حدثت قصص واقعية من الحياة في مختلف الأزمان، فمنها القصص المؤثرة والحزينة ومنها التي كانت نهايتها جميلة، وهذه القصص تمنح القارئ الحكمة والعبرة لأنها تعبر عن التجربة لحياة أشخاص عاشوا قصصًا وأحداثًا حقيقية وواقعية وتم تدوينها في كتب لتمنح القارئ خبرة أوسع في الحياة، وخلال هذا المقال سنتعرف على بعضًا منها.
قصص واقعية حقيقية
تتعدد القصص الواقعية الحقيقية التي حدثت مع أشخاص ونُشرت في العديد من الكتب التي لاقت انتشارًا واسعًا نذكر منها ما يلي:
قصة بر الوالدين
كان شاب سعودي يقيم مع والده المُسن في منزل صغير، وكان الشاب يعمل موظفًا ويجمع النقود حتى يتزوج وكانت حياتهم بسيطة، وفي يومٍ من الأيام جاء رجل إلى منزلهم وطلب أن يتحدث مع والد الشاب.
وأثناء حديث الضيف مع الرجل المُسن سمع الشاب أن الضيف جاء ليطلب من والده ديونًا بقيمة تسعين ألف ريال وأنه يريد ماله ولا يمكنه الانتظار أكثر من ذلك.
ذهب الشاب في اليوم التالي إلى منزل الضيف بعد أن جمع كل ما لديه من مال قام بجمعه ليسدد دين والده العجوز، وكان لا يملك سوى سبعة وعشرين ألف ريال.
وأبلغ الرجل بأن هذا المال هو كل ما تمكّن من جمعه وأخبره بأن يأخذه كسداد لدين والده المُسن وأن هذه ستكون دفعة وسيقوم بسداد باقي المبلغ على عدة دفعات، فوافق الرجل وأخذ منه المال.
سمع الرجل العجوز بأن ابنه قام بسداد كل ما جمعه من مال حتى يتزوج لهذا الرجل، فذهب الرجل العجوز إلى الرجل الذي كان يُطالبه بالديون وأخبره بأن يعيد النقود لولده لأنه كان يريد أن يتزوج بهذا المال.
فعند سماع الشاب بهذا الأمر أصر على والده والرجل أن لا يعيد إليه النقود وأنه سيقوم بجمع المال بعد أن يسدد ديون والده حتى يتزوج وما كان لوالده إلا أن دعا الله عز وجل بأن يرضى عن ولده وأن يرزقه برزق واسع ووفير.
وبعد مرور عدة أسابيع تفاجأ الشاب بصديق له أتاه حتى يُخبره بأنه يعمل بشركة كبيرة جدًا ويمنحون الموظفين ذوي الكفاءة العالية والخبرة والأمانة رواتب عالية جدًا.
ففرح هذا الشاب بهذا الخبر وعمل بالشركة وكان المدير سعيدًا بعمله وجهده الذي يبذله لأجل عمله ولأجل الشركة فكان يقدم له مكافآت مجزية جزاءً على ما يُقدمه ونجاحه في العمل.
قصة الصبي والمسامير
ذات مرة كان هناك ولد صغير مزاجه سيئ وعصبيّ للغاية، وكان جميع من يتعامل معه يستاء من شخصيته، فقرر والده أن يسلمه كيسًا مليئًا بالمسامير وأخبر الصبي إنه في كل مرة يفقد فيها أعصابه عليه أن يدق مسمارًا في السياج.
في اليوم الأول دق الصبي 37 مسمارًا في ذلك السياج، ثم بدأ الصبي يتمكّن من السيطرة على أعصابه تدريجيًا خلال الأسابيع القليلة التالية.
وانخفض ببطء عدد المسامير التي كان يدقها الصبي في السياج، واكتشف أنه كان من الأسهل التحكم في أعصابه بدلًا من دق تلك المسامير في السياج.
أخيرًا جاء اليوم الذي لم يفقد فيه الصبي أعصابه على الإطلاق، وأخبر والده بأنه لم يقم بدق أي مسمار وأنه أصبح يسيطر على أعصابه، ثم اقترح الأب أن يقوم الصبي بخلع مسمار كل يوم يحافظ فيه على أعصابه تحت السيطرة.
مرت الأيام وتمكن الصبي الصغير أخيرًا من إخبار والده أن جميع المسامير قد قام بخلعها، ثم أمسك الأب بيد ابنه واقتاده إلى السياج وقال له: لقد أبليت بلاءً حسنًا يا ولدي، لكن انظر إلى الثقوب في السياج.
السياج لن يكون هو نفسه. عندما تقول أشياء بغضب، فإنها تترك ندبة مثل هذه تمامًا. لا يهم عدد المرات التي تقول فيها إنني آسف، فالجرح لا يزال موجودًا.
قصص واقعية مؤثرة
هناك العديد من القصص الواقعية المؤثرة التي تمنحنا الحكمة والعبرة لنتعلم منها، وفيما يلي سنذكر قصصًا واقعية مؤثرة:
قصة التاجر الغني والسائل
في إحدى المدن كان يعيش تاجرًا غنيًا مع زوجته، وكان الرجل تاجر ألبسة وأقمشة، وكان يُعرف ببخله الشديد، وفي أحد الأيام اشترى التاجر دجاجة، وطلب من زوجته أن تطهوها ليتناول منها جزءًا على العشاء.
بينما كان الزوجان يتناولان الطعام طُرق باب المنزل، ففتح التاجر الباب فوجد رجلًا فقيرًا يطلب الطعام لشدة جوعه، لكن التاجر رفض أن يقدم له الطعام وصرخ به وأسمعه كلامًا قاسيًا وطرق الباب في وجه الرجل الفقير وذهب الرجل الفقير حزينًا وجائعًا جدًا.
هاد التاجر ليكمل طعامه، فسألته الزوجة: لماذا قمت بطرد الرجل الفقير؟ كان يمكن أن تقدم له قطعة صغيرة من الدجاجة! أو قل له كلمة طيبة! فصرخ التاجر في وجه زوجته وقال لها: اصمتي، فهذا الأمر لا يعنيكِ.
وبعد مرور عدة أيام ذهب التاجر لمتجره فوجده يحترق ولم يترك الحريق شيئًا من الأقمشة والألبسة إلا احترقت، فعاد لمنزله وقال لزوجته أنه خسر كل ما يملك.
حاولت الزوجة أن تهدئ من غضب زوجها التاجر وحزنه على ما فقده، ولكنه أخبرها أن تذهب لبيت أهلها لأنه لن يتمكن من الإنفاق عليها، وطلقها.
مضت أشهر عدة على طلاق الزوجة الصالحة لكن الله رزقها بزوج طيب وكريم ويحب مساعدة الآخرين، وفي أحد الأيام كان الزوجان يتناولان العشاء وكان طعامهما دجاجتين، فطُرق الباب.
نهضت الزوجة الصالحة وفتحت الباب فرأت رجلًا جائعًا يحتاج إلى طعام، وعادت لزوجها فأخبرته بأن هناك سائلًا يريد الطعام، فأخبرها زوجها أن تعطي السائل إحدى الدجاجتين، وقال لها: تكفينا دجاجة واحدة لي ولكِ.
قدمت الزوجة الصالحة الدجاجة للسائل، وعادت لتكمل طعام العشاء مع زوجها والدموع تنهمر في عينيها.
رأى الزوج الصالح زوجته باكية فسألها بدهشة: ما سبب بكاءك يا زوجتي العزيزة؟ قالت: أنا أبكي لأن السائل الذي طلب الطعام كان زوجي الأول، وروت له ماذا فعل هذا الرجل البخيل عندما جاء سائل لمنزلهما ليطلب الطعام، وكان زوجها ينصت وهو مبتسمًا.
فقال لها زوجها الصالح: يا زوجتي إذا كان السائل الذي دقّ بابنا هو زوجك الأول فأنا السّائل الأول، فسبحان الله إن الأيام تتداول بين الناس فيومًا لك ويومًا عليك فلا تستقوي بما معك اليوم فسبحان العاطي الوهاب إذا لم تحسن التصرف فيما أعطاك أخذه منك.
قصص واقعية عن الحب
تعد أكثر القصص المتداولة هي قصص الحب الواقعية التي تنتهي بالزواج أو الفراق، نذكر منها ما يلي:
قصة حب الفتاة أميرة
في بيت صغير يعيش أهله مرارة الغربة، ومنهم فتاةٌ في السّادسة عشر من عمرها تدعى أميرة. كانت أميرة فتاةً محبوبةً من جميع صديقاتها، لم تعرف العداوة طريقًا إلى حياتها، وعاشت فترة المراهقة في هدوء.
كانت الفتاة أميرة ترى صديقاتها كيف يعشنّ مراهقتهنّ، فواحدة منهنّ تحبّ للمرة الثّالثة، وأخرى تعشق ابن الجيران، وتلك متيّمة بمن هو في عمر أبيها، ولم تكن تقتنع بالحبّ أبدًا، وكانت كلّما قالت لها صديقاتها عن معاناتهنّ مع أحبّائهنّ تضحك!
كانت أميرة تعيش عصر الإنترنت مولعةً به، فتجلس بالسّاعات أمام جهازها دون كلل أو ملل، بل إنّه كاد أن ينخلع قلبها عندما تمّ فصل خطّ الإنترنت!
كانت تحبّ مواقع العجائب والغرائب، وتجوب أنحاء الإنترنت بحثًا عنها، وكانت تحب محادثة صديقاتها عن طريق الإنترنت، وتجد في ذلك المتعة أكثر من مجرّد محادثتهنّ عبر الهاتف أو على الطبيعة.
وفي يوم من الأيام كانت أميرة تمارس كالعادة هوايتها المفضّلة، وتجوب الإنترنت من موقعٍ لآخر، وفي نفس الوقت تحادث صديقاتها في المدرسة، عندما أخبرتها إحداهنّ أنّها ستعرّفها على فتاة تعرّفت عليها على الإنترنت.
كانت أميرة ترفض محادثة الشّباب عن طريق الإنترنت لأنّها كانت تعتبره أمرًا غير مناسب أخلاقيًّا ودينيًّا، وخيانةً لثقة أهلها بها، فوافقت أميرة على أن تحادث هذه الفتاة، فقد كانت تحبّ إقامة صداقات مع فتيات من جميع أنحاء العالم.
وفعلًا تعرّفت عليها فوجدت فيها الفتاة الخلوقة المتديّنة، ووثقت بها ثقةً عمياء، وكانت تحادثها لساعات وساعات، وتزداد إعجابا بالفتاة، وبسلوكها، وأدبها الجمّ، وأفكارها الرّائعة عن السّياسة والدّين، وكلّ أمور الحياة المختلفة.
وفي مرّة من المرّات بينما كانت تحادثها عن طريق الإنترنت، قالت لها الفتاة: سأعترف لكِ بشيء، ولكن عديني ألا تكرهيني عندها، قالت أميرة على الفور: كيف تتلفظين بلفظ “كره”وأنتِ تعرفين مقدار معزّتك عندي؟ فأنتِ في مقام أختي.
قالت لها الفتاة: سأقول لكِ الحقيقة؛ أنا شابٌّ في العشرين من عمري، ولم أكن أقصد خداعك، ولكنّي أعجبت بك جدًّا، ولم أخبرك بالحقيقة لأنّي عرفت أنّك لا تحادثين الشّباب.
وهنا لم تعرف أميرة ما العمل، فقد أحسّت أنّ هناك شيئًا قد تغيّر فيها، وأحسّت أنّ قلبها قد اهتزّ للمرّة الأولى، ولكنّها أيقظت نفسها بقولها: كيف أحبُّ عن طريق الإنترنت؟ وأنا التي كنت أعارض تلك الطريقة في الحبّ معارضةً تامّةً؟
فقالت له: أنا آسفة، أنت مثل أخي فقط. فقال لها: المهم عندي أنّي أحبّك، وأنتِ اعتبريني مثل أخيك، فهذا أمر يخصّك وحدك.
وتمرّ الأيّام ويزداد كلاهما تعلّقًا بالآخر، حتّى أتى يوم مرضت فيه أميرة مرضًا أقعَدَها أسبوعًا في الفراش، وعندما شُفيت هرعت إلى الإنترنت، لتجد بريدها الإلكتروني مليئًا بالرّسائل، وكلّها رسائل شوق وغرام، وعندما حادثته سألها: لماذا هجرتني؟، فقالت له: كنت مريضةً، قال لها: هل تحبينني؟ وهنا ضعفت أميرة وللمرّة الأولى في حياتها قالت: نعم أحبّك وأفكّر بك كثيرًا.
وبدأ الصّراع في قلب أميرة وقالت: لقد خنت ثقة أهلي بي، لقد غدرت بالإنسان الذي ربّاني، ولم آبه للجهد الذي بذله من أجلي.
ثمّ قرّرت أميرة أن تكتب للشّاب هذه الرّسالة: يشهد الله أنّي أحببتك، وأنّك أوّل حبّ في حياتي، وأنّي لم أرَ منك إلا كلّ طيّب، ولكنّي أحبّ الله أكثر من أيّ مخلوق، وقد أمر الله ألا يكون هناك أيّ علاقة بين الشّاب والفتاة قبل الزّواج، وأنا لا أريد عصيان أمر خالقي، ولا أرغب بخيانة ثقة أهلي بي.
فقرّرت أن أكتب لك هذه الرّسالة الأخيرة، وقد تعتقد أنّي لا أريدك، ولكنّني لا زلت أحبّك، وأنا أكتب هذه الكلمات ولكنّ قلبي يتشقّق من الحزن، وليكن أملنا بالله كبيرًا، فلو أراد أن يلتمّ شملنا رغم بعد المسافات فسيكون.
كتبت أميرة الرّسالة وأرسلتها له، وهرعت مسرعةً تبكي ألمًا ووجعًا، ولكنّها في نفس الوقت مقتنعةٌ أنّ ما فعلته هو الصّواب بعينه.
وتمرّ السّنين وقد أصبحت أميرة في العشرين من عمرها، وما زال حبّ الفتى متربّعًا على عرش قلبها بلا منازع، رغم محاولة الكثيرين اختراقه، ولكن دون فائدة، فلم تستطع أن تحبّ غيره.
عادت أميرة وعائلتها إلى أرض الوطن، وهناك بدأت دراستها في الجامعة، فتخصصت في هندسة الاتصالات.
اختارت الجامعةُ وفدًا لمعرض الاتصالات، وكانت أميرة من ضمنه، وأثناء التّجول في المعرض توقّفوا عند شركة من الشّركات التي تعرض منتجاتها. وعند خروجهم نسيت أميرة دفتر محاضراتها على الطّاولة التي تعرض عليها الشّركة منتجاتها.
أخذ الشّاب الذي كان موظفًا في الشّركة الدفتر ولحق بها، لكنّها ضاعت عن ناظره، فقرّر الاحتفاظ به فربّما ترجع صاحبته للسّؤال عنه، وجلس الشّاب وبيده الدّفتر والسّاعة تشير للحادية عشرة ليلًا، وقد خلا المعرض من الزبائن، وبينما هو جالس راودته فكرة تصفّح الدّفتر، ليجد عليه اسم بريد إلكتروني.
تفاجأ الشّاب وراح يُقلّب صفحاته ليجد اسم أميرة، فطار من الفرحة، وراح يركض ويقفز في أنحاء المعرض.
وفي صبيحة اليوم التّالي هرع الشاب إلى المعرض أملًا في أن تأتي أميرة من أجل دفترها، وفعلًا جاءت أميرة، وعندما رآها كاد أن يسقط من الفرحة، فلم يكن يتوقّع أن يخفق قلبه لفتاة في جمالها.
فأعطاها الدّفتر وهو يتأمّل في ملامحها، وهي مندهشة منه، فشكرته بلسانها ولكنّها في قرارة نفسها كانت تقول عنه أنّه أخرق لأنّه لم يُبعِد عينيه عن وجهها!
وخرجت أميرة فلحقها الشّاب إلى بيتها، وراح يسأل الجيران عنها وعن أهلها، وجاء في اليوم التّالي ومعه أهله ليخطبها، وقد وجده أهلُها عريسًا مناسبًا لابنتهم، فهو طيّب الأخلاق، ومتديّن، وسمعته حسنة.
ولكنّ أميرة رفضته كما رفضت من قبله، لأنّ قلبها لم يدقّ إلا مرةً واحدةً، وخاب أمل أهلها، وأخبروا الشّاب برفض أميرة له، ولكنّه رفض ردّهم قائلًا: لن أخرج من البيت حتّى أتحدّث إليها.
وأمام رغبة الشّاب وافق الأهل. وجاءت أميرة وجلست، فقال لها: أميرة، ألم تعرفيني؟ فقالت له: ومن أين لي أن أعرفك؟
قال لها: أنا الذي رفضتِ التّحدث معه حتّى لا تخوني ثقة أهلك بك، عندها أغمي عليها من هول الصّدمة والفرحة، لتستيقظ وتراه واقفًا أمامها، وعندها أدارت وجهها لأبيها قائلةً: أنا موافقة يا أبي، أنا موافقة.
قصص واقعية من الحياة
حدثت الكثير من القصص الواقعية من الحياة التي سنذكرها فيما يلي:
قصة كما تدين تدان
كان رجل يرعى والده العجوز في منزله، وكان الرجل متزوجًا ولديه أطفال، وكانت زوجته دائمة الشكوى ومستاءة من وجود أبيه في المنزل.
أخبرت المرأة زوجها أنها لا تريد أن يقيم والده معها في المنزل وأنها لا تريد أن تُلبي احتياجاته وأنه يسبب لها الحرج عند زيارة صديقاتها لها بسبب ما يُعانيه من النسيان، وكانت تتذمر بشكل دائم بشأن والد زوجها.
قرر الرجل أن يتخلص من أبيه بوضعه في مركز لرعاية المسنين بعد إلحاح زوجته وإصرارها بعدم بقاء والد زوجها في المنزل.
فقام الرجل بجمع حاجيات والده ونسيّ ما قدمه والده من تضحية وحب وحنان عندما كان طفلًا وكان يرعاه وهو في قوته وصحته حتى كبر ابنه وتزوج.
وعندما كان يدس ملابس والده في الحقيبة حمل معه قطعة من الإسفنج لينام عليها والده في مركز الرعاية، أخبره ابنه الصغير بأن يترك قطعة الإسفنج هذه وأصر على ذلك، مما أثار عجب الرجل ودفعه لسؤال طفله الصغير لماذا تريد هذه القطعة؟ فأجاب الطفل الصغير ببراءة: أريد أن أحتفظ بها حتى أضعها لك عندما آخذك لمركز رعاية المُسنين عندما تكبر لتجد ما تنام عليه.
صُعق الرجل مما سمعه من طفله الصغير وبكى بشدة وعندها تذكر ما قدمه له والده عندما كان صغيرًا وحتى كبر فأعاد كل ما جمعه لمكانه، ثم عانق والده المُسن وتعهد بأن يتولى رعاية والده بنفسه.
قصص واقعية مكتوبة
توجد الكثير من القصص الواقعية المكتوبة التي حدثت مع أشخاص وتم تدوينها لأخذ العبرة والحكمة، نذكر منها ما يلي:
قصة الرجل الغني والرجل الفقير
كان رجل غني يشتري أي شيء يتمناه أو يخطر على باله ورجل فقير لا يستطيع أن يشتري ما يتمناه لا طعام ولا ملابس لأولاده، وكان الرجل الفقير يبحث عن عمل حتى يُطعم أطفاله.
ذهب الرجل الفقير إلى منزل الرجل الغني ليعمل لديه حارس فدخل إلى المنزل، فسأله الرجل الغني ماذا تحب أن تعمل؟ قال له أنا أريد أن أعمل بأي عمل لأجل أولادي.
فقال له الرجل الغني: أنت سوف تحمي المنزل وتجمع وتنظف نفايات المنزل، فقال الرجل الفقير له: متى أبدأ العمل؟ قال له الرجل الغني الآن تبدأ العمل. وأخذ الرجل الفقير يبدل ملابسه ليبدأ العمل.
وفي يوم من الأيام تعب الرجل الفقير جدًا وذهب إلى بيته وهو يحمل معه بعض الطعام والحلويات للأطفال. وعندما ذهب إلى عمله في اليوم التالي بدأ الرجل الغني بتحقيره لتأخره عن وقت العمل.
ومرت الأيام وكان هذا الرجل يسمع وينفذ جميع أوامر الرجل الغني حتى لو كانت هذه الأوامر قاسية، وفي يوم من الأيام الرجل الغني أفلس وأصبح لا يملك شيء، ولا يوجد معه مال لكي يدفع أجرة هذا الرجل الفقير ولكن هذا الرجل كان يعمل وينظف دون مقابل مادي.
وعندما تحسن وضع الرجل الغني وانتهت الأزمة المالية زاد من مرتب الرجل الفقير وقلل من عمله الشاق ومنحه من مزرعته طرفًا لكي يبني عليه منزل يعيش فيه الفقير هو وأسرته.
قصص واقعية قصيرة
نقدم خلال ما يلي أجمل القصص الواقعية القصيرة:
قصة الجندي والثرية
وقع شاب فقير في حب فتاة من عائلة ثرية، وتقدّم لخطبتها لكن أهلها لم يوافقوا لاختلاف الوضع المادي، إلا أن الشاب أصرّ أن يثبت نفسه لأبويها فعمل بجدّ وتقدّم مرّة أخرى وأثبت لأهلها ذلك.
فعرفوا أن الشاب جدّي لذا وافقوا على الخطبة، إلا أن الزواج تأجل لأنه كان جنديًا في الجيش واضطر أن يبتعد بسبب الحرب عن بلده وعنها، واتفقا أن يعود بعد الحرب ليتمّا الزواج.
وفي يومٍ من الأيام وقعت المأساة؛ حيث كانت الفتاة تقود سيارتها عائدة إلى المنزل فتعرضت لاصطدام من سيارة مسرعة، فهرع أهل الفتاة إلى المستشفى وخرجت الفتاة من حالة الخطر وعندما استيقظت لاحظت على أهلها علامات الذهول والصدمة، واستمر صمتهم مع البكاء فقط.
فأخذت الفتاة تسأل بأنين وألم وتحسست وجهها فأدركت ما حدث، وفهمت أن وجهها قد تشوه تمامًا فأجهشت بالبكاء، وبدأت تقول كلام مثل: أصبحت بشعة، أصبحت وحشًا وتبكي بحرقة.
تمالكت الفتاة نفسها من جديد، وقالت لأبويها أنها تريد أن تنهي علاقتها مع الشاب لأنه لن يريدها وهي مشوهة، واتخذت القرار بذلك ولم ترد أن تراه مرة أخرى وبدأت بالتصرف وفق ذلك، إلا أنه ظل يراسلها ويتصل بها هاتفيًا لكنها لم تجب على أي من ذلك.
ففهم الشاب أنها تريد أن تبتعد عنه وتتركه، لكن في يومٍ حدثت المفاجأة فدخلت أمها عليها في غرفتها وقالت لها: لقد عاد الشاب من الحرب.
تفاجأت الفتاة، ورفضت أن تلتقيه من قبل أن تعرف لماذا جاء، فقالت لها أمها لقد جاء ليدعوكِ لحفل زفافه، ففتحت بطاقة الزواج مذهولة فوجدت أن اسم العروس المكتوب هو اسمها، وعندها بدأت بالبكاء بحرقة.
وفي تلك اللحظة دخل الشاب حاملًا باقة من الورود وركع أمامها وقال: هل تتزوجينني؟ فغطت الفتاة وجهها وقالت له أنا بشعة وكريهة كيف سترتبط بي، فقال لها: عندما لم تجيبي تواصلت مع أمك ورأيت صورتك، لكن بالرغم من ذلك لم يتغير شيء في قلبي لكِ فأنا أحببتك أنتِ وليس وجهك.
قصص واقعية حزينة
سنسرد فيما يأتي قصة واقعية حزينة انتشرت في العديد من البلدان وتتكرر مع الكثير وهي كالآتي:
قصة الأخوات الثلاث والمعلمة
حدثت القصة مع معلمة في إحدى المدارس للمرحلة الإعدادية وفي تلك المدرسة ثلاثة أخوات بنات بنفس المرحلة معًا، ولكن ما لاحظته المعلمة أن البنات لا يأتين المدرسة إلا واحدة منهن، حتى بالدرس أيضًا تجد واحدة ولا ترى الاثنتين.
هنا دخل الشك في قلب المعلمة وعندها طلبت إحدى الأخوات أن تأتيها إلى مكتبها الخاص بها وسألتها عن سبب أن تأتي واحدة منهن ولا يأتين ثلاثتهن.
أجابت الطالبة أن لديهن أشغالًا بالبيت، لكن المعلمة لم تقتنع بهذا السبب وللأسف مع إصرارها بالسؤال مرة أخرى دمعت عين الطالبة.
وقالت الفتاة للمعلمة: أن والدهنّ متوفي وليس لهنّ دخل آخر ووالدتهنّ عجوز مسنة ولا تحتمل العمل ولا يجدنّ حتى مصروف اليوم بل وطعام اليوم ولأن ليس لديهنّ أي دخل سوى جمع الطعام من القمامات المختلفة والملبس يتناوبنّ عليه في ذهابهن للمدرسة.
دمعت المعلمة وبدأت في جمع تبرعات لتقدمها للطالبات الأخوات.
تعرفنا خلال هذا المقال على قصص واقعية حدثت مع أشخاص وذُكرت في الكتب وتم تداولها عبر المواقع الإلكترونية التي تحثنا على تقديم يد العون لمن يحتاج للمساعدة دون تكبر أو تجبر، والصبر وأخذ العبرة.