شارع 7 | نعم للحجاب وإن أدى إلى الطلاق

الحجاب بمعنى تغطية جسم المرأة كله سوى الوجه والكفين فريضة إسلامية محكمة، نص عليها القرآن الكريم، وأكدتها السنة النبوية، والتزم بها نساء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وأجمع عليها الفقهاء،وأقرت بقيمتها الفطر السليمة.

وهذه الفريضة الإلهية لا تحتاج إذنا ولا استئذانا من بشر؛ لأن الذي فرضها هو رب البشر جميعا، فعلى كل مسلمة تلبية نداء الله عز وجل، ولتعلم زوجها أن الله تعالى الذي فرض عليها طاعة زوجها هو الذي منعها من طاعته إذا أمر بمعصية، ولتعلمه أنها ستحاسب بين يدي الله وحدها ،وأن أحدا لن يدفع عنها عقاب الله يومها، ولن يستطيع،كما قال تعالى:( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ). وقال تعالى 🙁 يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * ) سورة عبس

وإذا كان الزوج ينكر أثر الحجاب في استقامة المجتمع.

-فمن ذا الذي ينكر أثر الحجاب في العفة والطهارة ومحاربة الرذائل؟

-ومن ذا الذي ينكر أثر التبرج في إشاعة الفواحش والرذائل؟

-ومن ذا الذي ينكر إجماع المسلمين على فرضية الحجاب؟

ليس ينكر هذا إلا من أنكر الشمس في ضحاها.

فإن قال قائل للمرأة التي تريد الحجاب ولا يقبل زوجها ( ابحثي عن الحسنات في واد آخر) فهذا قول يدل على فساد الثقافة الإسلامية، والأمية الفقهية؛ لأن الحجاب ليس فضيلة من الفضائل تعدلها فضيلة أخرى، ولكنه واجب مقدس، وفريضة محكمة ليس بالخيار، وحتى لو لم يكن من وراء لبسه حسنة واحدة!

وإن قال قائل للمرأة التي تريد الحجاب وزوجها لا يقبل، بأن زوجها هو الذي سيبوأ بإثمها فهو قول خطأ غير صحيح،ويكفي في الرد عليه قوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {12} وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ).

ولا يكن للشيطان مدخلا في هذا الموضوع فيزين للزوجة أن الحجاب الذي تريده سبب في فتور علاقتها بزوجها؛ فإن زوجها إذا خلا بها في بيتها فإنه يراها في أبهى صورة وأحلاها، ويسمع منها أجمل الكلمات وأعذبها، ويقع عينه على ما يحب منها، أما الحجاب فهو أمام الناس في الشارع، أم تراك أيتها الزوجة تلبسين الحجاب في بيتك، ومخدعك؟!

ثم إن المرأة قادرة على أن تجعل من الحجاب وسيلة تستميل بها زوجها إليه ، فتتدلل عليه بأنه لا يرى أحد منها شيئا سواه، وبأنها لا تتزين إلا لحبيبها وقرة عينها، وتحجب هذه الزينة عن غيره.

إن الله تعالى حين مدح الحور العين قال : (قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ) أي أنهن لا يرين سوى أزواجهن.

ومن ذا الذي لا يحب أن تكون زوجته درة مصونة لا يراها غيره.

إن الرجل إذا اشترى فاكهة يجتهد في تغطيتها من بين المارة فكيف بالزوجة؟

والواجب على المسلمة أن تستكمل حجابها حتى يكون سابغا لا يظهر سوى الوجه والكفين، كثيفا سميكا لا يصف ولا يشف، فضفاضا واسعا لا يحدد الأجزاء.

وعليها أن تتوب من تكشفها سابقا حتى يمحو الله ذنبها، ويغفر زلتها وإلا أخذت بما كان منها من تبرج.

ولتعلم الزوجة إنه من أرضى الله لسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن أرضى الناس لسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه.