قصة شيقة تمتزج فيها روح عيد الميلاد بتراث اليابان في العصور القديمة

by ahmed mohamed
3 minutes read

0
(0)

في عام 1900، قام شيندو نوبويوشي بنشر سانتا كورو، أحد أوائل الكتب اليابانية التي ظهرت فيها شخصية سانتا كلوز، وتتناقض قصة الكتاب البسيطة وموضوعه القوي المتعلق بالدين المسيحي بشكل حاد مع احتفالات اليابان بعيد الميلاد اليوم والتي يمكن وصفها بالعلمانية إلى حد كبير، كما أنه يقدم لمحة رائعة عن مظاهر الاحتفال بعطلة عيد الميلاد إلى جانب نمط الحياة الريفية خلال عصر ميجي (1868-1912).

يظهر سانتا كلوز على الغلاف الداخلي للكتاب. (الصورة إهداء من مكتبة البرلمان الوطني)
تبدأ الحكاية في أمسية تتساقط فيها الثلوج في منزل هاياشي في جبال محافظة ناغانو، المنزل تسكنه عائلة مسيحية متدينة مكونة من ثلاثة أفراد الأب والأم والابن مينئيتشي البالغ من العمر ثماني سنوات، يجلسون حول الموقد يتحدثون ويضحكون. هذا المشهد الذي يبث الدفء في القلوب يتخذ منعطفًا مفاجئًا ومثيرًا عندما يأتي كلب العائلة بوتشي ليضع قبعة شخص ما عند قدمي الصبي.
حينها يدرك الأب أن شخصًا ما في خطر، فيقوم بتجهيز المزلقة، ويندفع مع مينئيتشي مسرعين وراء بوتشي في الظلام العاصف، ليدلّهم الكلب في النهاية على مسافر تقطّعت به السبل مستلقيًا فاقدًا للوعي في الثلج العميق، فيقومان على الفور بأخذ ذلك الغريب الذي تجمد من شدة البرودة إلى المنزل، وفي محاولة يائسة منها لإنقاذ حياته، تقوم الأم بتدفئته عن طريق حرق الكثير من القش في الموقد بشكل محموم. بعد مرور لحظات ثقيلة بدا فيها وكأن كل شيء قد انتهى، يفتح المسافر عينيه.
هذا الرجل الغريب كان إيغوتشي غوهي، مزارع يبلغ من العمر 50 عامًا من قرية بعيدة. بعد الكثير من الابتهاج بمعجزة عودة الرجل للحياة، قامت عائلة هاياشي بمشاركة معتقداتها الدينية مع صديقهم الجديد، فأصابه الذهول لا سيما وأنه من أتباع الديانة الشنتوية الأصلية وشعر بشيء من الخوف على سلامته الروحية. بعد مرور ثلاثة أيام تعافى خلالها غوهي، عبّر عن شكره العميق وامتنانه للعائلة لإنقاذها حياته ثم عاد إلى منزله.
مرّت الأيام وجاء الربيع، كانت حياة عائلة هاياشي تسير بشكل رائع، فالأب يحرث الحقول والأم ترعى دودة القز، ومينئيتشي منشغل في المدرسة. لكن كعادتها، تأخذ الحياة منعطفًا مأساويًا مفاجئًا عندما يمرض الأب في ظروف غامضة، فتستدعي العائلة الطبيب ثم القس ثم تلجأ إلى طبيب آخر، لكن حالته تزداد سوءًا. تتبدل الفصول وفي النهاية يأتي فصل الخريف، فيسترد الأب عافيته بشكل مذهل جعل الجميع، بما في ذلك القس، يذرف دموع الفرح.
إلا أن سعادة العائلة ما لبثت أن تحولت إلى كآبة، عندما أدركوا أن الحقول لم تُزرع هذا العام وأن الأسرة ليس لديها ما يكفي من المال ولا الطعام لفصل الشتاء القادم. لكن سرعان ما طغت على هذه المخاوف حقيقة أخرى أكثر مراراً ألا وهي أن مينئيتشي الصغير لن يحصل على أي هدايا في عيد الميلاد.
بعد ذلك، وفي عشية عيد الميلاد، ظهر من جديد صديقهم غوهي حاملاً ثلاثة أكياس هدايا كبيرة وحزمتين كبيرتين من الأرز، لم تكن الهدايا محمّلة على ظهور حيوانات الرنّة بل حملها 45 شابًا قوياً. من بين الهدايا التي جلبها بديل سانتا كلوز ملابس وكتب بل وحتى أموالاً. لقد تم إنقاذ عيد الميلاد وعمّت البهجة أرجاء المنزل.
بعد كل تلك الإثارة، خلد مينئيتشي إلى النوم ولكنه استيقظ عند بزوغ الفجر مثل معظم الأطفال في صباح عيد الميلاد، ولدهشته وجد سريره محاطًا بالهدايا. من فرط حماسه حاول إيقاظ والدته لكنها رفضت بشدة مغادرة الفراش بعد المحنة الطويلة التي مرّت بها، كان حظه أفضل مع والده فنجح في إيقاظه وإقناعه بقراءة الخطاب الذي وجده مع هداياه.
أقدم لك هذه الهدايا لاتباعك تعاليم الله ولأنك ساعدت والدك على إنقاذ حياة ذلك المسافر. أحسنت يا ولدي.
الرجل العجوز القادم من الشمال
سانتا كورو
تُختتم القصة بقيام مينئيتشي بعرض مجموعة هداياه على أصدقائه، في تقليد آخر أصبح مألوفًا بين الأطفال اليوم. مع عودة السلام والازدهار، يُسمع صوت قرع أجراس الكنيسة الصغيرة في القرية وأصوات الترانيم من بعيد حيث ينضم الجميع للتهليل، ”مرحى بعيد الميلاد، مرحى بمدرسة الأحد، مرحى بسانتا كلوز“!
(نشر النص الأصلي باللغة الإنجليزية. يمكن قراءة كتاب سانتا كورو على الإنترنت على موقع الويب الخاص بمكتبة البرلمان الوطني، النص من إعداد nippon.com)

source

Loading

ما مدى تقيمك ؟

انقر على نجمة لتقييم ذلك!

متوسط التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه الرواية.

كما وجدت هذه الروايه جيده ومفيده ...

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي!

هل تبحث عن المزيد؟

Leave a Comment

اهلا وسهلا بحضراتكم