شارع 7 | قصة الصبي السكر المغرور | قصص اطفال – موقع رييل ستورى


يحكى أنه كان هناك رجل لطيف اسمه برقوق أحمر، وكانت له زوجة ظريفة اسمها حلاوة عسلية. عاش برقوق أحمر وحلاوة عسلية وحدهما في بيت صغير، تحيط به جنينة جميلة. كان برقوق أحمر وزوجته يقضيان وقتهما في العناية بأشجار الحديقة وأزهارها، وكذلك بالقراءة والأشغال اليدوية، لأنه لم يكن لهما أطفال يهتمان بتربيتهم.

في أحد الأيام، كان برقوق أحمر جالساً يقرأ، وحلاوة عسلية جالسة بجواره تطرز وتفكر. التفتت حلاوة عسلية إلى زوجها وقالت: “إنني أحب الأطفال، وأنت أيضاً تحبهم. كم أود أن يكون لنا طفل!”

رد عليها برقوق أحمر قائلاً: “ولكن، كيف يكون لنا طفل؟”
فقالت حلاوة عسلية: “سأصنع طفلاً صغيراً من الدقيق والبيض والسكر، عيناه من الزبيب، وأنفه وفمه من قشر الليمون، ومعطفه من السكر.”

صنع الطفل سكر سكر

دخلت حلاوة عسلية إلى المطبخ، وبدأت في مزج السكر الأبيض الناعم بالدقيق والبيض. بعد ذلك، أخذت العجينة وصنعت منها صبياً جميلاً له رأس وذراعان ورجلان. وضعت الصبي الصغير على صينية صغيرة. أضافت زبيبتين كبيرتين مكان العينين، وشكلت من قشر الليمون فم الصبي وأنفه. أما معطفه فكان مصنوعاً من السكر الأبيض، وأزراره من الزبيب الأسود.

نظرت حلاوة عسلية إلى الصبي بسعادة، فقد كانت عيناه جميلتين، وأنفه وفمه صغيرين، ومعطفه أبيض وناعم، وذراعاه قويتين، ورجلاه طويلتين. بعد ذلك، أشعلت النار في الفرن وأدخلت فيه الصينية التي عليها الصبي الصغير. قالت بصوت هادئ: “سيكون لي طفل صغير، عيناه من الزبيب، وأنفه وفمه من قشر الليمون، ومعطفه من السكر. وسأسميه: سكر سكر.”

أغلقت حلاوة عسلية باب الفرن بحنان، والفرح يملأ قلبها لأنها ستكون أمًا لولد صغير. ضحكت وقالت لنفسها: “سيكون لي ولزوجي طفل نهتم بتربيته تربية صالحة، ونعلمه في أفضل المدارس حتى يصبح يوماً رجلاً من أفضل الرجال.”

ظهور سكر سكر

مضى الوقت بسرعة، وحرارة الفرن كانت تخبز الصبي الصغير سكر سكر. فجأة، سمعت حلاوة عسلية صوتاً خافتاً ينادي من داخل الفرن: “أخرجوني… أخرجوني بسرعة من هنا… أنا الولد سكر سكر… أخرجوني قبل أن أحترق… افتحوا الباب لأخرج.”

فرحت حلاوة عسلية لسماع صوت ولدها ينادي من داخل الفرن: “أنا سكر سكر… أخرجوني من هنا!” دخل برقوق أحمر إلى المطبخ، وسمع الصوت نفسه: “أخرجوني بسرعة… أنا سكر سكر… أخرجوني قبل أن أحترق!”

ركعت حلاوة عسلية أمام الفرن وفتحت بابه. حينها قفز الصبي الصغير سكر سكر مسرعاً، خارجاً من باب الفرن. فرحت حلاوة عسلية وقالت لزوجها برقوق أحمر: “انظر، انظر إلى سكر سكر! كم هو جميل ونشيط وسريع! هذا هو ولدنا سكر سكر.”

سكر سكر يهرب من المنزل

كان سكر سكر يقفز ويرقص ويلعب في المطبخ، ثم نظر إلى حلاوة عسلية وبرقوق أحمر وقال لهما: “أنا سكر سكر، أنا سكر سكر السريع!”
وكان باب المطبخ مفتوحاً، فقفز سكر سكر خارجه بسرعة إلى الطريق.

التفتت حلاوة عسلية إلى زوجها برقوق أحمر، وقلبها يملؤه الفزع، وقالت بصوت مضطرب: “سكر سكر خرج إلى الطريق. الطريق خطير عليه، إنه صغير للخروج من البيت. هيا بنا نلحق به ونعيده إلى البيت.”

جرى سكر سكر في الشارع الطويل، وجرت وراءه حلاوة عسلية، وجرى خلفه برقوق أحمر. كان برقوق أحمر يصيح: “يا سكر سكر، يا بني الجميل الظريف، قف! قف! لماذا تجري؟ ارجع إلى البيت، الطريق خطير عليك… إنك صغير، عد إلى البيت!”

هروب سكر سكر السريع

لكن سكر سكر لم يتوقف، بل نظر إلى الوراء وهو يعدو، وصاح: “اجرِ… اجرِ… لن تلحقني! مهما جريت، فلن تدركني، ولن تمسكني! أنا سكر سكر السريع!”

لم يستطع برقوق أحمر اللحاق به، ولم تستطع حلاوة عسلية الإمساك به، كما أن سكر سكر لم يستجب لنداء العودة إلى البيت.

استمر سكر سكر في الجري، وفي الطريق قابلته بقرة كبيرة بيضاء اسمها بقرة بقارة.
قالت البقرة: “يا سكر سكر السريع، أيها الولد الحلو اللذيذ، قف! قف! أنت اليوم طعامي، سأدركك وأمسك بك، ولن ينفعك الركض.”

لكن سكر سكر زاد من سرعته واستمر في الجري. وصاح سكر سكر وهو يجري: “لقد سبقت الرجل اللطيف برقوق أحمر، وسبقت المرأة الظريفة حلاوة عسلية، والآن أسبق البقرة البيضاء بقرة بقارة!”

مواجهة مع الحصان حصان الحصون

نظر سكر سكر إلى بقرة بقارة وقال لها: “اجري، اجري، لن تلحقيني! مهما جريت، فلن تدركيني، ولن تمسكني! أنا سكر سكر السريع!”

لم تستطع بقرة بقارة اللحاق به، ولم تستطع إمساكه. استمر سكر سكر في العدو، وفي الطريق قابله حصان كبير ذو عرف طويل واسمه حصان الحصون.
قال الحصان: “يا سكر سكر السريع، أيها الولد الحلو اللذيذ، قف! قف! أنت اليوم طعامي، سأدركك وأمسك بك، ولن ينفعك الهرب.”

لكن سكر سكر زاد من سرعته واستمر في العدو، وصاح وهو يركض: “لقد سبقت الرجل اللطيف برقوق أحمر، وسبقت المرأة الشريفة حلاوة عسلية، وسبقت البقرة البيضاء بقرة بقارة، والآن أسبق الحصان الكبير حصان الحصون!”

نهاية المطاردة

نظر سكر سكر إلى حصان الحصون وقال له: “اجرِ، اجرِ، لن تلحقني! مهما جريت، فلن تدركني، ولن تمسكني! أنا سكر سكر السريع!”

لم يستطع حصان الحصون اللحاق به، ولم يستطع الإمساك به.

استمر سكر سكر يركض، والغرور الشديد يملؤه لسرعته في الركض. قال بكل غرور: “لن يستطيع أحد أن يمسكني. لن يقدر أحد أن يأكلني. أنا سكر سكر السريع!”

لقاء سكر سكر مع الثعلب تعاليبو

في هذه اللحظة، قابل عند شجرة كبيرة ثعلباً ماكراً اسمه تعلب تعاليبو. قال تعلب تعاليبو المكار: “يا سكر سكر السريع… قف، قف، أنا صديقك. أحب أن أقول لك أمراً. أريد أيضاً حمايتك… قف!”

صاح سكر سكر بغرور وهو يزيد من سرعته: “لقد سبقت برقوق أحمر، وحلاوة عسلية، وبقرة بقارة، وحصان الحصون. لم يستطيعوا أن يدركوني أو يمسكوا بي، وأنت يا تعلب تعاليبو لن تستطيع أن تسبقني! لن يستطيع أحد أن يسبقني.”

ركض تعلب تعاليبو وراء سكر سكر، ولكن سكر سكر كان يجري أسرع وأسرع. استمر سكر سكر في العدو، وصاح: “لقد سبقت الرجل اللطيف برقوق أحمر، وسبقت المرأة الظريفة حلاوة عسلية، وسبقت البقرة البيضاء بقرة بقارة، وسبقت الحصان الكبير حصان الحصون، والآن أسبق الثعلب تعاليبو!”

الثعلب يقدم عرضاً

نظر سكر سكر إلى الثعلب تعاليبو وقال له بغرور: “اجرِ، اجرِ، لن تلحقني! مهما جريت، فلن تدركني ولن تمسكني. أنا سكر سكر السريع!”

قال تعلب تعاليبو: “لا أريد الإمساك بك، أريد فقط أن أقول لك شيئاً… أريد أن أساعدك يا سكر سكر. اطلب مني أي شيء.”

لكن سكر سكر السريع استمر في الجري، واستمر تعلب تعاليبو يجري وراءه. وصل سكر سكر إلى النهر، ووقف عند الشاطئ حائراً. قال لنفسه: “ماذا أفعل؟ كيف أعبر النهر وليس عليه جسر، ولا توجد قنطرة؟”

وصل تعلب تعاليبو أيضاً، ووقف بالقرب من سكر سكر وسأله: “هل تريد الآن أن أساعدك؟ أراك حائراً.”
قال سكر سكر: “أحقاً تريد أن تساعدني؟ أنا سكر سكر السريع، لكنني لا أستطيع السباحة. إذا نزلت إلى النهر فسأغرق ولن أستطيع عبوره. أتريد حقاً مساعدتي يا تعلب تعاليبو؟ إذاً، عاوني على عبور النهر.”

سكر سكر يركب فوق الثعلب

أجاب تعلب تعاليبو: “اقفز يا سكر سكر السريع، واجلس فوق ذيلي، وسأعبر بك إلى الضفة الأخرى. لن يلحق بك برقوق أحمر، ولا حلاوة عسلية، ولا بقرة بقارة، ولا حصان الحصون.”

قفز سكر سكر وجلس فوق ذيل الثعلب، وهو فرح لأنه سيعبر النهر ولن يلحق به أحد. نزل تعلب تعاليبو إلى الماء وبدأ يسبح إلى الضفة الأخرى، وسكر سكر جالس فرحاً فوق ذيله.

تقدم تعلب تعاليبو في النهر وهو يسبح، ثم أدار رأسه وقال: “يا سكر سكر السريع، أنت ثقيل على ذيلي، ولقد تعب ذيلي من حملك. سوف تسقط في الماء وتغرق. اقفز واجلس فوق ظهري.”

قفز سكر سكر وجلس فوق ظهر تعلب تعاليبو، وعيناه متجهتان في ابتهاج نحو الضفة الأخرى من النهر.

خطة الثعلب تعاليبو

استمر تعلب تعاليبو في السباحة، وتقدم مسافة جديدة تجاه ضفة النهر الأخرى. ثم أدار رأسه وقال: “يا سكر سكر السريع، أنت ثقيل على ظهري، ولقد تعب ظهري من حملك. ستسقط في الماء وتغرق. اقفز واجلس فوق أنفي.”

قفز سكر سكر وجلس فوق أنف ثعلب تعاليبو، وقد ازداد فرحاً لأنه اقترب من الضفة الأخرى. وصل تعلب تعاليبو إلى الضفة الأخرى للنهر. وعندما وصل إلى الشاطئ، توقف فجأة. فسأله سكر سكر: “لماذا توقفت يا تعلب تعاليبو، يا صديقي؟”

قال تعلب تعاليبو وهو يضحك: “سوف نلعب لعبة لطيفة يا سكر سكر السريع!” وقذف تعلب تعاليبو سكر سكر عالياً في الهواء، ثم فتح فمه، فسقط سكر سكر بين فكيه، وأطبق تعلب تعاليبو عليه بلذة.

نهاية الغرور لسكر سكر

صاح سكر سكر: “الآن نقص مني ربعي!”
وللمرة الثانية، قذف به تعلب تعاليبو عالياً في الهواء، ثم تلقفه بين فكيه. وصاح سكر سكر: “الآن نقص مني نصفي!”
وفي المرة الثالثة، قذف به تعلب تعاليبو عالياً في الهواء، ثم عاد يمسكه بين أسنانه. وصاح سكر سكر: “الآن نقصت مني ثلاثة أرباعي!”

وأخيراً، في المرة الرابعة، قذف تعلب تعاليبو سكر سكر عالياً في الهواء، وحينما سقط في فمه، التهم ما تبقى منه! بعد ذلك، لم يسمع أحد صوت سكر سكر المغرور مرة أخرى.