مقدمة القصة
في الجزء الأول من القصة علمنا ماذا حدث مع علي وكيف سُرق منه الذهب وكيف كان رد صديقة التاجر علي اتهماته ، وفي هذا الجزء سنرى كيف سيساعد هارون الرشيد علي في استرداد ماله بالكامل وهو الألف قطعة ذهبية وكيف سينكشف سر التاجر في سرقة الذهب من جرة الزيتون .
القصة
ذهب علي للقاضي ليشتكي له ظلم هذا التاجر له ويطلب منه مساعدته في إرجاع ماله المسروق ، أتي القاضي بالتاجر لمواجهة الطرفين ببعضهم ، سأل القاضي علي :” هل لديك شهود على أنه أخذ منك الجرة ؟” ، فأجاب علي أنه لم يأخذ هذا الإجراء حيث إنه كان يثق في التاجر ويعتبره صديقة ولم يكن يخونه وكان يظنه رجل نزيه .
فوجه القاضي سؤاله لتاجر عن ما رأيت بما وجه إليه من اتهامات صديقة علي له ؟
بدأ التاجر دفاعه عن نفسه بمثل ما قاله لعلي وأنه على الرغم من أنه احتفظ بجرة علي في أحد مخازنه ، إلا أنه لم يتدخل في هذا الأمر مطلقًا . وأقسم التاجر علي أنه لم يعلم بأمر الذهب الموجود في الجرة ، كل ما كان يعلمه عن الجرة أنها تحتوي فقط على الزيتون .
فقال القاضي إذا ( البينة على من ادعى واليمين على من أنكر ).
فأمر القاضي التاجر بأن يقسم ، فأقسم التاجر علي أنه لم يكن يعلم بوجود الألف قطعة ذهبية في الجرة ، فلم يكن للقاضي ما يمكنه فعله لمساعدة علي ، وأمر القاضي بإنهاء القضية لعدم وجود أدلة كافية لإدانة التاجر .
أصبح علي منزعج كثيراً وعاد إلى مسكنه وهو يفكر في حل آخر ، وفي اليوم التالي ذهب علي إلى قصر الحاكم وهو هارون الرشيد المعروف بعدله وذكائه ، وقام بتقديم شكوته في التاجر وتم تحديد له موعد في اليوم التالي وتم إرسال طلب حضور لتاجر أيضاً .
وفي مساء اليوم نفسه الذي قدم فيه علي شكوته للحاكم ، كان هارون الرشيد يتجول كعادته في البلدة متنكراً هو ورئيس وزرائه ، وأثناء تجولهم صادفهم بعض الأطفال وهم يلعبون وسمع الملك أحد الأطفال يقول :” هيا نلعب لعبة المحكمة ” .
عندما نوقشت قضية علي والتاجر على نطاق واسع في بغداد ، اتفق الأطفال بسرعة على الجزء الذي كان يجب على كل واحد التصرف فيه والشخصيات الذي سيمثلها كل طفل .
توقف هارون الرشيد لكي يرى كيف سيحل الأطفال القضية الذي سينظر فيها غداً .
وبدأ الأطفال في اللعب وعرض الطفل المتمثل في شخصية علي بقص شكوته علي الطفل المتمثل في شخصية القاضي ومن ثم قال القاضي الطفل الذي يقدم شخصية التاجر :” لماذا لم ترد المال ؟” وأعطي الطفل التاجر نفس الأسباب الذي قدمها التاجر الحقيقي ، ولكن الطفل القاضي قال قبل البدء في القسم أود أن أرى جرة الزيتون ، فتظاهر الطفل علي بأنه ذهب وأتي بالجرة ووضعها أمام القاضي ، فطلب الطفل القاضي من الطفل التاجر بأن يتأكد أن هذه هي الجرة الذي أتمنة عليه علي ، فأقر الطفل التاجر بأنها هي الجرة ، فقام القاضي الطفل بأمر علي بأن يفتح الجرة ، وقام الطفل القاضي وكأنه يتذوق الزيتون ، ثم قال ” أنه زيتون جيد وطازج ولا أظنه بقي 7 سنين في تلك الجرة ، لذا يتوجب علينا دعوة بعض تجار الزيتون والسماع إلى رأيهم في شأن الزيتون الطازج مدة سبع سنين !”.
تقدم اثنان من الصبية الآخرين ، متنكرين في زي تجار الزيتون ، سألهم القاضي الطفل ” إلى متى يبقى الزيتون صالحة للأكل ؟” ، أجاب أحد التجار من الأطفال قائلا :” سيدي ، أن الزيتون مهما بلغت درجة رعايته لا يمكن أن يحفظ طعمة ولا لونه في سنته الثالثة ” ، أجاب القاضي “إذا كان الأمر كذلك” ، ففحص هذه الجرة وأخبرني كم من الوقت مضى منذ أن وضع الزيتون بها .
تظاهر اثنين من التجار الأطفال لفحص وتذوق الزيتون . وقالوا للقاضي أنه زيتون طازج ويصلح للأكل ، فرد القاضي الطفل قائلاً ” هل عمر هذا الزيتون يمكن أن يكون سبع سنين ؟”.
أجاب التجار ” أن هذا الزيتون من محصول هذا العام ويمكن أن تسأل أي تاجر زيتون ذو سمعة طيبة في بغداد وسيقول نفس الشيء ” ، فأشار القاضي الطفل بأصبع الاتهام علي التاجر بأنه السارق وأنه يستحق العقاب وتظاهر الأطفال بسجن التاجر ، واختتم الأطفال لعبهم بالتصفيق وفرحهم لحل القضية الذي ذاع صيتها في بغداد .
لا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى إعجاب الملك بالصبي الذي لعب دور القاضي ، حيث إنه ساعد الملك في حل أحد القضايا الكبرى التي تشغل رأي العامة برغم من صغر سنه .
طلب الخليفة هارون الرشيد من وزيرة بأن يأتي بهذا الطفل في اليوم التالي إلى القصر حتى يكون أحد القضاة الذين سيحضرون للفصل في قضية علي والتاجر ، وأيضاً عليه تذكير علي الحقيقي بإحضار جرة الزيتون كما هي معه ، وأخبر الخليفة وزيرة أيضاً بأن لا ينسى أن يأتي باثنين من الخبراء متخصصين لفحص الزيتون .
وفي اليوم التالي ، دافع علي والتاجر واحداً تلو الآخر في القصر أمام الخليفة هارون الرشيد وبجانبه الصبي ، وبعد الكثير من الاتهامات لتاجر وردة علي كلام علي مثلما حدث من قبل فقام التاجر باقترحة علي المحكمة بأن يقسم كما فعل في السابق أمام القاضي ، فقال الطفل ، “إنه من المبكر جدًا . من المناسب أن نرى جرة الزيتون أولا “.
فقام علي بتقديم جرة الزيتون ووضعها أمام الخليفة والصبي الصغير . فسأل الصبي الصغير التاجر عن ما إذا كانت هذه هي الجرة الذي يدور حولها القضية ؟ وهل هي نفس الجرة التي ظلت عند التاجر سبع سنوات ؟، فقال التاجر ” نعم ، هي نفس الجرة “.
ثم قام الخليفة بفتح الجرة وأخرج بعض الزيتون ونظر إليه ، ومن ثم قام بتذوق شيء من الزيتون وأعطي الصبي الصغير أخرى ،بعد ذلك قام الخليفة باستدعاء الخبراء المتخصصين لفحص الزيتون للفصل في شأن كم عمر هذا الزيتون .
رأى هذا التاجر البائس المتهم في القضية بأن آراء الخبراء ستدينه . فأعترف التاجر بجريمته ، وأخبرهم عن مكان الألف عملة ذهبية وتم العثور على الذهب بسرعة وأعادته إلى علي .
فقال الخليفة لهذا التاجر المحتال بأن اعترافه بخطيئته سيخفف حكم عقابه ولكن سيعاقب لا محاله ، والتفت الخليفة إلى القاضي الذي حكم في القضية من قبل ونصحه بأخذ درس من الطفل حتى يؤدي واجبه بشكل أكثر دقة في المستقبل. وقام الخليفة هارون الرشيد باحتضان الصبي ، وكافئة الخليفة بمائة قطعة من الذهب كرمز لإعجابه وبذكائه .
One thought on “شارع 7 | الجزء الثاني من قصة جرة الزيتون في عهد هارون الرشيد قصص اطفال اسلامية”
اترك تعليقاً إلغاء الرد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
[…] شارع 7 | الجزء الثاني من قصة جرة الزيتون في عهد هارون الر… […]