إخفاء
مقدمة عن القصة
وتعد قصة النملة والجندب بأنها من حكايات عربية رائعة تحكي عن جندب كسول تنصحه نملة بأن يجمع الطعام ليستعد لفصل الشتاء ولكن يسخر منها الجندب فماذا سيحدث في فصل الشتاء يا ترى هذا ما سنعرفه في حكاية من أجمل حكايات الأطفال.
القصة
في يوم من الأيام كان هناك جندب جالس ويقول :- الشمس والنسيم والعشب أن هذا هو امتع شيء في العالم إنه وقت الصيف أنه العشب والفاكهة وعشب أكثر.
هذا هو راجو وراجو هو جندب يحب الغناء واللعب وعدم فعل أي شيء والاسترخاء ويحب الصيف والعشب الأخضر أن راجو جندب سعيد.
وأثناء ما كان يسير راجو وهو يقول :- ياه أحب الصيف ورائحة العشب الناضر والفاكهة الفاكهة المتحركة! ماذا؟ كيف تتحرك الفاكهة؟
كان راجو خائفا واقترب من الفاكهة المتحركة في حذر وقال راجو :- أيتها الفاكهة اخبريني ماذا تكونين؟ هل أنتي شبح أم ساحرة.
استمرت الفاكهة في الاقتراب من راجو وانزلقت ببطء على العشب الأخضر وفجأة صرخ راجو وقال بخوف :- النجدة أن الفاكهة تهاجمني النجدة أنها تهاجمني، لحظة ما هذا الصوت؟
انصت راجو إلى الصوت فسمع أصوات ضحك واكتشف السبب نمل كثير كان تحت الفاكهة وتسخر من راجو وقالت نمله منهم :- هل تخاف من الفاكهة يا راجو؟
فقال راجو وهو يضحك :- لم أكن خائفا ألا تعرفين؟ أنا جندب من المفترض أنني أجري وأقفز.
فضحكت نملة أخرى بسخرية وقالت :- نعم نعم يا سيد راجو هل أنت متأكد من أنك لم تكن خائفا؟
فقال راجو بضحك :- أوه هذا أكيد القفز هو مهنتي أيها السخيف كما أن مهنتكم هي أن تتجمعوا لتحملوا ثمرة واحدة أما أنا فكبير وقوي ولا احتاج مساعدة لكي أحمل ثمرة فهل تحتاجون مساعدة في أكل الثمرة؟
فقالت نملة ثالثة :- أنت مريض يا راجو لكننا لا نحملها حتى نأكلها بل نحن نجمعها انظر هناك.
كانوا يجمعون الطعام وتفاجأ راجو عندما رأى عشرات النمل يسيرون في طابور ويدخلون حفرة كبيرة في الأرض يحملون الطماطم والتوت والذرة والجزر أيضا.
كل نملة كانت تلقي ما معها وتعود لمساعدة الآخرين الطوابير كانت طويلة وشعر راجو حينها بالفضول فقال راجو للنمل :- ما الذي تفعلونه؟ ولماذا تضعون الطعام في الحفرة؟ هل الطعام فاسد؟
فقالت نملة :- لا على الإطلاق فنحن نخزن الطعام قريبا ينتهي الصيف وسيحل علينا الشتاء والطعام والعشب سيختفيان وعلينا أن نستعد لهذا والا سنجوع.
فقالت نملة أخرى :- راجو عليك جمع الطعام مثلنا فكل الفاكهة والعشب الأخضر سيختفي عند حلول الشتاء.
فقال راجو :- لا أنتم صغار جدا لهذا تحتاجون فصلا كاملا لجمع وتخزين الطعام أنا لا أحتاج سوى عدة أيام أما الآن سأستمتع بالنسيم واسترخي بجوار النهر.
عرف النمل إن راجو مخطئ في هذا وكانوا يعرفون أنه لن يستمع لهم فتمنوا له التوفيق وأكمل عملهم.
وقال بعدها راجو :- أنهم حمقى لا يستمتعون بالصيف والشتاء ليس خطيرا هكذا مؤكد لن أموت ومن المؤكد بأنني سأجد شيئا لآكله، لما القلق من المستقبل؟
لم يهتم راجو بنصيحة النمل فقفز ولعب طوال اليوم وآكل العشب النضر واسترخى على النهر واستمتع بيومه ومرت الأيام وازداد وزن راجو.
وفي يوم وهو مسترخ على العشب رأى طابورا طويلا من النمل يحملون الأغصان والأوراق.
فتعجب راجو كثيرا وقال :- ما هذا؟ وإلى أين تأخذون الأوراق والأغصان؟
فقالت نملة :- نحن نجمعها كي تحمينا من برد الشتاء عليك فعل المثل يا راجو إن الشتاء سيكون باردا.
فقال راجو واهو يضحك :- أن الشتاء بارد دائما وأنتم كثيرون جدا لهذا عليكم أن تعملوا بجد أما أنا فوحيد مؤكد أنني سأعثر على شيء.
عرفت النملة أن راجو لن ينصت لها واستعدت للرحيل وعندها تعثرت قدميها وسقطت النملة وبدأت تصرخ وتقول :- آه آه ساقي.
فسألتها نملة أخرى وقالت :- ماذا حدث وهل أنت بخير؟
فقالت النملة المصابة :- لا ساقي تؤلمني ولا أستطيع السير.
فقالت النملة الأخرى :- هيا تعال سنأخذك للبيت.
فقالت النملة المصابة :- لا أن البيت بعيد جدا وعليكم أن تحملوا الأغصان.
فقال راجو حينها :- لا عليك يمكنك الجلوس على ظهري وسأطير بك إلى البيت.
فقالت النملة حينها :- ياه! حقا ستفعل هذا؟
فقال راجو حينها :- نعم لم لا، هيا بنا إذا.
طار راجو والنملة على ظهره وكانت النملة سعيدة للغاية لأنها رأت الحقول الخضراء والشلالات والأنهار وشعرت بالنسيم على وجهها وعندما وصلوا رأى راجو مئات من النمل يحملون الأوراق ويلقونها في حفرة كبيرة.
تفاجأ راجو من هذا المشهد واقترب من الأرض وانزلقت النملة من على ظهره.
حينها قالت النملة :- شكرا يا سيد راجو.
فقال راجو حينها :- حسنا أيها الصغير أظن أنك استمتعت بالرحلة هيا اذهب واعتن بنفسك.
حينها قابل راجو نملة أخرى فقالت هذه النملة :- أهلا يا راجو هل بدأت في جمع الطعام والأوراق؟ واين ستبيت في الشتاء.
فكر راجو قليلا وقال :- أنا كبير وقوي وأظن أنني سأتصرف عندما يأتي الشتاء ولم الخوف من المستقبل؟
مرت الأيام وأوشك الصيف على الرحيل وبدأت الأوراق في التساقط وتغير لون العشب ووزن راجو استمر في الزيادة.
وذات يوم كان راجو مستلقى في الماء على ورقة جافة وهو ينظر إلى السماء ويأكل ما تبقى من الأوراق الخضراء وهو يقول :- أنا لم أعد أرى النمل ربما أخذوا بنصيحتي وقرروا الاستمتاع بالصيف أو ما تبقى منه فقط لقد فاتهم الكثير منه.
ثم جاء الشتاء وغطى الجليد الأرض واختفى العشب الأخضر والثمار النضرة بحث راجو مليا عن أي ورقة خضراء ولكنه لم يجد أي منها وبحث أيضا عن مكان دافئ لكن الجليد بنى طبقات سميكة فوق الأرض الدافئة.
مرت الأسابيع وأصبح راجو نحيفا وضعيفا بمرور الوقت ولم يجد مأوى أو الطعام ثم تذكر أن النمل جمع طعاما كثيرا وخزنه تحت الأرض.
ذهب إليهم راجو وطرق الباب وقال :- هل يسمعني أي أحد؟
فخرجت نملة وقالت :- من هناك ؟ ياه راجو ماذا حدث لك؟
فقال راجو :- إن الجو بارد جدا وأنا جائع هل لديكم مأوى وطعام لي؟
فقالت النملة حينها :- نعم لكن الشتاء بارد دائما يا أحمق؟ ألم تسخر مني وقلت هذا في الماضي؟ كنت دائما تقول لما الخوف من المستقبل فماذا حدث الآن؟
فقال راجو حينها :- أنا أدركت الخطأ وكان يجب أن استعد للشتاء، رجاء أعطني بعض الطعام.
وبسبب الضجة خرجت الملكة وبقية النمل من الحفرة وقالت نملة أخرى :- أن الطعام ملك للنمل وحتى إن أعطيناك القليل فلن يمكنك أن تعيش معنا. أن المكان صغير عليك.
فقال راجو حينها :- لكن أنا ….
وسقط راجو على الأرض فجأة فقالت النملة حينها :- ماذا حدث لك؟
وقالت نملة أخرى :- يا خبر! علينا إنقاذه وإلا سوف يموت لا يمكن هذا لقد ساعدني مرة عندما أصيبت ساقي.
وحكت النملة ما حدث للملكة وأخبرتها كيف ساعدها راجو عندما كانت مصابة حينها فكرت الملكة قليلا وقالت :- مم احضروا بعض الأوراق ولفوه بها وابنوا له بيتا صغيرا من الأغصان التي لدينا بسرعة وهذا سيبقيه دافئا ولدينا طعام سنشاركه معه.
لف النمل راجو بالأوراق حتى يتدفأ وبنوا له بيتا من الأغصان ووضعوا راجو في داخله وأطعموه حساء ساخنا وبعض الفاكهة وسريعا استعاد راجو عافيته ويحنها قال راجو :- شكرا يا مولاتي شكرا على إنقاذي أنا مدين لك بحياتي.
فقالت الملكة حينها :- أنت حشرة لطيفة يا راجو فقد قدمت المساعدة لأحد أفراد رعيتي وسنساعدك هذا الشتاء لكن تذكر عليك أن تستعد للمستقبل.
فقال راجو حينها :- لقد تعلمت يا مولاتي علينا أن لا نقلق ولكن علينا أن نستعد دائما للمستقبل ولا نتكاسل.