255
الفصل الثاني ( أحلام مبهمة )
﷽
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
الزمر „ ٤٢
…
هُناك من يمسكني من كتفاي و يهزني بقوة ، اشعر بأني زجاجة ماء ترج! ، اشلائي تتطاير داخل جسدي! كـ الماء في الزجاجة ، فتحـت عيناي قليلاً ونظتر من شق جفـناي ، ارتعد جسدي خوفاً عند رأيت شيء اسود مبهم الملامح يجلس فوقي!؟ ، كما يجلس الموت فوق صدور الأحياء كل ليلة! ، توقف نفسي عن الخروج عندما أقترب مني أكثر مزمجر العنين كـ الخوف في داخلي ، ليهمس بجانب اذني اليمنى ،
_” إسـتيقظ! “
ازدادت خفـقات قـلبي رعباً عندما أبتعدا محملقاً في وجهي ،
_” ألم تعلم بأن الله يرى!؟ “
تمتم بحدا ، اشعر بالضيق لم أعـد قادراً على سحب الهواء انه يخنقني بنظـراته! ، يقتلني دون لمسي! ، اريد أن أتحرك ولكنني أشعر اني ميت الجسد! ، فاقد الروح! ، مسلوب الإرادة! ، ارتخـت عضلات جسدي ، ففتح فمي لأشهق و بسرعة البرق دخل ذلك الشيء الأسود في فمي ، أنسل لداخلي كما تنسل الحـية لوكـرها ، مسبباً رعشتاً لجسد .
لأنهض بهلع من نومي و أنا اسعل متقطع النفس ، وبين كل شهيق و زفير أحاول أخذ أكبر كمية من الهواء ، وضعت يدي على قلبي الذي يخفق بقوة وكأنه سـيمزق أضلعي ويخرج من مكانه هـرباً! ، تلفت يميناً وشمالاً ، أغمضُت عينايّ ثم فتحتهما ببطء .
_”مجرد حلم”
همست ورميت بظهري على السرير ، شبكت يدي لأمسـك بكلا كتفي يؤلمني بشدة وكأن احدهما حول خلعـهما! .
_”ما كان ذلك!؟”
تمتم وانا أحـدق بالسـقف محـاولاً التركـيز على ما حلمـت “إسـتيقظ! ، ألم تعلم بأن الله يـرى!؟” اقشعر جسدي نفوراً عنـدما تذكـرت أنه حشر نفسه في داخلي! .
_”بلى أعلم!”
مدت يدي تحـت المخدة وسـحبت الهاتف لأرى الساعة أنـها الواحدة ظـهراً.
_”شـكراً لك يا مبهـم لأيقاظـي!”
كانت تلك أخر كلماتي قبل أن يسقط هاتفي من يدي فزعاً عندما أقتحم أمـي الغرفة! .
…
في كل ليلة تنام بسلام و تأخد أنفاسك و ربما لا تعود لك ، اعمل جيداً و عش كل يوم و كأنه الأخير لأنه يوماً ما سيكون كذلك ، عندها فقط ستقول
„يا ليتني قدمت لحياتي„ ، و ما فأدة الندم عندما تضع النقطة في نهاية السطور !؟ ، انت لن تندم على سكونك و لكن ستندم على حركاتك فأجعلها خيراً أو مت فوق سريرك فنومك حينها عبادة! .