حرب المسلمين، وغزو بلادهم، واحتلال أرضهم ونهب خيراتهم، هذا هو المعروف المألوف، يعرفه الجيل الحالي وقد عايشه في احتلال فلسطين، والحرب على أفغانستان، وغزو العراق، وتدمير سوريا، لكن لأول مرة نرى حربا بين الغزاة أنفسهم تدور رحاها على أرضهم، وهي بلية حلت بالشعب الأوكراني الذي وجد بلاده مسرح أحداث تتصارع فيها القوى الكبرى على مفاصل السيطرة وأماكن النفوذ، بين أمريكا ومعها القارة العجوز، وبوتين ومن خلفه التنين؛ حيث ترى أمريكا أهمية عرقلة حلف روسيا والصين، ومنعهما من المنافسة على الصدارة، وفي المقابل يرى بوتين أن الحلف الغربي يعبث بأمنه القومي، ويتمدد على حساب أماكن نفوذه، وينشئ تكتلات على حدوده، ومع هذه الحسابات العالمية المتشابكة، فإن المسلمين غير بعيدين عن شرر هذه الحرب، بل يمكنهم الاستفادة من نتائجها وتأثيراتها، ولعل ما سقط من أقنعة، وما ظهر من عنصرية وازدواجية، أول غنائم معركة الوعي.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.