"ألوان الذاكرة" قصص أطفال مثيرة لا تطلب منهم أن يناموا

بيروت – تتكون سلسلة قصص الأطفال “ألوان الذاكرة”، من تأليف الكاتبة نادين باخص ورسوم الفنانة التشكيلية ضحى الخطيب، من أربعة كتب هي: في رأسي نغم، وطاحونة جدي، وناي جبران، وأقرب إلى السماء.

خلف هذه الكتب الأربعة حكاية أم وابنتها كانتا جالستين في إحدى الأماسي تلعبان وترسمان، فيما تستمعان إلى أغاني فيروز ومن بينها أغنية “كان عنا طاحون” التي كانت تجعل الطفلة تطير وهي تسمعها وتغنيها، وكأنها حقا عاشت في ذلك الحي، وكأن لها جدا “يطحن قمح وسهريات”.

وكانت الأم تحكي لطفلتها عن جدها الذي رحل وهي في عمر الحادية عشرة، ورغم أنه لم يكن صاحب طاحون إلا أنه ترك إرثا من القصص، ظلت تستعيدها بعد رحيله. من هنا جاءت فكرة قصة “طاحونة جدي” مزيجا من حب مجازات أغنيات فيروز، وحكايات الأجداد وحزن على فقدهم.

 

☚ خلف الكتب الأربعة حكاية أم وابنتها
☚ خلف الكتب الأربعة حكاية أم وابنتها

 

ولكل أم تحمل هاجس إبعاد الطفل عن الشاشات المتاحة في كل مكان، كتبت قصة “أقرب إلى السماء” التي انطلقت فكرتها من إقامة الكاتبة مع عائلتها في الطابق الثلاثين، فوجدتها فرصة لتعطي ابنتها أفكارا جديدة للتسلية مثل تأمل السيارات التي بدت بحجم ألعاب صغيرة، والغيوم التي كانت تتشكل كيفما تخيلتاها، وكذلك في محاولة عد الطائرات والبحث عن النجوم، وكانت النتيجة أن الطفلة فرحت بهذه التجربة التي أنستها التلفاز والآيباد ما يكفي من الوقت لإعطاء عينيها فرصة راحة.

بينما تحكي قصة “في رأسي نغم” حكاية أرق الإبداع عند الأطفال، حيث تعترف نادين باخص بأنها كانت تعاني من الأرق في طفولتها، وكانت تقضي الليالي مع أفكار كثيرة وأحلام يقظة كحال الكثير من الأطفال، إذ كانت تحس أن شيئا ما في رأسها يضغط عليها ويريد أن يندفع.

إلا أن الكاتبة حين كبرت وتعرفت على إبداع زياد الرحباني لفتها حديثه عن طفولته، وكيف كان لا ينام لأن النغمات تحاصره وتحول بينه وبين النوم، فأحبت أن تحكي للأطفال عن أرق الإبداع الذي قد يرافق الكثير منهم، تقول “أحببت أن يشعروا أن هنالك من يشعر بهم ولا يقول لهم كما يقال لهم دائما: ناموا كي تكبروا”.

أما قصة “ناي جبران” فهي بمثابة بداية الطريق نحو اكتشاف جبران خليل جبران الطفل والإنسان والمبدع، بحسب الكاتبة، وهي غرسة بالإمكان غرسها على أمل أن تأتي بثمر ينفعهم ويثري عقولهم، منطلقة من تجربتها في التعرف على جبران بين رفوف مكتبة العائلة، ومن رحلتها مع الكتابة والأمومة.

يذكر أن سلسلة قصص الأطفال “ألوان الذاكرة” صدرت أخيرا شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ببيروت. أما الكاتبة نادين باخص تحمل شهادة ماجستير في النقد الأدبي، ومن مواليد حمص – سوريا (1984)، ولها في أدب الأطفال “لست بيضة مسلوقة” الصادرة عن دار أصالة – بيروت، و”عقلي يقول لي” عن دار سما – الشارقة، وصدرت لها مجموعات شعرية ثلاث، ورواية، ودراسة نقدية.