الناصرة ـ «القدس العربي»: حينما بحث الباحث الفلسطيني في العلوم الاجتماعية والسياسية الدكتور عامر الهزيل ابن النقب من أراضي 48 عن مدرسة ينهي فيها دراسته الثانوية وجدها داخل مدينة الناصرة في الجليل خلال سبعينيات القرن الماضي، ووقتها كانت بالنسبة له كمن طلب العلم في الصين، فالمسافات بعيدة والإمكانيات قليلة لكنه وصل لها وأبعد على جناحي إرادة من حديد.
في حديث اخص به «القدس العربي» يصحبنا في رحلة إلى الصحراء حلوها ومرّها بين اليوم والأمس ومنها إلى العالم الكبير ذهابا وإيابا وخلال ذلك نتوقف عند قضايا مهمة منها قوة العلم في التطور والبقاء والتسميات المشحونة لبناته ونشاطه في السياسة والمجتمع في الداخل الفلسطيني وغيره.
ولد الهزيل عام 1957 في مضارب عشيرة الهزيل داخل النقب واليوم يقيم في مدينة رهط ويقول إن عشيرته امتدت قبل نكبة 1948 على منطقة واسعة لكن السلطات الإسرائيلية قامت بترحيلها لبناء مستوطنة «شوفال» وحشرها في منطقة صغيرة بعدما هجرّت القسم الأكبر منها إلى غزة والأردن والضفة.
وردا على سؤال يتابع «عندنا أقارب في سيناء المصرية. ننتمي الى قبيلة التياهة وهي عشيرة كبيرة جدا في سيناء وهناك صلات بين كثير من العشائر البدوية الفلسطينية والمصرية في النقب وسيناء». الهزيل الذي يقيم في مدينة رهط يكشف إنه مسكون بالحنين للصحراء ولهدوئها وملامح رومانسية في معيشتها خاصة خلال الطفولة رغم قسوتها. كذلك الحنين لحبّ الناس بعضها البعض وللراحة النفسية والحنين لركوب الخيل والصيد. ومع ذلك هناك مصاعب كبيرة وفيها جانب شاق في حياة البادية عندما تعيش في الصحراء خاصة عندما تكون راعيا وأنت طفل في الصيف وفي شتاء قاس. كنا نقوم بما يعرف بـ «العزبة «داخل الصحراء أنا وشقيقي سليمان وكنت في الصف الثاني فقط عندما بدأت أشارك في الرعاية. كانت أمي الله يرحمها تعطينا «الزوّادة» وننطلق في الفيافي أنا وأخي بعيدا عن مضرب القبيلة ونبيت في الصحراء لعدة أيام ثم نعود. وأحيانا كان والدي أو شقيقي سلطان أو شقيقتي سلطانة يأتوننا مع الطعام والشراب».
■ الخوف من الظلام أو من وحوش الصحراء ما زال في وعيك؟
□ «أحيانا كنا نسمع الذئاب والضباع والوحوش في الليالي وشهدنا عدة هجمات قامت بها على الأغنام وكنا نستعين بالكلاب المدربة».
■ والتعليم؟ كيف تدبرت أمورك إذن؟
□ «عمليا وقتها كان التعليم شحيحا، نتناوب على غرفة التعليم عدة مجموعات لقلة الغرف المدرسية فكنت مع رعاية الغنم إما في الصباح أو في العصر، وبعد ذلك أذهب للتعلم وحتى عندما كنت أعود للبيت من المدرسة الثانوية في الناصرة كنت أشارك في الرعاية. في مضارب الهزيل كنا مجموعات من الصف الأول، والثاني والثالث داخل صف واحد والمعلم ينتقل من مجموعة لأخرى».
■ تعلّمت مع إخوانك وأنتم عشرة أبناء وبنات ووصلتم الجامعات رغم شظف الحياة؟
□ «والدي سلامة الهزيل رحمه الله كان مثقفا ووطنيا وأنهى الابتدائية في مدرسة أبناء الشيوخ داخل مدينة بئر السبع في فترة الاستعمار البريطاني ووقتها كان خريج الصف الثامن يعادل بمستواه خريج جامعة اليوم وكان يجيد الإنكليزية. وقتها كان المعلمون في هذه المدرسة التاريخية من جبل الخليل وغزة وهي اليوم تستخدم متحفا إسرائيليا. ومنذ البداية أدرك أن العلم مفتاح النجاح ووالدتي الله يرحمها رفعة أبو لبة العلمات وهي مثقفة صاحبة الدور الأكبر في تعلمنا. كان والدي مجتهدا وكرس كل شيء حتى يعلمنا وكان يملك أغناما ونحن تعلمنا تباعا وساعد بعضنا البعض. تعلم الأبناء والبنات أيضا: شقيقتي شفا تعلمت وهي مديرة قسم الشؤون الاجتماعية في المجلس المحلي اللقية وريتا تعلمت وهي مربية وشقيقتاي حاكمة وسلطانة لم تتعلما لكنهما مثقفتان ومحّبتان جدا للأدب، وسلطانة ثورية جدا فكانت ترعي الغنم وهي تسمع صوت العاصفة من راديو ترانزيستور صغير فتعود كل يوم بشحنات ثائرة. شقيقي سالم رحمه الله أول الخريجين في النقب وأول من سافر لأمريكا وتعلم علم نفس وقد أسمى شقيقتي ريتا على اسم واحدة من صديقاته الأجنبيات. ويستذكر أن شقيقه شكري الذي يصغره ببضع سنوات دكتور بالعلوم السياسية ومقيم في ألمانيا. سلطان مدير مدرسة متقاعد، سليمان مدير مدرسة متقاعد، سليم شيخ وقاضي عشائري».
وعن فترة الطفولة والصبا يوضح الدكتور عامر الهزيل أن «والده رجل محب للعلم وأرسله لمدرسة تيراسانطا في الناصرة في الفترة 1972 ـ 1976 وهكذا بقية إخوته (سالم، سليم، سليمان، سلطان) وشكري وقد كانت تجربة فريدة بسبب الانتقال من الصحراء للمدينة لكن أهاليها احتضنوننا مما سهل علينا التأقلم». ويضيف» درسنا في البلاد وفي الولايات المتحدة وفي ألمانيا وتبعنا بذلك الأخ البكر سالم الله يرحمه. كنا نبقى في الناصرة شهرا أو شهرين بسبب صعوبة المواصلات وكانت رحلة الذهاب والإياب تستغرق ساعات طويلة.
هدم بيتنا: حدث مؤسس
في واحدة من هذه الزيارات في 12.04.1973 عدنا لمضارب العشيرة فلم نجد بيت العائلة الحجري الذي بناه والده» في الطريق إليه عن بعد احترت وكدت أظن أنني تهت في الطريق ولما وصلته وجدته أنقاضا وخالتي تجلس مهمومة وقد أبلغتني أن السلطات الإسرائيلية هدمت البيت بحجة عدم الترخيص فصار صدام كبير ووقع عدد من الجرحى من الطرفين وهو أول صدام مع الشرطة الإسرائيلية في النقب. واعتقلت والدي وإخوتي وأخواتي.
باحث في العلوم الاجتماعية والسياسية
ويشير إلى أن تلك الفاجعة ما زالت في قلب وجدانه بسبب هذا الظلم المتمثل بهدم البيت واعتقال والده سنتين في سجن الرملة بتهمة ضرب أحد رجال الشرطة. ويقول إنه لاحقا كتب لوالده قصيدة ضمن ذكريات وخواطر وفي سره كان يقدر والديه وهما أهم قدوة بالنسبة له. ويضيف» ما زال ظلم الهدم مستمرا، فتدمير المنزل هو هدم للنفس وينطوي على صدمة».
وبعد الصدامات قامت السلطات الإسرائيلية ببناء مدينة رهط ضمن سياسة تركيز أكبر عدد ممكن من البدو على أصغر بقعة من الأرض ومنح الأرض لليهود وبالتزامن تهويد المكان ومن هنا جاءت التسمية رهط، وهو اسم توراتي ويعني حوض الماء للبهائم. ويوضح أن السلطات الإسرائيلية منحت هذا الاسم لهذه المدينة الفلسطينية في النقب وهي ثاني مدينة بعد الناصرة وتعدادها 70 ألف نسمة.
■ تأقلمتم داخل حياة المدينة بسرعة؟
□ «عندما تأتي بالبدو من قرى صغيرة وتلزمهم بالعيش في المدينة ضمن «حرق المراحل» أدى لأزمات اجتماعية وهذا التحديث القسري هو أحد أسباب انتشار الجريمة في النقب».
■ ضعف الهوية عامل مركزي في الانزلاق لمستنقع العنف والجريمة، هكذا تقول في مقالاتك. كيف؟
□ «العلاقة بينن المستعمر والمستعمِر، بين القاهر والمقهور يسبب انهيارا أفقيا وعموديا وانهيارا للمجتمع المسيطر عليه بشكل عام وهذا يقود لانهيار للمبنى الاجتماعي والأخلاق مبنى الهوية وحتى التحكم في المجتمع، فمرة كنا نسير وفق مقولة القائد الكبير، ونقول «اللي ماله كبير يطيح في البير». عملية الانهيار هذه أدت للتعامل الفردي ولتعقيد نفسي واحتقان داخلي في الروح والمقهور الذي لا يقدر على القاهر يفرّغ سخطه على المقهور وهذه ظاهرة شهدتها الجزائر وجنوب أفريقيا وغيرهما. ونحن في حاجة اليوم لعودة القيادة للتثقيف والتنظيم أمام دولة تستهدفهم يوميا.
■ الحزب؟
□ «دور الحزب هو تنظيم المجتمع وللأسف أحزابنا موسمية وتلتقي الجمهور عشية كل انتخابات فقط».
دراسة التمريض
درس الهزيل التمريض (1980 ـ 1977) وخلال الدراسة اكتشف ان هذا ليس موضوعه الذي يحب دراسته فحاول اقناع امه بالعدول عنه، زجرته أمه لكن لاحقا أبعدته إدارة مستشفى كابلان الإسرائيلي داخل مدينة «رحوفوت»(زرنوقا) وأوقفت تعليمه على خلفية موقفه من عملية الشاطئ بقيادة الشهيدة دلال المغربي عام 1977 وصدامه مع الطلبة اليهود على حق الشعب الفلسطيني بالنضال عندئذ انتقل لمستشفى «أساف هروفيه» في صرفند وخلال حرب لبنان 1982 كنت أشاهد جنودا جرحى ومتعاونين من لبنان فتركت عملي وسافرت في العام نفسه إلى ألمانيا».
السفر إلى ألمانيا
اختار الهزيل السفر عام 1982 إلى ألمانيا لأن التعليم فيها مجاني وفيها فرص عمل. ويوضح أن قريبه الكاتب ابن النقب سليم الأفينش وسالم أبو جبر صديقه من النقب سبقاه إلى ألمانيا «والتحقت بهما».
عن دهشة البدايات يتابع» تعلمت في مدينة هايدلبيرغ الجميلة. أقمت عند ابن بلادي سالم في البداية وتعلمت اللغة فيها قبل الانتقال لمدينة ماربورغ. ذهبت من هايدلبيرغ إلى ماربورغ بالتوصيلة (ترمب) كي ادخّر نفقات ومعي فرشة فوق ظهري حتى أنام على الطريق أحيانا وهكذا كانت تجربة طلاب عرب وفلسطينيين كثر مثلي ومعاملة الألمان كانت طيبة. بعدما سرت مسافة طويلة توقفت سيارة وفيها زوج وزوجته ألمانيان وفي الطريق فهما مقصدي فقررا أن يوصلانني حتى آخر محطة واحترمتهما جدا». ويضيف «وصلت واعيا سياسيا وانخرطت مباشرة وبشكل فاعل في نشاطات اتحاد طلاب فلسطين.
عندما وصل مدينة ماربورغ شعر وكأنه في جنوب لبنان لكثرة الطلاب الفلسطينيين الناشطين في النضال الفلسطيني في ذاك العام العاصف في ظل الاجتياح الإسرائيلي للبنان «وقد ساعدوني بالتأقلم في الجامعة وتأقلمت بخمس دقائق ولاحقا شاركت في احتضان طلاب فلسطينيين وعرب جدد بحال احتاجوا لأي مساعدة. وقد كنت وصلت واعيا سياسيا».
في 1990 سافر للولايات المتحدة للبحث عن الأرشيف الأمريكي ضمن دراسة للدكتوراة وكانت بدايات انهيار الاتحاد السوفييتي وتراجع المنظمة ثم حرب الخليج الأولى، وبعد سبعة شهور عاد إلى ألمانيا ووجد أن كل شيء قد انهار في ألمانيا أيضا وكأنه لم يبق من اتحاد طلبة شيء.
التجمع الوطني الديمقراطي
وكان الدكتور عامر الهزيل عام 1994 من المبادرين الثلاثة لتأسيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي ردا على اتفاق أوسلو، وقد وضع بصماته على برنامجه بصياغته مطلب تغيير قانون الجنسية والعودة كطرح صدامي مع جوهر مشروع الصهيونية الدولة اليهودية وكحجر الزاوية لبناء دولة كل مواطنيها.
ويستذكر الهزيل أن عزمي بشارة انضم لحركة التأسيس بعد أربعة اشهر، وفي مؤتمر قاعة ابو الأنيس في أم الفحم اعطيناه رئاسة الحزب بالتزكية. هذا التأخير في الانضمام كان لأنه يشكك في النجاح بعد فشل مبادرته «ميثاق المساواة» في بداية التسعينيات». في البداية تأثرت بالمد الشيوعي وأنا في الناصرة لكن لم أجد فيه ما يرضيني من مواقف وسقفه السياسي لم يعجبني. تطورت مواقفي تجاه حركة «أبناء البلد» وأنا اتعلم التمريض في البدايات لكن مواقفي أكثر مرونة منهم. لموقفي الايديولوجي لم افكر في حينه ولم أفكر اليوم بالترشح للكنيست. داخل فندق سانت غابرئيل في مدينة الناصرة أعلن عن تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي وفي قاعة الأنيس في أم الفحم لاحقا عقدنا المؤتمر التأسيسي».
ويوضح الهزيل أنه صاغ البرنامج السياسي للحزب برؤية معارضة لأوسلو ومن أجل الصدام مع الصهيونية ولم يكن الكنيست هدفا بل منصة ونقطة انطلاق لحركة جماهيرية تحتج على الدولة اليهودية وعلى المواطنة المعطلة. ويضيف «كان لنا موقف سياسي متحفظ من توجهات أحمد الطيبي وعبد الوهاب دراوشة المعدودين على اوسلو. عندما شاهدت أن المسار انحرف تركت التجمع الوطني الديمقراطي وعدت للنقب وتركت نشاط الحزب بعد الانتخابات الأولى عام 1996. بعد الانتخابات باتت تطفو النقاشات السياسية والتنظيمية، فعزمي بشارة بدأ يتحدث بنفس «ميثاق المساواة « ومن داخل الكينونة ونحن كنا نريد العمل من خارج المواطنة الإسرائيلية لنلتقي مع بقية الشعب الفلسطيني في مشروعه. جرت صدامات حول التوجه والتنظيم ولم يكن لدي وقت فقلت إنني أديت المهمة وعدت للنقب واهتممت بالمساهمة في بناء حركة جماهيرية. شاءت الأقدار أن يتحالف عزمي بشارة عام 1999 مع خصمه السابق أحمد الطيبي بعدما كان يتهمه بالانحراف السياسي».
النشاط الجماهيري في النقب
بعد تأسيس التجمع اعتزل العمل الحزبي ليتفرغ لبناء الحركة، وفي هذا السياق وضع خطة عرب النقب 2020 كبوصلة درب مع خريطة لاعتراف بـ 46 قرية باسمائها التاريخية وكذلك تجمعات كثر.ووفقا لها بادر لتأسيس لجنة التوجيه والتخطيط لعرب النقب، وبعدها أسس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها عام 1997 وواكب عمله كمخطط استراتيجي ومستشار تنظيمي حتى عام 2005 حيث انسحب من صفوفه بعد ان سيطرت عليه الحزبية وكان واضحا له ما هي معالم المرحلة 2005 التي قادت بالفعل لردة في العمل الجماهيري المنهجي حتى غدى المجلس اداة تنفيذ للحزب الديمقراطي العربي وبعده الحركة الإسلامية الجنوبية، وبين سنوات النضال 1997-2005 انتزع النضال المبرمج الاعتراف بـ 14 قرية واقامة مجلسين إقليميين وعبر المحاكم فرض تقديم الخدمات وبناء المؤسسات. واقتفاء بتجربة النقب في التخطيط البديل، بادر مع آخرين لتأسيس المركز العربي للتخطيط البديل للدفاع عن الأرض والإنسان العربي قطرياً الفاعل حتى اليوم من مقره في بلدة عيلبون في الجليل. وفي عام 1994/1995عمل الدكتور عامر الهزيل معلما في ثانوية رهط ولكنه أبعد على خلفية سياسية، وبين عام 1995-2008 شغل منصب مدير قسم التخطيط الاستراتيجي في بلدية رهط وواكب كل مخططاتها وأهمها مخطط رهط 2020.
نائب رئيس وحامل ملف التعليم
في أول انتخابات محلية لرهط في النقب عام 1989 بادر الدكتور عامر الهزيل لتأسيس قائمة «تحالف ابناء رهط « تحت شعار «لا تعطي القبيلة تحكم المدينة والديمقراطية هي الحل» دون ان يترشح لأي منصب. في 2008 خاض الانتخابات وصار نائب رئيس في رهط ومسؤول ملف التربية والتعليم لعشر سنوات، وكانت أهم بصماته تطوير جهاز التربية والتعليم وتعريب المدينة بإطلاق الأسماء التاريخية والأدبية العربية الاسلامية على أحيائها وشوارعها. وعن ذلك يقول «عملت على تعريب المدينة، فاسمها المختار من قبل وزارة الداخلية الإسرائيلية توراتي وقد أطلقنا تسميات عربية على الشوارع من فلسطين إلى القدس وعسقلان «.
الأسرة
تزوج الهزيل من خضرة الصانع عام 1989 وهي سيدة من اللقية وتعمل اليوم مربية ومديرة مدرسة وعنده ستة أبناء:أربع بنات وشابان، ومنحهم تسميات مشحونة: ميثاق درست علم نفس، ووئام طبيبة، ورؤية ممرضة وهتاف طالبة جامعية تدرس علم نفس في جامعة بئر السبع، وديار يدرس اللغة في ألمانيا تمهيدا لدراسة هندسة الحاسوب والبرمجة وسلامة يتعلم المحاماة. في أواخر عام 2018 اعتزل السياسة وعاد لحياته المهنية حيث أقام مركز الإنسان والحيز للتخطيط والتمكين المجتمعي ويشغل اليوم منصب مديره العام وهو أيضا كاتب، ومحلل سياسي، وناشط اجتماعي ومختص في التخطيط الاستراتيجي والتمكين المجتمعي.