يعتبر إرضاع المولود الحديث الحليب، سواء من خلال الرضاعة الطبيعية، أو الحليب الاصطناعي، الغذاء الرئيسي الذي يعتمد عليه منذ أول يوم لولادته، لكن بمرور 6 أشهر يصبح الطفل بحاجة للبدء في تناول الغذاء الذي يتناوله البالغون، مثل الفواكه والخضراوات تدريجياً بجانب الرضاعة.
وتوضح خبيرة التغذية، بيان أكرم، أن الأطفال قد يبدؤون بتناول أول طعام لهم عند دخولهم الشهر السابع من الولادة، وقبل ذلك لا يكون الجهاز الهضمي ونظام المناعة مُكتملَيْ النمو، وهذا يتماشى مع هيئة الصحة البريطانية التي أوصت بإدخال الطعام ما بين أربعة إلى ستّة أشهر، ويفضل أن يرضع الطفل من الثدي حتى ستّة أشهر بعدها يتم إدخال الطعام المهروس بالتدريج.
التغذية التكميلية
تقول أخصائية التغذية إن فترة تذوق الطعام لأول مرة للطفل الرضيع تسمى “التغذية التكميلية”، لأنها تتم بجانب الإرضاع عند الطفل وليست بديلة عنه. وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، يكون الإرضاع مطلقاً حتى عمر 6 أشهر، وبعدها يتم إدخال الطعام للطفل تدريجياً وحسب الاحتياجات.
وتوضح أكرم أن الإرضاع الطبيعي، فقط، يسد حاجة الطفل للغذاء بشكل كامل حتى عمر 6 أشهر، وفي الشهر السابع تبدأ حاجة الطفل للطعام، بالإضافة لزيادة احتياجه للمغذيات وأهمها الكالسيوم والحديد لزيادة الطاقة وتعزيز النمو، فيبدأ في الجلوس بعمر 6 أشهر، والحبو بعمر 9 أشهر، والمشي بعمر 12 إلى 18 شهراً.
أما عن الشروط الواجب اتباعها عند بدء التغذية التكميلية للرضيع، فتوضح أكرم قائلة: “لابد من البدء بنوع خضراوات واحد، ولا يستحب دمج أنواع مختلفة في نفس الوجبة، خوفاً من أن يتعرض الطفل للحساسية، فعندما نبدأ بالكوسة مثلاً لفترة ونتأكد أنها لا تسبب أي حساسية للطفل يمكننا في الأسبوع التالي تغيير صنف الطعام وتجربة البطاطس مثلاً، وهكذا”. وتتابع شارحة: “في الشهر السابع يمكن زيادة عدد وجبات الخضراوات والفاكهة، والبدء في إطعام الرضيع النشويات مثل الأرز والقمح، وفي الشهر الثامن والتاسع يتم البدء باللحوم وصفار البيض فقط، وفي الشهر العاشر حتى الثاني عشر نبدأ بإدخال البقوليات واللبن ومشتقاته”.
أطعمة ممنوعة
وتوضح أخصائية التغذية الممنوعات التي يجب على الطفل عدم تناولها عندما يتم عامه الأول، منها:
– زلال البيض (بياض البيض)، كما يجب إعطاء الطفل البيض الشديد الاستواء.
– العسل لاحتوائه على جرثومة Claustridium Botulinum، فضلاً عن حليب البقر، والغذاء عالي الدهون والمقلي، وكذلك الفاكهة المجففة لأنها صعبة المضغ، وتسبب تسوس الأسنان. بالإضافة إلى الأغذية التي تحتوي على السكر والملونات الاصطناعية، وكذلك الأطعمة المملحة، والمكسرات بأنواعها، خوفاً من الإصابة بالاختناق.
شروط يجب اتباعها
وتشير أخصائية التغذية إلى بعض الشروط الواجب اتباعها عند البدء بالتغذية التكميلية، منها:
– البدء وحالة الطفل الصحية جيدة، ولا يعاني أمراضاً، ويفضل تناول الوجبة وهو جائع قبل الرضعة (كمية 1-2 معلقة طعام).
– البدء عند انتهاء الشهر السادس لأنه يصبح قادراً على الجلوس، وعدم رفض الأشياء الصلبة التي تدخل فمه.
– عدم التأخر في البدء بالإطعام خلال السنة الأولى، خوفاً من الإصابة بنقص الكالسيوم والحديد.
– التأكد من أن قوام الطعام متماسك، وليس سائلاً.
– البدء بتعليم الطفل في الشهر السابع تقبل تناول الطعام باستخدام الملعقة، بالإضافة إلى تناول منتجات نشوية مثل: الأرز والقمح، لتعزيز الطاقة لديه.
– ضرورة الاهتمام بأن يتناول الطفل بدءاً من الشهر الثامن والتاسع أطعمة تكفي حاجته من الحديد وفيتامين (A).
– إطعامه الزبادي والجبن قليل الدسم في الشهر العاشر حتى الثاني عشر.
مخاطر التأخر
وتوضح أخصائية التغذية، بيان أكرم، مخاطر التأخر في التغذية التكميلية، منها:
تعرض الطفل لمشاكل سوء التغذية، ونقص المغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن)، فضلاً عن صعوبة تعلم تناول الطعام حتى سن متأخرة.