شارع 7 | قصة الأميرة النائمة | قصص اطفال – موقع رييل ستورى


كان في قديم الزمان ملك وملكة يعيشان في قصرهما الجميل حياة هنيئة وسعيدة، لكن شيئًا واحدًا كان يحزنهما، وهو أنه لم يكن لديهما طفل. كانا يتمنيان لو يرزقان بطفل، وما مرَّ يوم إلا ورددّا فيه: “آه، يا ليتنا نرزق ولدًا!”

وفي أحد الأيام، بينما كانت الملكة تستحم، رأت ضفدعة تخرج من الماء وتحدثها قائلة: “لا تحزني، عما قريب سترزقين طفلة!” فرحت الملكة فرحًا عظيمًا، وذهبت مسرعة إلى زوجها الملك، لتروي له الخبر.

ولادة الأميرة

بعد شهور قليلة تحقق قول الضفدعة، وولدت الملكة طفلة ملأت قلبيهما فرحًا. كانت الطفلة جميلة جدًا، ما إن رآها أحد حتى صرخ: “آه، ما أجملها!” أما الملك، فلشدّة إعجابه بطفلته، أمر بإقامة احتفال عظيم في القصر، ودعا جميع أصدقائه، والملوك والملكات والأمراء والأميرات من البلدان المجاورة.

قال الملك: “سأدعو كذلك جنيات المملكة ليكنّ عرابات الطفلة، ليباركنها ويقدمن لها هداياهن.” كان في المملكة ثلاث عشرة جنية، إحداهن عجوز تعيش وحيدة في بيتها، فلا ترى أحدًا ولا يراها أحد. ولأن الملك لم يكن لديه سوى اثني عشر صحنًا ذهبيًا، فقد دعا اثنتي عشرة جنية فقط، ولم يدع الجنية العجوز.

هدايا الجنيات

قرب نهاية الحفلة، اقتربت الجنيات من الطفلة ليقدمن لها هداياهن السحرية. قالت الأولى: “سيكون وجهك جميلًا جدًا.” وقالت الثانية: “ستكون أفكارك جميلة.” وكذلك قالت الثالثة: “هديتي لك هي اللطف والمحبة.” بينما قالت الرابعة: “سيكون رقصك رشيقًا كرقص الجنيات.” وقالت الخامسة: “غناؤك سيكون حلوًا مثل غناء البلبل.”

وهكذا قدمت كل جنية هديتها حتى جاء دور الجنية الحادية عشرة. فجأة، فتح الباب ودخلت الجنية العجوز التي لم تُدعَ، وأشارت إلى الطفلة وهي تصرخ بغضب: “هديتي لهذه الطفلة أنها عندما تبلغ سن الخامسة عشرة ستنخر إصبعها بمغزل، وتقع ميتة!” قالت هذا وخرجت مسرعة، وهي في حالة غضب شديد.

اللعنة والتخفيف

ذُعر الجميع عند سماع لعنة الجنية الشريرة، وبدأت الملكة تبكي وتنتحب، ولم يعرف الملك كيف يهدئها. لكن الجنية الثانية عشرة التي لم تقدم هديتها بعد اقتربت من الملكة وقالت: “لا تبكي أيتها الملكة، سأساعدك. لا أستطيع إبطال اللعنة، لكن يمكنني تخفيفها. الأميرة ستنخر إصبعها بمغزل في سن الخامسة عشرة، لكنها لن تموت، بل ستنام نوماً عميقاً يطول مئة سنة.”

سعد الملك والملكة بسماع هذا الكلام وشكرا الجنية الثانية عشرة. لكن الملك لم يكن راضيًا عن فكرة نوم ابنته لمئة عام، لذلك أمر بحرق كل ما في المملكة من مغازل، وأرسل رسله إلى المدن والقرى ليشرفوا على عمليات الحرق.

الأميرة الشابة

مرت الأيام والسنون، وكبرت الطفلة لتصبح فتاة رائعة الجمال، تتحلى بجميع الصفات التي وهبتها إياها الجنيات. كان وجهها جميلًا، وأفكارها لطيفة، ورقصها يشبه رقص الجنيات، وصوتها عذبًا كصوت البلبل. كانت سعيدة ومرحة، تبعث البهجة في كل من حولها، ولم يرها أحد إلا أحبها.

أما والداها، فقد وجدا فيها كل ما تمنياه من سعادة وأمل، واعتبراها أعظم نعمة رزقا بها.

الأميرة واكتشاف البرج

في اليوم الذي أتمت فيه الأميرة الخامسة عشرة من عمرها، كان والداها غائبين عن القصر، فبقيت الأميرة وحدها. أرادت اللهو والتجول في القصر، وبدأت تتنقل بين الغرف والممرات، تفتح بابًا وتغلق آخر، وتكتشف أماكن لم تعرفها من قبل. وأخيرًا، وصلت إلى برج قديم وصعدت سلماً حجريًا ضيقًا ومتعرجًا، ينتهي إلى باب صغير في أعلاه.

كان في قفل الباب مفتاح صدئ، فدارت الأميرة المفتاح وفتحته. دخلت الغرفة، وهناك رأت عجوزاً جالسة أمام مغزل قديم، تغزل عليه الكتان.

سألت الأميرة العجوز قائلة: “صباح الخير يا سيدتي، ماذا تعملين؟”

أجابتها العجوز: “أغزل الكتان كما ترين.”

فصاحت الأميرة بإعجاب: “آه، ما أجمل هذه الخيوط! دعيني أجرب الغزل.”

اللعنة تتحقق

ما كادت الأميرة تضع يدها على المغزل، حتى تم قول الجنية الشريرة، فوخزت إصبعها بالمغزل، ووقعت في نوم عميق. وفي اللحظة نفسها، غفت العجوز فوق كرسيها، وغرق جميع سكان القصر في النوم كذلك.

في تلك اللحظة، عاد الملك والملكة إلى القصر ليحتفلا بعيد ميلاد الأميرة. ولكن ما إن وصلا إلى الصالة الكبرى حتى غلبهما النعاس وناما، ونام أيضًا جميع من كان في القصر من رجال ونساء.

حتى في الاصطبلات، نامت الأحصنة، وتوقفت الكلاب عن النباح في ساحة القصر. ونامت الحمائم فوق الأسطح، وتوقف الذباب عن الزحف على الجدران، ودخل القصر في سبات تام.

القصر المغطى بالأشواك

في المطبخ، انطفأت النار وجمد اللحم في القدور. وكان الطباخ قد رفع يده ليقرص أذن منظف الصحون على خطأ ارتكبه، لكنه غفا وهو رافع يده، كما غفا منظف الصحون بجانبه.

سكن القصر تمامًا، فلا حس ولا حركة فيه. حتى الهواء توقف عن الهبوب. وفي الحديقة، تجمدت أوراق الشجر كأنها من حجر، ونبتت أشواك عالية حول القصر والجنائن المحيطة به. ارتفعت الأشواك حتى شكلت سياجًا ضخمًا، كاد يبلغ السماء، يغطي القصر بأكمله. ولم يظهر من القصر سوى علم أحمر صغير يطل من أعلى الأبراج.

انتشار خبر الأميرة النائمة

انتشر خبر الأميرة النائمة في جميع أنحاء المملكة. وعُرفت باسم “الجميلة النائمة”. وسمع بقصتها العديد من أبناء الملوك والأمراء، فركبوا خيولهم وتوجهوا نحو القصر ليشاهدوا الأميرة، ويحاولوا إيقاظها من نومها الطويل. لكن كلما اقتربوا من القصر، خدشت الأشواك وجوههم وأيديهم، فتراجعت محاولاتهم، ورجعوا إلى بلادهم خائبين.

مرت سنوات عديدة بعد ذلك، وفي أحد الأيام، دخل أمير شاب جميل إلى المملكة. قابل الأمير شيخاً عجوزًا أبيض اللحية، وسمع منه قصة عن أميرة جميلة تنام منذ مئة سنة في قصر تحيط به الأشواك، وأن جميع سكان القصر، بما فيهم الملك والملكة، نائمون منذ ذلك الحين.

الأمير والتحدي

قال الأمير للشيخ: “يجب أن أرى هذه الأميرة الجميلة وأوقظها من نومها.”

حذره الشيخ قائلاً: “إن كثيرين حاولوا قبلك وفشلوا، فقد وخزتهم الأشواك وأسالت دماءهم، ورجعوا إلى بلادهم دون أن ينجحوا.”

لكن الأمير أجاب بشجاعة: “أنا لست خائفًا، ولا بد لي من محاولة رؤية هذه الأميرة.”

الأمير ودخوله القصر

كان من حسن حظ الأمير أنه دخل المدينة يوم أتمت الأميرة مئة سنة من النوم، وانقطع سحر الجنية الشريرة. وعندما دفع الأمير بيده أشواك السياج المحيط بالقصر، تحولت كل شوكة إلى وردة، وانفتح السياج أمامه ليسمح له بالمرور. اجتازه الأمير متعجبًا، وانغلق بعده سياج الورد برفق.

أخيرًا، وصل الأمير إلى ساحة القصر، حيث رأى الكلاب نائمة. ثم نظر إلى سطح القصر، فرأى الحمائم نائمة أيضًا، وقد وضعت رؤوسها تحت أجنحتها.

تابع الأمير طريقه إلى اصطبل الخيل، فوجد الأحصنة واقفة، وقد غلبها النوم. كان القصر كله صامتًا، لا حركة فيه ولا صوت.

القصر النائم

دخل الأمير إلى المطبخ، ورأى الذباب نائمًا على الجدران، والنار منطفئة، واللحم غير مطبوخ. أما الطباخ، فكان واقفًا مغمض العينين، وقد رفع يده ليعاقب منظف الصحون، الذي كان جامدًا في مكانه وغلبه النوم بينما كان يحاول الهرب.

وفي جانب آخر من المطبخ، جلست الخادمة على الطاولة، كانت تريد نتف الفروج لتحضيره للغداء، لكنها غرقت في النوم العميق.

بدأ الأمير يتنقل في أنحاء القصر الصامت، حتى وصل إلى الصالة الكبرى، حيث كان الملك والملكة نائمين على عرشيهما، وحولهما رجال ونساء نائمون.

كان الهدوء يعم المكان لدرجة جعلت الأمير يشعر بضرورة المشي على رؤوس أصابعه، حتى لا يوقظ النائمين.

الأمير يجد الأميرة

بحث الأمير طويلاً في الممرات والدهاليز وصعد السلالم، لكنه لم يعثر على الأميرة الجميلة. وأخيرًا، وصل إلى أسفل البرج العالي، فصعد السلم الضيق المتعرج. وعندما وصل إلى الباب في أعلى السلم، دفعه بلطف ودخل الغرفة الصغيرة.

هناك، على السرير، كانت تنام أجمل فتاة رآها الأمير في حياته. ظل الأمير ينظر إليها طويلًا ليستمتع بجمالها الساحر، ثم انحنى وقبلها.

في تلك اللحظة، فتحت الأميرة عينيها وابتسمت له، ثم جلست على الفراش وقد فارقتها كل رغبة في النوم. مد الأمير يده نحوها وأنهضها، ثم مشيا معًا عبر الممرات والسلالم حتى وصلا إلى الصالة الكبرى.

العودة إلى الحياة

فور وصولهما، استيقظ الملك والملكة من نومهما، وكان فرحهما عظيمًا عندما وجدا ابنتهما سالمة ومعافاة، وبجانبها الأمير الذي أنهى بقدومه سحر الجنية الشريرة.

استيقظ أيضًا جميع من كانوا نائمين في القصر، وعادت الحركة إليه. اشتعلت النيران في المطبخ، وبدأ اللحم يغلي في القدور، واستأنفت الخادمة نتف الفروج. أما منظف الصحون، فقد هرب قبل أن يقرص الطباخ أذنه.

في ساحة القصر، استيقظت الكلاب وبدأت في النباح، ونهضت الخيول في الاصطبل، وفتحت الحمائم عيونها وطارت في السماء.

الزفاف العظيم

بعد نوم دام مئة سنة، عادت الحياة إلى القصر، وعم الفرح جميع سكانه. اختفى تمامًا السياج العالي الذي كان يحيط بالقصر. وتدفق الزوار بالآلاف إلى القصر ليشهدوا زفاف الأميرة الجميلة وأميرها.

كانت حفلة الزفاف رائعة وفخمة، وعاش العروسان حياة سعيدة مليئة بالهناء والسرور.