إخفاء
مقدمة عن القصة
وتعد قصة رحلات جليفر بأنها من قصص اطفال مكتوبة هادفة طويلة تحكي عن شخص يدعي جليفر يذهب في رحلة ولكن سفينته تتحطم في عاصفة فماذا حدث بعدها يا ترى وما هي التفاصيل هذا ما سوف نعرفه في القصة بالأسفل.
القصة
ولد جليفر في إنجلترا وكان والداه من طبقة متوسطة وكانا يحبانه بشدة أراد الوالدان أن يصبح جليفر جراحا لكن جليفر كان يحلم دائما بالسفر واستكشاف البحار.
وكان يقول لنفسه:- كمْ أتمنى أن أسافر عبر البحار واكتشف أماكن لم يصل إليها أحد.
ولأنه لم يمتلك أي خبرة في السفر فقد اكتفي بنصيحة والدية وأصبح جراحا وأصبح من أمهر الأطباء في إنجلترا.
كان يهتم بالمرضى ويعالجهم بإخلاص ولكن لم يتوقف أبدا عن التفكير في السفر وكان يتساءل دائما إن كان سيتمكن من الإبحار في المياه اللامعة.
مرت السنوات وتزوج جليفر وأصبح لديه طفلان وكان والدا حنونا وزوجا محبا ولكن كان يتوق إلى تحقيق حلمه وذات يوم قالت له زوجته:- عزيزي ما خطبك؟ تبدو حزينا.
فقال جليفر :- لقد عرض علي أن أصبح قبطان لسفينة وأريد هذا لكن أنا قلق عليك والأطفال.
فقالت الزوجة:- عليك ان تتبع قلبك دائما إن كان هذا سيسعدك إذا خذ الوظيفة لكن عدني ستعود سالما لنا.
فقال جليفر :- شكرا جزيلا.
ودع جليفر عائلته وبدأ رحلته في البحار الجنوبية وكان أسعد رجل في العالم ولكنه لم يعلم التحدي التي ستواجهها.
وفي الليل هبت عاصفة وارتفعت المياه بشدة وضرب الموج جانب السفينة وسرعان ما تحطمت السفينة تماما وغرقت.
تعامل جليفر بكل قوته لينقذ نفسه من الغرق وبينما كان يفكر أن هذه هي النهاية دفعته موجة عملاقة إلى أعماق البحر.
ولحسن الحظ هذه لم تكن نهاية جليفر لقد قذف به البحر إلى شاطئ جزيرة وكان نائما بعمق وعندما فتح عينيه شعر شعر بشيء على ظهره لكنه كان مجهدا ولم يستيقظ.
مر بعض الوقت واستيقظ جليفر أخيرا وقال:- آه أنا متعب جدا، ماذا؟ لما أنا مقيد هكذا؟.
وعندما نظر للأسفل صدمه رؤية رجل صغير في حجم أصبعه وتقدم نحو وجهه كان جليفر مشوشا فقال:- هل أحلم؟ لماذا أحلم بناس صغار؟
فقال الرجل الصغير:- أيها العملاق لماذا جئت إلى جزيرتنا هل جئت لتأكلنا؟
فتعجب جليفر وقال:- ماذا؟ بالطبع لا.
فقال الرجل الصغير:- هل تتجسس على الجزيرة؟
فقال جليفر :- أي جزيرة؟
فقال الرجل الصغير:- جزيرة ليليوت لحظة لقد أخبرتك بهذا هل تعمل لدى بليفسكو؟
فقال جليفر :- ماذا؟ من؟
فقال الرجل الصغير:- أيها العملاق أخبرني خطتك.
فقال جليفر :- اسمي ليمويل جليفر وليس عملاقا وأنا متعب ولا أعرف كيف أتيت إلى هنا وكل ما أتذكره هو تحطم سفينتي في بحر الجنوب وبعدها غرقت.
شعر الجندي أن جليفر لا يكذب فقال بحزم:- سنأخذ جليفر معنا إلى المدينة حتى يقرر الملك مصيره.
عدد هائل من الأحصنة كان يجر العربة التي عليها جليفر ومرة جليفر عبر المدينة وكان لا يصدق عينيه وقال لنفسه:- كل أهل المدينة الصغار وينظرون إلي وكأنني غريب هذا عجيبا إذا كان أحدهم غريبا عليك فأنت غريب عليه كذلك بالتأكيد أنها وجهة بطل.
عندما وصلوا إلى الملك قال الجندي:- مولاي يقول هذا الرجل إنه لا يمثل خطرا ويقول إن سفينته قد تحطمت في بحر الجنوب وقد ضل الطريق.
فقال الملك:- لا يمكننا الوثوق به أنه يمثل خطرا علينا ماذا لو أرسلته بليفسكو حتى يأكلنا.
فقال الجندي:- مولاي إنه لا يعرف بليفسكو واعتقد أنه ليس شريرا.
فقال الملك:- أخبرني يا وزير أتظنه جديرا بالثقة؟
فقال الوزير:- يبدو أنه خائف ومشوش وهو ضيفنا يا مولاي أنه يستحق فرصة لإثبات نيته.
صعد الملك على جليفر وكان مرتابا من ضخامة رأسه فقال جليفر لنفسه:- مؤكد هذا هو الملك علينا أكون لطيفا.
وبعدها قال للملك:- أرسل إليك تحيات إنجلترا يا مولاي اسمي لميول جليفر لقد زرت بلادا بعيدة يا مولاي والحقيقة مملكتك هي أجمل مكان لم ارى مثلها أبدا.
فقال الملك:- إنها جزيرة ليليبوت نحن صغار بالنسبة لحجمك لكننا محاربون أشداء.
فقال جليفر :- أنا لا أشك في ذلك يا مولاي لكن المحاربين قلوبهم رحيمة أتمنى أن تعطيني تلك المدينة الجميلة فرصة لإثبات حسن نيتي وان تقبلوني ضيفا عندكم.
فقال الملك لنفسه:- الناس يراقبون علي ألا أتسرع في القرار.
بعدها قال الملك بصوت مرتفع:- إنه ضيفنا وعلينا أن نعامله باحترام لكن من أجل أمان المملكة سنحد من حركة جليفر بالقيود إلى أن نعرف كل شيء عن مكان قدومه.
هلل الناس لقرار الملك وشعر جليفر بالراحة أقام جليفر في معبد قديم بالقرب من المدينة كان المكان الوحيد الذي استوعب حجمه.
علقت كرة حديدية بقدم لتحد من حركته واعتنى أهل البلدة بضيفهم العملاق وكانوا يحضرون عربات كثيرة محملة بالطعام.
وصنعوا له ثيابا جديدة وكانوا يتجمعون يوميا ليتحدثوا مع ضيفهم وكان جليفر يحكي لهم قصصا مثيرة وهم يضحكون وكان يحملهم في يده ليتمكنوا من رؤية المدينة من أعلى.
وفي يوم كان هناك حدث كبير في المدينة وكان أهل المدينة يمشون على حبل مشدود على ارتفاع كبير وكانوا خائفين حينها لم يفهم جليفر وسأل الملك عما يحدث.
قال الملك حينها:- أهل جزيرتنا شجعان وأشداء وما تراه أمامك أيها العملاق جليفر هو اختبار الشجاعة والولاء من ينجح في الاختبار يصبح وزير الدفاع.
فقال جليفر:- لكن يا مولاي هذا خطير الحبل مرتفع جدا ماذا لو سقطوا؟ قد يصابون بأذى أو يفقدون حياتهم هل إثبات ولائهم أهم من حياتهم.
فقال الملك بتردد:- آه لكن راعيتي الشجعان وأشداء هي الطريقة الوحيدة لإثبات الشجاعة.
فكر جليفر قليلا وطلب من الوزير أن يحضر حبل ورحب الوزير بالمساعدة فقد كان يكره هذا الاختبار أيضا.
قطع جليفر الحبل إلى قطع قصيرة وكثيرة وصنع شبكة للحماية ووضع الشبكة تحت الحبل المشدود.
وقال جليفر :- هكذا تفضلوا الآن يمكن أن يشارك أهل البلدة دون أن يتعرضوا للخطر وستحصل المملكة على وزير الدفاع.
هلل الناس فرحين باختراع جليفر وكافأه الملك بإزالة الكرة الحديدية من قدمه وتجول جليفر في الجزيرة بحرية وكان سعيدا جدا.
وبمرور الوقت أحبه الناس بشدة وكان الملك يستشيره في أمور الحكم وعرف جليفر بأمر جزيرة بليفسكو المعادية.
دجل الجزيرتين حروب ضد بعضهم لسنوات عديدة وسمع جليفر كل القصص باهتمام شديد وفي يوم تم استدعاء جليفر إلى القصر.
وعندما ذهب جليفر إلى الملك قال له الملك:- أرجوك يا جليفر ساعدنا نتعرض لهجوم من بليفسكو.
أسرع جليفر إلى الشاطئ ورأى أسطولا يتجه نحوهم وكان أسطول حربي لقد كان غزوا.
توجه جليفر نحو السفن ومعه حبال وصدم الأعداء عندما رأوا جليفر فقال القائد:- ما هذا؟ كيف يكون بهذا الحجم؟ هجوم.
لكن هجوم السفن كان بلا فائدة وربط جليفر السفن بالحبال وسحبها خلفه بمنتهى السهولة ووصل بها إلى شاطئ جزيرته.
هلل الناس من أجل جليفر لقد أنقذ حياتهم فقال الملك حينها:- أحسنت يا جليفر لكن لما توقفت أحضر كل سفن الأعداء وهكذا لن يتمكنوا من محاربتنا مرة أخرى في المستقبل.
فقال جليفر :- لكن يا مولاي هذا ليس عدلا فقد يحتاجون السفن ليدافعوا عن أنفسهم ضد الأعداء لقد أحضرت السفن التي هاجمتنا ولكن البقية لم تغادر جزيرتهم ولا يمكن أن أحضرها.
غضب الملك لأن جليفر لم يطع أوامره ومر بعض الوقت وجاء الوزير يبحث عن جليفر وقال الوزير:- جليفر اسمعني.
فقال جليفر :- أهلا يا وزير لما تهمس إلى؟
فقال الوزير:- لا يجب أن يعلم أحد بقدومي جئت أبلغك برسالة مهمة سمعت الملك وهو يناقش أمرك أنه غاضب منك.
فقال جليفر :- لكن لماذا؟
فقال الوزير:- لأنك لم تنفذ أوامره ولم تحضر كل السفن من بليفسكو أنصت إلى عليك أن ترحل عن هنا حالا لم تعد الجزيرة آمنة.
فقال جليفر :- لكن إلى أين أذهب؟
فقال الوزير:- إلى بليفسكو سمعت أحد الرهائن في السجن قال إنه سيخبر ملك بليفسكو عن أخلاقك الحميدة اطلب منهم أن يبنوا لك قاربا لتعود به أنهم أعداؤنا لكنك صديقي وأنا قلق عليك.
فقال جليفر :- شكرا يا وزير على أن أغادر حالا لن أنساك أبدا يا صديقي.
فقال الوزير:- لن أنساك أبدا أيضا أيها العملاق والطيب.
رحل جليفر سريعا إلى بليفسكو وسار عبر البحر العميق ووصل إلى شاطئ بليفسكو وجد الملك واقفا ومعه جيشه بالكامل.
فقال جليفر لنفسه:- مؤكد علموا أني قادم لماذا لم يهاجموني؟
فقال جليفر بصوت مرتفع:- مولاي أنا لم اتي للقتال أنا جليفر وجئت إليك اطلب المساعدة.
فقال الملك:- بالطبع أنقذت سفننا وجنودنا ولم ترض بأن تأخذ كل السفن على أن أشكرك يا جليفر وأتمنى أن نكون أصدقاء.
فقال جليفر :- على الرحب يا مولاي.
فقال الملك:- أعدوا مكانا لإقامة جوليفر .
في التالي كان جليفر واقفا على الشاطئ وفجأة رأى شيئا طافيا على سطح المياه فقال جليفر :- هل هذا قارب؟
أسرع إلى الملك وعلى الفور أمر الملك اسطولة بالذهاب وإحضار القارب الطافي إلى الشاطئ وطلب من رجاله أن يساعدوا جليفر في إصلاح القارب ووعده بأن يقدم له كل ما يحتاج.
كان جليفر سعيدا لأنه سيرى عائلته مرة أخرى واستغرقوا أسبوعا في إصلاح القارب وكان القارب قويا وكبيرا بما يكفي وأمر الملك بأن يملأ القارب بكل أنواع الطعام والشراب والفاكهة.
فقال جليفر للملك:- لن أنسى كرمك هذا أبدا يا مولاي.
فقال الملك:- أنت رجل شهم جدا يا جليفر ونحن أيضا لن ننساك رحلة سعيدة يا صديقي.
ودع جليفر أهل بليفسكو وأصبح لديه قصص مثيرة يحكيها وعندما وصل إلى البيت عانق زوجته وأولاده بشدة. وعاد إلى إنجلترا في 24 أبريل في عام 1702.