هِيرا كانت فتاةٌ وحِيدة ، لم تمتلك الكثير من أصدقاء ، لم تلقىٰ إهتِمامًا مِن طرفِ أي أحدْ و لَم تهتم لتكوِين صَداقات عديدة هِي الأخرى ، كانت بِخير تمامًا بِمفردها .
قَررت الخُروج مِن فقاعتِها و العُثور على بعِض الأصدقاء عَبر الإِنترنت ، أنشأت مِلفٌ شخصيّ على موقعٍ للمواعدة و إلتقطت أول صورة سلفي لنفسها ، وجهت كاميرا الهاتِف على زواياً مختلفة
ثم غمغمت و قطبت وجهَها على فكرة أن الناس يصنعون وضعيات غريبة كالحمقى في الصور .
كل شيء كان يسير بشكل جيد ، تلقت عدة رسائل من بعض الفتيان الذين كان يجدر بها أن تعترف أنهم وسيمون و مثيرون بالفعل .
لم تشعر هيرا يومًا أنها جذابة أو جيدة بشكل الكافي لأي شخص ، لذا هي قهقهت بصوتٍ خافت حين قرأت المحادثة بينها و بين الفتى التي تعرفت عليه مؤخرًا .
ذاك الشاب بطريقة مفاجأة قد طلب منها أن ترسل بعض الصور العارية لجسدها كما يفعل الشبان عادة في المحاداثات عبر الإنترنت ، بعد مناقاشات عقلية حادة تخللها الكثير من التردد ، جمعت بعض من الشجاعة لفعل ذالك .
أخذْت بعض الصُور لجَسدها العاري ، كانت حذِرة و حريصة بشكلٍ بالغ على أن لا يظهر وجهها في أي منها فقط لسلامتها الشخصية .
مع تنهيدةً ، ظغطت زر المشاركة على الصور و أرسلتهم .
تقلبت على سريرها وسط الهُدوء و هاتفها محشورٌ فوق صدرها ، بمقدورها أن تسمع نبضات قلبها تهرب و تتسابق و تخرج عن المدى المألوف فلم ترسل يومًا صورًا هكذا … لكن لكل شيء مرةً أولى .
.
بعد ساعةٍ ، لا إجابة لا رد .. خيبة أملٍ كبيرة إندفعت فوقها ،هل كان جسمها ليس جيدًا بالشكل الكافي للرد ؟ فتحت هاتفها و تفقدت المحادثة لكنها فقط إكتشفت أن آخر رسالة أرسلتها لذالك الشاب لم تكن تلك الصور .
لِوهلة عقلها أصبح فارغًا و تصلبت في مكانها هي تتذكر بشكل قاطع أنها أرسلت الصور ، إذن إن لم ترسلهم لذالك الشخص فلِمن قد أرسلتهم ؟!
نوبة هلع أصابتها تتفقد كل رسائِلها ، محمومة تبحث عن تلك الصور .
جالت حول كل محاداثاتها مع جهات الإتصال لديها لكن حظٌ عاثر لم تجد أثر لهم . بقي رقم واحد فقط و الذي يعود لِـ “مين يونغي” – الفتى الأكثر إثارة في مدرستها الذي يشاع عنه أنه أكبر لعوب في الأرجاء ، قد يحصل على أي فتاة يريد و لا يقع للمشاعر أبدًا .
حدقت هِيرا برقمه على الشاشة مطولاً . مستحيل أن تكون قد أرسلت صورها عاريةً إليه سيكون عليها أن تنهي حياتها إن حدث و تقابلا بعد ذالك .
بتنفس مثقل و قلبها يكاد يسقط من مكانه نقرت على رقمه و المحادثة فُتحت …
على تخيلِها المرعب ، ما أرسلته ظهر أمام عيناها مباشرةً .