقي.

فقال الثعلب :- حسنا كما تحب ولكن سأعطيك نصيحة احذر شيئين في طريقك وهما أن لا تحرر احدا من المشنقة ولا تجلس ابدا بجوار النهر.

ركب الشاب والاميرة الحصان وصل الى القرية التي ترك بها اخويه وهناك سمع ضجيجا وهتافات ورأى رجلين على المشنقة فاقترب اكثر منهما ووجد انهما اخواه.

وقد تحولا إلى لصين خذ كل نقودي واتركهما ارجوك وبعد أن أنقذ اخويه وصلوا جميعا الى الغابة التي قابلوا فيها الثعلب وقال الاخوان حينها :- فلنجلس بجوار النهر حتى نرتاح ونأكل ونشرب.

وافق الابن الأصغر وهو غير متذكر لنصيحة الثعلب وجلس بجوار النهر ولم يشك في شيء حتى جاء اخوية وألقوا به في النهر.

وأخذ الأخوين الاميرة والحصان والطائر وعاد إلى ملك بلدهم وقال الابن الأكبر :- جلالة الملك لقد عدنا لك بالكثير، لقد حصلنا على كل ذلك بعملنا.

ابتهج الملك كثيرا ولكن رفض الحصان أن يأكل والطائر ان يغني وظلت الاميرة تبكي.

أما بالنسبة للابن الأصغر من حسن حظه انه سقط في مكان جاف في النهر ولكن كان جانب النهر منحدرا ولم يستطع الخروج حتى جاء الثعلب مرة اخرى.

 

وقال الثعلب حينها :- لو كنت استمعت الي لما حدث ذلك ولكنك صديقي ولن اتخلى عنك وسامد لك ذيلي لتمسك به.

واخرجه من النهر وقال له الثعلب :- لقد قرر اخويك قتلك اذا وجدك أحدهم بالمملكة.

فارتدى الابن الأصغر ملابس رجل فقير وتسلل الى قاعة ملك وما ان وصل الى الباب حتى بدأ الحصان يأكل وأخذ الطائر يغني وتوقفت الاميرة عن البكاء.

ثم ذهب الابن الاصغر الى الملك واخبره باحتيال اخويه فأمر الملك بعقاب اخوية بالسجن واستعاد الاميرة مرة أخرى وبعد وفاة الملك ورث عنه المملكة.

وبعد وقت طويل وبينما كان يسير في الغابة قابل الثعلب مرة أخري الذي ترجاه والدموع في عينيه أن ينهي حياته حيث قال له الثعلب :- ارجوك يا صديقي انه مطلبي الوحيد افعل ذلك.

وافق الابن الاصغر وهو حزينا وما أن قتل الثعلب حتى تحول الى رجل وتبين أنه شقيق الاميرة الذي فقد أثره منذ سنوات عديدة.