شارع 7 | الجزء الثاني من قصة جرة الزيتون في عهد هارون الرشيد قصص اطفال اسلامية

مقدمة القصة

في الجزء الأول من القصة علمنا ماذا حدث مع علي وكيف سُرق منه الذهب وكيف كان رد صديقة التاجر علي اتهماته ، وفي هذا الجزء سنرى كيف سيساعد هارون الرشيد علي في استرداد ماله بالكامل وهو الألف قطعة ذهبية وكيف سينكشف سر التاجر في سرقة الذهب من جرة الزيتون .

 

الجزء الثاني من قصة جرة الزيتون في عهد هارون الرشيد
الجزء الثاني من قصة جرة الزيتون في عهد هارون الرشيد قصص اطفال اسلامية

القصة

ذهب علي للقاضي ليشتكي له ظلم هذا التاجر له ويطلب منه مساعدته في إرجاع ماله المسروق ، أتي القاضي بالتاجر لمواجهة الطرفين ببعضهم ، سأل القاضي علي :” هل لديك شهود على أنه أخذ منك الجرة ؟” ، فأجاب علي أنه لم يأخذ هذا الإجراء حيث إنه كان يثق في التاجر ويعتبره صديقة ولم يكن يخونه وكان يظنه رجل نزيه .

فوجه القاضي سؤاله لتاجر عن ما رأيت بما وجه إليه من اتهامات صديقة علي له ؟
بدأ التاجر دفاعه عن نفسه بمثل ما قاله لعلي وأنه على الرغم من أنه احتفظ بجرة علي في أحد مخازنه ، إلا أنه لم يتدخل في هذا الأمر مطلقًا . وأقسم التاجر علي أنه لم يعلم بأمر الذهب الموجود في الجرة ، كل ما كان يعلمه عن الجرة أنها تحتوي فقط على الزيتون .

فقال القاضي إذا ( البينة على من ادعى واليمين على من أنكر ).
فأمر القاضي التاجر بأن يقسم ، فأقسم التاجر علي أنه لم يكن يعلم بوجود الألف قطعة ذهبية في الجرة ، فلم يكن للقاضي ما يمكنه فعله لمساعدة علي ، وأمر القاضي بإنهاء القضية لعدم وجود أدلة كافية لإدانة التاجر .

أصبح علي منزعج كثيراً وعاد إلى مسكنه وهو يفكر في حل آخر ، وفي اليوم التالي ذهب علي إلى قصر الحاكم وهو هارون الرشيد المعروف بعدله وذكائه ، وقام بتقديم شكوته في التاجر وتم تحديد له موعد في اليوم التالي وتم إرسال طلب حضور لتاجر أيضاً .

وفي مساء اليوم نفسه الذي قدم فيه علي شكوته للحاكم ، كان هارون الرشيد يتجول كعادته في البلدة متنكراً هو ورئيس وزرائه ، وأثناء تجولهم صادفهم بعض الأطفال وهم يلعبون وسمع الملك أحد الأطفال يقول :” هيا نلعب لعبة المحكمة ” .

عندما نوقشت قضية علي والتاجر على نطاق واسع في بغداد ، اتفق الأطفال بسرعة على الجزء الذي كان يجب على كل واحد التصرف فيه والشخصيات الذي سيمثلها كل طفل .

توقف هارون الرشيد لكي يرى كيف سيحل الأطفال القضية الذي سينظر فيها غداً .

وبدأ الأطفال في اللعب وعرض الطفل المتمثل في شخصية علي بقص شكوته علي الطفل المتمثل في شخصية القاضي ومن ثم قال القاضي الطفل الذي يقدم شخصية التاجر :” لماذا لم ترد المال ؟” وأعطي الطفل التاجر نفس الأسباب الذي قدمها التاجر الحقيقي ، ولكن الطفل القاضي قال قبل البدء في القسم أود أن أرى جرة الزيتون ، فتظاهر الطفل علي بأنه ذهب وأتي بالجرة ووضعها أمام القاضي ، فطلب الطفل القاضي من الطفل التاجر بأن يتأكد أن هذه هي الجرة الذي أتمنة عليه علي ، فأقر الطفل التاجر بأنها هي الجرة ، فقام القاضي الطفل بأمر علي بأن يفتح الجرة ، وقام الطفل القاضي وكأنه يتذوق الزيتون ، ثم قال ” أنه زيتون جيد وطازج ولا أظنه بقي 7 سنين في تلك الجرة ، لذا يتوجب علينا دعوة بعض تجار الزيتون والسماع إلى رأيهم في شأن الزيتون الطازج مدة سبع سنين !”.

تقدم اثنان من الصبية الآخرين ، متنكرين في زي تجار الزيتون ، سألهم القاضي الطفل ” إلى متى يبقى الزيتون صالحة للأكل ؟” ، أجاب أحد التجار من الأطفال قائلا :” سيدي ، أن الزيتون مهما بلغت درجة رعايته لا يمكن أن يحفظ طعمة ولا لونه في سنته الثالثة ” ، أجاب القاضي “إذا كان الأمر كذلك” ، ففحص هذه الجرة وأخبرني كم من الوقت مضى منذ أن وضع الزيتون بها .

تظاهر اثنين من التجار الأطفال لفحص وتذوق الزيتون . وقالوا للقاضي أنه زيتون طازج ويصلح للأكل ، فرد القاضي الطفل قائلاً ” هل عمر هذا الزيتون يمكن أن يكون سبع سنين ؟”.

أجاب التجار ” أن هذا الزيتون من محصول هذا العام ويمكن أن تسأل أي تاجر زيتون ذو سمعة طيبة في بغداد وسيقول نفس الشيء ” ، فأشار القاضي الطفل بأصبع الاتهام علي التاجر بأنه السارق وأنه يستحق العقاب وتظاهر الأطفال بسجن التاجر ، واختتم الأطفال لعبهم بالتصفيق وفرحهم لحل القضية الذي ذاع صيتها في بغداد .

لا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى إعجاب الملك بالصبي الذي لعب دور القاضي ، حيث إنه ساعد الملك في حل أحد القضايا الكبرى التي تشغل رأي العامة برغم من صغر سنه .

طلب الخليفة هارون الرشيد من وزيرة بأن يأتي بهذا الطفل في اليوم التالي إلى القصر حتى يكون أحد القضاة الذين سيحضرون للفصل في قضية علي والتاجر ، وأيضاً عليه تذكير علي الحقيقي بإحضار جرة الزيتون كما هي معه ، وأخبر الخليفة وزيرة أيضاً بأن لا ينسى أن يأتي باثنين من الخبراء متخصصين لفحص الزيتون .

وفي اليوم التالي ، دافع علي والتاجر واحداً تلو الآخر في القصر أمام الخليفة هارون الرشيد وبجانبه الصبي ، وبعد الكثير من الاتهامات لتاجر وردة علي كلام علي مثلما حدث من قبل فقام التاجر باقترحة علي المحكمة بأن يقسم كما فعل في السابق أمام القاضي ، فقال الطفل ، “إنه من المبكر جدًا . من المناسب أن نرى جرة الزيتون أولا “.

فقام علي بتقديم جرة الزيتون ووضعها أمام الخليفة والصبي الصغير . فسأل الصبي الصغير التاجر عن ما إذا كانت هذه هي الجرة الذي يدور حولها القضية ؟ وهل هي نفس الجرة التي ظلت عند التاجر سبع سنوات ؟، فقال التاجر ” نعم ، هي نفس الجرة “.

ثم قام الخليفة بفتح الجرة وأخرج بعض الزيتون ونظر إليه ، ومن ثم قام بتذوق شيء من الزيتون وأعطي الصبي الصغير أخرى ،بعد ذلك قام الخليفة باستدعاء الخبراء المتخصصين لفحص الزيتون للفصل في شأن كم عمر هذا الزيتون .

رأى هذا التاجر البائس المتهم في القضية بأن آراء الخبراء ستدينه . فأعترف التاجر بجريمته ، وأخبرهم عن مكان الألف عملة ذهبية وتم العثور على الذهب بسرعة وأعادته إلى علي .

فقال الخليفة لهذا التاجر المحتال بأن اعترافه بخطيئته سيخفف حكم عقابه ولكن سيعاقب لا محاله ، والتفت الخليفة إلى القاضي الذي حكم في القضية من قبل ونصحه بأخذ درس من الطفل حتى يؤدي واجبه بشكل أكثر دقة في المستقبل. وقام الخليفة هارون الرشيد باحتضان الصبي ، وكافئة الخليفة بمائة قطعة من الذهب كرمز لإعجابه وبذكائه .