حكواتي يعيد “صندوق الدنيا” إلى أطفال دمشق

by dannypride
4 minutes read

0
(0)

سينما أيام زمان

ألغت التكنولوجيا المتمثلة في التلفزيون والفيديو “صندوق العجائب” الذي كان يطوف به الحكواتيون في المدن والقرى السورية كما في البلدان العربية، لكن ذلك التراث الجميل الذي ظل حبيسا في المتاحف الشعبية يعود اليوم بفضل الحكواتي أنور باكير.

دمشق – بحكايات من الخيال والتراث الشعبي وبأسلوب شيق يجذب الحكواتي أنور باكير الأطفال إلى صندوقه “صندوق الدنيا” أو “صندوق العجائب” و”صندوق الفرجة”، كما يسميه البعض، ليسرد عليهم قصصا تحمل الكثير من العبر والحكم ومبادئ الوفاء والصدق والمحبة.

ويحرص الحكواتي باكير على ارتداء الزي الشعبي التراثي “الطربوش والشروال والقميص المطرز”، أو الزي الذي ارتداه الفنان دريد لحام عندما أدى شخصية “غوار الطوشه” في مسلسله الشهير “صح النوم”، موضحاً أنه زي محبب لدى الناس على اختلاف أعمارهم ولاسيما الأطفال؛ فهو يرسم البسمة والفرح على وجوههم.

واختفى صاحب “صندوق الفرجة” منذ سنوات بعد أن كان يجوب حواري وأزقة المدن السورية، ذلك الرجل الذي كان يحمل على ظهره صندوقاً خشبياً مستطيلاً يحوي عجائب الصور وغرائب القصص ويسير في الشارع أو ينصب كرسياً صغيراً في إحدى الساحات منادياً الأطفال نداءات شعبية طريفة.

وعوّض “صندوقَ العجائب” اليوم التلفزيون والسينما والفيديو وغيرها من الاكتشافات التكنولوجية المتعلقة بالصورة، ليصبح الصندوق المدهش حبيسا في متاحف التقاليد الشعبية رغم أن مؤرخي الفن المعاصرين يعتبرون “صندوق الفرجة” هو الأب الشرعي للسينما.

الرغبة في إحياء التراث القديم هي هدف باكير في هذا العمل الذي يعتبره وفق حديثه لوكالة الأنباء السورية (سانا) أداة لتعريف أبناء الجيل الجديد على تراث الآباء والأجداد حيث كانت لـ”صندوق الدنيا” في السابق أهمية كبرى لدوره في نقل القصص والحكايات الشعبية وأخبار الحياة الاجتماعية والسياسية؛ إذ كان يجول الحارات في المدن والقرى خلال المناسبات والأعياد منادياً الصغار والكبار لمشاهدة قصصه بمساحة من الفرح.

الصندوق المدهش أصبح حبيس متاحف التقاليد الشعبية رغم أن مؤرخي الفن المعاصرين يعتبرون “صندوق الفرجة” هو الأب الشرعي للسينما

صندوق باكير الخشبي يحوي الكثير من الشخصيات المحببة والمعروفة مثل كركوز وعيواظ وغيرهما من الشخصيات التاريخية، وتقدم هذه الشخصيات حكايات شعبية عن الحارات الدمشقية وعادات وتقاليد أهلها إضافة إلى قصص عن القيم الإنسانية التي يتميز بها المجتمع السوري وقصص أخرى خاصة بالأطفال مثل “ليلى والذئب والأميرة النائمة والدجاجة الذهبية” حسب وصفه.

وكان الصندوق الخشبي القديم يتألف من صندوق كبير يرتكز على ثلاثة أرجل ويُحمل على الظهر وله فتحات بلورية (أربع إلى ستّ فتحات) تُشاهَد من خلالها صور ملونة ملفوفة على لولب يدوي يدوَّره صاحب الصندوق فتتوالى الصور منمقة، بشكل تتفق فيه مع ما يرويه من قصص سرداً أو غناءً، مرتجلاً تارة ومعيداً ما حفظه عن أسلافه تارة أخرى.

“صندوق العجائب” شكل مشروعاً متناهي الصغر أنجزه باكير بيديه وصنعه من ألواح خشبية ثبتها بمسامير حديدية وجهزه بـ4 عدسات مكبرة كي يتيح لأكبر عدد من الأطفال فرصة مشاهدة الصور والرسوم المتحركة التي رسمها بنفسه على رول ورقي بطول 20 متراً ملفوف على بكرة مثبتة داخل الصندوق ومتصلة بمقبض خشبي لتحريكها وسحب الصور.

ورأى صاحب “صندوق الدنيا” أن من أهم ميزات الحكواتي أن يكون اجتماعياً وشعبياً ملما بالثقافات لأن أغلب قصصه وحكاياته مأخوذة من المجتمع، مع الحرص على أن تحمل كل قصة الفرح في نهايتها لبث الأمل في نفوس متابعيها، وبعد الانتهاء من حكاياته يسأل باكير الأطفال عن العبرة والمغزى من القصة التي سمعوها ليسردها كل منهم بأسلوبه وطريقته ثم يقوم بعد ذلك بتوزيع السكاكر والملبّس المحفوظيْن في مجمع صغير أعلى “صندوق الدنيا” كمكافأة وتشجيع لهم على حسن الإنصات والتركيز.

واختتم باكير الذي يعرض حكايات صندوقه ضمن فعاليات معرض “أزهار الخريف” المقام حالياً بخان أسعد باشا حديثه بالقول إنه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من عشر سنوات ويشارك في كل المعارض والفعاليات الثقافية والسياحية لإعادة إحياء التراث بشكل تربوي وتعليمي وترفيهي يستفيد منه أكبر عدد من الأشخاص على اختلاف أعمارهم وأماكن سكنهم.

Loading

ما مدى تقيمك ؟

انقر على نجمة لتقييم ذلك!

متوسط التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه الرواية.

كما وجدت هذه الروايه جيده ومفيده ...

تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي!

هل تبحث عن المزيد؟

Leave a Comment

اهلا وسهلا بحضراتكم