أكد مايكل كوينسكي، عضو فريق الخبراء بالأمم المتحدة سابقاً، والمستشار الأمني المفوض بالشأن الإيراني بالمعهد الإستراتيجي للسياسة والأمن، على أهمية الاتصال الذي جمع بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، ونظيره فخامة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي جرى الثلاثاء، وما تضمنه من تعبير عن التقدير الكبير والعميق لوساطة دولة قطر التي أسفرت عن الإفراج عن عدد من المواطنين الأمريكيين المحتجزين في إيران، والتنويه بدورها الفاعل والبناء على الساحة الدولية، وهو يعكس التقييم الأمريكي الرفيع لمساهمات قطر الحيوية في المشهد الدولي.
ويتابع مايكل كوينسكي: إن ثقة أمريكية كبرى في الجهود القطرية خاصة بعد نجاح الوساطة القطرية في عملية تبادل السجناء بين أمريكا وإيران، وتوجيه الجهود القطرية من أجل مزيد من مباحثات استعادة الاتفاق النووي الإيراني، لاسيما أن هذه القضية المتسارعة تحتاج إلى تفعيل دبلوماسي نشط بشأن التوسع في عمليات تخصيب اليورانيوم، بل هي في الواقع هي القضية الأكثر أهمية من الحيثية التفاوضية، التي يمكن معها اعتبار أن خطوة اتفاقية تبادل الأسرى، كجزء من إبداء النوايا بشأن العديد من القضايا المستقبلية، ولكن الواقع بحاجة فعلية لمزيد من التفاوض، وهو الأمر الذي شكل ارتياحاً للجانبين في الأدوار التي تتبناها قطر والتي وضعت جهداً دبلوماسياً مكثفاً بين جانبي التفاوض، وتساهم الآن في تدعيم زخم المكاسب الدبلوماسية، لمعالجة القضايا الرئيسية الأكثر بروزاً.
يقول مايكل كوينيسكي: إن قطر لا تسعى من خلال وساطتها بين أمريكا وإيران إلى مجرد تدعيم أرصدتها الدولية أو تعزيز موقعها كلاعب عالمي في الوساطة، فهذا المسار الذي تبنته قطر في أفغانستان وفنزويلا ووكالتها عن المصالح الأمريكية ودعمها للسبل الحوارية وجهود احتواء النزاعات، يختلف مع حجم القضية النووية الإيرانية وأيضاً طبيعة الروابط والعلاقات القطرية، فالدوحة بالفعل تسعى لتحقيق كل هذه المعادلات ولكنها تدرك خطورة النهج التصادمي مع إيران وكيف ساهمت سياسات الضغط الأقصى إلى جعل المنطقة بأكملها تعيش على حافة حرب عالمية جديدة، وعمليات عسكرية، وتهديد أمن توريد الطاقة والأمن البحري، وحتى لدى أمريكا فهي تدرك خطورة تعريض قواتها المتمركزة إقليمياً للخطر، وتصعيد معادلة القوى النووية في المنطقة ما سيدفع إلى تغيير معادلة التسابق على امتلاك أسلحة نووية بين القوى الإقليمية مثلما رأينا في مؤشرات وتصريحات أخيرة، وكيف سيؤثر ذلك على الاستقرار الإقليمي، وعلى سيناريوهات الصدام الإيراني- الإسرائيلي، وغيرها من المعادلات الكثيرة الأكثر خطورة.
ويتابع كوينيسكي في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إنه من جانب آخر هناك ضغوطات وأعباء اقتصادية عديدة موضوعة على إيران لا تمكنها من استغلال مواردها بالصورة الأمثل، أو مباشرة أنشطة داعمة اقتصادياً مع الاقتصاد الأوروبي والعالمي تحت نير العقوبات الأمريكية، وترغب إدارة بايدن في معالجة قضية توسع إيران في عمليات تخصيب اليورانيوم، ولكن ما يجري حالياً في سياق المحادثات يرتبط بالمحاولات للوصول عبر الوساطة القطرية إلى صيغ تفاهمية يكون بإمكانها معالجة تباطؤ تخصيب اليورانيوم في طهران إلى جانب المزيد من المراقبة الدولية، ومناقشة الحرب الروسية، والأنشطة الإقليمية، مقابل بعض الإعفاءات من العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية.