لقاءات ومواقف وقصص الرسل مع الله

سيدنا زكريا

سيدنا زكريا عليه السلام هو أحد الأنبياء والمرسلين الذي بعثهم الله عز وجل على عباده حتى يخرجوهم من ظلمات المعاصي والشرك الى نور الطاعة والتوحيد ، وينتهي نسب سيدنا زكريا عليه السلام الى يعقوب بن اسحاق عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم وقد عرف من خلال كتاب الله تبارك وتعالى ان عهد سيدنا زكريا عليه السلام كان قريبا جدا من عهد سيدنا عيسى عليه السلام

المسيحية، زكريا هو والد القديس يوحنا المعمدان وليس بنبي بل هو رجل بار وصالح وكاهن من فرقة ابيا سالك في جميع وصايا الرب وأحكامه.

فبينما كان يؤدي نوبة فرقته جاءت عليه القرعة جريا على عادات اليهود، ليدخل يبخر هيكل الرب “فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح البخور، فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك: “لا تخف يا زكريا لأن طلباتك قد سمعت وامرأتك إليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا، ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته

قصه *سيدنا زكريا *

سيدنا زكريا عليه السلام عندما تقدم في السن وملأ الشيب شعره وكذلك زوجه ولم تكن قد ولدت له ولدا تقر به عينه ويرثه بعد مماته وقد كان أقرابئه من بني عمومته أشرار فجار لم يكونو ليلتزموا في الشريعة الا من خلال وازع ورادع يردعهم ولو خلوا بينهم وبين نفوسهم التي تحمل الشر الكبير فانهم سوف يقومون بمحو الشريعة ونشر الفساد والفتن ويقومون بتغير معالم الكتاب ، وقد نزل كتاب الله تبارك وتعالى معبرا عن حال زكريا عليه السلام وذلك بقوله على لسان زكريا عليه أفضل الصلوات واتم التسليم : ( قال ربي اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا * واني خفت الموالي من ورائي فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا ) وقد قيل أن زكريا عليه السلام كان خائفا من قومه أن يغيروا ويبدلوا من بعده فيقومون بانتهاك محارم الله عز وجل ولذلك حرص على الدعاء والتوسل الى الله تبارك وتعالى من أجل أن يرزقه الله بغلام يحمل راية النبوة والتوحيد من بعده

بقيت هذه الخاطرة تسيطر على تفكير زكريا عليه السلام وتأرقه بشدة ليلا ونهارا الى أن قام ذات يوم بالذهاب الى معبد كي يتعبد ويتقرب فيه الى الله عز وجل فيه ، فعندما قام بالدخول على مريم عليها السلام وجدها في ذلك الوقت رابضة في محرابها ، وغارقة في تفكيرها ووجد عندها مالم يعتد على رأيته حيث أنه كان قد رأى عنده من فاكهة الصيف بينما كان ذلك الوقت وقت الشتاء فقام زكريا عليه السلام بسؤالها فورا من أين لك ذلك عندما أجابت أنه من عند الله فتوجه سيدنا زكريا عليه السلام الى ربه مصليا وداعيا وراجيا له عندما غاص عليه السلام في هذا التأمل وهذه الحالة التي لم يدركها جيدا قبل ذلك فخشع قلبه وانطلق لسانه قائلا : ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء ) فكان من الله تبارك وتعالى وبعد أن رأى خشوعه وتوجهه الصادق نحوه أن بعث له الملائكة مبشرين له أن الله تبارك وتعالى سيرزقه بغلام لم يجعل له من قبل سميا ، وكان أن رزقه الله تارك وتعالى يحي عليه السلام وأورثه النبوة من بعد أباه .

قبيل ميلاد المسيح، كان زكريا من كبار الربانيين الذين كانوا يخدمون الهيكل. وكان عمران -والد مريم- إمامهم ورئيسهم، والكاهن الأكبر فيهم، كما كانت حنَّة زوجته، خالة إليصابات زوجة زكريا.

استجاب الله لدعاء عمران وحنَّة، بعد أن لبثت حنَّة عاقرا ثلاثين سنة، فحملت ونذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكرًا، إلا أنها رزقت بطفلة سمتها مريم، وحملتها وقدمتها إلى بيت المقدس، ودفعتها إلى العبَّاد والربانيين فيه، تنفيذًا لنذرها، وكان هذا من أحكام الشريعة اليهودية.

وتنافسوا في كفالتها، لأنها ابنة رئيسهم وكاهنهم الأكبر، ويعتقد أن عمران أباها قد توفي في هذه الأثناء، وأصرّ زكريا، على أن يكفلها هو، وحصل الخصام بينهم أيُّهم يكفل مريم، فلجأوا إلى القرعة، فكانت كفالتها من حظ زكريا.

نشأت مريم نشأة دينية، وتفرغت للعبادة، فكان زكريا يجد عندها رزقاً من رزق الله لم يأتها به، وفي غير وقته، وهذا من إكرام الله لها. عندئذ، وقع حب الذرية في قلب زكريا، وتمنى أن يهبه الله ولداً ذكراً يرث الشريعة عنه وعن العلماء الصالحين من آل يعقوب، وخشي أن يتولى أمر الرئاسة الدينية في بني إسرائيل موالي من الجهلة والفساق والمتلاعبين بالدين.

هنالك دعا زكريا ربه، بأن يرزقه بغلام، فاستجاب الله له وبشّرته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى، وأنه سيكون من الأنبياء الصالحين.

كان نبي الله زكريا عليه السلام نجاراً، يقوم بنشارة الخشب وعملها، فقد ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (كان زكرياءُ نجارًا).[١]حيث كان يكسب قوته بعمل يده، وهذا ديدن أنبياء الله ورسله، وفي ذلك دلالة هامة على أن العمل واحتراف المهن لا يُنقص أحداً، و تأكيداً على ذلك كان زكريا يعمل و يأخذ الأجرة في المقابل، فهو أفضل من سؤال الناس، فالعمل من الأخلاق العظيمة التي تقترن بها العفّة والرفعة عن الخضوع والذل للغير، فيكون قوت اليوم من عمل اليد وكسبها

اُختلف في نسب النبي زكريا عليه السلام، فقد قيل زكريا بن برخيا وزكريا بن دان، كما قيل زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن حشبان، حتى يعود نسبه إلى نبي الله سليمان بن داود عليهم جميعاً السلام، وهو من أنبياء بني إسرائيل، ووالد النبي يحيى، كرّمه الله فرزقه ولداً بعد أن بلغ مبلغه من الكبر، وكانت زوجته كبيرة في السن عاقراً، وقد أمر الله تعالى رسوله محمد أن يُخبر الناس قصة النبي زكريا، وهدف ذلك حتى لا ييأس الناس من رحمة الله وفضله، فرب العزة يعلم القلب النقي والصوت الخفي،[٣]ومن الجدير بالذكر أن النبي زكريا هو زوج خالة مريم بنت عمران، وقد كفلها بعد وفاة والدها وهي صغيرة، في حين كان الله جلّ في علاه كافلها ورازقها وهي المباركة العظيمة، فكان كلّما دخل عليها المحراب يجد عندها الطعام الكثير، فيسألها من أين لك هذا الطعام، فترد عليه قائلة أنّه من عند الله كما اختلف أهل العلم في نسبه فقد اختلفوا في وفاته، حيث قيل أن وفاته كانت طبيعية، في حين رأى بعض العلماء أنّه توفي قتلاً، حيث ذكر القرآن الكريم في أكثر من موضع أن بني إسرائيل قد قتلوا من الأنبياء، فقال بعض علماء التاريخ أن فساد بني إسرائيل الأول هو قتل النبي زكريا، أمّا فسادهم الثاني قتل النبي يحيى، ومما ورد في قتله أنّه هرب من بني إسرائيل عندما علم ما يُريدون به من الشر والسوء،

وقد ورد معناه في حديث رواه إسحاق بن بشر في كتابه المبتدأ حيث قال:[7] أنبأنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس أن رسول الله ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: “يا أبا يحيى أخبرني عن قتلك كيف كان، ولم قتلك بنو إسرائيل؟” قال: “يا محمد أخبرك أن يحيى بن زكريا كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى: { وَسَيِّدا وَحَصُورا } وكان لا يحتاج إلى النساء، فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها، فأجمعت على قتل يحيى بن زكريا، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب”. قال: “فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت: أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره. قالت: هو ذاك. قال: هو لك”. قال: “فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طشت وحمل رأسه ودمه إليها”. قال: فقال رسول الله: “فما بلغ من صبرك؟”. قال: “ما انفتلت من صلاتي”. قال: “فلما حمل رأسه إليها، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك، وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا”. قال: “فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إليّ إليّ، وانصدعت لي ودخلت فيها”. قال: “وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة، هذا طرف ردائه دخلها بسحره، فقالوا: نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس: شقوه بالمنشار شقا”. قال: “فشققت مع الشجرة بالمنشار”، قال له النبي: “هل وجدت له مسا أو وجعا؟”. قال: “لا، إنما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها”.

هذا سياق غريب جدا، وحديث عجيب، ورفعه منكر، وفيه ما ينكر على كل حال، ولم ير في شيء من أحاديث الإسراء ذكر زكريا عليه السلام إلا في هذا الحديث. وإنما المحفوظ في بعض ألفاظ الصحيح في حديث الإسراء: “فمررت بابني الخالة يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، وهما ابنا الخالة”.

فجاء على قول الجمهور كما هو ظاهر الحديث، فإن أم يحيى أشياع بنت عمران، أخت مريم بنت عمران. وقيل: بل أشياع وهي امرأة زكريا أم يحيى، هي أخت حنة امرأة عمران أم مريم، فيكون يحيى ابن خالة مريم، فالله أعلم

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17