في مشهد تكرر في معظم بيوت العالم التي ضمت أطفالاً يتلقون التعليم المدرسي عبر الإنترنت بسبب حجر جائحة كورونا يقول “سمسم” السنجاب الصغير لأخته نونة في قصة “في بيتنا مدرسة”: “اخفضي صوت جهازك يا نونة، أنا لا أسمع المعلمة”، لترد عليه بطرافة: “وكيف أسمع أنا إذا أخفضت الصوت”…
مشكلة صغيرة تعالجها القصة المصورة “في بيتنا مدرسة”، والتي كتبتها الكاتبة السورية سهير أومري ورسمتها الطبيبة السورية لين حواصلي وقامت بإنتاجها عبر خدمة كيندل أمازون (Amazon Kindle)، حيث تحاكي القصة وقصص سلسلة “مذكرات نونة” الأخرى ما يحدث في حياة الأطفال مع انتشار فيروس كورونا.
وجاءت القصة الرابعة من السلسلة لتحكي مجموعة من المشكلات الصغيرة التي تتعرض لها السناجب في بيتها بعد أن اضطرت للدراسة من البيت، لكنها تجد حلولاً لتلك المشكلات وتعرض إيجابيات ظهرت مع بقاء الأسرة في البيت، كتعلم الأطفال لمهارات جديدة واستمتاعهم مع أهلهم باللعب والمرح.
وتم اختيار موضوع قصة “في بيتنا مدرسة” وفق قول الرسامة لين حواصلي للجزيرة نت ليكون فيها مغامرة طريفة مع العائلة، وتضيف “عندما بدأت فترة كورونا اقترحت مع الكاتبة سهير أومري مجموعة من المحاور، فأنتجنا قصة عن الصحة بعنوان “الخطة الذكية”، ثم جاء العيد مع الحجر الصحي فأنتجنا قصة “عيد مختلف” والتي تحكي كيف قضى الأطفال عيدهم في البيت دون تسلية أو لعب بالخارج.
وتشرح حواصلي كيفية إنتاج “في بيتنا مدرسة” بالقول إنها تحكي عن تجربة المدرسة عبر الإنترنت بأسلوب شيق وطريف يحاكي ظروف الحجر التي واجهها الأطفال بأنفسهم، “فحاولنا أن نكتب الإيجابيات التي أحس بها الطفل من التعليم في البيت بأسلوب بسيط وسهل”.
وتتابع “أول قصة كانت بمثابة تجربة أولى كأسلوب كتابة ورسم، لكنها بحمد الله جاءت بصدى جيد فقلت أجرب من جديد فأنا لن أخسر شيئا سوى المجهود الشخصي، ورغم أن المردود المادي من بيعها عبر أمازون لا يتوافق مع الجهد المبذول، فقد قررنا الاستمرار بالسلسلة وأنتجنا 3 قصص، آخرها في بيتنا مدرسة”.
وفي ما يتعلق بالنشر عبر أمازون كيندل قالت لين حواصلي، إنها جاءت باقتراح من زوجها بعد انطلاق هذه الخدمة واهتمام الكُتّاب بتجربتها، إذ لجأت إليها بعد أن جربت النشر عبر دور النشر العادية والتي تأخذ وقتا طويلا ويتعرض فيه صاحب الكتاب للاستغلال المادي في كثير من الأحيان.
وتقول “يعطي النشر الفردي عبر أمازون حرية بالأفكار والرسم وتعتبر الخدمة سريعة إذ يكون الكتاب جاهزا في أيام”.
وتؤكد أنها جربت نشر كتاب أنشطة للحروف العربية كتجربة أولى، لكن ولأن الموقع لا يدعم نشر الكتب باللغة العربية فقط بل يجب أن تكون بإحدى اللغات المعتمدة، فقد قررت كتابة القصص باللغتين العربية من جهة والإنجليزية من الجهة الأخرى، وتواصلت مع الكاتبة سهير أومري للبدء بالكتابة.
وتواجه لين حواصلي تحديات منها موضوع التسويق إذ تقول إن على مالك الكتاب القيام بالتسويق والدعاية بنفسه باستمرار، وإلا فإن الموقع يبعد الكتاب من خاصية البحث، وتؤكد “لو لم يكن لدي عدد متابعين لا بأس به عبر حساباتي ما كان أحد سيعرف عن القصص فأمازون هي منصة طباعة وبيع فقط”.
كما أن المردود المادي من بيع الكتاب عبر أمازون غير مجد، لأن الموقع يحصل على النسبة الأكبر، مضيفة أن “الجمهور العربي بالعموم لا يفضل شراء الكتب بشكل كبير”.
ويضاف إلى مشكلة عدم اعتماد اللغة العربية وحدها في النشر إذ يجب أن ينشر الكتاب بالإنجليزية، مشكلة أخرى هي عدم وصول القصص للدول العربية، فتقول “حتى وصول الكتاب عبر أمازون لتركيا مثلا سيكون مكلفا أكثر”.
وتعقب لين “من خلال التواصل مع الأمهات أخبرنني أن الأطفال يقرؤون النسخة الإنجليزية أولاً لأنها لغتهم الرئيسية هنا في أميركا، رغم أن النسخة الإنجليزية ما كان مخططا لها في البداية بل جاءت صدفة لأن نشر موقع أمازون كيندل لا يدعم العربية وحدها، لكننا سعدنا بهذا إذ نريد بالنهاية أن نصل للطفل العربي بكل الأساليب”.
والرسامة لين حواصلي تخرجت في كلية الطب البشري بجامعة دمشق، وغادرت سوريا قبل إكمالها للاختصاص في الأشعة حيث تزوجت وأنجبت 3 أطفال بينهم طفلة بمرض التوحد، وتعيش حاليا في أميركا، وزوجها أبيّ سكر مسؤول عن قناة كرزة المشهورة باللغة العربية عبر اليوتيوب.
ولين نشيطة عبر موقعي الإنستغرام والفيس بوك من خلال رسومات يومية تعرف بالـ”كومكس” أو الكاركاتير الحواري ترسم فيه رسومات تعبر فيه عن تجربتها كأم ويومياتها بأسلوب طريف وساخر، وتتناول تحدياتها مع طفلتها المريضة بطريقة توعوية.
وتقول “بدأت عبر الإنستغرام كحساب عادي لكنه تحول لحساب خاص بي كرسامة، ووجدت تفاعلاً مع رسوماتي التي تعبر عما أواجهه كإنسانة وأم لأطفال، فصار بالنسبة لي بمثابة علاج نفسي أكثر من أنه منصة ترويج لعملي، وبصراحة لم أكن أعتقد أنه سيعجب الناس وأنه سيؤثر عليهم بطريقة إيجابية”.
وتتابع “بدأت فيه بالحديث عن ابنتي المصابة بالتوحد فوجدت تقبلاً أكبر وصرت أشعر بارتياح، حيث صار لدي وسيلة للتعبير عن مشاعري وتلطيف لما أمرّ به من خلال الرسم، وتحول الرسم لوسيلة للتخفيف عني دون أن أخطط لهذا”.
وأما سهير أومري فهي كاتبة وناشطة وإعلامية وأم لولدين درست العلوم الشرعية في معهد الفتح الإسلامي وحاصلة على إجازة في اللغة العربية من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وتقيم في القاهرة حيث تقدم عددا من البرامج التلفزيونية والإذاعية على قنوات عربية.
غالبا ما يعتبر الآباء أن القراءة “شأن مدرسي”، لكن تُظهر الأبحاث أهميتها في المنزل وداخل المجتمع.. إليكم بعض الأفكار التي تسهم في تشجيع الأطفال على القراءة من أجل المتعة والمرح.
حصلت الأردنية رنا الدجاني ومبادرة “نحن نحب القراءة” على جملة من الجوائز الأردنية والعربية والعالمية، كان آخرها جائزة نانسن للشرق الأوسط وشمال أفريقيا المقدمة من المفوضية السامية للاجئين لعام 2020.
ترغبين بسماع طفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات وهو يقرأ كتابًا. هذا ممكن باعتماد طريقة جلين دومان الهادفة لتحفيز القدرات المعرفية للأطفال. فما هي طريقة جلين دومان؟ وما عليك فعله؟
عدد المشاهدات: 73
Categoryقصص أطفال