إذا أراد مديرك بالعمل اختيار وسيلة من وسائل التحفيز لرفع همتك فماذا تختار؟ زيادة بالراتب، أم إجازات مناسبة من العمل، أم تحسين ظروف التأمينات الاجتماعية والصحية ؟ قد يعتبر البعض أن ما سبق هو مميزات إضافية إذا ما توافرت لابد أن تؤدي إلى رفع مستوى الأداء بالعمل، لكن قد تستغرب إذا علمت أن كل ما سبق ما هو إلا مقابل طبيعي للمهام التي تتطلبها وظيفتك، أما الدوافع التي تعمل على تحفيزك للعمل بجهد أكبر وبأداء أفضل.. فمختلفة إلى حد ما.
وعن ماهية أساليب التحفيز يجيب دانيال بينك Daniel Pink’s في كتابه الذي صدر تحت عنوان:
(Drive: The Surprising Truth About What Motivates Us ) بأنه يرى أن الشركات يمكنها أن تحفز العاملين بها إذا ما أعطتهم مزيدا من التحكم في حياتهم، وتحفيز دوافعهم واجتهادهم الداخلي؛ فشركة كـ”جوجل” مثلا تعطي لموظفيها وقتا لمتابعة مشروعاتهم الخاصة، حتى الشركات التي تعمل في مجال أقل من التقنية كشركة Whole Foods تمنح موظفيها اختيار: كيف ومع من يمكنهم العمل؟
ويؤكد بينك في كتابه أن وضع حافز لأداء الموظف يدفع إنتاجيته بقوة، ففي دراسة تمت على شركة American glass-installation ، أدى الانتقال من الحافز السنوي بزيادة الراتب إلى حافز على الأداء؛ لزيادة الإنتاجية للشركة بنسبة 44%.
ويذكر بينك بكتابه أن التحفيز المبني على الأداء هو من أفضل وسائل التحفيز الحديثة، خاصة في ظل اختلاف المهام بالوقت الحالي عن سابقها، فالأعمال الروتينية أصبحت إما مميكنة أو تم تكليفها لمصادر خارجية أو ما يعرف بـ “out sourcing”، فالرضا الداخلي والسعادة التي يولدها إنجاز عمل ما أصبحت دافعا كبيرا ومحفزا لأعمال تتنوع في أحجامها، منها على سبيل المثال إنتاج البرامج مفتوحة المصدر كـ Firefox or Linux.
خطوات عملية للتحفيز
وكما يختلف الأشخاص في أفكارهم وعقلياتهم تختلف أساليب تحفيزهم، فالبعض تحفزه المكافآت المادية، والبعض يحفزهم الإحساس بالإنجاز المرتبط بإنهاء العمل، والبعض يحفزهم مثالية الفكرة التي يعملون من أجلها وهكذا.. فكل منا له دوافع تحفزه، وعلى المدير الناجح أن يدرك ماهية الدوافع لدى موظفيه، ويعمل على توفير البيئة المناسبة التي تحفز كلا منهم.
فإذا كنت مديرا ويعمل معك مجموعة من الموظفين فإليك هذه الخطوات المقترحة لتتمكن من تحفيزهم؛ سعيا لمستوى أفضل من العمل والإنتاج:
1- حدد 5 عوامل تحفيز لكل من يعمل معك، بناء على معرفتك بشخصياتهم.
2- تأكد أن نظام المكافآت لديك يتضمن أشكال التحفيز المختلفة بما يتناسب مع طبيعة كل موظف، فيجب أن لا يقتصر نظام المكافآت على العنصر المادي فقط، بل يجب أن يمتد لأشكال أخرى كمزيد من الإجازات وغيرها من وسائل التحفيز.
3- قم بعمل اجتماعات فردية مع كل موظف على حدة؛ للتعرف عليه عن قرب، فاهتمامك بالموظفين وشئونهم يعتبر من أكثر عوامل التحفيز تأثيرا.
4- حاول أن تنمي لديك مهارة التفويض، لأن تفويض عمل ما لموظف لديك وإعطائه الفرصة لتنفيذه كيفما يرغب يعتبر نوعا فعالا من أنواع التحفيز.
5- لتكن ملاحظاتك وتوجيهاتك متعلقة بأداء الفرد بالعمل وليس بشخصيته.
6- لتكن أهدافك الخاصة بالعمل محددة، وقابلة للقياس، ومقبولة، وواقعية، ومحددة بوقت، ومتناسبة مع قدرات الأفراد، ومجزية لمن سيقوم بتنفيذها.
7- اربط دائما ما بين إنجازات من يعمل تحت إداراتك وبين إنجازات الشركة ككل، فالموظف يسعده ويشعره بالفخر مساهمته في الإنجازات الكبرى بالمؤسسة التي ينتمي لها.
8- لا تنس الاحتفاء بما تم إنجازه، ولا تكتفي بتحقيق الإنجاز فقط، فالاحتفاء به يعادل أهمية تحقيقه.
هذا خاص بالمديرين .. فماذا عنك أنت؟ هل تدرك ما هي الأشياء التي تحفزك وتدفعك للعمل بهمة ونشاط؟
ولاء حنفي